|
هل من أمل في جامعة الخرطوم ?
|
هل من أمل في جامعة الخرطوم يبدو أن النصف الثاني من العام 2013م سيكون عام المفاجآت على أرض السياسة السودانية ، وهي دائما تتنقل من ( بلف إلى آخر ) وأقصد مربع إلى آخر دونما ، آلية للحراك ، فالرجل فيها يتحرك دون أن يحرك رجليه ، والمحركات فيها تتحرك دونما تشغيل للمحرك ، وطرفي اللعبة ، يحركان قطع الشطرنج ، دون ان تصيب حتى الجنود ، والمعركة تدور ، ولا نجد المعترك ، والرحى تدور ، فلا نجد الطحين . جامعة الخرطوم أم الجامعات السودانية ، وصانعة تاريخها الحديث ، وصاحبة الماضي التليد ، وأكتوبر الأغر ، وأبريل المندثر ، وأم كل المبادرات السياسية ، والاجتماعية والاقتصادية ، والتي احتضنت ، جل السياسيين والمفكرين ، والأكاديميين الحاضر منهم والباد ، تخرج من صمتها أخيرا عبر رئيس الجامعة البروفيسور الصديق احمد المصطفى الشيخ حياتي ، ابن رفاعة والذي تلقى تعليمه الأولى بالحصاحيصا ، والذي يقول بان الجامعة سوف لن تأخذ دور المتفرج ، على هذا الوطن ، وتطرح مبادرة الإصلاح التي تتبناها الجامعة ، والتي عكف على إعدادها خبراء من خيرة أساتذة هذا البلد والجامعة ومن معهد دراسات السلام . التابع لجامعة الخرطوم . وجدت هذا الخبر عبر عمود الأستاذ الصحفي عثمان ميرغني ( حديث المدينة ) وحقيقة بحثت لأقرا هذا المؤتمر الصحفي ولكنني لم أوفق في ذلك ، ولكن مهما يكن من أمر فإن دور جامعة الخرطوم وموقعها وقبولها لدى كل أطياف الشعب السوداني حكومة ومعارضة ، لا يخفى على احد ، كما لا يخفى على أحد محاولة الحكومة للالتفاف حول أي جهة قومية مقبولة من أطياف الشعب السوداني ، لتمرير أي مخططات لها ، وتمرير مسرحيات جديدة ، وسيناريوهات متجددة ، متشابهة مع اختلاف أرضية المسرح - كما التفت من قبل على المجاهدين الذين تخشاهم ، لقبولهم لدى جزء كبير من الشعب السوداني ، فالتفت حول ما يسمى بالسائحون ، وجعلتها سائحة حول المؤتمر الوطني ، وحكومته وبرنامجه - فمعهد دراسات السلام ، أو معهد دراسات السلم ، فهو يتبع لجامعة الخرطوم ، ورئيس الجامعة الذي تم تعيينه بقرار جمهوري من رئيس الحكومة عمر البشير . بعد أن فصل الدكتور مصطفى إدريس ، فماذا ننتظر من هذا المعهد ؟ وماذا ننتظر من هذا الرئيس الذي عينه جلاد هذا الشعب ؟ إن الحقائق والوقائع تؤكد الإحباط التام ، وعدم مضيعة الوقت والدخول في مسرحية جديدة ، ربما تكون أكثر مللا ، من شبيهاتها المنتهية بموت البطل على غير عادة المسرحيات والأفلام ، كموت البطل الدكتور أبوقناية في مسرحية المال العام ، فرئيس جامعة الخرطوم يتبع تبعية كاملة لإدارة حكومة المؤتمر الوطني ، والتي عينته بقرار جمهوري من رئيس الحكومة ، وسيكون هو البطل الجديد ، الذي يبحث عن ليلاه الغائبة والمتخفية والمتنكرة ، وهل سيقوم هذا الرئيس ، بوضع المشنقة على رقبة من عينه ، هذا ما لا يعتقده أحد ، ولكن في عمود الأستاذ عثمان ميرغني فان رئيس الجامعة قد تعرض لسؤال من صحفي مشاغب كما ذكره ، وسأله عن ردة فعله اذا ما تم رفض المبادرة ، ومعارضة قيام المائدة المستديرة ، فكان رد رئيس الجامعة ، والذي أكد لنا حالة الإحباط التي سادتنا وتسودنا منذ زمن بعيد قال ( أن ذلك يكون بمثابة تفليسة للحكومة ) فما الجديد أيها البروفيسور ؟ من لا يعلم الحديث واقصد الكلام ( ا ب ت ث ) يعرف أن الحكومة مفلسة من كل النواحي ، ويعرف ان الحكومة ليس لها غير المسرحيات التي تطيل عمرها يوما أو يومين ، ولا يهم ما يحدث بعدها . سال الصحفي البروف ، إذا ما تم رفض المبادرة ، ورفض فكرة المائدة المستديرة التي ظل ينادي بها السيد الصادق المهدي منذ زمن ليس بالقريب ، وتؤيده عليها العديد من الأحزاب السياسية ، كنا نتوقع من السيد البروف ، أن تكون ردة فعله أكبر ، وان يكون لهؤلاء الخبراء الأكاديميين والسياسيين ، رؤية مختلفة ، لأننا تحركنا من مربع عبث السياسة ، إلى مربع الخبراء ، والعلماء والمفكرين ، فهل أفلس علماء ومفكري جامعة الخرطوم ، وبالتالي علماء ومفكري السودان أجمعين في إيجاد الخطوة الثانية ، والتحرك للمربع التالي ، وهل هنالك إفلاس اكبر من هذا الإفلاس ؟ أم أنهم لا يتوقعون هذا الرفض ، والذي سيستغرب له الجميع ، أن لم تكن الحكومة قد مررته عبرهم . مهما يكن من أمر فان الأحداث الحالية تجعلنا مجبرين ، لدخول هذا المسرح الجديد ، وحضور هذه المسرحية الجديدة ، والتي بطلها رئيس جامعة الخرطوم البروفيسور حياتي ، وأرض المسرح ستكون مباني جامعة الخرطوم العتيقة الممتدة على شاطئ النيل ، سواء كانت بدار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، أو تخطي مستشفى العيون ، مرورا بكافتيريا علوم ، أو كافتيريا كلية الاقتصاد العتيقة ، وعلى أنغام ربما اختلفت عن أنغام المسرحيات السابقة الانقاذية ، فهنا مسموح بان نسمع الملحمة ، وجددناك يا أكتوبر بابريل ، وغيرها من الملاحم البطولية لهذا الشعب الأبي . علينا أن نرغم أنفسنا لدخول هذه المسرحية ، وعلينا أن نتزود بالحجارة والمالاتوف وندلف بها إلى قاعة المسرح ، لنرمي مقدمي المسرحية بالحجارة والزجاجات الحارقة متى تأكد لنا بان بطل المسرحية سيموت في نهايتها ، فالأحداث الحالية من الاحتراب والاقتتال ، والتشاحن ، قد أصابتنا بالغثيان ، وأحداث الجبهة الثورية التي أصبحت تتخبط في القتل يمينا وشمالا ، لإثبات ذاتها ، وليس لخدمة هذا الوطن ، فهي قد دخلت إلى أبو كرشولا لتأكيد قوتها ، وتقوية موقفها في التفاوض ، رغم علمها بان أبو كرشولا يسكنها مواطنون عزل ، فهي ليست مقرا لأي حامية عسكرية ، وهي ليست مقرا لحكومة الولاية ولا يسكنها الوالي ، ولا يسكنها عمر البشير ، ولا حتى احمد هارون ولا غيره ، وهكذا فعلت يكادوقلي . فمات من مات ، وقتل من قتل ، وتشرد من تشرد ، لتنضم إلى الأسماء التي ساهمت في تشريد مواطن سوداني برئ نعم إن الإنقاذ قد فعلت من الأفاعيل ما يجعلنا نكره الإنقاذ ونعارضها ، ولكن لقد قامت الجبهة الثورية بأفعال وأعمال تجعلنا ، نرجع لنقف في صف الإنقاذ ضد الجبهة الثورية ، فالقتل لم يكن حلا لمشاكل هذا البلد الأبي ، ومن هذا المنطلق فعلينا مجبرين دخول هذه المسرحية والتصفيق لها كثيرا ، ودعمها معنويا ، وماديا وعلى كل الصعد ، فالوطن قد فقد الكثير ، وهاهي فرصة تلوح في الأفق ، وعبر بوابة مختلفة ، فلربما ، أطفأت النيران ، وبدلت مكانها تنمية وازدهارا ، ولربما ، أرجعت النازحين من أهلنا الطيبين في دارفور وكردفان ، إلى ديارهم ليساهموا في استقرار أنفسهم وتنميتها ، وتنمية البلاد ، ولترجع الجيوش المحتشدة في الحدود ، لتنمية البلاد من الداخل والمساهمة في النهضة ، وليتحول دعم المجهود الحربي ، لدعم الغذاء والدواء ، والسكن . اللهم أجعلها مبادرة خير تجمع الكلمة وتوحد الصفوف وتوقف النزيف . اللهم آمين
|
|
|
|
|
|