الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقلم: طاهر محمد علي //

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2015, 11:51 AM

مازن عادل النور
<aمازن عادل النور
تاريخ التسجيل: 07-07-2010
مجموع المشاركات: 712

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� (Re: مازن عادل النور)



    Quote:
    الأبيض عروس الرمال.. حينما تشع ذكراها
    بقلم: طاهر محمد علي ((الحلقة الخامسة))
    =====================
    تستمد هذه الحلقات عن المدينة العروس "الأبيض" ألقها من الدفع الذي لقيته عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف والصحف من الأحباب والأصدقاء الذين سافروا وهاجروا وساقتهم الأقدار بعيداً عن الأبيض ونحن منهم.. لكنهم لازالوا في القلب بكل جمال طفولتنا..ولمتنا...وأخوتنا، ومحبتنا...ومنهم من أرسل عتابه وعتباه الرقيقة يحسب أن النسيان طبع البشر فأرد لهم صدقاً أنني لم أنس أحد، فقط هو رقراق الدمع يشوش علي الرؤية.. والتذكار، حينما تعود بك الذكري والحديث إلى "الغرة"..
    وكل الناس الذين ذكرتهم والجاي عليهم الدور مشتهي أشوف وجوههم الطيبة.. التي أحفظ منها ملايين التفاصيل...أشم ريحة كل زول طالته عدم الشوفه، وبالتأكيد لم يطاله النسيان..
    أعود لإكمال مشوار الحكاوي ولازلت في الربع الأول أو حيّ السوق، في نزوعي إلى بقية الأحياء والأسر العريقة في المقالات القادمة.. اليوم سندخل أصغر الأزقة المطلة علي شارع النهود والتي يلقاك في بدايتها منزل التجاني فضل الله المجاور لعيادة علي عبد الرحمن ومنزل صبحي سيفين، وفي منزل التجاني حيث الضبط والربط والحزم من جنابو حافظ التجاني وشقيقه غالب ومحمدو، وهؤلاء جميعهم ضمتهم المهاجر في لندن وباريس.. ولم يبقى إلاّ خالد وطارق وأخواتهم العزيزات، مروراً في ذات المسار هناك منزل أحمد موسي، وأبناءه محمد "بجبوجي" لاعب التحرير المميز، وشقيقه مصطفي، والحاجة عزيزة، وأمنا ناهد وابنتها ندى، وحسن أحمد خيال وأنجاله عماد وقدورة.. ماهي إلا خطوات حتى تدلف بالباب الخلفي لمنزل آل عكاشة الذي يضج بالحياة، يلقاك هاشاً باشاً سعادة الكمندان موسي عبد الحفيظ والأبناء نزار وناجي وعادل "رحمه الله"، وكمال عوض عبد الدائم "الوزير" في ما بعد، وأبناء إبراهيم عكاشة الرشيد ومعتصم ومتوكل وشقيقتهم أمل..
    وفي المقابل منزل الجيلي مصطفي وقاسم الجيلي والرشيد ومحمد، وللرشيد حكاوية المؤنسة والممتعة في الوصف والسخرية وله تعصب في تشجيع الهلال، وعالمه مع الكشافة.. ويجاور منزل الجيلي مصطفي البيت الكبير لأل محمد آدم علي، الذي يتربع فيه الاسم الذي لا ينسي للإبداع والمتمثل في فاروق محمد ادم، الذي اشتهر باسم فاروق جيمس، لاعباً فذاً في الملاعب عرفته مدينة ود مدني وسيد الاتيام "الأهلي"، ولكن أقعده القدر علي كرسي متحرك فصنع بأنامله ما عجزت عنه قدميه، فقد جمّل كل لافتات المحال والمؤسسات بريشته وألوانه الزاهية، وإجادته للخط العربي، ليبصم علي كل الدروع والهدايا والأوشحة ببصمته التي بقيت معلقة علي كل الجدران والحوائط ، وظل فاروق محطة هامة للغاشي والماشي في شارع تقي يقصده الأحباب من الشعراء والمبدعين والفنانين والمثقفين ولاعبي الكرة وأصحاب المزاج العالي الذين يجدون السلوى والأنس والمؤانسة مع فاروق بضحكاته المجللة وطرائفه التي لا تنتهي.. ولا ننسى في هذا البيت الأستاذ علي محمد آدم، وحسن محمد أدم، وزملاء دفعتنا عادل حسن ومن بعده هيثم وهشام، والسيدة محاسن محمد آدم التي عرفناها موظفة قمة في الانضباط في مجلس الشعب والمجلس التشريعي خلال عهدين للحكم في السودان..
