|
Re: سأجففُ بنبعِكِ بحري... (Re: بله محمد الفاضل)
|
سأجففُ بنبعِكِ بحري...
1/
أينما نَظرتُ لأُغنياتي العتيقةِ قامتْ أخيلةٌ من سهوِها المواربِ وتحممتْ بياسمينِ سحرِكِ بعينيّ، وهل الأناشيدُ إلا أنتِ؟ ارتشفتني شقوقُ الأشجانِ، فنفسي تستحيلُ خيطاً رفيعاً من الآهاتِ المُتتابِعةِ لشحوبٍ يندسُّ بحذقٍ طي روحٍ أسيرة هوىً يتهاوى، أو عبوسٍ يُكسِّرُهُ الجَلدُ، أو آمالٍ يُحطِّمَها الصلفُ فتذوب... أين مني الشوقُ تبعثر؟ فمن أتقن مثلي التواري بالياسمينِ يضوعُ (وإن اضمحلَ حدّ الهيولي) رقةً وحدوس، لا تسعهُ المداخِلُ، تتبارى بفضائهِ المعبأِ بالعِطرِ الحُروفُ، فهل يظلُّ ليلي المثقوبُ بالتبرجِ محضَ اشتهاءاتٍ تتساوقُ وارتعاشاتٍ تليدةٍ ربضتْ نابِضةً تحت ظِلِّ الياسمينِ النافِرِ..!! أين مني الفكرُ تجمهر؟ فمن احتشد بالأسرارِ يفرُّ مثلي إلى التَّشبُّثِ بطيفِ العبيرِ ويسكر...
2/ على صخرةٍ بقُربِ البحرِ جَلستُ أحصبُ بالنظرِ: الماءَ والطيرَ والأخيلةِ الهارِبة أنفخُ كالبحرِ هديرَ روحي الجارِحَ... فما تحتملُ الأرضُ ودِثارُها؟
3/ علمني البحرُ تقليمَ الوقتِ، فساعتان لتجفيفِ وحدتي، ليلٌ مكتملُ البدرِ لدحرجةِ أفكارٍ متناثرةٍ عن خاطري، دقيقةٌ تكفي لإغماضٍ ومفتتحِ حُلمٍ يحلِّقُ بجناحي عُصفورٍ أسير... ليس من ساعةٍ تتكتكُ بجوارِحِكَ كساعةِ البحرِ..!!
4/ البحرُ يكتُمُ بقلبي الضحِكَ المتناسِلَ، وفيما يتسلقني بردُ البحرِ فإني مثل قبطانٍ ماهِرٍ أفتحُ صدري لنفثاتِهِ الحارة، يتهجاني البردُ إذن... وكفنارةٍ أعزفُ للبحرِ ضوءَ روحي فيهتدي لأنيني في الاحتراق. 5/ رأيتُ نوافِذَ البحرِ، مسستُ ليلَ الجنيةِ الطويل، أويتُ نبضي بمحارة... والآن يتوجنني بناتُ القصائدِ مِداداً لنبعِكِ، فأخطفُ أقدامَ خيلي التي تخبُّ بالسَّفِنِ للموانئ، أتخلى عن الكنوزِ المحروسةِ مغاراتُها بالمرجِ والمُفترساتِ السابِحاتِ.. فيا ابنة القصائدِ، لكِ الخيلُ والخيّالُ ومدارُ ومِدادُ الأخيلةِ فطهمينا برحيقِ حِناءِ نبضِكِ الداوي بفَلاةِ الأشجانِ وانثرينا كيفما تشائين ورداً أو نردا واصنعينا كما تجيدين حرباً أو سلام . . . 11/5/2013 بله محمد الفاضل
|
|
|
|
|
|