دفتر احوال ضابط الشرطة المناوب 2012 {توجد صور}

Quote: البوليس الفاسد ابو السعود [email protected] لعل قراء الراكوبة الاعزاء اثاروا ما يكفي من الجدل حول الكتابة باسماء مستعارة، ولكنهم اتفقوا في النهاية علي ان الكتابة باسماء مستعارة في ظل القبضة الامنية للنظام الحاكم في السودان هي الخيار الوحيد المتاح للتعبير عن الراي، ولعلي في هذا السياق اطرق باب قضية حساسة للغاية تتعلق بالفساد الممنهج للنظام وتطويره جميع الاجهزة المناط بها حفظ الامن ومحاربة الجريمة، وبما اني اعرف مجموعة اصدقاء ومعارف يعملون في الشرطة، فاني ظللت حريصا علي الدوام ان ادير معهم حوارات متقطعة حول الوضع الاقتصادي الراهن وقدرة رجال الشرطة علي مواجهة ظروف الحياة دون ان يتورطوا في قضايا رشوة او اختلاس او استخدام سلطاتهم بشكل سئ لتحقيق الثراء السريع او البقاء علي قيد الحياة، ورغم حساسية القضايا التي كنا ننقاشها الا انهم اعترفوا بان (البوليس) اصبح فاسداولكنهم قسموا الفساد لعينات تبدأ بالجندي الذي لايكفي راتبه لتغطية نفقاته الخاصة، وتنتهي بالضباط الذين وصفوهم بالتماسيح الكبار، ويقول بعض اصدقائي من رجال الشرطة ان حوالي 3500 من ضباط الصف قدموا استقالتهم لقياداتهم في الخرطوم عندما اشتد بهم الغضب بعد ان اهتمام ادارة الشرطة بكبار الضباط وبناء شقق وقشلاقات لهم في حين ان مبالغ الايجار تاخذ كل الراتب او نصفه وذلك وفقا للرتبة والحوافز التي يتقاضها البعض، واكد محدثي ان اهتمام قيادات الشرطة بصف الضباط كان نتاج للضغوط التي مارسوها عليها، واشار بعضهم الي ان بامكان وزارة الداخلية دعم مرتبات الشرطة بنصف الايرادات التي تحققها فروعها في السجل المدني والجمارك ومكافحة التهريب، ولكن الوزارة لاتهتم بهم مطلقا وهذا مما عزز شعور كل رجال الشرطة بالغبن في ظل هيمنة بعض القيادات علي ايرادات الشرطة وتوظيفها لمصالحهم الخاصة خاصة العوائد الضخمة من استثمارات الشرطة التي لايعرف احدا اين تذهب، وعندما سالت بعضهم اذا كانت الشرطة مظلومة وتعاني كما يعاني المواطن فلماذا تعمل علي ابتزازه واخذ الرشاوي منه؟، اغلبية الاجابات التي تلقيتها كانت تطرح جملة من الاسئلة حول تلوث الشرطة كجهاز مناط به حماية المواطن من اللصوص بالفساد؟، ولكن بعض محدثي كان لايجهد نفسه كثيرا في البحث عن اجابات طالما انه ليس امامهم من خيار غير انتهاك القانون لمواجهة قانون الحياة القاسي الذي لايخضع لمواد قانونية يحاسب عليها القانون سوي الضمير الذي مات وشبع موتا في وقت يجمع فيه الكثير من رجال الشرطة علي ان الخيارات امامهم محدودة للغاية لعيش حياة كريمة،بل ان بعضهم عبر عن فهلوة رجال الشرطة فهم لايطلقون علي الرشاوي التي يتلقونها رشوة ويحرص الواحد منهم علي عدم السقوط في يد القانون، في حين قال بعضهم الاخر ان المواطن ليس في حاجة لطلب رشوة منه فهو بات علي قناعة بانه ان لم يدفع فانه لن يستطيع انجاز اي خطوة، واحيانان كما ذهب لذلك البعض، اصبح الكثير من رجال الشرطة يساعدون في ارتكاب او استمرار ارتكاب الجرائم ب(مخارجة المجرمين) مقابل رشوةن ولكن كم يبلغ مبلغ الرشوة؟ن تصدقوا انه بامكان شراء ذمة الكثير من رجال الشرطة لانجاز بعض المهام بعشرة جنيهات، ولكن السؤال مازال قائما حول مشاركة الشرطة في اخماد ثورة الشعب السوداني مادام هذا حال الشرطة؟، معظم الذين طرحت عليهم السؤال قالوا ان زملائهم الذين يواجهون المتظاهرين يشعرون في قرارة انفسهم بان المواطنين يدافعون في الواقع عن حقوقهم المسلوبة ولكنهم يرضخون في النهاية لتعليمات قياداتهم وتلك الطاعة لن تستمر طويلا في حال اظهر المتظاهرين مقدرة علي المواجهة والصمود لفترة طويلة اذ ستنضم اليهم الشرطة عاجلا او اجلا، وخلاصة الامر ان استمرارية الثورة التي تتهيأ لنسختها الثانية الان ستكون هي المخرج للشرطة من بركة الفساد العطنة التي ادخلها فيها النظام.