كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 09:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2013, 08:06 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة)



    سوداني وقطريان بين نخبة المؤلفين وتصدره "الشرق"
    كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي
    نستقبل المكتبات العربية خلال ايام كتابا جديدا بعنوان (الاعلام العربي في عالم متجدد)صادر عن دار الشرق القطرية باللغتين العربية والانجليزية ،لنخبة من اساتذة اعلام وصحفيين عرب واجانب،ويتصدر الربيع العربي فصوله السبعة،ويقع في نحو 540 صفحة. ومن بين المؤلفين سوداني واثنين من القطريين وثلاثتهم من اعمدة صحفيتي "الشرق" و"بننسولا" الصادرتان عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع بدولة قطر.
    تناول الدكتور عبد المطلب صديق(سوداني)، استاذ الاعلام ومدير تحرير الشرق،في الفصل الاول موضوع " ازمة غياب المهنية الاعلامية في دول الربيع العربي- دراسة تحليلية لموجهات الخطاب الاعلامي الثوري " ويفرد حيزا لارهاصات الربيع في السودان وتاثير الاعلام الجديد متمثلا في موقع"سودانيز اونلاين" وصحيفة"سودنايل"الالكترونية . وفي الفصل الثاني يكتب باري جونز، استاذ وسائل الاعلام والاتصال بجامعة لستر،عن " تقييمم دور وسائل الاعلام في المشاركة السياسية في العالم العربي. اما الدكتور خالد الجابر (قطري) استاذ الاعلام بجامعة قطر ونائب رئيس تحرير "الشرق" القطرية فيتناول بالتحليل في الفصل الثالث "موقف المشاهدين نحو المحطات الفضائية الاخبارية العربية في تغطيتها للثورة العربية"، اما المهندس خالد السيد(قطري) ، رئيس تحرير "بننسولا" الانجليزية الصادرة عن دار الشرق فيتناول في الفصل الرابع "صحافة المواطن".
    اما " الاعلام الجديد والربيع العربي" فهو عنوان الفصل الخامس ، وكتبه الدكتور محمد عرفة، استاذ الاعلام بجامعة اطلاطنا- جورجيا،اما نهى ميلور ،استاذ الاعلام المشارك والدراسات الثقافية بجامعة كينجستون – لندن فكتبت الفصل السادس بعنوان" المستقبل خليجي"، ويختم الدكتور فيليب اوز ، استاذ الاعلام بجامعة لويزيانا، بالفصل السابع وعنوانه" الربيع او الخريف العربي". الرؤية التحليلية والنقدية لفصول الكتاب من تقديم الدكتور خالد الحروب استاذ الاعلام بجامعة نورثويسترن في قطر.

    (عدل بواسطة Faisal Al Zubeir on 05-23-2013, 08:08 PM)
    (عدل بواسطة Faisal Al Zubeir on 05-23-2013, 08:11 PM)

                  

05-23-2013, 08:09 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: Faisal Al Zubeir)

    IMG-990.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-23-2013, 08:28 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: Faisal Al Zubeir)

    سنستعرض الكتاب لاحقا
                  

05-24-2013, 02:30 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: Faisal Al Zubeir)

    ننتظر من الزميل طلب تقديم فصله .
                  

05-24-2013, 04:43 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: Faisal Al Zubeir)

    أزمة غياب المهنية الإعلامية في دول
    الربيع العربي
    دراسة تحليلية لموجهات الخطاب الإعلامي الثوري





