المسرح في الحياة السودانية - دراسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 02:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2013, 00:11 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المسرح في الحياة السودانية - دراسة

    المسرح في الحياة السودانية

    إشارة:

    لست اختصاصيا في مجال المسرح، وهذه الدراسة كان من الممكن أن يقوم بها بشكل أفضل مني الأستاذ السر السيد، الذي كان قد قدم مقالة مقتصبة على موقع الشروق بعنوان "المسرح في حياة السوداني" نشرت بتاريخ 31 يناير 2013، أو كذلك الدكتور شمس الدين يونس. غير أن رؤية منامية هي التي أملت علي أن انهض في منتصف الليل لابدأ في تجميع المراجع واستنهاض همتي بعد غياب عن الكتابة الممنهجة لفترة، فقد رأيت أحد أقاربي – رحمه الله – ولم يكن له علاقة بالمسرح، يؤلف في الحلم كتابا عن المسرح في السودان ويشير فيه لأمور مدهشة وهو يكتب بطريقة تمزج بين الفلسفة والنقد والتاريخ بما يجعله أقرب إلى مفكر غربي، وليكن الأمر كذلك فالأحلام تقبل كل شيء. وقريبي هذا تزوج من خالتي "سعاد" التي ألف جدي (والدها) باسمها مسرحية مثلت في مسارح بربر أواخر الستينات، وقد ضاعت نسختها الأصلية وسواها، بسبب الإهمال من الأسرة، وأتذكر في طفولتي أنها كانت منسوخة في كراسة ولم أعرف عنها شيئا فيما بعد، ويبدو أنها تتحدث عن التعليم وخروج الفتاة إلى المجتمع وغيرها من هذه الأمور، فجدي كان من "الأخوان المسلمين" وربما كان وقتها يمانع في خروج المرأة إلى المجتمع بالدرجة الكبيرة، لأن خالتي وكما علمت أنها لم تكمل تعليمها رغم تفوقها المثالي، إنما أو ربما لاعتبارات هي أشبه لذلك. ويشير السر السيد إلى مسرحية باسم سعاد للهادي آدم عرضت ألفت في 1955 وطبعت في كتاب من قبل مؤسسة أروقة في سنة 1990 (طبعة 2). ولا علاقة لمسرحية جدي بمسرحية الهادي.

    تمهيد:

    المهم فالسياق الذي أتكلم عنه يتعلق بالمسرح في الحياة السودانية، ليس بوصفه فعلا ممنهجا ومدروسا أو فنا يؤدي على المسرح بتعريفه المعهود، والذي أرخ له السر السيد بسنة 1903 ساعة قدم بابكر بدري مسرحية باسم "نكتوت" من تأليف عبد القادر مختار مأمور القطينة وقد عرضت بمدينة القطينة. إنما أعني المسرح كطقس حياتي أو فعل يومي في حياة السودانيين، ينعكس في تصرفاتهم ومزاجهم والتفاصيل اليومية التي نعبر منها منذ اليقظة إلى النوم، وفي طقوس الميلاد إلى طقوس الموت.
    من المدرك للباحثين أنه في لحظة ما من التاريخ القديم كان فعل الدراما أو المسرح جزءا من فعل الحياة، بحيث أنه يصعب فصل المسرح كفن – عن طقس الحياة ككل. وقد طرح شمس الدين يونس هذا السؤال في كتابه "الطقوس السودانية عبر التاريخ "(أروقة – 2003)، وبشكل مباشر.. "متى أنبثق الوعي بالدراما /المسرح من حيث أنها جزء منفصل عن الحياة، أو بعبارة أدق، متى انتقلت الطقوس من حيث أنها نسق محكم من الأفعال يمارس من أجل رفاه الجماع؟!" (ص93). كذلك يشار إلى العلاقة الجدلية والقديمة بين الطقوس الدينية وعبادة الآلهة وفنون المسرح والدراما، حيث أن أغلب الديانات تنحو إلى ابتكار أنظمة تمثيلية مؤدية تعمل عبرها على تعميق العلاقة بين الذات والإله، كما في طقس الصلاة أو الحج عند المسلمين.
    ويرى يونس أن التحول أو الوصول إلى نقطة الفصل بين المسرح كحياة والمسرح كفن، "لم تكن بالعملية البسيطة، فهي تحمل بين طياتها تطور بنيات المجتمع والتحولات الثقافية التي تكتنفه وتؤدي بدورها إلى تغيرات في المفاهيم التي تقود بالضرورة إلى تغيرات في الأشكال والأنشطة التي يمارسها المجتمع" (يونس/ص95). ولكن رغم أن هذا الفصل قد تم فعليا بحيث صار عندنا فيما بعد فن محدد باسم "المسرح" إلا أنه إلى اليوم كثيرا ما تتداخل المحاكاة وآليات التمسرح في ثنايا اليومي في حياة الكائن البشري، وإذا ما جرّد الرائي الكثير من المشاهد اليومية من حوله بحيث ينظر إليها محايدا ومركزا على الفحوى والدلالة، لوجد أن كثيرا من هذه المشاهد ماهي إلا طقوس تمثيلية ممسرحة تنتج بإحكام ويتم فيها توظيف القدرات الحكائية والمحاكاة والأداء الحركي والمشاعر الإنسانية المختلفة. فالمسرح موجود في كل فعل تقريبا.. والتدريب عليه يتم من خلال محركات وآليات غير مرئية بالشكل الواعي وإن هي كانت موجود فعليا. في ثنايا ما يحمله المجتمع من تقاليد وقيم مفاهيمية وتجسيدية. وفي بعض الأحيان تكون هناك حالة من الوعي بالفعل الممسرح ساعة يتم توظفيه لانتفاعات لحظية أو مؤقتة كما في طقوس الحيلة أو الشراء أوالبيع أو استدرار التعاطف الإنساني أو التلاعب السياسي، حيث يصل التمسرح إلى تشكيل وعي جمعي مزيف باسم "التمثيل" ليصل إلى أهداف سياسية معينة. وهذا الفعل أو تلك الأفعال جميعها، وإن كانت مطروحة في كل المجتمعات وعبر العصور، إلا أن الآلية أو الطريقة التي تعمل بها تختلف نوعا ما من مجتمع لآخر وفق لاعتبارات تتعلق بالمجتمع المحدد.. وهذا ما يحدد لماذا يمكن الحديث عن "المسرح في الحياة السودانية".. أو "طقوس سودانية".. لأنه على سبيل المثال فإن ممارسة "الغش" في أي موضوع كان تختلف آليته من المجتمع السوداني إلى المصري المجاور لنا، كذلك فإن طقوس مسرح الحياة السودانية هي الأخرى لها انعكاسات مختلفة في رؤية وتشكيل الفضاءات السياسية بماهو مختلف تماما عن المتشكل في الفضاء المصري.
    ولعله من البديهي القول إن أية أفعال ممسرحة تتم بشكل منتظم ويعاد إنتاجها من قبل المجتمع بالطريقة ذاتها، مع إضافات بسيطة تستدعيها الحاجة أوالضرورات الوقتية، ما هي إلا "طقوس". فالطقوس هي مجموع الأفعال الممسرحة التي يقوم عليها المجتمع المعين. سواء كانت طقوس دينية أم متعلقة بالأفراح أم الأتراح، كطقس ميلاد الطفل وما يرتبط به من عادات وتمثيليات من قبله وبعده، أو طقس الموت والجنازة والدفن أو الأداء الممسرح في جلسات ست الشاي حديثا، أو مصطبات العصاري أمام البيوت والدكاكين وغيرها من هذه الطقوس التي تتنوع وتختلف في أبعادها وعمق العملية المسرحية داخلها. فالطقوس هي أفعال درامية ومسرح يومي معاد، الحاجة إليه نابعة من "حاجة الإنسان إلى التفكير في وجوده" (يونس/ص59). ويرى يونس أن هذه الطقوس الدرامية اليومية والمكررة في الحياة تعمل على إيجاد الشعور بالراحة بين أفراد المجتمع والإطمئنان والتوازن، وهو الأمر الذي أدي في تقديرنا إلى احتفاء الدين بالطقوس، والتركيز عليها كأركان يكون هدمها هدما للدين. وهذه الخبرة التي انعكست في العبادة، ماهي إلا نتاج خبرات وتجارب تراكمت في الحياة الإنسانية عبر عصور متعاقبة.

    - يتبع -
                  

العنوان الكاتب Date
المسرح في الحياة السودانية - دراسة عماد البليك05-27-13, 00:11 AM
  Re: المسرح في الحياة السودانية - دراسة عماد البليك05-27-13, 01:50 AM
    Re: المسرح في الحياة السودانية - دراسة عماد البليك05-27-13, 03:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de