تحليلات وعرض للقضية ..م.كباشي الصافي/ .نور تاور

Quote: لماذا تمّ إختيار أبو كرشولا؟ يقولون: إذا عُرف السبب بطل العجب. فقد ذكرت في مقالة سابقة أن الحلو حاول أن يترشح في إنتخابات الديمقراطية الأخيرة في دائرة منطقته والتي تضم رشاد وأم برامبيطة والفيض أم عبد الله وخور الدليب وشمشكة وتسمى دائرة رشاد. وعندما أقام ندوة سياسية في قريته الفيض أم عبد الله تصدى لها شباب الأنصار معتبرين ذلك إستفزازاً لهم وشلعوها الأنصار وحزب الأمة خاصة عرب الحوازمة. بهذا صار للرجل تار بايت مع سكان أبو كرشولا. المسافة بين أبو كرشولا والفيض أم عبد الله لا تتجاوز نصف ساعة بالبوكس. أراد الحلو الإنتقام لشرفه وحزبه الذي مرمطه الحوازمة في تلك الأيام. وكما قلنا فالرجل كالجمل لا ينسى، فحاول دخول أبو كرشولا قبل إتفاقية السلام ولكن خاب فأله فأندحر وفرّ راجعاً لجبال كودة – كاودا- حسب الكتابة لها من النص الإنجليزي. منتظراً فرصة أخرى. أقول بكل أسف أن الحكومة ساعدت الحلو وزمرته في ما حدث في أبو كرشولا وأم روابة. ليفهم القارئ الكريم جغرافية المنطقة عامة فهي تنقسم لثلاث محاور. المحور الغربي ويضم كادقلي ولقاوة والدلنج وتسمى الجبال الغربية. هذه المنطقة هي أرض الحكومة وبها حاميات عسكرية ورئاستها في كادقلي وحامية في الدلنج وأخرى في لقاوة. ولهذا فالمرور عبرها إلى السكة الحديد أي القوز يعتبر في عداد المستحيل. المحور الشرقي والذي يسمى الجبال الشرقية ويمتد من الجنوب إلى الشمال من الليري وتلودي وكلوقي وأبو جبيهة ورشاد والعباسية تقلي. كل هذه المدن بها حاميات عسكرية كبيرة مع رئاسة اللواء في أبو جبيهة. ولهذا فاختراقها أو محاولة المرور بها تعتبر عملية إنتحارية لا يجازف بها أو الدخول فيها من له فهم عسكري بسيط، مش خبير استراتيجي يا أيتها المناتلة التي شردت من الساحة بعد تحرير أبو كرشولا. بين المحور الغربي والشرقي توجد فجوة ومساحة كبيرة تمتد من أم دورين جنوباً والبرام وهيبان والريف الشرقي وهي تشمل منطقة كودة التي تعتبر عاصمة الإفك والشرور.تمتد هذه المنطقة حتى عبري ودلامي وام برامبيطة في الشمال الغربي وأبو عضام وأبو كرشولا في الشمال الشرقي مروراً بخور الدليب وقبله سوق الثلاثاء. هذه المنطقة تحتلها الحركة عدا أم برامبيطة وأبو كرشولا والفيض أم عبد الله وخور الدليب وشمسكة وقرى عرب الحوازمة الأخرى المنتشرة في المنطقة. إستغلت الحركة غفلة الحكومة أو تجاهلها للمنطقة وتركها دون حماية عسكرية معتبرة عدا الدفاع الشعبي وقليل من الإحتياطي المركزي والشرطة العادية. فتحركت قواتها من ليك أبيض كما تسمى في كردفان وجاو كما تسمى في الجنوب. مروا بشرق كادقلي وهيبان متفادين المدن التي بها القوات المسلحة وأبو طيرة متسللين شمالاً حيث لا جند يعترضهم لأنهم يسيطرون بإحكام على المناطق المذكورة ولا أثر للحكومة بها. المؤسف وكما ورد على لسان القائمين على الأمر أنهم كانوا يتابعون حركة المتمردين ويتابعونهم ولكننا لم نفهم ما القصد من متابعتهم حتى دخول أم روابة؟ أشك في صحة هذا الحديث وهو ما ينطبق عليه القول: ولو كان الحديث صحيحاً فتلك مصيبة وإن كانوا كاذبين فالمصيبة أفدح. حكم الله ما بناباهو ولكن الفي الحكومة إنعرفت. في القادم نحكي عن المعركة غير المتكافئة بين الغازين والأهالي المساكين المغلوبين على أمرهم وماذا فعل الغزاة بالسكان الذين لا حول لهم ولا قوة. (العوج راي والعديل راي)