أعمق أسئلة التأريخ !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2013, 09:09 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أعمق أسئلة التأريخ !!

    كنتُ ومازلت أؤكّد بأن الأسئلة أعظم قدراً من جميعِ الإجابات، ومن ثقوب الأسئلة تتسرّب قطرات المعارف التي تكوّن فيما بعد، محيطات المعرفة الكاملة . وليس من طبيعتي أن أغلق فمي حتى لا يكتشف الآخرون جهلي بأمرٍ ما، ولكني أسدّد رماح علامات إستفاهمي بمنتهى الدّقة، وهذا الشئ ساعدني والكثيرين في تكوينِ قاعدة بيانات تجعلهم لا يبدون سطحيين على الأقل، ولستُ أعني هنا الأسئلة الحصيفة وحسب، ولكن قد تتعجبون إن علمتم بأن الأسئلة الغبية ذات قيمة كبيرة جداً _ ودونكم الأسئلة التي يوجهها إلىّ بعض المصريين، من شاكلة : أسوان هي عاصمة السودان مش كده ؟ . ولأسوان أمران أحلاهُما مُر فيما يختص بهويّتنا التي أحترنا في أمرها وظلّ إختلافنا حولها، كإختلافنا حول الهلال والمريخ الذي يجعلنا أقرب إلى أطرافِ نقيض، ولكننا ننس أن كُتل الجليد سريعة الذوبان في وعاءِ الوطن بفكرته الأعمق والأجدر بالحوار والإختلاف الإيجابي . الأمر الأول يتعلّق بهويّتها التي شقّت نطاقيها مآلات الهوية الضاربة بجذورها في أعماقِ التأريخ، فهي سياسياً تتبع للقطر المصري الشقيق، ووجدانياً تغرّد وحدها . الأمر الثاني النظرة الدونية التي تواجه أهلها من كلا البلدين _ مصر والسودان، وهي على فكرة لم تعد خافية، ولكنها ستأخذ طريقها إلى السطح قريباً .

    في إحدى مشاويري اليومية التي تتفرّق دماءها عادةً بين الأرصفة والشوارع والزحام وعربات الأجرة _ في حالةِ أن يمُن الله علىّ بركوبِ الأسودِ من دوابِ القاهرة أو الأبيض _ وأحياناً أكتشف أن الحل يكمن في مترو الأنفاق _ وحدهُ لا شريك له . وإتخاذ المترو وسيلة للتنقلات اليومية يعرّضك لكثير من المواقف السيئة والطريفة في نفس الوقت، ولهذا السبب خصّصت المترو في الفترة الأخيرة كمصدرٍ لجسِّ نبض الشارع المصري، وآماله وأحزانه وخيباته _ بعد كثافة اللّحى التي بدأت تظهر على ملامحه _ وغاية أملي أن تصبح هذه اللّحى حشيشاً فتعلفها خيول الفلول _ وإن دعا الأمر أن يكون سائسها هو حبيب العدلي شخصياً . في المقعد المقابل كان يجلس رجلٌ خمسيني، لولا الملامة لكنت أحسبها سبعون أثقلت الخُطى، كان هذا الرجل يستمع بإنصاتٍ تام وسـخـط للحوار الدائر بحدّةٍ بين الشبان الثلاثة الذين كانوا يتناقشون بصوتٍ عالٍ عن أبو أسماعيل وخيرت الشاطر والمرشد، وغيرهم من العفاريت التي ظهرت في غفلةٍ من عيونِ التأريخ . كان يبدو أنهم من أنصارِ الإسلام السياسي، ولم يختلفوا إلا على تقسيم الأدوار فحسب ! . وبعد أن علا ضجيجهم وصراخهم، أنتفض الرجل الخمسيني وهبّ من مقعده زاعقاً وصرخ : هُوَ في أيه _ هُوَ مصر جرالها أيه ؟؟ . كان سؤال هذا الرجل المباغت القاطع هو دافعي لكتابة هذا المقال، وهو الذي جعل قاطرة الأسئلة تدور بنفس سرعة مترو الأنفاق وهو يسحق القضبان سحقاً إيزاناً بدخول محطة السادات . وستلاحظون فيما بعد أوجه التشابه بين الأسئلة مجتمعة .

    يحكى أن ( سعدية السوط ) التي عانت كثيراً في سبيلِ إكمالِ نصفِ دينها بالقدرِ الذي جعلها ساخطة ثائرة حتى خاف الناس أن تفقد النصف الأول منه، يحكى أنها أكتشفت سر البني آدم السوداني الذي يحب بالكيلو، ويعشق بالجرام، ويذوب ولهاً كلما كانت الأنثى من صويحباتِ القناطير المقنطرة " العفش واللحمة " . لم تكتشف ذلك السر وحدها، لأنه كان ذائع الصيت في ديار الشناقيط وعموم نواكشوط، لأن النساء في تلك الديار أبتدرن حملة ( وأعدوا لهم ما أستطعتم ) على طرائقهن الخاصة، ولهذا السبب قررت سعدية السوط أن تلحق السوق، ودخلت في معسكر مفتوح، ونفسٍ مففتوحة تأكل الزلط ولا تعاف حتى النطيحة والمتردية وما أكل السبع، بالإضافة إلى الأقراص والحقن وغيرها . وبعد فترةٍ ليس بالطويلة، جنت سعدية حصاد جهدها وإجتهادها، وأنهت معسكرها وخرجت من منزلها، وتزامن خروجها مع حفلِ عُرسٍ هائج وضاج _ يتبعها حِملها الثقيل . وعندما رأتها جارتها عائش دُهِشت جداً وفغرت فمها، وقالت لسيدةٍ كانت " مخلوعة " أيضاً : ده شنو وده جنسو شنو ؟؟؟ . وأنا أتذكر هذا الموقف الطريف أكتشفت أن سؤال عائشة هو من أعمق الأسئلة التي عرفتها في هذا الزمان، لذا من المستحب أن أدرجها في قائمتي التي بدا أنها ستطول حتى تبلغ الجبال طولاً .

    أسمحوا لي بأن أعود إلى الوراء كثيراً وأرجع إلى ذلك الزمان الذي لم نعرف إلا أساطيره وحكاياته التي أفاد منها التأريخ الأدبي، أكثر من ما جناه التأريخ السياسي، لأن التأريخ عندما يقترن بالأسطورة ويتم تداوله على ألسنة الشعوب، يكتسب بعداً أدبياً أكثر عمقاً وتأثيراً . ما يهُم أن السيّد يوليوس قيصر أحد أشراف الرومان، وأحد أبرز الشخصيات العسكرية _ على مستوى العالم _ فيما بعد ، وقائد جيش روما الذي عرف بأكثر الجيوش إنضباطاً. هذا الرجل الذي حوّل روما إلى مملكة وقضى على النظام الجمهوري . هذا الرجل سعى لتحسين ظروف مواطنيه قدر المستطاع، على الرغم من الطريقة الدكتاتورية التي أنتهجها في حكمه، لهذا السبب ولأسبابٍ غيره، كان له الكثير من الأعداء، ولم يعدموا السُّبُل في إزاحته من منصبه ومن الحياة، ولم يجدوا غير بروتس لكي ينفذ هذه المهمة _ ومن المعروف بأن بروتس كان يعتبر إبنا ليلوليس قيصر، الذي قدم له الكثير، وعيّنه في عدد من المناصب، ولكن كل هذا لم يمنع بروتس من تسديدِ طعنتهِ القاتلة على صدر سيده وسليل نعمته، فكان السؤال الختامي لهذه المسرحية ( حتى أنت يا بروتس ؟ ) هذا السؤال الذي ظلّ يردده العالم منذ ذلك الوقت وحتى الآن دون أن يمل من ترديده . الجدير بالذكر أن الإنجليزي وليم شكسبير وصف مقتل يوليوس قيصر بأنه ( أقبح عملية إغتيال بالتأريخ ) حيث ذكر بأن زملاءه في مجلس السناتو قاموا بطعنه بخناجرهم، وكان الإتفاق أن يطعنوه جميعاً حتى لا تقع تهمة الإغتيال على شخصٍ واحدٍ، وكانت طعنة الختام من نصيب بروتس، وهذه الخيانة العظمى جعلته في سجلِ الخالدين الذين لن ينساهم التأريخ .

    حكومة النخبة التي تتحكّم في أمر السودان، لا أجد لها وصفاً لائقاً أفضل من القول ( حكومة جابها الزمان وعجبها المكان وأحتار في أمرها الحيوان والإنسان ) . مياهٌ كثيرةٌ جرت تحت الجسر، وغيومٌ وسحائبٌ سوداء عبرت، ولم يهطل غيم الخلاص، وأهل السودان لشدّة حيرتهم، جلسوا في بيوتهم يراقبون الأمر، وكأنه لا يعنيهم، ولكن أعتقد أن الثورات الكبيرة يعقبها دائماً _ رضوخٌ تام، وكذلك العواصف، تجعلك تيأس من أمرها بعد أن تتظاهر بالسكينة، وعندما تهبّ لا تبقي ولا تذر . هذه الظروف مجتمعة هي من ألهمت سيدي الطيب صالح لكي يطرح سؤاله المباغت البسيط والعميق في الوقت نفسه _ من أين أتى هؤلاء ؟ . وبعد تنقيبٍ شاق ومضني في أعماق الأسئلة، وسبرٌ جهيد في أغوار المشكل، لم أجد أعمق من هذا السؤال، وللأسف الشديد _ الإجابة لم تبلغها حفْرياتنا بعد !! . شكراً سيدي بعد أن أربكت حسابتنا بهذا السؤال المربك، ولك أن تعلم بأنه أعمق أسئلة التأريخ بالفعل .

    الإجابات تبدو صعبة عندما يكون طارحي الأسئلة ليس لديهم موقف محسوم من قضيةٍ ما . وكل ما نخشى قوله يفتضح أمره حين نسأل عنه . هذه هي الحقيقة . وأوجه الشبه بين هذه النماذج التي أوردتها لا يخفى على فطنتكم، فمثلاً حين يتساءل الرجل المصري الخمسيني قائلا : هُوَ في أيه _ مصر جرالها أيه ؟؟ يمكنك أن تقرأ هذا السؤال متبوعاً بما حدث وما سيحدث في بلادنا المنكوبة، دون أن تجهد نفسك في تفسير الأمر . وعندما تتساءل عائشة بدهشةٍ : ده شنو وده جنسو شنو ؟؟ . ستأتيك الإجابة منقادةٌ تطأطئُ رؤوسها، راضيةٌ بالذبح، لأننا أستغرقنا في النوم، وعندما أفقنا وجدنا أن سعدية السوط نبت لها " شعر وقعر وأمورها أصبحت واضحة لمن يرى " ( جبتي من وين يا سعدية ؟ ) الله أعلم !! . هل كان بروتس هو أكثر الخونة الخالدين ؟؟ نترك الإجابة للقارئ، ولن تحتاج إلى فطنة بالطبع . وهل كان الطيب بعيدٌ مما جرى حتى نتساءل عن المعين الذي غرف منه هذا السؤال ؟؟ .
                  

العنوان الكاتب Date
أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-22-13, 09:09 PM
  Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-22-13, 09:10 PM
    Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-22-13, 09:11 PM
      Re: أعمق أسئلة التأريخ !! Elawad Eltayeb03-22-13, 09:49 PM
        Re: أعمق أسئلة التأريخ !! دينا خالد03-22-13, 10:10 PM
          Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-23-13, 01:56 AM
        Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-23-13, 01:51 AM
          Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-23-13, 02:08 PM
            Re: أعمق أسئلة التأريخ !! محمد عبد الله الامين03-23-13, 02:16 PM
              Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-23-13, 02:29 PM
                Re: أعمق أسئلة التأريخ !! Osman Musa03-23-13, 02:59 PM
                  Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-23-13, 03:17 PM
                    Re: أعمق أسئلة التأريخ !! Muhib03-23-13, 04:53 PM
                      Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-23-13, 11:25 PM
  Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حسن حماد محمد03-24-13, 02:58 AM
    Re: أعمق أسئلة التأريخ !! حبيب نورة03-24-13, 05:05 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de