    ظلت النظريات الإعلامية التقليدية تحكم مسار السياسات الإعلامية في العالم العربي، متدرجة من أقصى اليمين الليبرالي وحتى أقصى اليسار الرديكالي، مرورا بالسياسات الاعلامية الهجين التي تأخذ بقليل من الحرية والكثير من الضبط الإعلامي.
    وظل هذا الوضع ساريا حتى مرحلة الانفجار المعلوماتي الذي قادته شبكات التواصل الإعلامي، وتسببت في نقلة نوعية وتغير جوهري في أهم نظريات التواصل الإعلامي بنقض الفكرة التي أتى بها عالم الإتصال ولبرت شرام محددا الرسالة الإعلامية بأنها تلك العملية التي تبدأ من المرسل وتنتهي بالمستقبل عبر وسيلة اعلامية ورسالة، وقد نسفت شبكات التواصل الاجتماعي مفهوم هذه النظرية بأن جعلت المستقبل نفسه مرسلا وصانعا للعملية الإعلامية، وبالتالي لم تعد الحكومات هي من يملك أو يحتكر حق الخطاب الإعلامي ، وهذا ما أدى الى تفوق إعلام المعارضة في دول الربيع العربي على إعلام السلطة، لكن هذا التفوق لم يستمر في الدول التي نجحت فيها تلك الثورات، وذلك بسبب غياب الفلسفة الإعلامية وغياب الأيدولوجيا التي تحكم الفعل الإعلامي. ولإيضاح هذه الفكرة نستعرض طبيعة المسار الإعلامي في ظل الانظمة الشمولية القابضة والتغيرات التي طرأت في ظل الأنظمة الإعلامية الجديدة في مرحلة ما بعد الربيع العربي.
    كانت المؤسسات الإعلامية في العالم العربي تخضع لسلطة الحزب الحاكم طيلة العقود الخمسة الماضية، وانحصرت مساحة الحرية الإعلامية في ما تتيحه الدولة لمؤسسات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة من فرص لإبداء الرأي وما تسمح به بإصدار صحف معارضة أو مستقلة تمسك سلطة الدولة بخناقها عبر ضغوط الاعلان والمصادرة والحصار المالي.
    وأدى هذا الوضع الى تطبيق حرفي لكل سلبيات الاعلام الرسمي القائم على نظرية السلطة في شكلها التقليدي القائم على احتكار الدولة والحزب الحاكم على كل المؤسسات الاعلامية المسموعة والمرئية والمطبوعة، وتباعدت نظرا لهذا الوضع الشقة بين الجمهور والخطاب الإعلامي الرسمي مما فتح الباب على مصراعية للقنوات الفضائية الإخبارية الجديدة لتلعب دورا مؤثرا في انجاح ثورات الربيع العربي .
    ففي الحالة المصرية ضعفت المؤسسات الإعلامية الرسمية في مواجهة الخطاب الإعلامي المعارض وفقد الجمهور الثقة في الخطاب الرسمي الى درجة أصبحت فيها صحيفة مثل صحيفة الأهرام المصرية، محل سخرية الجمهور عندما تلاعبت في صورة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك والذي بدأ في الصورة التي نقلتها كل أجهزة الاعلام العالمية وهو مثقل الخطى يسير خلف الرئيس الأمريكي والرئيسان الاسرائيلي والفلسطيني، بينما كانت الصورة التي بثتها صحيفة الأهرام الرسمية ظهر فيها الرئيس المصري وهو يتقدم أولئك الرؤساء بعد ان تدخل عليها محرر الأهرام واجرى عليها تعديلا فنيا عبر برنامج الفوتوشوب لينقل الرئيس المصري من مؤخرة الصف الرئاسي الى مقدمته. وكانت شبكات التواصل الاجتماعي بالمرصاد لمثل هذه الفضائح الإعلامية فبثت الصورة الحقيقية والى جانبها الصورة المفبركة.
    جسدت تلك الواقعة حالة الضعف الإعلامي الرسمي ووقوعه الكامل في شراك البوباغندا والترويج الكاذب وغياب الموضوعية والحياد وشيوع عدم مصداقية الخطاب.
    وعندما بدأت قناة الجزيرة بثها المباشر لأحدث الثورة المصرية من ميدان التحرير وجدت المناخ مناسبا من عدة جوانب، يأتي في مقدمتها ما يلي:
    1/ فقدان الثقة في الاعلام المصري الرسمي، وكان ذلك سببا في فشل كل المبادارت التي أطلقها الحزب الوطني الحاكم ، بما في ذلك قبول الرئيس حسني مبارك إجراء انتخابات عامة ديموقراطية بعد انتهاء ولايته وعدم ترشيح إبنه جمال.
    2/ التقنية الإعلامية المتقدمة التي استخدمتها الجزيرة في نقل الاحداث مباشرة والمقارنة بين الخطاب الرسمي والخطاب الإعلامي المتحرر من قيود السلطة المصرية الذي تبنته الجزيرة.
    3/ الدور الفعال لشبكات التواصل الإجتماعي مما هيأ فرص التلاقي لجمهور مليونية إرحل الأولى، التي نادت صراحة باسقاط الرئيس المصري وتمكنت من حشد الشباب خلف هذا الشعار.
    وتعاظم تأثير الخطاب الإعلامي لشبكات التواصل الإجتماعي ، وخطورة هذا التأثير ليس في الحرية المطلقة التي يتمتع بها ولا سهولة وصوله الى المستهدفين وفي وقت قياسي، ولا حتى في ضعف المصداقية والمرجعية، ولكن أزمة |إعلام التواصل الإجتماعي تكمن في غياب الأيدلوجيا والفلسفة الإعلامية الحاكمة التي تؤدي الى التناسق المطلوب بين اجهزة الإعلام وبقية مؤسسات الدولة في سعيها المستمر لشحذ القيم الاجتماعية في مشروعات الدولة بلا استثناء.
    وغني عن القول الإشارة الى ضرورة تناسق وإنسجام الخطاب الإعلامي والسياسي ليحقق الهدف التنموي الرئيس الذي تسعى الدولة الى تحقيقه وبغياب الفلسفة الإعلامية الحاكمة وغياب الأيدولوجيا يصبح تحقيق الانسجام والتناسق أمرا صعب المنال.
    الواقع الإعلامي المصري قبيل نجاح الثورة:
    ويعتبر الواقع الإعلامي قبيل اندلاع ما اصطلح بتسميته ثورة الربيع العربي مثالا حيا لأزمة غياب الفلسفة الإعلامية الحاكمة، وانعكس هذا الواقع على حالة من الضبابية والاضطراب عاشتها المؤسسات الاعلامية المصرية بعد الثورة ، وبدا واضحا التناقض الصريح بين الخطاب الاعلامي خلال الثورة والاتجاه الاعلامي الذي ساد بعد وصول الرئيس محمد مرسي الى السلطة.
    وبتحليل محتوى الرسالة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي لن نجد صعوبة في التوصل الى نتيجة مفادها أن الخطاب الاعلامي في هذه المرحلة هو خطاب تعبوي يتعلق بكشف الفساد او المطالبة بالحرية أو الدعوة لمساندة هذا القائد السياسي أو ذاك. ويتمثل نجاح اعلام ثورات الربيع العربي في اعتماده على أحداث وليس موجهات أو رؤى وأفكار وعلى سبيل المثال تركزت الرسائل الإعلامية في شبكات التواصل الاجتماعي في مواجهة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك من خلال صفحة " كلنا خالد سعيد " على فيس بوك والتي كانت السبب الرئيس في اشعال الثورة حيث ضمت الصفحة حوالي نصف مليون متابع فور انطلاقها وحوت هجوما حادا على نظام مبارك بعد مقتل الشاب خالد سعيد على يد الشرطة المصرية. ولمع إسم وائل غنيم الذي قال عنه الرئيس الامريكي اوباما اتمنى ان يحكم مصر شاب مثل وائل غنيم وبعد سقوط مبارك تم منح غنيم جائزة كيندي للشجاعة واختارته مجلة التايم اهم شخصية مؤثرة في العالم كما تم منحه جائزة الصحافة من منظمة مراسلون بلاحدود واحتل المركز الثاني في قائمة الشخصيات الاقوى تأثيرا في العالم العربي من اربييان بزنس. وتمثل هذه النماذج مثالا حيا لتأثير وقوة قنوات التواصل الإجتماعي التي اعتمدت عليها ثورات الربيع العربي، لكن هذه القوة تعاني من نقاط ضعف أساسية تتمثل في كونها مجرد وسائل بلا محتوى إعلامي فعلي ، وعلى سبيل المثال نشطت شبكات التواصل الاجتماعي في محاربة الفساد وهو نهج تعبوي ضد السلطة حيث كثرت تلك القضايا التي كانت تعج بها الساحة المصرية والإقتراب من رموز النظام وتعريتهم أمام الراى العام الى جانب تتبع اخبار الوريث جمال مبارك ومتابعة الاضرابات العمالية والتى بلغتت اكثر من 2000 اضراب فى عام واحد، وتسليط الضوء على قيادات حركة كفاية وشباب 6 ابريل، وخلال أيام الثورة كانت اليوم السابع مصدر أساسي لمتابعة مايجري فيى ميدان التحرير، وكان لأخبار الفساد دور رئيسي في حشد الراي العام ضد حكومة الحزب الوطني في مصر.
    وبعد نجاح الثورة المصرية وسقوط نظام مبارك وحتى بعد انتخاب الرئيس الجديد محمد مرسي استعادت الوسائل الإعلامية الحكومية بريقها وانتقل ميزان القوى لجهة الفعل السياسي ومتابعة برنامج الحكومة الجديدة وتشكيل الوزراة وموجهات السياسات الاقتصادية والاجتماعية وكذلك موقف الحكومة الجديدة من الجيش، وفي كل هذه الملفات الاستراتيجية بثقي الاعلام الثوري ساكنا وضعيف القدرة حتى في نقل وجهة نظر الشباب الثائر لردهات القصر والحكومة الجديدة. ونخلص من هذا الى ان اعلام الربيع العربي يسيطر في ظل الخطاب التعبوي لمحاربة الفساد ومحاربة الديكتاتورية والمطالبة بالحرية لكنه يفتقر الى القائد الموجه ويفتقد كذلك الى البرنامج السياسي الذي يمثل المحرك والوقود الفاعل في الحراك الإعلامي بكامله.
    ولا يعاني الاعلام الاجتماعي وحده من هذه الأزمة إذ لا يزال الاعلام المصري الرسمي نفسه يتلمس الطريق ومما يدل على ذلك التعديلات المستمرة في القيادات الاعلامية وانقسامها الى مؤيدين للجيش واخرين للقصر.
    ودلت بعض السياسات على استمرار النهج الاعلامي القديم لنظام مبارك نفسه ويكفي أن التلفزيون المصري الرسمي سقط في فخ الدعاية الفجة لدى تغطيته لدفن جثامين الجنود المصريين الذين قتلوا في رفح حيث قال مقدم البرنامج: في هذه اللحظات التاريخية ، يتقدم الرئيس محمد مرسي الجموع وقلبه يتفطر حزنا والما ولسان حاله يقول للأعداء سنرد لكم وسنثار لابنائنا الجنود !! وفي حقيقة الأمر لم يكن الرئيس المصري قد حضر ذلك الحدث بل اوفد أحد معاونيه للقيام بتلك المهمة. وتتطابق هذه القصة مع واقعة تزوير صورة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بصحيفة الأهرام خلال زيارته الى البيت الأبيض بنقل الرئيس من مؤخرة الموكب الى مقدمته.


