خلف الظـــلال انصراف ..إنمــا دون استئذان محمد الأمين على المبروك : الزمان : مارس 2011 المكان : " البلادُ التي طالما غنيتُ لهودجــها البدوي مبصراً وضريراَ ... " (1) العمل العام او السياسة ليس قدر مقدوراَ ، وتأبيدة ابديّــة ، السياسة فعل اختيار وتطوع من اجل أهداف عليّا لا يتم انجازها وتحقيقها إلا جماعياَ .. اهداف عليّا تفيد الجموع لا طموحات شخصية تفيد الأفــراد ! ومن محاسنها انه يمكنك تركها متى شئت ! وإن كنت اختبرتها لسنوات وتمعنت نتائج الإختبارات فإلتزم النتيجة .. خاصة اذا كانت سالبة او دائرة .. دائرة مفرغة ! ولك خيار إن تواصل مع القطيع في رحلته الحتمية نحو الهاويّة .. والبعض يرى ان يقدم بعض النصح من ضحى الغدِ .. قبل ان يغادر غُزية تمشياً مع رأي دريد بن الصُمــة " نصحتهم نصحي بمنعرج اللوى .. وهناك من ينسحب بهدؤ ... وهناك من يقدم رجلاً ويؤخــرها ، وثمَة من يختفي ليظهر أوان الغنائم ، والناس حتى في خروجهم .. مذاهب وفنون . والحال كذلك ... فستجد في حتى في طريق الخروج عجائبا وغرائبا و ..عِبّر ومن عجائبها ان يصدم موقفك الجديد من هم حولك سواء كانوا اصدقاء او اعداء في معايير الموقف السياسي الذي كنته .. يقررون لك ويحكمون عليك وفق ما يتصورون هم لا انت .. على طريقة "كــلام الأول ما بتحول " .. خاصة اذا وضعوا لأنفسهم مشاريعاً وكنت انت – دون ان تدري- احد الذين سيكونون "وقف" وترس في عجلتها ... وهؤلاء من النوع الذي يحسن الظن في ذكائه ودهائه .. وهذا غباء.. فالدهاء والذكاء لا حدود لها وهي بحار وتفانين ! : (2) السياسة فعلٌ حازق وناجز وجاسر ، وما دون ذلك صراع ديكَة .. كانت لعبة الأذكياء في زمن مضى ولا زالت في العالم من حولنا هي كذلك ! إلا عندنا اذا دخلتها فأول ما تفعله ان "تخلع عقلك فإنك بالنادي المطبَّل طوى" واخـــلاقَك (إن وجدت اصلاً ) وهي عندنا سباق يتوجب عليك عرقلة من بجانبك كي تصل للميس .. وهذا غباء . فالمجال السياسي الذي يعجز ان يوفر للجميع مساحة ليجدوا انفسهم ليس جديرا بأن يكون شيئا .. ! وإذا لم تستطيع توظيف ما هو متوفر من عناصر قوة فاترك الأمر لمن يعرف ! لأن النتيجة ستكون كارثية حينما يتحولون للعراك داخل الجحر .. داخل الجحور التي انهكت الكادر الحزبي وهو يحفر ويترس لبعضٌه ليل نهار .. (راجع حِلَة ابوالحصين) (3) وفي بلادنا .... آوهي بلادنا ؟ في بلادنا السياسة ليست لنفع الناس وبناء مستقبلهم وحفظ كرامتهم بين الأمم لا بل هي من وسائل كسب العيش ومن المهن التي تعطي الإنسان فرصة ليعود الى الغابة كأذئب ما يكون .. وكأرخص مايكون .. عالة لا إضافة لبلدٍ ينؤ بفقره يحتاج لمن يسنده لا من يتكئ عليه ! وهي مجال خصب لتفريق شحنات الأحقـاد والحسد والكراهية التي شحنوهم بها وفق اوهام النخب المختلطة بأ وهام البيوت والعشائر والقبائل ! و"كل يدعى نسبا بليلى " ... ولو إنتسبنا – وهو نسبٌ في العالمين عريق – لما فعلنا شيئا سوى خســران نهجٌ نعتنقــه ! : وعلى كيفــي اخــرج منها لا استأذن احدا كما دخلتها ولم استأذن احدا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة