من صنع اوجد الجنجويد بدارفور ... الحكومة / الثوار / ام رفض الحوار
منذ ان تفجر العمل المسلح بدارفور وحتى الان يكاد لا يخلوا اي مقال او تصريح من قادة الحركة المسلحة في دارفور ومؤيديها من ايراد اسم الجنجويد كجزء من المعارك الدائرة هناك بل والاكثر حضورا في مسرح العمليات ، ومن خلال متابعتي اللصيقة للاحداث في دارفور كواحد من ابناء المنطقة ، اعود الان بذاكرتي لتاريخ بعيد عندما سمعت لاول مرة اسم الجنجويد او كما يلفظه اهلنا البدو ( جنجويت ) وهو يعني الخارج عن السلطة او بمعنى اقرب ( الما مسؤول ) ولم ياتي هذا الاسم من فراغ فقد كان اشهر خارج عن القانون في الثمانينيات القريبة هو صاحب الاسم الهمباتي ( حامد جنجويت ) الذي لقي حتفه في واحدة من المعارك مع الشرطة في تلال جبل كرقوا ، ولكن قبل هذه الحادثة اسس حامد جنجويت وهو ينحدر من قبيلة الشطيّة ، وهم قبيلة بدوية تعتمد رعي الابل والترحال .. اسس مجموعة من الخارجين على القانون في منطقة جبل كرقوا .. وجمعت هذه المجموعة علاقة المطاردة من الشرطة والملاحقة ببلاغات في كل اقسام الشرطة في بداية ظهور ظاهرة النهب المسلح .. ولا يعرف احد كم تضم هذه المجموعة او من هم ولكن المعروف ان كل من تطارده الشرطة يصعد الى جبل كرقوا وهكذا بدأت المجموعة تكبر ولحق بها اشخاص لا تطالبهم السطة الحكومية ولكن هنالك اسباب منها الفقر الطارد من القبيلة ، وكذلك الاختلافات مع الادارة الاهلية واعرف اشخاص صعدوا جبل كرقوا لاسباب عاطفية تتعلق برفض زواج وما شابه ذلك .... تعاقبت الازمنة واصبحت هذه المجموعة نواة لمليشيا تسلحت من غنائمها ومن الحروب القبلية ، واذا عدنا للتاريخ القديم لا نجد لهم مثيل الا في صعاليك العرب . واكثر المواقف التي ظهرت فيها هذه المجموعة علنا كان ذلك في حفل للحكامة بت حسان الهلباوية في عام 1991 بعد الصلح القبلي بين الفور والعرب ، وعادت المجموعة الى جبلها ونسيها الناس وعاد بعض افراداها لمزاولة حياتهم العادية خصوصا اؤلئك الذين سقطت عنهم جرائمهم بالتقادم .. او بالعفو او بالنسيان ، وصاروا حكاوي حتى تفجر الصراع بدارفور في العام الماضي وانطلقت شرارة العمل المسلح في جبل مرة المجاور لجبل كرقوا ، وفاجأتنا مجموعة من الجنجويد ببيان تعلن فيه موقفها من العمل المسلح وتأييدها له وتدعوا فيه للتنسيق معها وحددت مطالبها بشكل مختلف ، مثل تعليم الرحل واستقرار البدو ، ومثل هذه القضايا لا يمكن لاؤلئك الشبان الخارجين عن القانون حتى وقت قريب ان يفكروا فيها او تخطر على بالهم ، وبعد تقصي واتصالات عرفنا انا هذه المجموعة اصبحت تضم في صفوفها خريجين ومعارضين وساخطين على الاوضاع من العائدين من ليبيا والعراق وغيرهم من الذين تقطعت سبل الحياة بهم ، وكان لزاما علينا نحن ابناء القبائل العربية المعارضين لسلطة الجبهة الاسلامية ان يكون لنا موقف من هذه المجموعة رغم تحفظنا على تركيبتها وصدقية موقفها من النظام ، وبالفعل بادرنا ببيان حوى مجموعة من ابناء قبائل العرب الرحل بشمال دارفور بعد التفاكر مع قيادات محلية وادارات اهلية ترى تجنيب اهلنا مغبة الدخول في صراع قبلي جديد او الوقوف بين الحكومة ومعارضيها ، وان تكون المواقف سواء كانت معارضة او مؤيدة فردية دون استخدام اسم القبيلة او الزج