السعودية مازالت ( تزعُـــم) أن الإسلام دين ضد الوســــامة

Quote: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : فهذا بحث في قصة مشهورة في كتب التفسير والأدب والأصول والفقه ، وكتب الحديث ، وهي قصة نفي عمر لنصر بن حجاج من المدينة على إثر سماعه لتشبيب امرأةٍ قليلة الحياء به فالمفسرون والفقهاء يذكرونها في أحكام النظر والأصوليون يذكرونها في باب المصالح المرسلة والأدباء يذكرونها لطرافتها وحب كثيرٍ منهم لمثل هذه القصص والله المستعان واستغلها بعضهم للطعن في عمر رضي الله عنه وإليك سرد طرقها قال الخرائطي في اعتلال القلوب 802 - حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال : حدثنا محمد بن سعيد القرشي البصري قال : حدثنا محمد بن الجهم بن عثمان بن أبي الجهم ، عن أبيه ، عن جده ، وكان على ساق غنائم خيبر حتى افتتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سكة من سكك المدينة إذ سمع امرأة وهي تهتف في خدرها وتقول : هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج إلى فتى ماجد الأعراف مقتبل سهل المحيا كريم غير ملجاج نمته أعراف صدق حين ينسبه أخي حفاظ عن المكروه فراج قال عمر رضي الله عنه : أرى معي النصر ، رجلا تهتف به العواتق في خدورها ، علي بنصر بن حجاج . فأتي به فإذا هو من أحسن الناس وجها وعينا وشعرا ، فأمر بشعره فجن ، فخرجت له جبهة كأنها شقة قمر ، فأمره أن يعتم فاعتم فافتتن النساء بعينيه ، فقال عمر رضي الله عنه : والله لا تجامعني ببلاد أنا بها وذكر بقية القصة أقول : محمد بن سعيد القرشي البصري ضعيفٌ جداً قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :" محمد بن سعيد بن زياد القرشى أبو سعيد المصرى الاثرم سكن بغداد روى عن حماد بن سلمة وابى الاشهب وهمام وابان العطار وربيعة ابن كلثوم وخالد بن ابى عثمان وابى عوانة سمع منه ابى ولم يحدث عنه سمعته يقول هو منكر الحديث مضطرب الحديث ضعيف كان عفان اتكأ عليه. نا عبد الرحمن قال سألت ابا زرعة عن محمد بن سعيد بن زياد البصري فقال ضعيف الحديث كتبت عنه بالبصرة وكتب عنه أبو حاتم ببغداد وليس بشئ، وترك حديثه ولم يقرأ علينا" أقول : ومع ترك أبي حاتم ضعفه البخاري جداً في التاريخ فقال :" ولا يصح حديثه في حديثه نظر " وهذا تضعيف شديد ، وبقية رجال السند لا يعرفون لم أجد لهم تراجم ، إلا الجد فإنه مترجم في الصحابة وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/20) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال ومر عمر بن الخطاب في جوف الليل في زقاق من أزقة المدينة فإذا إمرأة تقول هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم من سبيل إلى نصر بن حجاج فأصبح فسأل عنه فوصف له فدعا به فإذا أجمل الناس فسيره من المدينة وقال إنما أنت أينما كنت فتنة . أقول : إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري كذاب له ترجمة حافلة في لسان الميزان للحافظ وقال ابن عساكر (62/21) أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن عبد الله الحاسب نا الحسن بن علي بن نصر الطوسي نا محمد بن عبد الكريم نا الهيثم بن عدي أنا مجالد وابن عياش عن الشعبي قال بينما عمر يعس بالمدينة إذ مر بامرأة في بيت وهي تقول هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج * وكان رجلا جميلا وقال أبو نعيم في الحلية (2/229) حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب، حدثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي، حدثنا محمد بن عبد الكريم، حدثنا الهيثم بن عدي، أنبأنا مجالد، وابن عياش، عن الشعبي، قال: بينما عمر يعس بالمدينة إذ مر بامرأة في بيت وهي تقول: هل من سبيل إلى خمر فاشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج أقول : الهيثم بن عدي كذاب له ترجمة حافلة في لسان الميزان قال ابن سعد في الطبقات (3/ 241) أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا داود بن أبي الفرات قال أخبرنا عبد الله بن بريدة الأسلمي قال بينما عمر بن الخطاب يعس ذات ليلة إذا امرأة تقول هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج فلما أصبح سأل عنه فإذا هو من بني سليم فأرسل إليه فأتاه فإذا هو من أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها فأمره عمر أن يطم شعره ففعل فخرجت جبهته فازداد حسنا فأمره عمر أن يعتم ففعل فازداد حسنا فقال عمر لا والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها فأمر له بما يصلحه وسيره إلى البصرة . وذكر بقية القصة أقول : عبد الله بن بريدة لم يدرك عمر قال العلائي في جامع التحصيل ص207:" عبد الله بن بريدة بن الحصيب عن عمر رضي الله عنه قال أبو زرعة مرسل" أقول : وقد تكلموا في سماعه من عائشة وأبي الأسود الدؤلي فالكلام في سماعه من عمر من باب أولى قال البلاذري في أنساب الأشراف (3/282) عن المدائني عن سحيم قال: دخل عروة بن الزبير على عبد الملك وعنده الحجاج، فكلم عروة عبد الملك بكلام فيه بعض الغلظة، فقال له الحجاج: يا بن العمياء، أتقول هذا لأمير المؤمنين ؟ فقال عروة: وما أنت وهذا يا بن المتمنية، يعني أن الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود، وهي أم الحجاج تمنت أنها على سطح فياح وعندها نصر بن حجاج فقالت: هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج " أقول : هذا فيه إثبات أصل القصة دون ذكر نفي عمر لنصر بن حجاج ، وهذا منقطع وسحيم لا يعرف ، والبلاذري قد روى عظائم في أنساب الأشراف والله المستعان وعليه فالقصة لا تصح فجميع طرقها واهية إلا طريق ابن بريدة وهو منقطع ، على اختلاف في متونها هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه