|
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! (Re: azhary awad elkareem)
|
بقعة الدّم ...
تتجّول في شوارع مدينه لا تكنّ لك أيّ مودّه في طيات قلبها المتورّم كأعين فتاة تذوقت طعم الخمر لأول مرةً ثمّ أفرغته في أقرب مرحاضٍ عام. أصوات المارّه والسيارات والباعه المتجولين, الّذين في الغالب يبيعون بضاعه مزيفه, تختلط كل هذه الاصوات برائحة البول الزرنيخيه في قاع حلقك فيعتريك شعوراً بالغثيان وتوابعه من إفراغ محتويات بطنك كُلّها في عجاله, أو تسرع من خطاك لتغادر تلك المنطقه المزدخمه بالسواح الّذين يبدوا علي وجوههم الغباء. يبحلقون في وجهك, ولون بشرتك, ومشيتك, وربما يشتهونك قطعة شوكلاتة تغطي أعالي نزوتهم البطنيه, أو ربما نساءً يبرقن بصدورهنّ رغبة تذّوق الطعم الإفريقي منك خبزاً حاراً طُبخ في شمسِ إستوائيةً تأكيداً علي أنّ منشأ الإنسان هو تلك القاره السوداء تماماً كمصير كلمات الإستحسان والمجامله التي تضيع بين همس الماره وصرخاتهم اللعينه ورائحة البيرة التي تتهادي أمام أنفك مع كل زفرة نفس ترتطم بك. تتمني أن تترك محتويات بطنك مُعلّقه علي حبلٍ قبل أن تغادر منزلك, أو تقتل كل خلايا الشم التي تسكن رأسك قبل المرور بذلك الشارع الذي يطلقون عليه شارع ( إسبرنج فيلد) أو حقل الربيع, وهو والربيع قطبي نقيض, برائحته الفجّه كلسان بحارٍ لا يملك إلاّ لغة المستنقعات حديثاً. ينطلق الشارع سيئ الذكر من سوق اللحم البقري ورائحته النيئة، متلوياً كأفعي, يمر بكل أماكن الخمر ومصانع البيره والأقمشه وبعض أماكن الرسامين وأستديوهاتهم التي يمارسون فيها الرسم والنحت والجنس والفرح البصري. تزيّن جانبي الشارع مقاهي صغيره للمأكولات الأسويه والسكاري ومدمني المخدرات و(المخخنجيه) والموامس اللاتي تنحسر سراويلهن الضّيقه مُفسحه عن أجساد هرستها ضربات الجّنس المدفوع ثمنه مقدماً, وتنعكس علي وجوههن أضواء الشارع الخافته فتري كل ألوان الدنيا تغطي وجوه عادية لنساء عاديات غدرت بهن أنياب الزمن وقسوته, وجوهن ككتبٍ مفتوحه تقرأ فيها كل اّلام الليل والنهار وتري فيها الحياه بكامل عتادها القاسي ######ريتها. فلا تستطيع منها فكاكاً,, ولا تقترب منها فتلتصق بها هروباً من ذاتك إليها.! في بدايةالشارع هنالك ملصق كُتبت عليه عبارة هكذا الحياه!. شارع إسبرنج فيلد المصاب بالمغص الكلوي يتلويّ ويعوي ويصرخ ويطن ويملأك برائحه لا تغادرك حتي منطقه أطلقوا عليها وايت شابل أو( الدير الأبيض) . تستقبلك وايت شابل بذراعين مفتوحتان وكأنها تريد أن تحتويك ولا مهرب منها إلا إشعال سيجاره أو الدخول لإحدي الحانات التي تهدهد أطرافك المتعبه بالضجيج والمجون والروائح البشريه و رائحة دماء الأبقار المذبوحه حديثاً. قاليري المنطقه كان ديراً عتيقاً يصلي فيه الناس كل أحد, يتهجدون فيه بأصوات خافته, خاشعه, يصبون الماء المقدس علي رؤوس أطفالهم ويشعلون الشمع بنفس الإنتظام كل أحد ولسنين عددا. ولكنهم لم يسمعوا بأحد قد شفي من مرضٍ عضّال أو أنّ هنالك نبوءة قد تحققت!. ففقدوا ثقتهم بالكنيسه. فأصبح رواد الدير, و بعض العجزه وفاقدي القدره علي النطق بأهوائهم وبعض الساسه الذين يريدون الظهور بمظهر الخاشعين وهم يقبلون الأطفال أمام الدير ويَعدون أهل المنطقه بما لم يعد به المسيح نفسه. حتي أتي يوماً قرر فيه أهل وايت شابل أن يغيروا وظيفة الدير إلي شئ أكثر تفاعلاً مع أهل المنطقه وسكانها, فأحالوا الدير إلي روضة أطفال وأُعطي راهب الدير وظيفة مُسلي للأطفال فقبل صاغراً. في الصيف يتحول الدير إلي قاليري لعرض أعمال فناني المنطقه ورساميها ومرقصاً في الأمسيات. قادتني قدماي المتعبتان إلي القاليري, هروباً من عواء الشارع ورائحته النيئه. كأنني إنتقلت إلي عالم أخر وفضاء أخر محمولاً علي رائحة إمرأة في بدايات الثلاثين من عمرها كانت تقف أمام قطعه فنيه ضخمه تكاد تغطي معظم جدران القاعه. وجهها تكسوه مسحةً هادئه, ناعمه, تصدر همهمة من يصلي أو من مرّ بتجربةٍ أصابت جسدها بخدرٍ عميق بعد إنفجارات بركانيه داخل خلايا الإحساس منها فتتمني أن لا تفيق من تلك التجربه أو يعتريها بركاناً اّخراً معبئاً جسدها بكل عنفوانه فيتركها جثةً هامدة, حامدةً ربّها بالّذه!. تلك القطعه الفنيه