|
من أي رحم تولد الحركات الإسلامية؟؟؟
|
في دولة المدينة عهد الرسول (ص) كانت المدينة عاصمة الخلافة الاسلامية هي مصدر اشعاع الدين الاسلامي في كافة ارجاء العالم الاسلامي المتواضع آنذاك، وفي صدر الاسلام عهد الخلافة الراشدة كانت الامصار التي طالها التوسع الاسلامي تدين بالولاء والطاعة لعاصمة الخلافة وتستمد منها العلم والقوة مباشرة حتي عهد الدولة الاموية العباسية التي دب الضعف في آخرأيامها، وتشكلت الدويلات الاسلامية التي ماانفكت تقاتل بعضها البعض حتي تلاشت الدولة الاسلامية ذات العاصمة الموحدة الملهمة للبقية. قامت حركة الاخوان المسلمين في مصر التي أسسها الشيخ حسن البنا في مارس عام 1928م كحركة إسلامية تحت شعار (الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا".)، برؤية قطرية وعالمية، تقوم مقام عاصمة الخلافة الاسلامية، وتعمل علي نشر تعاليمها في كافة ارجاء المعمورة، وفق سياسة يضعها المركز، وفعلا حققت الحركة انتشارا عظيما واستقرت الفكرة في اكثرمن سبعين قطر وهي في ازديا، ومن ابرز نجاحات الاسلاميين وصول الجماعة الي سدة الحكم في الجزائر لكنها لم تسلم من انقلاب اطاح بها وجاء بنظام ديمقراطي استبعد الحركة وضيق عليها. وفي السودان عملت الحركة الاسلامية -التي تمتد جزورها لحركة الاخوان المسلمين التي دخلت السودان في اوخر الاربعينات- وعملت علي ابتعاث المد الاسلامي السياسي بعد ان استولت علي السلطة في الخرطوم، فقامت بتقريب زعماء الجماعات الاسلامية في العالم وتهيئتهم لانفاذ المشروع الاسلامي الطموح، مستفيدة من انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي. الا ان المشروع لم يكتب له النجاح وذلك لضعف امكانيات السودان المادية والعينية في تغذية شريان الاهتزاز الاسلامي الذي يتطلب مقدرات فائقة ليستقيم له الوضع الاقليمي. مصر بعد الثورة التي اطاحت بنظام مبارك ووصول الاسلاميين الي السلطة (عبر صناديق الاقتراع) تعد الامتداد الطبيعي للاسلاميين في العالم ، ووصول حزب النهضة الي السلطة في تونس يصب في ذات المنحى، ونلحظ تململ الاسلامين في ليبيا التي انتفضت علي نظام القذافي وقد كان للاسلاميين رغم عدم وصولهم للسطلة ظهور واضح ، ومن المتوقع ان تشهد اقرب انتخابات في ليبيا بروز نجم الاسلاميين، وذلك نسبة لتنظيمهم الدقيق ووضوح هدفهم اضافة للشعار الاسلامي الذي يجد صدى في المجتمع الليبي الذي يدين كله بالاسلام. سيل الحركة الاسلامية مازال جارفا ويستهدف مجموعة من الدول التي كانت في منأى عنه ولم تسلم منه حتي الدول الخليجية التي تتمتع بقدر وافر من الرفه والعيش الرغيد. ويجب ان نفرق بين الاسلام السياسي والاسلام الجهادي، الاول تمثله حركات همها الانغماس في العمل السياسي واسلمة دواليب الدول (الاخوان المسلمين نموذجا)، بينما الثاني تمثله حركات تعمل علي فرض وجودها بالقوة وتسعي لطرد الوجود الغربي وثقافته من الدول الاسلامية (القاعدة )مثلا. والسؤال من أين تستمد هذه الحركات الاسلامية قوتها المادية والمعنوية، ومن أي عاصمة او حاضرة تنطلق، علما بان كلفة تنشيط العمل التنظيمي عالية وتحتاج دولة تصرف صرف من لايخشى الفقر. بعض الاصابع تتجه لدول في الخليج بعينها باعتبار انها الوحيدة القادرة علي توفير الدعم لهذه الحركات، وآخرون يتوجهون بجرءة الي دول غربية وبالتأكيد لم تسلم اسرائيل من الاتهام، والقصد من توفير الدعم العيني واللوجستي لهذه الحركات سياسية كانت ام جهادية يهدف الي اضعاف الحكومات وشغلها في ذاتها وانفراد الغرب واسرائيل بها بعد اضعافها وتفتيت وحدها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|