السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2013, 06:52 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد
                  

03-30-2013, 08:13 AM

محمد علي عثمان
<aمحمد علي عثمان
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 10608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: بكرى ابوبكر)

    شكرا بكري
    شكرا بلّة البكري

    مقال جيد ، يصف بصدق ، الثلاتين سنة الماضية وما صاحبها من فشل ، نحن من نفس جيل الاستاذ بلة، وعايشنا كيف أن أمل وفرص النجاح لدولة السودان ضاعت من بين ايدينا بسبب الهوس الديني والجهل والجشع والانانية
    اتفق مع الكاتب في ما طرح من محاور للحل

    مقال جدير بالاطلاع



    السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد


    بقلم: بلّة البكري[

    مقدمة

    ظلّ السودان يرزحُ تحت وطأة الفقر والتخلّف ويقبع في نفقٍ مظلمٍ دامس لعقود، ولابد من إيجادِ حلٍ ناجع شامل للمشكل السياسي الراهن. وقد ظهر، حديثاً مشروع "الفجر الجديد" عن جبهة الخلاص الوطني وطُرح علي الساحة، كبارقة أمل لتوحيد الصف والكلمة. هذا صوتٌ داعم لمبدأ البحث عن حلٍ شامل ودعوة لكل الأطراف أن يتعلَّموا من الماضي القريب عِبَرًا تساعد على توسيع مواعين الحوار لتشمل اكبر قدرٍ من الكيانات السياسيّة ويا حبذا لو شملت الكل. وكيف يلزمنا جميعاً التفكير خارج الأطار (thinking out of the box) سعيّا للوصول للحل الشامل، كضرورة مُلِحّة، للأمّة السودانية العريضة، شمالا وجنوبا. أنّ غياب الحل الناجع الشامل، أو التحايل عليه بالألاعيب السياسيّة سيؤدي، حتماً، إلى فوضي عارمة وربما لمزيدٍ من الأنقسامات في وطنٍ انشطر بالأمس القريب ولا زال جرحُ انشطاره ينزف عمليّا ومعنويّاً. فلابد من فجرٍ صادقٍ جديد وأن طال الإبحار في هذه اللّجة التي نحن فيها - فهو الخلاص الأوحد ولا خلاص سواه.
    ولذا أدعوك، عزيزي القارئ، أن تتناول هذ المقال بعيداً عن التأطير الحزبي الضيّق، فأنت غالباً لم تسمع باسمي قبل هذا المقال ولم تقرأ لي شيئاً. فأنا لا أنتمي لأي من الأحزاب أو الحركات، داخل القطر أو خارجه، انتمائي الوحيد للسودان العريض والذي هاجرت منه لما يفوق العقدين من الزمان لأسباب شخصيّة. وقد عدت زائراً له قبل عام ونيف بعد طول غياب، فلفّني، هذه المرّة، حزنٌ دفين أبي أن يفوت. فأرجو أن تجد فيما أقول الحيدة، والمنطق حتي وأن لم تتفق معي. وفي البدء لابد من استقراءٍ مختصر، لفترة الثلاثين عاما ونيف المنصرمة كتوطئة مهمّة اشرح فيها كيف أنّه كانت لنا تربة صالحة لإنماء الحوار الديمقراطي الحر المسالم وكيف فرطّنا فيها وأضعناها هباءً منثوراً لنقبع في جبِّ الهوس والتخلّف. ولتري مقترحاتي للمخرج.

    تربة الحوار الحر

    عاصرنا، ونحن طلاب في جامعة الخرطوم، حقبة نشطة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، انتشرت فيها ثقافة الحوار الديمقراطي الحر المسالم. أسّس لهذه الثقافة ورعاها الأخوة الجمهوريون بمنابرهم الحرّة التي اشتهرت بها الجامعة آنذاك، وقد ضربوا مثالا فريدا في هذا المضمار. ومن رأى منابر الحوار في ركن المتحدثين في ميدان هايد بارك الشهير، في مدينة لندن، سيعلم أنَ منبر الجمهوريين للحوار في جامعة الخرطوم في ذلك الوقت يفوقها جميعا في كلّ المناحي - "سَربة وضَحَوَة". كان حضورنا لتلك المنابر منتظماً. فقد كانت، فضلا عن أي أمر آخر، في منتصف طريقنا اليومي بين المكتبة الرئيسيّة وكليّة الهندسة والمعمار. جذبت هذه المنابر أرتالاً مختلفة من السلفيين من شتي النحل والملل الدينية، بعضهم كان يأتي من خارج الجامعة. ونتج عن ذلك نقاش طويل، ومفصّل، شمل كل ما يتعلق بالفكر الديني السلفي وخطورة إنزاله لأرض الواقع السوداني السياسي بتضاريسه الديموقرافية المعروفة. وبالمقابل أعطت هذه المنابر الفرصة لكل من شاء أن يحاورالجمهوريين حواراً شاملاً في كل أمور فكرهم. كان الحوار دينياً فكريّا، في الأساس، ولكنه مشبّعٌ بأبعاد سياسيّة واضحة، رأينا فيه كيف يتعايش التشنّج والتسامح، المنطق والإفلاس، الهدوء والتهريج، العمق والضحالة، العنف والصفح، الفكر الثاقب والغوغائية - في أجلى الصور.

    كل ذلك، كان هناك علي قارعة الطريق الرئيسي لأشهر جامعة في البلاد مبذولاً بصورة يوميّة، لأصحاب العقول ليميّزوا، من أساتذة وطلّاب وزوّار وما أكثرهم. وكان المكان يعجّ بعقول نيّرة، بعضها حاد كالسيف لا يستهان به، من كل الأطراف.

    لقد كانت حقّا بيئة مهيأة، وتربة صالحة لإنماء ثقافة الحوار الديمقراطي الحر المسالم من حيث هو، ورعايتها ونقلها خارج الجامعة لمصلحة المجتمع العريض في أمور الناس الحياتية العاديّة. كان غرساً طيّبا واعدا، سقاه الجمهوريون من روحهم السمحة ومن علم أستاذهم الغزير. وقد أنتشرت منابر مشابهة في بعض الأسواق والمدن تُعلِّي من قيمة الحوار والفكر. فلو قدّر لهذا النهج أن يستمر كان سيقود حتمأ إلى سند أدبي حقيقي ومطلوب للممارسة الديقراطية والتي تتطلب، فيما تتطلب، فتح قنوات الحوار مشرعةً تماما دون قيود. فالذي يخشي الحوار المفتوح قليل الثقة في بضاعته الفكرية، وربما في أدواته التواصليّة أيضا! في ذلك الوقت كان هناك عددٌ معتبر من قيادات المؤتمر الوطني الآن (لم يكن ذلك اسم تنظيمهم آنذاك) شاهدوا ما يحدث إما طلّابا أو زوّار بل وشارك البعض منهم في الحوار الذي استمر لسنوات. وكان هناك ممثّلون لكل الأحزاب الموجودة آنذاك منهم من نشط في هذا السجال الذكي ومنهم من كان يراقب لسنوات. ولكن – للأسف – أنتهي كلّ هذا الغرس الطيّب الي لا شئ.
    وفي بداية الثمانينات تغلغل الفهم الديني السلفي، بواكير الأسلام السياسي، رويدا رويدا في أضابير حكومة المشير الأوّل، نميري، وقتها، الي أن بايعوه وسوّقوا له أنه الإمام الأوحد، فصدّقهم، وصار يؤم الناس في الصلاة! وتلا ذلك أحداث وأحداث حتي تمّ تشريع قوانين سبنمبر 1983 والتي أضحي لها أثر تاريخي علي مجريات الأحداث السياسيّة في البلاد، كما هو معلوم.

    خارطة السودان العريض

    عمى البصيرة السياسيّة

    وجاء فبراير1985 وقد أكتملت حلقات مؤامرة القرن في التغوّل علي "حق الحياة" لحادي النهج الديقراطي الحر المسالم في الحوار – ألأستاذ محمود محمد طه. كان ألأستاذ محمود مفكراً عصرياً موسوعي المعارف، متسقا مع نفسه وفكره، والذي طرحه علي الملأ بسلام ومحبة، بعيدا عن التهريج. وحين حاربه المرجفون تصدي لهم بشجاعة نادرة، رواها إرثٌ قرويٌ بسيط، ورعتها فحولة فكريّة، أرعبتهم جميعا. أبتسم لهم - ربما اشفاقا عليهم - وهو مُقْدِمٌ، بثبات، علي حبل المشنقة. أنه رجل حقّ علينا جميعا الاحتفاء بالإرث الذي خلّفه لنا، تاركين الحكم علي ما جاء به للأجيال والتاريخ. وقد وصفه د. منصور خالد حين قال:

    "كان محمود محموداً في كل شئ. كان ذا عطاء فكري جم، اتفق معه الناس أم اختلفوا. وكان عامر القلب، متوقد العقل، كثير النوافل. وكان حيّياً متواضعاً، لا يحسب أن رأيه هو الأول والأخير، بل كان يهوى السجال الذكي ويدعو الناس له. وكان سمحاً لا يضطغن حقداً على أحد، وزاهداً يجد العفو حتى في المال القليل الذي اكتسبه بعرق جبينه وهو يمسح الفلوات. لقاء الرأي النصيح الذي أدلى به الرجل، اُتُّهِم بالردة، وأصدَر ضده قاضي مشحون القلب بالحنق، ومحتشد العقل بالجهل، حكماً بالإعدام احتوى على جرعات كبيرة من ابتذال الدين."[1]

    ولعلك عزيزي القارئ قرأت المرثيّة التي كتبها فيه البروفسير عبدالله الطيّب الذي عدّه من الشهداء. وجدير بالذكر أنّ هذا الحكم الجائر تمّ أبطاله فيما بعد بواسطة المحكمة العليا، في نوفمبر 1986، والتي برأت القضاء السوداني منه ومن قصوره المريع. وفي كلمته التاريخية، من داخل المحكمة، عن رأيه الرافض لقوانين سبتمبر 1983 أشار ألأستاذ محمود، فيما أشار اليه، الي أنّ هذه القوانين "وُضِعَت وأستُغِّلت لإرهاب الشعب وسوقه للاستكانة عن طريق إذلاله ثم أنّها هدّدت وحدة البلاد". وقد كان، فقد أنشطر الوطن الواحد شطرين وبقي ما بقي منه، تحت ظلال السيوف الآن، مهدّداً بمزيد من الانشطار. (أنظر الخارطة المرفقة). لقد كان فقد رجل بهذه البصيرة النافذة هو بمثابة فقد أمّة. فقد أثبت لنا عمليا، بعد فوات الأوان، عمى بصيرتنا السياسيّة! فلمن وجد في نفسه حاجة أن يذكّرني بما قال به هذا الرجل في أمر الدين فدعني أقول: لا حاجة لي بذلك لأنّه منتوج فكري بحت، مملوك للأجيال لتحكم عليه وليس لكائنٍ من كان حق الحجر عليه. هذا من حيث المبدأ.


    الصالح لخاص والضرر العام

    بعد ذلك بقليل سقط حكم النميري وطغمته، سقوطا مدويّا، بعد أن هبّ الشعب وأنتفض في أبريل 1985 فهرب من هرب وتخفّي البعض ليندسّوا بين الصفوف خلسة بعد أن غيّروا جلودهم. وبعد عام أنتقالي قصير وُلِدت ديمقراطيّة هشّة، غضّة سرعان ما ذُبحت بليل وهي في المهد. وبالرغم من هشاشة عودها وضعف فعاليتها في ذلك الوقت إلّا أن مسئولية ذبحها تقع علي الجناة تماما - آنيّا وتاريخيّا. فضعف الطفل لا يبرّر الأعتداء عليه، بأي مصوغ. والهشاشة في المهد صفةٌ لازمة لكل مولود سواءً كان كائنا حيّا أو فكرة.
    بدأت الهجمة الشرسة بكذبة السجن والقصر المشهورة. ثمّ أنجلي الأمر، وخلت الساحة السياسية في السودان لجماعة الإسلام السياسي، بقيادة عرّابها الشيخ الترابي، فاستحوذوا علي مصير البلاد والعباد من دون وجه حق. وسرعان ما فقد الوطن مئات الآلاف من خيرة أبنائه المؤهلين، أما بالفصل التعسّفي من الخدمة العامّة (للصالح الخاص) أو بالهجرة القسريّة لغياب فرص الكسب الشريف، حتي وصل الرقم الكلي للفاقد العلمي المؤهّل لملايين. فأي مصيبة أفدح من هذه، بل وأيّ ضرر عام أكثر من هذا، يمكن أن يلمّا ببلد نامي؟ هذا دمارٌ محض، وليس إنقاذ!


    التمكين والتفرقة الشاملة

    ثم تمخضت عبقريّة (الإنقاذ) عما عرف بـ"سياسة التمكين" (تُقرأ التفرقة والتفضيل للموالين) والتي تحولّت مع الأيام لسياسة (التفرقة الشاملة) لتحيق أفظع المظالم بالغالبية العظمي من أهل السودان بحرمانهم من حقوقهم الأساسيّة. و(التفرقة الشاملة) عزيزي القارئ هي مصطلح لأوضح به ما أقصد؛ فمثلا، علي أيام دولة جنوب أفريقيا العنصرية، في عهد بوتا وديكلارك ومن سبقوهم من الحكام البيض، كانت التفرقة عنصرية، تسمي "أبارتهايد"، بين الأبيض والأسود. أما في عهد أساطنة الأسلام السياسي، فهي (تفرقة شاملة) ذات طيّات متداخلة كالبصلة يمكن وصفها تبسيطا كما يلي: (1) مسلم ولا غير؛ (2) مسلم عادي ولا حزبي؛ (3) وطني ولا شعبي؛ (4). عرب ولا زرقة؛ (5) موالي ولا معارض؛ (6) معارض بسلاح ولا غير.؛ (7) مهدّد أقتصادي ولا غير.
    ويمكنك عزيزي القارئ أن تضيف الطيّات التي تعرفها أنت، فهذه بصلة مدهشة إدهاش مُحزن، عددت لها، أنا وحدي، سبع طيّات، كما تري، ولا شك عندي أن هناك المزيد. ولكي تكتمل الصورة يمكنك أن تبحث عن مكانك في هذه الطيّات لكي تعرف كيف يمكن أن تتأثر فرصك وحظوظك – في بلدك - في العمل العام، أو الخاص، أو في الحريّة، أو في أيّ من الحقوق الأساسية المنصوص عليها في (القانون الأساسي) ومواثيق حقوق الأنسان. فأي مستقبل يرجي من نظامٍ هذا ديدنه – التفرقة الشاملة؟!



    أين نحن الآن؟

    البلاد الآن في القاع، تماما. وليس هناك قاعٌ أعمق منه يمكن أن تنحدر إليه. وحتي لا نُتّهم بإلقاء القول علي عواهنه، دعني عزيزي القارئ، أن أعدّد لك بعض أسبابٍ رئيسيّة كتعليل لقولي هذا:

    (1) حروباتٌ أهلية في ثلاث جبهات علي الأقل تستنزف طاقة الدولة المالية علي شحها. وعداء مستحكم مع التوأم دولة جنوب السودان الوليدة والتي يجب أن تكون العلاقة معها علاقة جوار طيّب وأن تكون علاقة تكاملية لأسباب أمنية وتجارية واضحة. أضف الي ذلك اقتصاد منهار لغياب التخطيط السليم و(بعزقة) أموال النفط وشح موارد الدولة الآن وسوء استخدام القليل الموجود منها بسبب الفساد المستشري علي كل المستويات، بشهادة المراجع العام.

    (2) ضعفٌ مذري في مقدرة الدولة علي حماية الناس وممتلكاتهم والأمثلة لا حصر لها في الولايات الغربية وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بل وتعدٍ صارخ علي الحقوق الأساسية للناس، مثل الأعتقالات التعسفيّة للموقعين علي ميثاق الفجر الجديد، أو الصادحين بالرأي الشجاع في أمور واضحة. ثمّ أخذ أرواح الأبرياء العزّل بغير قليل من اللامبالاة باطلاق الذخيرة الحيّة علي الناس وتلاميذ المدارس في نيالا وكجبار وبورتسودان وغيرها.

    (3) سياسة تكميم الأفواه التي ثبت فشلها في عصر العولمة بل ربما قادت لنتائج عكسية وأمثلة هذه كثيرة، منها منع نشر المقالات وحجب مواقع التواصل الأجتماعي المشهورة مثل "سودانيزاونلاين" ومنع الندوات الفكرية أو أغلاق بعض مراكز الأشعاع الثقافي مثل مركز الخاتم عدلان.

    (4) غياب التخطيط الأستراتيجي في بلد أغني من اليابان وكوريا وسنغافورة مجتمعة، في موارده الطبيعيّة. وقد أدي هذا الغياب الي انعدام التنميّة المستدامة وأنهيار تام لقطاع الخدمات الأساسية مثل الصحّة والرعاية الأجتماعيّة والتعليم. والأخير من مدخلات الأنتاج الرئيسيّة ولن تقوم لأي دولة قائمة دون أصلاحه ليواكب المستوي المطلوب في سوق العمل العالمي، وما أدراك ما المستوي المطلوب، عالميّا، في مجال التعليم اليوم. وليس غريباً أن يحتّل السودان موقعاً متدنياً في القائمة في مؤشر التنمية البشرية العالمي والذي يُعرَّف بأنه:

    "مقياس مقارن لمتوسط العمر المتوقع ومحو الأميّة والتعليم ومستويات المعيشة بالنسبة للبلدان في جميع أنحاء العالم. بل هو وسيلة لقياس مستوى الرفاه، والرعاية الأجتماعية وخاصة الأطفال. ويستخدم المؤشر للتمييز بين ما إذا كان البلد بلدٌ متقدم، أو نامي أو من البلدان الأقل نموًا، وكذلك لقياس أثر السياسات الأقتصادية على نوعية الحياة"[2]

    فقد جاء ترتيب السودان هذا العام 177 من أصل 187 دولة وظلّ ترتيبه الأكثر تدنيّا في العالم منذ بداية هذا المعيار العالمي في سنة 1990 الي يومنا هذا![3]

    (5) حصارٌ دبلوماسي عالمي علي البلد مبعثه سجل الدولة المتطرّف والنظرة المريبة لنشاطها في المحيط الدبلوماسي المحلي والعالمي. يضاف الي هذا ضعف البنية القانونية والإدارية، ما يجعل القطر بأكمله طارداً لرأس المال الأجنبي النظيف ومنفراً للمستثمر العالمي الجاد. وكأن كل هذا لا يكفي، فلنا رئيس مطلوب دوليّا بواسطة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للأجابة علي تهمٍ بجرائم حرب في دار فور. هذا أمرٌ جلل،فدعنا نتناوله ببعض تفصيلٍ مستحق. معلومٌ أنّ مظالم أهل دار فور قد شهد بها العالم أجمع. فالآلاف (ربما مئات الآلاف) من الأرواح البريئة التي زهقت، بشهادة الكل، بما فيهم الحكومة مع الاختلاف في عدد الموتي! والملايين القابعين في معسكرات النزوح الآن دليلٌ ساطعٌ علي المأساة التي حدثت في بلادنا. ومعلوم، أيضاً، انّ الرئيس (في ايّ بلد) هو المسئول المباشر عن ما يحدث في بلده حتي وأن كان الجناة آخرون. ولذا فمبدأ مسائلته مقبولٌ ومتّبع بغض النظر عما أذا كانت المسائلة من جهاتٍ عدلية محلية أو عالميّة. علي أنّ الموقف الرسمي للحكومة رافضٌ لسلطة المحكمة الجنائية، مبدئيّاً، ويرتكز الرفض، بصورةٍ عامّة، علي أنّ السودان، ليس من الموقعين علي ميثاقها وبالتالي ليس لها سلطةٌ قضائيّة عليه، مما يجعل الأمر برمته محاكمة سياسيّة وليست عدليّة. وهناك، أيضا، اعتراضات اجرائية علي أسلوب المحكمة الذي يبدو أنتقائيّا (تركيزها علي أفريقيا مثلا) مما يشكّك في حيادها. أضف الي ذلك أنّ ثلاثة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، الصين وروسيا) غير موقعين علي ميثاق المحكمة لكن يمكنهم أحالة الآخرين اليها حتي وان كانوا من غير الموقعين بل وحماية آخرين منها مثل ما تفعل الولايات المتحدة مع حليفتها اسرائيل (التي لم توقّع علي ميثاق المحكمة). كل هذا يوضّح جليّاً اننا نعيش في عالمٍ لا عدلَ فيه ولا اعتدال. ولكي تكتمل الصورة شاهد، عزيزي القارئ، علي "يوتيوب" لقاء سير جيفري نايس في قناة بي بي سي: برنامج "هارد توك" (HARDtalk24). في بداية البرنامج ستعرف من هو سير جفري نايس ولماذا نستشهد به هنا. أشار الرجل (في ما معناه) الي أنّ مهمّة المحكمة الجنائية ألأساسيّة ليست هي المحاكمات بل تفاديها بالتأكّد من أن االدول الأخري تقوم بواجبها في وضع وإنفاذ القوانين الكافية لإقامة العدالة. فلنأخذ برفض الحكومة المبدئي، جدلاً، والتعقيدات القضائية المحيطة بالأمر برمته ولنسلّم بأنّ المتّهم برئٌ حتي تثبت أدانته سواءً حوكم داخل القطر أو خارجه. ألاّ أنّ الحدّ من حركة رئيس الدولة (ايّ دولة)، في المحيط العالمي، (لأيّ سبب)، معوّقٌ رئيس، يصبح معه البقاء في المنصب عبئا علي البلد. فبسبب تحاشي الآخرين التعامل مع الرئيس تضيع علي الوطن فرصا أساسيّة تؤثر سلبيّا علي وضع البلد في خارطة المجتمع الدولي، في كل المجالات – خاصة و السودان محاصرٌ ومقاطع عالميّا لأسباب أخري كما ذكرت أعلاه. وحتي وأن ثبت لاحقا أنّ الرئيس برئٌ فقد وقع الضرر العام علي البلاد والعباد بعزل القطر دبلوماسيّاً ربما لسنوات لحماية فردٍ واحد، بل حماية مقعدة الذي بقي فيه ردحاً من الزمان يقارب ربع قرن! فأي منطقٍ يمكن أن يبرّر هذا؟


    محاور أساسيّة للحل

    أوّلًا:

    الحل الشامل يكمن، في الأساس، في إعمال العقل والحكمة والتفكير خارج الإطار، مستفيدين من تجاربنا السابقة الفاشلة (وما أكثرها). فكل تجربة فاشلة لا يستفاد منها تكرّر نفسها. وأي تقاعس عن هذا ربما يزيد ألأمر تعقيدا أو يطيل من أمد البقاء في القاع، علي أحسن الفروض. ولنتذكر المثل الشعبي: "الني برجع للنار". فليس هناك عصاً سحرية. ثمّ لابد أن يتوائم الحل وحجم المشكل ودرجة التعقيد فيه، حتي وإن صار العلاج موجعاً، كالكي بالنار. غنيٌ عن القول إنّه لابد أن تتوافق وتتواثق علي هذا الحل الشامل كل القوي السياسيّة السودانية الرئيسية والحاملة للسلاح أيضاً.


    ثانياً:

    أن تُمثّل دولة جنوب السودان في الحل الشامل تمثيلا صادقا، فعّالا يضمن لها حسن الجوار وحسن النيّة ويبني جسور الثقة التي دمرتها الحرب. فمن ظنّ أن جنوب السودان دولة أخري الآن، لا دخل لها بما يجري في الشمال، فليراجع بوصلته السياسيّة وليمعن النظر في الخارطة المرفقة مرة أخري. فأذا رأيت،عزيزي القارئ، في هذا الطرح غرابة فهو كذلك لأنّنا نعالج مشكلاً غريباً. وهاك أمر آخر في بند الغرابة يمليه علينا التفكير خارج الأطار هو دعوة المؤتمر الوطني للحاق بالكل! فمن يدري ربما صادفت الدعوة آذانا صاغية، حتي و لو من البعض. خاصةً والذي يبرّر قبول الشيخ الترابي وحزبه كجسم في القوي السياسية المشاركة في أيجاد الحل الشامل، يبرر قبول المؤتمر الوطني، أيضاً. فمن يدري فربما رأي البعض منهم، الحق. وفي تجربة د. يوسف الكودة الشجاعة في تأييده لمشروع الفجر الجديد عبرة لمن يعتبر من الآخرين الذين ربما منعتهم اعتبارات شتي من الخروج علي خط الجماعة. فأتركوا الباب مشرعاً للجميع ولا توصدوه. فكلّ من دخل من هذا الباب طائعا مختارا أهلا به ؤحبابو عشرة.

    ثالثاً:

    أستبصروا تجارب أممٍ أخري مرّت بمحن مشابهة، مثل تجربة نلسون مانديلا التفاوضيّة مع البيض في الماضي القريب للتخلص من نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا. ففي مسلك مانديلا دروسٌ وعِبَر نحن في حاجة ماسّة لوعيها والأقتداء بها. فقد أحرج الرجل الأنسان الكامن في أعماق أعماق البيض القابضين علي الأمر آنذاك. بل وصلت به الجرأة والثقة بالنفس، عندما أضحي رئيسا، أن يحتفظ بالطاقم الرئاسي الأمني، والذي كان يحرس الرئيس السابق أف. دبليو. ديكلارك ليحرسه هو أيضا دون تغيير يذكر، وكأنه يقول لهم أنا أثق في الأنسان الكامن في داخل دواخلكم أكثر من خوفي منكم. ولا تنس، عزيزي القارئ، أننا نعالج مشكلة تفرقة شاملة. ولذا فالتمثّل بمسلك من لهم قصب السبق في معالجة مثل هذه الأمور، مثل مانديلا، فلاحٌ ورشاد. وهناك تجربة الحقيقة والمصالحة غير المسبوقة في تاريخ النزاعات البشريّة والتي أدار دفتها الأب ديزموند توتو بحكمة واقتدار. كلّ هذه مراجع مهمّة لابد من بحثها واستقاءِ الدروس منها.

    رابعاً:

    أن يقوم علي هذا الأمر نفرٌ مؤهّلون في إدارة النزاعات ولهم خبرات تفاوضية وقياديّة معتبرة. ويا حبذا لو كانوا من الطاقات الشبابية التي أثبتت مقدراتها، يعاونهم المخضرمون والفلاسفة السياسيون أذا لزم الأمر، كمستشارين فقط. وهناك تجارب عالمية ناجحة في تقديم الشباب للصف الأمامي يمكن أن نستشف منها العبر، ربما تناولتها في سانحة أخري، ببعض التفصيل. وفي السودان هناك أسباب معروفة للجميع، تدعم فكرة أدخال الشباب في أدارة البلاد وفي قلب المعترك السياسي، لكي نعلّى من فرص النجاح. فقد أضعنا عليهم نصف قرن كامل بتراكم الأخطاء والتخبّط مع ضعف الأداء، مصحوبا بغير قليل من عمي البصيرة. خاصة وقد نضب معين القيادات التقليدية ولم يبق في جُعبتها السياسيّة ما يفي بالمطلوب. وأرجو أن لا يظنّن ظانٌ أنّنا، بهذا الطرح، نغمط الناس حقهم ونقلّل من إسهاماتهم الاجتهادية المشهودة في الساحة السياسيّة. كلّا، فذلك متروك للتاريخ، وهو خير حكم. خاصةً ومنهم (دون ذكر أسماء) من تعادل اجتهاداته السياسيّة، علي مر العقود، إسهام نفيٍر كاملٍ من الناس. وطالما هي اجتهاداتٌ، قدّمها بحسن نيّة، فله عليها أجر المجتهد حتي وإن كانت كلّها خطأ.

