ألف عين، لن ترى جمال أختي!!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2013, 04:22 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ألف عين، لن ترى جمال أختي!!..

    ...
    بعض، حكايات، عن البيت السوداني..
    ألف عين، لن ترى جمال أختي!!..

    المقشاشة
    (كأن الحوش، خدها الوضئ)..

    (1)

    "كش.. كش.. كش."!!...

    سعدية تكنس، سعدية تعزف، أيقاع يومي، تبدأ به الدار حياتها ، في الفجر، حين تكون الشمس برتقالية، كأنها بالون أنفك من يد طفل شقي أقصى الشرق، مسالمة، تمسك أختي سعدية المقشاشة، الريشة، ثم تعزف على تراب الدار، حوش كبير، يصلح ميدانا للمولد، أو ملعب لكرة الشراب، كما كنا نفعل، ونلهو!!..

    تصحو قبلي، لم؟ لست أدري، لأني ولد؟ تبدو أذكى، وأجمل، أصغر مني بعامين، غريزة الجمال تتوهج بقلبها، كأن الأرض خدها الوضئ، تعاملها برفق وتأني، هواية محببة، أكثر من واجب يومي، ما أعذب وقائع الحياة اليومية، في عيني سعدية، قلبها مفعم بالمحبة، لأكثر الأشياء رتابة، وعادة، أكون راقدا في العنقريب، وأنا أراقبها، شبه نائم، ظل الصالون يفرش ملاءته فوقي، وعلى برميل المياه، وطربيزة العشاء، وجزء من كرسي خشبي، جلس عليه خالي، بقية الكراسي في ضوء الشمس، تبدو برتقالية، تحاكي شعيعات الشمس الواهنة، رغم لونها الأبيض..

    اقترتب من عنقريب مدثر الصغير، لا يزال نائما، وضعت قبله حارة على خده البارد، مسحها بكفه، وهو يهمهم بلغة غامضة، وكأن حشرة دبت على خده، انقلب على جنبه الآخر، ويده مكورة بشدة، أطنه يمسك بحلوة كبييييرة، في الحلم..

    هل تحبون مثلي صوت المقشاشة؟!!..

    تعني لي الأرض، تغوص شعيراتها في تراب وطني الصغير، دارنا، كي تمسح عنها بقايا حياة يوم كامل، الحياة تمحى، هي الأخرى، لسلة الماضي، آثار نعال أمي، حوافر حيوانات، ودجاج، وجيران، ووضوء خالي (دفع الله)، وأثارطرابيز، وسراير، بقايا طعام، وفوضى رياح (جلبت معها اوساخ فطرية، وريقات نيم وبعر وقش وشعر مشاط بتول)، وشقاوة مدثر، أبن أختي الكبرى..

    تمسح كالبشاورة، يوم الأمس، حكايات الأمس، سعي الأمس، تعد الدار، والحوش ليوم جديد، كي تقبل شعيعات الشمس وجه الدار، وكي تسير أمي، وأخواتي ويبكي مدثر، وتكاكي دجاجات، ويزورنا أهل، وضيوف، ونرسم بشعور، أو لاشعور، أحداث يوم عادي آخر، ومعنا الدجاجات، والأغنام، والرياح، والمطر، والسراير، والفطرة كلهن أبطال (أوعة.. ما تجر العنقريب، بتحفر البيت، انتظر اشيلو معاك).. تصرخ سعدية من بعيد، وكأني خدشت يديها الطيبتين، وليس تراب الدار، حس كضوء قمر لطيف، يلامس نبض البيت كله!!..

    (2)

    " دو .. ري، مي"..
    شرعت في الكنس أمام غرفة جدي، وفي خطوط مستقيمة، تسعي شمالا، ثم ترجع جنوبا، تترك وراءها مويجات ترابية، خلقت سجاد جميل على تراب الحوش!..


    تثير بخورا خفيفا من الغبار، فتبدو كأنها مارد، يخوض وسط عاصفة لا تتجاوز ركبتيه، ماردة حقيقية، همة عالية تمضي، وتقبل، بلا كلل، أو ملل، بذاءت الانحاءة، كأنها تقرع طبل غير مرئي بطرف المكنسة، في حلق ذكر غيبي!!..

    (السكر في البرطمانية فوق الرف)، ترد على أمي واقفة، ثم تنحني لصلاة الكنس، وفتح ورقة سمراء على كتاب الحوش، نكتب فيها وقائع الحياة، بكل كرنفالها الفطري، والمقدر، والمكتوب، لابد من ماض، ولا بد من غد، كي يجري نهر الحياة، وإلا احتشدت الحياة في الحاضر، كغرفة صغيرة، مليئة بالاثاث، والكتب، والبراميل، والوقائع...

    بغتة،!! يتوقف ايقاع المكشاشة، وقد انتظمت ضربات قلبي معها، فأرفع الملاءة الزرقاء عن رأسي لأرى ما جرى، سعدية منحنية، تنظر بعمق لشي في الارض، عثرت على ثروة كبرى ( شلن، أم حشرة بهجية الشكل، لم تمد يدها لحملها، بل أكتفت بتقليبها بطرف المكشاشة)، وحين أنحنت أكثر، كي تتابع اكش########ا السعيد، ايقنت بأنها حشرة، وما أكثرها في دارنا، خمسة دقائق ظلت واقفة، كأنها صنم من سحر الحشرة، ثم تبدأ عزفها، فيبتعد عني صوت المكشاشة، فالدار وسيعة، وحنونه!!.

    ورقة نيم هبت مسرعة، رجعت للمساحة المكنوسة، وكأنها حنت لوطنها، هي الأخرى، ياللمفاجأة!! عدة اوارق خرجت من الحد لفاصل، كل الاشياء تقلد بعضها!!، استغلت انشغال سعدية، ورجعت تلعب في الحوش النظيف، اوراق وجرايد، .. احتارت!!.. وقفت متحسرة، وضعت يديها على جنبها، ثم استرقت السمع لأغنية، تتسرب من مذياع الجيران، استراحة محارب، أمامه مساحة للكنس، وترتيب الفوضى، وإعادة العنقاريب، والكراسي، والطرابيز، لداخل الغرف الطينة،..

    (3)

    اسمع هدا الايقاع وأنا شبه نائم في الحواش الوسيع، كأنه يأتيني من عالم آخر، النعاس كالشعر، يخلل الواقع، ويجعله كالضباب، غيم من حياة، يالها من فنانة كبيرة، تكنس الدار بأحساس عظيم، تنسج خطوط متوازية، ثم تكوم الأوساخ في زاوية بعيدة، ثم تجلس، ولمدة طويلة، غارقة في تأمل ثروة بسيطة، أخرجتها المكشاشة من باطن الأرض (بينسه، حبة سبحة، ريال، أوراق جرايد، حصى ملساء، سكسك ملون)، وخبايا أخرى، رخيصة، وغالية جدا، جداً!!....

    حكاية لا تنتهي، تتساقط الأوراق والأزهار الميتة، ويسعى الإنسان، وتسعى الاكياس للدار بأرجل الرياح، تمارس الطبيعة حياتها، بمعنى، ظاهر، أو غامض، كل يوم، بلا ملل، وتجري في الدار حيوات عصية الفهم، شاعرية، وحزينة، ومغرضة، ثغاء معزة، سعال جدي، بكاء مدثر، مرض حبوبة، ميلاد فوزية، وتتطاول شجرة، ترسم الحياة، ترى شكلها في مرآة الواقع.. أيعجبها؟...

    النسيم يتلاعب بورقة جريدة قديمة، اسطوانية الشكل، بداخلها صورة زعيم شهير، تتدحرج يمنة ويسرى، لم تلتزم بالقسم اللامرئي لبقايا الأوساخ، تبدو صورة الزعيم وكأنه طفل ولج بطن برميل، ثم دفعه الأطفال، كما كنا نلعب، ونلف داخل بطن البرميل، ونحس بالدوار الخلاق، حيث تتداخل الصور، وتترنح الخطوات، كالثمل..

    تنظر بحبور خلفها حين تسمع (سعدية.. سعدية مششيني)، يقولها مدثر وقد افسد عليها نظافة البيت، فتعود جزلى (فلا تضج ولا تثور)، كيف تفهم الحياة؟ يالها من حدس، يتشرب قلبها الغض، بعزائم الأمور، ما أوسعها هذه الطفلة، أي تاج خفي يتوج رأسها المغبر، كيف أراها، كما هي، وليس كما يبدو لي، كيف؟...

    يعاود النسيم مشاغبتها، أوراق تهرب للوراء، ترجع متحسرة وتعيدها إلى صف الاوساخ المستقيم، مجموعة أوراق وأكياس تجري هنا وهناك، "يالها من لعبة اقتنصتها الأوراق مع سعدية"، تنظر لهن بتزمت، "كويس؟ تهددهن"، تضع يدها اليسرى على خدها، ماهذا القرار الشجاع، غيرت رأيها تماما، مضت لآخر الدار، تقرر الكنس من الاتجاه المعاكس، نهاية الحائط،، النسيم يكنس معها، يبدو على عجل، وغير متقن، مثلها، يترك أشياء، ويستخف بالأوراق والأكياس، تسير أمامها، بمكنسة النسيم العجولة، ما اسعد حوشنا، تحننه سعدية، والنسيم، معا، لفتح صفحة سمراء، جديده، على أديمه، كي نكتب حكاوينا، حياة جديدة، من نهر الحياة المتدفق، دوما، نحو الغد، نحو البسمة الأصيلة..

    أنها في المنتصف، تجمعت الأوساخ في خط مستقيم، يفصل بين المحو والإثبات، بين ورقة سمراء فارغة، وأخرى مليئة بسطور الحياة، أثار نعال أمي "أعتى قصاص لم يتقصي أثر أمي في الدار، تسعى، وتحج بين المطبخ، والصالون، والزريبة، وغرفة جدي،".. بل والسماء، أمي تحلق، كالطيور، بل تتسلل لباطن الأرض، كالجذور، ومياه الأمطار.. هي اكثر من ذلك، هي أنضر، أي مكنسة لا تستطيع محو عطر أمي، وروح امي، في الغرف والبرندة، وشارع الحوش، والقلب..

    (4)

    يسرح طرفي، مع الايقاع المنتظم، "كش كش كش"، مع مكنسة الزمن، وهي الأخري، تكنس وقائع الحاضر، في سلة الماضي، كي تسعى حيوات الغد، وتغمر حوش الحاضر، أروع ما يكون، فيكبر مدثر، وترسم سعدية، وتعرس فارس، عصى الوصف، مثلها!! ..

    دجاجة تتمرغ في التراب، تستحم، ألهذا شرع الدين "التيمم"، كم للتراب من قدرات، ينظف، ويسعد، ويلوث، حسب نيته، وحينا يكون عشبا أخضر، وسهلا، وصحراء ذهبية، بيده الاكسير، والطيبة..

    يتلون الكنس، وأيقاع الممقشاشة، من يدي لأخرى، كانت المقشاشة ريشة بيد سعدية، ومجرد مكنسة بيد رشا، حسب وردية كتبها عرف تالد، أعباء للفتاة، وبراح للاولاد..

    (5)

    تعثر على شئ ما، خلف زير مكسور في ركن الدار، تخبئه بمكر، كي لا نراه، أنها علبة سجاير برنجي، لأخي الأكبر، تستر الكثير من الأسرار، التي تعثر عليها، وهي تكنس الدار كلها، عمرها ألف، أقسم، بل أزيد، تعثر على رسائل عاطفية، وعلى صور أشعة أكس، التي تخفيها أمي عنا، أمراض أمي تخيفنا، وسعدية تعلم، وتخفي همها في قلبها الأصم الصغير، عن النميمة، والتشهير، من هي سعدية؟ بربكم من هي، من هو الملاك الذي يختفي في صورة أختي الصغيرة، من؟ كتب محرمة عن الأنظمة الحاكمة، وبيانات شجب، تختفي في سعة صدرها، وهي تكنس الدار، عن الغبار، والخوف، صدرها قبر لأي سر، وحين تنتهي الكنس، تعامل أخي الأكبر، وكأن شئا لم يكن، بل قد يضربها لو تأخرت في عمل الشاي، وسره مدفون في صدرها الحنون، (أختاه أجمل قصائد الشعر الحية)!..

    ثوب أمي المعلق على حبل الغسيل حجبها عني، أخفاها، لحيظات، بل سنوات، سوى أرجلها وطرف المقشاشة، الأرجل تشمي ببط، وشعيرات المكشاشة تنفش شعر الأرض، تستخرج فصوص بلح، حصى، وبينسات.. يبدو الثوب كأنه ستارة مسرح الممثل الواحد، .. سيرفع الستار، عن بطلة صغيرة، تلبس فستان بزهور فاقعة، صفراء، وبنفسجية، وبيدها ريشة عجيبة، يتداخل صوت المقشاشة مع فوران الشاي، ولغط صبية في طريقهم للبحر، وحوافر الاغنام، ورائحتها، وغبارها وهي في طريقها للمرعى..