    نعود إلى حيث دخلنا في الزقاق ليترآى لنا بيت العم خلف الله العوض "الشايقي الأصيل" المُترع بالمحنة والضحكة الحلوة .. خالد خلف الله وأسامة ومبارك كنجي - وأخواتهم الفضليات أسماء وسلامه وهويدا، ورندا وهيثم عثمان أشقاء الراحل هشام عثمان "ماسا" لاعب المنتخب القومي للناشئين وكابتن المريخ الأبيض وهم أحفاد خلف الله العوض
    وقد نكثر التفاصيل في بيت عمنا خلف الله لأن الصورة عندي ماثلة وراسخة، فهو ليس منزل عادي إنما نادٍ أو تجمع أو ركن نقاش، بيت صغير لكن معناه كبير فيهو صالون علي اليد الشمال.. وعلي اليمين الحمام، بتعمل تعريجة يمين عشان تدخل جوه بتقابلك صالة معروشة بلدي وجوارها أوضة، وفي واحدة تانية علي راكوبة ومطبخ.. كمان بالحيطة في ناس عمك جمعة.. وأولاده علي وحامد جمعة .. يقابلك عمي خلف الله بعراقي خفيف وسروال تسبقه الابتسامة، وعلى لسانه أتفضل كنجي لآاا جوه، وهشام مشي التمرين.. وأسامة قاعد.. البيت مليان بالضحكات والحيوية التي لا تغيب عنه.. للضيوف والزائرين والمحبين.. قدح الضيفان مليان والأزيار مترعة بالماء الزلال رغم شح الموية.. وأخبار المريخ وكابتن حضارة، والمعسكر المناوئ.. وكيس التمباك الدائر بين الرجال.. وصوت المقشاشة من عصرية بدري تكنس الحيشان.. والتلفزيون أبو كم بوصة مجيه علي التربيزة... وكبابي الشاي عند الشايقية لها طعم خاص يبقي في الحلقوم، بكل طعم النعناع والهبهان.. واسكت كِب إن كان شاي لبن..
    ياخي دي حكايات الناس البسيطة بتظل كدا حتى آخر العمر..والحنين الباقي من زمان. لسه في السطور ليهو قصة.. وأه من هذا الحنين وهذا الدفق وعبرة الحزن الممزوجة بفرح أن تكون لك مدينة تحرك فيك كل هذا الإحساس، وأمل بيوم بكرة لما تعود ليها وتفتخر بيها.. وتعود لشوارع المدينة الزمان .. والهسي البقت مسخ.. وتمرق علي الضل تحت النيمة الرامية قدام ناس أبو سيف ولؤي أبوزيد، وتغشي الزاوية التجانية الكائنة قدام ملعبنا.. لما تطير الكورة جواها كانت فرصة نلقط النبق.. ولحدي ما تجي الكورة أو يجي النبق بكونوا ناس الدافوري انجموا من الجري والتعب..واحدين مع المزيرة والموية والريقو ناشف، والباقين كل ستة في حتة..وفنايلنا كل واحده من بلد.. أخضر في ظهري علي أحمر...زفة ألوان وجمال منظر..
    تجي سهير قاطعة ووراها حاجة ستنا وحاجة سعيدة وحُسنة، وناهد هناك تلاقيهم عشان يمشوا يمرقوا مع سعاد أب سيف وسيدة بت بربر.. ونحن نوقف الكورة.. لما كبارنا يمشوا.. وقبل المغرب نشوف البجيب قوون الغلب منو.. عشان نمشي نصلي وبسرعة نغير هدومنا ، ما هو الليلة الخميس والأسر مجتمعة أولادا بمشوا السينما.. لكن نحن ناس الربع الأول بنخلي ناس الرديف وفلاتة وأمير يدخلوا الدور الأول.. ونحن نستمتع بالدور التاني.. أولاد وسط البلد وحي السوق.. كفاية كدا دا يوم الخميس وفيهو باقي ونسة دقاقة بنكملا في رأس الشارع لما الليل يضلم والعيادات يقفلوا.. نقوم نقطع ونثرثر لحدي ما السواري الراكب خيلو يجي ماري.. ولحدي ما السكارى يرجعوا نهاية الليل يسمعونا من هلاويسهم.. والراجعين من الذكر والنوبة والمساهرين يرجعوا لبيوتهم.. نحن السقد الما بنوم.. كيف ننوم ونحن أولاد الحلة وحراسا.. ولليل في الأبيض خواطر وشجن وبعض من حكايا الهزيع الأخير
    لم تكن جلساتنا العفوية الراتبة تخلو من سيرة كل سكان الحي، جلسات نقتنصها ليلاً في ذلك الشارع الأمين الذي حوى أسرار طفولتنا، وصبوة شبابنا، و"مراهقتنا"، شارع أمين عندما يضاء مساء تأتلق الثريات وتضج المدينة من مغاربها سرعان ما يفتر الشارع والأرجل التي تقضي حاجتها سريعاً في السوق الكبير.. وتهدأ الأنفاس المتعبة في سعيها الدنيوي الحثيث نحو المعيشة رغم بساطتها وسهولتها، ونحن سكان حي السوق كنا بمثابة قلب الدنيا ديا.. وعز الدنيا بينا.
    كانت سيرة الجميلات علي ألسننا، وأنا شاهد علي كل الخطابات التي ذهبت إليهن، كيف لا وقد كنت صاحب خط احسبه جميلاً، وملكة ربانية أهدانيها الله، أكتب خطابات الغرام والشوق لصديق العمر ليبعثه رقيقاً شفيفاً إلي محبوباته، فيفعل فيهن فعل السحر ليأتيني ثانية بالرد، فنعقد ورشة عمل مصغرة لكيفية ردّ الخطاب.. وهكذا كثيرون ربما أفضح سرهم بعد هذه السنوات التي مرّت وعبرت مياه كثيرة تحت الجسر، وكان في حلتنا وحيداً اسمه "كازانوفا" أو" المحلق" الذي صال وجال في ذلك المضمار، ولكني كنت مهندس معظم الخطابات المنمقة الجميلة التي ذهبت إلي أحضان الحرائر والحسناوات في حلتنا.. غفر الله لي تسهدهن وتقلب الشوق في عيونهن الساهرة.. أما أنا فكانت حبيبة القلب ضنينة، وشحيحة ولكن "أنا لفظ حرام في الغرام" كنتُ أهبها باقات الهدايا والدرر، وساعات الانتظار صباحاً ومساء.. ودفاتر الأشعار، والدموع التي في المآقي ..ربما كانت أحلام صغيرة وقتها.. وذكريات كبيرة بعدها.. لكنها الطفولة وكم شربنا من الطفولة أكواب من جهالات الصغار.. زرعنا الخطي بالخطايا.. فهل خطايا الكبار كالصغار؟!
    وبقي الحب الحقيقي الذي ظل مشتعلاً، عشق المدينة العروس التي تغنينا لها طوال العمر وأنشدنا لها من كلمات الشاعر عالم عباس:
    مولاتى: صرت أغنى وأغنّى وأغنّى.. حتى صارت نبضاتي إيقاعاتي
    والجوقة كانت قافلة العشاق على مرّ التاريخ
    ولقد غنينا حتى ترضين.. وبكينا حتى ترضين
    وتبسمنا يا مولاتي، فتبسمتِ.
    يا مولاتي
    وآخجلي من كلماتي
    أغدو كالمجنون السادر فى الأوهام
    وحنانك أنى، غير حنانك وهم’’ مرّ سراعاً..
    وتساقط عن ذاكرة الأيام
    الحكي الفيني يملا الكتب ويدفق.. ولسه الفي الجوف والقلب ما أنحكي وأنكتب.. شوفوا لي قصر مرفه، ونعيم دائم لا يزول، كان ما بقيت ليكم المتنبئ.. جملة قالها الشاعر محمد المهدي المجذوب.. وأنا بقول شوفوا لي راكوبة وسرير هبابي وزير مويتو منقعة، كان ما بقيت ليكم ود القرشي أو ود المكي "محمد المكي إبراهيم"..
    وديل أهلي، ولو ما جيت منكم وآآ أسفاي وآآ ذلي وآآ مأساتي.. كونوا طيبين لأن فيكم حكاوينا وماضينا..

    ((يتبع))


























                  

العنوان الكاتب Date
الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقلم: طاهر محمد علي // مازن عادل النور11-14-15, 11:15 AM
  Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:30 AM
    Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:36 AM
      Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:39 AM
        Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-14-15, 11:51 AM
          Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-26-15, 10:30 PM
            Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-26-15, 10:35 PM
              Re: الأبيض عروس الرمال حينما تشع ذكراها // بقل� مازن عادل النور11-26-15, 10:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de