يبدو أن هناك فئة من مخلوقات الله تخصصت في فن عجيب هو إحراج الآخرين , ويبدو أن حصتي من الارتطام بهذه الفئة تفوق حصـة الأسد .. وربما الفيل ..
المحرجون يستمدون متعتهم العظمى , وربما الوحيدة , من إحراج الناس , يستمتعون بكل ثانية من الثواني التي يقضيها الضحية وهو في قبضة الحرج , وإليكم التفـاصيل :
محرج الذاكرة
وهذا الأخ العزيز يبدأ بسؤالك : - ما تذكرني ؟!
من الواضح لكل ذي عينين - ولمعظم العميان - أنك لم تتذكـره , ومع ذلك يمضي محرج الذاكرة متلذذاً بتعذيبك : - اكيد انك نسيتني.
وبدلاً من ان تصارحه بأنه لايوجد أي سبب منطقي أو غير منطقي يجعل من شخصه الكريم شيئاً قابل للنسيان تلوذ بما لديك من أدب طارف وتليد وتقول : - أعوذ بالله ! كيف انسـاك ؟
وهنا يغيب المحرج في نشوة عارمة من السـعادة وهو ينظر إليك مباشرة ويقول: - إن لم تنسني فقل لي من أنا !
ويحمر وجهك وتضطرب وتتلعثم ولا تعرف ماذا تقول؟.. ومحرج الذاكرة يبتسم في براءة الأطفال ويردد : - ما قلت لك ؟ نسيتني !
وتبدأ تفكر في إجابة إلا أنه يباغتك : - سبحان الله ! زمان ما له أمان ! يتكبر الناس على بعض وينسون بعض !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
محرج المعـدة
ترى هذا السيد السند عرضاً وأنت تعبر قاعة فندق ما , في طريقك إلى اجتماع ما , فينطلق صوبك كالقضاء المستعجل - كما يقول الأشقاء المصريون - ويصرخ : - موعد ! أعطني موعداً .
ويستطرد محرج المعدة قبل أن تنجح في العثور على مهرب ملائم : - الليلة ! العشا الليلة !
وتقول انت بصوت تحاول جاهداً ان تجعله نابضاً بالصدق : - للأسف عندي ضيوف الليلة .
تدرك بمجرد صدور العبارة أن محرج المعدة سوف يحكم الخناق , ولا يخيب ظنك : - ضيوف؟ أبرك ساعة , هاتهم معك .
بصوت بدأ اليأس يدب إليه تقول : أعذرني , ناس لا تعرفهم , ولا تنسجم معهم
ويتملظ محرج المعدة بشغف , ويضحك ويقول : - اتشرف بك وبضيوفك . أصحابك أصحابي . الليلة في المطعم الهندي اللي في “جلوستر رود”
تنظر إلى محرج المعدة وتوشك أن تبكي وأنت تقول : - شكراً شكراً ! لا استطيع . عندي معهم شغل خاص.
تدرك على الفور انك ارتكبت خطأ قاتلاً , ويرد محرج المعدة : - شغل خاص ؟ الله يهديك ! إحنا بيننا أسرار ؟ إحنا اخوان.
وقبل ان تقول شي يباغتك : - وين عازمهم ؟
تتقلص ملامحك وأنت تهمس بصوت ترجو أن لا يصل إلى سمعه : - في البيت
تقع في الفخ ! ويصرخ محرج المعدة : - خلاص . الساعة الثامنة انا عندك في البيت
ويغمى عليك وعندما تفيق تجد محرج المعدة يقول للجمع الصغير الذي اجتمع وهو يشير إليك بسرور : - الرجال قلت له باتعشى عندك ومات من الفرح !
|
|