    الإعلام المصري بعد الثورة بلون واحد والصحف متشابهة
    ويصلح حال الإعلام المصري كنموذج للتعبير عن بقية دول الربيع العربي في محدودية الإختلاف بين منهج الأداء الإعلامي قبل وبعد الثورة فقد شهدت الأهرام والأخبار تحولا في التوجه.. بينما تراوح موقف الجمهورية من المسايرة الى حالة عداء مع النظام السابق .. ونقارن في ما يلي بين المنهجين:
    ظل الاعلام المصري خلال فترة ماقبل ثورة يناير التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك مسكونا بهاجس الريادة وكان السبب وراء ذلك وزير الاعلام الاسبق صفوت الشريف الذى سعى الى تفريغ الحراك السياسي المصري من محتواه من خلال اتباعه سياسة دعه يقول مايشاء ونحن نفعل مانريد لذا فانه عمد الى توسيع دائرة الاصدارات الصحفية وبلغ عدد الصحف والدوريات قبل ثورة يناير قرابة 2000 مطبوعة وسمح للمصريين بالحصول على تراخيص صحفية من قبرص ولندن واستمرت سياسة الشريف الى من تلاه وكان الخط العام هو ترويض المعارضة بالاغراءات
    ومع تصاعد حركة المعارضة للنظام بدات ارهاصات الثورة قبل اندلاعها باكثر من 10 سنوات عندما اقدم النظام على اغلاق صحيفة الشعب لسان حال حزب العمل المعارض اثر مهاجمة الصحيفة قيام وزارة الثقافة بنشر رواية وليمة لاعشاب البحر واندلاع مظاهرات حاشدة ضد توجه الوزارة والنظام وتم اغلاق الشعب بعد هذه الاحتجاجات وقبل سقوط النظام بسنوات بدذات الصحف الحزبية والمستقلة فى مهاجمة مخطط التوريث وتناول صحة مبارك وتصدرت الدستور والعربى الناصري والمصري اليوم المشهد الصحفى فى حين تراجعت الصحف القومية والحزبية بعد تلاقى مصالحها مع النظام حتى ان الاهرام بدات تضيق على كتابها امثال فهمى هويدى وتم منع مقالاته
    قبل وبعد الثورة
    رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية التحولات الإعلامية التي حدثت في مصر بعد ثورة 25 يناير سواء الحكومي أو الخاص، مشيرة إلى أن لإعلام الحكومي فقد تأثيره ومكانته بشكل كبير حتى بين الناس من كبار السن الذين تربوا على هذه الثقة في هذا الإعلام.
    وقالت الصحيفة إن :" الساعات القليلة قبل سقوط مبارك وبعد سقوطه أضاعت جهد سنوات طوال عملت فيه هذه المؤسسات لكسب ثقة الجمهور، فمن وصف المتظاهرين في ساحة التحرير قبل سقوط مبارك بالمخربين ومثيري الشغب الذين تحركهم أصابع خارجية، إلى الأبطال بعد سقوط مبارك، وأصبحت تظاهراتهم فجأة "ثورة مجيدة".

    وأضافت الصحيفة أن مبيعات الصحف الحكومية تراجع بشكل كبير جدا، مقابل نمو وسائل الإعلام المستقلة، مدللة على سقوط هذه الصحف الحكومية بما فعلته صحيفة "الأهرام" عندما تلاعبت في صورة التقطت خلال محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين في واشنطن سبتمبر الماضي، وجعلت الرئيس مبارك في الأمام وكأنه هو من يقود هذه المفاوضات بعكس الواقع الذي كانت عليه الصورة حيث كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الذي في الأمام ويقود هذه المفاوضات.
    وبعكس الأجيال الأكبر سنا الذين لديهم ارتباط حنين بالصحف الحكومية وفقدوه أيضا بعد ثورة 25 يناير، فإن الشباب الذين يمثلون الآن أغلبية السوق تفضل وسائل الإعلام المستقلة حتى وسائل الإعلام الأجنبية مثل هيئة الإذاعة البريطانية، والجزيرة وصحيفة الجارديان للحصول على معلومات أكثر دقة.
    وتوضح الصحيفة أنه لا توجد أرقام يمكن الاعتماد عليها لتوزيع الصحف التي تديرها الدولة، إلا أن رفيق باسل، وهو خبير في وسائل الإعلام ومدير تنفيذي لإحدى وكالات الإعلام يقول إن الأرقام المتداولة بالأهرام توزع أسبوعيا نحو 800 ألف أو مليون نسخة هي أرقام مبالغ فيها، وأن الرقم الحقيقي لا يتجاوز 140 ألفا في أيام الأسبوع، 40 ألفا منها تشتريها الحكومة وتوزعها على المسئولين في جميع أنحاء البلاد.

    ويدعم كلام باسل، ما قاله مصطفى صقر أحد الصحفيين في الأهرام من أن تأثير الإعلام المملوك للدولة انخفض بشكل كبير، وأصبحت الناس تبحث عن المعلومات الدقيقة من مصادر يمكن الثقة بها.
    وقالت " الجارديان" مهما كان مستقبل هذه الصحف، فإن الوضع الراهن لا ينبغي أن يظل هكذا، ويجب أن تكون الصحافة التي تديرها الدولة شيئا من الماضي، ويجب أن تعمل هذه الصحف على الانتشار مجددا لتحقيق أرباح مالية تمكنها من التحرر من قبضة الحكومة ووضع لهجة أكثر استقلالا.
    وفي تقرير مهم للعربية نت حول الصحافة القومية في مصر بعد 25 يناير لخص الواقع بانه حدث تحول في الأهرام والأخبار.. واعتدال في الجمهورية.. وثورة في روز اليوسف وقال التقرير الذي نشر في اعقاب نجاح الثورة انه ثمة فارق كبير بين الصحافة القومية المصرية قبل 25 يناير وبينها الآن، حتى وصل البعض إلى وصف ما تنشره "الأهرام" كبرى تلك الصحف وأهمها، بالتحول الراديكالي في سياسة التحرير. العنوان الرئيس في الصفحة الأولى اليوم الأربعاء 9 فبرابر/ شباط 2011 "مليونية رابعة تؤكد صلابة قاعدة ثورة 25 يناير"، في إشارة إلى مظاهرات ميدان التحرير أمس الثلاثاء التي قالت وكالة الأنباء الفرنسية بأنها الأكبر منذ بدء الاحتجاجات قبل أسبوعين. وأصدرت ملحقا خاصا تحت عنوان "شباب التحرير" لتغطية أحداث المظاهرات، وتصدر العدد الأول من الملحق عنوان "ثورة 25 يناير.. يوم ولدت مصر من جديد".

    الأهرام.. تغيير جذري

    ولم تجد "الأهرام" أي حساسية في التفاصيل بالقول إن هؤلاء المتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام وتنحي الرئيس مبارك، بل وفي عرض أخبار ما يجري في ميدان التحرير، حيث تضيف أن تحركات مكثفة تجريها قيادات الحركات الشبابية وحزب الجبهة والجمعية الوطنية للتغيير ولجنة العشرة المنبثقة عن الجمعية والبرلمان الشعبي والمعروفة بلجنة متابعة الميدان، لتشكيل قيادة عامة لثورة 25 يناير على مستوى الجمهورية.
    والعبارات هنا تكشف قدر التحول، فالأهرام مثل غيرها من وسائل الإعلام الحكومية وصفت في اليوم التالي لـ25 يناير ما حدث في ميدان التحرير بأنه فوضى يثيرها عشرات، وأحصتهم "الجمهورية" وهي الصحيفة القومية التي تحتل المركز الثالث في الأهمية بعد الأهرام والأخبار بأرقام لم تتجاوز المائة في القاهرة والإسكندرية والسويس، وهي المدن الثلاث التي شهدت أعنف الاحتجاجات والمعارك مع قوات الأمن يوم جمعة الغضب 28 يناير، والتي انتهت بانهيار جهاز الشرطة وإقالة الحكومة.

    "الأهرام" تخلت عن كلمة "المحظورة" التي كانت تشير إلى "الإخوان المسلمين" وأصبحت تنشر اسم الجماعة، بما يعني اعترافا بوجودها، وتصنفها أيضا على أنها إحدى العناصر الشرعية لثورة 25 يناير، معتبرة القيادات السياسية التي ظهرت على السطح بأنها قيادات متسلقة، وهنا يبدو أنها تلمح لقيادات الأحزاب ولجان الحكماء التي حاورت عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية.

    الجمهورية.. الخروج من دائرة النفاق "

    صحيفة الجمهورية التي كانت متطرفة للغاية في انحيازها للنظام السياسي وللحزب الوطني، حتى أنها كانت تخصص معظم الصفحة الأولى لأخبار الحزب وتحركات جمال مبارك وصفوت الشريف، ولم تذكر اسم "الإخوان" مرة واحدة منذ تولي محمد علي إبراهيم رئاسة التحرير، مستبدلة إياه بتسمية "المحظورة"؛ تبدو معتدلة الآن في حديثها عما يجري، وهذا تراجع بنسبة 180 درجة في خطها التحريري.
    وأفردت "الجمهورية" ثاني موضوع في صفحتها الأولى للقاء الناشط وائل غنيم بعد إطلاقه من السجن، مع منى الشاذلي في قناة دريم، وقالت تحت عنوان "دموع وائل": كانت الدموع التي سكبها وائل غنيم في قناة دريم بمثابة سيف قطع رقبة الداخلية في عهدها السابق، صدقه وإخلاصه لوطنه أكدا أن الانتماء لمصر لا يكون بقانون الطوارئ أو خطف المواطنين من الطرقات.

    الصحيفة إذن تهاجم الداخلية وقانون الطوارئ وتعترف بخطف المواطنين من الطرقات، مرتدة عما كانت تنشره حتى اليوم التالي لـ(25 يناير) حيث كانت تنظر إلى مصر بأنها واحة الحرية وأن ما يقوم به جهاز الشرطة هو لحمايتها من المتآمرين، وأن قانون الطوارئ يحميها من الإرهاب.
    هذا الواقع الذي تعيشه أكبر امبراطورية اعلامية في العالم العربي يمثل نموذجا لاعلام الربيع العربي في غياب المهنية وضعف الفلسفة الحاكمة مما يتطلب معالجات فورية من المنظمات العربية والاقليمية وتفعيل التعاون الاعلامي العربي لوضع سياسات اعلامية تناسب أجواء الانفتاح السياسي الذي تعيشه العديد من الدول.



    تونس
    شهد قطاع الإعلام في تونس بعد ثورة 14 يناير/كانون الأول عددا من التغيرات التي دفعت نحو تحرر الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية والإلكترونية من القيود التي كبلتها طيلة سنوات طويلة، لكن المراقبين للمشهد الإعلامي في تونس يؤكدون وجود عدد من التحديات التي تواجه القطاع والتي تتطلب مزيدا من العمل لتجاوزها.( موقع شبكة الجزيرة على الانترنت)
    وعلى الرغم من تنوع المشهد الإعلامي وإنشاء عدد من الصحف الجديدة ومنح تراخيص لإذاعات وقنوات تلفزيونية خاصة، فإن البعض يرى أن القطاع ما زال هشا ويعاني عددا من المشاكل من قبيل ظروف عمل الصحافيين وتوظيفهم.
    ويقول العضو بالهيئة المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال ناجي البغوري أن القطاع الإعلامي في تونس "حقق تغيرا مهما ولعل رفع السلطة التنفيذية يدها عن القطاع هو أبرز تغير حاصل"، إضافة إلى صدور أكثر من 100 عنوان بين يوميات وأسبوعيات، وإعطاء رخص البث لـ12 إذاعة خاصة وخمس قنوات تلفزيونية منها من بدأ البث التجريبي.
    كما أن المناخ العام شهد تغيرا، "فالمواطن التونسي لا يمكن أن يقبل إعلاما موجها ودعائيا وخشبيا"، وهو ما يعد ضمانة أخرى لحرية التعبير في تونس.
    مع وجود عدد من التحديات من ذلك غموض المشهد السياسي والتخوفات من المساس بحرية التعبير فضلا عن تواصل وأصبح القطاع الإعلامي بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لا يزال "يبحث عن نفسه"، و الوضع إجمالا يشهد تحسنا، وأن النهوض بالقطاع يتطلب المزيد من العمل والجهد.
    و هناك عددا من الأطراف والجمعيات المهتمة بالإعلام تدرس الوضع وتقدم حلولا من شأنها تحسين واقع القطاع الإعلامي، فضلا عن سعيها لإعادة الاعتبار للصحفي وتمكينه من أن يضطلع بلعب الدور المنوط به.

    وتشهد تونس تحرك عدد من الأطراف الساعية لتضمين نص في الدستور، الذي سيقوم بصياغته المجلس الوطني التأسيسي، يضمن حريتي التعبير والصحافة.
    وفي المقابل كانت "الجمعية الوطنية للصحافيين الشبان" قد نددت بالوضعيات المهنية الهشة التي يعيشها الصحفيون وتعرضهم للطرد التعسفي، مستنكرة كذلك ظاهرة احتكار التوزيع والإعلانات التي أدت إلى إغلاق بعض الصحف.

    إن القطاع الإعلامي التونسي ورث العديد من المشاكل، من ذلك تهميش الصحفيين اقتصاديا واجتماعيا ومهنيا، إضافة إلى إغراق القطاع بالدخلاء على المهنة، و غياب مدخل موحد للقطاع.و غياب اتفاقية مشتركة تشمل جميع الصحفيين التونسيين وتضمن حقوقهم، جعلت عددا من المؤسسات الإعلامية تواصل تهميشهم.
    ولم تتغير ظروف تشغيل الصحفيين كثيرا، حيث إنه ورغم تسوية وضعيات البعض فإن انتداب البعض الآخر منهم يتم دون عقد واضح يضمن حقوقهم مما يسهل بالتالي طردهم في أي وقت.
    وبقيت المؤسسات الاعلامية التونسية خاضعة لاقتراحات المديرين المسؤولين، فضلا عن كون بعض الإذاعات ما زالت تفتقد لهيئات تحرير، وإن وجدت فإن عملها يكون محدودا وغير فاعل.
    لقد أجرت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" دراسة حول أوضاع الإعلام والمؤسسات الإعلامية في تونس، نوهت فيه الى الصعوبات التي يواجهها الاعلام التونسي بعد الثورة. واستلهمت الدراسة اراء الإعلاميين التونسيين الذين شكوا من وقوع تعديات عديدة على العمل الاعلامي وخلصوا الى أن سقوط الديكتاتورية لم يعقبه تطور نحو المهنية .
    وهذا ما عبرت عنه تظاهرة للإعلاميين التونسيين رأت ان المؤسسات الاعلامية في ثوبها الجديد لم تعبر أبدا عن تطلعاتهم. وطالبوا بإجراء تعديلات فورية على الدستور والقوانين الاعلامية السارية لللخلوج من هذا المأزق.
    وما عانت منه الصحافة التونسية ينطبق على كافة دول الربيع العربي وربما كانت ردة الفعل التونسية أسرع بسبب ريادتها في صناعة الربيع العربي نفسه.
    السودان

    يعيش السودان حالة الربيع العربي منذ سنوات سبقت ثورات تونس ومصر وسوريا، ولا شك ان صراع الحكومة المركزية مع الجنوب نفسه يمثل حالة من الربيع السياسي القوي الذي أفضى الى انفصال دولة جنوب السودان.
    ويعيش السودان حالة من الاختناق الاعلامي بسبب سيطرة الدولة الكاملة على المؤسسات الاعلامية مع وجود بعض الصحف السياسية المستقلة ضمنا والتابعة للحكومة في واقع الحال، وأدت سياسة السيطرة الإعلامية الى اضعاف الاحزاب السياسية التقليدية المعارضة ونتج عن ذلك علو صوت شبكات التواصل الإعلامي ونشط خطابها الاعلامي المعتمد على محاربة الفساد والمحسوبية والتدهور الاقتصادي وهو ذات الخطاب الاعلامي المعارض لشباب ميدان التحرير. لكن شبكات التواصل الاجتماعي لم تحقق نجاحا يذكر بسبب وجود تيارات سياسية جهوية وعنصرية وسط الشباب مما جعل برنامجها السياسي غير مقبول لدى عامة الشعب السوداني وينظر اليه كثيرون بتوجس وريبة.
    ويعد موقع سودانيز أون لاين دوت كوم أشهر المواقع السودانية على الاطلاق، ويعتبر الصوت الرئيسي للسودانيين في دول العالم المختلفة كما هو الرابط الوحيد لهم مع قضاياهم في الداخل السوداني ، ويدير الموقع مهندس سوداني مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية يدعى بكري أبو بكر(sudaneseonline.com) وهو من قادة الاعلام الجديد المؤثرين في السودان، وله كم هائل من الأعضاء المشاركين في المنتدى العام الذي يديره ويطرح العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، ويشاركه النشاط الاعلامي موقع اخر هو سودانايل ، وساهم الموقعان في خفض عدد مشتركي الصحف السودانية في الخارج والداخل حيث يكتفي الكثيرون بتصفح الصحف على الانترنت فضلا عن شرائها.
    واضطرت الحكومة الى حجب الموقع أكثر من مرة لدوره السياسي الخطير في التعبئة والتاثير على الراي العام خاصة في حالة الأزمات.
    وتعاني مؤسسات الاعلام السودانية من حالة كساد نادرة يعزوها البعض الى أسباب سياسية واقتصادية ، لكنها في الواقع أزمة غياب المنهج الإعلامي المسؤول الذي يلبي تطلعات الجماهير وهو مأزق تعاني منه الحكومة والمعارضة معا. ولا شك أن مثل هذا الضعف الإعلامي يصبح سببا في ضعف وغياب اليات الحوار وبالتالي شيوع بدائل أخرى منها العنف والانقلابات العسكرية أو المواجهات العرقية والطائفية وهي حالة تعاني منها كثير من البلدان. وفي الحالة السودانية يتمركز الصراع بين وجهة نظر السلطة الحاكمة بخطابها الايديولوجي الاسلامي والمعارضة بمطالبها المتعلقة بالحرية والعدالة ومحاربة الفساد وهي ذات المشكلة التي عانى منها الإعلام المصري خلال حكم مبارك، وبالتالي ستكون هي ذات الحالة في حين وقوع التغيير السياسي في السودان ويومها سيجد الاعلام المعارض نفسه أمام مأزق غياب الايديولوجيا والفلسفة الحاكمة وساعتها لن يكفي الحديث عن الحرية والعدالة كمنهج للحكم ، وللاستجابة لمطالب الجماهير في الاشتراك في السلطة وتحقيق مجتمع الرفاهية والنماء.
    انهيار النظريات الاعلامية التقليدية:
    كانت النظريات الإعلامية التقليدية تركز على دراسة وسائل الإعلام وجمهور وسائل الإعلام وطبيعة الرسالة والأثر وتحليل محتوى الرسالة الإعلامية، وفي ظل الواقع الإعلامي الجديد نجد انفسنا بحاجة الى نظريات جديدة تتماهى مع التحولات الكبرى التي حدثت في المشهد الإعلامي وهي تحولات خطيرة ومدهشة يمكن حصرها في التالي:
    1/ انهيار نظريات سابقة جزئيا أو كليا، كما هو الحال في نظرية التواصل الإعلامي القائم على الرسالة والوسيلة ورجع الصدى، حيث كان باركر وايزمان يقول إن الرسالة التي لم ينتج عنها رجع صدى لا تستحق ان يطلق عليها رسالة إعلامية، واليوم تطور مفهوم رجع الصدى نفسه بحيث أصبح المتلقي منتجا للرسالة الإعلاميةو ليس مجرد رجع صدى لها. والنظرية التقليدية تجعل من المتلقي سلبيا وفي انتظار تأثير الرسالة الاعلامية وبالتالي تكوين الراي العام والاتجاهات على ضوء هذا التاثير وهو ما لا يحدث اليوم ، بل يعد الاعتماد على سلبية اختيار المتلقي سببا في حالة الكساد الاعلامي الذي تعاني منه الكثير من المؤسسات الاعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية.
    2/ نظرية المبتكرات الحديثة
    تعد نظرية انتشار المبتكرات ( Diffusion of Innovations Theory) لصاحبها روجرز Everett Rogers، من أهم النظريات الاعلامية التي تدرس العلاقة بين الرسالة الاعلامية والوسيلة فقد وضعت هذه النظرية الإعلامية معايير قياسية للتعرف إلى درجات انتشار الأفكار والتقنيات الحديثة عبر الثقافات المختلفة، ( سعود الغربي، المفكرة الإعلامية ) وبدأت الأبحاث المتعلقة بالنظرية خلال عقد الخمسينيات من القرن العشرين في جامعة شيكاغو الأمريكية بتمويل من شركات الإنتاج التلفزيوني التي كانت تهدف إلى معرفة تأثير بث الرسائل الإعلانية. لن ندخل الى عمق النظرية فالمبتكرات تسابق الزمن ومتغيرة بوتيرة سريعة لا يشعر بها إلا من يكون في عمق صناعة التقنية تحديداً، ومن الأمثلة الحديثة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) التي أخذت في التأثير بشكل مباشر في حياة الناس وتلعب دوراً في قراراتهم واتجاهاتهم ومواقفهم. وتعد من المبتكرات الحديثة العملاقة التي تجمع خيوط تقنيات كثيرة وما يرتبط بها من مبتكرات. ولا يقتصر دور شبكة المعلومات العالمية على تاثيرها على المتصفحين فحسب بل أضحت عامل تاثير مباشر في شكل ومحتوى الرسالة الإعلامية نفسها، وهن يمكن القول أن نظرية المبتكرات الحديثة بمفهومها السابق القائم على استخدام الوسيلة الاعلامية المبتكرة الجديدة في خدمة الرسالة الاعلامية لم يعد دقيقا لان المبتكرات الاعلامية الحديثة أضحت اليوم تقدم منتجا إعلاميا متكاملا ومؤثرا على ضوء هذا التكوين في التلقي وأضحى المحتوى جزء من مكونات الرسالة الأخرى ومنها الشكل الفني وتقنية الوسيلة الإعلامية. ولكل وسيلة إعلامية تكنولوجية جديدة خاصية محددة تؤثر على المتلقي وتشكل انماطه في القراءة والإستماع والمشاهدة، ومتصفح موقع تويتر على سبيل المثال نجده لا يميل الى الرسائل الإعلامية المطولة ولا الى الجمل ذات المحسنات البديعية كما ان الجملة تحمل أفكارا اكثر من كونها مجرد جملة وصفية، ومثل هذه المكونات تجعل المتلقي في تويتر وهو شريك في الارسال في ذات الوقت ميالا الى الالتزام بتلك الموجهات الاعلامية وهذا النوع من التأثير لم يكن موجودا في المبتكرات التقليدية السابقة مثل التلفزيون والراديو وغيره من الوسائل الإعلامية.
    خلاصة القول أن نظرية المبتكرات الحديثة بمفهومها التقليدي قد انهارت هي الاخرى امام التحولات الجديدة التي أدت الى تمازج وانصهار الرسالة والوسيلة في محيط واحد ومنسجم مثلما تمازجت فكرة المرسل والمتلقي ، حيث أصبح المتلقي نفسه مرسلا ومؤثرا في الانتاج الاعلامي وليس متلقيا سالبا فقط.
    3/ نظرية الإشباع
    تستند هذه النظرية على أسس تقول ان المتلقين يستفيدون من وسائل الإعلام في اشباع حاجتهم لا أكثر من ذلك وهي حاجات تتمحور في حب المعرفة والاستطلاع والاطلاع على أخبار الغير. ولكن الواقع يشير الى ان جمهور الاعلام الجديد أصبح طرفا في الصناعة الأعلامية بكاملها ولم يعد مجرد طرف في تلبية احتياجاته الخاصة .
    4/ نظرية الرصاصة أو ما يطلق عليها ( الحقن تحت الجلد)، أهمية هذه النظرية أنها كانت بداية بحوث الإعلام، و هي قائمة على أساس أن الأشخاص ليسوا إلا مجتمع جماهيري، و وسائل الإعلام مصادر قوية تؤثر عليهم و يستجيبون لها. ولا شك أن القول بسلبية جمهور وسائل الإتصال الى هذه الدرجة يجانبه التوفيق ولا يعبر عن حقيقية رغبات المتلقين لوسائل الاعلام الجديد في كافة فئاتهم.
    5 / نظرية الغرس الثقافي، و هي نظرية تركز على أولئك المتلقين للرسائل الإعلامية بصورة مكثفة، فتعمل على تشكيل المعنى، و إبراز الحقائق للجمهور بالطريقة التي تريد. وتعاظم تأثير هذه النظرية في ظل سيطرة الدولة او الراسمالية او الحزب على أجهزة الاعلام ومع التدفق الاعلامي الجديد أضحت مفاهيم هذه النظرية غير قابلة للتاثير بذات المستوى السابق.
    6/ نظرية ترتيب الأولويات، و تنطلق هذه النظرية من أساس أن لوسائل الإعلام تاثير كبير في تركيز المتلقين، و من هذا المنطلق تحدد كل جهة إعلامية أولوياتها فتعرضها بالكم و الكيفية التي تريد.إن التحدي الكبير الذي يُطرح أمام مدخل الاستخدام و الإشباع هو الوصول إلى إيجاد دلائل تبرهن على قيام علاقة بين استخدام وسائل الإعلام وتحقيق الرضا والإشباع من جهة وحدوث التأثير من جهة أخرى، و هذا ما يدفعنا إلى البحث في العلاقة التي تربط بين الاستخدام و الإشباع و التأثير، و من هنا يفرض التساؤل الآتي نفسه، هل استخدام وسائل الإعلام من أجل الإشباع يساعد على التأثير؟
    و يمكن الإجابة على هذا التساؤل الرئيسي من خلال الإجابة على التساؤلات الفرعية التالية:
    ماذا نقصد بالاستخدام و الإشباع و التأثير؟
    و يقصد بالتأثير في عملية الاتصال، حدوث الاستجابة المستهدفة من هذه العملية، و التي تتفق مع مفهوم الهدف من الاتصال أو وظيفة الاتصال، و عادة ما يكون هذا الهدف في وعي المرسل أو القائم بالاتصال و يُتوقع تحقيقه من طرف المستقبل أو المتلقي، إذن فالتأثير مرتبط بالقصدية و الرغبة في بث رسالة معينة. ويعرف "يافيس فرونسوا لوكوياديك" "Yves-François Le Coadic" الإستخدام بأنه نشاط اجتماعي يتحول إلى نشاط عادي في المجتمع بفضل التكرار والقدم، فحينما يصبح الاستعمال متكرر ويندمج في ممارسات وعادات الفرد يمكن حينئذ الحديث عن الاستخدام .
    وعليه فاستخدام وسيلة إعلامية أو مضمون إعلامي ما يتحدد بالخلفيات الديمغرافية والسوسيو-تقنية، والاقتصادية والثقافية للأفراد، فالعوامل الاقتصادية والتكنولوجية هي مصدر سيرورة الاستخدام، ذلك أن العرض هو الذي يقف وراء الاستخدام، حيث يشير الباحث (عبد الوهاب بوخنوفة) إلى أن مفهوم الاستخدام يقتضي أولا الوصول إلى التقنية أو الوسيلة، بمعنى أن تكون متوفرة ماديا، ثم تأتي بعد ذلك العوامل الاجتماعية والفردية التي تعمل على تشجيع الاستخدام أو تعمل على إعاقته. وهذا يعني أن الحاجة الى الحرية والعدالة ومحاربة الفساد هي المحرك لنجاح اعلام ثورات الربيع العربي وفشل المؤسسات الإعلامية في مواجهة هذا القادم الجديد سببه فشلها في تقديم استجابات مفيدة للجمهور في هذا الجانب .
    الحاجات و الدوافع:
    بالنظر الى تفسيرات هذه النظرية نجد انها تتطابق مع أساليب الإعلام الإجتماعي اذ ان شبكات التواصل الاجتماعي تستجيب الى دوافع وحاجات الجمهور بل وتشركها في التعبير عن وجهة نظرها.
    وتتحدد هذه الدوافع والحاجات بعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية والتي يشبعها الأفراد تبعا لظروفهم عن طريق الوسائل الطبيعية من خلال التفاعل والاتصال وجها لوجه، أو من خلال اللجوء إلى التعرض إلى وسائل الإعلام.
    فالحاجة تنشأ من الشعور بالنقص أو الحرمان من شيء ما لدى الفرد مما يؤدي إلى التأثير في القوى الداخلية للفرد أو الدوافع بغرض إشباع تلك الحاجة بمستوى معين وبدرجة معينة من الإشباع، أي أن الحاجة تؤثر في الدافع، إذا الحاجة هي أساس الدافع وأسبابه.
    حيث يرى علماء النفس أن محرك الحاجة هو الدافع، هذا الأخير الذي يعرف على أنه حالة فسيولوجية أو نفسية توجه الفرد إلى القيام بسلوك معين يقوي استجابته إلى مثيره .، أو كما عرفه "فرغلي" هو حالة توتر أو استعداد داخلي يثير السلوك ذهنيا أو حركيا، ويواصله ويساهم في توجيهه وهذا ما يفسر انسياق الجمهور تجاه رسائل التواصل الاجتماعي التي تخاطب غرائز حب الحرية والمعرفة والعدالة لكن تأثيرها يتوقف عند حد الاستجابة لهذه المتطلبات ولا يتعداها خاصة بعد ان ينجح الاعلام في احداث التغيير ، اما مرحلة ما بعد التأثير فانها تشهد فراغا مزعجا وهو ما تعاني منه بعض دول الربيع العربي حالياً.
    الربيع السوري .. ضبابية الموقف:
    عانى الإعلام السوري الرسمي والمعارض من الاثار السالبة لسنوات من الانغلاق الاعلامي والمعلوماتي والتضييق الايديولوجي شانه شأن بقية الأنظمة السياسية القابضة في المنطقة وخلال الربيع السوري تبدت ملامح ضبابية واضحة في الفلسفة الإعلامية الحاكمة،
    وانحصر الخطاب الإعلامي على الترويج والترويج المضاد بين ثوار الجيش الحر والنظام الحاكم. ويقول الكاتب الإعلامي والصحفي بقناة الجزيرة، سمير الحجاوي : "إن الثورة السورية وضعت المثقفين العرب على مفترق طرق واختبار نوعي بشكل لا يترك مجالا لعدم الاختيار، وعملت على فرز المثقفين والمبدعين والكتاب والحزبيين ودعاة حقوق الإنسان، ووضعتهم امام تناقضات من الصعب التحايل او الالتفاف عليها، وصار لابد من الوقوف مع ثورة الشعب السوري التي تطالب بالحرية والكرامة والعدالة وحق اختيار الحاكم، وبين نظام لا يتورع عن سفك الدماء والقتل وتدمير البلد من اجل البقاء في سدة الحكم والاحتفاظ بالسلطة والثروة ومقدرات البلد الاقتصادية.
    وإذا اردنا ان نصنف المثقفين السوريين والعرب فان عددا كبيرا من هؤلاء المثقفين اعلنوا منذ اليوم الاول وبدون تردد انحيازهم للثورة والخيارات الشعبية والمطالب الجماهيرية وساهموا بكتاباتهم ومواقفهم ومشاركتهم السياسية والثقافية الفاعلة في دعم الثورة وتصويب مسارها.
    وهناك فئة أخرى وقفت من الثورة موقفا معاديا ورافضا ومشككا بهويتها ومنطلقاتها بحجة أنها مؤامرة إمبريالية و"سايكس بيكو" جديدة لتقسيم المنطقة وخلق شرق اوسط جديد، خوفا من وصول الإسلاميين و"الاصوليين والسلفيين" إلى السلطة.
    وهناك فئة ثالثة، وهم المترددون، غير القادرين او غير الراغبين، باتخاذ مواقف تؤيد الثورة ويبحثون عن ذرائع لتسويغ سلبيتهم وترددهم ، ويحاولون امساك العصا من الوسط، وآثروا الصمت والتزموا الحياد السلبي تجاه معاناة المجتمع وساهموا بشكل مباشر او غير مباشر بنشر روح الخوف والخنوع.
    هناك العديد من المبررات التي دفعت هؤلاء المثقفين إلى معادة الثورة او عدم تأييدها على الاقل منها:
    1- البعد الطائفي
    كشفت الثورة عن بعض هؤلاء المثقفين الذين لم يستطيعوا اخفاء توجهاتهم الطائفية حتى وان كانت تحت مسميات اخرى.
    2- البعد الايديولوجي
    بعض المثقفين وقف من الثورة موقفا معاديا لأسباب ايديولوجية خاصة من قبل العلمانيين الذي كشفت الثورة انهم يفضلون التحالف مع نظام استبدادي يسفك الدماء على مجرد التفكير بوصول الاسلاميين إلى السلطة
    3- البعد السياسي
    بعض هؤلاء المثقفين لا يزالون اسرى عقليات تتغذى من شعارات "الممانعة" ومواجهة الصهيونية والتصدي للمؤامرات والأخطار الاستعمارية والامبريالية
    4- الخوف من المجهول
    بعض المثقفين يتخذون موقفا عدائيا من الثورة لأسباب تتعلق بالمجهول والاعتقاد ان النظام قوي ولا يمكن هزيمته وان ما يجري يغرق البلاد في الدماء والفوضى، وهم يؤثرون السلامة على التغيير ويفضلون الخبز على الكرامة
    5- عدم الاقتناع بالمعارضة
    هناك فئة من المثقفين يعادون الثورة بسبب اخطاء المعارضة او بسبب ممارسات بعض الجماعات المسلحة على الارض وهم يطعنون بأخلاق الثورة وتشتتها وبعض النزعات الانانية فيها او بعض جوانب الفساد والصراع على المواقع والمناصب ولا تختلف هذه الحالة عن الواقع الإعلامي في دول الربيع العربي الأخرى ومن بينها مصر وتونس وليبيا.
    الاستقطاب القبائلي في ليبيا واليمن
    سقط الإعلام اليمني في بؤرة الاستقطاب القبائلي مبكراً، وبرزت ملامح المواجهات العقدية في حرب صعدة بسبب الأصابع الايرانية ولكن بعد نهاية المواجهات بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والحراك العسكري في صعدة . وبعد بروز الربيع اليمني الداخلي انقسم الاعلام اليمني على أسس قبلية واضحة عاقت عملية التحول السياسي نفسها وأضرت بمسار الثورة وأهدافها. وحدث ذات الشيء في ليبيا وهي بدورها كان الاستقطاب القبلي فيها أشد أثرا من اليمن ، بل أن عملية الاقصاء السياسي انحدرت حتى الى الوسط الإعلامي مما أدى الى افشال تجارب اعلامية وليدة ومبشرة مثل قناة ليبيا الحرة التي صدرت من دولة قطر وساهمت في بث وقائع الصراع السياسي في ليبيا وكان لها دور كبير في نجاح الثورة الليبية لكنها لم تحقق نجاحا بعد الثورة شأنها شأن بقية وسائل الاعلام في دول الربيع العربي ومعاناتها من غياب الفلسفة الحاكمة لمسيرة العمل الإعلامي.
    قناة الجزيرة والربيع العربي:
    وما توصلنا اليه من تحليل سيلسي ينسجم مع نتائج دراسة نشرتها مجلة فورن بوليسي من وجهة نظر سياسية في تقييمها لمستقبل الربيع العربي حيث رى محللون أميركيون أن الجزء الأصعب من الربيع العربي لم يأت بعد، فقد نجحت التحركات الجماهيرية العربية في إطاحة أنظمة دكتاتورية، لكن نظرة على حصاد العام 2012 تنبئ بأن العام المنصرم حل وهو يحمل الانتقام، وأوردت المجلة الامريكية مقالا كتبه جورجي غوز أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرموت، قارن فيه بين ثورات الربيع العربي ونظيراتها في دول أوروبا الشرقية بعد العام 1989 والدول الأميركية اللاتينية في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، وذهب إلى أن تحولات العالم العربي خالطتها الدماء والمصاعب، على خلاف الثورات الأجنبية.
    وفي معرض الإجابة عن الاختلاف، يرد غوز ذلك إلى أن معظم دول الشرق الأوسط كانت تفتقر إلى تاريخ طويل من الوحدة السياسية, فهي قد أقيمت منذ أمد قريب نسبيا, فحدودها مصطنعة وشعوبها منقسمة طائفيا وعرقيا فضلا عن الخطوط الإقليمية، زد على ذلك غياب الإجماع حول القضايا الرئيسية الأساسية في العالم العربي، حسب قوله."
    ويتفق هذا التحليل مع ما اوردناه من ان دول الربيع العربي تعاني من أزمة غياب القيم المسيرة للالة الإعلامية مما يؤثر على دور الاعلام الاصيل في تحقيق الاستقرار المنشود.
    ويقول الكاتب إن العام 2012 كشف عن مدى قوة الصراعات العقائدية والمجتمعات المنقسمة ما أوجد إخفاقات طغت على الصورة الوردية للربيع العربي التي ما زالت تلوح بقوة في العام 2013.
    فهناك بعض الدول العربية التي عانت دائما من حكومات ضعيفة وبطرق مختلفة، ففي اليمن كان السبب وراء ذلك هو قلة المصادر، أما في ليبيا معمر القذافي فكانت البلاد ضحية تجاربه السياسية المتنوعة في الحكم المباشر. وعادة تكون عواقب ضعف الدولة تعزيزا للقبلية والطائفية وكيانات شبيهة بالدول وتلاشي حكم القانون.
    السؤال المهم
    والسؤال الرئيسي هناك هو حول دور الإسلام في النظام الجديد, وحتى حينه فإن الغلبة للإسلاميين, ومع أن صياغة دستور جديد في تونس ومصر أدى إلى استقطاب المجتمع, فقد أبرزت نتائج الانتخابات أن اليد العليا فيهما في كتابة الدستور هي للإسلاميين، وهو ما يعارضه العلمانيون وبعض الليبراليين والمتعاطفين مع النظامين الديكتاتوريين السابقين دون أن تكون لديهم القدرة لحشد جماهيري للوقوف أمام مشاريع الإسلاميين الدستورية." وفي ظل هذا الغياب المؤسسي السياسي من الطبيعي أن تعاني هذه الدول من ضعف الرسالة الإعلامية الموجهة للجمهور بغض النظر عن توجهاته السياسية والعقائدية.
    والمؤسف أن الخطاب الاسلامي نفسه يعاني من انقسام طائفي مؤثر مما يحول دون الوصول الى تلاقي سياسي مثمر بين اجنحته في بناء نظام الدولة على أسس مؤسسية حتى في ظل فوز التيارات الاسلامية في الانتخابات، لقد وضع ملك الأردن عبد الله الثاني في حديثه لمجلة " لونوفيل اوبزرفاتور" الفرنسية، يده على جرح هذه القضية عندما قال:
    إن التحدي الحقيقي الذي يواجه المعارضة اليوم يتمثل في تردد الناخبين في الانضمام للأحزاب السياسية، ذلك أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نحو 90 بالمئة من الأردنيين ينأون بأنفسهم عن هذه الأحزاب، الأمر الذي يستدعي بذل جهود جادة من قبل مجلس النواب والحكومة القادمين، وكذلك المعارضة، لتطوير برامج تشجع المواطنين على الانضمام كأعضاء في الأحزاب السياسية، وتستجيب لمصالح الناخبين وتحثهم على اتخاذ القرار بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بناء على برامج هذه الأحزاب. واذا كانت ازمة الثقة في الاحزاب بهذا المستوى فمن المؤكد أن الخطاب الإعلامي للأحزاب سيواجه ذات المصير وهو العزوف الجماهيري وهذا ما تعانيه الأحزاب العربية اليوم في الوقت الذي يعاني فيه الاعلام الاجتماعي من مشكلات ضعف المصداقية وعدم وضوح الهدف وغياب الفلسفة الحاكمة وينحصر في التعبئة العامة دون أن يتعداها الى وظائف الإعلام الحقيقية المعروفة. وشكا الاعلاميون التونسيون ومن بعدهم المصريين وكذلك الحال في تونس واليمن من تدخل السلطة الحاكمة في العمل الإعلامي، مما جعل هذه المؤسسات تستبدل سيدا بسيد جديد في الربيع العربي، بمعنى أن السياسي الثوري سرعان ما يتحول الى ديكتاتور إعلامي اعتمادا على شرعية الثورة كما في ليبيا واليمن، أو شرعية الانتخاب، كما في مصر وتونس وتبقى الممارسة الإعلامية هي ذات الرسالة التي تعبر عن السلطة دون طموحات الجماهير.
    ونخلص الى أن الزخم الذي أحدثته الجزيرة لم يكن وليد رؤية إعلامية استراتيجية بل استمدت قناة الجزيرة قوتها من المقومات التالية:
    1/ غياب الحرية الإعلامية في دول الربيع العربي مما فتح الباب أمام الجزيرة لكسب المشاهدين.
    2/ وضوح الرؤية السياسية القطرية تجاه الأوضاع بدول الثورات العربية مما جعل الجزيرة تنطلق باتجاه تبني تطلعات شعوب الربيع العربي متفوقة على القنوات الإخبارية الاخرى التي ظلت مترددة تجاه هذه الأحداث ومتراجعة بذرائع الموضوعية والحياد وغير ذلك من مسوقات مما جعل الجزيرة هي المصدر الاوحد في بعض الحالات في تبني الخطاب الشعبي المعارض مثلما حدث في ليبيا.
    3/ التضييق الإعلامي الذي مارسته السلطات القابضة خلال الثورةكما هو الحال في ليبيا وسوريا وتونس ومصر في ظل التدفق الاعلامي المستمر والتضحيات التي قدمتها الجزيرة في سبيل الوصول الى الميدان ، حيث استشهد مراسلها المصور علي حسن الجابر قرب بنغازي وعلى الرغم من ذلك استمرت التغطية الاخبارية اليومية بالاعتماد على المراسليين المحليين والمندوبين المبعوثين من العاصمة القطرية الدوحة.
    4/ وصول تقنيات البث المباشر الى عامة الجمهور من خلال التصوير عبر الموبايل وارسال الرسائل المصورة الى الجزيرة وغيرها من القنوات لحظة وقوعها، وتحميل بعض الصور على المواقع الشهيرة مثل اليوتيوب وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي.
    5/ ابتداع برامج اعلامية حوارية فتحت الباب لحوار واسع حول مواقف الحكومات ومطالب الشعوب وفشل فيه مؤيدي الحكومات في الدفع عن وجهة نظرهم مما ساهم في تشجيع المزيد من المتظاهرين الى ركاب الثورة.
    6/فشل الانظمة الحاكمة في دول الربيع العربي في تقديم رساله اعلامية موضوعية لمخاطبة الجموع الثائرة بل لعب الاعلام دورا سالبا في الحشد الثوري المضاد باطلاق صفات سالبة على الثوار مثل المندسين والارهابيين والجرذان والمتخاذلين وغير ذلك من صفات كانت تزيد من حالة الاختناق السياسي والاعلامي التي يعيشها المواطنون. ونتجت هذه الحالة العدائية بسبب غياب الاستراتيجية الاعلامية،وكانت السبب الرئيسي في انهيار هذه الأنظمة وفشلها في تهدئة الجماهير الثائرة. بل أن سقف مطالب الثوار كان يزيد عقب كل رسالة إعلامية يوجهها حكام دول الربيع العربي لاستيعاب غضب الجماهير وتهدئة خواطرها.
    وعانى الإعلاميون العرب خاصة القياديون منهم من حالة خطيرة من التهميش خلال ازمات الربيع العربي حيث أصبح رجال الأمن والجيش هم المتحدثون الرسميون باسم السلطة والمعبرون عن وجهة نظرها وبالتالي كانت معالجاتهم الامنية بعيدة كل البعد عن الوصول الى الشعوب.
    وغياب الإعلامي خلال الأزمة دليل واضح لغياب الرؤية والاستراتيجية الاعلامية الواضحة في أحلك الظروف، واستمرت هذه الحالة بعد نجاح الثورة في مصر وليبيا وتونس وجميعها واجهات ازمات عميقة بعد سقوط الانظمة الحاكمة.
    ونجاح الجزيرة في تغطية احداث الربيع العربي لا تخطئه العين، لكن ذلك النجاح لا يقدم منهجا اعلاميا متكاملا صالحا لوضع فلسفة اعلامية وأيديولوجيا تقود الاعلام الثوري لدول الربيع العربي بعد سقوط الانظمة الحاكمة، ببساطة لان الاعلام الثوري متمحور حول الاحداث وليس البرامج، ولانه لا زال يستمد رؤاه من الموروث القديم ، حيث لا زال المفكرون العرب بعيدون عن تقديم وصفة سياسية وإعلامية تسهم في بناء واقع إعلامي جديد يواكب تطلعات الشعوب العربية في ظل التحديات الماثلة في العالم العربي.
    هوامش ومراجع:
    1/ محمود قلندر، الاتصال الجماهيري، الخرطوم دار عزة لللنشر ص 45
    2/ موقع سودانيزاون لاين دوت كوم على الانترنت،
    3/ دراسة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " اليونيسكو" حول واقع الإعلام التونسي بعد ثورة الربيع العربي
    4/ موقع الجزيرة على الانترنت ، تقرير عن واقع الإعلام التونسي.
    5/ سمير الحجاوي، كاتب، وصحفي بقناة الجزيرة، مقال حول واقع الاعلام السوري في ظل الثورة، جريدة الشرق القطرية.
    6/ تقرير لموقع قناة العربية على الانترنت حول مستقبل الاعلام المصري بعد الثورة.
    7/ صحيفة الجارديان البريطانية، تقرير حول واقع الصحافة المصرية بعد الثورة.

                  

05-24-2013, 07:15 PM

كمال ادريس
<aكمال ادريس
تاريخ التسجيل: 02-14-2008
مجموع المشاركات: 3142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: د.عبد المطلب صديق)

    سفر تحتاجه الساحة .. الف مبروك يادكتور، ولو تسمح بقراءة لجزئيتك في مجلة الاعلام السعودية.

    شكرا فيصل
                  

05-24-2013, 08:23 PM

عمار محمد ادريس
<aعمار محمد ادريس
تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: كمال ادريس)

    ووووووووو
                  

05-24-2013, 09:03 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: عمار محمد ادريس)

    الزميل كمال ادريس
    سلامي
    اشكرك على الاهتمام ولا مانع من استعراض هذا الفصل ، ولكن بقية المساهمات قوية جدا ومن اساتذة اعلام مرموقين في اوروبا وامريكا.
                  

05-25-2013, 09:07 AM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: د.عبد المطلب صديق)

    IMG-20130523-00209.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    Quote: ويعد موقع سودانيز أون لاين دوت كوم أشهر المواقع السودانية على الاطلاق، ويعتبر الصوت الرئيسي للسودانيين في دول العالم المختلفة كما هو الرابط الوحيد لهم مع قضاياهم في الداخل السوداني ، ويدير الموقع مهندس سوداني مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية يدعى بكري أبو بكر(sudaneseonline.com) وهو من قادة الاعلام الجديد المؤثرين في السودان، وله كم هائل من الأعضاء المشاركين في المنتدى العام الذي يديره ويطرح العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، ويشاركه النشاط الاعلامي موقع اخر هو سودانايل ، وساهم الموقعان في خفض عدد مشتركي الصحف السودانية في الخارج والداخل حيث يكتفي الكثيرون بتصفح الصحف على الانترنت فضلا عن شرائها.
    واضطرت الحكومة الى حجب الموقع أكثر من مرة لدوره السياسي الخطير في التعبئة والتاثير على الراي العام خاصة في حالة الأزمات
                  

05-25-2013, 01:05 PM

عمار محمد ادريس
<aعمار محمد ادريس
تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب جديد عن الاعلام في دول الربيع العربي (صورة) (Re: Faisal Al Zubeir)

    Faisal Al Zubeir
    الف الف شكر على البوست الدسم


    نروق ونعود

    بس لو ممكن وين وكيف نتحصل على الكتاب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de