البرلمان – خلّوهو يسْكُتْ يَنورِقْ !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2013, 07:30 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البرلمان – خلّوهو يسْكُتْ يَنورِقْ !

    البرلمان – خلّوهو يسْكُتْ يَنورِقْ !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    صديقنا (أحمد هَمْبريب) الذي خطا معنا خطوتَنا الأولى صوْبَ المدرسة الابتدائية لم تكُن من اهتماماته على الإطلاق كتابة الأحرف الأبجديَّة في الهواء أو على الأرض أو الكرَّاسة .. كما لم يكن يبالي بحفظ سُوَر القرآن الكريم أو الأحاديث النبويَّة أو الأناشيد أو الجمع والطرح أو الضَّرْب بمَعْنَيَيْهِ ! بل لم يكُنْ يُعير أُذْناً لأساتذتنا أساساً ..فقد كان دائماً – يطراهو الله بالخير – إمَّا نائماً على كنبته الناصية قُبالة الشبَّاك– حيث الهمبريب والطراوة- أثناء الحصَّة أو غائباً عن المدرسة . وقد كانت دفوعاته – عندما يتم تقريعُه وزجره على فِعْلَيْهِ الشانئين – محفوظةً عن ظهر قلب لزملائة ومدرِّسيه على حدٍّ سواء ، وهو رضي اللهُ عنه وأرضاه لا يمَلُّ تكرارها وإنْ صارت مثل زبَد البحر ..فأمَّا غيابه عن نصف اليوم الدراسي ( بعد الفطور ) فمردُّه إلى وجبة الإفطار المخدِّرة يبدو ذلك جليَّاً في صوته المُتخَم :
    - هيا استاد قُتَّ لَكْ فطرتَ بي فطير بي روب و قُرَّاصة بس سمن ، عاد باقي لَكْ الروب ده معاهو كلام!!
    وأمّا تبريره النوم أثناء الدرس فيقول صاحبنا متثاءباً عن أسنانه المثرَّمة الحواف :
    - هَيْ نان آ ستاد كيفِنْ احِسَّلَكْ مع الهمبريب والطراوة ديل ؟ بسم الله الدُّغُشْ !
    وعندما تستفزُّ ردودُه الباردة المعلِّمين وتُشعل الغيظ في نفوسهم سيِّما عندما تنفجر الضحكات المكتومات خلف الكُرَّاسات أو تحت الأدراج ..يستشيطُ الغضَبُ ويُقرَعُ الجرسُ ، ويبعثُ المدرِّسون زمجراتِهم في الفصول حاشرين ..ثم يجيئ بأربعة (عتاولة ) من الصفِّ الخامس أو السادس لشدِّ يَدَي رِجْلَيْ (أحمد همبريب) وجعله مُعلَّقاً في الهواء لعقوبةِ الجَلْد المُبرِّح بسوط العنَج المُشرَّب بالقطران ! وكلَّما ينزل السوطُ بصوتِه الذي يقذف بالرُّعْبِ في أفئدةِ الطُلاَّب رطبةٍ ويابسةٍ حتى تتبلَّل منهم (الأردية) الخضراء أو تسيل إلى ما دون الرُكَب ؛ كلَّما ينزل السوطُ على صُلب (همبريب) يصيحُ بأعلى صوته : ( الروووب – السمن – الطراوة – الهمبريب ) ! ولكن قد قضى ربُّكَ ألاَّ تُغيِّر العقوبةُ مهما بلغتْ قسوتُها من نمَطِ صديقنا شيئاً ، فسرعان ما تعود حليمة إلى حالتها القديمة كأن شئياً لم يحدث !
    بقي الحال كما هو عليه حتى انقضتْ أربعُ سنواتٍ و (أحمد همبريب) لمَّا يزَلْ بعدُ في الصفِّ الأوَّل لم يغادرْهُ قيْدَ أنْمُلة ..وعندما ضاقت إدارةُ المدرسة ذرْعاً بحالةِ صحبنا الميئوسِ منها ؛ قرَّرتْ أنْ تطرده غير مأسوفٍ عليه حتى لا يفسد الآخرين ، فقامت باستدعاء والده الذي قدمَ المدرسةَ مثَّاقل الخُطى وعندما أخبروه الأمر ؛ قال وقد بدَتْ عليه القليل من مخايل الدهشة :
    - هو أخاف (احمد) ولدي لا الليلة في سنة أولى ؟الخراااابَلْ ، أربعة سنة يزِحْ في فَرِدْ حتَّة ؟؟؟!!
    ولمَّ أجابوه بـ (نعم) قال متثاءباً عن أسنانٍ مثرَّمةِ الحواف وهو يهرش لحيته الشعثاء المتدليَّة كمخلاة الطاحونة البلدية :
    - خلاص كان كَدِي .. خلّوهو يسكُتْ ينورِقْ في فِجَّتو دي !!!!
    والنوريق – بالنسبة للحناكيش – هو (النَّوْرَج) أي عملية استخلاص الحبوب من السنابل وذلك بدَوْسِ النبات المحصود والمُعَدّ مُسبقاً لهذه العملية بأرجُل الأبقار أو الحمير المشدودة على عامود يمثِّل مركز الدائرة التي تظلّ تدور فيها هذه الحيوانات بلا ملل دون أن تتقدَّم بطريقة مكرورة مثل دوران الساقية أو جَمَل العصَّارة !
    الذي نبش من عمق ذاكرتي هذه القصَّة ؛ قصة (أحمد همبريب) خبرٌ تناقلتْه صحافة الخرطوم الأسبوع الماضي يقول :البرلمان يرفع جلسته للغياب الكامل للوزراء .وقد كانت مخصَّصةً للتداول في تقرير اللجنة حول تقرير المراجع العام الذي أُرجئَ للمرَّة الثالثة ، وقد كشف التقرير عن تجاوزات وخلل في تحصيل العائدات ومخالفات لوحدات حكومية وشركات استثمارات حكومية وفي وحدات التعاقد والشراء ببعض المؤسسات وصرْف خارج الموازنة وتجاوزات في التعاقدات الشخصية لأشخاص لم تُجدَّد عقوداتِهم وتُستخرَج أجورهم وثلاثمائة وستة عشرة تقدَّموا باستقالاتهم وتُرفَع أسماؤهم في كشوفات الأجور وضعف نسبة استرداد المال العام المُعتدَى عليه والتجنيب ووجود وحدات حكومية لا تنصاع للمراجعة وللقوانين وتجاوز في بند الفقراء والمساكين والعاملين عليها في ديوان الزكاة و .. , و.. الخ
    الأمر الذي جعلني أقفز – بفعل هذه الصحوة الاحتجاجية من أحمد على حاج أحمد – على طريقة الفلاش باك ، لا إلى سنة أولى ابتدائي ،ولكن إلى صورة النوَّاب وهم نائمون أثناء الحصَّة ، هَيْ عفواً أ أ أقصد أثناء الجلسة وإنْ شئتَ الدِّقَّة إلى صورة الشخير (المو خمَج) في تك الصورة الفضيحة التي جسَّدتْ النوم حقيقةً ومجازاً حتى أطلقتْ عليهم الصحافة إنصافاً لا تندُّراً اسم (النُّوَّام) وذلك ايماناً بالقاعدة الذهبية القائلة :لكُلِّ شخصٍ من إسمه نصيب !قبالله عليكم ماذا لو تبرَّعتم – يا مُمثلِّي الشعب المُنتخَبين – (حسب ظروفكم ) بقيمة كاميرا ديجتال لذلك المصوِّر البارع الذي وثَّق لتلك القيلولة الهانئة في نهارات الخرطوم الغائظة تشجيعاً منكم وإعلاءً لقيمة العين الساهرة للعين النائمة ! وماذا – يا هداكم الله – لو تكرَّمتم (حسب ظروفكم ) بتكلفة عقيقة (كلاس) للشخص المُنصف الذي أطلق عليكم (نُوَّاماً) في هذا الزمان الذي هربتْ فيه المُسمَّيات عن أسماءها الحقيقة هروبَ النوم من أعين ناخبيكم المهمومين المغمومين بسبب الحصول على لُقمة العيش لا غير ! وذلك ايماناً منكم بتفعيل دور المِلْكية الفكرية والقطع الأخضر المُبدع سليل المعاناة الأصيلة !
    كلُّ ذلك كوم وغياب التنفيذيين المحظيين بتصفيق التشريعيين المُناط بهم (تحزيمهم وتلزيمهم ) كوم آخر ..فعندما يتخطَّى الأمر النوم في (الهمبريب والطراوة ) إلى الغياب فذلك أمرٌ أدٌّ يكشف عورةُ الجهازين تشريعي وتنفيذي .. وأنا يا ساداتي كمواطنٍ صالحٍ يؤمن بالنفخ في القربة المقدودة وإن كانت مثل شملة بتْ مسيمسْ تلك الثلاثية ذات القدْ الخماسي ! وذلك لوفرة مواردنا الطبيعية وثرواتنا الحيوانية من (قرض – وحمِّيض - وسطِّيح وجلود ماعز وضان ويقر تخينة) يُمكننا رتْق القربة المقدودة انطلاقاً من بؤرة الإصحاح ومن ثَمَّ تُؤتي عملية النفخ أُكُلَها ! أقول ايماناً مني بهذا المثل في هذا المقام أشجب واستنكر وأدين بشدَّة هذا الغياب وأي غياب من الجهازين قناعةً بالمثل الآخر أن تأتي متأخِّراً خيرٌ من ألاَّ تأتي ! وبالتالي وجودكم داخل البرلمان وتوقيعكم على دفاتر الحضور المخصَّصات وأنتم نيامٌ أثناء الجلسة أفضلُ من ألاَّ تُعقَد الجلسة !فربَّما أيقظتْكم صفقةٌ عارضةٌ أو تكبيرةٌ في الجوار لتقوموا من دوركم و (تركِّبوا عودكم مع الجماعة )ثم تُصلحوا من بعد ذلك شأن عمائمكم وشالاتكم وتتوكأَّوا على عِصيِّ الأبنوس خروجاً ليأتيكم في المساء بالأخبار مَن لم تُزوِّدوا !!



    الوفاق – اليوم الإثنين 17/6/2013م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de