|
Re: ميرلوبونتي ....وزيف عالمنا الإفتراضي (Re: Sinnary)
|
ميرلوبونتي منطلقاً من الفلسفة الظواهرية التي دعا عبرها إدموند هوسرل أستاذها الأول وأستاذ هايدجر إلي أن نستقل في معارفنا عن كل ما سبقنا من معارف ونقارب أي واقعة إبتداء من قصديتنا الجادة في التعرف علي الواقعة المعينة وما توفره لنا قدرتنا علي الإحاطة بالواقعة وفق كل الإمكانيات التي توفرها لنا الواقعة لمقاربتها والتعرف عليها فالمعرفة تبدأ في تواجدنا عند الظاهرة أو الواقعة والعقلانية هي عقلانية جسدنا الحاضر عندها والتي تولد عندها أي في لحظتها ..يؤشر ميرلوبونتي لأهمية تواجدنا الحي في العالم مع غيرنا من الناس والأشياء بأجسادنا وعقولنا وأننا لن نتعرف علي الآخرين فقط من كتاباتهم في الأسافير أو ما نسمعه عنهم أو من الإشارات التي تسبق أسمائهم كالأستاذ والكاتب والدكتور والفنان ولكن من معايشتهم وأن علاقتنا لن تتوثق بشخص بقدرما تتوثق بمشاركته الحديث ، الأكل ، العمل والمناسبات الإجتماعية فالتواصل الحقيقي هو الوحيد الكفيل بتكوين إنطباع حقيقي عن الآخر مهما إختلفنا معه إلا أن ضرورة التعايش ستفرض مستوي من العلاقة والإحتكاك يقرب بين الناس أو نادراً ما يباعد بينها ولكن وفق معطيات حقيقية رغم أن ميرلوبونتي لا ينسي أن تقارب المكان هو في جوهره تقارب للأجساد وللمشتركات بمعني أنا وجاري نعيش خصوصية نفس الحي والبلد ونعاني من أشياء مشتركة في غالبها وتتوحد همومنا في غالبها إلا أن ذلك لا ينعكس بالضرورة علي أفكارنا لأن الآخر ليس مجرد شيء بل جسداً ووعي وأنا أري من الآخر جسده فقط وليس دواخله ولو أن الجسد في حد ذاته أداة إدراك بما يملكه من عينين وأذنين وحركة فبجسده يدركني ويدرك العالم الذي أشترك معه في إدراكه لأننا نتواصل مع الأشياء نفسها أي الشوارع نفسها المواصلات نفسها الطقس نفسه لكن لكلانا خلف الأجساد وعي وطرق تفكير لا يراها الآخر ولا يمكننا أدراك وعي الآخرين والذي تغذيه أشياء كثيرة مختلفة بيننا منها إستعدادتنا الذهنية،إختلاف التجربة بمعني البيوت التي نولد فيها ، معارفنا وصداقتنا إمتداداً منذ مرحلة الطفولة ثم مراحل لدراسة والعمل، علاقاتنا المختلفه وإهتماماتنا وبالتالي فأنا أعرف وأشترك في الوجود مع من حولي لكن يختص كل منا بالمعرفي والنفسي و هذا لا يعني أبداً ما رآه سارتر في الآخرين بأنهم الجحيم بل إدراكتنا الجسدية كفيلة بتحويلهم إلي نعيم ..يسمي ميرلوبونتي الجانب المادي في معرفتنا بالآخرين معرفتنا بوجودهم في ذاته الذي يشكل معي العالم الذي أعيش وأعرف أما الجانب الذي لا نستطيع الوصول إليه فيهم والذي هو وعيهم بوجودهم من أجل ذاتهم والذي يسبب الخلاف والإختلاف
|
|
|
|
|
|
|
|
|