بها في الحرب الدائرة الان او اي حرب اخرى ، وبناءا على هذا صغنا بيان اوضحنا فيه رؤيتنا من الحرب الدائرة الان ، ( نشر بالميدان جريدة الحزب الشيوعي السوداني وسودانيز اون لاين ) وارسلنا منه نسخ اخرى لجهات كثيرة ، وتوفرت لنا قناة اتصال بالجنجويد او المجموعة المسلحة بجبل كرقوا قبل ظهور اسمها الحالي .. واكدوا لنا التزامهم بالتنسيق مع حركة تحرير السودان اذا توفرت قناة اتصال ... وبدأنا البحث عن قناة للاتصال عبر الكثير من الوسائل المتاحة والاتصال بشخصيات اعتقدنا ان لها صلة بما يجري او تستطيع توصيلنا ، ولكن باءت كل محاولاتنا بالفشل ، وكان النظام هو الاسبق فقد قامت الحكومة بفتح ما سمي بمعسكرات التائبين بنيالا والفاشر وكتم واعلنت العفوا العام عن كل الخارجين عن القانون او مرتكبي جرائم ضد افراد تصل الى حد القتل ، وفي ظل انعدام الرؤية واغراء العرض الحكومي باعطاء كل من ينضم الى تلك المعسكرات مبلغ مليون جنية وبندقية حديثة ومرتب خمسمائة الف جنيه ، والاكثر من ذلك الخوف الملازم للبقاء في جبل كرقوا اي وضع الجنجويد انفسهم بين نارين نار النظام والنار المجهولة القادمة من اعلى جبل مرة ، في منظقة متصدعة ومنقسمة اثنيا وحروب دائرة في كل الجهات بين القبائل ، كل هذا ادى ان تكسب الحكومة الرهان ، ونجحت في زرع المجموعة المسلحة في قلب المعارك والنجاح الاكبر انها وضعت بذلك كل القبائل العربية في دارفور في خانة الاستهداف من الحركة باعتبار ابنائهم مشاركين في الحرب ضدها ، وهذه حقيقة فكل المشاركين مع الحكومة خريجي معسكرات التائبين هم من ابناء القبائل العربية مهما كانت مبررات مشاركتهم ، وانا هنا لا اود تبرير موقفهم فهم الان يقاتلون في صف النظام ولا ادري في اي صف تقاتل قوات حركة تحرير السودان ، ولكني اود ان اوضح شيئ مهم في كل هذه المسألة ان النظام وجد مجموعة مدربة ومسلحة ووظفها في حربه والمعروف ان نظام الجبهة لا يتورع في استخدام اي اداة مهما كان الضرر الناجم من استخدامها في حربه السياسية لكسب المعركة ، ولا يراعي الضرر الذي ينعكس على النسيج الاجتماعي لدارفور ولا علاقات التساكن والتعايش السلمي ومستقبل المنطقة ولا يراعي القتل والتشريد الذي يتعرض له الانسان هنالك ووببساطة لانه نظام لا انساني ، لكن هل نحن ابناء الاقليم غير ملامين ، هل لم نعطي النظام هذه الفرصة ونحن نعرف انه يسعى لها وقد راينا كيف ضرب ابناء دارفور ببعضهم في تلك الحركة التي قادها داؤود يحي بولاد في بداية التسعينات ولماذا يتكرر نفس السيناريو كل مرة ؟ وتوضحيا وتخليصا للضمير لزاما علي ان اوضح كل شيئ فلم يعد هنالك ما نسكت عليه وقد احرقت بيوتنا وقتل اهلنا وتمزقت علاقاتنا التاريخية مع من نساكنهم ، ان كل ما يدور الان كان بمقدور ابناء دارفور تجاوزه بالحوار وكان بالامكان ان تكون ثورة دارفور الراهنة اكبر واشمل ومتعددة المشارب وتضم في صفوفها كل الاثنيات ، لكن المؤسف ان العنصرية طالت الطبقة المستنيرة من ابناء الاقليم وان الاهداف المعلنة في منفستو الحركة كل ينظر لها من زاويته الخاصة والضيقة جدا ولا تتعدى حدود القبيلة مهما كانت الشعارات ، وهذه حقيقة ادركتها من حواراتي مع كل ابناء الاقليم ، زملاء دراسة وزملاء عمل سياسيى وقادة كنا نظن انهم تجاوزوا