|
أشيل مخلاتي فوق كتفي وعليك يا الله ...
|
وصلنا إلي حالة لا نحسد عليها... يرثي لها من التفكك الإجتماعي والإنحلال الأســري...فساد في الشوارع والجامعات والكافتيريات والمواصلات وشواطئ النيل أمام أعين الماره وعلم السلطات... لا تربية راشدة من والدين ولا غيرة من أخ ولا نصيحة من جار ولا كلمة تسمع من قريب أو خال... إغتصاب أطفال بين الحين والآخر وزنا يومي متبادل ما بين المدن والحواري...الزنا منتشر بين كل الفئات العمرية...لا زواج عاصم ولا دين وازع ولا قيم وعادات تمنع...
والتدهور الإقتصادي وصل للاعودة...غلاء فاحش لا مثيل له في تاريخ بلادي الحزينة...أسعار اللحوم تلامس السماء ونحن رقم عالمي في المواشي...وأسعار القمح والذرة والحبوب والخضر والفاكهة يعصب الوصول إليها والأنهار تجري بطول البلاد وعرضها...والأراضي الزراعية تحدث عن نفسها... ومشروع الجزيرة يدخل في غيبوبة الإنقاذ...وكنانة يلفظ أنفاسة الأخيرة والنيل الأبيض للسكر دخل المعمعة... لا ثروة حيوانية تسد الجوع ولا ذهــب صادر يخفف المعاناة... ولا بترول يكفي حاجة "زول"
التجارة أصبحت خسارة في الدنيا والأخرة لا أخلاق فيها ولا رحمة إنسانية للعباد ربا وغش وكذب ونفاق...بضائع صينية ومصرية مضروبة ...لا مواصفات ولا مقاييس الكل يلهث وراء الثراء وإن كان حرام ...مع ذلك ضرائب حكومية باهظة بالجملة والقطاعي ورسوم على الكبيرة والصغيرة بدون معيار أو عدالة " أمسك لي وأقطع ليك" ماهي عايره وادوها صوت...مصانع وطنية كانت رائدة في إقتصاد البلاد أغلقت وشركات أفلست وأخرون هاجروا... وبلادي ممزقة ذهب الجنوب الحبيب دولة مستقلة من غير أمل في العودة... ودارفور على الطريق والبجا يطالبون بالانفصال والنيل الأزرق على صفيح ساخن والنوبا في الشمال يشرعون في تأسيس دولتهم...وظهرت لأول مرة الفتنة في مخالفة الدين الترابي يفتي والصادق يشرع وإنصار السنة والصوفية يحيون ذكري حرب داحس والغبراء...
هناك حالة من حالات الضيق والاحتقان داخل النفوس على مستوي الفرد والأسرة والعائلة أصابت المجتمع...بل علي عكس ما كان يتوقع تخلفنا حتي في الحوار بيننا...أصبحنا نبغض بعضنا البعض !!! وزادت حدة العناد والمكابرة المصاحبة بالعنف أحيانا بين التيارات المعارضة كيف نسقط النظام؟؟؟ وكيف يحكم السودان؟؟؟ والشعب لايملك غير الكلام ومنتظرين سيدنا عيسي عليه السلام ...هذه هي ثورة إنقاذنا التي تركتنا على المحجة السوداء نهارها عذاب وليلها فساد... . . . . . . . أشيل مخلاتي فوق كتفي وعليك يا الله وعايز أكون رحال...
|
|
|
|
|
|