|
Re: حزمة حكاوي ابن البلد (Re: درديري كباشي)
|
يعود الخزين من عمله عصرا لوجبة الغداء
يجد ضيوفا جدد في الديوان مع بقاء القدامى كما هم ..
يرحب بهم يسألهم عن حالهم ... يشكون له له الفاقة ملمحين في انهم يتعشمون في اكثر من مجرد ضيافة منه ..
يسأل الله لهم الرحمة والفرج من الله دون ان يفصح او حتى يلمح الى ان صرفه هو دخل في اللحم الحي اي رأس المال .. وبدأ يبيع جزؤ من املاكه ليطعم هؤلاء الضيوف مرة قطعة ارض ومرة دكان في الشجرة وتارة كشك في الفرع ..
لم يشكو لاحد بل ظل هاشا باشا ..
كثيرا ما نام في الكنبة بالصالون عندما تبلغ الزروة زروتها ..
يستعجل ام العيال في طعام الغداء ..كان يذبح خروفا كل يومين تقلص حتى اصبح اسبوعيا ليكتفي الى كيلوا لحمة يوميا يرسل له الجزار ويقيد في الكراسة ..
في لحظات تناول الوجبات يدور حوارا كثيرا للضيوف حول غلاء المعيشة وانه دخلهم اصبح لا يغطي الشهر ...
والعلاج والمرض يحدث فجوات في ميزانياتهم وجروح لا تندمل
حتى الفكي في القرية رفع سعره عندما وجد نفسه تحول الى بديل استراتيجي ..
رغما عن ذلك كان الخزين سعيدا اذ لازالت جينات الخير عنده فعالة ..
وكثيرا ما هدأ زوجته الشاكية الباكية التي قالت انها كبرت قبل يومها في خدمة عدد من الناس لاحصر لهم ..
اللوري يغيب زائرا والقرية ترسل الف زائر ..
كثيرا ما قال لها كله برزقه وثوابه
فهو يعزي نفسه قبلها
الى ان يوم بعد ان عشى ضيوفه فطيرا باللبن واستوى كل الضيوف على اسرتهم بل حتى على الكنب والسجاد
اذ كان في ذلك اليوم زروة الزروة ..
وقف في الباب الفاصل بين الحوشين يهمس لزوجته مزهوا بهؤلاء الضيوف الذين رموا انفسهم على الاسرة مستمتعين بنسيم الليل والفطير واللبن وبطونهم الممتلئة .. يقول لزوجته بكل فخر تتصوري يا فاطمة ما لاقي مكان انام فيه ..
تقول له : تسلم يا عشاي خليني اروح المخزن اجيب لك شوال السكر الفاضي تنام فيه ..
تغير وجهه كانه لسعته عقرب او ادخل يده في علبة الكهرباء بالخطأ ..
- تعالي قلتي تجيبي شنو ؟؟
- قالت قلت لك شوال السكر الفاضي ..
- شوال السكر ؟؟؟ هو كمل .؟؟؟ الجبناه قبل يومين ؟؟ الخمسين كيلو ؟؟
وبدأ صوته يعلوا رويدا رويدا لدرجة جعلت بعض الضيوف يتململون ..
لولا لحقت به فاطمة واضعة كفها في فمه قائلة :
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس
الضيوف ما يصحو ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|