تحليلات وعرض للقضية ..م.كباشي الصافي/ .نور تاور

Quote: لأخ الكريم أحمد حامد صالح بما أنني راوي وليس محللاً سياسياً فسأحاول الإجابة على أسئلتك في حدود معرفتي للمنطقة لأنني مولود فيها وعشت فيها كل سنوات عمري الحلوة والحمد لله ليس بينها سنوات مرة. وقد غادرتها قبل ليس أكثر من أسبوع. ملم بتضاريسها الجغرافية وتاريخها وتضاريسها الإثنية من عرب ونوبة وبرقو وبرنو وفلاتة والتضامن النيلي وأقليات أخرى من قبائل سودانية سواء من الشرق أو الغرب البعيد. الصراع أيدولوجي لا ناقة ولا فسيل لسكان المنطقة المذكورين أعلاه. فهي حرب بين شيوعيين من أمثال الحلو وعرمان وتايهين مثل مالك عقار ووليد حامد وإنتهازيين مثل منصور خالد ومن يلف لفه. وإسلاميين ضاقوا حلوها ولم يضقوا مرها بعد وهؤلاء لا يحتاجني أن أذكرهم لك. هم الجماعة الكاتلين الجدادة وخامين البيض. لا توجد مشاكل عامة بين النوبة والعرب ولكن بعض المشاكل الشخصية تتحول لمشاكل عامة وذلك مأتاه من ضعف القائمين على الأمر من الولاة والحكام. صراع المزارعين والرعاة لا يتعدى الأفراد وتحل المشكلة في مهدها. فلا تنظيم يسمى المزارعين يحمل سلاحة ليدافع عن أعضائه ولا تنظيماً يسمى الرعاة يدافع عن عضويته. لا يوجد إستهداف عرقي فلا مصلحة لنوباوي في قتل عربي والعكس صحيح،خاصة القبائل العربية التي تعيش في مناطق غرب الجبال، كادقلي والدلنج ولقاوة. فهؤلاء مختلطة أنسابهم لدرجة يصعب عليك أنت الغريب أن تفرق بين العربي والنوباوي. العلاقة بين هارون والحلو حتى قيام الإنتخابات كانت سمن على عسل ولكن لأن كل منهما ملتزم لتنظيمه ولم يضعا مصلحة الولاية وسكانها نصب أعينهم، فقام كل منهما بتنفيذ أجندة الجهة الملتزم بها وحرقت النيران مواطن الولاية الذي لا ناقة له ولا جمل فيما بين الرجلين. الدعم الأجنبي للحلو لا تخطئه العين فليس له الإمكانات التي يتحرك بها وربنا عرفوه بالعقل وليس بالعين. أما الدور الإسرائيلي فقد يكون في الدعم المادي وبعض الدعم اللوجيستي بالدبابات الإسرائلية كاتمة الصوت. ولكن لا أجزم بذلك لأنني لم أشاهدها مشاهدة العين. ولكن الوصول لأم روابة بخمسين عربة ذات دفع رباعي يؤكد أن هنالك دعماً من جهة ما. أما الدعم الإيراني للحكومة وتوقفه فسنحكي تفاصيله في مقال قادم بقدرة الله. أصدقك القول أن السبب الرئيسي في فوز مولانا هارون هو ترشيح تلفون كوكو أبو جلحة والذي أخذ تسعة آلاف صوت من أصوات النوبة كانت من الممكن أن تذهب لمرشح الحركة الشعبية آنذاك الحلو. ولكن لا ننسى دور الحلو في تغافله عن القبائل العربية وتهميشه لهم خاصة في المنطقة الشرقية مركز الثقل السكاني في الولاية وبالتحديد محلية أبو جبيهة. فقد تجاوزها الحلو وعندما دخل مدينة أبو جبيهة للدعاية الإنتخابية كانت تحرسه تسع عربات دفع رباعي عليها دوشكات وبها عدد لا يستهان به من الجند المدججين بالسلاح. وهنا إنفرزت الكيمان وكلك مفهومية. لم ينظر الكثيرون لقبيلة هارون فهو من قبيلة البرقو وعبد العزيز الحلو من قبيلة المساليت. فلو أخذناها من هذا الجانب فكلاهما ليس من جنوب كردفان. ولم أسمع من يقول أنه ضد هارون لانه برقاوي من غير ولاية ولا عن الحلو أن هنالك من هو ضده لأنه مسلاتي من غرب دار فور. لكن كل منهما مدعوم بتنظيمه. وهنالك بعض من الأفراد العرب يقفون مع الحلو ولكن ليسوا باسم قبائلهم لكن كل ومن معه لمصالح شخصية أو غبائن وثارات قديمة يريدون فشها والتي بها خربوا مدينتهم كما قال فرح ود تكتوك: (الفشّ غبينته .. خرب مدينته). ليس كل النوبة ولا حتى الذين مع الحركة يطالبون بالإنفصال ولكن هنالك أصوات شاذة ربما تصدر زعيقاً أعلى من الواقع المعاش. فكل النوبة يعرفون أنهم سودانيون وهم أصل السودان وترك السودان بالنسبة لهم منقصة وليس زيادة. ويقولون هم أولى بحكم السودان من الوافدين. أما الخدمات فحدث ولا حرج لا توجد حاجة اسمها خدمات مما جميعه ودليلنا الشهادة السودانية. أما الخدمات الصحية فهي معدومة إلا في حدود الحالات الطارئة. لم يتأثر النسيج الإجتماعي بصورة كاملة ولكن الهجرة خاصة لدار صباح عموماً والمناطق الآمنة من الولاية لخبط الكيمان. فقد استقرت مجموعات كبيرة من النوبة في الخرطوم والمدن الكبرى الأخري مما يؤثر سلباً على التنمية في المستقبل ولكن نتمنى أن يعودوا إذا توفر السلام وظهرت المشاريع التنموية الكبيرة خاصة الطرق والجسور وتم توفير التعليم في حده الأدنى وكذلك الصحة والعلاج. ولاية غرب كردفان لا تأثير لها في جنوب كردفان وربما تكون فاتحة خير لرأب الصدع في جبال النوبة والتعايش بأمان وسلام في الولاية، لأسباب يطول شرحها. أما عن النخبة الجنوب كردفانية من عرب ونوبة فعنهم حدِّث ولا حرج. هؤلاء بلا فرز من أكبر كبير فيهم إلى أصغر خفير حارس ليهو باب وزارة في الخرتوم لا يرجى منهم. هؤلاء هم مرمي الله الذي قال عن ناس دار فور: (مرمي الله ولا ترفعي كان درتي ترفعي تسوي ليك خصامة مع ربك، وفي رواية أخرى برميك معاه). نعرفهم بالاسم ونطالبهم بتقديم كشف حساب بما قدموه للولاية بل لأهلهم خاصة، فسيكون كشف حسابهم أبيض وفارغاً مثل فؤاد أم موسى. أما دور الحكومة فيكفيه أنهم يرسلون أولاد الناس للحرب وأولادهم في المصايف... أشرح لك ولا فاهم؟ (العوج راي والعديل راي)