|
Re: صامولة تكتيكاته محلوجة . (Re: shaheen shaheen)
|
الصامولة الاولى 9 ما كتبه المخبول عن افعاله الضارة بالامن القومى :- CV : لن اكتب لكم عن مؤهلاتى الاكاديمية وتاريخ ميلادى , فنحن بالتأكيد لسنا بصدد وظيفة فى مكتب العمل . ولن اكتب لكم اسمى . الاهم فى وجهة نظرى هى الافعال , الافعال فى علم القواعد اللغوية مُعقدة ومُتغيرة , ماضى وحاضر ومستقبل , وتتغير فى بعض اللغات وفقاً لحالتى التذكير والتأنيث , تُضم وتُفتح وتُكسر حسب موقعها فى الجملة .. اما الاسماء فهى كئيبة وجافة لا معنى او مغزى محدد لها .. الفعل صارم وقاطع , (ذهب) يعنى ذهب , (جاء) يعنى جاء , الاسم رخو ومُرواغ وخادع , فتجد (جميلة) وهى قبيحة , و (محمد مؤمن) وهو من اكبر الملحدين . انا باختصار (مُسحراتى) , هذه صفة وليست اسم , احمل قطعة الفحم واكتب .. استيقظوا يا نيام هذا ما قد كان , فكروا فيه جيداً لانه زاد طريق ما سيكون . قاعدتى الذهبية ان ذاكرة الشعوب مثل ذاكرة (السمك) , الشعوب (اسماك) يجب وضع (صارقيل) التاريخ فى السنارة امام عيونها لكى تتذكر باستمرار , فمن يتذكر الان (ليلة المتاريس) على سبيل المثال ؟ . لو ماتت الشعارات القديمة متنا , وصرنا اموات تمشى على قدمين . انا ايضاً باحث باجتهادى الخاص فى الفلكلور الشعبى , تخصصى ليس الغناء وطقوس الختان والحناء والازياء , تخصصى اكثر اهمية , توثيق الشعارات السياسية , هى شعارات ابداعية تخرج هكذا دون تذويق او تنطع ثقافى , فكيف خرج شعار مثل شعار (يا امريكا لمى فلوسك , بكرة الشعب حـ يصحى يدوسك) , سجع بسيط فيه تحدى وثقة وعزم , سجع قادر على ايصال معانى تعجز عنها مُجلدات فى علم الاقتصاد لشرح معنى التبعية الاقتصادية على شعوب العوالم النامية . استاذى : منذ سنوات بعيدة كان لدينا جار من طائفة المنبوذين , عجوز , لا يتحدث مع احد ولا يتحدث معه احد , يعيش وحيداً فى غموض كامل , بتر مرض (السكرى) قدمه اليسرى بالكامل وبعض اصابع القدم اليمنى , توثقت علاقتى به لسبب غير مفهوم , ففتح لى قلبه وعرفت منه اصله وفصله وموقعه الوزارى المحترم فى الوزارة التى كان يعمل بها قبل التقاعد الاجبارى , اكتشف بالصدفة البحتة خيانة زوجته له مع (الغاشى والماشى) , وقف الابن الوحيد مع الجانب الاكثر ثراءً ونفوذاً فى اللعبة , وتركوه كهلاً فى بدايات خمسينيات عمره يتجرع الاسى , لكنه فهم معنى الحياة الحقيقية من خلال تلك المأساة الاسرية التراجيدية بامتياز , ان الحياة قصيرة , قصيرة للغاية , ويجب ان تفعل فيها ما تحب انت ان تفعله , ان تعيش بجنون . الأخر هو الجحيم وليس هو من يُحدد لك ما تفعله وما لا تفعله , قال لى اننا تركنا الأخر يضعنا فى قوالب جاهزة , صنع المجتمع البشرى عصابات الترويض القبيحة , من الاب والام وأستاذ المدرسة والناظر / وهذا وحده كارثة بشرية مُكتملة الاركان / ورجل الدين والزوجة والابناء ووسائل الاعلام المختلفة , كلهم يهدفون لكسر الجموح والجنون وخلق انسان مثالى وفقاً لقيم التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية الراهنة , فكان الفارس المحارب هو الانسان المثالى فى عصر من العصور , وكان صاحب المصنع هو الانموذج المنشود فى عصر جديد , ثم سمسار الاوراق التجارية فى عصر تالى الخ . كان هدف استاذى هو تحطيم النمطية , ان تعيش كما تريد انت مهما كانت المغامرة مجنونة او بدون اى هدف . وانطلق فى حياة مجنونة بالكامل , وسعيدة بالكامل , كرس ما تبقى من عمره فى جمع اغطية المشروبات الغازية , من الداخل والخارج , باع اراضى زراعية كان يمتلكها وسافر حتى بلاد (الواق واق) يسأل عن أغطية زجاجات المشروبات الغازية قديمها وحديثها , وجدت عنده غرفة بها كمية مهولة من هذه الأغطية , يعرف عددها بدقة ويعرف تاريخها , يعرف ان المشروب الغازى هذا قد توقفت الشركة المعينة عن تصنيعه قبل عقود , موسوعة مُتحركة , يرفض استعراض معلوماته امام الناس او الكتابة عنها , قال لى انه يفعل هذا لانه يُحب هذا , لا يهمه رأى الناس , هو هكذا مُتسق مع ذاته روحياً وجسدياً . علمنى ان اختار انا بنفسى نهاية حياتى , علمنى ان اذهب عندما اشعر اننى اكتفيت ويجب ان اذهب , قال لى علينا ان لا ننتظر فى خنوع قدوم الموت الينا حتى نتحول الى شخصيات عاجزة لا تسمع او تبصر او تتحرك , علينا ان نذهب الى الموت باختيارنا فى الوقت المناسب , درست على يديه مراحل مُتقدمة فى (اليوجا) , مرحلة ايقاف القلب ارادياً , اعالى مراحل الانتحار واكثرها تصميماً وسمو , وتأتى بعد تأمل روحى طويل وشفاف تتفق فيه كل اعضاء الجسد ان على القلب ان يتوقف وللابد . وعندما قرروا بتر ساقه الثانية , ودعنى , وطلب منى الحضور فى الخامسة مساء لاجراءات الدفن , لانه سيقوم بايقاف قلبه فى الرابعة والنصف . نسيان وتذكر : نسيته بمرور الوقت , اندمجت فى دراسة المرحلة الجامعية , حتى تخرجت , ولاننى من اسرة معروفة عملت مباشرةً فى واحدة من البنوك الخاصة , وتمت خطبتى لابنة خالتى طالبة المرحلة الثانوية , كان المستقبل مشرق والطريق مُمهد . حتى كان يوم تكسير منزل صديقى العزيز الراحل من جانب الورثة لنيتهم فى بناء مُول تجارى مكانه , شاهدت يومها جوالات أغطية المشروبات الغازية وهى تملأ عربات النقل , شاهدت ابتسامات السخرية وضرب الكف بالكف من الجمع المُتفرج , كانوا نمطيين , كانوا شخصيات مثالية للغاية , ادركت عندها اننى فى طريقى لاكون مثلهم مواطن نمطى مثالى ومُهذب , طريق ذو اتجاه واحد , موظف فى بنك وزوج لفتاة صغيرة حلوة واب لابناء شطار فى مدارسهم يأتى نهاية اليوم وهو يحمل (بطيخة) فى يده وصحف اليوم تحت ابطه وحبة (الفياجرا) فى جيبه . ضربتنى (صاعقة) جنون الحياة فى هذه اللحظة بالذات , فسخت خطوبتى , استقلت من البنك , وانطلقت فى جنونى , هارمونى التناسق الروحى والجسدى العائد من جديد , هدفى الوحيد والاساسى فى الحياة مهما كان رأى الناس , جمع وكتابة الشعارات السياسية القديمة , الكتابة بقطعة فحم على اعمدة الانارة والحوائط / رغم تعدد الوسائط الاعلامية / , انا سعيد هكذا , سعيد بجنونى وجموحى وانطلاقى بعيداً عن السائد والمألوف والمفروض , وعلى استعداد لدفع الثمن , ولو حاولت اى قوة فى السماء او الارض منعى من الكتابة على اعمدة الانارة , فاننى اعرف كيفية المغادرة بايقاف قلبى ارادياً . شاهين
|
|
|
|
|
|