فيصل القاسم، تريتا بارسي، وآخرون: كشف الحلف الإيراني الأمريكي/إسرائيلي

Quote: من نفحات "مشّائي"..! بقلم: عدلي صادق /سفير فلسطين بالهند كنا أمس، مع الشيخ ياسين الأسطل، في مؤتمر نظمته ـ كتظاهرة لدعم القدس ـ مؤسسة إسلامية لـ "تطوير وتنمية الأقلية المسلمة". حضر زميلنا السفير الإيراني، ومعه الصديق والزميل التركي. كان ترتيبي في الحديث، أسبق على الزميل الإيراني، فوضعتُ في الحسبان، أن الرجل سيرفع الوتيرة بعدي، ويشعلها ناراً خطابية حمراء، لا سيما وأننا في حضرة شيوخ كُثر. لذا ركزت على انتهاكات المحتلين في القدس، وأهلتُ عليها من الأوصاف، ما يليق بالصهيونية منذ نشأتها. وكانت الإضافة، تحسباً لخطاب محو إسرائيل من الخارطة؛ أن هؤلاء المحتلين، كلما نازعونا على حقنا المشروع، في أرضنا في الضفة، قدساً وغوراً وأراضٍ مستلبة لتجمعات استيطانية فاحشة؛ فإن جوابنا الطبيعي هو أن لا مشروعية لوجودهم في المشرق العربي قاطبةً. وحرصت على أن يكون الحديث بلهجة الإقناع لا لهجة الطنين..! غير أن زميلنا الإيراني، بدأ هادئاً كأنه يتمثل الهدوء الذي يسبق العاصفة الانتخابية في إيران. فقد استعرض المسائل الخلافية الفقهية، ودعا الى وحدة الأمة الإسلامية. أما فلسطين، فكان لها، عنده، حلٌ واحد، وهو أن يعيش المسلمون واليهود والمسيحيون معاً، متساوين في الحقوق. وقد غاب التفصيل، أي غاب إيضاح اسم خيمة الدولة التي سيعيش فيها هؤلاء. وعلى الفور، تذكرت الكلمات التي أرسلها قبلاً "إسفانديار رحيم مشّائي" المرشح الذي هو خيار "الحرس الثوري" الإيراني وخيار الرئيس محمود أحمدي نجاد، وباتت علامة فارقة تميز خطابه وهواه، عن خطاب وهوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فهو القائل: "إن الإيرانيين أصدقاء لكل الشعوب، بما فيهم الشعب الإسرائيلي، وخلافنا في الحقيقة هو مع الحكومة الإسرائيلية وحسب". وفي مناسبة أخرى، اضطر لمواجهة منقديه فزاد قائلاً: "نعم، إيران صديقة للشعب الأمريكي ولشعب إسرائيل، وأقول ذلك بكل فخر"..! من جهتنا، لا اعتراض على رأي "مشّائي" من زوايتن، الأولى أن له الحق في أن يطرح ما يشاء، والثانية، أن الرجل يمتلك حقاً آخر، وهو أن يلعب في السياسة مثلما يريد، بمنطق يمليه واجب الدفع البليغ عن شعبه، لتهمة العداء للشعوب. لكن وجهة التساؤل (وهنا يكمن حقنا) تذهب بنا الى استفسار: هل يقصد الرئيس محمود أحمدي نجاد، بخطاب المحو الذي اسمعه للعالمين، محو الحكومة أم محو الدولة بما فيها شعبها. المرشح الرئاسي "مشائي" يجزم بأن القصد يتعلق بالحكومة. عندئذٍ، لن تنزعج السيدة "شيلي يحموفيتش" رئيسة حزب العمل الإسرائيلي، ناهيك عمن هم على يسارها. ربما، في المقتضى السياسي، نرى إفادة من هذا الكلام، وهي أن تكف إسرائيل عن العويل الكاذب، تحسباً من انقضاض إيراني عليها، فتستزيد من السلاح المتطور، وتطلق قنابل دخان، لكي تحجب ممارساتها وتتظاهر بالعُصاب الوجودي، وتبتز أمريكا من خلال الإيحاء بأنها ستهجم على إيران، بدون تنسيق مع واشنطن، لإنهاء "الخطر" الإيراني" ما يجعل الأمريكيون يسترضونها بالمزيد من ضخ المال والعتاد، وبالمزيد من التغطية السياسية على المسرح الدولي. فقد كان وما يزال لخطاب الطنين الإيراني؛ تبعاته علينا، بأفدح ما جاءت به خطابات أخرى. العجيب، وهذا شأن إيراني لا علاقة لنا به؛ أن اصطفاء "مشائي" كان يزاوج بين المتناقضات. فقد اصطفاه صاحب الخطاب المرعد. ولا نظن أن الاصطفاء، كان بسبب زواج ابن الرئيس نجاد، من كريمة "نشّائي" ولا بسبب حفل الزفاف المتواضع، الذي أقيم، وتناول فيه المدعوون القليلون أطباقاً زاهدة، لا تتعدى كلفة الواحد منها نصف دولار، في منزل والد العروس المستأجر، ومنزل جاره صاحب العقار للسيدات. فكيف يتجاوز "الحرس الثوري" عن أسبقيات رجل حسم النظام أمره غير مرة، وقال فيه "محمد حسن أبو ترابي فرد" في العام 2009 "إن هذا الزائل حُكماً، لن يضطلع بمنصب مركزي. هذا هو قرارنا الاستراتيجي بشأنه، ويتعين عليه الاستقالة من منصبه كنائب لرئيس الوزراء" منقول-باختصار