    عثرت على حصى ملساء، رفعتها بيدها اليسرى، نعومة الحصى غطست في جسدها، واستقرت في قلبها، كسمكة ملونة في ذلك البحر اللانهائي، لم ينصب الحرير ملكا، إلا بتاج النعومة، النعومة!! هي الشعر، هي حصى ملساء تمد شعاع نعومتها حتى قلب سعدية، المترامي الأفاق..

    (6)

    أختفت وراء المزيرة، تبدو كمقام إبراهيم في قلب الدار، ولكن الايقاع الفضولي لم يختفي، وصلني، أيتلوى الصوت؟ مثل البخور، وروح سعدية؟؟..

    نظرت لوجهها في الزير، الماء لا يكذب، استطاع ان يعكس جمال وجهها، والخصلة التي تسربت بفعل الكنس، بدت واضحة في المرآة الدائرية للزير، مضت وهي تحشر الخصلة في طرحتها الزرقاء، والوجه على صفحة الزير، أهو الأخر حشر الخصلة الآن؟..

    ظهرت بالطرف الآخر، وجهها تتلألأ، من رصعها بالماس في هذا الغياب الصغير خلف المزيرة، جبينها يتلألأ بعشرات الألأي الصغيرة، .. ثم تسيل على وجهها، فتنبع من جسدها لؤلؤة أخرى، ما اعظم التشابه بين الخالق والمخلوق، جسدها وتلكم اللألي السائلة..
    لاتزال نعومة الحصى، تتوغل في جسدها كضوء في بركة..

    تحت الشجرة الأوراق الصفراء تفترش الثرى، كنست الاوراق، وجمعتها في كوم على حدة، هب نسيم، تساقطت عشرات الأوراق الصفراء، رمت المقشاشة، ووضعت يديها حول خصرها، مم تذمرت؟.. من النسيم أو الأوراق الصفراء، أم تعجبا من الأوراق الخضراء، والتي ظلت ممسكة بالوطن الأخضر، ولم تفر كالصفراء، وتتخاذل لأبسط إغراء بالحرية، بعيدا عن الفرع، والغصن، الأوراق الصفراء لم تبالي، بل حلقت حولها رأسها، وحطت على كتفها ورأسها، (أتخذلين أمك الشجرة)، للأوراق التي فرت من حضن الأم، ألا تري كيف حلقت الأوراق وهي تفك قيدها!! وهي تسبح في الهواء ثملة، وتجري هنا، وهناك، انعتقت بعد صيام طويل، أصفر جسدها، وقطع الكائن الغريب(الموت) حبل القيد، كي تعي ذاتها، منفردة، للمرة الأولى في حياتها.. قطعت خواطرها صرخة من وراء الحجرات (المدرسة قربت ياسعدية).

    (7)

    نشفت جبينها، بطرف الطرحة!! ومضت شمالا، وجنوبا، هذه المرة داخل الغرف، والبرندة، والصالون الطويل، كقمرة قطار، تسعى، بصمت، حينا أحسها بأنه لوحدها، كائن وحيد، يفهم المعاناة بطريقته، كل الاشياء صديقة، فنان عثر على شي عظيم، مستغرفة فيه، كأنها لا تكنس، بل تصلي، لجمال عظيم، بداخلها، يحرك المقشاشة، والروح، والأرض، والجمال، والنظافة، وتجدد الحياة السرمدي..

    في ركن الدار، جمعت الاوساخ في القفة، حملتها بيدها اليمني، وباليسرى المقشاشة، وضعت المقشاشة، في المطبخ، ثم مضت لخارج الحوش، للكوشة، بعيدا في الفسحة، صمعت اصوات صويحباتها، عن حنة فاطمة، أو استعارة كراس، أو دعوة لشراب الشاي، معا،..

    رتبت البيت كله، عاد النظام والدقة والنظافة للدار، بأنتظار حيوات، تمارس فطرة الحياة، وتدون وقائع، الله وحده يعرفها، في مسرح بحجم الكون..

    الحوش الآن جاهز، كي تزخرفه حيوات أهلي، لا أحد يشبه الآخر، حتى في مشيته، سفمونية حياة، فهدا مركوب خالي فهو يسير بصورة زاوية منفجرة، وكأن كل رجل فيه تسعى لمكان،، وتلك سفنجة سعد، بها شرخ، يبدو جليا في التراب، وتلك قمزات نعال (بتول جارتنا)، فهي في عجل، كي تنقل (شمار حار وطازج) وهدا المجرى الصغير، الصغير جداً، لدجاجة شقية، وقعت فريسة في شبك من شعر أختي (سعاد)، فعلقت في بقايا شعرها المتساقط، فتكورت في نهاية الشعرة قطعة طينية، (لا أدري لمادا تحب الفيزيا والميكانيكا الشكل الكروي)، وللحق كلما نطارد الدجاجة لكي نخلصها من هدا الأسر، تجري خائفة منا، فهي (لا تأمن بني آدم حتى وهو في قمة فضائله)، أليست له معدة، وهناك كائن غريزي يسمى الجوع!!...

    تكنسه في الصبح، وعند المساء، وأحيانا أكثر من ذلك، حين يباغتنا ضيف، أو خطوبة ما، أوحفل عرس، أو حج، أو حلق ذكر، تستل أختي سيفها الجميل، المقشاشة، وتشرع في محو حياة، لرسم حياة أخرى، غناء، وطار، وسعي في الدار..

    الحوش الآن، ورقة سمراء، في انتظار حبر أخضر، وقصيدة حية، يكتبها أهلي، وعشيرتي، وجيراني، ودهر يطل من باب الغد، وبهيئة غامضة، كل حين!!...

    سعدية، فقد وقفت متعبة، تضع يدها على خصرها، وتتكي على المقشاشة، وتنظر لورقتها السمراء، الجميلة، النظيفة، حوشنا الحنون، وقد فتح صدره، كي نحيا، ونعيش فيه، أجمل ما يكون، ونرسم بخطواتنا، واقدامنا، لوحة الحياة، الحياة الغامضة كالشعر، بكل شكولها، وسرها، وسحرها، وأثار قدمي سعدية، هما أول من يسطر تلكم القصيدة، فهاهي تمضي، وأثار قدميها، خلفها، تحنن البيت، ليت السامري، أدرك أثر خطوها، وحثى منه، لخلق تمثال حب، للأخت، للوفاء الأجمل، والأحلى...

    المقشاشة، تنام سعيدة،متعبة، تلف رأسها بشريط أبيض، وأرجلها الألف، من سعف النخيل، تتمدد متعبة، بعد أنهكها السير في الدار، والغوص في تبره وترابه، وهي تمحو حياة آثاره، كما يمحو ظل الليل وجه الحياة.

    ***

    حكاية، من كراسة بعنوان "ألف عين، لن ترى جمال أختي"
    عن بطولات الأخت، الجندي المجهول، في البيت السوداني..
    كل أخت، وهي تكتوي الآن، في رمضاء بلادي، وظمأ رمضان، وهي في المطبخ، والحقل، والمعمل، والمصنع،
    محبتي وتقديري العظيم..

    ...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-17-2013, 02:54 PM)

                  

07-16-2013, 04:43 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    عين أولى،
    تخفق في الرؤية، وتعجز، عن وصف كنس بسيط، لأخت رسولة..

    عين ألف رغوة، لن تراك!!..

    أختي، تحمل البستلة المليئة باللبن، فوق راسها، تنسج في حبل دبارة نحيف، بيديها معها، حبل طويل، يتدلى حتى ركبتها، تخلق منه شبكة جميلة، ثم تفردها لحبل مرة أخرى، البستلة تتراقص جزلى، يمنى، ويسرى، دون أيدي تمسكها، فروة رأس ماهرة، بها ألف يد، غير مرئية، تحمل البستلة، واللبن، وتمرجحها فوق رأسها، كقارب في نهر..

    اللبن يصنع مويجات صغيرة، تتلاطم برشاقة بحافة البستلة، من رقص خطواتها على الأرض، دون أن تدلق قطرة واحدة فوق رأسها، أو تسيل على حافة البستلة..

    كانت تغني بصوت جميل، نبيل، تتكون عيون صغيرة، كثيرة، بيضاء من رغوة اللبن، هل تود كلها رؤية أختي؟ ولو كانت ألف عين لن ترى سر، وجمال هذه الفتاة الصغيرة، أنها شاعرة دون قصائد، حكمية دون نبوءة، خلقت بتلك السمات، كما يخلق الصندل، طيب العطر، والفؤاد..

    أأتطير فوق غيم السحب؟، وتغوص في النهر مع الأسماك الملونة، لا اشك، أرها دوما مبللة بالإعجاز والغيم، والحلم، ماأراه امامي هو شعر وفن، ونبل، في طوايا فستان ملون بسيط..

    قادرة على أن تكون بخورا، وظلا لنا، فهي تكنس الدار التي بحجم السماء، وتطبخ في عتمة الفجر مع أمي، وتحفظ النشيد والقران بمهارة فريدة، في فصول الطين، فهل أتعجب لو رأيتها تحلق مع عصافير الصباح، وهي في طريقها للسافل، لأهل أبي؟، أن قلب أختي، كل الشموش تضئ دونه، وأتعجب كيف يقطن في خلوة ضلوعها وهو أثقل وأعتى من جبل احد والتكا ومرة!!..

    تتكاثر عيون الرغوة، فوق البستلة، فضول كي ترى الرسولة السمراء، الصغيرة، تقفز رغوة وحيدة، برشاقة لاعلى، ثم تهوي، وهي تحكي لصويحابتها عن جمال أختي، وبركاتها، فتتكاثر العيون أكثر، وأكثر، ويضطرب اللبن، ويزبد، فرحا، وهو يحج فوق رأسها النبيل، العطيم، الصغير، إلي البيت.

    ألف عين، لن ترى جمال أختي، ولو أتسعت بحجم السماء

    ***

    فقرة، من كراسة بعنوان "ألف عين، لن ترى جمال أختي"
    :عن بطولات الأخت، الجندي المجهول، في البيت السوداني..
    كل أخت، وهي تكتوي الآن، في رمضاء بلادي، وظمأ رمضان، وهي في المطبخ، والحقل، والمعمل، والمصنع،
    محبتي وتقديري العظيم..

    ...
    وألف عين، لن ترى جمالك..

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 07-17-2013, 03:03 PM)

                  

07-16-2013, 04:50 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    أختي الكبرى، علوية...

    أشك، من أمي؟ هي أم أمي؟..
    وأني في ضلالي ليوم الناس هذا..

    .....
                  

07-16-2013, 04:53 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...


    أهناك عيدا للأخت؟
    كعيد الأم، والمرأة، والعمال..

    أم، كل زمانها أعياد؟..

    ....
                  

07-16-2013, 05:31 PM

راشد سيد أحمد الشيخ
<aراشد سيد أحمد الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    سلم يراعك يا عبد الغني
    هذا بوح طاعم ونبيل
    سلمت يا فنان
                  

07-16-2013, 09:03 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: راشد سيد أحمد الشيخ)

    الحبيب، راشد...

    شعرت بأن أشكر أخواتي، وأخواتكم، وهيهات، فبطولاتهن، سر، وكثر، وعصية التقدير...
    ولكنها الإشارة، وإعطاء القليل، خير من الحرمان...

    رمضان كريم، لك، وللأهل، وللبلاد والعباد..
                  

07-17-2013, 09:31 AM

راشد سيد أحمد الشيخ
<aراشد سيد أحمد الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    نعم هذا دأبهن ونكران أفضالهن تغيب لمآثر مسكوت عنها
    هذا دور فصله لهن مجتمع يحتفي بالذكورة ويظل وجهه كظيم عند حضور نون النسوة
    حظينا بوالدٍ شديد الحساسية تجاه المساواة في الإنسانية وكان لا يحتد له صوت إلا عندما تطفو
    رواسب الذكورية في سلوكنا تجاههن نحن الأبناء الذكور
    أحتفي بمصباح الوعي الذي تداريه من الريح أنت وثلة من المبدعين
    أفاخر بهن وتطول بهن قامتي ليس تفضلاً بل عن جدارة وإستحقاق
    فالسباحة عكس التيار منهكة للجسد ومهلكة للصبر والجلد، إلا لمن رُحِم بقبس من أنسانية وإستقامة
    أثمن توثيقك لهذا الموقف وبهذا القالب الأدبي الذي يحرض على التفكر المستساق في أمرٍ شديد المرارة

    عوفيت يافنان في الروح والبدن
                  

07-17-2013, 09:42 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: راشد سيد أحمد الشيخ)

    ...


    وهي نائمة..
    تحرث، في رياح الحلم العاتية، بذور فرحنا،
    تصحو،
    دون أن تنام،
    متعبة..
    شعرها المنكوش، حين تصحو مغالبة وهن النعاس،
    يحكي
    بأنها كانت تحرث، حقولنا، وقلوبنا، حتى في الحلم،
    لا يشغلها نوم عن صحو، عن فرح، عن واجب
    وكلهن، في عينيها، قصائد..
    الكنس..
    الكي.. النوم، أن تحوم في الدار، أن تغني في ركن الصالون، وبيديها ريشة المكنسة، لا شي يحيل بينها وبين قصائد واقعها اليومي،
    ظلمت، وواجهت العرف ببسالة غريبة
    أتكون سعيدة بالظلم؟ بالعطاء؟ بحس الأمومة الذي لا يرى سوى الحنو؟
    الله، وحده يعرف سعه هذا القلب، وحسه، ومزاياه..
    تغني أناشيد الحياة، في الدار، من سر عينيها..
    النوافذ والدجاج، يعرفها، والليل، والنهر، والمطر..
    ..الاستحالة، عادة من عاداتها اليومية..
    بسمتها، وجبينها الناصع، تتكاثر في قلب الدار
    ذات بشاشتها في الغرفة الكبيرة، وفي النافذة، ونقاط الزير..
    تنام، منهكة، ،بغيم السؤال، كيف أخي؟
    أسعيد أبي في جلسته الطويلة في كرسي الخشب؟
    أهناك عشبة في الدار، أو زهرة عطشى؟
    أهناك ملاك، ملأ سلته من عرف أمي، فأثقله الحمل؟
    .
    حتى في حلمها، تعنى بركن الدار، الملئ بغبار العادة، وورق أصفر، ساقته الريح، فتكنسه..
    تحوم هنا، وهناك، في مملكتنا السمراء..
    خيوط بخور أثر قدميها، ونبض قلبها يملأ البرندة، والشباك الأخضر
    سويعات الظهيرة، كلها، كلها، مزينة بسمتها، في كل مكان، توجد، أن كانت خارج الدار..
    عيون الدجاجات الصغيرة، تفتقدها.
    ترفرف الملااءات لغيابها..
    والشاي يفور مكرا، حين يراها ماثلة أمام الكانون، والبتوجاز..
    يفور رقصا، في قلب الاحتراق، مثلها، تفور في قلب النار، والنور..
    وكتب الصف السادس، تغني سطورها، وهي في انتظار ان تفتح الصحفة،وترى جمال بلادي، وقصائد شعرائها..
    كم هي رائعة، هذه الام الصغيرة..
    صغيرة، وبين ضلوعها حكمة قرون، ورقة ألف شاعر..
    وزهد شجرة، في الترحال بين تخوم القرية، وضفة النهر، وفضول الأعراس..
    تجلس مثل الجميزة، في مكان وحيدة، وأفرعها تمس السماء،
    وقلب القصائد..
    زاهدة في السعي، سوى نحو قلب
    الارض...


    ....
                  

07-17-2013, 10:04 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    أحزان صغيرة، أحزان كبيرة...

    راقدة تقرأ في لغز،
    يفتح الباب، وهي لا تزال في جوف الحبكة..
    بلا شعور، تسحب الفستان حتى تحت ركبتيها..
    يدخل أخيها الأكبر،
    معه خمس من أصحابه
    بنهرة:
    قومي سوي شاي، يلا..
    خادمة، بلا أجر، سوى فيض حب، لا يثمن.
    خاطرها حامي ا########س، (لا تلعن هي، بلسانها، ولو احترق باطنها)، أريد أكمال القصة، أنا متعبة، أنا سجينة، من يسمع الخواطر؟ سوى الشعراء، مثلها..
    تقوم...
    كجبل من غيم..
    وبمهارة، ألف شاعر، تصنع الشاي، وهي في قلب الحزن..
    يفور، الشاي، مثل قلبها...
    ويخلط ورق الشاي، والسكر، والماء... رغم حمى الحرارة..
    ترقش الكبابي، مثل خديها الحزينة..
    تصوت كباية أخيها بفرح، غاب السكر في قعر الكوب، تتعجب أكثر من اللغز، وحبكته
    يالها من لغز، الحرارة؟ رقة الشاي؟ رائحة الشاي..
    تحمل الصينية بمهارة، رغم ثقلها
    يسمع الأخ صوت الكبابي، مثل دروايش في حلقة..
    يشرب الشاي، مع صحبه..
    ويأتي صوت بعيد، من وراء الحجرات
    املي الابريق يابتي...
    تختخ ولوزة في أنتظارها أجمل ما يكون..
    هي صاحبة الحل والعقد
    لغزها، أنضر، وأعمق...
    لو كانوا يعلمون..

    ....
                  

07-17-2013, 10:21 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    and#8195;
    ...

    سجن العتبة...

    الأفراح..
    ضفة النهر، وسحرها..
    السهر حتى يتعب النجم والقمر..
    الحفلات وغبار الرقص..
    التسكع بلا هدف..
    كلها حرمت منها...
    وحين أعود ليلا، مثقلا بالفرح والسهر، والتمرد..
    تفتح الباب، فأجد قلبها مترع بالحب
    وبسمة وضيئة
    وهي امام الباب وخلفها عنقاريب بسيط
    وديك حالم

    وفستان يهفهف ذيلة
    لا أثر لنوم في عينيها
    لا أثر لصحو في عينها
    من الذي أدمن الترحال في البلدة؟
    هي أم أنا؟
    أتعجب، حين أجد أصقاع قلبها
    أوسع من القرية
    والمجمرات البعيدة
    والكون..
    ما أوسع صدرها،
    كنت أتجول فيه، ومعي قريتي، وضفة النهر
    ومجرى النهر




    ...
                  

07-17-2013, 10:59 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ....

    حفظ:

    رزاز زيت حار،
    تناثر في كفها، حتى معصها..
    تئن، ليلا..
    تقرأ في نشيد (بلادي بلادي، فداك دمي، وهبت حياتي لكي تسلمي)..
    تعيش في قلب القصيدة، ..
    غدا،
    الحصة الثالثة، تسميع القصيدة..
    يدها الأخرة، محننة بحناء، صويحبتها، في عرس الوطن..
    المخدة تحمل رأسها العظيم، الصغير..
    في صدرها كتاب الإناشيد
    في قلبها، الوطن، والأناشيد، والحلم..
    أعجب من بلادي، الخضراء..
    التي تقع في قارة ضلوعها، فوق القلب، وشرق الرئة، وغرب السرة..
    وينبع النيل من صفاء عينيها..
    بلادي
    (بلادي فداك دمي..
    ومعصمي، المحروق بزيت حار، تفجر من طوة
    بجوفها شعيرية العشاء..)..
    القصيدة تمسد أحزانها..
    لمن صدق..
    وليس لمن سبق..
    هي الأولى..

    ....
                  

07-17-2013, 03:36 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ....


    الشاعرة الصغيرة...

    من هذه الطفلة؟
    كيف تسللت إلى هنا؟
    تمشي، منحنية،
    تحدق في بركات التراب
    تلحظ الأشجار كصديقات..
    شنطة الدمور تتمرجح على ظهرها..
    مليئة بالكتب التي يسبح فيها السمك، وتحلق الفراشات
    ويفوح العطر..
    وتشع النجوم
    ما أثقل حقيبتها
    وما أثقل محبتها
    قلبها الصغير
    يأوي ما كان، وما سيكون،
    من الغناء..
    أتعجب من ملاك أسمر..
    يمشي هنا
    على التراب..
    رسولة جنان الشعر..
    تكتبه بعينها، وقلبها، وسمتها
    هي القصيدة..
    التي تسعى في الطريق إلى المدرسة..
    في الطريق إلى النور..
    إلى قلبها..

    ...
                  

07-17-2013, 07:44 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألف عين، لن ترى جمال أختي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    يا عبدالغني، سقاك الله من حوض الابرار،لسعدية اختك ،اختي،اخت في منزلنا،اسمها سعاد،ويوم تشرفنا بزيارة اهل حبيبك شيخ الكسرة،لا بد ستلتقيها،وتعجب كيف توزعت الثمار الصالحة علي البيوت ،وكيف اننا في الشرق سواء. وهي مثل سعدية،اول من يفتح لانفاس الفجر الندية،تفاصيل الدار،واخر من يهدهد علي الناس متمنيا عذب الاحلام،وبين زمزمها وصفائها،رحلة كانها دهر دهير،والاف التفاصيل تصنع،وخواطر تطيب،حتي لتراها تؤدي عشرات الطقوس في ذات اللحظة،بوجد مدهش،وحنان دافق،وابتسامة من الرضا،تشع في كل الاكوان،لسعدية،وسعاد،وكل السعيدات المحبة،ويا ويلنا من حقوقهن المنسية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de