|
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: ناصر جامع)
|
Quote: حبذا لو اوردت ماتعتبره المفهوم الصحيح فى الجبر والاختيار اذ لى اهتمام مبكر بدراسة علم الكلام |
آسف جدا علي التأخير يا عبد القيوم, غالبا لضيق الوقت لا أدخل إلا البوستات العندي فيها مشاركات, لأرد علي المداخلات, أما هذا البوست راح من راسي تماما, حتي نسيت أن لي فيه مشاركة...نرجع لموضوع المداخلة, في الحقيقة سبب إعتراضي علي ربطك مفهومي الجبر والإختيار بالليبرالية, لأن موضوع الجبر والإختيار في خضم علم الكلام كان محاولة من المعتزلة بالذات لتفسير العلاقة بين العبد وربه, بينما موضوع الليبرالية معروف أنه شأن مجتمعي يتعلق بجدلية العلاقة بين الفرد والمجتمع, في نطاق عقد إجتماعي يمنع المجتمع من التغول علي حقوق الفرد وحرياته, ويحدد في نفس الوقت للفرد حدود ممارسة هذه الحريات والتمتع بتلك الحقوق, في إطار مجتمع سلمي آمن تحكمه دولة القانون. أما مواضيع علم الكلام كانت دائمة مثيرة للجدل, ولا يحبذ كثيرا الخوض فيها, لأنها من المتشابه, وتفتح للإنسان باب التشكيك, ولا يصل فيها الواحد لأي نتيجة, بل وتقود إلي التفكير في ذات الله (تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسي من قبل!).
في تقديري, أن غالب الآيات, وحكمة إبتلاء آدم, ثم جعله خليفة في الأرض, وأمانة التكليف, وبعث الرسالات, كلها تدعم حقيقة أن الإنسان وإبليس من دون خلق الله مخيران, وتخييرهما مرتبط بتكليفهما, والمسئولية عن كل ما يترتب عن إختيارهما إحدي النجدين (إما شكرا وإما كفورا), ولكن هذا الحق وهذه الحرية, أو بالأحري هذه الأمانة وهذه المسئولية, منحت بإرادة الله, وده معناه إنت ما بتؤمن وتكفر غصبا عن الله, بل بإرادته, بمعني المشيئة والإذن, مثله مثل الترخيص الذي تمنحه السلطات لمزاولة مهنة معينة, وعندما يختار الإنسان طريق الإيمان يتولاه الله ويقربه إليه بمدارج الإبتلاء, حتي يصل مصاف اليقين, ويشري نفسه إبتغاء مرضاته, ويسلم بالتالي مقود التسيير طواعية إلي الله, وكان حقا علي الله حينئذ نصر أوليائه. أما في المقابل إذا إختيار الإنسان الكفر, يفسح له المجال, ولكن لا يرضه له (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر, وإن تشكروا يرضه لكم), (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون), فيتولي الشيطان بدل ربه, فيذره الله في ضلاله وشأنه, ويعبث به الطاغوت ويعميه عن الحق, ويدخله في دوامة الشك والوساوس, ولما يعاند أكثر ويتمادي في كيده وكفره, يستدرجه الله بأن يسارع له في الخيرات, دون أن يشعر, حتي يظن أن النصر بجانبه, فينغمس في الضلال أكثر وأكثر, حتي يلقي الله, فيوفيه حسابه (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين).
لك التقدير
|
|
|
|
|
|