|
Re: الموسيقار ود اللمين... نقل كل ما هو جميل عنه (Re: Emad Ahmed)
|
النص الذي أوردته الاخت جواهر ابراهيم لأغنية جديات العسين
به بعض بعض الأخطاء ودهـ النص الصحيح :
جديات العسين قالن لي أحمي رهودنا عن أسد الشرى وأمنع ضواري فهودنا قالن لي لو تحفظ مواثيقنا وتراعي عهودنا تتوسد ضفائرنا وتنام في نهودنا أريل شام شروق شراكي مانشابك وشم نفسك يفوق مسك العشاري الشابك عشبة بان قسي المو فريك نقادا أرضه البان قسي ديسا المهضلم قادا يا خالق المسئ بدلة منام لرقادا يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سرو وما لقيت من يدرك المعنى وبيهو ابرو قصبة منصح الوادي المخضر درو قعدت قلبي تطويهو وكل ساعة تفرو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقار ود اللمين... نقل كل ما هو جميل عنه (Re: Emad Ahmed)
|
سياحة مع الحردلو وأبو اللمين
بقلم هاشم نور الله
مازلت عند قناعتي القديمة بان الاستاذ والموسيقار المبدع محمد الامين هو من أميز الذين تناولوا تراثنا الخصب والمتنوع وعالجوه فنيا وجماليا بصورة مدهشة جعلتنا نتذوقه ونطرب له حتى الثمالة الأمر الذي لايملك معه المرء إلا ان يقف محييا الرجل لذلك العطاء الثر الذي ظل يتحفنا به . من ضمن أعماله المتفردة في معالجة الترات تأتي منظومة الحردلو البليغة ذات المضامين الغزلية الساخنة تقف شاهدا على أن الموسيقار محمد الامين لايختار أعماله خبط عشواء ولكنه يدقق ويمحص ويختار في النهاية مايعجز غيره في معالجته والتعامل معه وإلا لما استطاع أن يتحفنا برائعة الحردلو (جديات العسين) التي سوف ننتاولها ونستعرض معانيها ومضامينها الشعرية حتى يقف القارئ على مقدرة وذكاء الحردلو في النظم والتشبيه والتورية وتفرد الموسيقار محمد الامين في اللحن وضبط الايقاع وذلك حتى تتكامل الصورة الشعرية مع اللحن. وكما أسلفنا وقلنا للتكامل الصورة لدي القارئ فان الحردلو والذي وهب نفسه وشعره للصيد والجديان وقال فيها مالم يقله مالك في الخمر وخصاه أي الصيد بمسدار كامل, كان الحردلو قد عشق الغزلان والجديان وحرم على نفسه اكل لحومها لطبيعة ذلك الحيوان الجميل النافر الجافل واذا كان الحردلو قد أصيب بعشق تلك الحيوانات فلانستغرب عندما يضع نفسه منها في موقف المخاطب (بفتح الطاء) عندما قال : جديات العسين قالن لي أحمي رهودنا عن أسد الشرى وأمنع ضواري فهودنا الجديات هي صغار الظبأ والعسين هو البقفه في الوادي وهي التي تحيط بها الأعشاب الطويلة نسبيا وهي منطقة غالبا ماتكون رطبة لاتخلو من الماء وترد إليها الجديان فتشرب وتأكل من خشاشها وتستحم فيها لفترة ليست بالقصيرة ويقوم بحراسة الجديان في تلك الفترة ديدبان منها توكل له المهمة خشية أن يلم بتلك الظبأ مكروه وهن في غفلة. وهذه المنطقة هي ضمن الرهود جمع رهد وهو مورد الماء والشاهد أن الحردلو قد وضع نفسه في موقف المتعهد ومصدر الثقة بالنسبة لتلك الجديان عندما طلبن منه الحماية من الاسود الشريرة والفهود الضارية والتي لاتقوي تلك الظبأ الجميلة على مواجهتها ومقاومتها اذا هجمت عليها ويستطرد الحاردلو قائلا : قالن لي لو تحفظ مواثيقنا وتراعي عهودنا تتوسد ضفائرنا وتنام في نهودنا ويمضي الحردلو في وضع نفسه في موقع المخاطب بفتح الطا من قبل الجديات عندما اشترطن عليه انه اذا صان العهد وحافظ على الموثوق الذي تم بينه وبينهن بتوفير الحماية لهن من الاسود الشريرة والفهود الضارية فان ذلك بالضرورة يترتب عليه ان يمني الشاعر نفسه بمداعبة ضفائر وخصل تلك الظبأ وان ينام في أحضانهن وهذا التشبيه يضع فيه الحردلو الجديان في موقف الأنثى الوديعة التي يشتهيها المرء معه بدأ بالمغامرة وركوب الصعاب ولهذا جاء طلب الجديات في مقابل تمكين الشاعر من مداعبة خصلهن وان يمني نفسه بالجلوس في حضرتهن ويمضي الحردلو في رائعته جديات العسين قائلا : أريل شام شروق شراكي مانشابك وشم نفسك يفوق مسك العشاري الشابك في هذا البيت تأكيد واضح على تعلق الشاعر بالظبأ والارايل وكما قلنا سابقا انه حرم على نفسه صيدها وحتى اكل لحومها اذا صادها غيره وهذا واضح في قوله للاريل والذي عرف بحاسة الشم القوية خاصة رائحة المطر والأرض عندما تبتل بالماء وهو مانطلق عليه (رائحة الدعاش) فعند نزول المطر في الشروق دائما تكون وجهة الاريل بقيادة خبيرها وكبيرها الى مكان ذلك المطر. أريل شام شروق شراكي مانشابك وهنا يعني الشاعر بالشراك أي الآلة التي يصطاد بها الصيد أي كان نوعها سلاح او نشاب اوغير ذلك شراكي مانشابك أي انا محرم على نفسي التنشين في مواجهة الارايل والظبأ والجديان. على ان الشاعر لم يتورع للمرة الثانية من التغزل في معشوقته الجدية الرشيقة ذات الشلوخ المطارق والتي يصف رائحتها بالطيبة والذكية الجاذبة وواصفا اياها بالأنثى المتعطرة والمدللة والتي تتفوق رائحة نفسها وهي طبعا رائحة طبيعية حتى على مسك العشاري الشايلوالمسك معروف والعشاري هنا مقصود به التمساح الذي طوله عشرة اذرع والمعروف ان المسك يستخرج من ابط التمساح وهو اطيب أنواع المشمومات أي المسك والمسك الشابك هو الذي تعتق بامتزاجه ربما روائح اخرى او بمعنى شبك أي نضج واستوى والله اعلم. ويمضي الشاعر فيقول : يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سرو وما لقيت من يدرك المعنى وبيهو ابرو والشاهد أن الحردلو هنا اخذ منه الشوق والصبابة مأخذا بعيدا وبات يعتصر الشوق والصبابة في دواخله ويشهد على ذلك خالق الوجود الله سبحانه وتعالى والذي يعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور. وكان بالشاعر وهو يقول ياربي مازال بدواخلي الكثير وهو طئ الكتمان ولا استطيع البوح به او أفضي به وهذا ليس لعدم مقدرتي وعجزي عن الافصاح والبلاغة ولكن لاني لارى فيمن هم حولي من هو أهل لمعرفة وإدراك المعنى الذي اقصده وأسوقه في وصف معشوقتي حتى ابره "أحسن اليه" بهذا الوصف ذو المضامين والمعاني الخفية والمتوارية. وهذا البيت في تقديرنا به نوع من الاعتزاز بالنفس وتقليل من شان من هم حول الشاعر والذين وصفهم بقلة المعرفة وعدم إدراك مواطن المعاني وهذا ضرب من ضروب الفخر والاعتزاز بالنفس وهذه العادة قديمة عند الشعراء قدم الشعر نفسه . وفي اخر منظومته الرائعة مثل روعة البادية وظبائها ونساؤها يقول الحردلو في وصف المعشوقة والتي يصفها بالجدية قصبة منصح الوادي المخضر درو قعدت قلبي تطويهوا وكل ساعة تفرو وقصبة منصح الوادي المخضر دروا هي تلك القصبة الفارغة المخضرة والمرتوية بمياه الوادي الخصيب الذي يكسوه الدر وهو العشب الذي ينمو في بداية الخريف وعادة مايكون صغيرا ومخضرا يكسو الوادي بحليه جميلة خضراء والدر هو النمل الصغير ولهذا شبه به العشب. والطي والفر للقلب كناية عن الانبهار وشدة التعلق بالمعشوق حيث يغيب في مثل هذه المواقف العقل ويبقى التعامل عن طريق العاطفة.
معذرة المقال ناقص شرح وتحليل للبيت التالي : عشبة بان قسي المو فريك نقادا أرضه البان قسي ديسا المهضلم قادا يا خالق المسئ بدلة منام لرقادا
| |
|
|
|
|
|
|
|