|
Re: من صنع اوجد الجنجويد بدارفور ... الحكومة / الثوار / ام رفض الحوار (Re: ابنوس)
|
من سودانايل
دارفور ,, توحيد جميع الفصائل والإثنيات ,, طريق الحل أبو بكر القاضي [email protected] قررت الأمم المتحدة اعتبار عام 2004 عاما دوليا للاحتفال بمكافحة ظاهرة العبودية والرق, وقد اقيم الاحتفال بانطلاق هذه الحملة في مدينة كيب كوست الساحلية في غانا التي كانت احد اهم مراكز تجارة الرقيق في القارة الافريقية, ولعل أهم انجاز افريقي متوقع عام 2004 هو توقيع اتفاقية السلام السودانية والاحتفال بها في واشنطن, والاعلان عن انهاء اطول حرب في افريقيا (أكثر من 50 عاما) وهي حرب وثيقة الصلة بقضية الرق والعبودية, فقد ظلت الحركة الشعبية ومنظمات مستقلة عديدة تتهم الحكومة وعناصر عربية بممارسة الرق, والتشجيع عليه ضد القبائل الجنوبية, وقد كتبت عناصر شمالية يسارية في هذا الموضوع (محمد ابراهيم نقد), وموضوع إبادة الشعوب, وتحديدا شعب جبال النوبة, وشعب الغور والقبائل ذوو الاصول الافريقية في دار فور لصيق بقضية الرق في افريقيا, فالرق هو قتل واستلاب للإنسان, وتجريده من انسانيته وتحويله الى متاع ومال منقول متقوم, في حين ان الابادة هي استئصال شعب بحاله, ونزع ارضه, وحرق القرى, وقتل الأهالي المدنيين او تشريدهم واجبارهم على النزوح من ديارهم دون مراعاة لأي قيم سماوية وحقوق الإنسان! سنعالج موضوع دار فور في هذا المقال في اطار رؤوس المواضيع التالية: 1 ــ تقرير المجموعة السودانية لحقوق الإنسان حول انتهاكات حقوق الانسان في دار فور, 2 ــ رؤى ناضجة لبعض نخب عرب دار فور حول سياسة فرق تسد التي تمارسها حكومة المركز, 3 ــ لماذا لا تتحد الحركات التحررية في دارفور؟ 4 ــ لنا في تجارب جارتنا اثيوبيا عبرة, 5 ــ باول يربط سلام الجنوب بسلام دارفور, حقوق الإنسان في دارفور بهذه العبارات اختتمت المجموعة السودانية لحقوق الإنسان تقريرها عن دارفور ,, (اننا في المجموعة السودانية لحقوق الإنسان نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالتدخل العاجل وحماية شعب الغور وكل القوميات التي لها اصول افريقية من الابادة الجماعية), وقد صدر هذا التقرير في نهاية العام المنصرم, وقد عرف التقرير ــ بالجنجويد ــ مقاتلي القبائل العربية الذين أمدتهم حكومة المركز بالسلاح لابادة القبائل الزنجية والاستيلاء على أراضيها الزراعية, ومساهمتهم السابقة في القضاء على حركة داوود يولاد, وسماح الحكومة المركزية لهم في عام 1991 بابادة شعب الغور آنذاك, وكشف التقرير بالأرقام الأوضاع المأساوية «للعناصر الزنجية» في دارفور مستندا الى افادات حية: محمد نهيض صالح, معتمد محلية زالنجي عن مآسي المنطقة, رؤية أبناء القبائل العربية في دارفور للقضية اطلعت في موقع سودانايل على الانترنت على مقالين رائعين لابناء القبائل العربية في دار فور ــ من المغتربين ــ الأول لكاتبه عزت الماهري ــ كندا تحت عنوان «من اوجد الجنجويد بدار فور ,, الحكومة/ الثوار/ ام رفض الحوار؟», تناول تاريخ نشأة الجنجويد كمجموعة خارجة على القانون, وتناول أخطاء حركة تحرير دارفور مثل فرض الضرائب على القبائل العربية واعتقال الشيخ ميرغني عبدالله وثلاثة آخرين, وفي الجانب الآخر أشار الكاتب الى استغلال الحكومة لمثل هذه الظروف, واعلان العفو عن الجنجويد ونظمت معسكرات التائبين «من الجنجويد» وزودتهم بالسلاح الحديث بعد التدريب, ودفعت لهم المرتبات لابادة العناصر الزنجية في دار فور وغنم اراضيها, ونبه عزت المهاري الى «ان كل ما يدور في دارفور الآن كان بمقدور أبناء دارفور تجاوزه بالحوار وكان بالإمكان ان تكون ثورة دار فور الراهنة أكبر وأشمل ومتعددة المشارب وتضم في صفوفها كل الاثنيات, ولكن للأسف العنصرية طالت الطبقة المستنيرة من أبناء الاقليم», المقال الآخر للسيد محمد حلا أمّن فيه على ما جاء في مقال عزت الماهري وأكد فيه على نقطتين هما محور مقالة: 1 ــ الحوار لن يلغي الجنجويد بنيويا إذا لم نعترف بارتكابنا جرائم تصفوية غير مبررة لصالح «سلطة المركز», 2 ــ لا بد من ميثاق للتعايش السلمي بتفعيل الدوائر الصغيرة ومقاطعة الخارجين على القانون, وبشأن الحوار يقول الكاتب حلا: «الدعوة للحوار بين ابناء دارفور ضرورة ملحة لا يخرج عنها إلا خائن, وقصير نظر ولكن وفق فهم ومعرفة بجذور المشكل وتفكيك عناصره الموضوعية بشفافية وحياد واستنطاق المسكوت عنه في هذا المشهد لتفتيح معمياته بخيوط تقودنا الى وضع الاصبع على مكان العلة وليس مكان الألم», وخلص الكاتب محمد حلا في آخر سطرين من مقاله الى قوله ,, «لا لسياسة عربة وزرقة, نعم للسلام والأمن والاستقرار والتعايش وقضيتنا ليست سوى تهميش المركز لنا, وهضمه حقوقنا, المركز الذي استأثر بكل السلطة والثروة», انتهى, القاسم المشترك الأعظم بين ابناء القبائل العربية المشار اليهم أعلاه هو ادراكهم الواعي لطبيعة الصراع في الاقليم وسياسة المركز في استخدام ابناء القبائل العربية في حرب بالوكالة نيابة عن المركز, وللتاريخ أذكّر أبناء دارفور جميعا بأن الصادق المهدي قد استخدم ابناء دارفور عام 1976 لغزو المركز في معركة «المركز ضد المركز», استخدمت الجبهة الوطنية «امة + اتحادي + اخوان مسلمين» ابناء دارفور كوقود في هذه المعركة, وقد قامت حكومة المركز بإبادة ابناء دارفور الغازين بعد فشل المحاولة, ووصفتهم الحكومة آنذاك بـ «المرتزقة» حتى تجد المبرر الشرعي لهذه الابادة! لماذا لا تتحد الحركات التحررية في دارفور؟ توحيد القوى العسكرية والسياسية والاثنية في دارفور يعتبر أعلى مراحل النضج في العمل النضالي الهامشي ضد المركز, ولعلنا نذكر في هذا الخصوص ان احزاب الاتحادي وهي تناضل من أجل الاستقلال والوحدة مع مصر, قد سافرت للقاهرة وهي مفرقة, وتم توحيدها على يد المصريين, وأبناء جبال النوبة حتى عهد قريب كانوا مفرقين, وقد تم توحيدهم في جبهة واحدة باسم «الحزب القومي السوداني المتحد» في مؤتمر كاودا حسب افادة الاب فيليب غبوس من أميركا في 10 يناير 2004 حيث اعلن: «لا تراجع عن كاودا وحق تقرير المصير للنوبة», أكثر من ذلك فإن توحيد الحركات العسكرية الجنوبية قد تم بناء على طلب اميركا, فعاد د, رياك مشار الى قرنق ولحقه دلام اكول, يجب التنويه الى ان وحدة ابناء دارفور لا تهدد السودان ابدا, بل هي اول خطوة لحل مشكلة دارفور, أكبر دليل على ذلك هو أن اي اتفاق بين الحكومة المركزية مع اي فصيل لن يحقق السلام, وخير مثال لذلك سلام الحكومة مع فصائل رياك مشار واتفاق قشودة, مع استمرار الحرب ضد الحركة الشعبية, إذن, ان اي سلام جزئي او اتفاق لا يشمل جميع القوى في دارفور لن يكتب له النجاح, وهو لا يعني إلا اختراقا وكسرا لصفوف ابناء المنطقة, لنا في تجارب جارتنا إثيوبيا عبرة لماذا لا نتعلم من تجارب جيراننا؟ اثيوبيا عاشت القرن العشرين تحت هيمنة قبيلة الأمهرة, وقد وصل الاستبداد الأمهري قمته في عهد منغستو هيلا مريم, وقد قامت الثورات الاقليمية والجهوية والقبلية والدينية ضد الأمهرة, وتوصل الثوار بالاجماع الى ضرورة منح حق تقرير المصير للجميع في اثيوبيا بما في ذلك اريتريا وانتصر التقراي بقيادة الرئيس الاثيوبي الحالي مليس زيناوي, ولم يتنكروا لوعدهم والتزاماتهم بحق تقرير المصير, وصاغت شعوب اثيوبيا دستورها الذي ثبّت حق جميع الشعوب في تقرير المصير على أساس ان الوحدة يجب ان تكون وحدة طوعية, تم ذلك رغم ان اثيوبيا هي دولة المقر الدائم لمنظمة الوحدة الافريقية, على النخبة النيلية ان تدرك ان الكتوف تلاحقت, وانتهى الزمن الذي تتعامل فيه مع أطراف السودان المهمشة مثل أعواد الشطرنج فتضرب هذا بذاك, الشكر لأميركا التي فرضت سلام الجنوب وسوف تفرض سلام دارفور, في يوم الجمعة 10 يناير 2004 أعلن مسؤول كبير بالخارجية الأميركية ان واشنطن تريد ان تتوصل الحركة الشعبية وحكومة الخرطوم سريعا الى انجاز اتفاق السلام حتى يتمكنوا من التدخل معا ووقف المعارك في منطقة دارفور ــ غرب السودان, وأفصحت الخارجية الاميركية عن نية واشنطن ممارسة ضغوط أشد على الطرفين حتى لا يؤثر النزاع في دارفور على مفاوضاتهم, معتبرا ان ذلك قد يتحول الى كارثة عسكرية, وفي المقابل فإن ما هو وارد في الاتفاق بين الشمال والجنوب «يمكن ان يكون نموذجا لحل النزاع في دارفور», يتضح مما تقدم ان اميركا التي فرضت سلام «الشمال والجنوب» لها رؤية واضحة لحل مشكلة دارفور, وسوف تطبق في دارفور ذات المبادىء التي قام عليها سلام الجنوب, ان حركة قرنق التي ذاقت مرارة ظلم المركز لن ترضى بالظلم لأي اقليم آخر, وبذات الحماس والامانة والشهامة والوفاء الذي ناضل به د, قرنق من أجل انصاف أهل جبال النوبة والنيل الأزرق وايبي, فإن الحركة الشعبية سوف تنصف (وهي شريك في سلطة المركز, وهي هذه المرة شريك بحق وليست مجرد «طوبة» أو «ديكور») أهل دارفور, وابناء شرق السودان, لنحقق معا مشروع السودان الجديد, من كل ما تقدم أخلص إلى الآتي: 1 ــ ان مقالات عزت الماهري ومحمد حلا تبشر بمستقبل واعد في القريب لصالح شعوب دارفور, من أجل التعايش السلمي لأبناء المنطقة وتجاوز الاستلاب الذي يحاول المركز فرضه برؤية أمنية ضيقة الافق بسياسة فرق تسد دون أدنى مبالاة بالنتائج السيئة بعيدة وقصيرة المدى لما يلحق بالاقليم من ذلك, 2 ــ ان وحدة كافة ابناء دارفور «عربه وزرقه» هي الضمان لبقاء دارفور موحدة في اطار السودان الموحد, 3 ــ همسة أخيرة في أذني كولن باول وكوفي عنان: في عام 2004, عام الاحتفال بالنضال ضد العبودية, شعوب السودان, في الجنوب والغرب والشرق تقدر جهودكما نحو السودان, أكملا جميلكما
|
|
|
|
|
|