|
لدغة عقرب – النعمان حسن - صلاح يصدر رواية عن (المجنونة التي عشقناها
|
لدغة عقرب – النعمان حسن - صلاح يصدر رواية عن (المجنونة التي عشقناها) فمن هي ومن هو؟ صدق من قال كرة القدم مجنونة لان من يعشقها يصاب بالجنون ولكنى لم أكن أتصور إن جنونها يبلغ بمرضاها أن تترصدهم أينما ذهبوا وحلوا وتلاحقهم (بلاويها) أينما كانوا حتى تلقيت اتصالا هاتفيا من عاشق مجنون وصديق ودود وكبير غادر السودان منذ سنوات واستقر بأمريكا وحسبت أنة بجانب مسئولياته وبجانب غربته في أمريكا سوف ينجو من ملاحقة الكرة السودانية التي عشقها حتى الجنون له عندما كان في السودان ولكنى تلقيت عبر هاتفه الموبايل الذي اختصر الزمان والمكان ليؤكد لي انه زاد جنونا وعشقا بالكرة السودانية بالرغم من إنها لم يتبق منها إلا اسم بلا محتوى ولكن المفاجأة إنه ازداد عشقا وجنونا بها بل ومتابع عن قرب بها لهذا فهو ضحية التقنية الحديثة التي طوت المكان وحملت إليه الكرة السودانية حيثما كان وكأنها حاله انتقامية ترفض له أن يطوى أمرها بعد أن فرق به المكان .. بل لم أكن أتوقع أن يكون متابعا ومعايشاً لمحنتها لدرجة إنني أحسست أنة أكثر إحباطاً من عشاقها الذين يعيشون محنتها ومأساتها وسط أحداثها بعد أن لم يقف تدنيها علي مستوي الملعب وإنما تدنى كل السلوك الذي يرتيط بها علي كل المستويات إداريا وجماهيريا وصحفيا أهليا ورسميا هكذا فوجئت بصديقي الدكتور صلاح بشير عندما أتصل بى بعد طول غياب ليكون موضوع محادثته عن مضت هذه المجنونة التي غادر السودان وهو عاشق لها وزاد عشقه بها مع انه لم يعد قريبا منها علي عبر الأثير صوتا وصورة من مختلف الأجهزة الإعلامية. والدكتور صلاح يختلف عن حال الكثيرين من عشاقها فلقد فتح عينيه وهو مولود صغير و وكان أول ما لمحته عيناه لحظة خروجه من منزل الأسرة ليطل علي الشارع وهو طفل دار الرياضة امدرمان كعادة أهلنا في حي وأحبتنا الهاشماب امدرمان والذين تتفتح أعينهم علي مضت هذه الدار والدايات والأخيرة ربما لا تستهوى الرجال فكان الدكتور صلاح منذ الصغر من رواد مضت هذه الدار بالنظر منذ الصغر يبحث عن دافع الجمع وهذا الذي يلقى فيها عصرا يوميا حتى انتقل من النظر لان يصبح من روادها المدمنين لينتقل بعها من ملعب لملعب في العرضة شمالا وجنوبا لسكون من زبائنها الزائرون عصرا وليلا حتى غادر السودان في حال الملف ظننا انه ودع عشقها حتى تكشف لنا إن عشقها لم يفارقه لم أكن أتصور إن صديقي الدكتور صلاح متابع وملم بكل صغيرة وكبيرة عن مضت هذه المجنونة التي لم تنتحر بإرادتها وإنما نحرت بأيادينا ممثلة في التدني العام لكل السودانيين مكوناتها ولكن ما تكشف لي عنه بعد محادثته الهاتفية لي انه ملم بكل تفاصيلها وان الحسرة أحكمت قبضتها عليه و لما انتهت إليه. صديقي الدكتور صلاح بعث لي بنسخة من رواية تمتد صفحاتها لمائة صفحة عبر البريد الإلكتروني ويا له من عجب الدنيا والتقنية ففي ثواني كنت استقبل الرواية ذات المائة صفحة عبر الايميل وعبر النت. وكانت دهشتي اكبر عندما اكتشفت إن الرواية التي يبعث بها لي تحمل عنوان (المجنونة التي عشقناها) والتي حسبتها وقتها إنها رواية لعشق إصابة في مجتمع أمريكا الشهير بالبدع ولكن لم اصدق آن روايته مضت هذه وان (المجنونة التي عشقناها) والتي احتار هذا المسمى لها ليست إلا نعيا للكرة السودانية وتوثيقا للمحن وليس المحنة التي إصابتها في حال الملف صور فى روايته مضت هذه كل السلبيات والسقوط الذي انتهت إليه فى عصرها الذهبي مقارنة مع خلقا وقيما قبل آن يكون فنيا داخل الملعب. وكل هذا قدمه في أسلوب أدبي رفيع في رواية من ثلاثين فصلا صور فيها كل ما يدور خلف الكواليس عن هذه المجنونة التي وأدت وبدون ذنب قتلت فلم يترك أي ركن من أركان الجريمة التي ارتكبت في حقها إلا وتناوله في فصل من فصولها. أختار لبطولتها شخصيات متنوعة بعضها من بقايا العصر الذهبي النقي وبعضها يمثل الفساد الإداري والإعلامي وما مثله اقتحام رجال المال من إفساد للطامعين في المال وانتشار السماسرة والسمسرة في شراء الذمم يستهدفون اللاعبين والحكام وعضويات الجمعيات والذين يتاجرون بالشعوذة لجني المال بالضحك علي رجال المال ولم يغفل (الكباري) للتلاعب بالمباريات كما انه لم يغفل منهم الخيرين الذين تاهوا وسط مضت هذه الأجواء من أصحاب النوايا الحسنة من رجال مال ومحبي الكرة وكيف غاب أثرهم في حال الملف آن الذين حملوا معاول الهدم والفساد هم الذين فرضوا وجودهم وقدم كل هذا في اسلون روائي شيق. أتمنى أن يوفق الدكتور في طباعة هذه الرواية كما وعد وان تجد طريقها للسودان وقبل ذلك أن تكون دعوة ليقظة ضمير ويا دكتور وكلت الله رفع قدمك وطلعك من بلا المجنونة فاتح أجهزتك ليه مش أحسن تفضها سيرة.
|
|
|
|
|
|