    خامساً:

    استنفروا المجتمع الدولي كلّه. فلكي يكون ناجعاً وشاملاً لابد للحل أن يكون عمليّا ويتطلب هذا مشاركة دوليّة مسنودة بالأمم المتحدة. فهناك تقليد متّبع عالميّاً هو أن تلجأ الدولة المنكوبة للمجتمع الدولي ليساعد في الغوث في وقت الكوارث. ولا أري كارثة تلمّ ببلادنا أكثر مما نحن فيه. وفي تقديري، نحتاج لجهد دولي كالذي بُذل في نيفاشا، فما نحن مقدمون عليه لا يقلُّ عن أجندة نيفاشا، وربما يفوقها تعقيداً.

    الخاتمة

    عزيزي القارئ، ليس هناك بدٌ من حلٍ ناجعٍ شامل – سمِّه ما شئت. فقد أنتهى وقت الألاعيب السياسية التي تزكّي النيران بدلا من أن تخمدها. الطريق أمام بلادنا محفوف بمخاطر جمّة، ربما قادت لفوضي كاملة. فقد انتشر السلاح وتفاقمت المظالم والتي يغذّيها التهميش وغياب التنميّة المستدامة، كما يغذيها عناد الحكومة، وانعدام حسن نيتها وقِصَر نظرها. أمّا خطابها المستفز مثل "لحس الكوع" و"شيلونا بالسلاح" فمدهش حقّاً. فأي حديث مثل هذا يمكن أن يصدر من رجل دولة يدّعي أنّه منتخبٌ ديمقراطيّاً، إن لم يكن مستخفاً بالناس مستهينٌاً بهم!
    لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبي. ومن لم يأخذ مبدأ الحوار الجاد مأخذا جادّا فعليه دائماً تذكّر المثل الشعبي"البخيت يشوف في أخوه والشقي يشوف في روحو"! فلنا جميعا في أخواننا في دول الجوار عبرة لمن يعتبر. وواهم من ظنّ أن هناك فرقة ناجية أذا انفلت حبل الأمن أكثر من هذا. فكلنا محشورون في سفينة واحدة اسمها السودان العريض تبحر في لجّة مظلمة تتلاطم أمواجها، بينما ينضب وقودها رويدا رويدا – وليس للكل (شعباً وحكومةً ومعارضة) من خلاصٍ ألّا بفجرٍ صادقٍ جديد!!


    بلّة البكري: ([email protected])
                  

03-30-2013, 09:10 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: محمد علي عثمان)

    شكراً بكري

    وشكرا بله مرة أخرى على المقال الجيد.

    إضافة إلى تعليقي الأول بعد صدور المقال،

    باستشهادك يا بله بما فعله مانديلا عندما احتفظ بحرس ديكلاريك،
    مخاطباً الإنسان الكامن في البيض، ...، الخ. بالتأكيد ما حا تكون
    قاصد مخاطبة الإنسان الكامن في أساطين النظام الذين دمروا
    ونهبوا البلد لحدود فاقت التصور، ببساطة لأنو ديل مافي إنسان
    كامن لا داخلهم لا خارجهم!

    سيف
                  

04-03-2013, 09:28 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    طلب مني الصديق بله عرض ردوده على التعليقات التي تلقاها بخصوص هذا المقال،
    ريثما يتمكن من التداخل بنفسه:

    ------

    الأخوة والأخوات أعضاء وقراء المنبر العام.
    تحيّة طيبة.
    وصلتني ردود علي مقالي "السودان العريض – لابد من فجر صادق جديد" موضوع الخيط الحالي، بعضها علي الأيميل والبعض الآخر
    عام تم نشره مباشره علي الهواء في نهايةالمقال. وقد علّقت علي الردود العامة في مكانها ورددت، بقدر المستطاع، علي الخاصة.
    وأري للفائدة العامة وسهولة المرجع أن أنقل الردود العامة لهذا الخيط. أما الخاصة فلا يمكن بالطبع نشرها الا بأذن اصحابها بالرغم
    من أنها، كلها، ذات صفة عامة تصب في صلب الموضوع الأساسي – ضرورة الحل الناجع الشامل وكيف السبيل اليه بأقل الأضرار.

    وسأبدأ بتحيّة خاصة للأخ بكري أبو بكر والتي ضمنتها الرسالة التالية، منقولة بتصرف:
    "عزيزي بكري، لك جزيل الشكر علي نشر المقال ودعوتي للمنبر العام. كما قلت للصديق سيف بشير، الصدح بالحق في حق الوطن
    ضريبةٌ واجبة السداد علينا جميعا - خاصة لحاملي رسالة القلم. ولك تحية خاصة في أن تصدّرت الصفوف بشجاعة في حمل هذه الرسالة
    السامية بصدق وتفاني. فقد وفّرت بجهدك الخاص منبرا للرأي الحر للوطن كله صار له أثرا فاعلا في نشر الوعي والاستنارة بصورة
    عامة وفي تطوير أسلوب الحوار الحر الديقراطي المسالم."

    "...سيأحذ الأمر بعض الوقت مني قبل أن أنتظم كمشارك. فأنا مشغولٌ وكثير الأسفار. أرجو أن تنقل مقالي الوحيد الي الربع الثاني
    لأتاحة فرصة أكبر للتعليق عليه (أذا أمكن ذلك بالطبع). خاصة وموضوع الحل الشامل هو ما يشغل الساحة السياسية داخل السودان وخارجه الآن....".

    أواصل..
                  

04-03-2013, 09:36 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    كتب الأخ عمر أدريس:
    • "شكرا جزيلاً الاستاذ المهندس بلة البكرى على هذا المقال المركز والجهد الكبير فى توصيف حال السودان اليوم وتقديم مقترحات
    وطنية مسؤولة للخروج من هذه الأزمة التى طالت وإستطالت , ومع إتفاقى معك فى كثير من النقاط الأساسية التى تشير بها إلى
    مسببات الأزمة وكيفية الخروج منها إلا اننى اختلف معك فى أن السودان يمكن أن يخرج من أزمته الشاملة الراهنة دون سقوط
    او إسقاط نظام البشير وهذا ليس تفكير خارج الإطار كما أسميته فى مقالك كل الحلول التى تقترحها غير ممكنة فى ظل وجود هذه
    الطغمة الفاسدة قى السلطة ولا أعتقد أن حيثيات المقارنة الموضوعية بينها ونظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا متوفرة ولو
    فى الحدود الدنيا , فذاك نظام أسس لقاعدة إقتصادية وإجتماعية كبيرة شملت أعداد ضخمة من المواطنين السود مما جعل المساومة
    التاريخية التى أنجرها العظيم مانديلا ممكنه وتستند على قاعدة صلبة من الحقائق الواقعية , أما نظام الأنقاذ فهو نظام رأس المال
    الطفيلى والذى يفقد يوم...

    ردي علي الأخ عمر أدريس:
    عزيزي عمر شكرا علي التعليق. تجربة مانديلا رائدة لاشك في ذلك وهناك وجه شبه في أمر التفرقة وكيف تؤثر علي الحقوق الأساسية.
    كما أن هناك قطعا دروسا مستفادة منها (قبل و بعد). السؤال الملح ما هو المخرج من هذه المعضلة الآن؟ هذا ما حاولت معالجته بطرحي.
    أعتقد أننا يمكن أن نسهم في الحل دون أن نتحزب بالصورة التقليدية. المهم عندي هو أين نقف - مبدئيا - من الأمور التي تؤثر علي وطننا
    وما هو مدي أستعدادنا للأسهام في الحل بصورة فعّالة. مرة أخري الشكر وخالص الأماني.

    وسأضيف هنا للأخ عمر أدريس هذا الجزء من ردي علي الأخ تجاني صالح (أنظر الرد علي تجاني كاملا أدناه) الذي علق علي المقال
    أيضا كاضافة لما ذكرت أري أنها ضرورية:
    "ثبت تاريخيا أن الحل التفاوضي هو أعقل الحلول خاصة في الأمور المعقدّة. وهناك امثلة عدة ذكرت منها الحل السلمي الممكن مثل
    تفكيك نظام ال "أبارتهايد" في جنوب أفريقيا فالدعوة هي باختصار: أجلسوا للتفاوض قبّال الفاس تقع في الراس. هل يعني ذلك ضياع الحقوق.
    بالطبع لا. فالسلام المستدام يتطلّب أقامة عدالة ناجعة ترد الحقوق وتجبر الضرر، ولا يمكن له أن يكون مستداما دون معالجة عدلية مقبولة.
    ثمّ أن الحل التفاوضي يعني حقن الدماء – فكلها، من جميع الأطراف، دماء سودانية أرقنا منها وما زلنا ما يكفي! التطورات الأخيرة تشي
    بأنّهم لا زالوا في خانة الألاعيب السياسية. الي متي؟!"

    أواصل
                  

04-03-2013, 09:39 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    وكتب الصديق سيف بشير:
    "أصدقك القول إنني لم أعبأ كثيراً بوثيقة "الفجر الجديد" ولا الوثائق أو الأحداث التي أدت إليها، وذلك لأنني قررت العزوف
    عن الشأن السوداني ربما نتيجة لما يمكنني وصفه بإصابتي بحالة أبعد من حالات "طُمام البطن" بكثير، أو تلك المراحل
    التي يسبقها اليأس وفقدان الأمل بكثير. المهم، قرأت مقالك وأرى أنه مقال رصين عاقل. وأفترض أنك تعني الكلام وتفترض
    إمكانية تحقيقه بعد إزاحة هذا النظام الغريب الجاشم على صدر الوطن، وإن لم تصرِّح بذلك صراحة، لكن منطق المقال يقود
    إلى هذا الاستنتاج. ولذلك أقول للاستاذ عمر إدريس الذي سبقني في التعليق، اعتقد أن الباشمهندس بله يفترض ضمنياً أن
    النظام قد زال (ربما لم يشأ أن يتحدث في تفاصيل كيفية إزالته)، لأنه لأي عاقل، هذا النظام لا يستحق البقاء ولو لدقائق
    معدودات ليس الآن بل منذ 30/06/1989."

    ردي علي الأخ سيف بشير منقول بتصرف:
    "عزيزي سيف - شكرا علي التعليق. لعلك لاحظت أنني لم أذكر وثيفة الفجر الجديد و لم أشر اليها في مقالي. وذلك ليس لأنها
    غير مهمّة ولكن لأنها منتج يمكن التحكم فيه حسبما يري الناس. وهناك أفتراض ضمني أن جبهة الخلاص الوطني قادرة علي
    تطوير الوثيقة لتخدم الأهداف. تكوين الجسم الجامع لكل القوي هو الأساس بالطبع. الأمل مطلوب وضروري رغم التعقيد وطول
    المعاناة والأحباط. صحيح أن هناك افتراضات ضمنية في المقال في مواضع مختلفة تركتها لفطنة القارئ. لكن لابد للحل أن
    يكون ناجعا وشاملا مما يحصر الخيارات المطروحة للكل. فليس لأحد عصا سحرية. مرة أخري الشكر وخالص الأماني."

    أواصل،،
                  

04-03-2013, 09:41 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    وكتب الأخ فضيل أحمد:
    "هذه هي الحقيقه الواضحه وعلي من تسيدوا علي الشعب السوداني فهم هذا الدرس والا فالأهوال قادمه" .
    عدلت أنا كلمة "بالأهوال" الي "فالأهوال" و التي أظن انها المقصودة.

    ردي علي الأخ فضيل أحمد:
    "شكرا علي التعليق. المقال كما تري هو دعوة صادقة للكل (وأعني للكل) بالتفكر في مآلات
    الوضع الراهن في بلادنا وكيف يمكن تركيز الجهد في حل ناجع شامل تتوفر فيه حسن النية والحكمة والشجاعة.
    مرة أخري الشكر وخالص الأماني"


    أواصل
                  

04-03-2013, 09:54 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    وكتب الأخ تجاني صالح:
    "الأخ المهندس بلّه البكري
    شكراً على المقال الذي يلقي الضوء على الواقع المأسوي الذي يعيشه الشعب السوداني الفضل والذي هو محصّلة لسيل من الإخفاقات والهزائم
    والفشل الناتج عن إنعدام الرؤية الإستشرافية لوطن يسع الجميع. إنّ الذين تقلّدوا الأمر عبر ستّة عقود إمًا أنّهم لم يستطيعوا مغادرة ذواتهم
    الضيّقة إلى رحاب أوسع يكون فيها الوطن أولاً أو هي جماعات ذات إمتدادات خارجية المصلحة القطريّة ليست في صدر أولويّاتها.
    إن الجماعة العقائديّة الحاكمة الآن تختلف منهجيّاً عن نظام الأبرتايد في جنوب إفريقيا كونها جماعة ذات أبعاد وروابط عقائدية عابرة للحدود،
    لا تعترف بالحدود القطرية القائمة وهي بذلك جماعة غير وطنيّة ولا يمكن التعامل معها بمعزل عن جسمها الرئيس خارج السودان الفضل.
    ولاء هذه الجماعة ليس للسودان أوّلاً وهي على إستعداد أن تضحّي به دون أن ترى في ذلك عيباً كما نرى من خلال أدبيّاتها وممارساتها.
    لا بديل عن تحمّل كل مواطن مسؤوليته الكاملة عن ما يجري لتصحيح الوضع البائس وخاصّة الشباب منهم بالوعي بهذه التحديّات أولاً
    وبالعمل الجاد وفقاً لمنهج سليم ثانياً ولوطن يتساوى فيه الجميع وطن خال من العبيد والجميع فيه أسياد والعطاء والتضحية من أجله هي
    الميزات التفضلية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

    ولك تحيّاتي.
    ود صالح"


    ردي علي الأخ التجاني صالح:
    "عزيزي تجاني، شكرا علي المشاركة. بلّغني ود سلمان عما دار من نقاش هادف. لابد أن يذهب المؤتمر الوطني وحكمه.
    لأنه (بغض النظر عن الشرعية) قد فشل فشلا مريعا في أدارة البلاد بل وانحدر بها الي التقسيم والدمار الأقتصادي والأجتماعي.
    لابد من الحوار الحر المفتوح فهو ركن وعمد أساسي في العملية الديمقراطية، لا يقوم بناؤها بدونه. أنهم ذاهبون شاءوا أم أبوا.
    هكذا يقول التاريخ، ولكن كيف؟ هذا ما أردت معالجته بمقالي والذي وجهته للكل بما فيهم القابضين علي الأمر في المؤتمر
    الوطني - فالكرة في ملعبهم هم!

    ثبت تاريخيا أن الحل التفاوضي هو أعقل الحلول خاصة في الأمور المعقدّة. وهناك امثلة عدة ذكرت منها الحل السلمي الممكن
    مثل تفكيك نظام ال "أبارتهايد" في جنوب أفريقيا. فالدعوة هي باختصار: "أجلسوا للتفاوض قبّال الفاس تقع في الراس".
    هل يعني ذلك ضياع الحقوق. بالطبع لا. فالسلام المستدام يتطلّب أقامة عدالة ناجعة ترد الحقوق وتجبر الضرر، ولا يمكن له
    أن يكون مستداما دون معالجة عدلية مقبولة. ثمّ أن الحل التفاوضي يعني حقن الدماء – فكلها، من جميع الأطراف، دماء سودانية
    أرقنا منها وما زلنا ما يكفي! التطورات الأخيرة تشي بأنّهم لا زالوا في خانة الألاعيب السياسية. الي متي؟!"
                  

04-05-2013, 02:50 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    شكرا يا ريّس.
    شكرا الأخ محمد علي عثمان. وشكرا الصديق سيف بشير علي المساعدة ورفع تعليقات القراء. سأعود.
                  

04-05-2013, 09:24 AM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    وألف مرحب بيك يا بله في المنبر

    أرحب بك كأحد المثقفين المستنيرين ذوي رجاحة العقل، والتفكير الصائب، ومن المؤكد
    أنك ستكون إضافة نوعية للمنبر.

    سيف
                  

04-06-2013, 05:23 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    شكرا سيف مرة أخري. والتحية لكل الأخوة والأخوات أعضاء المنبر العام. فكما أسهم بكري أبو بكر بجهد خاص في انشائه كمنتدي، فقد أسهموا هم بالمادة المكتوبة
    في الشأن العام وفي شتي ضروب الأدب والفن، والتي أضحت زادا روحيا للكل في داخل الوطن وفي المهاجر. ومنهم كما هو معلوم من تفرّدت اسهاماتهم
    في المجالات التي طرقوها حتي أضحت مرجعا للأجيال - فلهؤلاء تحيّة خاصة.
                  

04-06-2013, 06:20 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    المقال أدناه منقول من موقع "حريّات" للكاتب د. الشفيع خضر سعيد، يصب في نفس الموضوع الذي نحن بصدده: "كيف السبيل الي حلٍ شامل مستدام للوطن"
    ويعلق علي مسلك الحكومة الأخير فيما يخص الدعوة للحوار ويتسائل كاتبه: "هل يا تري سنعي الدرس؟"
    Quote: هل سنعي الدرس؟
    April 5, 2013
    د . الشفيع خضر سعيد
    ** تلبية متطلبات تهيئة المناخ لا يمكن اختزالها في تصريحات من قبل رئيس الجمهورية أو نائبه، كما لا يمكن حصرها في إطار التفسيرات التي يقدمها قادة النظام
    ومرة أخرى تنطلق دعاوى الحوار والوفاق، وهي دعاوى متكررة، وتتكرر معها ردود الأفعال مابين مرحب ومتحمس ومشترط ومشكك، بل وهنالك من يتعامل وكأنها المرة الأولى التي تنطلق فيها هذه الدعوة، ناسيا، أو غافلا، عما سبقها من دعوات إنتهى بعضها بإتفاقات مكتوبة وموقعة ومشهود عليها دوليا وإقليميا. ومع كل دعوة جديدة للحوار والوفاق، ينشغل الذهن، على الأقل ذهني شخصيا، بسؤال رئيس هو: لماذا لم تنجح دعاوى الحوار السابقة، وخاصة تلك المتوجة بإتفاقيات أعقبتها إبتسامات التصالح والتعافي المتبادل، لماذا لم تنجح في تحقيق معادلة السلام والإستقرار في السودان، رغم كل ما بذل في هذه الإتفاقيات من جهد ومال، ورغم الدعم الواسع لها، وأحيانا المشاركة المباشرة فيها، من المجتمع الدولي والإقليمي؟ ولماذا كانت هذه الاتفاقيات دائما تحمل في داخلها بذرة فنائها؟ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال هي مبتدأ خروجنا من الحلقة الشريرة الجديدة، حلقة حرب…مفاوضات…حرب، أو تأزم….حوار…فشل وتأزم، الحلقة الفرعية المتخلقة عن الحلقة الشريرة الأم: ديكتاتورية…إنتفاضة…ديمقراطية…ديكتاتورية. لا أعتقد أن إجابة هذا السؤال يمكن أن تأتي من فرد واحد أو حزب واحد، فقد ولى زمن الفرد السيوبر، وأنقضى أيضا عهد الجماعات التي تدعي قدرتها على أنقاذ وإصلاح المجتمع. بل أقول، إنه دون توفر حالة تشارك وتفاعل حقيقية يحسها أي فرد في أي مجموعة من مجموعات المجتمع المختلفة، لن نخطو خطوة واحدة في معالجة قضايا مجتمعنا. ولنتناول الآن بعض الصور والوقائع، والتي دائما ما تتكرر مع دعاوى الحوار والوفاق، علها تساعدنا في الإجابة على السؤال أعلاه:
    أولا، دعاوى الحوار، بما فيها الدعوة الأخيرة من الرئيس ونائبه، دائما لا يظهر منها إلا ما هو سطحي، بمعنى، لا يسبقها إعتراف بالأزمة أو نقد أو مراجعة، كما لا تشتمل على مشروع ملموس ومحدد. وعلى الشعب التكهن بلماذا وكيف ومتى! بل، دائما ما تخرج الدعوة للحوار وكأنها منحة أو صدقة، وليس خطوة ضرورية لحلحلة الأزمة المتفاقمة في السودان.
    ثانيا، الدعوة للحوار بمقدمات إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، هي دعوة لا يرفضها أي سياسي. فهي لا تضع الطرف الخصم في حالة (بيدي لا بيد عمرو). ولكنها ستظل دعوة ناقصة ما دامت لم تستكمل بالإعتراف بالخطأ في حق مناضلين دعوا للسلم والحوار بذهابهم لمقابلة قادة الجبهة الثورية في كمبالا. فالنظام يدرك أكثر من غيره أن الموقعين على مسودة ميثاق الفجر الجديد، هم جميعا من أنصار المعارضة السلمية، وليسوا مجرمين إرتكبوا جرما، فعفى الرئيس عنهم وتغاضى عن ذنوبهم.
    ثالثا، ورد في خطاب رئيس الجمهورية الأخير أمام الدورة البرلمانية الجديدة، إشارة لتهيئة المناخ من أجل إلتئام الحوار دون شرح أو توضيح لكيف ستتم هذه التهيئة. ولنكن واضحين في هذه النقطة: فالثقة بين النظام والمعارضة منعدمة، ولا يمكن إستعادتها بالكلمة الطيبة أو الإشارة إلى النوايا الحسنة، فتلبية متطلبات تهيئة المناخ لا يمكن اختزالها في تصريحات من قبل رئيس الجمهورية أو نائبه، كما لا يمكن حصرها في إطار التفسيرات التي يقدمها قادة النظام. ومن حق المعارضة، إذا لم ترى الملموس في تهيئة المناخ الملائم للحوار، من حقها أن تنظر بريبة وتشكك تجاه دعاوى الحوار المقدمة من النظام، ولا ترى فيها سوى محاولات النظام لإدماج الآخرين في مؤسساته وفق رؤاه وثوابته هو، لا ثوابت الوطن. إن تدابير تهيئة المناخ تبتدي بإطلاق سراح المعتقلين ولا تنتهي بها، بل وتستكمل بإلغاء مؤسسة الاعتقال بسبب الرأي ومعتقد الضمير، وإسقاط الأحكام عن المحاكمين سياسيا، وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات وإطلاق الحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير والتنظيم ورفع الحظر عن الصحف…الخ، على أن يتم كل ذلك وفق تدابير دستورية يعلنها رئيس الجمهورية. إن المنادة بتهيئة المناخ، ليست شرطا للحوار، بل هي إحدى الضمانات لعدم تكرار تجربة فشل دعاوى الحوارات السابقة. وهي منادة، تحقق مشاركة الشعب، بجماهيره وقياداته، مشاركة حقيقية وكاملة وفاعلة في حوار ومفاوضات القادة السياسيين. فالحوار الجاد للخروج من الأزمة، لا يمكن أن يكون متعلقا بمصير القادة السياسيين، وإنما بمصير الشعب والوطن.
    رابعا، والحوار الجاد، لا بد أن يكون بعيدا جدا عن كونه مجرد مساومة بين طرفين أو ثلاثة من أطراف الصراع، أو مجرد مناورة بهدف إنقاذ النظام من ورطة ما، أو مجرد تغيير إدارة بإدارة…الخ، ومن ثم تكراراً لتجارب سابقة حملت في داخلها بذور الأزمة التالية، بل أن ينتج عنه إقرار بالأزمة واتفاق على أسس معالجتها بصورة جذرية.
    خامسا، ليس بإمكان أي إنسان سوي إلا أن يقف ضد الحرب، ولكن الوقوف ضد الحرب يستوجب التفكير أيضا عن أسبابها وتداعياتها، بهدف منع تجددها. وفي حالة الحروب الأهلية، من الخطورة على الوطن رفض دعاوى الحوار، لكن، ذلك لا يعني الإنجرار وراء إخماد النقاش حول اسباب الحرب وتداعياتها، بحجة ترتيب البيت من الداخل وتوحيد الصف الوطني لمقاومة عدو متوهم. بل، يجب أن نتعلم كيف نخرج من الحروب المتكررة في وطننا برؤي واضحة وخطط ممكنة للتعايش المشترك، والعيش في سلام.
    سادسا، إن أزمة البلاد لا ترتبط بوجود شخص بعينه، حتى يشغلنا الإعلام بصراعات من سيخلف الرئيس من أعضاء الحزب الحاكم نفسه، وكأن الشعب السودان ليس له أي خيارات خارج دائرة المؤتمر الوطني. كذلك، بعض المراقبين يربطون دعوة الحوار الأخيرة بلقاء علي عثمان وعلي الحاج، وبإتصالات، أو إيحاءات بإتصالات، بين البشير والترابي، بمعنى أن الجديد في دعوة الحوار الأخيرة هذه، هو ظهور المؤتمر الشعبي كخلفية توحي بأن أزمة السودان (يحلها الشربكا)!!. ألأفضل أن يتابع الشعب السوداني كل التفاصيل، وأول بأول، فلا داعي للمناورات، واللقاءات الخفية والأخبار التي تخرج بالقطارة.
    إن أزمة البلاد سببها كنكشة حزب واحد على السلطة، وإحتكاره لكل مفاصل الدولة والاقتصاد، حتى صار هو المتحكم في حياة الناس، وبسياسات تأكد فشلها التام، ومسؤوليتها المباشرة عن التدهور المريع في كل مناحي الحياة. لذلك، فأن المسألة تتعدى مجرد الدعوة العامة للحوار، لأن الأزمة تتعلق بكيفية حكم البلاد، وطرق حل مشكلاتها. وذلك يستدعي جهدا متصلا، من الجميع دون إستثناء، يبدأ بوضع خطة واضحة لإدارة حوار وطني يتفق الجميع على أن هدفه هو الذهاب إلى وضع انتقالي، تديره حكومة إنتقالية تكون أولى مهامها وقف الحرب وإرساء مقومات عدم تجددها، والعمل على إستعادة دولة الوطن من قبضة الحزب الواحد، وعقد المؤتمر الدستوري، والإشراف على قيام انتخابات حرة ونزيهة.
    أعتقد، أن ما تمر به بلادنا اليوم، يدفع بكل قواه، والتي ظلت، ولأسباب سياسية واجتماعية وتاريخية وإقليمية…الخ، تتخاصم وتتصارع حقبا طويلة، يدفع بها لأن تقتنع بان الوطن كله أصبح في مهب الريح، وان خطرا داهما يتهددها جميعا، وان التفكير السليم يقول بان ما يجمعها من مصالح، في الحد الأدنى الضروري للحياة، أقوى مما يفرقها، وأنه آن الأوان لكيما تلتقي بجدية واخلاص لصياغة واقع جديد في السودان….، فهل يا ترى سنعي الدرس؟؟[QUOTE/]
                      

04-06-2013, 07:25 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    هناك أيضا ورقة ضافية للدكتور الواثق كمير عنوانها "الكرة في ملعب الرئيس ---" نشرت في هذا الموقع وفي مواقع أخري هذا العام. أكون شاكرا لو تكرم الأخ بكري بوضع رابطها هنا حتي تكتمل الصورة. هدفي من توفير هذه المراجع المهمة (فيما أري) هو أن نضع علي مائدة النقاش كل ما هو مطروح علي الساحة (في هذا المشكل) مما يسهل عملية تبادل الآراء حوله (اتفاقا أو اختلافا). وقد عثرت علي تلخيص مختصر لورقة د. الواثق للأستاذ سيف الدولة حمدنا الله نشره في فبراير 2013 في مركز أخبار السودان، ضمنّه رأيه في طرح د. الواثق، ساقتبسه أدناه. هناك اشكالات فنيه بسيطة في الأقتباس لا توثر علي المعني أرجو تغاضيها الآن.
    ورقة أخري هامة (فيما أري) قدّمها السيد الأمام الصادق المهدي بعنوان "الفجر الصادق....." نشرت في هذا الموقع أرجو من بكري أنزال رايطها أيضا و رابط ورقة السيد/ علي السيد المحامي في هذا الصدد و التي نشرت أخيرا - بعنوان ....؟؟.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-06-2013, 07:28 AM)
    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-06-2013, 07:39 AM)

                  

04-06-2013, 07:36 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    يقرأ الأقتباس أدناه مع المداخلة السابقة والتي تقّدم لماذا نورده هنا.

    Quote: الرئيس هو المشكلة لا الحل..(تعقيب على مقال د. الواثق كمير
    سيف الدولة حمدناالله
    من بين ما يميز الدكتور الواثق كمير، أنه يمتلك الشجاعة التي تجعله يقف في مساندة رأيه مهما جلب عليه من مصائب، وليس في هذا القول شيئ من الموالاة أو المشايعة برغم توافر أسبابها بحكم ما تربطني به من صداقة قديمة على خلفية صلة النسب التي تجمعنا والتي جعلت كلانا يقف على درجة قرابة واحدة من الذرية التي نجمت عنه، ومثل هذه الشجاعة هي التي جعلته يعلن إنضمامه للحركة الشعبية دون أن يأبه للطوب الذي كان يُحدف عليه، حتى أصبح من قادتها السياسيين، في الوقت الذي كان فيه معظم مؤيديها من الشماليين- في ذلك الوقت- يفعلون ذلك من خُرم الشباك، وبعد توقيع إتفاقية نيفاشا، رفض "كمير" أخذ نصيبه من السلطة التي آلت للحركة الشعبية، حين إعتذر عن قبول المنصب الذي عُرض عليه (سفير بالخارجية)، فعاد لمباشرة عمله كخبير بالمنظمات والوكالات الأممية، من بينها مركز أبحاث التنمية الدولية بكندا، ووكالة التنمية الدولية التابعة للأمم المتحدة وغيرهما، فالرجل عينه مليانة، فهو من أصحاب شهادة الدكتوراة "بالقديم"،وعمل أستاذ بكلية الإقتصاد بجامعة الخرطوم، في الزمن الذي كان فيه مدرس الوسطى يوازي بروفسير هذه الأيام.

    كان لا بد من هذه الحديث كمقدمة لازمة لفهم الخلفية التي كتب بها "كمير"مقاله الذي جاء بعنوان "الكرة في ملعب الرئيس"، وتم نشره بعدد من المواقع الإلكترونية، وواقع الأمر أنني كنت قد إضطلعت على المقال – بكرم من صاحبه - قبل نشره، كما وقفت على التعليقات التي وردت إليه حوله من عدد من أصحاب الرأي، من بينهم الدكتور أمين مكي مدني والسيد/ الصادق المهدي والدكتور الشفيع خضر والأستاذ/ فتحي الضو وآخرين، وقد إخترت – خلافاً لذلك - أن أقوم ببث تعليقي على المقال على الهواء مباشرة، عسى أن يدفع ذلك بالدكتور الواثق لإستعراض الآراء التي وردت إليه بما يثري الحوار حول هذا الموضوع الشائك.

    ولمن فاتهم الإطلاع على المقال، لا بد من تلخيص ما ورد فيه، ومهما برعت في التلخيص، فسوف يبقى مُخِلاً لمحتوى المقال وينتقص من قيمتة، ولذا، ننصح ذوي الإهتمام بالإطلاع عليه كاملاً. والملخص يقول: أن الوطن يسير نحو أحد ثلاث سيناريوهات، الأول: إصرار الحزب الحاكم على إستمرار الوضع الراهن بإقصاء الآخرين والسيطرة على جهاز الدولة وإستمرار الحروب والتدهور الإقتصادي والفساد وتوتر العلاقات مع حكومة الجنوب بما يُنبئ بنشوب حرب بين البلدين في أي وقت،وتنامي الولاء القبلي والعرقي، وأن هذا الوضع سيقود للسيناريو الثاني: وهو تصاعد العمل المسلح والزحف للسيطرة على المركز، ويرى أن ذلك سوف يؤدي إلى إنهيار الدولة وتفككها بالكامل نتيجة لما سيحدث من تصارع بين الفصائل المسلحة والقوى السياسية الأخرى عند سقوط النظام، وذلك لعدم وجود توافق سياسي بين تلك الفصائل والقوى السياسية الأخرى على النحو الذي كشف عنه توقيع ميثاق الفجر الجديد، مما يفضي إلى مواجهات دموية فيما بينها، وفيما بين أفراد الشعب بعضهم ضد بعض، كما يرى أن ذلك الوضع سوف يغري دول الجوار لتضع يدها على أجزاء من البلاد، وهو ما يعني نهاية الدولة وليس نهاية النظام.
    أما السيناريو الثالث: أن يقوم الرئيس بعمل "تسوية سياسية شاملة" تقوم على أساس طرح برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة يضع الوطن فوق الحزب، تتولى تنفيذه حكومة "وحدة وطنية"، تنتهي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، ولذا، يرى الدكتور الواثق بأن "الكرة في ملعب الرئيس"، الذي يؤهله وضعه الحالي بإعتباره الشخص الوحيد المقبول من الجيش والحزب الحاكم، للقيام بهذا الدور، ثم دعى المعارضة المسلحة والقوى السياسية الأخرى إلى قبول بقاء الرئيس في الحكم حتى نهاية فترة ولايته الحالية، ويرى أن ذلك هو المخرج الوحيد من إنزلاق السودان للهاوية. بحسب السيناريو الثاني.
    من جهتنا، ليس لدينا خلاف مع الدكتور الواثق كمير فيما أورده في السيناريو الأول والثاني، بل أننا ذهبنا إلى ما هو أبعد من ذلك، حين قلنا في مقال لم يمض على نشره إسبوعين أن الكارثة التي تنتظر الوطن سوف تتحقق حتى لو تم سقوط النظام بثورة شعبية لا بعمل عسكري، بيد أننا نختلف مع الدكتور الواثق كمير في أن يكون حل هذه المعضلة بيد الرئيس البشير، فالرئيس هو المشكلة لا الحل، والواقع من يقرأ السيناريو الذي وضعه الدكتور الواثق حول الدور الذي يمكن أن يقوم به الرئيس في معالجة أزمة الوطن، يُخال إليه أن من كتب هذا الكلام مراقب دولي لا مواطن سوداني، فمن جهة فهو حديث يتسم بالمعقولية والمنطق السليم، ولكنه يبقى حديث نظري لا يأخذ في الإعتبار ما يجري على أرض الواقع، واقع الطرفين، النظام والمعارضة.
    مشكلة تحقيق هذا السيناريو أن الرئيس البشير لا يعتقد بأن هناك مشكلة من الأساس، أو أنه – على أفضل تقدير - لا يدرك حجم المشكلة ، بل أنه يرى عكس ذلك تماماً، فالرئيس يعتقد أن الوطن يعيش أفضل فترة في عمره، ويعتقد أنه لم يحدث أن وقف الشعب وراء حكومة بمثلما فعل مع الإنقاذ، بل أنه يرى أن الشعوب العربية التي قامت بالثورات في مصر وتونس واليمن، لم تفعل ذلك الاٌ لأنها إستلهمت ذلك من تجربة حكم الإنقاذ، أي والله.

    والرئيس يعتقد أن الشعب يعيش في سلام وإنسجام ومحبة، وهو لا يعترف بالحروب التي تجري في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، ويعتبر أن ما يجري هناك ليس سوى أعمال إجرامية يقوم بها حفنة من العصبجية والخارجين عن القانون، وأنهم يفعلون ذلك ضد رغبة الأهالي في تلك المناطق، والأدهى من ذلك أنه يؤمن بأنه قادر على القضاء عليها بطرف أصبعه.
    والحال كذلك، كيف يستقيم أن يقوم الرئيس بمعالجة مشكلة لا يرى أنها موجودة من الأساس!!!
    ومن جهة ثانية، لم يأخذ هذا السيناريو في الإعتبار حقيقة أخرى هامة، وهي أن العصابة التي تلتف حول الرئيس لن تسمح له بأن يكتب نهايتها بمثل هذه السهولة، فالرئيس لا يسوى شيئ بدون هذه العصابة، ولا يستطيع أن يستمر في الحكم ليوم واحد دون مساندتها، ولا يقدح في صحة هذا القول بقوة ومقدرة الرئيس في الإطاحة بعدد من رموز النظام الأقوياء بكل سهولة، فالرئيس لا بد له أن يرتكز على جناح في الإنقاذ حتى يستطيع ضرب الجناح الآخر، ولكنه لا يستطيع أن يضرب كل الأجنحة – وفق معطيات السيناريو – دفعة واحدة، ولو أنه فعل ذلك لن يخرج من الإنقاذ سوى بزوجتيه.

    بيد أن الأهم من كل ذلك هو الطرف الآخر، وهو المعارضة وبقية الشعب، وللإنصاف فإن السيناريو الذي طرحه الدكتور الواثق كمير لم يتجاهل المرارة التي تجرعتها المعارضة والشعب من وراء هذا النظام، بيد أنه يرى أن يسمو الجميع فوق تلك الجراح من أجل الوطن، ولكننا نرى أن هذه دعوة موغلة في التفاؤل، ولا يخفف من حِدة هذا الزعم ما حدث في بلدان أخرى قبلت المعارضة فيها مشاركة جلاديها الحكم (روبرت موقابي – زمبابوي)، فمثل هذه الترتيبات تسبقها تحضيرات وإستعداد لتقديم تنازلات من الطرفين عبر وسائط وتحت ظروف معقدة توفرت بتلك الدول، وما يقف عقبة أمام تحقيق ذلك في السودان، أن الرئيس البشير
    من أرباب السوابق في محيط الغدر بالشركاء والتنكر للإتفاقيات التي يبرمها، فهو لم يترك لنفسه ذرة مصداقية لم يستنفدها، فهو يلعق حديثه - في جرأة - قبل أن يبرح صداه الآذان، فليس هناك ثمة سبب واحد يدعو المعارضة – من واقع نقض الرئيس لعهوده السابقة - للإطمئنان على تسليم رؤسها إليه بهذه السهولة بعد كل التجارب المريرة.

    وأخيراً، فإن الجراح التي خلفها هذا النظام في نفوس الشعب طوال ربع قرن غائرة ولا تزال تنزف بغزارة، فقد إرتكب هذا النظام كل الموبقات في حق الشعب من قتل ودمار وتشريد وإعتقالات وتهجير ومظالم وفساد، ولا يمكن القبول بالمسئول الأول عن كل هذه الجرائم ليكون هو الحل، فليس صحيحاً أن الكرة ليست في ملعب الرئيس، والصحيح أن الرئيس يلعب بنا الكرة.
                  

04-06-2013, 09:35 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    رؤية محترمة فعلا يا بله وكلام يحترم العقل
    ولكن نريد دينامكية لهذه الرؤية
    كيف نرد الاعتبار للبرنامج السياسية الحقيقية التي تهاملها الناس من 1956 وبما اك ذكرت الاستاذ محمود محمد طه
    هذا الرجل كانت له رؤية واعية للدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية والاشتراكية ايضا اصدرها في كتاب من 1955 يعني قبل سنة من الاستقلال
    لماذا لم يعتمدوها اهل السياسة كخارطة طريق ان ذاك بدل الاستقلال المشوه الذى هضم حق الجنوبيين في الفدرالية وفيها كل القيم السياسية اعلاه التى عجز عنها حتى اهل الربيع العربي الخالي من الدسم ونحن على اثارهم مقتدون.....
    ونحن في 2013
    لماذا لم يعترف بها -النخبة السودانية وادمان الفشل حتى الان
    وهذه الرؤية نقلتها في هذا البوست-هكذا تحدث محمود محمد طه ..دستور السودان 1955
    وموجود في هذا المنبر ومفعل ايضا...

                  

04-06-2013, 10:56 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: adil amin)

    Quote: رؤية محترمة فعلا يا بله وكلام يحترم العقل ولكن نريد دينامكية لهذه الرؤية كيف نرد الاعتبار للبرنامج السياسية الحقيقية التي تهاملها الناس من 1956 وبما اك ذكرت الاستاذ محمود محمد طه هذا الرجل كانت له رؤية واعية للدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية والاشتراكية ايضا اصدرها في كتاب من 1955 يعني قبل سنة من الاستقلال لماذا لم يعتمدوها اهل السياسة كخارطة طريق ان ذاك بدل الاستقلال المشوه الذى هضم حق الجنوبيين في الفدرالية وفيها كل القيم السياسية اعلاه التى عجز عنها حتى اهل الربيع العربي الخالي من الدسم ونحن على اثارهم مقتدون.ونحن في 2013 لماذا لم يعترف بها -النخبة السودانية وادمان الفشل حتى الان وهذه الرؤية نقلتها في هذا البوست-هكذا تحدث محمود محمد طه ..دستور السودان
    1955 وموجود في هذا المنبر ومفعل ايضا"

    أخي عادل أمين،
    شكرا علي المرور من هنا. غياب الأستاذ محمود (فيما أري) هو غياب العقل من المشهد السياسي السوداني باكمله. فالأستاذ محمود ليس مفكرا دينيا فحسب وانما زعيم سياسي ثاقب الرؤية. فماذا يتوقع المرء من جسم يتحرك بلا عقل! قولي هنا مجازي بالطبع. عاش جيلي مناخ جامعة الخرطوم في حقبة السبعينات والثمانينات ورأينا كيف يمكن للناس أن يتحاوروا في مناخ معافي نظيف. وكيف يمكن أن يقود الحوار (وحده) الي رؤي واضحة لما هو صالح وماهو معوّق للطرح الديمقراطي. حدثت بعض الأحداث المؤسفة حيث طغي فيها العنف ولعل ذلك كان شرارة البداية التي كان يجب احتواؤها بحزم لازم في وقتها.
    فشل النخب السودانية امتلأت به مجلدات كما هو معلوم. واسبابه عدّة تملأ هي الأخري مجلدات – أهمها (فيما أري) غياب الرؤية أو قل عمي البصيرة والذي يقود الي أهوال من شاكلة ما نحن عليه الآن، وقديما قالوا "عمي البصر ولا عمي البصيرة"!
    فبلد بامكانات السودان، من حيث الموارد الطبيعية، قمين باللحاق بالعالم الأول في ظرف عقود محسوبة، لا تتعدي جيلا واحدا كما رأينا في كوريا الجنوبية وسنغافورة. فالذين نشأوا اطفالا في سنغافورة في الستينات نشأوا في بلد مستعمر في العالم الثالث تتجاذبه أعراق مختلفه ويحوم حوله نذر الحرب الأهلية و الفوضي. خرج "لي كوان يو" من بين الصفوف ليضعه بين دول العالم الأول في ثلاثة عقود – بل في مقدمتها. فأين لنا ب "لي كوان يو" سوداني؟!
                  

04-06-2013, 12:26 PM

شمس الدين ساتى
<aشمس الدين ساتى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 2642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    مقال شحمان

    وأصاب كبد الحقيقة

    شكرا أستاذ بلة

    ومرحب بيك فى المنبر

    وشكرا للريس
                  

04-06-2013, 03:46 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: شمس الدين ساتى)

    Quote: مقال شحمان وأصاب كبد الحقيقة شكرا أستاذ بلة ومرحب بيك فى المنبر وشكرا للريس

    شكرا الأخ شمس الدين علي المرور والترحيب. وأضم صوتي لك في شكر الريّس أيضا. لا زلنا كما تري في مرحلة تجميع المادة التي أرجو أن توفر خلفية غنية لنقاش أرجو له أن يكون مكتملا بخصوص موضوع الحل الشامل. فقد طلبت من الريّس إنزال الرابط لثلاثة ورقات مهمة من د.الواثق كمير والسيد الأمام الصادق المهدي والسيد/ علي السيد المحامي نشرت كلها حديثا بهذا الموقع. فأرجو أن تبقي معنا.
                  

04-06-2013, 03:26 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: saif basheer)

    Quote: باستشهادك يا بله بما فعله مانديلا عندما احتفظ بحرس ديكلاريك، مخاطباً الإنسان الكامن في البيض، ...، الخ. بالتأكيد ما حا تكون قاصد مخاطبة الإنسان الكامن في أساطين النظام الذين دمروا ونهبوا البلد لحدود فاقت التصور، ببساطة لأنو ديل مافي إنسان كامن لا داخلهم لا خارجهم!


    عزيزي سيف. مانديلا بالطبع يصعب مجاراته لانه "رجل دولة" من عيار فريد، ليس في أفريقيا وحدها بل في العالم أجمع. كان يخطو في حقل ألغام أثناء تفاوضه مع البيض بينما الجموع الهادرة في الخارج تتوعدهم بالثبور وعظائم الأمور. فكّك نظام ال "أبارتهايد" وعالج جروحا غائرة في جسد وطنه المكلوم وقتها بحكمة واقتدار وقدمه للعالم كأفضل مثال علي التعايش السلمي في وطن "قوس قزح" حقيقي. قصدت التمثل بمسلكه لاشك ولكني (بصراحه) لا أدري ماذا كان سيفعل أذا رزئ وطنه بما المّ بنا وبوطننا!!

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-06-2013, 03:28 PM)

                  

04-06-2013, 04:14 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    كتب السيد/سليمان رفاعي (Suliman Raffai):
    Quote: "أعتقد أن كل سوداني حريص على هذا البلد ومستقبله يجب أن أن يتجنب ذكر ما أطلق عليه "الفجر الجديد"....لأنه ببساطة متناهية منتج غير سوداني ثم إن القائمين عليه هم نفس الذين أنزلوا السودان الى سابع أرض...أناس يعنقدون إن الانسان ليس لديه عمر إفتراضي..جربهم السودانيون طول فترة استقلاله ولم ير منهم سوى التفاهة وضحالة التفكير وسفاهة الاحلام..أيها السودانيون الحادبون على السودان...أصلحوا بلدكم بأنفسكم ولا تتكلوا على جهات خارجية لا تهمها مصلحة السودان."

    شكرا علي المرور والتعليق. أنا أزعم أني حريص علي هذا البلد ولكني والغ في ذكر "الفجر الجديد"! وكما تري فقد صار شغلي الشاغل بل طلبت عضوية هذا المنبر العامر خصيصا بسببه. بقي أن تشرح لنا كيف يكون مشروع "الفجر الجديد" غير سوداني؟ ومن أنزل السودان الي سابع أرض؟ وما هي ال "سابع أرض"؟ التي تقصدها؟ أما نصيحتك للحادبين علي السودان ساتركها لهم للرد عليها فلا أظنك قصدتني بها!
                  

04-06-2013, 08:38 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    مرحباً بك أخي بلة في سودانيزأونلاين!
    وشكراً لك أن كانت فاتحة إسهامك فيها طرح الموضوع المصيري،
    وشحذ الأذهان للتفكر في عواقب الأمور الجارية الآن على الساحة،
    سواء في دائرة الحكومة أو في محيط المعارضة!
    وقلت:
    Quote: واهم من ظنّ أن هناك فرقة ناجية أذا انفلت حبل الأمن أكثر من هذا.
    فكلنا محشورون في سفينة واحدة اسمها السودان العريض تبحر في لجّة مظلمة
    تتلاطم أمواجها، بينما ينضب وقودها رويدا رويدا – وليس للكل (شعباً وحكومةً
    ومعارضة) من خلاصٍ ألّا بفجرٍ صادقٍ جديد!!

    وهذا معناه أن على جميع الفرقاء أن ينتبهوا للخطر الداهم، الذي لن يميز بين فئة
    وأخرى!
    واسمح لي بأن أعبر عن موقفي إزاء هذا الخطر، وما يقتضيه من عمل:
    وفي الواقع ليس عندنا خيار في الظرف الراهن، إلا برفع شعار النضال المدني،
    باعتباره خطاً إستراتيجيّاً، ورفض خيار الحرب المسلحة رفضاً كاملاً!
    والله شعبنا الأعزل، وقد امتلأ بالقهر من فساد هذا النظام، لا ينقصه إلا رؤى وطنية،
    تتكئ على القيم السودانية الأصيلة، أن تتبلور جميعها تحت سقف (النضال المدني)
    خياراً إستراتيجياً!
    لا سبيل إلى خروجٍ ظافر من هذه الغمّة المخيَّمة فوق الأمة، إلا بتكتل وطني شعبي،
    يقوده المثقفون الواعون، ولسوف ترفده كل جماهير الشعب، إذا أفلح قادته في
    إرسال خطابٍ نضالي وطني مسئول!
    لا خياراً وطنياً يتلاعب بالنيران، في واقع اجتماعي (متشظّي)، استيقظت فيه
    كل ضروب العنصرية الكامنة!
    لا ينبغي لمن أدرك هول الخطر القادم، أن يحاول ممارسة السياسة، من أجل
    إرضاء بعض القوى والتيارات الفاعلة، ينبغي اتخاذ موقف واضح وقوي وصريح،
    ضد الخيار العسكري، مهما كلّف الثمن!
    عندئذٍ سنرى جموع الشعب الهادرة كلّها قد خرجت في ظرف وجيز، لتلبي النداء
    الوطني المسئول، مستجيشة روح أكتوبر ومارس أبريل، داكّة حصون الطغيان،
    مؤسسة لنظام وطني جديد!
    باختصار:
    لا خير يُرجى في إطار النظام القائم!
    والشر كلّه في الخيار العسكري!
    والطريق هو النضال المدني، بكلّ وسائله ومعانيه!
                  

04-07-2013, 05:01 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: صلاح عباس فقير)

    كتب الأخ صلاح عباس فقير ما في المقتبس أدناه: تقسيم المقبس لفقرات من عندي لتسيهيل الرد علي النقاط التي جاءت فيه ولسهولة المرجع..

    (
    Quote: 1) وهذا معناه أن على جميع الفرقاء أن ينتبهوا للخطر الداهم، الذي لن يميز بين فئة وأخرى! واسمح لي بأن أعبر عن موقفي إزاء هذا الخطر، وما يقتضيه من عمل: وفي الواقع ليس عندنا خيار في الظرف الراهن، إلا برفع شعار النضال المدني، باعتباره خطاً إستراتيجيّاً، ورفض خيار الحرب المسلحة رفضاً كاملاً !

    (2) واللّه شعبنا الأعزل، وقد امتلأ بالقهر من فساد هذا النظام، لا ينقصه إلا رؤى وطنية تتكئ على القيم السودانية الأصيلة، أن تتبلور جميعها تحت سقف (النضال المدني) خياراً إستراتيجياً! لا سبيل إلى خروجٍ ظافر من هذه الغمّة المخيَّمة فوق الأمة، إلا بتكتل وطني شعبي، يقوده المثقفون الواعون، ولسوف ترفده كل جماهير الشعب، إذا أفلح قادته في إرسال خطابٍ نضالي وطني مسئول. لا خياراً وطنياً يتلاعب بالنيران، في واقع اجتماعي (متشظّي)، استيقظت فيه كل ضروب العنصرية الكامنة!

    (3) لا ينبغي لمن أدرك هول الخطر القادم، أن يحاول ممارسة السياسة، من أجل إرضاء بعض القوى والتيارات الفاعلة، ينبغي اتخاذ موقف واضح وقوي وصريح، ضد الخيار العسكري، مهما كلّف الثمن! عندئذٍ سنرى جموع الشعب الهادرة كلّها قد خرجت في ظرف وجيز، لتلبي النداء الوطني المسئول، مستجيشة روح أكتوبر ومارس أبريل، داكّة حصون الطغيان،مؤسسة لنظام وطني جديد! باختصار: لا خير يُرجى في إطار النظام القائم! والشر كلّه في الخيار العسكري! والطريق هو النضال المدني، بكلّ وسائله ومعانيه!

    أخي صلاح شكرا علي المتابعة وعلي الترحيب بي في المنبر. وخالص الشكر علي المشاركة بالرأي، فهذا ما نحن بحاجة ماسة اليه في هذا الأمر "المصيري" كما تفضلت بوصفه بدقة. ودعني أتناول الرد علي نقاطك كما رقمتها (أنا) أعلاه:

    (1) الخطر الداهم علي الوطن حقيقة ماثلة لا مراء فيها، والتغاضي عنه دفنٌ للرؤوس في الرمال. النضال المدني هو الحل الوحيد ولا حلّ غيره. فمن يدخل المدن والأرياف شاهرا السلاح سيضحى هو الآخر دكتاتورا آخر ربما صعبت (مباصرته) أيضا. فالسلطة المطلقة تفسد مطلقا. هذا لا يعني أن من حملوا السلاح ليس لهم قضية. بل لهم قضايا وقضايا كما هو معلوم، وليس لكائن من كان الآن المقدرة علي (فرفصة) هذا السلاح من أيديهم الا بالتي هي أحسن – وهذه تسمي في القاموس السياسي "الحل التفاوضى". خاصة وهذا الحل ليس غريبا علي قادة الحركات المسلحة والذين كانوا (بعضهم) في الخرطوم بالأمس القريب، وليس غريبا علي الحكومة والتي يرجي أن تكون قد وعت الدرس (أنظر مقال د. الشفيع خضر الوافي أعلاه في هذه النقطة بالذات). الدروس التي ينبغي علي الحكومة وخاصة المؤتمر الوطني وعيها كثيرة لا يتسع المجال لذكرها هنا. أما الدرس الأوّل الذي نعتقد أن الحكومة لم تعيه في مناوراتها السياسية كلها هو: "لابد من الصدق وحسن النيّة (Good Faith) في أي أتفاق مع الأحترام الكامل للطرف الاخر في الأتفاق ولحقوقه". والعبارة التي وضعتها باللغة الأنجليزية هي مصطلح له معني خاص في قوانين الأتفاقات والتعاقدات ارجو أن يكرمنا أحد الأخوة القانونيين بالقاء الضوء عليه للفائدة العامة.
    (2) أتفق معك – تماما.
    (3) أتفق معك أيضا ولكن متي ستعي الحكومة الدرس؟ ومتي ستعرف أن الخيار الأول والذي فصّلة باسهاب د. الواثق كمير في ورقته الضافية غير ممكن – بل مستحيل (عديل كده). ودعني أستلف تلخيص الأستاذ سيف الدولة حمدناالله من مقاله الذي أوردناه أعلاه وتعريفه للخيار الأول:
    الخيار الأول:
    Quote: إصرار الحزب الحاكم على إستمرار الوضع الراهن بإقصاء الآخرين والسيطرة على جهاز الدولة وإستمرار الحروب والتدهور الإقتصادي والفساد وتوتر العلاقات مع حكومة الجنوب بما يُنبئ بنشوب حرب بين البلدين في أي وقت،وتنامي الولاء القبلي والعرقي".

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-07-2013, 05:09 AM)

                  

04-08-2013, 06:28 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: ما جدوى الحوار الوطنى فى ظل القوانين السارية؟ .. بقلم: د. أمين مكى مدنى
    الأحد, 07 نيسان/أبريل 2013 05:45
    حتى وأن تفاوتت بعض الرؤى والأجتهادات فى الآونة الآخيرة حول أحتمالات الإنفراج والتحول الديمقراطى المنشود، بين بعض قادة المؤتمر الوطنى وبعض قادة أحزاب المعارضه، فلن تفوت على أى قارىء حصيف للأنباء المتواترة أن الإتفاق على الحوار الشامل لن يؤدى بحال إلى أى تحول ديمقراطى ذى قيمة ما لم تسبقه قرارات حاسمة وفورية لتهئية الأجواء المناسبة إلتى ينبغى أن ينعقد وفقها أى حوار، مهما كانت التصريحات بين الحكام وقيادات المعارضة حول أفاق الإنفراج، والإجراءات المحدودة إلتى تمت بالإعلان عن بدء الحوار وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعداد الدستور. الحوار المقترح، أو المطروح بصفة عامة، والذى لا إعتراض على الترحاب به من نواح مبدئية، لن يخرجنا من النفق المظلم الذى نحن فيه، ولن تنفعنا الشعارات الرنانة من السلطة الحاكمة، أو الترحيب التلقائى والمفرط من جانب المعارضة، وهى التى جربت، ليس مجرد إجراء الحوار فحسب، بل شاركت فعلاً فى الماضى، ويشارك بعضها حالياً، فى السلطات التنفيذية والتشريعية وحتى الأمنية فى مختلف مستويات السلطة سواء فى الحكومة المركزية أوالأقاليم.عليه، فإن أى حوار حول الخروج من أزمات البلاد الحالية لا ينبغى أن يقتصر على مشاركة هذا الحزب، أو ذاك الزعيم فى هذا الموقع،أو تلك الوظيفة. بل يعنى بالضرورة، إبتداء، إستهداف مبادىء الحكم الراشد للجميع ووضع حد فورى للنزاعات المسلحة الدائرة الآن فى اكثر من ثلاث جبهات فى البلاد، إعادة النظر فى التشريعات الإستثنائية إلتى تخول المؤتمر الوطنى الإنفراد بالسلطة، ومحاربة وقهر وإسكات أصوات كل من لا يبارك النظام الحاكم الذى يمسك بمفاصل الأمور جميعها، دون ذلك فكل ما هو مطروح اليوم غير ذى جدوى ولا يتعدى أن يكون تجريب المجرب. ولنا إنفصال الجنوب تجربة مريرة. لذا، نقول أن أى حوار جاد نحو التحول الديمقراطى يقتضى، بالأساس، تجاوزالتصريحات الرنانة ولقاءات الدعوات الإجتماعية التصالحية التقليدية فى هذا المنزل أو ذاك القصر، بل ينبغى أن يسبقه أو ينجم عنه مباشرة ما يلى:-
    1. توافق كل القوى السياسية الديمقراطية فى جميع أنحاء البلاد، بما فيها مناطق النزاعات المسلحة فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق،بأحزابها ومؤسساتها السياسية والعسكرية والإجتماعية المختلفة على السمات الأساسية للدستور، خاصة اللامركزية وأسس تقسيم وحكم الإقاليم أو الولايات، مما يكفل مشاركة جميع المواطنين فى الحكم من خلال مؤسساتهم الديمقراطية.
    2. التوافق على صيغة حكم البلاد وفق النظام الجمهورى أو البرلمانى أو المختلط مع الأخذ بعين الإعتبار ضرورة عدالة تقسيم السلطة والثروة بين المركز والإقليم وبين المواطنين كافة.
    3. إجازة قانون ديمقراطى للإنتخابات، وتكوين هيئة قومية مستقلة دائمة تشرف على الإنتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية وإنتخابات مؤسسات المجتمع المدنى مع إشتراط مراقبة العملية الإنتخابية بواسطة مؤسسات مستقلة محايدة.
    4. كفالة الحقوق والحريات الأساسية بإلغاء أو تعديل جميع القوانين الإستثنائية السارية، وعلى رأسها:
    - قانون الأمن الوطنى والمخابرات لسنة 2010، خاصة سلطاته الشرطية غير الدستورية(بموجب الدستور الحالى ومبادىء الشرعة الدولية) فى ملاحقة وتفتيش وإعتقال وإحتجاز المواطنين ومصادرة الصحف وإلغاء الندوات وحلقات النقاش وإلغاء الحصانة الممنوحة بموجبه لأفراد وضباط الأمن لممارساتهم المخالفة للقانون فى المعاملة اللاإنسانية والتعذيب. إلغاء الحصانات الممنوحة لرجال الشرطة والقوات المسلحة وفق قوانينها.
    - قانون الصحافة والمطبوعات، وحصر إيقاف الصحف ومصادرتها على السلطة القضائية، ومنع المحاكمات وإيقاف الصحفيين فى قضايا النشر عدا ما يخالف القانون الجزائى ووفق قانون الإجراءات الجنائية ومنع الرقابة القبلية.
    - قانون منظمات العون الإنسانى المعنى حالياً أساساً بتسجيل وتجميد وحل منظمات المجتمع المدنى التى ينبغى أن تنحصر إشراط تكوينها على الإشعار والتسجيل وإخضاع ممارسة أنشطتها للقانون أمام القضاء المستقل.
    - قانون مكافحة الأرهاب لسنة 2001 الذى يخالف أهم مبادىء الدستور وأسس المحاكمة العادلة والذى يوظف لمحاربة وعقاب المعارضين السياسيين.
    - قانون نقابات العاملين الذى تأسس على ما سمى نقابة " المنشأ" والعودة إلى قانون يحمى حرية التجمعات النقابية العمالية والمهنية على مستوى القطر، دون التصنيف المؤسس على التبعية لوزارة أو مصلحة رسمية أو غير رسمية.
    - نصوص القانون الجنائى وقانون الإجراءات الجنائية التى تحظر حرية التجمع السلمى وحرية التعبير وتصنفها كأفعال إجرامية يجوز تفريقها بالعنف والسلاح والإعتقال والمحاكمة والعقوبة.
    - إعادة تكوين مجلس القضاء العالى بتكوينه من العناصر القضائية المستقلة وإبعاد ذوى الإنتماءات الحزبية الضيقة وإعادة تفعيل المجلس لسلطاته المعهودة بما فيها تعيين وترقية وفصل وإعارة ومحاسبة القضاء.
    نختم، فنقول أن فيما تقدم بعض تشريعات لا يستوى تطبيقها أو وجودها فى أجواء هدفها تعبئة اجواء الحوار الحر والصريح نحو إرساء قواعد الديمقراطية، وإعادة بناء الوطن، والحفاظ على ما تبقى منه، وتهئية أجواء السلام والعيش الكريم وإحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وإعادة بناء الوطن وفق الأسس السليمة الجادة، وأن لا تكون الخلاصة إعادة أجواء المشاركة فى الحكم عن طريق الأستوزار، وتولى المناصب فى أجهزة الدولة، وإيجاد الفرص لإثراء من فاتهم قطار الغنى والجاه، إن كان هناك ما تبقى من مجال ثراء، كان الله فى عون هذا الشعب الكبير من شره السلطة واللاهثين ورائها. هو المستعان وبه التوفيق، وليعى الجميع أنه بخلاف أجواء الحريات العامة والتعبير عن الرأى، أحزاب، مؤسسات، منظمات مجتمع مدنى ونقابات حرة مستقلة، تعمل وفق القانون والقضاء الحر المستقل لا جدوى للحوار، وليذكروا جميعاً غداً تدور الدوائر طال الزمن أم قصر. وهكذا الأيام يداولها المولى بين الناس وبه التوفيق.
    أمين مكى مدنى
    2 أبريل 2013
                  

04-08-2013, 06:48 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    أدناه ملخص مختصر جدا(من عندي) لما جاء في مقال السيد الصادق المهدي الذي نشر علي في سودانيزأونلاين في 02 ايريل الجاري. وقد أشرت اليه في مداخلة سبقت هنا في هذا الخيط. فيما أري يشكل هذا المختصر رؤيته لخارطة طريق أو محاور أساسية نحو تحقيق الحل الشامل. أكرر هذا ملخص فقط وياحبذا لو كان هناك شخص من مكتبه يتابع معنا لزوم أي أضافات ضرورية (أن وجدت) كما أن هذا الملخص لا يغني بأي حال عن قراءة المقال كاملا.

    التزام الكل بالوفاق الوطني
    (1) تجاوب كافة قوى المعارضة مع مبادرة الوفاق الوطني على أساس التعاون في عملية كتابة الدستور، على أساس الاتفاق على آلية قومية لتحقيق ذلك، بعد الاتفاق على مبادئ عريضة لذلك الدستور. ثم إسناد عملية المصارحة والإنصاف لهيئة استعانة بالتجربة المغربية وجنوب أفريقيا، والتزام كافة القوى السياسية بالعمل على معالجة وفاقية لملف المحكمة الجنائية الدولية.
    التزام الحركات المسلحة كلها باتفاقية سلام
    (2) التزام بالحصول على تجاوب كافة فصائل دارفور على أساس اتفاق الدوحة ووثيقة هايدلبرج، والحصول على موافقة الحركة الشعبية/ شمال على اتفاقية سلام تحقق مطالبهم في نطاق وحدة السودان. وأن يوافقوا على المشاركة في في عملية الدستور الجديد.
    الإجراءات المطلوبة لجعل مؤسسات الدولة قومية
    (3) الالتزام بإجراءات تمهيدية لتهيئة المناخ للوفاق أهمها إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين. تنفيذ ما ورد في قانون الأحزاب بشأن دعم تمويلي للأحزاب خاصة تخصيص قطع أراضٍ لبناء دورها، ومنحة سنوية مالية للأحزاب المستحقة. التعاون لعقد مؤتمر اقتصادي قومي والالتزام بنتائجه. وإسناد عملية محاربة الفساد لمفوضية مستقلة استعانة بالتجربة التونسية.
    (4) التزام القوى السياسية بتأييد مطالب السودان بخصوص إعفاء الدين الخارجي، ورفع العقوبات، والتعاون التنموي.
    العلاقة مع جنوب السودان
    (5) تأييد القوى السياسية كافة للاتفاق الأخير مع دولة الجنوب وتطويره لإبرام علاقة خاصة مع دولة الجنوب لتحقق التعايش السلمي بل التكامل في وجوه الحياة كافة
                  

04-08-2013, 07:14 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    ولمن فاتهم الإطلاع على مقال د. الواثق كمير الضافي أدناه ملخص مختصر أيضا للسناريوهات الثلاثة التي أشار اليها والذي اقتبسة، بتعديل طفيف، مما ورد في مقال الأستاذ سيف الدولة حمدنا الله. وهنا لابد أن أستشهد، حرفيا، بما قاله الأستاذ سيف الدولة حمدنا الله وهو "مهما برعت في التلخيص، فسوف يبقى مُخِلاً لمحتوى المقال وينتقص من قيمتة، ولذا، ننصح ذوي الإهتمام بالإطلاع عليه كاملاً". و باخذ ذلك في الحسبان أدناه الملخص.

    السناريو الأول:
    إصرار الحزب الحاكم على إستمرار الوضع الراهن بإقصاء الآخرين والسيطرة على جهاز الدولة وإستمرار الحروب والتدهور الإقتصادي والفساد وتوتر العلاقات مع حكومة الجنوب بما يُنبئ بنشوب حرب بين البلدين في أي وقت،وتنامي الولاء القبلي والعرقي، وأن هذا الوضع سيقود للسيناريو الثانيو الذي هو.

    السناريو الثاني:
    تصاعد العمل المسلح والزحف للسيطرة على المركز، ويرى د. الواثق كمير أن ذلك سوف يؤدي إلى إنهيار الدولة وتفككها بالكامل نتيجة لما سيحدث من تصارع بين الفصائل المسلحة والقوى السياسية الأخرى عند سقوط النظام، وذلك لعدم وجود توافق سياسي بين تلك الفصائل والقوى السياسية الأخرى على النحو الذي كشف عنه توقيع ميثاق الفجر الجديد، مما يفضي إلى مواجهات دموية فيما بينها، وفيما بين أفراد الشعب بعضهم ضد بعض، كما يرى الواثق أن ذلك الوضع سوف يغري دول الجوار لتضع يدها على أجزاء من البلاد، وهو ما يعني نهاية الدولة وليس نهاية النظام.

    السيناريو الثالث:
    أن يقوم الرئيس بعمل "تسوية سياسية شاملة" تقوم على أساس طرح برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة يضع الوطن فوق الحزب، تتولى تنفيذه حكومة "وحدة وطنية"، تنتهي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، ولذا، يرى الدكتور الواثق بأن "الكرة في ملعب الرئيس"، الذي يؤهله وضعه الحالي بإعتباره الشخص الوحيد المقبول من الجيش والحزب الحاكم، للقيام بهذا الدور، ثم دعى المعارضة المسلحة والقوى السياسية الأخرى إلى قبول بقاء الرئيس في الحكم حتى نهاية فترة ولايته الحالية، ويرى أن ذلك هو المخرج الوحيد من إنزلاق السودان للهاوية بحسب السناريو الثاني.
                  

04-08-2013, 07:59 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    عزيزي القارئ لقد قلت بما أري في مقالي موضوع هذا الخيط وفصّلته بما يكفي. أعلاه ملخص لما هو مطروح علي الساحة السياسية والذي فيما أري،في الغالب، يدور حول السناريو الثالث (أدناه) وكيفية جعله ممكنا. أعلم تماما أن هناك أطروحات أخري لم أتطرق اليها ولكني مع ضرورة "التسوية السياسية الشاملة" علي أن ينتج عن هذه التسوية الشاملة "حلّاً ناجعا شاملا" بغض النظر عمن يقود هذه التسوية.

    فاذا نحن متفقون جدلا علي أن التسوية السياسية والتي سينتج عنها "حكومة وحدة وطنية" هي المطلب، فكيف يمكن تحقيق هذا المطلب؟
    وأرحب بمشاركة الكل، من أعضاء المنبر أو من غير الأعضاء والذين يمكنهم التواصل معي علي ال ايميل "[email protected]" في هذه النقطة بالذات والتي أصيغها في صورة سؤال واحد ارجو، لمن شاء المشاركة، الرد عليه باختصار:
    ما رأيك في السناريو الثالث أدناه و كيف يمكن تحقيقه؟
    السيناريو الثالث:
    أن يقوم الرئيس بعمل "تسوية سياسية شاملة" تقوم على أساس طرح برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة يضع الوطن فوق الحزب، تتولى تنفيذه حكومة "وحدة وطنية"، تنتهي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، ولذا، يرى الدكتور الواثق بأن "الكرة في ملعب الرئيس"، الذي يؤهله وضعه الحالي بإعتباره الشخص الوحيد المقبول من الجيش والحزب الحاكم، للقيام بهذا الدور، ثم دعى المعارضة المسلحة والقوى السياسية الأخرى إلى قبول بقاء الرئيس في الحكم حتى نهاية فترة ولايته الحالية، ويرى أن ذلك هو المخرج الوحيد من إنزلاق السودان للهاوية بحسب السناريو الثاني.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-08-2013, 08:03 AM)

                  

04-08-2013, 08:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    مرحب بك يا باشمهندس بكري البلة ضوالبيت في هذا المنبر وهذه اضافة حقيقية للمنبر ولا شك ... أتفق معك في عموم الطرح الذي طرحت، وقد يكون لي بعض ملاحظات - لا أقول - أكثر من ملاحظات في بعض التفاصيل آمل ان أجد لها الوقت - مع زحمة صعبة شوية -
    عموما المداخلة للترحيب والإطراء على الطرح أكثر منها لإبداء الملاحظات فمرحبا بكم عضوا فاعلا من أجل التغيير المنشود ان شاء الله
    ودمتم
                  

04-08-2013, 02:37 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: عبدالله عثمان)

    كتب د. عبدالله عثمان
    Quote: "... أتفق معك في عموم الطرح الذي طرحت، وقد يكون لي بعض ملاحظات - لا أقول - أكثر من ملاحظات في بعض التفاصيل آمل ان أجد لها الوقت..... عموما المداخلة للترحيب والإطراء على الطرح أكثر منها لإبداء الملاحظات فمرحبا بكم عضوا فاعلا من أجل التغيير المنشود ان شاء الله ودمتم"

    شكرا أخي عبدالله علي الترحيب وعلي المشاركة وارجو أن تعود فلا زلنا في بداية المشوار لهذا الخيط والذي نحتاج فيه لرأيك. ثم أني أدعوا له الجميع من كل ألوان الطيف السياسي ومن المهمومين بمشكل الوطن عامة من داخل المنبر ومن خارجه. فالآراء لاتثمر الا أذا زرعناها في ترية خصبة للحوار.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-08-2013, 02:39 PM)

                  

04-10-2013, 00:24 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: الرئيس السوداني بين تحمل المسؤولية والتهرب منها .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
    الثلاثاء, 02 نيسان/أبريل 2013 12:24

    بعد أكثر من أسبوعين على صدور تصريحات صحفية للرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير أعاد فيها الشهر الماضي التأكيد على قراره عدم الترشح للرئاسة مجدداً في انتخابات عام 2015 المقبلة، ما يزال الجدل محتدماً حول مغزى تلك التصريحات ومدى جديتها. وكان الرئيس السوداني قد أدلى بتصريحات مماثلة من قبل في أكثر من مناسبة، ولكن يبدو أن كثيرين لم يأخذوها على محمل الجد وقتها، خاصة وأن بعض قيادات المؤتمر الوطني (حزب النظام) قد ردت على تلك التصريحات بالقول بأن الحزب، وليس الرئيس، هو من يحدد مرشحه للرئاسة. وفي هذا تلميح بأن الحزب قد يجبر الرئيس على الترشح، وإيحاء بأن تلك التصريحات لم تكن سوى "تمنع" مدروس.
    ولكن التصريحات الأخيرة كانت قاطعة وواضحة بصورة تجعل التراجع عنها صعباً جداً، حيث ورد في المقابلة التي أجراها الرئيس مع صحيفة "الشرق" القطرية على لسانه أن ثلاثة وعشرين عاماً من الحكم تكفي، وأنه لن يقبل الترشح مرة أخرى. وأضاف الرئيس إن ظروف السودان الصعبة تستدعي ضخ دماء جديدة في القيادة. ويذكر أن الرئيس البشير قد أدلى لأول مرة بتصريح من هذا النوع في لقاء عاصف جمعه مع شباب المؤتمر الوطني في فبراير عام 2011، حين كان الربيع العربي في أوجه. وقد واجهت القيادات الشبابية الرئيس باتهامات صريحة حول الفساد وسوء الإدارة داخل نظامه وانسداد الأفق السياسي ومطالب بالإصلاح والتغيير، فكان رده الإعلان بأنه لن يترشح مجدداً وأنه سيسعى إلى تمثيل الشباب في التعديل الوزاري المرتقب بعد انفصال الجنوب. ولم يتحقق الشق الثاني من الوعد، مما دفع للارتياب في شقه الأول.
    وكان من المفترض أن تثير تأكيدات الرئيس الجديدة سعادة الكثيرين داخل الوطن وخارجه، خاصة وأن المطالبات بإنهاء حكمه ظلت تترى من كل حدب وصوب منذ أن وصل إلى السلطة. ولكن العكس حدث، حيث كانت هذه التصريحات مثار جدل وانزعاج، خاصة وأن التصريحات لم تفد بإنهاء نظام حكم البشير، بل أوحت باستمراره تحت إدارة جديدة قد لا تكون أفضل كثيراً في ظل الخيارات المتاحة.
    وفي البداية فإن الحديث عن "نظام البشير" يحتاج، مثل الشكوى من أنه استمر في الحكم لقرابة ربع قرن، إلى شيء من التمحيص. ففي حقيقة الأمر فإن الرئيس البشير لم يقض 23 سنة حاكماً للسودان، لأن الحكم خلال العشرية الاولى كان في أيد أخرى، ولم ينفرد البشير بالسلطة إلا خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية. فقد كان البشير أمضى سنوات طويلة يمثل دور الرئيس بإتقان شديد، بينما لم يؤد مهمة الرئيس حقيقة بإتقان في أي وقت. إلا أن المفارقة هي أن وضع الرئيس الحالي في قلب السلطة نتج أساساً من قدرته على تمثيل دور الرئيس عوضاً عن صاحب الأمر الحقيقي. فمثل هذا الوضع يتطلب زهداً من صاحب السلطة الفعلية في مظاهرها، مقابل زهد الممثل في السلطة الحقيقية. ويتطلب هذا ثقة كبيرة بين الطرفين، لأن صاحب السلطة الفعلية يسلم كل أدواتها إلى شخص آخر تصبح بيده وحده سلطة اتخاذ القرار، بينما لا تكون لذلك المنزوي في الظل سوى السلطة المعنوية، والرجاء أن ينصاع من بيده الأمر لمن يداه فارغتان. وبنفس القدر، فإن من بيده أدوات السلطة لا بد أن يثق بمن ينفذ هو نيابة عنه، لأن كل المسؤوليات والتبعات لما ينفذه تقع عليه، بينما يجب ألا يكون هناك تعارض كبير بين المطلوب منه والمقبول لديه.

    والغريب أن ثقة أصحاب سلطة الظل لم تهتز في الرئيس البشير، لأنه لم يخطر لهم يوماً الإطاحة به طوال العلاقة. وللإنصاف ينبغي أن يقال أن البشير أبدى انضباطاً غير مسبوق تجاه إغراءات السلطة من جهة، وتجاه الاستفزازات والاضطراب في الأداء من المتنفذين من جهة أخرى. وإنما جاء الاهتزاز في الثقة المتبادلة بين بعض شركاء سلطة الظل. من هذا المنطلق فإن البشير لم يكن هو الذي انقلب على الترابي، وإنما كان شركاء الترابي في سلطة الظل هم الذين انقلبوا عليه، واحتفظوا بالبشير في دوره التمثيلي لأنهم كانوا على ثقة بأنه سيؤدي ذلك الدور كما كان يفعل في الماضي. وحتى عندما وقع الانقلاب الثالث، هذه المرة ضد صاحب سلطة الظل الثاني، علي عثمان، فإن هذا تم عبر عناصر أخرى في سلطة الظل، خاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية بقيادة مساعد الرئيس نافع علي نافع. فقد تعرض البشير ل "هجمة" من قبل فئات تآمرية كانت تحرضه باستمرار على أن "يستبد مرة واحدة". ولعل الطريف أن كثيراً من فئات المؤلفة جيوبهم من قيادات أحزاب الفكة وبقايا مايو ساهموا بكثافة في هذه الحملة التحريضية. ولعل ما كان يحرك الجميع هو القناعة بأن التحول سيكون لصالح زيادة سلطتهم، باعتبار ان الرئيس زاهد في السلطة وأنه سينقل الأمر إليهم. ولكن خابت آمالهم كما خابت من قبل آمال بعض من ولى الرئيس النميري أو السادات.
    نحن هنا أمام أمر لا سابقة له في التاريخ، يتمثل في سلطة نجمت عن فراغ. فما دام هناك خصوم وشركاء متشاكسون داخل أروقة السلطة وخارجها، فإن أسهم البشير ستظل في ارتفاع. وقد كان آخر المنضمين إلى ثلة الوافدين على بلاط البشير وحملة العرضحالات إلي جنابه الدكتور الواثق كمير، القيادي السابق في الحركة الشعبية المقيم حالياً في كندا. ولكن بخلاف المتآمرين في الظلام، فإن كمير بعث برسالة مفتوحة إلى الرئيس البشير في مقالة بعنوان: "الكرة في ملعب البشير"، يطالب فيها الرئيس السوداني باتخاذ خطوات جريئة لتحقيق نقلة ديمقراطية حقيقية. وبحسب الواثق فإن المطلوب من البشير، إضافة إلى التحول إلى رئيس حقيقي، هو أن يعبر ليس فقط عن آراء حكومة ظل أخرى تدير الأمر من وراء ستار، بل أن يتولى تنفيذ برنامج أعده هذه المرة الدكتور كمير، الذي قد يكون من المناسب وقتها دعوته لتولي مهمة مستشار أو "مساعد" رئيس الجمهورية للإشراف على برنامج يقود إلى التحول الديمقراطي.
    ولم تكن هذه أول مرة يطالب فيها الرئيس البشير بخلع عباءته الحزبية وتولي قيادة حكومة وحدة وطنية تقود التغيير. وهذا يعني أن يقود البشير ثورة على المؤسسة الحزبية-الأمنية التي يعتمد عليها في استمرار سلطته، وهي بالمناسبة نفس التهمة الموجهة إلى ثلة الضباط الذين اعتقلوا العام الماضي بتهمة تدبير محاولة انقلابية. فقد كانت خطة هذه المجموعة بحسب ما تسرب من معلومات الإعلان عن فترة انتقالية مدتها خمس سنوات تتولى السلطة خلالها حكومة مدنية غير حزبية، ويتم خلالها إطلاق الحريات والتوافق على دستور ثم إجراءات انتخابات حرة تحدد من يحكم البلاد وفق ذلك الدستور. وهذه هي المتطلبات الأساسية لإقامة نظام ديمقراطي مستقر في البلاد.
    ولكن د. كمير لم ينس تذكيرنا، وهو يصدح ب "مؤامرته" المقترحة على الملأ وعلى رءوس الأشهاد، بأن هذه أيضاً كانت تحديداً "المؤامرة" المسماة باتفاق نيفاشا. فقد اشتملت بنود تلك الاتفاقية على إجراءات والتزامات لو تم الوفاء بها لتحقق بالفعل تفكيك النظام الاستبدادي القائم واستبداله بنظام ديمقراطي ثابت مستقر. ولو تم ذلك لتحققت كذلك أمنية الواثق في تحول البشير إلى "بطلٌ قومي وزعيمٌ سياسي، يقود... عملية توافُقٍ سياسي على برنامج وطني يستجيب للتحديات الجسام التي تكتنف الأزمة الوطنية الماثلة، وعلى آليات تنفيذه." وعندها قد يرتفع هذا "البطل القومي" الذي كان في السابق مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية إلى مصاف القادة العظام، فإن لم يكن نيلسون مانديلا، فعلى الأقل إلى مقام بول بويويا وعبدالسلام أبوبكر (رؤساء بوروندي ونيجيريا السابقين على التوالي) ممن كرمتهم أوطانهم لأنهم فضلوا المصلحة العليا على التشبث بالسلطة.
    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، وطرحه الكثيرون، هو لماذا لم يضطلع البشير بهذا الدور عندما أتيحت الفرصة عبر نيفاشا، وفي وقت كان العالم كله، وجل القوى السياسية السودانية، تقف وراء البشير وتدعمه لتحقيق هذه الغاية؟ فما الذي جد حتى يمنح البشير فرصة أخرى ليصبح "بطلاً قومياً"؟ والأهم من ذلك، ما علاقة هذا الأمر بقرار البشير إحالة نفسه على التقاعد؟
    من الواضح أن قرار الرئيس –إن صدق- هو تهرب من المسؤولية، حيث لا يكفي أن يعلن عدم ترشحه، بل لا يكفي أن يستقيل، وإنما عليه أن يضطلع بنصيبه من المسؤولية في ضمان أسس التحول السلمي للسلطة. وهذا يعني إما تسليم السلطة إلى حكومة وحدة وطنية تنتج عن توافق القوى السياسية، أو الدخول في مفاوضات جادة مع قوى المعارضة من أجل التوافق على انتقال ديمقراطي يبدأ بالتوافق على دستور مقبول للأغلبية ويمر عبر عملية انتخابية نزيهة تفضي إلى تحديد خيار الشعب في من يحكم.
    إن البشير على حق في أن فترة ثلاثة وعشرين عاماً هي فترة طويلة لتولي مقاليد الحكم، حتى لو كان الحاكم من الخلفاء الراشدين. أما لبعض الحكام فإن يوماً واحداً من التسلط هو أطول من اللازم. إلا أن عبرة الأمور بخواتيمها. وكنت في قد وجهت في كتابي "الثورة والإصلاح السياسي" مناشدة محددة للشيخ حسن الترابي (الذي كان بيده الأمر حينها) بأن يتولى قيادة توجه إصلاحي يفضي إلى مسار كنا نراه الصحيح. ولكنه ومن معه –ومنهم الرئيس البشير ونائبه- اختاروا غير ذلك فكان ما كان، ووقعت كوارث دارفور فانفصال الجنوب وغيرها. هناك الآن أيضاً فرصة ضيقة وخيارات محددة ستحسم مستقبل السودان وكذلك مستقبل من بيدهم السلطة اليوم. وقد مر من العبر بالبلاد والعباد مما يجعل عذر من يجانب الخيار الصواب أضعف الأعذار أمام الناس اليوم وفي يوم الدين
    .

    Abdelwahab El-Affendi [[email protected]]
                  

04-10-2013, 00:38 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    أعلاه مقال لكاتبه د. عبد الوهاب الأفندي ذو صلة بما هو مطروح للنقاش في هذا البوست. و المقتطف أدناه من نفس المقال:

    Quote: "من الواضح أن قرار الرئيس –إن صدق- هو تهرب من المسؤولية، حيث لا يكفي أن يعلن عدم ترشحه، بل لا يكفي أن يستقيل، وإنما عليه أن يضطلع بنصيبه من المسؤولية في ضمان أسس التحول السلمي للسلطة. وهذا يعني إما تسليم السلطة إلى حكومة وحدة وطنية تنتج عن توافق القوى السياسية، أو الدخول في مفاوضات جادة مع قوى المعارضة من أجل التوافق على انتقال ديمقراطي يبدأ بالتوافق على دستور مقبول للأغلبية ويمر عبر عملية انتخابية نزيهة تفضي إلى تحديد خيار الشعب في من يحكم."
                      

04-10-2013, 05:06 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    وليس أبلغ من وصف ضرورة توفر "حسن النيّة" (Good Faith) في الدعوة للحوار الوطني مما قال به الأخ عمر الدقير في مقاله أدناه والذي نقتبسة لصلته بموضوع البوست ولسهولة المرجع.

    Quote: لا يمكنك أن تصافح القبضة
    بقلم: عمر الدقير
    هذه العبارة ينسبها البعض لرئيسة وزارء الهند الراحلة أنديرا غاندي بينما ينسبها آخرون للشاعر الهندي المعروف روبندرونات طاغور، وربَّما تكون حكمة أو موعظة صاغتها التجربة الانسانية في تلك البلاد ذات الموروث الحضاري العريق. وفي كل الأحوال هي عبارة تختزن مغزىً عميقاً، فالقبضة تعني تجاوز إضمار نية اللكم إلى الاستعداد الفعلي له، ولذلك فمن الطبيعي أن تُقابَل بقبضة مضادة وليس بكفٍّ مبسوطة للمصافحة بأصابع رخوة.

    نسوق هذه المقدمة للرَّبط بين دعوات الحوار والوفاق التي يطلقها قادة الانقاذ من حين لآخر وبين "القبضة" الأمنية التي ما انفكُّوا يرتكزون عليها، لا على شئٍ سواها، في تأمين نظامهم ويتعاطون عبرها مع كلِّ معارضيهم. فالدعوة للحوار والوفاق لا تتسق مع الاجراءات الأمنية التي يتم من خلالها مصادرة الصحف وإغلاق مراكز منظمات المجتمع المدني وتحريم الحراك الانساني الحر وسوق الناس للإعتقال التحفظي دون محاكمة، ولا تنسجم مع تخوين المعارضين بالرأي والتهديد العنيف بحسمهم. إنه كمن يرفع سيفاً في وجه منافسه، ثم يدعوه بمعسول الكلام إلى حوارٍ هادئٍ ومفيد! .. والسيف إذا رُفِع أبطل الخيار ولم يترك مجالاً لحوار.

    الدعوة للحوار والوفاق التي أطلقها الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الأسبوع الماضي، لا تختلف عن دعوات "المراكبية" التي ظلَّ قادة النظام يطلقونها من وقتٍ لآخر، خصوصاً عندما تحاصرهم الأزمات. فقد جاءت دعوة النائب الأول، كسابقاتها، خلواً من مجرد إعلان الرغبة في تحقيق مطلوبات الحوار وأشراطه المعلومة للجميع، وبدت أعجز من أن تقنع أنصار النظام، قبل معارضيه، بجدِّيتها، ما دفع د. غازي صلاح الدين، القيادي في الحكومة وحزبها، أن يعلِّق عليها بقوله: "ليس كافياً أن نعلن أننا سندير حواراً فقط، بل يجب اتباع اجراءات لتهيئة المناخ – الصحافة 29 مارس 2013م.

    أمَّا دعوة الحوار التي أرسلها رئيس الجمهورية عبر خطابه أمام المجلس الوطني أمس الأول، فرغم جدارة القرار الذي صاحبها، والقاضي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، بالترحيب (إذ لا شئ أشد قسوة على النفس من مصادرة حرية إنسان والزجِّ به في ظلام السجن ظلماً وعدواناً)، ورغم أهمية هذه الخطوة فإنَّ الأهم منها هو التأسيس الراسخ لما يُحرِّم سجن الرأي والضمير وذلك بإلغاء القوانيين التي تبيحه، إلى جانب منع الأجهزة الأمنية من مراقبة الصحف ومصادرتها وحجر كتاب الأعمدة، وإنهاء احتكار حزب المؤتمر الوطني لأجهزة الإعلام المملوكة للشعب وتمكين جميع الأحزاب والمنظمات من التواصل الحر مع الجماهير، فبغير هذه الشروط الدنيا تبقى دعوات الحوار بلا معنى وتتحول إلى مونولوج سياسي بلا نهاية بحيث يتحاور النظام مع نفسه ولا يصغي إلَّا لصوته، مثل الشاعر الجاهلي الذي يخاطب خليليه وهو واقفٌ على الأطلال بمفرده، لا يرى بجواره غير ظلِّه الصغير.

    إنَّ الكلام عن الحوار يختلف عن الكلام من داخل الحوار، لأنَّ الأول إنشائي ومجَّاني، أمَّا الثاني فهو تحليلي ونقدي وله استحقاقات وتبعات يتحملها أطراف الحوار .. وقد يصدق على دعوات الحوار الانقاذية ما سمَّاه الأستاذ محمد حسنين هيكل: "المسافة بين زهو الكلمة وقدرة الفعل"، فأحياناً يتم اللواذ ببلاغة اللسان واستخدام اللغة التحايلية لتعويض نقص أساسي وجوهري في الموقف من قضيةٍ ما.

    لقد أبت "القبضة" المُحكمة أن تخيِّب الظن، وقدَّمت بياناً عملياً على "مراكبية" دعوة الحوار، بعد يومٍ واحد على إطلاقها، وذلك حين منعت السلطات الأمنية مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية من مواصلة عقد ورشة كانت تناقش واحدةً من القضايا التي دعا النائب الأول للحوار حولها: "الدستور القادم، البدائل والخيارات المطروحة"، بحُجَّة أنَّ نقداً وُجِّه للحكومة خلال الجلسة الأولى لهذه الورشة .. هذا الإجراء الأمني التعسفي ليس معزولاً عن رؤية النظام التي عبّر عنها د. الحاج آدم، نائب رئيس الجمهورية، خلال مخاطبته مؤتمر العودة الطوعية وإعادة التوطين بنيالا، بقوله: "هناك كلام غريب جداً عن العدالة والحكم الرَّاشد، نحن لسنا بحاجة لمن يعطينا درساً في حكم السودان ونعلم كيف نحكم البلد وما في واحد يتحدث لينا عن العدالة – الانتباهة 26 مارس 2013م".

    وإذا كان ما قاله الإمام النفري، الصُّوفي الحكيم، عن اتساع الرؤية وضيق العبارة صحيحاً، فإنَّ من يزعم احتكار الحقيقة ويدَّعي العصمة تضيق رؤيته، وإن اتسعت عبارته، ويضيق بالحوار ولا يستطيع أن يبسط يده للمصافحة التي تسبقه، ولا يجد بديلاً عن استعمال "القبضة" لإقصاء الآخر المُختلِف. وهكذا يصبح الكلام عن الحكم الرَّاشد "غريباً جداً" والحديث عن العدالة من "الممنوعات" .. ولا عزاء لأستاذ الأجيال محجوب محمد صالح الذي لم يجد ما يقوله، بعد فضِّ ورشة الأيام الحوارية بحُجَّة نقدها للحكومة، سوى أن يتساءل بمرارة: "ماذا تتوقع الحكومة، حينما تدعو المعارضة للحوار، غير النقد؟".
                      

04-11-2013, 08:14 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: لسيناريو الثالث:
    أن يقوم الرئيس بعمل "تسوية سياسية شاملة" تقوم على أساس طرح برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة يضع الوطن فوق الحزب، تتولى تنفيذه حكومة "وحدة وطنية"، تنتهي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، ولذا، يرى الدكتور الواثق بأن "الكرة في ملعب الرئيس"، الذي يؤهله وضعه الحالي بإعتباره الشخص الوحيد المقبول من الجيش والحزب الحاكم، للقيام بهذا الدور، ثم دعى المعارضة المسلحة والقوى السياسية الأخرى إلى قبول بقاء الرئيس في الحكم حتى نهاية فترة ولايته الحالية، ويرى أن ذلك هو المخرج الوحيد من إنزلاق السودان للهاوية بحسب السناريو الثاني.

    الاخ بله
    تحية طيبة
    حتى يكون في تغيير وليس اعادة تدوير
    اعتقد اننا نتخطا ((الاشخاص)) الى(( المهام)) ووفقا للدستور
    جل النخب السياسية التي تريد ان تدعو الرئيس يشكل بها حكومة واحدة وطنية هي لا تقل عن المؤتمر الوطني ضعفا في الرؤية وحبا في السلطة والتسلط والتخبط وسيقود هذا الامر الى المزيد من المعاناة
    لذلك اني ارى ان المهمة المباشرة للرئيس هي الدعوة الى انتخابات مبكرة عبر ثلاث مستويات وعبر فترة انتقالية لحدي 2015 وعبر قرارات جمهورية
    تحسم اولا الحاجات الرئيسة التحت دي...

    تفعيل المحكمة الدستورية العليا لتسوية كافة المشاكل السياسية العالقة بين المركز والهامش دارفور +النيل الازرق+جنوب كردفان
    اطلاق الحريات العامة وفقا للدستورالقائم واعادة كافة الصحف الموقوفة وترك 50% للمعارضة في كافة اجهزة الدول المملوكة الان..
    اعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات والسجل الانتخابي
    1- انتخابات ولائية حرة ونزيهة ومراقبة دولية ومنسجمة مع دستور 2005 في كافة ولايات السودان
    2- انتخابات اقليمية باعادة الاقاليم في البطاقات 9و10و11و12 - هذا مقترح شخصي لا الزم به احدا
    3- انتخابات مركزية وراسية في يناير 2015

    عشان نعرف منو فعلا البمثل الشعب السوداني في مناخات حرة...
    لذلك قبل نمشي تاني لي فلان وعلان
    من هم الممثلين لشعب فعلا في حكومة الواحدة الوطنية في 2013
    هل هم
    1-رؤساء الاحزاب المسجلة
    2- زعماء الحركات المسلحة
    3- الادارة الاهلية
    4- الاكاديميين
    5- المهنيين والنقابات
    6- المبدعين
    7-.مؤسسات المجتمع المدني
    8- القوى والاحزاب الجديدة
    9- المواطن....
    وعلى اي اساس يتم اختيارهم؟؟؟
    خلينا نعرف ما المطلوب من الجميع والشعب من هسه لحدي 2015
                  

04-11-2013, 09:42 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: adil amin)

    أخي عادل، أنا سعيد جدا بعودتك للبوست. وقد أعجبتني عبارتك: عشان يكون في تغيير وليس أعادة تدوير لابد أن نتخطي الأشخاص للمهام. أدناه سناريو رابع مبني علي تعليقك أضفت اليه انا كلمات هنا وهناك لزوم توضيح المعني فقط (حسبما ما فهمت). وبالطبع لابد أن تقوم انت بالتنقيح حتي يكتمل المعني في كافة جوانيه بالصورة التي تراها وسنعتمده بعد ذلك ك"سناريو رابع" يطرخ للنقاش أيضا مع بقية السناريوهات. قلت في مقالي ليس هناك عصا سحرية وأن الحل يكمن في اعمال العقل والحكمة مستفيدين من تجاربنا السابقة الفاشلة كلها. وأرجو أن يحذوا حذوك الآخرون وخاصة ممثلي الأحزاب والحكومة و يخبرونا عما يدور بخلدهم حتي ندرج كلّ السناريوهات الممكنة ونطرحها للنقاش.

    Quote: السناريو الرابع – انتخابات مبكرة الآن(DRAFT ONLY)
    أن تصبح المهمة المباشرة للرئيس ألآن هي الدعوة الى انتخابات مبكرة عبر ثلاث مستويات وفترة انتقالية حتي يناير 2015. ويلزم هذا اصدار قرارات جمهورية الآن تحسم الآتي: (1) .تفعيل المحكمة الدستوريّة العليا لتسوية كافة المشاكل السياسية العالقة بين المركز والهامش (دارفور/النيل الازرق/جنوب كردفان)؛ (2) اطلاق الحريات العامة وفقا للدستور القائم واعادة كافة الصحف الموقوفة؛ (3) تخصيص 50% للمعارضة في كافة اجهزة الدولة الان؛ (4) اعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات والسجل الانتخابي؛ (5) اجراء انتخابات ولائية حرة ونزيهة ومراقبة دوليا ومنسجمة مع دستور 2005 في كافة ولايات السودان؛(6) أجراء انتخابات مركزية وراسية في يناير 2015 بمراقبة دوليّة ايضا.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-11-2013, 09:49 AM)

                      

04-11-2013, 09:55 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    شكرا يا بله على التعقيب الذى اعادني الى روح الحوار مجددا
    كمان في حاجة بعض السودانيين لا يستفيد من اخطائه الماضية ولا من تجارب الاخرين وما عايز يتواضع ابدا لذلك يشكل عبء على التغيير فعلا...
    هسه 5 مليون سوداني منتشر في كل بلاد العالم
    لماذا لم ينقلو لنا تجارب هذه البلاد من امريكيا الى جيبوتي...
    انا اليوم بنقل ليك تجربة مؤتمر الحوار الوطني في اليمن والاسس التي قام عليها
    من واقع التساؤل الاتي
    Quote: عشان نعرف منو فعلا البمثل الشعب السوداني في مناخات حرة...
    لذلك قبل نمشي تاني لي فلان وعلان
    من هم الممثلين لشعب فعلا في حكومة الواحدة الوطنية في 2013
    هل هم
    1-رؤساء الاحزاب المسجلة
    2- زعماء الحركات المسلحة
    3- الادارة الاهلية
    4- الاكاديميين
    5- المهنيين والنقابات
    6- المبدعين
    7-.مؤسسات المجتمع المدني
    8- القوى والاحزاب الجديدة
    9- المواطن....
    وعلى اي اساس يتم اختيارهم؟؟؟
    خلينا نعرف ما المطلوب من الجميع والشعب من هسه لحدي 2015


    موقع الحوار الوطني اليمني
    www.ndc.ye
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%...8A%D9%85%D9%86%D9%8A
    ولي قدام

    (عدل بواسطة adil amin on 04-11-2013, 10:00 AM)

                  

04-11-2013, 10:27 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: adil amin)

    شكرا يا عادل سادخل علي الموقع الذي اشرت اليه وسارد علي نقاطك لاحقا . أما الآن فلا تنس ان تعدِّل السناريو الرابع أعلاه وترسله لي راجعا. خاصة وانا موعود بسناريو خامس من أحد الأخوة.
                  

04-13-2013, 10:03 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    وصلتني بعض المساهمات علي الأيميل اخترت منها الآتي:
    Quote: " عزيزي بلّة، حسب الطرح المقترح من مقالك نخلص الي أن الكرة في ملعب الحكومة. أتمني أن تجد مسئول معتبر واحد أو حتي كوز صديق (متنفذ) للرد علي المقترح الثمين وتأكد حسب رأيي لن يتقدم شخص لابداء الرأي أو المشاورة. حينها حتكتب مقال بفكرة أخري بتصور لحلول راديكالية ودة الحايحصل"
                      

04-13-2013, 10:12 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    صار امامنا خمس خيارات الخصها أدناه. فما رأيك في أيٍ منها؟ واذا كنت تري غيرها فاهلا بمقترحاتك. الهدف من هذا الطرح هو القاء الضوء عليها كلها للمنفعة العامة.

    السناريو الأول – استمرار الوضع الراهن باقصاء الأخرين
    إصرار الحزب الحاكم على إستمرار الوضع الراهن بإقصاء الآخرين والسيطرة على جهاز الدولة وإستمرار الحروب والتدهور الإقتصادي والفساد وتوتر العلاقات مع حكومة الجنوب بما يُنبئ بنشوب حرب بين البلدين في أي وقت،وتنامي الولاء القبلي والعرقي، وأن هذا الوضع سيقود للسيناريو الثانيو الذي هو.

    السناريو الثاني – تصاعد العمل المسلح والزحف للسيطرة علي المركز
    تصاعد العمل المسلح والزحف للسيطرة على المركز، ويرى د. الواثق كمير أن ذلك سوف يؤدي إلى إنهيار الدولة وتفككها بالكامل نتيجة لما سيحدث من تصارع بين الفصائل المسلحة والقوى السياسية الأخرى عند سقوط النظام، وذلك لعدم وجود توافق سياسي بين تلك الفصائل والقوى السياسية الأخرى على النحو الذي كشف عنه توقيع ميثاق الفجر الجديد، مما يفضي إلى مواجهات دموية فيما بينها، وفيما بين أفراد الشعب بعضهم ضد بعض، كما يرى الواثق أن ذلك الوضع سوف يغري دول الجوار لتضع يدها على أجزاء من البلاد، وهو ما يعني نهاية الدولة وليس نهاية النظام.

    السيناريو الثالث – تسوية شاملة الآن تقود لحكومة وحدة وطنية
    أن يقوم الرئيس البشير بعمل "تسوية سياسية شاملة" تقوم على أساس طرح برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة يضع الوطن فوق الحزب، تتولى تنفيذه حكومة "وحدة وطنية"، تنتهي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، ولذا، يرى الدكتور الواثق بأن "الكرة في ملعب الرئيس"، الذي يؤهله وضعه الحالي بإعتباره الشخص الوحيد المقبول من الجيش والحزب الحاكم، للقيام بهذا الدور، ثم دعى المعارضة المسلحة والقوى السياسية الأخرى إلى قبول بقاء الرئيس في الحكم حتى نهاية فترة ولايته الحالية، ويرى أن ذلك هو المخرج الوحيد من إنزلاق السودان للهاوية بحسب السناريو الثاني.

    السناريو الرابع – انتخابات مبكِّرة الآن
    أن تصبح المهمة المباشرة للرئيس ألآن هي الدعوة الى انتخابات مبكرة عبر ثلاث مستويات وفترة انتقالية حتي يناير 2015. ويلزم هذا اصدار قرارات جمهورية الآن تحسم الآتي: (1) .تفعيل المحكمة الدستوريّة العليا لتسوية كافة المشاكل السياسية العالقة بين المركز والهامش (دارفور/النيل الازرق/جنوب كردفان)؛ (2) اطلاق الحريات العامة وفقا للدستورالقائم واعادة كافة الصحف الموقوفة؛ (3) تخصيص 50% للمعارضة في كافة اجهزة الدولة الان؛ (4) اعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات والسجل الانتخابي؛ (5) اجراء انتخابات ولائية حرة ونزيهة ومراقبة دوليا ومنسجمة مع دستور 2005 في كافة ولايات السودان؛(5) أجراء انتخابات مركزية ورئاسية في يناير 2015 بمراقبة دوليّة ايضا.

    السناريو الخامس – الأنتفاضة الثالثة
    هذا السناريو يقول بان الشعب السوداني شعب واعي بل هو معلّم شعوب المنطقة كلها في اقتلاع الطغاة ولا يحتاج لبشير او نذير أن يكوّن له حكومة وحدة وطنية. وقد فعلها بمسئولية في اكتوبر 1964 عندما اقتلع الجنرال عبود سلميا في الأنتفاضة الأولي. وفعلها في ابريل 1985 عندما اقتلع المشير نميري ونظامه في الأنتفاضة الثانية. وأنه (أي الشعب السوداني) قادرٌ علي تفعيل العمل الثوري بالتنسيق التام مع القوي الحاملة للسلاح كلها وقوي الشباب ومنظمات المجتمع المدني. و أن هذه القوي هي الآن أعضاء وممثلة في قوي الأجماع الوطني وستكون منضبطة تماما في حالة سقوط الحكومة الحالية وان الأنتفاضة الثالثة قادمة وسلميّة.
                  

04-13-2013, 11:50 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)


    الاستاذ بله
    تحية طيبة
    في حلقة مفقودة ومهمة في السيناريو الرابع وهي اعادة الاقاليم الخمسة القديمة واجراء انتخابات حرة ونزيهة في البطاقات 9و10و11و12 كاول مرحلة لاستعادة السودان الحقيقي..
    اصلا انا ما عايز اطلع من نيفاشا لانها اعلى سقف وصلت له الرؤي السياسية في السودان
    طبعا براك شايف علاقة مركز- ولايات دي قادت لترهل الدولة السودانية وما حلت مشكلة- اقتصادية او امنية او قانونية وكل شيء اهترا في كافة السودان وهذه هي الواقعية السياسية
    عشان اعادة الاقاليم الخمسة واجراء انتخابات حاكم اقليم بدرجة نائب اول لرئيس الجمهورية وبرلمان اقليم وحكومة اقليم يعيد تماسك الدولة السودانية مر اخرى من هذا لخذى وترهل والاسفاف السياسي...
    ويترك امر بقاء او زوال الولايات للمشورة الشعبية-الاستفتاء مثلا
    اعادة الصياغة
    السناريو الرابع – انتخابات مبكرة الآن(DRAFT ONLY) نموذج(B)
    أن تصبح المهمة المباشرة للرئيس ألآن هي الدعوة الى انتخابات مبكرة عبر ثلاث مستويات وفترة انتقالية حتي يناير 2015. ويلزم هذا اصدار قرارات جمهورية الآن تحسم الآتي: (1) .تفعيل المحكمة الدستوريّة العليا لتسوية كافة المشاكل السياسية العالقة بين المركز والهامش (دارفور/النيل الازرق/جنوب كردفان)؛ (2) اطلاق الحريات العامة وفقا للدستور القائم واعادة كافة الصحف الموقوفة؛ (3) تخصيص 50% للمعارضة في كافة اجهزة الدولة الان؛ (4) اعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات والسجل الانتخابي؛5- اعادة الاقاليم الخمسة القديمة في حدود 1956 (6) اجراء انتخابات اقليمية حرة ونزيهة ومراقبة دوليا ومنسجمة مع دستور 2005 ؛(7) أجراء انتخابات مركزية وراسية في يناير 2015 بمراقبة دوليّة ايضا.ويترك امر النظر في المستوى الحكم الرابع الولايات الى مر المشورة الشعبية في كل اقليم

    وعموما انا اراهن على الشعب الحي فقط وليس احزاب المعارضة او الحركات المسلحة و الشعب السجل 18 مليون ناخب 2010 في احداث التغيير الجذري في السودان متى ما جاء الابصار وتوفرت منابرالحرة حقيقية
    ولا الزم احدا بهذا المسار..ويظل شعاري(الانتخابات هي الحل) يا اخي بله وشكرا على عرضك الافكار بهذه الاناقة...
                  

04-13-2013, 03:36 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: adil amin)

    أخي عادل، تحيّة طيبة و خالص الشكر علي وجودك معي. وارجو ان تواصل في تحرير (EDITING) "السناريو الرابع" حتي يخرج بالصورة النهائية التي تريدها له. وما تنسي انو الشغلانة دي اخدت ليها سنة وزيادة من فطاحلة القانونيين والفلاسفة السياسيين في نيفاشا وصرفت عليها ملايين الدولارات وكانت النتيجة (طبخة نيّة نصّها موية وناقصة ملح كمان)! مما يعني "الرجوع للنار"! علي شاكلة ما نقوم به في هذا البوست. قم باي تعديلات تراها ضرورية للنص التالي الموضوع في المقتبس وارحعه لي علي الايميل او انزله هنا مباشرة.


    السناريو الرابع – تفغيل ما بقي من نيفاشا بانتخابات مبكرة الآن
    (DRAFT ONLY BEING DEVELOPED)
    Quote: "هذا السناريو يري تفعيل ما بقي من اتفاقية نيفاشا، لأنها أعلي سقف وصلت له الرؤي السياسية في السودان. ويري أن الأنتخابات النزيهة هي الحل مرهنا على الشعب فقط وليس علي احزاب المعارضة او الحركات المسلحة؛ كما يري أن الشعب الذي سجّل 18 مليون ناخب في انتخابات 2010 قادر علي احداث التغيير الجذري في السودان متى ما جاء الابصار وتوفرت له منابر حرّة حقيقية. ويمكن تلخيص هذا السناريو في أن تصبح المهمة المباشرة للرئيس الآن هي الدعوة الى انتخابات مبكرة عبر ثلاث مستويات وفترة انتقالية حتي يناير 2015. ويلزم هذا اصدار قرارات جمهورية الآن تحسم الآتي: (1) تفعيل المحكمة الدستوريّة العليا لتسوية كافة المشاكل السياسية العالقة بين المركز والهامش (دارفور/النيل الازرق/جنوب كردفان)؛ (2) اطلاق الحريات العامة وفقا للدستور القائم واعادة كافة الصحف الموقوفة؛ (3) تخصيص 50% للمعارضة في كافة اجهزة الدولة الان؛ (4) اعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات والسجل الانتخابي؛ (5) اعادة الاقاليم الخمسة القديمة في حدود 1956 (6) اجراء انتخابات اقليمية حرة ونزيهة ومراقبة دوليا ومنسجمة مع دستور 2005؛ (7) أجراء انتخابات مركزية ورئاسية في يناير 2015 بمراقبة دوليّة ايضا.ويترك امر النظر في مستوى الحكم الرابع الولايات الى المشورة الشعبية في كل اقليم."
                      

04-14-2013, 04:17 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    مقتطف من رسالة أخري لأحد القراء اقتبس منها ادناه، للمنفعة العامة:
    Quote: "دعوتك للحوار تفوح منها رائحة المثقف المهموم بحال بلده ويرجو لها الخير وأرجو أن يستجيب أهل السياسة في السودان لها. ..... نرجع الى الموضوع الأساسي وهو ما تطرقت اليه في مقالتك وهو موضوع أن تحل مشاكل السودان ويذهب المؤتمر الوطني بالحوار أو هكذا فهمت، حتى يتيح للبلد التقدم خطوة لقدام. واقول أن المؤتمؤ الوطني لن يذهب بالحوار لأنه لا يحترم الحوار ولن يذهب بالحرب طالما هناك عواجيز السياسة وطالما هناك مال وعيال وطالما هناك من يسمون برجال الطرق الصوفية وطالما أن الخواء الفكري في السودان منتشر بالطريقة التى أحسست وطالما القبيلة تسيطر بالشكل السخيف في المدن السودانية وهذه نقطة جوهرية.
    الطريق الى إسقاط المؤتمر الوطني، فبما أعتقد، هو أن ينظم المثقفون جهودهم بابتكار منهج للمقاومة بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني وخاصة الشباب والنساء والعمل بالتوازي على تثقيف العامة أنه يجب أن يذهب هؤلاء الحكام الفاسدين ليحل محلهم آخرون يكون من بينهم شباب من كل أهل السودان، مدربين تدريباً مهنياً أخلاقياً على إحترام حقوق الناس وربما يقول قائل هذا يحتاج الى وقت طويل ولكن حركة الأوطان لا تقاس بالسنين..."
                      

04-14-2013, 11:06 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    شكرا بله
    والله ما قصرت
    انسان رائع ومحترم فعلا
    عرضت فكرتي بكل وضوح وانا بكتب فيها من 2002 في هذا البورد.ز
    بس لمن تتوفر المنابر الحرة الحقيقية ويترك البعض التعامل الفوقي المزمن مع قضايا الوطن بالاهتمام بالافكار وليس الاشخاص
    بلفو كلهم يوجو للداروينية السياسية التي مرت عبر السيد عبدالرحمن المهدي((السودان للسودانيين) ثم محمود محمد طه- الثورةالثقافية - واخيرا دكتور قرنق-السودان الجديد
    انا مرجعيتي الثلاثة ديل وال18 مليون ناخب السجلو في2010
    وكل يعمل على شاكلته
    واقعد لي قريب



    الافكار الجيدة...تتجمع كحبات المطر...ثم تصنع رافد ثم نهير ثم نهر عظيم...اشبه بالنيل الخالد

    هل حاولتم مرةالتحليق..باجنحة الفينيق الكوشي

    جربو ذلك باحترام
    افكار
    1- محمود محمد طه
    2- جون قرنق ديمبيور
    في صناعة دولة سودانية حقيقية


    sudansudansudansudan87sudan1sudansudan1sudan4sudan1sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-14-2013, 11:49 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: adil amin)

    شكرا يا عادل، والرسم التوضيحي مفيد في تجسيد الفكرة. ساقوم باعادة انزال السناريهات الخمسة في مكان واحد ادناه لسهولة المرجع لكون السناريو لرابع قد حسم بتعليقك اعلاه. ومعذرة للتكرار. ارجو (من الكل) التعليق علي أي منها وخاصة تبيان ما تراه من عقبات او امور يجب التحسب لها. أما عبارتك أدناه فهي رائعة وساخصص لها موضعا في دفتر خربشاتي الخاصة.
    "
    Quote: الافكار الجيدة...تتجمع كحبات المطر...ثم تصنع رافد ثم نهير ثم نهر عظيم...اشبه بالنيل الخالد"

    السناريو الأول – استمرار الوضع الراهن باقصاء الأخرين
    إصرار الحزب الحاكم على إستمرار الوضع الراهن بإقصاء الآخرين والسيطرة على جهاز الدولة وإستمرار الحروب والتدهور الإقتصادي والفساد وتوتر العلاقات مع حكومة الجنوب بما يُنبئ بنشوب حرب بين البلدين في أي وقت،وتنامي الولاء القبلي والعرقي، وأن هذا الوضع سيقود للسيناريو الثانيو الذي هو.

    السناريو الثاني – تصاعد العمل المسلح والزحف للسيطرة علي المركز
    تصاعد العمل المسلح والزحف للسيطرة على المركز، ويرى د. الواثق كمير أن ذلك سوف يؤدي إلى إنهيار الدولة وتفككها بالكامل نتيجة لما سيحدث من تصارع بين الفصائل المسلحة والقوى السياسية الأخرى عند سقوط النظام، وذلك لعدم وجود توافق سياسي بين تلك الفصائل والقوى السياسية الأخرى على النحو الذي كشف عنه توقيع ميثاق الفجر الجديد، مما يفضي إلى مواجهات دموية فيما بينها، وفيما بين أفراد الشعب بعضهم ضد بعض، كما يرى الواثق أن ذلك الوضع سوف يغري دول الجوار لتضع يدها على أجزاء من البلاد، وهو ما يعني نهاية الدولة وليس نهاية النظام.

    السيناريو الثالث – تسوية شاملة الآن تقود لحكومة وحدة وطنية
    أن يقوم الرئيس البشير بعمل "تسوية سياسية شاملة" تقوم على أساس طرح برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة يضع الوطن فوق الحزب، تتولى تنفيذه حكومة "وحدة وطنية"، تنتهي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، ولذا، يرى الدكتور الواثق بأن "الكرة في ملعب الرئيس"، الذي يؤهله وضعه الحالي بإعتباره الشخص الوحيد المقبول من الجيش والحزب الحاكم، للقيام بهذا الدور، ثم دعى المعارضة المسلحة والقوى السياسية الأخرى إلى قبول بقاء الرئيس في الحكم حتى نهاية فترة ولايته الحالية، ويرى أن ذلك هو المخرج الوحيد من إنزلاق السودان للهاوية بحسب السناريو الثاني.

    السناريو الرابع – تفغيل ما بقي من نيفاشا بانتخابات مبكرة الآن
    هذا السناريو يري تفعيل ما بقي من اتفاقية نيفاشا، لأنها أعلي سقف وصلت له الرؤي السياسية في السودان. ويري أن الأنتخابات النزيهة هي الحل مراهنا على الشعب فقط وليس علي احزاب المعارضة او الحركات المسلحة؛ كما يري أن الشعب الذي سجّل 18 مليون ناخب في انتخابات 2010 قادر علي احداث التغيير الجذري في السودان متى ما جاء الابصار وتوفرت له منابر حرّة حقيقية. ويمكن تلخيص هذا السناريو في أن تصبح المهمة المباشرة للرئيس الآن هي الدعوة الى انتخابات مبكرة عبر ثلاث مستويات وفترة انتقالية حتي يناير 2015. ويلزم هذا اصدار قرارات جمهورية الآن تحسم الآتي: (1) تفعيل المحكمة الدستوريّة العليا لتسوية كافة المشاكل السياسية العالقة بين المركز والهامش (دارفور/النيل الازرق/جنوب كردفان)؛ (2) اطلاق الحريات العامة وفقا للدستور القائم واعادة كافة الصحف الموقوفة؛ (3) تخصيص 50% للمعارضة في كافة اجهزة الدولة الان؛ (4) اعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات والسجل الانتخابي؛ (5) اعادة الاقاليم الخمسة القديمة في حدود 1956 (6) اجراء انتخابات اقليمية حرة ونزيهة ومراقبة دوليا ومنسجمة مع دستور 2005؛ (7) أجراء انتخابات مركزية ورئاسية في يناير 2015 بمراقبة دوليّة ايضا.ويترك امر النظر في مستوى الحكم الرابع الولايات الى المشورة الشعبية في كل اقليم.

    السناريو الخامس – الأنتفاضة الثالثة
    هذا السناريو يقول بان الشعب السوداني شعب واعي بل هو معلّم شعوب المنطقة كلها في اقتلاع الطغاة ولا يحتاج لبشير او نذير أن يكوّن له حكومة وحدة وطنية. وقد فعلها بمسئولية في اكتوبر 1964 عندما اقتلع الجنرال عبود سلميا في الأنتفاضة الأولي. وفعلها في ابريل 1985 عندما اقتلع المشير نميري ونظامه في الأنتفاضة الثانية. وأنه (أي الشعب السوداني) قادرٌ علي تفعيل العمل الثوري بالتنسيق التام مع القوي الحاملة للسلاح كلها وقوي الشباب ومنظمات المجتمع المدني. و أن هذه القوي هي الآن أعضاء وممثلة في قوي الأجماع الوطني وستكون منضبطة تماما في حالة سقوط الحكومة الحالية وان الأنتفاضة الثالثة قادمة وسلميّة.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-14-2013, 11:52 AM)

                  

04-20-2013, 07:12 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    جاء في مقالي – موضوع هذا البوست - في معرض الحديث عن المحاور الأساسية للحل وأهمية وجود طاقات شبابية في العمل السياسي - في المقدمة، ما يلي:

    Quote: "..........أن يقوم علي هذا الأمر نفرٌ مؤهّلون في إدارة النزاعات ولهم خبرات تفاوضية وقياديّة معتبرة. ويا حبذا لو كانوا من الطاقات الشبابية التي أثبتت مقدراتها، يعاونهم المخضرمون والفلاسفة السياسيون أذا لزم الأمر، كمستشارين فقط. وهناك تجارب عالمية ناجحة في تقديم الشباب للصف الأمامي يمكن أن نستشف منها العبر، ربما تناولتها في سانحة أخري.... "
                      

04-20-2013, 07:15 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    وخوفا من ضيق الوقت وعدم الوفاء بالوعد اكتفي بالقليل في هذا الأمر ادناه:
    أدخال القيادات الشبابية في العمل العام أمر في غاية الأهمية. وقد انتبهت لأهميته أمم شتي. ففي التاريخ الحديث بدأ د. مارتن لوثر كنج ثورته علي التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية وهو في بداية الثلاثينات. وقد هزت هبته الشجاعة المسالمة اركان الكون وقتها. ولعل من نتائجها المباشرة وجود رئيس أسود، شاب هو الآخر، في البيت الأبيض اليوم. فقد سلّمت الولايات المتحدة الأمريكية، كبري دول العالم الأول، أمرها لرجل أربعيني – الرئيس باراك أوباما – والذي كان في السابعة و الأربعين من عمره عندما تقلّد السطة، في عام 2008
                  

04-20-2013, 07:18 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    أما بِل كلينتون، رئيسها الذي سبق بوش الأبن في التسعينات، فكان في السادسة والأربعين عندما أصبح رئيسا في عام 1993. وفي أنجلترا سطع نجم توني بلير في حزب العمل و هو في الثلاثينات من عمره وتقلّد رئاسة الوزارة وهو في الثالثة والأربعين، مصحوبا بوزير الخزانة، قوردن براون، من نفس الجيل، والذي أضحي هو الآخر فيما بعد رئيسا للوزارة خلفا لبلير.في عام.2007.
                  

04-20-2013, 07:19 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    ويقود المملكة المتّحدة حاليا شباب في بداية الأربعينات ولجوا السياسة من اوسع ابوابها وهم في الثلاثينات من أعمارهم. نضجوا سياسيا في زمن قصير ويتقدمهم الآن رئيس الوزراء الحالي، ديفيد كمرون، في الثالثة والأربعين من عمره، ووزير الخارجية السابق، أد مليبانك، زعيم المعارضة الآن. أما وزير الخارجية الفرنسي الحالي، لورنت فابيس، فقد تقلّد رئاسة الوزارة في فرنسا في السابق وهو في السابعة والثلاثين.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-20-2013, 07:21 AM)

                  

04-20-2013, 07:24 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    وفي القرن التاسع عشر بدأ المهدي في السودان ثورته علي المستعمر والتي اسست للدولة المهدية وهو في الثلاثينات من عمره. وفي السودان اليوم نجد أن معظم من يديرون دفة العمل السياسي الآن في الأحزاب القديمة هم من ولجوا هذا الباب وهم في مقتبل العمر. والأمثلة كثيرة من افريقيا الستينات وما تلاها: (كوامي نكروما، باتريس لوممبا، مواتيمو جوليوس نيريري، ونلسون مانديلا) .
                  

04-20-2013, 07:31 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Kwame_Nkrumah_sudanJFKWHP-AR6409-Asudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-20-2013, 07:35 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    وهناك أمثلة كثيرة من أماكن أخري في العالم لسياسيين دخلوا المعترك السياسي مبكرا وحوّلوا بلدانهم من بؤرة التخلف الي مصاف دول العالم ألأول، في عقود محسوبة لا تتعدي جيلا واحدا مثلما فعل لي كوان يو في سنغافورة. فقد استلم بلدا خارج لتوه من الأستعمار البريطاني في الستينات وحوّله في ثلاثة عقود الي مصاف العالم الأول. ولا زال الرجل حيا يرزق يقوم بدور "المعّلم" للصغار من رجالات الدولة (Minister Mentor)
                  

04-20-2013, 07:55 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    فلكل الشباب السوداني أقول هذا زمانكم فتقدموا الصفوف الآن واحتلوا اماكنكم بجدارة. خاصة وفشل النخب من الأجيال السابقة قد افقدهم اي مبرر اخلاقي لأقصائكم. ومهما ارتكبتم من أخطاء فلا أظن انكم ستفوقون (الكبوب والربوب) الذي نخوض فيه الآن!! هذا فضلا عن أن الأخطاء التي ترتكب في مناخ ديمقراطي اثناء اداء الواجب هي جزء من تجربة النجاح ويسهل تداركها وربما اصلاحها قبل فوات الآوان. علي أن يكون المناخ الديمقراطي مفتوح ومعافي ومحمي بمؤسسات عدلية مستقلة وصحافة حرة .
                  

04-20-2013, 07:43 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    يا باشمهندس بلة البكري ضو البيت
    حياك الله وضيوفكم الكرام
    دائما في بالي المشاركة وأخجل من الإعتذار بضيق الزمن ولكن هذا هو الحال... مشغول أنا بفكرة "التطوّع" وتجاوز الحكومات، وأعلم أن الحكومة الرشيدة هي من تؤمن وتيسر لشعبها أمر أن يتطوّع "ذاتو".. أي أن الأمر نظام system وهذا ما يعوزنا في السودان، ومع ذلك أعتقد أن أقرب الطرق الان للنهوض جزئيا ثم كليا هي أن ينتدب بعضنا نفسه لهذا العمل... سبق أن كتبت عن بعض التجارب وعذرا أن أعيد هنا طرفا من ذلك، ونشوف...
    جون دو، محمد أحمد أمريكي، أحزنه أن ولايته، التي يحب، تموت موتا بطيئا، ويرحل الناس عنها ... أخذ صورا لشلالات ساحرة، غابات وغزلان ترعى .. وصل للكونغرس، عارضا عليه، ولم يفوضه أحد، كيف للحكومة الفيدرالية أن تدعم منطقته وتق أهله شر النزوح و"تجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم" ثم هي بعد ستسترجع أموالها على دائر المليم و"تزداد فوق ذلك كيل بعير" فكان له ما أراد ... اقتطعت الحكومة الفيدرالية ما يزيد قليلا على الأثنين مليون هكتار في مثلث، أعلى جبال الروكي، بين ولايات مونتانا، وايمونغ وأيداهو ... جعلت تلك المنطقة "محمية" فيدرالية وأغدقت عليها العطايا فقامت بتشييد آلآف الكيلومترات من الشوارع وأقامت الفنادق الضخمة والمنتجعات السياحية داخل وحول المحمية ... يأتي المصطافون من أربعة أنحاء الأرض لزيارة هذه البقعة الساحرة ... محبو التخيم .. أبطال التسلق، الدراجون، هواة صيد الاسماك (فقط مسموح باصطياد الأسماك والمحمية يجوسها الجاموس البري، الغزلان، الوعول الجبلية، الذئاب الفضية وغير ذلك) وشتاءا يأتيها محبو التزحلق على الجليد وهكذا على مدار العام تحظى بحركة لا تهدأ فانتعشت كل المنطقة (وطفت كل زوارقها) بتوفر ملايين الوظائف لقاطني تلكم الولايات النائية فتمسكوا بأرضهم ثم جآءتهم "مكادونالدز" فصدّرت بطاطسهم الشهية حتى سور الصين العظيم ونيكاراجوا، فأزدادوا تمسكا بأرضهم (أين أبناء دارفور وجبل مرة قد اصبح قفرا وأبناء الدندر وقد هربت غزلانهم لأفريقيا الوسطى؟؟ وما تبقى من حيوان لبسناه مراكيب)
    هالة قوتة طالبة دكتوارة في جامعتنا، أميرة من مجد مؤثل، تحللت في هذه البلاد من عقايبل الموروث، أن تجلس ويخدمك غيرك (انحنا كناسين؟؟!!! بعض فتية بورداب الخرطوم) أستهوتها في هذه البلاد قيمة التطوع فأخذت تخرج بسيارتها الخاصة في قارس البرد، تطوعا، تعمل في خدمة توصيل الطعام الساخن، للعجزة الذين لا يستطيعون الخروج من منازلهم ، ثم تشارك في مختلف انشطة التطوع مثل تذليل عقبات الطلاب الجدد، توزيع بطاقات الاحتفالات الخيرية وجمع التبرعات، ترحيل الطلاب القدامى وغير ذلك.
    د. حيدر بدوي صادق، ابن عامل كادح من قفار السودان، جاء لهذه البلاد على نفقة مؤسسة فورد الشهيرة فدرس، ثم درّس في جامعات هذه البلاد، يرى دائما أن له دين أيضا على بلده الأصلي "السودان" فيبعث بمكتباته الخاصة لجامعات السودان ويسعى هنا لمساعدة من يستطيع مساعدتهم من طلاب السودان الذين يأتون الى هنا (وهالة التي تقدم ذكرها منهم) مثله د. مالك بشير مالك ود. عادل الطيب وغيرهم وغيرهم.

    عذرا للإطالة وبقية المقال هنا:
    أمريكا: عندما يكون المد عاليا فمن شأن الزوارق جميعا أن تطفو
    http://www.sudaress.com/sudanile/17386
                  

04-20-2013, 08:27 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: عبدالله عثمان)

    أخي د. عبدالله عثمان. تحيّة طيبة. وشكرا علي المرور من هنا مرة اخري. أنا زعيم بان الحكومات عندنا في السودان من 1955 وحتي يوم الناس هذا 2013 هي المعوّق الرئيس للتنمية المستدامة في البلاد بجميع عناصرها: (Hard/Soft Infrastructure/Human and Social Development ).

    ولكي تتضح الصورة تخيل أننا قمنا بايجار الموارد الطبيعية فقط (ارض زراعية وماء/تعدين/طرق حديثة (Expressways) تربط القطر كله و تمتد لدول الجوار/مواني يحرية/ ثروة نفطية وغازية في البر والبحر ..الخ) الي جهات استثمارية عالمية من قبل خمسين عاما ايجارا طويل المدي (Long Lease)علي نظام ال (BOT) مثلا واوكلنا الأدارة لجهات عالمية اخري تشرف عليها منظمات عالمية ايضا في المال والقانون والتحكيم و رفعنا ايدينا تماما لكان العائد الآن بنية تحتية وتنمية بشرية (تعليم/صحّة/رعاية أجتماعية/و....) تضاهي او تقارب ما هو موجود في العالم الأول. وهذا ما فعلته دول الخليج او ساعية اليه فقارن ما هم عليه الآن وحالنا! ساعود لهذ الأمر.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-20-2013, 08:40 AM)

                  

04-20-2013, 08:31 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    هذا مقال آخر نشر حديثا في اكثر من موقع الكتروني، له صلة وثيقة بموضوع البوست، وربما شكل اضافة مفيدة للبحث في اصل المشكل. وكيف يري كاتبه ان الرجل الذي يعوّل عليه د. واثق كمير في اخراج الكل من هذه الورطة (راجع السناريو الثالث) لا يملك امره! فاذا كان ذلك كذلك ففي ملعبِ مَن الكرة الآن؟
                  

04-20-2013, 08:34 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: تحويل البشير من الاستبداد إلى البطولة:
    صلاح شعيب
    عبور المسافة من مرحلة العشائرية إلى مرحلة القومية ليس هو بالأمر السهل مثلما يتصور المتحمسون في أنشطة الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني، والمستقلون بذاتهم اجتماعيا وسياسيا، وغيرهم. ولكن دلت التجربة الإنسانية أن عبور هذه المسافة مرهون بقدرة المكونات الاجتماعية على مواجهة تابوهات الاستبداد الديني، والسياسي، والثقافي، وهلمجرا. نحن في السودان الآن في مواجهة نظام سياسي يحاول غصبا عنا تكريس معاني الاستبداد الديني بأدواته المعروفة. وفي الوقت نفسه تجدنا أمام مستبدين يحاولون بأدوات أنتجها النضال الإنساني من أجل الحرية إسكات المفكرين، والكتاب، والصحافيين حتى في الخارج، ذلك كي تبقى المسافة بين ذينك المرحلتين عصية العبور.
    سلطة الإنقاذ وأنصارها يحاولون جبرنا ألا نقول تقريريا مجرد إن النظام القائم مستبد بالتجربة، والحجة، والنتيجة الماثلة، بل وبشهادة الذين كانوا أصيلين في التخطيط له وقيادته. ففي الداخل هيمن النظام على كل الأدوات الإعلامية الرسمية حتى لا يعبر الناس عن آرائهم العامة، وشكاواهم الخاصة، وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل. بل إن النظام حدد للشعب ما يجب أن يلبسه، ويقرأه، ويشاهده، في عصر الحرية. أما الإعلام الخاص فقد فُرض عليه أن يحرر ما يحلو له من مواد إعلامية بشرط ألا تفيد فعلا في تغيير حيوات الناس الكئيبة في ساحات الاعتقاد، والرزق، والإبداع. وحتى في الوقت الذي يدعو فيه البشير، ونائبه، إلى الحوار الوطني أوقفت سلطات الأمن، لا مجلس الصحافة والمطبوعات، زميلنا النور أحمد النور عن مزاولة مسؤوليته عن رئاسة تحرير جريدة الصحافة. أما زميلنا المسلمي الكباشي مراسل "الجزيرة" فقد أوقف عن عمله لأيام كونه أخبر المحطة أن كل المعتقلين المعنيين لم يطلق سراحهم. والجدير ذكره أن الأستاذين المذكورين لا يمكن تصنيفهما ضمن إعلاميي المعارضة بل إنهما جزء من منظومة الإسلام السياسي. وقبل ذلك تمت ملاحقة كتاب وصحافيين أمنيا وقضائيا، وبعضهم عذب ومنع عن العمل والكتابة، منهم الزملاء مرتضى الغالي، فيصل محمد صالح، محمد الإسباط، رشا عوض، صلاح عووضة، سمية هندوسة، لبنى حسين، حيدر المكاشفي، قرشي عوض، زهير السراج، أبوذر الأمين، خالد فضل، أشرف عبد العزيز، أمل هباني، عثمان شبونة، الطاهر أبو جوهرة، عصام جعفر، وهناك كثر.
    بخلاف ذلك عادت الرقابة الصارمة على الصحف لمنعها عن تناول الكثير من قضايا الوطن الجوهرية. وهناك العديد من الحيل السلطوية المتعددة التي وظفها النظام حتى تموت الصحف الناقدة أكلينكيا مثلما ماتت قناة هارموني التي حاولت أن تقدم مادة غير مؤدلجة إسلامويا. فالإعلانات الحكومية والخاصة لا تمنح إلا للصحيفة التي يدرك رئيس تحريرها أصول اللعبة الإسلاموية. وإزاء هذا الوضع ما على "أيام" أستاذنا محجوب محمد صالح إلا أن تتوقف بينما تجد صحيفة يرأس تحريرها من هو في عمر أحفاد مؤسس صحيفة الأيام سوقا رائجة، وإعلانات منتظمة. أما بالنسبة لبقية القنوات الفكرية، والثقافية، فقد استنكرنا من قبل أمر إغلاق مركز الدراسات السودانية، ومركز الخاتم عدلان، ومركز الخرطوم، ومواقع أخرى للناشطين في الداخل. وشجبنا أمر معاكسة مركز عبد الكريم ميرغني، والذي سرقت "زين" فكرته النبيلة لتكريم الطيب صالح، وهي الشركة التي وصفها، على الملأ، أحد مدراء شركات الإتصال المنافسة من الإسلاميين بأنها دمرت الاقتصاد السوداني. ولكن لا بأس في زمن الجدب من أن يصير راعي ترحيل الفلاشا راعيا لحقول الأدب التي تطرح قيما أخلاقية وإنسانية تتعلق بحق الشعوب في العيش حرة أبية داخل أراضيها.
    ما من شك أن هذه السياسات التي أفقرت أرض السودان وحرمته من التجديد السياسي، والفكري، والثقافي، والإعلامي، والفني، هي مسؤولية الرئيس عمر البشير شخصيا ضمن مسؤولياته الكثيرة عن هدر دماء آلاف السودانيين الذين اعترف بمسؤوليته عن ضياع أرواحهم، ودون أن يقدم فردا للمحاكمة. ومع كل ذلك يتوقع الدكتور الواثق كمير ضرورة منح البشير وسام البطولة إن هو أوقف نزيف الدم في البلاد، وقاد الفرقاء السودانيين إلى وضع انتقالي يعيد للبلاد عقلها الذي يستجيب إلى الاستقرار السياسي.
    إن للدكتور المحترم أسهمه في النضال من أجل سودان مستقر، ومتقدم، وثقتنا في حبه لوطنه لا تحدها حدود. ولا يعبر خطابه للرأي العام، والذي حظي بمدح هنا وقدح هناك، إلا عن حسن نية للقفز النبيل فوق تلك المسافة للوصول إلى مرحلة دولة القانون ومن ثم إعادة البناء القومي. ولكن بادرة النية الحسنة تجاه البشير، وجماعته، لا تسعف حقا في تجاوز تضاريس المسافة بين الدولة العشائرية والدولة القومية. ولعل "الحلم الدافق" لأستاذنا الواثق الذي حرمه من وضع تناقضات النظام في مجهر سياسي دقيق حجم خلاصة كتابه من التعقل البديع. وإن كان قد فعل ذاكرته العارفة بالإسلام السياسي أكثر لانتهت ورقته إلى رؤية سديدة تساعد على إنهاء حالة الاحتقان التي أخافت قلبه الودود من تبعثر حبات العقد السوداني.
    فالدكتور الذي يفوقنا تجربة في دهاليز السياسة، وتأهيلا أكاديميا مرموقا، كان أحرى به أن يتفحص حقيقة المشهد السوداني، لا اعتمادا على قدرات البشير الفاشلة، أو أخلاقيته المجربة، وإنما انطلاقا من معرفة أكاديمية مفترضة بتيار الإسلام السياسي. فالتيار اللولبي هذا هو قدر مقدر لفشل تاريخي مجتمعي في تفكير المجال الحضاري الذي نتبعه حذو النعل بالنعل، وكذلك هو تيار يمتلك قدرات بشرية، وتنظيمية محلية، ودولية متكاملة للسيطرة على الدولة القطرية. وهذا يعني أن البشير ليس سوى موظف صغير لصالح التيار المركب، وإن بدا رئيسا بعد المفاصلة، في شراكة عابرة للقارات، ضخمة، ومعقدة بمآرب الاقتصاد الطفيلي. فضلا عن أنها شراكة مطامع فردية رخيصة لمنظومة الأصولية، ######ائم جهويتها، وتنازعاتها الجيلية، وامتداداتها الإقليمية، والقارية، والدولية.
    هذا هو تيار الإسلام السياسي الذي أوكل للرئيس البشير "المفعول به" ليحقق هيمنته على كامل المشهد السوداني بما احتوى من زى علماني، وكجور، ومحايات، ودفوف، وسحر، ومريسة، وجرتق، ورقيص عروس، وتمسح على أعتاب قبور صوفية وطائفية، إلخ. تلك هي جزيئات من التراث السوداني التي قال هذا التيار الإله بحاجتها إلى الأسلمة القسرية، وحقق عمليا بعض برامج لإعادة صياغة هذا التراث حتف أنف. والتيار الإسلامي يا أستاذ جامعة الخرطوم السابق منظومة متسقة من عزائم قوية التطرف والمكر إن غاب مرشدها، أو شيخها، فهي قادرة على تجديد دينامية بقائها الحربائي. وبهذا المستوى من النظر يظل هذا التيار الصمدي قائما سواء بوجود الترابي، أو البشير، أو خلافهما، أو حتى بغيابهما معا. وكذلك يبقى هذا التيار حجر عثرة أمام دعاة دولة القانون بما نال من مكاسب، وتحالفات، واغتيالات، لا يفت عضدها إلا التغيير الراديكالي الذي شاهدناه في الحادي والعشرين من أكتوبر والسادس من أبريل.
    في الواقع كان يمكن لخطاب الدكتور الواثق أن يكتسب بعضا من عمقه المعرفي بالمشهد السوداني الحاضر لو أن فكرته المركزية نحت إلى مخاطبة المؤتمر الوطني كبنية سياسية متماسكة حتى ترائي الله فينا. فعلى الأقل لو أن الواثق كان قد نصح أفراد القوم جميعهم لجعلنا واثقين وفخورين أن المقدمات التي انطلق منها كانت صحيحة. على الأقل النصح من خلفية "نصحتهم بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد."
    ولأنه عجز عن الوصول إلى نتيجة منطقية كان مصير خطاب الواثق هو مصير المئات من خطابات حلول للأزمة السودانية والتي حررها كثير من أبناء السودان الحالمين بتسوية سلمية لأزمة البلاد. فبشير المؤتمر الوطني وهو في رئاسته عاصر انبثاق عشرات المساعي الوطنية لحمله ـ وتنظيمه ـ على حل مشاكل حزبه والبلاد بالحوار السلمي الجاد. وهناك عشرات المواثيق التي وقع عليها حزبه مع المعارضتين السلمية والعسكرية، والمجتمعين الإقليمي والدولي، إلا أنها ذهبت أدراج الريح. ويتذكر الدكتور المبجل أن هناك عشرات المبادرات من شخصيات وطنية وإقليمية ودولية محبة للسودان إلا أنها تكسرت أمام مكر التيار الإسلامي. والأكثر أسفا أنه ضاعت آلاف النداءات التي حررها غيورون على البلاد عبر الصحافة، والإنترنت، والندوات، والجلسات الخاصة، وذلك بهدف التنادي إلى كلمة سواء لحل مشاكل البلد. ولكن كان المحبون لخير السودان يقدرون حسن النية مثل الدكتور الواثق فيما يقدر قادة المؤتمر الوطني تقديرا ضيقا لصالح استدامة سيطرة التيار الإسلامي، ولو على حساب ضياع الوطن كله.
    وأخيرا شاهدنا بالتجربة محاولات الدكتور غازي، ومن سموا أنفسهم بالسائحين، والعساكر الإسلاميين، لحمل البشير على تحقيق الإصلاح بمرجعية إسلاموية. غير أن الذي حدث هو أن زميلهم تجاهل مذكرة الإصلاح والسائحين بل هدد بمعاقبة كل من يعمل خارج القنوات الرسمية لحزبه، وزج بعسكره المخلصين الذين عاصروا كل مراحل الفساد المتنوع. وكذا هدد نائبه أنه سيحاكم العسكر وفقا للقرآن الكريم مثلما أعملوا سيفهم في رقاب ضباط وجنود الجيش في شهر رمضان المعظم. أما بالنسبة لغازي فقد قطعوا أمامه الطريق للإصلاح عبر الحركة الإسلامية، ولم يكتفوا بذلك وإنما عاقبوا معاليه بإقالته من رئاسة الهيئة البرلمانية لحزبه.
    وبصرف النظر عن إغفال الورقة الكثير من القضايا المتعلقة بالمحاسبة فإن الأحداث الجارية أثبتت أن البشير ليس هو الشخص القادر على الاستجابة لتطلعات الواثق وغيره من الآملين في تعقله وكثير نعمائه. فإن صح عزمه على التقاعد فإن الفترة المتبقية لن تسعف البشير على لملمة أطراف البلاد، هذا إذا لم يحدث تغيير جوهري بين الآن وفترة انتخابات المؤتمر الوطني المقبلة، والمضمونة النتائج. ويكفي أن القوى السياسية جميعها شككت في دعوة البشير وأركان حزبه للحوار الوطني، ورفضت الاستجابة إلى ما وصفتها بتمثيليات المؤتمر الوطني التي شاهدتها مرارا وتكرارا من موقع الفرجة والإعداد.. بل إن الدكتور عبد الوهاب الأفندي ـ وهو الأكثر معرفة بزملائه السابقين ـ سخر من الدكتور غازي صلاح الدين الذي أعرب هو الآخر عن أمله الوارف في من أقاله بلا "شورى". بموضوعية فائقة أعمل الدكتور الواثق كمير ذهنه في بعض من تفاصيل اللوحة ولكنه لم ير إطارها. وعلى كل حال شكرا له، ولنصه، الذي أتاح لنا وللآخرين شيئا من القول بأهمية تحري الدقة في النظر إلى الشؤون الوطنية.
                      

04-20-2013, 09:52 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    هذا الرد منقول من بوست اخر لصلته بموضوعنا

    Quote: وعلى الصعيد السوداني الداخلي، تعتقد الإمارات بأن توسعة مشاريعها الاستثمارية تتطلب قيام السودان بمبادرات جوهرية، تتمثل في (1)محاربة الفساد، و(2) الدعوة للشفافية والنزاهة وطريقة (3) وضع وتطبيق القوانين التي تخدم المستثمر وفعاليتها، (4) وضع ضمانات الاستثمار،(6) وضع السياسات الاقتصادية الميسرة، (7) تسهيل التحويلات المالية إلى الخارج، (8)الحد من الضرائب والرسوم غير المبررة، (9) تطوير البنى التحتية، (10)الحد من الروتين والإجراءات الإدارية المرتبطة بالفساد، (11) فتح الأنظمة البنكية والتسويقية، (12) التأمين على المشاريع، لكي تتواكب مع ما هو موجود على النطاق العالم (13) أنهاء التعقيدات السودانية، والتشتت بين ما هو قومي ووطني وولائي، (14) وغير ذلك من مسميات وإجراءات منفرة لتدفق الاستثمارات من الخارج، سواء من الإمارات، أو غيرها من دول العالم"

    أخي عبدالرحمن، تحية طيبة وارجو ان تسمح لي بالتعليق علي ما وصفته ضمنا بالشروط الاستثمارية الصعبة او المستحيلة (بقرينة لحس الكوع). في المقتبس اعلاه (معدل بواسطتي لتوضيح النقاط) حسبت انا فيه 14 شرط اساس للاستثمار في بلد اجنبي. وهناك شرط اساس خامس عشر غائب من القائمة أعلاه وهو (15) وضع البلد في الخارطة السياسية الدولية ونتائجها في مؤشرات الشفافية/حقوق الأنسان/نظام الحكم وادواته او ما يعرف احينا بال (Political Risk).

    كل هذه (الخمستاشر) شرط هي ما يتوقعه المستثمر العالمي الجاد (النظيف) والذي لا يرشي احدا من حيث المبدأ – كشروط اساس يصبح بدونها الاستثمار في بلد تنعدم فيه هذه الشروط مغامرة غير مضمونة العواقب علي احسن الفروض. وما حدث لشركة (زين؟) في عدم مقدرتها علي تحويل مالها للخارج شاهد واحد علي شرط اساس واحد (الشرط السابع اعلاه) وكيف يمكن ان يهدد العمل االاستثماري كله. فما العمل؟ العمل هو توفير كل هذه الشروط و بمستوي مقبول عالميا (تظهر نتائجه الموجبة في المعدلات العالمية(International Indices) كحد ادني. فهل يمكننا فعل ذلك الآن؟ قطعا لا ولاحتي عشر معشار منها الي ان نصنع لانفسنا نظام حكم ديمقراطي حقيقي تكون كل هذه الأشياء من نتائجة المباشرة.

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-21-2013, 06:50 AM)

                      

04-21-2013, 06:44 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    نواصل القاء الضوء علي السناريو المحتملة للخروج من الأزمة.
    Quote: السيناريو الثالث – تسوية شاملة الآن تقود لحكومة وحدة وطنية
    أن يقوم الرئيس البشير بعمل "تسوية سياسية شاملة" تقوم على أساس طرح برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى السياسية والحركات المسلحة يضع الوطن فوق الحزب، تتولى تنفيذه حكومة "وحدة وطنية"، تنتهي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، ولذا، يرى الدكتور الواثق بأن "الكرة في ملعب الرئيس"، الذي يؤهله وضعه الحالي بإعتباره الشخص الوحيد المقبول من الجيش والحزب الحاكم، للقيام بهذا الدور، ثم دعى المعارضة المسلحة والقوى السياسية الأخرى إلى قبول بقاء الرئيس في الحكم حتى نهاية فترة ولايته الحالية، ويرى أن ذلك هو المخرج الوحيد من إنزلاق السودان للهاوية بحسب السناريو الثاني.

    السناريو الرابع – تفغيل ما بقي من نيفاشا بانتخابات مبكرة الآن
    "هذا السناريو يري تفعيل ما بقي من اتفاقية نيفاشا، لأنها أعلي سقف وصلت له الرؤي السياسية في السودان. ويري أن الأنتخابات النزيهة هي الحل مراهنا على الشعب فقط وليس علي احزاب المعارضة او الحركات المسلحة؛ كما يري أن الشعب الذي سجّل 18 مليون ناخب في انتخابات 2010 قادر علي احداث التغيير الجذري في السودان متى ما جاء الابصار وتوفرت له منابر حرّة حقيقية. ويمكن تلخيص هذا السناريو في أن تصبح المهمة المباشرة للرئيس الآن هي الدعوة الى انتخابات مبكرة عبر ثلاث مستويات وفترة انتقالية حتي يناير 2015. ويلزم هذا اصدار قرارات جمهورية الآن تحسم الآتي: (1) تفعيل المحكمة الدستوريّة العليا لتسوية كافة المشاكل السياسية العالقة بين المركز والهامش (دارفور/النيل الازرق/جنوب كردفان)؛ (2) اطلاق الحريات العامة وفقا للدستور القائم واعادة كافة الصحف الموقوفة؛ (3) تخصيص 50% للمعارضة في كافة اجهزة الدولة الان؛ (4) اعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات والسجل الانتخابي؛ (5) اعادة الاقاليم الخمسة القديمة في حدود 1956 (6) اجراء انتخابات اقليمية حرة ونزيهة ومراقبة دوليا ومنسجمة مع دستور 2005؛ (7) أجراء انتخابات مركزية ورئاسية في يناير 2015 بمراقبة دوليّة ايضا.ويترك امر النظر في مستوى الحكم الرابع الولايات الى المشورة الشعبية في كل اقليم."
    Quote:
                      

04-21-2013, 06:48 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    يتطلب هذا السناريو الثالث أوالرابع كحد ادني قيام المؤتمر الوطني بتنفيذ النقاط (1) و(2) أدناه – بصدق تام - وفي جو معافي تماما من تعديات الدولة علي الحريات جميعها وفي بيئة اعلامية حرة خالية من التعتيم. فاذا قلت ان هذين الشرطين لا يتواجدا و لن يتواجدا فلك ذلك و لاداعي لقراءة بقية هذا التحليل فقد وصلت لنتيجته مسبقا.
    (1) اعتراف المؤتمر الوطني –اعترافا صريحا - بعمق الأزمة والورطة التي أدخل فيها البلاد وأنه لا يمكن أن يستمر الوضع الراهن علي ماهو عليه الآن .
    (2) ثم التواصل الصادق مع القوى السياسية والمدنية السودانية والحاملة للسلاح وضرورة القبول غير المشروط بمشاركتها (جميعا) فى ايجاد والتوافق علي الحل الشامل من خلال جبهة الخلاص الوطني مثلا .
    (3) نجاح الخطوتين (1) و (2) اعلاه سيقود مباشرة لتكوين حكومة وحدة وطنية (انتقالية ربما) مسنودة بمانديت نيفاشا او بغيره لن يكون للحزب الحاكم فيها نصيب يحميه مما يعرض منسوبيه كلهم للمسائلة علي ما فعلوا أثناء فترة حكمهم. بمعني آخر يعني هذا السناريو (الثالث او الرابع) أن يسلم المؤتمر الوطني سلطته للمعارضة وينتظر الجزاء. أما اذا قلنا ان يتقدم رئيس الدولة هذه المبادرة ويفرضها علي الحزب الحاكم كما اشار بذلك د. واثق كمير فهل يستطيع الرئيس السباحة ضد تيار القابضين علي الأمر في حزيه؟ لا يبدو ذلك ممكنا حتي وان كانت له الرغبة في ذلك . مما يحدد جليا مصير السناريو الثالث والرابع.
                  

04-21-2013, 07:54 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    ودعنا ننتقل الآن للستاريو الخامس والأخير في قائمتنا .

    Quote: السناريو الخامس – الأنتفاضة السودانية الثالثة
    هذا السناريو يقول بان الشعب السوداني شعب واعي بل هو معلّم شعوب المنطقة كلها في اقتلاع الطغاة ولا يحتاج لبشير او نذير أن يكوّن له حكومة وحدة وطنية. وقد فعلها بمسئولية في اكتوبر 1964 عندما اقتلع الجنرال عبود سلميا في الأنتفاضة الأولي. وفعلها في ابريل 1985 عندما اقتلع المشير نميري ونظامه في الأنتفاضة الثانية. وأنه (أي الشعب السوداني) قادرٌ علي تفعيل العمل الثوري بالتنسيق التام مع القوي الحاملة للسلاح كلها وقوي الشباب ومنظمات المجتمع المدني. وأن هذه القوي هي الآن أعضاء وممثلة في قوي الأجماع الوطني وستكون منضبطة تماما في حالة سقوط الحكومة الحالية وان الأنتفاضة الثالثة قادمة وسلميّة.
    Quote:
                      

04-21-2013, 08:17 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    السنارية الخامس اعلاه هو سناريو الأنتفاضة الثالثه. وهي ممكنة بالطبع وربما حدثت فجأة. فما هي المتطلبات والتحسبات (precautions) لحدوثها المرتقب، وما هي الضمانات في أنها (الأنتفاضة الثالثة) ستكون الأخيرة. فكل تجربة فاشلة لا يستفاد منها تكرر نفسها. فمن منا كان يعتقد، في عام 1985 اننا سنبحث في امر انتفاضة ثالثة بعد حوالي ربع قرن من الزمان وبلادنا قد ازدادت فقرا ولا زالت تقبع في ذيل القائمة العالمية في كل مؤشرات النمو بل وتم بتر ثلث اراضيها لتفادي الحرب في جبهة الجنوب ليشعل هذا البتر حروبا اخري في جبهات عدة. ليس هذا فحسب بل أن دولا ناشئة لتوها وقتذاك كانت تأتي للخرطوم باحثة عن الخبرات الفنية والادارية لتنهض بشعوبها مثل قطر والامارت العربية المتحدة. فرؤساء بلدية دبي وابو ظبي كانوا من السودانيين. فاين نحن من دبي وابو ظبي اليوم.

    (1) اجماع وطني تام لكل القوى السياسية والمدنية السودانية يشتمل علي تمثيل فعال للمؤسسة العسكرية يضمن انحيازها للشعب لتفادي الصدام وحقن الدماء. فكل انتفاضة لا تدعمها المؤسسة العسكرية معرضة للفشل بنسبة اكبر من النجاح او فيها خطورة الأنفلات الأمني علي شاكلة ما حدث في ليبيا وما يحدث في سورياالآن .

    (2) تمثيل سياسي فعّال للحركات المسلحة في قوي الأجماع الوطني يضمن انضوائها تماما تحت لواء الجبهة والتزامها ب(برنامج الخلاص الوطني) الذي سينتج من عملية التغيير. ومرة اخري نذكر القوم ان مجرد انتفاضة لايضمن وضع السلاح وترك القتال. فقد واصل جوريف لاقو والانانيا حربهم في الجنوب بعد اكتوبر 1964 واعلن قرنق في الثمانيات استمرار الكفاح المسلح بعد الأنتفاضة الثانية، في ابريل 1985 في عهد الحكومة الانتقالية وواصله فيما بعد في العهد الديمقراطي.

    (3) فهم طبيعة المجتمع الدولي –فهما صحيحا - فى تعاملة مع قضايانا الوطنية والألاعيب التي يمكن ان يلجأ اليها باجراء تعديلات صورية في الوضع الراهن (STATUS QUO) لخدمة اغراضه بحجه حفظ توازنات شتي في القرن او الشمال الأفريقي ومنطقة الشرق الأوسط عامة. ثم تجريد نفر مؤهلون عالميا للعمل الأعلامي والدبلوماسي الرفيع لحماية توجه جبهة الخلاص الوطني والمنافحة عنها بالحجة والمنطق. فالضعف اللغوي و الأعلامي في القضايا الوطنية علي المستوي العالمي يضيّع الفكرة ويصبح بالغ الضرر.
    (END)

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-21-2013, 08:20 AM)

                  

04-21-2013, 07:22 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    الاستاذ بله البكري

    مرحبا بوجودك هنا ومساهمتك المتميزة هذه التي ابتدرت بها هذا الجدل الوطني..
    ومؤكد أن هناك الكثير الذي ستضيفه في هذا المكان بفكرك الثاقب ومنظورك الشامل. لك تحياتي
                  

04-22-2013, 04:37 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: صلاح شعيب)

    شكرا اخي صلاح شعيب علي ترحيبك بي. وكما تري فقد اسهم مقالك المتميّز ايضا كاحد المراجع لهذا الأمر الوطني الهام والذي نحن بصدده. فالتشخيص الدقيق للداء لابد منه كمعطي اساس لوصف الدواء - نجع ذلك الدواء او لم ينجع. وما احوج بلادنا لاسهام الكل في كل المجالات. ثم ارجو ان اكون عند حسن ظنك بي. تحياتي مرة اخري.
                  

04-24-2013, 07:10 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    جاء في مقالي – موضوع هذا البوست - ذكر احتلال السودان لموقع متدني في معدل التنمية البشرية منذ العام 1990 والي يومنا هذا. المقال أدناه لكاتبه الصادق الحاج عبداللّه، نشر حديثا في موقع سودانايل، يلقي مزيدا من الضوء علي أهمية هذا المؤشر.

    Quote: السودان ومونديال التنمية البشرية .. بقلم: الصادق الحاج عبدالله
    -1-

    انتظم برنامج الأمم المتحدة الانمائي منذ العام 1990في اعداد ونشر تقرير التنمية البشرية في العالم، الذي تظهر فيه نتائج أداء الدول نحو تنمية مواطنيها وخصائصهم. فكرة التقرير من ابتداع العالم الباكستاني محبوب الحق وشاركه في تطوير الفكرة زميله أمارتيا صن، صاحب كتاب التنمية حرية الذي ترجمته ونشرته سلسلة عالم المعرفة. اهتممت من قبل عقد من الزمان بالتقرير. زاد اهتمامي منذ ثلاثة أعوام فأصبحت أنتج مقالاً وأنشره. وكان مبعث الاهتمام الاخير أن أداء السودان في التقرير أصبح ملفتاً للانتباه، بتراجع السودان من مستوى دول التنمية البشرية المتوسطة إلى دول التنمية البشرية المنخفضة. وأهدف من مقالي عن التنمية البشرية أن اثير الانتباه لهذه الظاهرة. وفي العام 2011 كتبت بعد أربعين يوماً من ظهور التقرير في سماء الانترنت، وقد بحثت لكي أعثر على تعليق صادر من جهات سودانية ولم أجد من ذلك شيء. وكنت قد تمنيت أن تجد كل التقارير التي تصدر عن المنظمات والهيئات العالمية قراءة وتشريحاً وتقويماً لحال السودان بأيادٍ وعقولٍ سودانية لكي ينصلح الحال. فنتائج التقارير إما أن تكون خاطئة لتعالج، وإما أن تكون صحيحة فتعمد الجهات المعنية لمعالجة أوجه الخلل واصلاح الحال.
    لكن لفت نظري مؤخراً خبر ورد في نشرة العاشرة لتلفزيون السودان، هذا في الفاتح من ابريل الجاري، ذلك أن الأمانة العامة لمجلس الورزاء في أحد اجتماعات اللجان الفنية ناقشت أمر السودان في تقارير المنظمات العالمية. واقرب تقريرين، في تقدير الكاتب، يمكن أن يكونا وراء إثارة اهتمام الأمانة العامة لمجلس الوزراء هما تقرير تصنيف الفريق القومي الذي جاء في الموقع 133 بعد أن كان متقدماً. أو تقرير التنمية البشرية الذي صدر في منتصف مارس، على غير العادة وكانت نتيجته ليست لافتة للانتباهة فحسب ، لكن يمكن أن يصاب السوداني قارئ التقرير بنوبة من العطاس الحاد. وأقرب الاحتمالات أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء أهمها هذا التقرير على غير العادة، فاستعرضت الأمر في اجتماع وكلاء الوزارات.
    لقد كنتُ هناك في قاعة الشارقة، بجامعة الخرطوم، عندما أجرت وزارة التخطيط الاجتماعي (وقتها) بروفة لانتاج تقرير السودان الأول للتنمية البشرية للعام 1998(الصورة). ولكن مع مناقشة المسودة اعترضت المنصة بحجة أن المعايير وعلى رأسها معيار تعريف الفقر غير متفق عليه، فتوقف التقرير هنالك. لكن ظلت معلومات عن السودان حاضرة في تقارير التنمية البشرية مثل أي قطر آخر. وقد شحذني ذلك الموقف للمتابعة والتعرف على مفاهيم الرفاه الاجتماعي واساليب قياس الرفاه الاجتماعي حتى اقف على المعانى التي اتفق عليها العالم ولم نتفق معه فيها، كما بدا لي في قاعة الشارقة. ولم أجد مفاهيماً صدرت من عندنا لقياس التنمية والسعادة لدينا غير المفاهيم التي يتعامل معها العالم عبر منظمته الدولية. بل إن محبوب الحق نفسه كانت ذاته المسلمة هي التي دعته لابتكار تلك المعايير. فجمعت تلك المفاهيم والبيانات والتجارب في كتاب اسميته مقدمة في التنمية البشرية وأهداف الالفية. ولم اقف عند ذلك فقد استطعت بحول الله أن أوزرع المفاهيم التي وردت في الكتاب وفي تقارير التنمية البشرية على أكثر من ألفين من النساء والرجال والولدان، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يجدون سبيلاً للتدريب و التبصير بمعايير الحياة.

    ولقد تابعتُ في الشبكة الدولية للمعلومات خبراً قبل ثلاث أعوام أن وفد السودان استعرض تقرير التنمية البشرية السوداني للعام 2010 بنيويورك والذي انجز بكفاءات سودانية خالصة. ونشر الخبر في موقع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي ولم ينشر التقرير. لا بد أن محتويات التقرير وجدت طريقها لتقرير التنمية البشرية العالمي الذي يصدر من نيويورك. واخشى أن يكون ذلك التقرير هو الذي نقل السودان إلى درجة التنمية المنخفضة. لكن قبل ذلك وبعد ذلك ، لا شك أن هناك دراسات ومسوحات وتقارير استراتيجية صدرت عن السودان وجدت محتوياتها الطريق إلى تقرير التنمية البشرية العالمي. وتصدر تقارير صندوق النقد الدولي عن السودان بواسطة فرق عمل من بينهم دهاقنة الخبراء السودانيين في الاقتصاد والاجتماع، وتمثل تلك الدراسات مرجعية البيانات الصادرة عن السودان (راجع تقرير البنك الدولي عن السودان، الصادر في يونيو 2003 والذي غطى فترة الاستراتيجية العشرية كاملة والتقارير اللاحقة في موقع تلك المؤسسة المالية، والتي تطلب بواسطة وزارة المالية والبنك المركزي،. وتحوي تلك التقارير كل شاردة من احصاءات السودان واردة في التقرير. كذلك راجع لائحة الخبراء الذين يشاركون في تلك التقارير. وحتى وقت قريب كان يصدر تقرير السودان الاستراتيجي عن مركز الدراسات الاستراتيجية. بالطبع اختفى منذ عهود تقرير السودان الزراعي السنوي، ولم يك شيئاً مذكوراً. أيضاً بيانات الجهاز المركزي للإحصاء منشورة في شبكة المعلومات الدولية وأهمها نتائج التعداد السكاني. ومثل صورة المدرسة السودانية والتي نشرت في الصحف المحلية ومواقع الانترنت.

    مسار تقرير التنمية البشرية:
    كانت التنمية تقاس قبل محبوب الحق بالمؤشرات الاقتصادية التي تشمل معدل نمو الاقتصاد ومعدل دخل الفرد والناتج القومي الإجمالي وما يلي ذلك من مؤشرات. وبناءاً على ذلك يتم تصنيف دول العالم إلى دول الدخل العالي (العالم الأول)، دول الدخل المتوسط (دول العالم الثاني أو الدول النامية) ودول الدخل المنخفض (العالم الثالث أو دول الدخل المنخفض).
    وقد رأى محبوب الحق أن مؤشرات الاقتصاد لا تعكس حال الناس ومستوى معيشتهم. لذلك لا بد أن تقاس التنمية البشرية بمؤشرات أخرى غير مؤشرات المال والاقتصاد. فأقام محبوب فكرة تقرير التنمية البشرية التي تقيس النمو عبر عدد السكان ومؤشرات الولادات وحالة الصحة والمرض والموت وحالة التعليم والقدرة على القراءة والكتابة ومعدلات فرص العمل الكريم والعيش الكريم ومعدل العمر عند الموت، وحالة حقوق الإنسان وحالة مشاركته في القرارات التي تؤثر على حياته ، إلى غير ذلك. ومن هناك طوّر خبراء المنظمة طرائق انتاج تقرير التنمية البشرية بشكل راتب منذ العام 1990. ليبلغ عدد التقارير المنتجة واحد وعشرين تقريراً. ويبنى تقرير التنمية البشرية العالمي على نتائج تقارير الدراسات والمسوحات والأوراق العلمية التي تقدمها مؤسسات وعلماء البحوث والإحصاء و ورش العمل. يسر الحاسوب المهمة ليخرج النتائج من بين مصفوفات ومتناثرات نتائج واضحة للعيان. يبقى دور العلماء استنساخ النتائج والتفاكر حولها واستصدار التقارير. وقد اعتاد كل تقرير أن يغطي قضية انسانية بصورة اساسية، وفي ذلك لا ينسى ايراد البيانات كاملة بكل المؤشرات (راجع نسخة تقرير 2013).
    تقرير التنمية البشرية امتحان مفتوح لكل النجباء:
    أصبح تقرير التنمية البشرية منذ صدوره في العام 1990، الأداة الأولى في العالم التي ترصد تقدم البشرية عبر الخصائص الانسانية من صحة وتعليم ورفاهية وتصدر ترتيب الدول حسب حالة حياة البشر فيها. بذلك يمثل التقرير المرآة والمنظار الذي ينظر فيها لحال الناس. وعبر أعداد التقرير المتسلسلة تجد أي دولة موقعها إن كان ذلك صعوداً أو هبوطاً أو مراوحة في نطاق معين.
    وعلي نتائج هذا التقرير ينقسم العالم إلى أربعة اقسام شهيرة، هي العالم الأول (دول التنمية البشرية المتقدمة )، العالم الثاني (دول التنمية البشرية العالية)، دول العالم الثالث (دول التنمية البشرية المتوسطة) ودول التنمية البشرية المنخفضة، ولا يقال دول العالم الرابع (تأدباً). وبصدور التقرير تجد كل دولة مكانها بين الدول، فدول لها الصدر من العالمين، ودول اخرى لها من العالمين دون ذلك ا!!.

    وتقرير التنمية البشرية امتحان وبحث علمي تفاعلي مفتوح، يشرح فيه خبراء المنظمة كيف ترصد الدرجات، وتستجيب لاي دولة تطلب منها المساعدة في اعداد التقرير. ولا ترفض أن تستخدم الدولة خبراءها الوطنيين بانتاج معلوماتهم ومن ثم انتاج تقريرهم باستخدام المعايير المذكورة. وتستخدم البيانات الصادرة من الاجهزة الحكومية من المدارس والمستشفيات ومعسكرات النازحين وهيئات الماء والكهرباء والبنوك المركزية ومخزون الطعام وحالة اصحاح البيئة ومياه الشرب النقية. ثم بعد صدور التقرير تستعد المنظمة للاستجابة لأي دولة تطلب مراجعة النتيجة إذا شكت فيها. وتعلن للملأ أن نصوص تقارير التنمية البشرية تتوفر على موقع المنظمة العالمية على الرابط .http://hdr.undp.org في أكثر من عشرين لغة، كما تتوفر أوراق البحث حول التنمية البشرية، والوثائق الساندة وقواعد بيانات مؤشرات التنمية البشرية في البلدان، وتتوفر شروح حول المصادر والمنهجيات المعتمدة في حساب أدلة التنمية البشرية، والملامح القطرية، وغيرها من المواد المرجعية التي يبني عليها التقرير والمنهجيات المعتمدة في حساب أدلة التنمية البشرية. كما تعلن المنظمة الدولية أن خبراءها على استعداد أن يحضروا بأنفسهم أو أن يدعوا خبراء القطر الذي يرغب في ذلك لزمان ومكان سوى. وقد حدث أن دولة (افريقية) واحدة على الأقل اعترضت على نتيجة التقرير واتفق معها بعد المراجعة بتعديل بعض محتويات التقرير، فكسبت بعض الدرجات التي كسبت بها موقع مختلف. بل وقد نالت دول اشادات وشهادات تقديرية في انجاز محاور تنموية بصور استثنائية، مثل سريلانكا في تقليل وفيات الامهات، واثيوبيا في رفع معدلات ادراج التلاميذ في المدارس. وربما نالت كوستاريكا شهادة في تسريح جيشها بكامله.
    -2-
    السودان ومونديال التنمية البشرية.
    تقرير التنمية البشرية للعام 2013
    صدر تقرير العام 2013 على غير العادة مبكراً في منتصف مارس الماضي، ذلك لعودة التقرير لميقاته القديم بعد ادماج معلومات تقرير 2012، ذلك للتحسب لقمة التنمية البشرية في يونيو 2015 والتي ستقام بعد خمس عشرة سنة من قمة الالفية في العام 2000 التي اعتمدت أهداف التنمية البشرية الثمانية الشهيرة. حيث كان التقرير يصدر في نوفمبر من كل عام. لكن بهذا الترتيب ستصدر المنظمة تقريرين قبل القمة بدلاً من تقرير واحد. وستصدر قمة 2015 استراتيجية جديدة للتنمية، بدأت تصاغ على قدر في أهداف التنمية المستدامة.
    حمل تقرير التنمية البشرية للعام 2013 عنوان نهضة الجنوب (جنوب الكرة الأرضية طبعاً)، تقدم بشري متنوع. ليعلن للناس أن دول الجنوب قادت تيار التنمية البشرية بشكل غير مسبوق، خلال ربع القرن الأخير. الآن تقدمت دول الجنوب في تيار التنمية البشرية وعلى راسها الصين والهند والبرازيل وكوريا وتونس وبنغلاديش، ايران، وغانا لتحقق استراتيجية خفض الفقر بمعدل 50% قبل عام 2015. فقد أصبحت بلدان الجنوب تنتج نصف انتاج العالم بعد أن كانت تنتج الثلث في بداية الاستراتيجية. وأن تلك الدول استخدمت محركات ثلاث للدفع تجاه أهداف التنمية البشرية الاول قيادة الدولة الانمائية والثاني اختراق الاسواق والثالث صياغة سياسات اجتماعية ضمنت المشاركة والمساءلة ومزيد من المساواة.
    تقدمت دول في التنمية البشرية و تأخرت أخرى:
    في مسار التنمية البشرية وتحدياتها خلال العشرين عاماً الماضية أحرزت دولًٌ عديدة رغم تواضع دخلها مكاسب كبيرة في الصحة والتعليم. بالمقابل أخفقت دول أخرى في تحسين ظروف مواطنيها رغم صلابة الأداء الاقتصادي لديها على مدى عقود. وقد وضح أن التحسن يتحقق بالإرادة السياسية الثابتة والقيادة الشجاعة والالتزام بقضايا التنمية الاساسية. وقد تبين أن كثيرا من الدول الأشد فقراً أحرزت مكاسب كبيرة في سبيل التنمية البشرية. بلدان حققت معجزات في التنمية البشرية ، مثل اندونيسيا، كوريا (الجنوبية) والصين تونس وعمان ونيبال. حيث كان التقدم ملحوظاً في التنمية البشرية غير المرتبطة بالدخل. ومن الدول الإفريقية إثيوبيا (نالت جائزة التقدم في التعليم)، بتسوانا بنين وبوركينافاسو كانت ضمن البلدان التي أحرزت تقدماً واضحاً. كانت الصحة والتعليم هما المحرك الرئيس في عملية التقدم. كما إنه من المؤسف أن بلداناً أخرى تراجع ترتيبها حسب دليل التنمية البشرية عما كانت عليه في تقرير 1990. في معظم الحالات كان وراء عملية التراجع حالات النزاع التي تسود المجتمع، وانتشار الأمراض الخطرة، خاصة الإيدز وسوء الإدارة الاقتصادية. فالبلدان المتقهقرة تعاني عاملا ً أو أكثر من العوامل المذكورة. وأن دولاً مثل كوستاريكا وكوبا تمكنت من تحقيق تنمية فاقت دولاً أخرى تماثلها في مستوى الدخل. كما أن منظمات المجتمع المدني ساهمت في بعض التجارب في كبح جماح السوق والدولة معاً. وأن نحو مائة واربعين بلدأ تنتج تقريرها بنفسها بمساعدة المنظمة الدولية، و ترى نفسها بنفسها في مرآتها.

    ومن النتائج أن النمو الاقتصادي وحده لا يحقق التنمية البشرية، فلا بد من سياسات مناصرة للفقراء . وأن تقشف الدولة أحياناً ينزل ثقله على الفقراء وليس على مظان الصرف الباذخ في الدولة. كما أنه من النتائج أن الإزدهار هو وقت التقشف وليس التقشف وقت الركود. كما أن التقشف في مصروفات التعليم يؤدى لركود التنمية البشرية على المدى الطويل.
    نتائج أداء السودان في مونديال التنمية البشرية:
    المتابع لأداء السودان في سلسلة تقرير التنمية البشرية ، المراجع للمواقع الالكترونية لن يجد تعليقات من جهات سودانية (وأعني الجهات المختصة على المستويات الوزارية والبرلمانية والهيئات المركزية، بل ومواقع وقنوات الاعلام السوداني الاكثر توزيعاً وانتشاراً). ماذا يفعل البرلمان بشقيه؟ من يا ترى منهم من لاحظ أداء السودان حتى في تقرير الفيفا؟ و يبدو أنه لا أحد يعلم أن تقريراً للتنمية البشرية يصدر، وأن السودان يحتل فيه موقعاً تماماً مثل النرويج وكندا وموريشس وغيرها.

    الآن صدر تقرير التنمية البشرية للعام 13 وقد مضى عليه شهر. وجدت تعليقات عربية من تونس وليبيا والبحرين وقطر ولبنان وقد كتبوا عن أداء مجموعة الدول العربية. لكنّي لم أجد تعليقاً من السودان، وأرجو أن يخطئني أحد ويرد عليّ زعمي هذا. سأعلن أسفي لذلك، سأقول إن أردتُ إلا الاصلاح ما استطعت. اورد أحد المواقع اللبنانية، فيما أورد من تعليق على التقرير : تضمّ المنطقة العربية(19دولة) دولتين في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جداً هما قطر والإمارات العربية المتحدة، وثمان دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة هي: البحرين، والكويت، والمملكة العربية السعودية، وليبيا، ولبنان، وعُمان، والجزائر، وتونس؛ وست دول في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة هي: الأردن، وفلسطين، ومصر، والجمهورية العربية السورية، والمغرب، والعراق؛ وثلاث دول في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة هي: اليمن، وجيبوتي، والسودان. وتفاصيل ذلك كالآتي:
    تصدرت قطر القائمة واحتلت المرتبة الـ36 عالميا، “كحالة غير مسبوقة في التقدم البشري من حيث سرعتها واتساع نطاقها”. تلتها الإمارات في المرتبة الـ41، ثم البحرين التي جاءت في المرتبة الـ48، في حين تذيل الترتيبَ عربيًا السودان (171) فجيبوتي (164) ثم اليمن (160).وأشار التقرير إلى أن المنطقة العربية تضم دولتين في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جداً هما قطر والإمارات، وثماني دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة هي البحرين (48) والكويت (54) والسعودية (57) وليبيا (64) ولبنان (72) وعُمان (84) والجزائر (93) وتونس (94).وجاءت ست دول في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة هي الأردن (100) وفلسطين (110) ومصر (112) وسوريا (116) والمغرب (130) والعراق (131). كما جاءت خمس دول في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة هي اليمن وجيبوتي والسودان وموريتانيا وجزر القمر، وبقي الصومال خارج التصنيف.
    الذي يراجع تقارير التنمية البشرية العالمية سيجد أن أفضل ترتيب أحرزه السودان كان في الأعوام 2001 و2003 حيث أحرز الموقع 138. كان حينذاك يحرز السودان تقدماً في معدلات التنمية البشرية باستمرار، لمدة ستة سنوات متتالية، ليحتل مكانه بين دول التنمية البشرية المتوسطة حيث أحرز في تقرير العام 2009 معدل ال(0.531). لكن عاد ترمومتر معامل التنمية البشرية السوداني وانخفض في تقرير 2010 إلى إلى اقل من (0.4). لينخفض إلى دول التنمية البشرية المنخفضة في تقرير عام 2010، أي في دول المجموعة الرابعة (يستطيع الرياضيون تصور هبوط فريق ما من درجة لأخرى أكثر من غيرهم). رغم ذلك فقد تحسن الأداء قليلاً (كما يقول الرياضيون بالنقاط) خلال تقريري 2011 و2013 إلا أن التقدم المحرز لم يكن كافياً لإعادة السودان إلى مجموعة التنمية البشرية المتوسطة. ولقد احتل السودان مواقغ مختلفة خلال العقد الاخير كما في الجدول.

    ما الذي يجعل السودان يفقد مواقعه في تقارير التنمية البشرية هكذا تباعاً؟. لا بد أن هناك من البيانات والاسباب ما يجعل موقع السودان يتقهقر. هذا رغم صدور تقرير السودان وبأيدي سودانية (هذه هي الصفة الوحيدة التي سيجدها الباحث في الشبكة العنكبوتية عن تقرير التنمية البشرية في السودان وهذا لعمري حالة من الشفافية (أوالعتامة) التي هي ايضاً من معايير التنمية البشرية. ولا شك أن بيانات من شاكلة أن نحو أربعة مليون من السودانيين نازحين (معايير متدنية في الصحة والتعليم والأمن البشري) تجعل السودان يفقد مواقعه بصورة دراماتيكية. ومن التقارير السودانية الداخلية، التي تلفت النظر تقرير مسح الاسرة للعام 2006، الذي رصد تفاقم حالة وفيات الأمهات. وما أورده مدير الجهاز المركزي للإحصاء عن حالة الفقر في السودان. تقارير أخرى أشارت إلى أنه بحساب الموارد الاقتصادية يكون السودان ضمن أغنى سبعين دولة في العالم.

    تابعتُ تقارير التنمية البشرية منذ أول تقرير مكتمل في الشبكة العنكبوتية بصيغة البي دي إف، منذ العام 1999، ثم بدأت أكتب وأنشر بدءاً من العام 2010، و2011، نشرت لي جريدة الاحداث تلك الملخصات والتعليقات. واخذت منها مواقع المعلومات وعلقتها على شبكة العنكبوت. وقد قلتُ أن كل الدنيا تكتب وتعلق على هذا التقرير الخطير، إلا السودان، لا بواكي له. ويشهد المتابع أن قنواتنا امتلأت تعليقاً ونحيباً على خروج فريقي القمة وعن نتائج تصنيف الفريق القومي السوداني بين الفرق الافريقية ليحتل الموقع 133 بين دول العالم في كرة القدم (هل يا ترى هناك أثر لحالة التنمية البشرية المنخفضة في نتائج الكرة؟). لا شك أن هناك الكثير الذي يمكن تحليله من نتائج السودان في تقارير التنمية البشرية. وأن هناك جهد قبلي وجهد بعدي يمكن أن يبذل للتحقق والتأكد من النتيجة بشكل قاطع. فإن كان هناك انتباه لما نكتبه فهناك ما سنضيفه، وإن لم يكن انتباه فتكفي هذه الإشارة.
                      

04-24-2013, 07:12 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: ما الذي يجعل السودان يفقد مواقعه في تقارير التنمية البشرية هكذا تباعاً؟. لا بد أن هناك من البيانات والاسباب ما يجعل موقع السودان يتقهقر. هذا رغم صدور تقرير السودان وبأيدي سودانية (هذه هي الصفة الوحيدة التي سيجدها الباحث في الشبكة العنكبوتية عن تقرير التنمية البشرية في السودان وهذا لعمري حالة من الشفافية (أوالعتامة) التي هي ايضاً من معايير التنمية البشرية. ولا شك أن بيانات من شاكلة أن نحو أربعة مليون من السودانيين نازحين (معايير متدنية في الصحة والتعليم والأمن البشري) تجعل السودان يفقد مواقعه بصورة دراماتيكية. ومن التقارير السودانية الداخلية، التي تلفت النظر تقرير مسح الاسرة للعام 2006، الذي رصد تفاقم حالة وفيات الأمهات. وما أورده مدير الجهاز المركزي للإحصاء عن حالة الفقر في السودان. تقارير أخرى أشارت إلى أنه بحساب الموارد الاقتصادية يكون السودان ضمن أغنى سبعين دولة في العالم.
                      

04-24-2013, 07:20 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: الآن صدر تقرير التنمية البشرية للعام 13 وقد مضى عليه شهر. وجدت تعليقات عربية من تونس وليبيا والبحرين وقطر ولبنان وقد كتبوا عن أداء مجموعة الدول العربية. لكنّي لم أجد تعليقاً من السودان، وأرجو أن يخطئني أحد ويرد عليّ زعمي هذا. سأعلن أسفي لذلك، سأقول إن أردتُ إلا الاصلاح ما استطعت. اورد أحد المواقع اللبنانية، فيما أورد من تعليق على التقرير : تضمّ المنطقة العربية(19دولة) دولتين في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جداً هما قطر والإمارات العربية المتحدة، وثمان دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة هي: البحرين، والكويت، والمملكة العربية السعودية، وليبيا، ولبنان، وعُمان، والجزائر، وتونس؛ وست دول في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة هي: الأردن، وفلسطين، ومصر، والجمهورية العربية السورية، والمغرب، والعراق؛ وثلاث دول في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة هي: اليمن، وجيبوتي، والسودان.
                      

06-09-2013, 04:27 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    المقال ادناه بعنوان " كيف ستكتب النهاية لنظام البشير – ثلا ثة سيناريوهات محتملة" لكاتبه د. لوكا بيونق دينج نشر (مترجما) في سودانايل اليوم 09 يونيو 2013 وتأتي اهميته في انه يشكِّل وجهة نظر من السودان الجنوبي تنظر للمشكل السياسي الراهن من منظار السودان العريض والذي لا يمكن ان تجزأ فيه الحلول كما قلنا! ويتزامن صدور المقال مع هذه (الدربكة) التي اعتاد عليها حكامنا في امر نقل بترول الجنوب. جدير بالذكر أن كاتب المقال هو أخ د. فرانسيس دينج واخ زعيم أبيي الذي أغتيل مؤخرا. هناك تعديلات طفيفة في المادة المترجمة (من عندي) (largely format)[/center]
                  

06-09-2013, 04:30 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: BALLAH EL BAKRY)

    [
    Quote: center]كيف ستكتب النهاية لنظام البشير – ثلا ثة سيناريوهات محتملة
    ------------------------------
    غالبية المواطنين في جنوب السودان مقتنعون الآن – وبما لا يدعُ مجالاً للشك – أنهم لن يستطيعوا إقامة علاقات طيبة مع السودان في ظل حكم البشير.
    ---------------------------------
    بقلم : د. لوكا بيونق دينق*
    ترجمة : بابكر فيصل بابكر
    لقد أضحى جلياً أنَّ نظام البشير قد وصل إلى طريق مسدود. وأنَّ زواله بات وشيكاً ولا رجعة فيه مهما حاول حزب المؤتمر الوطني تغيير سياساته تلبية لتطلعات الشعب السوداني. مقارنة بالأوضاع إلتي كانت سائدة في الوقت الذي إستلم فيه المؤتمر الوطني السلطة بالإنقلاب العسكري في يونيو 1989 نجد أنَّ السودان الآن قد وصل أسوأ مستوى في الأداء السياسي والإقتصادي. وقد بات إسم السودان مرادفا للبؤس والنزوح، والصراعات، والإبادة الجماعية والإرهاب والتطرف الإسلامي.

    يتقدَّم موقع السودان تحت رئاسة البشير كل عام بإستمرار ضمن أسوأ الدول في المؤشرات العالمية المرتبطة بالأمن ورفاهية المواطن، والحرية، والحكم، والفساد والمساءلة. ويمكن للمرء أن يقول دون تردد أنَّ البشير إستنزف رأس المال الإقتصادي والإجتماعي والسياسي الضخم والغني الذي راكمهُ الشعب السوداني خلال سنوات طويلة عبر البطولات والتضحيات ونكران الذات. لقد أصبح إسم السودان مهيناً جداً للسودانيين كما انه أضحى مصدراً لسخطهم بدلاً عن أن يكون مصدر فخر لهم. حتى أعضاء المؤتمر الوطني يشعرون الآن بالخزي من إنتماءهم للسودان الذي هبطوا به إلى أدنى مستوى من الهوان. قليل جداً من السودانيين يفخرون ببلدهم الذي بات من العسير إحتماله و العيش فيه بكرامة. يشهد السودان الآن أعلى نسبة لهجرة العقول في القارة الإفريقية حيث جعل البشير من البلد مكاناً غير محتمل لأبناءه خصوصاً المتعلمين وأصحاب المهارات منهم.

    في إفريقيا التي كان السودان من اوائل دولها التي نالت إستقلالها ودعمت حركات التحرر الإفريقية وأسست منظمة الوحدة الإفريقية يُنظر إليه كعبءِ حقيقي على القارة. لم يستطع السودان إستضافة واحد من إجتماعات الإتحاد الإفريقي التي تعقد كل عامين ولم ينجح في رئاسة الإتحاد الإفريقي بعد أن شرع المؤتمر الوطني في إرتكاب جرائم وحشية ضد شعب السودان، خصوصاً دارفور. سودان البشير يُنظر إليه من قبل الدول الأعضاء في الإتحاد الإفريقي – وبالطبع من قبل العالم – كبؤرة للإرهاب والتطرف الإسلامي.

    غالبية المواطنين في جنوب السودان مقتنعون الآن – وبما لا يدعُ مجالاً للشك – أنهم لن يستطيعوا إقامة علاقات طيبة مع السودان في ظل حكم البشير. على الرغم من الجهود المقدرة التي يبذلها الرئيس سلفا كير لإصلاح العلاقة مع البشير إلا أنَّ النتيجة النهائية كانت على الدوام في غير صالح الرئيس سلفا الذي يدفع ثمناً سياسياً يجعلهُ يفقد تدريجياً ثقة شعبه مع إستمرار البشير في إطلاق تصريحات وأقوال سلبية في حق أهل الجنوب. قد أصبح من الواضح الآن أنَّ بترول الجنوب لن يتدفق بطريقة سلسة عبر السودان لآنَّ القرار النهائي المُتعلق به يعتمد على سلوك الرئيس البشير الخاطىء و الذي لا يمكن التنبؤ به.

    بما انَّ الرئيس البشير يشترط تدفق بترول الجنوب عبر السودان بفك إرتباط الجنوب مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال والجبهة الثورية - فإنَّ من الواضح أنَّ البشير سيوقف تدفق البترول قريباً لأنَّ الجبهة الثورية ستكثف من عملياتها العسكرية خلال فصل الخريف. إنه من مصلحة الجنوب أن يعمل على تنفيذ خطته السابقة في العيش دون تصدير البترول عبر سودان البشير. مع تزايد الدلائل على تورط نظام البشير في عملية إغتيال ناظر أبيى كوال فإنَّ التوترات على الحدود بين البلدين ستتزايد وأنَّ هجرة العرب الرعاة الموسمية إلى الجنوب ستواجهها العديد من العقبات إذا لم يتم إجراء الإستفتاء كما هو مخطط له في اكتوبر 2013.

    معظم التحليلات السياسية للأوضاع في السودان تخلص بلا جدال إلى أنَّ النظام في الخرطوم لا يملك إمكانية الإستمرار في الحكم وانَّ النقاش حالياً يجب ان يتركز حول مرحلة ما بعد البشير. وعلى الرغم من أنَّ لا أحد يعلم الكيفية التي سينتهي بها النظام, إلا أنَّ هناك ثلاث سيناريوهات مُحتملة.

    السيناريو الأول هو أنَّ يصطنع النظام إنقلاباً عسكرياً يضمن له الخروج السلس ويسمحُ بتكوين حكومة قومية تشرف على عملية صياغة دستور دائم وإجراء إنتخابات عامة. هذا السيناريو سيكون مفضلاً لدى الجيش الذي يشعر بالإهانة من قبل السياسيين الذي تسببوا في الحروب الأهلية التي لا يمكن فيها تحقيق نصر نهائي. من المحتمل ان يوافق المجتمع الدولي على هذا السيناريو إذا تعهدت الطغمة العسكرية بإجراء إصلاحات ديموقراطية في البلد. البشير كذلك سيقبل بهذا السيناريو لأنهُ سيوفر له الحماية من المحكمة الجنائية الدولية.

    السيناريو الثاني هو أن يتنحى البشير كرئيس للسودان وان يسمح لنائبه الأول علي عثمان بإدارة عملية تفاوض مع الجبهة الثورية لتكوين حكومة قوميَّة وصياغة دستور دائم وإجراء إنتخابات عامة في 2015. هذا السيناريو سيقابل بالرفض من معظم القوى السياسية السودانية ولكن المجتمع الدولي سيدعمه لأنه سيرى فيه الكلفة الأقل من حيث الدماء. البشير سيقبل هذا السيناريو بحذر لأنه سيكون قلقاً من أنَّ علي عثمان ربما يخونه ولا يقدم له الحماية من المحكمة الجنائية. الجبهة الثورية ستواجه المهمة الصعبة المتمثلة في إقناع الشعب السوداني والمجتمع الدولي بخطر هذا السيناريو على إستدامة السلام في السودان.

    السيناريو الثالث يتمثل في تكثيف الجبهة الثورية لعملياتها العسكرية متزامنة مع هبَّة شعبية في مدن السودان الرئيسية وهو ما سيؤدي لسقوط النظام وتكوين حكومة قومية جديدة تقوم بتطبيق ميثاق الفجر الجديد. إحتمال وقوع هذا السيناريو هو الأكبر ولكن نجاحه يعتمد على الكيفية التي ستقوم الجبهة الثورية بها بتوسيع نشاطها العسكري إلى وسط وشمال السودان والقبول بالميثاق كمشروع سياسي وأساس وحيد لتغيير النظام.

    من الممكن أن يتم تصوير الجبهة الثورية عنصرياً من قبل النظام على أنها تجمع للأفارقة الساخطين والغاضبين الذين يستهدفون المجموعات العربية في وسط وشمال السودان إضافة لإستهدافهم للطبقة الوسطى. على الجبهة الثورية أن توازن بحذر بين أجندتها السياسية والعسكرية وأن تضمن طغيان وسيادة الأجندة السياسية على النجاحات العسكرية حتى تضمن ديمومة التغيير في السودان.

    سيناريو الإنقلاب العسكري يبدو أنه النتيجة الأكثر إحتمالاً ولكن السيناريو الثاني الذي يتضمن تنحي البشير لعلى عثمان يملك نفس حظوظ سيناريو الإنقلاب. وعلى الرغم من انَّ السيناريو الثالث المتمثل في إستلام الجبهة الثورية للسلطة عبر النضال المسلح والإنتفاضة الشعبية يوفر الحل الجذري والدائم لمشكلة السودان إلا أنه عملية بطيئة وتعتمد فرص نجاحها على مدى قدرة التعبئة السياسية على إشعال إنتفاضة شعبية تجبر الجيش على الإنحياز للجماهير.

    في الحقيقة انه إذا إستطاعت الجبهة الثورية تكثيف عملها السياسي ليس فقط وسط الجماهير في كل انحاء السودان ولكن حتى داخل الجيش السوداني إضافة لتحقيق إنتصارات عسكرية, فإنَّ هذا السيناريو سيكون هو النهاية الأكثر رجاحة لنظام البشير. مهما تكن طبيعة السيناريو الذي سينتهي به نظام البشير نأمل ان تتم العملية بسلام لأنَّ إحتمال النهاية العنيفة للنظام هو الأكثر رجحانا حيث تضرر الشعب السوداني كثيراً من البشير. بالضرورة سيحاسب الشعب السوداني البشير ونظامه على الجرائم التي إرتكبوها. كل أسرة سودانية – تقريباً – تعرضت بصورة مباشرة لأذى البشير والناس يعلمون بالتفصيل من أوقع بهم هذا الضرر.

    سيحتاج اهل السودان لعملية صعبة لدمل الجراح وكشف الحقيقة عن الفظائع التي إرتكبها البشير وكذلك سيحتاجون لآليات تضمن العدالة والمساءلة حول هذه الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والوصول للمصالحة في خاتمة المطاف. أنا متأكد من أنَّ حكام السودان الجدد سينظرون لجنوب السودان كجار إستراتيجي وسيسمحون بتدفق البترول الجنوبي عبر السودان بأقل الرسوم وربما مجاناً. الحكام الجدد سيقومون كذلك بالعمل على التوصل ألى حل ودِّي بخصوص المناطق الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان كما أنهم سيتوصلون إلى حل للوضع النهائي لمنطقة ابيى وفقاً لمقترح الإتحاد الإفريقي.

    أنا كذلك متأكد من أنَّ السودان بعد ذهاب البشير سيكون سوداناً أفضل وانَّ البشير وزمرته سيدفعون ثمن الفظائع التي إرتكبوها مهما طال الزمن.
                  

06-09-2013, 04:28 PM

محمد احمد القاضي
<aمحمد احمد القاضي
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العريض - لابدَّ مِن فجرٍ صادقٍ جديد (Re: بكرى ابوبكر)

    الاخ بكرى ابو بكر
    السودان عريض وافنش
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de