حدود الادارة الاهلية لرؤية اعمق واشمل ، وسعيت ومعي آخرين من ابناء دارفور لادارة حوار نصل به الى نتيجة لايقاف نزيف الدم على الاقل وان نفكر في تحويل شحنات الغبن الناتج من ممارسات النظام والمتحالفين معه الى عمل ايجابي يوحدنا في قضايا واضحة نناضل جميعنا من اجل تحقيقها ، لكن المؤسف وهذه حقيقة مرة اعلنها ، ان هنالك من لا يملك حرية اتخاذ موقف بمعزل عن ما تقرره القبيلة ، وهنالك من يرفض حتى النقاش مع من ينتمي للقبائل العربية في دارفور ، وهنالك من يرى ابناء القبائل العربية مهما كانت مواقفهم السياسية مجرد زراع للجلابة في الاقليم ، وهنالك من يأخذنا بجريرة الاخرين ... وكل هؤلاء لا يفكرون بمنطق سياسي يقارن بين ما نكسبه بالحوار بيننا وما يكسبه خصمنا المشترك من هذه القطيعة التي بيننا الان ، واذا عدنا لتوضيح الحقائق مجردة نجد ان حركة تحرير السودان وغيرها من القوى المسلحة في المنطقة اعطت زرائع للنظام لاستقطاب اهلنا وهم اكثر تهميشا من القبائل الاخرى في دارفور ، فحين وصلت الحركة الى منطقة غرير مارست اذلال واضح لمواطني المنطقة ، وتمثل ذلك في فرض ضرائب مالية في مورد الماء على كل ماشية العرب اثتثناءا ، ثم اعتقلت الشيخ ميرغني عبد الله وثلاثة من الشباب واخذتهم الى معسكرها ، ثم اعتقال مجموعة من ابناء العرب في سوق ديسا واتهامهم بانهم عملاء للنظام ، وجلدهم علنا في السوق ، ثم وصلت حد القتل المعلن عند دخولها كتم ، وكل هذا موثق في المنبر الحر بسودانيز اون لاين بتواريخ حدوثه ، هل يتوقع قادة الحركة وغيرهم ان النظام يفوت مثل هذه الاخطاء ، ام يجهل قادة الحركة طبيعة المجتمع الرعوي ، الذي لا تقام مراسم العزاء على قتيله الا بعد اخذ التار ؟؟؟؟ وهذا لا يعفي مرتكبي الجرائم اللاحقة من العرب او غيرهم من الفظائع التي ارتكبت في حق مواطن دارفور ، لكن ما اسوقه الان هو بحث عن اين الخطا واين نقف الان والى اين نسير ؟؟ وهل تسير الامور بهذه الطريقة الى ما لا نهاية ، هل علينا ان نعتبر ثورة دارفور بصيحات نصرها وبهزائمها ثورة لا تعنينا ؟؟ وانها مجرد ثورة تخص قبائل بعينها ، وبالتالي علينا الوقوف متفرجين او محسوبين بحكم انتمائنا الاثني في الاتجاه الضد ، ام هنالك رؤى جديدة يمكننا التوصل لها ويمكننا اعادة التفكير بعيدا عن ردة الفعل او العصبية القبيلة ، لان هذه لا توصلنا الا الى مزيد من الاقتتقال وتضييع كل الاهداف ، والامر ادخال القضية العادلة لانسان دارفور في نفق القبيلة الضيق وسيخرج النظام وحده المنتصر ، هذه دعوة مني لحوار شفاف وبصدق تام ، ودعوة لعدم التمادي في الخطأ وعدم تصوير واقع مختلف وتصديق حقائق لا وجود لها ، اعرف ان الواقع الان في دارفور فظيع ومر ، واذا لم نفطن لتدارك الامر فالقادم افظع وامر ، وان المجموعات المشاركة مع النظام لا تمثل مجمل القبائل العربية في دارفور وما زالت القبائل هنالك كما هي لها ادراتها الاهلية ولها شيوخها وحكمائها ونحن ابنائها ولنا ما نقوله في مثل هذه الظروف العصيبة ولنا رؤيتنا ... فهل يمكن ان نجد من نقولها له ؟؟ ويظل السؤال بعد كل ما سقته اعلا من الذي صنع الجنجويد .. نحن ام هم ام انتم ؟ (عدل بواسطة ابنوس on 01-08-2004, 05:42 AM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]