غريب وعجيب !! ومحير !! هذا الذى يحدث فى الشرق الأوسط ..
.............................................
تتبدل المواقف وتتغير كل 24 ساعة .. تبعا لسخونة الأحداث ولتقلب المصالح عندما بدأ الربيع العربي .. سارعت دول الخليج - عدا قطر- الى الوقوف ضده ... وتحريك الأعلام ورجال الدين للوقوف ضده باعتبارة خروج على الحاكم المسلم .. وباعتباره مدخلا للفتنه .. وامتدادا لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يهدف الى تقزيم الدول واعادة رسم خريطة المنطقة .. ولايخفى على كل متابع .. ان كلمات ثورة وتغييير . من الكلمات التى مسحت من قواميس اللغه فى دول الخليج .. وان أفضل ما تتمناه هذه الدول حكومات عسكرية قوية تحكم الدول العربية . وان اكثر ما تخشاه الثورات والديمقراطية وتبادل الحكم .. والسبب معروفة طبعا .. وهى خطورة هذه الأفكار والحكومات على انطمة الحكم الخليجية لكن هذا الموقف وهذه المصالح لاتنطبق على كل الأحداث .. حيث نجد أن المواقف تبدلت وتغيرت تماما فى الحالة الليبيبة حيث سارعت هذه الدول الى دعم التغيير فى ليبيا ثم جاءت الحالة السورية التى تداخلت وتناقضت فيها المصالح ايضا وسار الأمر فى طريق القبول بالتغيير والتبرير له .. والسبب الكبير والواضح طبعا هو الإختلاف المذهبي .. وتتسارع الأحداث فى مصر بصورة غريبه فبعد رفض التغيير فى بدايته ضد - نظام مبارك - اصبح التغيير الآن ضد الأخوان ضرورة دينية وشرعيه ...
أما فيما يختص بالموقفين الأمريكي والأوروبي وعلى الرغم من وضوحه أول الأمر ودعمهما الكامل للتغيير ولإرادة الثورات .. وتتويجه بالعمل المسلح فى ليبيا الى ان تسارع الأحداث فى سوريا .. ثم فى مصر .. فضح تماما هذه المواقف ووضع المراقبين فى حيرة حول تفسير هذه المواقف .. لكن الذى يعرف جيدا ... المصالح الأمريكية والأوربية فى المنطقة لن تنتابه هذه الحيرة .. فالأولوية القصوى هى حماية مصادر البترول وابعادها عن هذه التوترات وان اقتضى الأمر العمل المسلح كما تم فى ليبيا .. وفرض الأمر بالتوافق والحلول الوسط كما تم فى اليمن .. ثم .. السيطرة على أى نظام حكم جديد فى المنطقة .. وعند صعوبه هذا الخيار .. فإبقاء الدولة فى حالة ضعف وتوتر داخلى هو الخيار الآخر لذا طال أمد الثورة السورية ووصلت مرحلة الحرب الأهلية .. وهذا هو السيناريو المتبع حاليا فى مصر .. محاولة السيطرة .. أو المساهمه فى توتر الأوضاع ويظهر ذلك جليا من خلال تصريحات المسؤلين فى امريكا مثلا .. المندده بالانقلاب فى مصر .. والأخرى التى تتحدث عن انحياز الجيش للأغلبية التى خرجت فى 30 يونيو .. وهذا الموقف بكل تأكيد يرسل اشارت لكل الأطراف بامكانية وقوف أمريكا مع الطرف هذا أو ذاك .. مما يساعد فى تعنت المواقف ...
ولاتختلف كثيرا مواقف تنظيم الأخوان المسلمين المتغيرة عن مثيلتها الامريكية والخليجية .. فالتقارب الاخواني الإيراني غير خاف على أحد وهن احد أسباب معارضة دول الخليج للأخوان الا انه تعرض لإختبار قوي فى الحالة السورية ... ليخرج الأب الروحي للتنظيم ويعلن فى موقف غريب تبرؤه من إيران ومن محاولات تقريب المذاهب ويقول انه أخطأ وان علماء السعودية هم الادرى منه والأعلم بالخطر الإيراني .. ليتم تجميع علماء الدين الاخوان والسلفييين .. فى مؤتمر نادر الحدوث .. برعاية رئيس مصر المعزول مرسي ويعلنوا جميعا الجهاد ضد الخطر الشيعي وتضامنهم لدحره ... وهل شفع هذا الأمر لمرسي لدى دول الخليج ؟؟ !!
ومواقف العلمانيون وغرماء الإسلام السياسي لا تختلف كثيرا فى ضبابيتها وتقلبها عن مواقف هذه الدول .. فهم من صدعونا بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التظاهر وكل هذه القيم الجميله ... لكن يتم القبول بها فقط اذا جاءت بهم او بمن يوافقهم الميول والأفكار .. واذا خسروا الرهان الانتخابي والديمقراطي الذى ظلوا يبشرون به أمدا طويلا .. فالعسكر والإنقلاب هما المخلص .. ومسيحهم المنقذ ..!!
وخلاصة هذا الأمر ان المصالح متضاربة .. والحكومات خائفة .. والمنطقة مشتعلة .. والدول التي ليست لديها بترول ينتظرها شتاء طوييييييييييل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة