|
وهذا ما سيحدث يا نافع مهما جمعت من سلاح وعتاد
|
كلمة الميدان March 23rd, 2013 ما معنى وضع دستور يحكم البلاد ؟!
في خطابه بمناسبة الاحتفال الذي نظمته قيادات قوات الدفاع الشعبي بمعسكر المرخيات بأم درمان على تمارين عملية لمعركة عسكرية نفذتها خمس مجموعات من كتائب البنيان المرصوص، أكد نافع علي نافع أن القوة والسلاح هما اللذان يحرسان راية الإسلام والمشروع الإسلامي، وليس الاقتصاد أو السياسة رغم دورهم.
وهي دعوة واضحة لبقاء النظام بقوة السلاح، وتأكيد لعدم الإهتمام بالتنمية الزراعية والصناعية والخدمية والسير في ذات الطريق الذي مشي فيه ما يقارب ربع قرن من الزمان وهو الطريق الذي قاد إلى الحالة الاقتصادية والأمنية التي يعيش فيها الشعب كل أنواع المعاناة، والأزمة العميقة التي تهدد استقرار وحدة السودان أرضاً وشعباً كما حدث للجنوب.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بكل اصرار على نافع وكل قيادات المؤتمر الوطني كحزب حاكم: ما قيمة وضع دستور إسلامي أو غير إسلامي يحدد الكيفية التي تحكم بها البلاد ما دام الحكم في نهاية المطاف لقوة السلاح.
هذا التصريح يؤكد أكثر من أي تصريحات مماثلة اطلقها قادة المؤتمر الوطني أن القضية ليست حماية الإسلام والمشروع الإسلامي. فإن كان كذلك فماذا فعلتم بالذين أكلوا أموال الحج والعمرة والزكاة ومال في سبيل الله وحللتم الربا، وجعلتم الفساد المادي والأخلاقي يستشرى أكثر من أي نظام حكم مضى منذ التركية السابقة ؟!.
هذه محاولة لخداع الشعب لإخفاء البرنامج الحقيقي الذي يستهدف مواصلة استقطاب السلطة والثروة في يد حفنة من الرأسماليين الطفيليين والمدافعين عن بقائهم في الحكم. ولهذا ليس صدفة أن يكون نافع من أكثر المدافعين بإستماتة عن هذا النظام.
إن الاستقرار والثقة التي يمنحها الشعب لأي نظام لا تؤخذ قسراً باخضاع الناس بقوة السلاح . ثقة الشعب تأتي بالعدالة والتي تستجيب لمطالب الشعب واحتياجاته الضرورية وليس بالاستعداد لضربه وقتله عندما يضيق به الحال ويمسك الفقر والجوع والمرض بتلابيبه بمثل الحال الذي عليه الآن.
الدافع الأساسي لهذه التصريحات هو الأحساس العميق بالخوف والهلع الذي يحسه نافع ويمسك بخناقه هو انتفاض الشعب ضد النظام والإطاحة به.
وهذا ما سيحدث يا نافع مهما جمعت من سلاح وعتاد، وفي التاريخ القريب لشعوب المنطقة عظة لمن لا يتعظ. هذه حتمية التاريخ التي لا راد لمشيئتها طال الزمان أم قصر.
http://www.midan.net/almidan/
|
|
|
|
|
|