|
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote:
" المشهد المصري "4 " الخلفيات والمآلات " "حزب النور"1 إبراهيم العسعس 1-8-2013 مشكلة حزب النور، مثل غيره من هذه الأمة ، أنه لا يستطيع أن يفكر بالموقف الثالث !! فالعقل المسلم ثنائيٌّ إذا لم يكن مع فهو ضد !! قد تصلح هذه المقدمة كخلفية لفهم مواقف حزب النور . خلافي مع حزب النور _ وخلافاً لكل من كتب في الموضوع _ ليس في أن يؤيد الحزب الاخوان أو لا ! فالحزب له تجربة مع الاخوان وهي تجربة ليست سعيدة ، فالاخوان فعلاً اقصائيون ، وهم فعلاً حيدوا غيرهم ومنهم حزب النور عندما حكموا ! ولأفراد الحزب قبل أن يتشكل الحزب تجربة مؤسفة مع تصرفات الاخوان التي لا تحتمل غيرهم ، كل هذا لا أختلف مع الحزب عليه ، فنحن نعرفه ، وكل من يشتغل بالدعوة يعرفه ! ولذلك فإنني لن أخوض في حق الحزب في خوفه من الاخوان المبني على تجربة وعلى رؤية يعرفها الحزب ، وليس من الحكمة الاعتراض على كل تخوف يصدر عن إنسان ما أو تجمع ما . المشكلة ليست هنا ! المشكلة في الموقف الواجب اتخاذه في مثل هذه الحالة ، أما العقل الراسخ في إدارة الأزمات ، والمتمكن من السياسة حقيقة لا بالادعاء فيستطيع تخطي حاجز الثنائية ؛ مع أو ضد ، ليبدع مواقف كثيرة ينتقي منها المناسب للحالة . وأما العقل المحدود بالممارسة المعلوماتية النظرية ذات الاتجاه الواحد فلا يستطيع الخروج من تلك الثنائية ، لذلك فإن مواقفه متطابقة دائماً مع معلوماته النظرية ! وهذا ليس جيداً كما يظن بعض الاخوة ، فهو ليس دليلاً على الثبات والتمسك بالضرورة ! ذلك أن السياسي المحنك يفرق بين النظري والتطبيقي ، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من المواقف المتعلقة بالعلاقات ، فهو صلوات الله عليه يعرف المنافقين ، ويشير إلى أنهم يستحقون العقوبة .. نظرياً ، ولكنه لا يفعل ! وذلك لاعتبارات لا علاقة لها بذات التوصيف النظري ، بل تقديراً للموقف الإقليمي والعالمي . وهو يقرر بأن الكعبة يجب أن يُعاد بناؤها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، ولكنه لا يهدمها تقديراً لحالة قوم حديثي عهد بجاهلية . وهو صلى الله عليه وسلم في كلا الموقفين يأخذ الموقف الثالث ، وفي كلا الحالتين لا يأخذ الموقف الذي قد يؤخذ عليه ، ويترتب عليه مخالفة لقواعده العامة . ومع ذلك لا يمنعه كل ذلك من تسجيل موقفه واعتراضه على الحالة ، وأنه يدركها ، وأنه لم يأخذ أحد الثنائيتين لا لأنه مغفل لا يعلم بل لأنه سياسي محنك قادر على اجتراح الموقف الثالث ليخرج نظيفاً من أي مأخذ قد يؤخذ عليه! وهذا الفهم والوعي غريب على العقل المسلم ، خاصة العقل السلفي ، فهو نصيٌّ مغلف ! ولنا لقاء في حلقة أخرى ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|