والتي تتكون من لونين فقط يشبهان لون الدم في كل درجاته الجارحه وتفوح منها رائحة الزيت, تتلوي أمامك وتتكور وتكاد تقطر حياةً هادئةً كنوم بحر في أحضان بحرٍ اّخر, جلس أمامها نفر من البشر في تعبدٍ صوفي تسيل من أعينهم الدموع كأنهم يواجهون القيامه. أما تلك الفتاه فقد كانت توزع علي المتفرجين مناديل حمراء لمسح دموعهم وتوصيهم علي تمام الصلاه والتعبد كأنها راهبةً لديرٍ يتعبد فيه عشاق الفن وملكوته المهيب. إهتزت الأرض قليلاً وإهتز معها الموجودين . وتمايلوا مع ميلان اللوحه كأنهم منومين مغنطيسياً أو مأخوذين بسحر من لا سحر له. تجمّعت تلك اللوحه في شكل بقعة دم .. وسالت علي الأرض. قبل أن تصعد كل الاجساد التي أمامها وتختبئ داخلهم. ( قالوا قضي صاحبها شهرين كاملين وهو يلون عليها بلونين فقط, مستعملاً فرشاه صغيره في حجم قلم رصاص! رغم مساحتها لكنه لم يمل حتي كورها بقعة دم تصاعدتنا جميعاً).
تلك اللوحه من أعمال مارك روثكو...
إبراهيم كوجان ( المشواير المرعبة ...... ذات الأنين والوجع ....... وذات نطاقين..... وذات وذات .... هي موجعة ...... وملعونة بعبق ... حبيبات .....
ياخ والله هذا الفيرشن منك يا ود المشرف قاسٍ علي.... )
الكتابة أعلاه قديمة وغير منقّحة .. أعتذر ... إذ أنني لم أصبر كي أتداخل بعد غسلها !!!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-07-13, 00:27 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | هيثم طه | 04-07-13, 00:39 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-07-13, 00:47 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | فتح الرحمن حمودي | 04-07-13, 01:09 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | بدر الدين الأمير | 04-07-13, 09:33 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-07-13, 02:58 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-08-13, 02:18 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | فتح الرحمن حمودي | 04-08-13, 09:04 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | فتح الرحمن حمودي | 04-09-13, 00:14 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-09-13, 01:41 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | حبيب نورة | 04-09-13, 05:37 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | حبيب نورة | 04-09-13, 05:40 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | حبيب نورة | 04-09-13, 05:42 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | mohmmed said ahmed | 04-10-13, 04:54 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | azhary awad elkareem | 04-10-13, 11:19 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | ibrahim kojan | 04-10-13, 11:59 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-10-13, 04:03 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-11-13, 01:48 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-11-13, 02:00 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-11-13, 02:03 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | سلمى تاور | 04-11-13, 11:58 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-12-13, 00:11 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | بله محمد الفاضل | 04-14-13, 03:38 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | حبيب نورة | 04-14-13, 08:05 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | فتح العليم محمد أبوالقاسم | 04-15-13, 07:07 AM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | سلمى تاور | 04-15-13, 08:27 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-15-13, 10:01 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-15-13, 10:12 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | حبيب نورة | 04-20-13, 10:42 PM |
Re: عبير الأمكنة يا عبدالله على ابراهيم !! | محمد حيدر المشرف | 04-21-13, 00:39 AM |
|
|
|