|
Re: المشهد المصري..الخلفيات والمآلات..إبراهيم العسعس (Re: احمد سيد احمد)
|
Quote: الحلقة 3 " المشهد المصري " الخلفيات والمآلات " " الإسلام السياسي الأمريكي "
"إبراهيم العسعس - 2013-07-27
أحد أقوى السيناريوهات المُعدة لمصر في رأيي : أن يعود الإسلام السياسي إلى المشهد !!! وهذا قد يبدو غريباً بالنظر لما يحدث الآن ! وأقول نعم إنه غريب ، ولكن يبدو لي أن مسار الأحداث غير المنطقي ، والغريب جداً يدعونا لنفكر أبعد مما هو ظاهر ، ولا شك بأن هناك توجهاً لتوليد شكل إسلامي قد يتولد من الاخوان ، وقد يتولد من غيرهم ، وبالمناسبة هناك أخبار تتسرب من وجود جيب داخل الاخوان يختلف مع توجه الجماعة العام قد يأخذ هذا الجيب شكلاً ما وينفصل عن جسم الجماعة ! وعلى كل حال : يبدو لي أن الأمور تتجه _ إذا لم تتجه إلى التقسيم _ إلى توليد طيف إسلامي يرضى بكل مقتضيات العملية الديمقراطية اياً كان موقف الإسلام منها ، ولا يفكر هذا الطيف بالخروج عنها أبداً ، فأمريكا تخشى من أن الاسلام التقليدي الممثل بالجماعات التاريخية يناور بالديمقراطية من أجل الوصول لينقلب عليها بعد ذلك ! لماذا أقول هذا ؟ والجواب : في كل مرحلة تاريخية هناك ثوابت تحكم مسار حركة القوى العالمية المؤثرة سياسياً وجغرافياً في العالم ، وعلى من يدرك هذه الثوابت ألا يفكر في فهم حدث ما دون استحضارها ، والثابت الذي يؤطر سياسة أمريكا في المنطقة من 11 سبتمبر هو التعامل مع الإسلام السياسي والسماح له بالحركة من أجل وقف مد الحركات الإسلامية السياسية المتشددة بتعبير أمريكا ! لا يمكن أن تسير مخططات أمريكا في المنطقة دون إسلام ما ، ومن هنا فيجب أن يحتوي المشهد المصري على قوة إسلامية تتوافق مع اللعبة الديمقراطية قلباً وقالباً ! إن المشهد المؤثر للملايين الهادرة في رابعة العدوية ، والذي يصر على عودة الرئيس مرسي فرج الله عنه ، بقدر ما ينم عن إصرار رائع على الموقف ، وبقدر ما يدل على حبِّ هؤلاء الناس للإسلام ... إلا أنه من زاوية أخرى سيقيد المسلمين في المستقبل ، وسيلزمهم بالشعار الذي وقفوا من أجله وماتوا في سبيله ، وهو شعار الشرعية ، والديمقراطية ، سيكون هذان الشعاران اللذان نريد تقييد الآخرين بهما قيداً على الدعوة الإسلامية ، وسيلغي هذا القيد جهود عقود بذلها الرواد الأوائل من أجل تحرير معنى مطالبتهم بالإسلام ، ومن أجل تبرير وجودهم الذي لم يكن له أي مبرر في نظر الناس في مجتمعات تقول عن نفسها إنها : إسلامية ! لقد كان الجهد الأكبر لهؤلاء الكبار هو فرز الصورة ، وتحديد ملامحها ، وتوضيح ألونها كي يتبين خيط الإسلام من خيط الانحراف في أمة لا تعترف بوجود الانحراف ! وفي رأيي أن هذا الجهد كان أهم وأخطر وأصعب جهد قام به هؤلاء الرواد ، وما مفهوم إحياء السنة بمعناه الشامل ، لا بلغة السلفية التقليدية ، إلا جهد في سبيل الفرز وتبيين نقاط الانحراف لرد الأمة إلى الصورة الحقيقية . وإن أخطر وأصعب وأهم جهد يقوم به الاستعمار الآن هو إعادة خلط الألوان ، وتغييب الملامح لتعود الصورة سيريالية الملامح . موقع التغيير www.altaghyeer.com
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|