|
Re: الرسول في قريتي!!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
...
الحبيب صلاح أبودية
طاب ..صباح وحياتك، ببركات الشهر الأعجب، في تنزلات الإطلاق، في القلب والأرض..
من الذكريات اللطيفة، عن الحج في طفولتنا، كانت القرية كلها تودع الحجاج، وكانوا قله، واحد زوجته، أو اربع، ومن تلكم السنوات، حجت خالتي سكينة، وكنت أحبها، وتحبني.. وكانت القرية تسمع زغاريد الوصول من النبي، في منتصف الليالي، وتصحو كلها، وتهرع للبص، أو التاكسي الاصغر، الذي جاء بهم من الخرطوم، أو البكسي، في الغالب، لأن الهدية النبوية للقرية بأسرها... وفي الصبح، تجد الرؤوس كلها، مغطاة بطواقي جميلة، صغيرة، مزخرفة الأطراف، حمراء، وصفراء، وبيضاء، وزرقاء، كنا نشم فيها رائحة النبي، وهو يلف رؤوسنا، ويحمينا من الغبار والشمس، وننام بها.
ولكن أعجبها، هي السبحة المضيئة، كنا ننتظر الليل، على أحر من الجمر، كي نمضي للفسحة، وما أكثرها في قريتي، ونغمض السبحة في الكف، ونترك ثغر صفير بين الأصابع، ونحن نرعى السبحة تضئ، سعيدة، بشوسة، فنعجب، وتتسع حدقاتنا، ونحس بأن فصوصها، سعيدة بالتسبيح، فتفصح عن سعدها بالضوء المبارك الخافت، الذي يحنن الكف، وهي تحمل وتدس فصوص السبحة...
أياااام، طيبة، غرست في الفؤاد.. وكل عام وأنتم بخير وصحة وجمال..
|
|
|
|
|
|
|
|
|