كلنا يذكر قصة الدور الذى اداه الشاب محمد نعيم سعد و هو يحكى قصة شخص يخاف الموت يدور على بيوت العزاء و يسأل المرحوم مات مالو ؟ تارة المرحوم صدمتو عربية مسرعة فيقول غلطان ما عمل حسابو مالو .. كان لازم يعمل حسابو و تارة اخرى المرحوم خنقتو منقة فقال نعيم قولته المشهورة دنئ.. ليه ياكل منقة!!!! فى المرة الاخيرة عندما انتهى من سؤاله التقليدى كان الرد والله المرحوم كان فىصحة جيدة و اتعشى مع الناس صحيناهو الصباح لقيناهو ميت!!!!! فكان رده: ده الخايفين منو.
سلطة الانقاذ بتعاملها الامنى مع كل الاحداث سواء ان كانت سياسية او رياضية او ثقافية او اجتماعية تريد ان ترصد دبيب النمل على الارض و تتنبأ بالتحركات قبل ان تبدأ فتكون مستعدة لها. بثت عيونها فى كل مكان بمن فيهم الغواصات داخل الاحزاب و تمكنت من اختراق كل منظمات المجتمع المدنى فصارت اى حركة تحت نظرها خاصة مايسمى بمنظمات العمل الطوعى ضيقت عليها الخناق بشدة و المفوضية ما هى الاذراع من ازرعة جهاز الامن مهمته الاولى و الاخيرة تكبيل هذه المنظمات و تحجيم دورها و اغلاقها بسبب ودون سبب ان دعت الحاجة. هكذا كان القائمون على النظام يظنون ان كل شئ تحت السيطرة و اى سبب ممكن يموت بيهو المرحوم معروف و مدروس و الترياق المضاد له موجود وفعال الى ان فاجاتهم حملة " نفير" فاسقط مافى يدهم بسبب العفوية التى تنادى بها هؤلاء الشباب و سرعة التنظيم الذى مكنهم من جمع دعم شعبى كبير و سرعة الحركة التى مكنتهم من الوصول الى المتضررين و بالتالى الى قلب الجماهير.
هذا الامر ازعج الحكومة بشدة و بالتالى ازعج جهاز الامن الذى كان يعتقد انه اعد لنا ما يكفى من قوة ومن رباط الخيل يدك بها تحركات الناس قبل ان تبدأ.
كما كان المرحوم فى كامل صحته و فاجأه الموت من حيث لا يدرى تخشى الآن الحكومة و جهاز امنها أن هذا المد الشبابى الذى لم يقم لدواعى سياسية قد ينفجر يوما لاسباب مطلبية او سياسية من دون تنظيم مسبق و يستقوى بالشعب الذى وصل حد كبير من القرف و الغضب فيحدث ما لم يحمد عقباه و مالم يحسب له حساب..
لهذا قابلت الحكومة حملة نفير بشئ من التخبط لا تعرف كيف توقف نشاطها او تجعلها تتحرك تغبطها ام تشتمها . عوملت نفير بكثير من الريبة لأن ما حدث خرج فجأة عن نطاق سيطرة الحكومة وجهاز امنها ..
يجب التاكيد هنا ان " نفير" ليست مجموعة سياسية وهى لاتنتمى لأى حزب وانها مارست النشاط الانسانى كما يجب و بهمة و نشاط كبرين و يا ريت تبقى نفير بعيدة عن السياسة و السياسيين و ربطها بالسياسة هنا جاء كمحاولة لتحليل رد فعل جهاز الدولة من هذه الحملة. لذا لزم التنويه.
09-01-2013, 09:41 AM
ملهم كردفان
ملهم كردفان
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 4742
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة