|
Re: قصص من الحرب - منيرة الشيخ، عائشة إسماعيل، مواهب بشير سليمان (Re: Ridhaa)
|
مواهب أحداث سقوط مدينة الكرمك 1997م في 12 يناير 1997 م، الموافق الثالث من رمضان 1427 ، تدافعت مجموعات من الجيش الشعبي من الحدود الأثيوبية من الاتجاه الشرقي وشمال غرب مدينة الكرمك، في أمسية التاريخ أعلاه، وهو يوم السبت، وقد حوصر الموطنون داخل المدينة حتى صباح اليوم الثاني. كنت قد وضعت مولودي للتو إلا انه في صباح الأحد، تم الهجوم على المدينة ، وتفرق المواطنون في كل الاتجاهات. كانت مفارقة غربية، أن أتي بطفل إلى الحياة في نفس اليوم الذي أواجه فيه كل هذا الموت والدمار. كان من الناس من أصيب ، ومنهم من اسر، ومنهم من توفى لرحمة مولاه. حاولنا الخروج أنا وأسرتي. كان الوضع صعبا، كنت مازلت ضعيفة من جراء الولادة، وكذلك الرضيع. وفي أثناء سيرنا في الطريق أصبت بعيار ناري قي قدمي اليسرى. وفي أثناء ذلك كانت القذائف النارية تتساقط من كل الجهات مما أدى إلى مفارقة زوجي لي ومعه أبناؤنا ليصل بهم إلى الأمان، وليأتي ليأخذني بعد ذلك مع المولود. لكنه لم يستطيع الوصول إلى المكان لأنه تعرض لإطلاق النار من القوات المعارضة ومع ذلك فقد نجا هو والأطفال والحمد الله. وأصبحت وحدي في هذا المكان حتى المساء، لم أتحرك من مكاني توجهت إلى منازل خالية لمواطنين بمنطقة الزربية، بالقرب من المدينة. لم أتناول حتى جرعة ماء . شعرت بأسف الشديد لان المولود الجديد كان عليه أن يستقبل الحياة بتلك الطريقة المفزعة. وفي صباح اليوم الثاني، تحركت بالعصا إلى الشارع الرئيسي. وفي أثناء سيري فقدت الوعي. وعندما أفقت وجدت نفسي بالقرب من اثنين من عساكر الحكومة. أعطوني ماء وبلحا. تحركت معهم . وفي إثناء سيرنا ، ظهرت لنا قوات المعارضة، وقاموا بقتل العساكر الذين كانوا معي. وجه لي أحدهم بندقية لكن زميله قال له: " هذه امرأة " . وفي تلك ألحظة، وصلت عربة بها بعض الجنود الاثيوبين ، وأصدروا توجيهات بعدم قتلي. ركبت معهم عربتهم حتى موقع حجز المواطنين في قرية البركة. وبعد ها تم ترحيلنا أنا والأستاذة منيرة الشيخ إلى الأراضي الإثيوبية، وتم حجزنا في مستشفى في الأراضي الأثيوبية حيث أعطونا بعض العلاجات، وبعدها تقرر نقلنا إلى كينيا. أما أنا فقد رفضت، لكن الأستاذة منيرة تم نقلها إلى كينيا. جاء مواطنو الكرمك وحملوني إلى الكرمك. ومكثت بها عدة أيام حتى بدأت أتحرك، ثم تسحبت مع المواطنين إلى قرية ميكفي الاتجاه الغربي من مدينة الكرمك. وفي قرية ميك تورمت قدمي أكثر ولم أعد أتمكن من السير. وبحمد الله ظهر لنا رجل من البادية وكان معه ابل فحملني إلى قرية بلدقو بالقرب من دندرو . ومن هناك تم ترحيلنا إلى ديرنق، ومن ثم إلى الدمازين، وقد كان معي الرضيع طول الوقت، الى أن اجتمعت مع أولادي في الدمازين وقد تم إسعافي بمستشفى الدمازين، وأجريت لي عمليتان، وتم تحويلي بعد ها إلى مستشفى الشرطة بالخرطوم. أنا ألان أحيا حياتي بطريقة طبيعية أنا وأولادي أما طفلتي الصغرى فهيا ذكرى دائمة للحادث الموجع. وبالرغم من عودتي للعمل وإيماني بقوتي وقدرتي على المواصلة والتغلب على الآلام، ألا أن ما حدث سيظل دوما معي، ولو في مكان ما مجهول. مواهب بشير
http://hakaya.org/en/node/611
|
|
|
|
|
|
|
|
|