إضطراب الملحدين (1-4) أ.د.جعفر شيخ ادريس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2013, 09:56 AM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إضطراب الملحدين (1-4) أ.د.جعفر شيخ ادريس

    اضطراب الملحدين (1-4)
    الشيخ/جعفر شيخ إدريس

    جماهير الناس منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا تؤمن بأن لهم وللكون حولهم خالقاً، وإن كان أكثرهم مع هذا الإقرار بوجود الخالق يشركون معه غيره في العبادة، فهم يؤمنون برب واحد وآلهة متعددة. لكن وجدت على مر العصور فئة قليلة من الناس تنكر حتى وجود هذا الخالق. وقد كثرت في عصورنا هذه نسبة هؤلاء الملحدين في البلاد الغربية، وكان لهم بعض التأثير على غيرهم من أصحاب الثقافات الأخرى؛ لأن الملحدين منهم لم يقصروا إلحادهم على أنفسهم بل صاروا دعاة له يحاولون نشره بوسائل النشر الحديثة كلها من كتب ومقالات ومحاضرات وبرامج إذاعية وتلفازية وغير ذلك.

    ماذا يقول الملحد للناس حين يدعوهم إلى الإلحاد أو حين يحاول أن يحتج لإلحاده؟ ليس لدعاة الإلحاد برغم دعوى العقلانية حجة واحدة هم متفقون عليها ولا سبب واحد يسوغون به إلحادهم وإنما هم في قول مضطرب وفي تناقضات ومغالطات يؤفك عنها من أفك.

    أكثر ما يلجأ إليه الملحدون في الاحتجاج لإلحادهم هو أن المؤمنين بوجود الخالق لم يعطوهم على وجوده حجة مقنعة. لكنهم حين يفعلون ذلك يفترضون أن الأمر الطبيعي هو عدم وجود الخالق، وأن الذي يدعي وجوده هو المطالب بإعطاء الدليل على وجوده. لماذا لا يكون العكس؟ لماذا لا يكون الأمر الطبيعي هو الأمر الذي يؤمن به جماهير الناس والذي يجدون له أصلاً في نفوسهم، وأن الذي يشذ عن هذا هو المطالب بالدليل؟ إن المؤمنين بوجود الخالق يعتقدون كما سنرى أنه لا تفسير لوجود الكون إلا بوجود الخالق. فهل يرى الملحد أن مسألة وجود الكون هذه مسألة لا تهمه وأن المطالبين بتفسيرها هم المؤمنون وحدهم؟ الواقع أن هذه مسألة تهم كل إنسان عاقل، فإذا لم يرَ في وجود الخالق حلاً لها فعليه هو أن يفسرها بشيء آخر يقول للمؤمنين إنه البديل عن وجود الخالق. وقد حاول بعضهم شيئاً من هذا لكنها محاولة بائسة كما سنرى.

    من أغرب ما قرأت من حجج الملحدين ما ذكره بعضهم من أنه رجل مختص بعلم النفس وله اطلاع على علم الأجناس (الانثروبولوجيا) وأنه نظر في ثقافات الشعوب فوجدها كلها بغض النظر عن مواقعها الجغرافية واختلافاتها تتضمن القول بوجود الخالق، وأنه استنتج من هذا أنه لا بد أن يكون لهذا الإيمان إذن أصل في النفس البشرية. قال لكنه ظل مع هذا ملحداً. أتدرون لماذا؟ قال إنه لم يجد لهذا الإيمان من فائدة! إذا كان يعني بالإيمان الإيمان الذي يقف صاحبه عند توحيد الربوبية ولا يتعداها؛ فربما كان قوله صحيحاً فقد قال الله - - عن إيمان بعض الناس: and#64831;بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إيمَانُكُمْ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَand#64830; [البقرة: 39]. لكن أهم نتيجة وأكبر فائدة - الفائدة التي تنتج عنها فوائد لا حصر لها - هي الإيمان بأن هذا الرب الواحد يلزم أن يكون هو وحده الإله الذي يستحق أن يُعبد. إذا توصل الإنسان إلى هذه الحقيقة وعرف ربه وأحبه وعبده كان هذا مصدر سعادة روحية له لا تعادلها سعادة؛ لأنه سيكون سبباً لـ. فهذه هي الفائدة الكبرى للإيمان بوجود الخالق. أما الذين لم يجربوا هذه السعادة فيقال لهم: هناك فوائد أخرى لعبادة الله بإمكانكم معرفتها.

    من هذه الفوائد البدهية أن الإيمان بالله - - يجعل للحياة معنى لأنه يجعل لها غاية كما يجعل لما بعد الموت غاية. إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في هذه الحياة من غير غاية ولذلك تجد كل إنسان في هذه الحياة مشغولاً بتحقيق غاية، لكنها غايات متكاثرة ومتضاربة ومؤقتة. فهذا طالب غايته أن يجتاز الاختبار، وهذا موظف غايته أن يرتقي في سلمه الوظيفي، وهذا رجل أعمال غايته أن يحصل على أرباح، وهذا باحث غايته أن يصل إلى نتائج باهرة في مجال تخصصه لعلها تنشر وتذاع وتكون سبب شهرة له واحترام، وهذا زعيم سياسي غايته أن يتبوأ منصباً عالياً في دولته، وهكذا.

    لكن كل واحد من هؤلاء إذا كان ممن يخلو إلى نفسه ويتفكر في مستقبله الحقيقي، قال لنفسه: ثم ماذا؟ ماذا بعد هذا؟ وماذا بعد الموت؟ وكيف الاستعداد له؟ حين تلح هذه الأسئلة على بعض الناس فإنهم يحاولون التهرب منها بالانشغال ببعض الملهيات وبتحقيق بعض الغايات القريبة.

    وإذا كان ذلك الملحد قد ادعى بأنه لم يجد للإيمان من فائدة فإن آخرين من شكله قد ذهبوا إلى أبعد من ذلك فادعوا أن الدين سبب لمعظم الشرور الموجودة في العالم. فهذا دوكنز الذي أشرنا إليه سابقاً والذي سنكرر الإشارة إليه، يعدد من ضمن الشرور الناتجة عن الدين وجود الحروب؛ الحرب العربية الإسرائيلية، وحرب أفغانستان وحروب أيرلندا وغيرها، ويذكر من ضمن هذه الشرور وجود الإرهاب والتعصب ويعقد فصلاً خاصاً يعدد فيه ما أثاره المسلمون في العالم كله من أنواع الاحتجاج على الرسومات الدنماركية. يكرر دوكنز في هذا كما يكرر في غيره من اعتراضاته على الدين ما سبقه إليه غيره من الملحدين.

    يجب أن يذكر أمثال هؤلاء كما ذكرهم غيري بأن أكبر حربين عالميتين أزهق فيهما من الأرواح ما لم يسبق أن أزهق في حروب قبلهما في تاريخ البشرية لم يكن لهما علاقة بأي دين، بل كانا بين دول علمانية غربية، بل إن الاتحاد السوفيتي كان تحت حكم حزب شيوعي إلحادي.

    وأن يذكروا ثانياً بأن غزو الدول الغربية لكثير من دول العالم واستعمارها لها إنما كان بسبب أطماع اقتصادية وتوسعية استغل فيها الدين استغلالاً بشعاً.

    وأن يذكروا ثالثاً بأن مثل هذه الحروب ذات الدوافع غير الدينية كانت معروفة في تاريخ البشرية كله. ألم تكن القبائل العربية مثلاً تتقاتل قبل الإسلام قتالاً عنيفاً بغير دوافع دينية؟
    وأن ينبهوا رابعاً إلى أن الأديان وإن كانت تشترك في القول بوجود الخالق، إلا أنها لا تقوم جميعاً على هذا الإيمان. إن أول ثمرات الإيمان بالخالق الإيمان بأنه هو وحده الذي ينبغي أن يعبد، لكن معظم الأديان المعروفة في العالم هي أديان شركية لا تجعل الله - - مصدراً لشرعها. ولذلك فإن جعل تصرفاتها معياراً يحكم به على وجوده - - منطق خاطئ. كيف وهي أديان مختلفة في هذه الشرائع، بل في أمور عقيدتها اختلافات تجعلها تتحارب وتتناحر؟ لكننا مع هذا نؤكد القول الذي سبق أن ذكرناه بأن الإيمان بوجود الخالق هو أساس الدين الصحيح، ولذلك فإنه لما كان العرب الذين بعث إليهم محمد من أكثر الأمم إيماناً بالله خالقاً رازقاً محيياً مميتاً؛ جعلت الرسالة المحمدية هذا الإيمان منطلقها في دعوتهم إلى عبادة الله وحده. هذه المكانة العظيمة للإيمان بوجود الخالق هي سبب اهتمامنا به.

    ونقول خامساً للمتعللين في إنكارهم لوجود الخالق بأن الأديان هي سبب معظم الشرور في العالمك هل تعنون أنه إذا ما صار الناس في العالم كله منكرين لوجود الخالق ولوجود دار آخرة يلقى فيها المحسن جزاء إحسانه ويعاقب فيها المسيء على إساءته؛ أن السلام سيعم العالم كله، وأن الناس سيعيشون إخوة متحابين متآزرين متسامحين لا يعتدي أحد منهم على أحد، ولا يطمع أحد منهم فيما عند أحد؟ أليس هذا من السذاجة البالغة والمغالطة الواضحة؟ أليس العكس هو ما يتوقعه كل عاقل متفكر؟

    كان ما كتبناه حتى الآن في هذا الموضوع بمنزلة طرق لبابه نرجو أن تتبعه مقالات أخرى نلج فيها شيئاً من جوهره فنتعرض لمسائل أخرى من دعاوى الملحدين مثل: استدلالهم ببطلان أدلة وجوده التي وجدوها في ثقافتهم على أنه غير موجود، ومثل: ادعاء بعض الدارونيين بأن نظرية دارون تغني عن وجود الخالق، ومثل: دعواهم بأن مكارم الأخلاق لا علاقة لها بالإيمان بالله تعالى.
    ________________

    الشيخ/جعفر شيخ إدريس
    اضطراب الملحدين (2-4)

    اضطرابهم في نقدهم لأدلة وجود الخالق:

    علَّل بعض الغربيين إنكارهم لوجود الخالق بنقدهم لما سُمي ببراهين وجود الخالق كما وجدوها عند بعض فلاسفتهم وعلماء دينهم. وأكثر هذه البراهين شهرة عندهم هي البراهين المنسوبة إلى قديسهم توما الأكويني Thomas Aquinas الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي، والذي كان قد تأثر كثيراً بكتابات علماء المسلمين وفلاسفتهم؛ ولا سيما الفقيه الفيلسوف ابن رشد، عليه رحمة الله. والبراهين المنسوبة إليه كانت في جوهرها؛ بل أحياناً في ألفاظها مأخوذة من كتابات المسلمين.

    ومن آخر مَنْ انتقد هذه البراهين الأكوينية وزعم أنها باطلة وجعل بطلانها دليلاً على عدم وجود الخالق: الداروني المشهور ريتشارد دوكنز Richard Dawking في كتابٍ له حديثٍ نال شهرة واسعة. حشد دوكنز في هذا الكتاب كلَّ ما عرف الغربيون من شبهات تشكِّك في وجود الخالق، وكان من هذه الشبهات: الزعم بأن الألدلة العقلية على وجوده أدلَّة باطلة.

    اختار دوكنز ثلاثة براهين لكنني سأختار واحداً منها فقط؛ لأنه انتقدها كلها نقداً واحداً.

    يقول دوكنز مقرراً هذا البرهان الذي أسموه بالسبب الذي لا مسبب له: (لا شيء يكون سبباً لنفسه. كل أثر له سبب سابق، وهكذا نجد أنفسنا مدفوعين إلى تسلسلٍ قَبْلي يجب أن يوقف بسببٍ أوَّل، وهو الذي نسميه الله)[1].

    ويقول دوكنز: (كل هذه الحجج تعتمد على فكرة التسلسل القَبْلي وتلجأ إلى الخالق لينهيه. إنها تفترض افتراضاً لا مسوغ له، هو أن الخالق نفسَه غير خاضع لهذا التسلسل. حتى لو سمحنا بالترف المشكوك في فائدته، ترفِ استحضار قاطعٍ للتسلسل بطريقة تحـكُّمية، وإعطائه اسماً لا لسبب إلا لأننا بحاجة إليه، فليس هنالك سبب على الإطلاق لإضفاء أيٍّ من الصفات عليه التي يوصف بها الله في العادة)[2].

    أقول: إن نقد دوكنز هذا يدل على أنه لم يفهم الدليل؛ ربما لأن تشبثَه بالإلحاد، واعتقادَه أنه لا يمكن أن يقوم دليل على وجود الخالق منعه من أن يتأمله، فتعجَّل في نقده له نقداً جائراً.

    إن جوهر الدليل، هو إثبات أن الكون حادث. وهذا ما كان ليوجد لولا وجود موجِدٍ غير حادث؛ فالدليل يقول: إن الحادث لا بد له من محدِث؛ فإذا كان سبب الحادث حادثاً فلا بد لهذا الثاني من محدِث وهكذا في الثالث والرابع وإلى ما شئت. لكن هذا معناه: أن وجود الحادث معلَّق على عدد لا ينتهي من الأسباب المحدَثة، وهذا معناه: أنه لن يحدث. لا بد لوجود الحوادث إذن من سبب أزلي غير حادث.

    لماذا لا يكون الخالق خاضعاً للتسلسل؟ أي لماذا لا نقول عنه كما نقول عن الحوادث: ما سبب وجوده، وما سبب وجود ما أوجده؟ وهكذا. هذا سؤال أراه في غاية الغباء؛ لكنه سؤال يكرره بعض عِلْيَة القوم المتخصصين بالفيزياء، كما فعل الفيزيائي المعاصر المشهور هوكنج. إنه سؤال في غاية الغباء؛ لأنه ما دام الخالق أزلياً غير حادث، فلا مجال للسؤال عن موجد له. فإذا قيل: من أوجده قلنا: لا شيء أوجده؛ لأنه ظل موجوداً منذ الأزل.

    يقول بعضهم: ما الدليل على أنه أزلي؟ ونقول كما قال من سبقنا من العلماء: إن الدليل على أزليته هو وجود الأشياء الحادثة التي ما كانت لتحدث - كما قدمنا - لو أنها كانت معتمدة في وجودها على حوادث مثلها. فوجود الحوادث هو الدليل على موجدٍ غير حادث.

    وقول دوكنز: إنه لا سبب على الإطلاق لإضفاء شيء من الصفات التي يوصف بها الله - تعالى - على السبب الذي يقطع التسلسل، هو من أعظم الأدلة على أن الكفر يُعمِي قلب الإنسان ويَذهَب بعقله. كيف لا يتصف بشيء من صفات الله، تعالى؟ ألا تدل الحجة على أنه أزلي غير حادث؟ وأليست هذه من أول صفات الخالق التي يعرفها كل مؤمن به؟ ثم إذا كان أزلياً فلا بد أن يكون أبدياً لا يزول، وهذه صفة ثانيةٌ من صفات الخالق، وهما الصفتان المعبَّر عنهما في القرآن بوصف الله - - بكونه: هو الأول والآخـر.

    وإذا لـم يكـن حادثاً فإنه لا يُحدِث آثاره كما تُحدِث الأسباب الحادثة آثارها بطريقة طبيعية لا إرادة فيها، بل لا بد أن يكون فاعلاً مريداً. وإذا كان مريداً فلا بد أن يكون حيّاً. وهكذا نستطيع أن ندلل على كثير من صفات الخالق الواردة في الشرع بأدلة عقلية. وهذا أمر قد عرفه كثير من أئمة أهل السُّنة؛ حتى إن بعضهم قال: إن صفة العلو يمكن أن تُعرَف بالعقل؟

    إن حجة التسلسل التي كنا ننصرها حتى الآن حجة صحيحة، لكن الحجة العقلية القرآنية على وجوده - سبحانه - أحسن منها، وأخصر، وأبين، وأبسط. يقول الله - -: and#64831;أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْـخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَand#64830; [الطور: 35 - 36].

    تقول هذه الآيات للمنكرين لوجود الخالق: إذا لم يكن هنالك خالق؛ فكيف وُجِدتُّم؟ هل جئتم من العدم، أم أنكم أنتم الذين خلقتم أنفسكم؟ ومن الذي خلق هذا الكون؟ هل كنتم أنتم الذين خلقتموه؟ فلا بد أن يكون الذي خلقه هو الله - - لأنه يستحيل أن يأتي من العدم ويستحيل أن يخلق نفسه.

    هذا الذي قلنا: إنه مستحيل عقلاً، كان أمراً مسلَّماً به عند كل العقلاء؛ من آمن منهم ومن كفر، لكن بعض علماء الفيزياء في عصرنا صاروا يقولون بإمكانه، أتدرون لماذا؟ لأن نظرية الانفجار العظيم أحرجتهم فصاروا مضطرين لأن يختاروا بين القول بوجود خالق للكون أو القول بكونه أوجد نفسه من العدم، فاختاروا هذا المستحيل هرباً من الاعتراف بوجود الخالق. يقول الفيـزيائي هوكنـج في كتـاب له حـديثٍ، كمـا روى عنـه مسـتعرضـو كتابه: (لأن هنالك قانوناً مثل قانون الجاذبية؛ فإن الكون يستطيع أن يوجِد نفسه من العدم، بل إنه سيفعل ذلك... إن الخلق التلقائي هو السبب في أن هنالك شيئاً، وليس لا شيء، وهو السبب في وجود الكون وفي وجودنا. وبناءً عليه فلا داعي للُّجوء إلى الله لجعل الكون يسير)[3].

    هذا كلام لو قاله شخص عادي لظن الناس أن في عقله خللاً. أليس قانون الجاذبية قانوناً في داخل الكون؟ كيف يكون إذن سبباً في وجوده؟ ثم ما معنى أن يُخلَق شيء من العدم؟ إن العدم ليس بشيء؛ فكيف يُخلَق منه أو به شيء؟
    ومن الغرائب أنه قبل ظهور نظرية الانفجار العظيم، كان أكثر ما يأخذه علماء الطبيعة والفلاسفة الملحِدون على الدين كونَه يقول: إن الله - - خلق الإنسان أو الكون من العدم. هذا مع أن فكرة الخلق من العدم - رغم ذيوعها - ليست مما جاء به الدين؛ فلا يوجد في الإسلام نص على خلق شيء من العدم. وكذلك الأمر بالنسبة للكتب (المقدسة) عند النصارى واليهود؛ كما تقول دائرة المعارف الدينية.

    اعترض كثير من الفيزيائيين، بل حتى من الملحدين منهم على كلام هوكنز ذاك فقال بعضهم: إنه حشره حشراً في الموضوع، وقال بعضهم: إنه إذا كانت هنالك مشكلة في وجود الخالق، فإن المشكلات الموجودة في نظرية الانفجار أعظم منها.
                  

العنوان الكاتب Date
إضطراب الملحدين (1-4) أ.د.جعفر شيخ ادريس احمد سيد احمد02-04-13, 09:56 AM
  Re: إضطراب الملحدين (1-4) أ.د.جعفر شيخ ادريس احمد سيد احمد02-04-13, 09:58 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de