|
|
 هل يحدث مثل هذا.......غريب وعجيب
|
عالم المحاكم مليء بالقضايا المختلفة والغريبة سواء كانت من جانب القضايا الجنائية أو الأحوال الشخصية، وفي كل مرة تختلف نسبة الذهول والاستغراب حول تفاصيل القضية المعنية، ولكن تختلف هذه القصة اختلافًا كاملاً عن سابقاتها لانعدام الشفقة والرحمة من قلب والد تجاه طفلتة التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وترجع تفاصيل القصة إلى أن الطفلة عاشت في كنف والديها وبعد مرور عدة سنوات أحست والدتها «ح» التي يبلغ عمرها الثلاثين عامًا بتدهور في صحتها مع آلام مصاحبة لكل جسدها وفي كل مره تتناسى الألم نسبة لضيق العيش وحتى لا تذهب إلى الطبيب وتزيد التكاليف والمصاريف المالية على زوجها بحجة أن لديهم ما هو أهم من ذلك وكانت تكتفي بتناول المسكنات مع بعض الأعشاب البلدية لتهدئة الألم الذي تشعر به ولكن في يوم تفاقم عليها الأمر حتى دخلت في حالة لا تستحمل سوى مراجعة الطبيب الذي أمر بعمل عدد من الفحوصات ليتمكن من تحديد المرض ولم يخطر ببالها قط أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه فكانت المفاجأة حين قدم تقرير الاختصاصي عن حالتها الصحية موضحًا فيه أن «ح» والدة الطفلة مصابة بمرض «سرطان العظام» وتحتاج إلى السفر إلى خارج البلاد لتتمكن من العلاج اللازم وخرجت الأم وهي في حالة من الذهول والصدمة بجانب هم تكلفة مصاريف السفر والعلاج التي قُدِّرت بتكلفة بلغت ثمانية آلاف دولار وكانت على علم تام أنها لا يمكن أن توفر ربع ذلك المبلغ الضخم ولا حتى زوجها يمتلك ذلك وبعد أن وصلت إلى المنزل وأخبرت زوجها بحقيقة حالتها المرضية كانت الصدمة الكبرى في رد فعله على أنه لا يستطيع أن يقف بجانبها ولا يمكنه أن يأخذها للعلاج بالخارج فقط لا حل له سوى أن يطلقها وبالفعل وقع الطلاق وطالب بأخذ الطفلة على أن يكون هو حضينها بحجة أن والدتها في حالة صحية سيئة لا تصلح أن تراعي الطفلة. وخرجت الأم «ح» وهي حائرة والدنيا مسودة في وجهها من كل النواحي تتعذب من آلام المرض اللعين وتتعذب لفراق طفلتها بجانب أنها وحيدة في هذه الدنيا ليس لديها من يعولها ولا تدري إلى أين تذهب وظلت هكذا تتجول من مكان إلى آخر وبعد فترة من الزمن أصيبت الطفلة بحالة مرضية سيئة استدعت زيارتها للطبيب وبعد تكرر زيارتها للعيادة وتدهور حالتها قام الطبيب بتحويلها الى أحد المستشفيات مطالبًا بإجراء عدد من الفحوصات وبالفعل تم أخذ العينات من الطفلة بعدها جاء التقرير الطبي بإصابتها بثقب في القلب يحتاج إلى عملية جراحية كبرى وأوصى أن تتم العملية بإحدى الدول بالخارج وأصيب الأب بحالة من الاستياء ولم يدرك وقتها كيف يتصرف وفي تلك اللحظة بدلاً من أن يتحول اهتمامه تجاه طفلته المريضة وأن يحاول أن يعوضها ويحتويها بعطفه وحنانه الذي يتصف به الأبوان إلا أنه تجرد من كل هذه الصفات وقرر أن يتجرد كذلك حتى من صفة الأبوة التي طالما كانت حلمًا لأي رجل ويتمناها المرء أيًا كانت صفاته حسنة أم سيئة، أما هذا الرجل فقد فضل أن يعيش دون مسؤوليات وألا يقع على عاتقه أي حمل حتى ولو كان إلى أحد من أفراد أسرته وفي ذلك اليوم أصدر قراره الذي بموجبه أخذته أقدامه إلى المحكمة مطالبًا أن يبرئ ذمته من ابنته وأن يتبرأ منها وحضرت الأم «ح» إلى المحكمة وقالت إني سأتكفل بابنتي ورعايتها وعلى هذا الرجل أن يكتب إقرار تنازل أمام المحكمة بإخلاء مسؤوليته وإعالته لها وحدث ذلك، خرجت الأم وطفلتها من حرم المحكمة متجهة إلى الجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال مرضى السرطان وأخبرتهم الأم أن ليس لها مكان يأويها هي وطفلتها وسردت لهم كل تفاصيل حياتها وطلبت منهم أن تفضل بينهم وقالوا لها إن هذا المكان مخصص لأطفال الولايات المصابين بمرض السرطان يمكثون فيه حتى يتناولون علاجهم في فترة محدودة وأضافوا أنه نسبة لحالتها المرضية الحرجة وظروفها الاجتماعية السيئة استضافتها استراحة الأطفال بتوصية من الطبيب المعالج لمواصلة علاجها وظلت الأم وطفلتها في الاستراحة لفترة من الزمن بعدها صدر قرار من إدارة الجمعية بإنهاء مدة الاستضافة وعلى الأم وابنتها أن تذهبا، وبكل حزن وأسى وحيرة تملأ قلب الأم المريضة المغلوبة على أمرها خرجت هي وابنتها ولكن لا تعرفان إلى أين تذهبان وكيف تدبران مبلغ العلاج ولا حتى العملية الجراحية التي يجب أن تجرى للطفلة وقدرت تكلفتها بحوالى «10» آلاف دولار. ومن هنا بدأت الأم تناشد أهل الخير لمد يد المساعد لها ولطفلتها المريضة وحتى اللحظة لم تجد هذه الأم مكانًا يأويها ولا مبلغًا ماليًا لعلاجها.
صحيفة الإنتباهة
نجلاء عباس
|
|
 
|
|
|
|
علي الكرار هاشم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست