فصل من رواية : ليالي دبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2013, 08:03 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فصل من رواية : ليالي دبي

    فصل من رواية : ليالي دبي


    "عندما يشرق الله فإنه يشرق للجميع
    إله المتوحشين متوحش
    إله التجار تاجر
    إله الصليبين صليبي
    حينما يكون السلام يكون الله
    كل إنسان لنفسه والله للجميع
    كل شيء لا يتجه إلى الله ضاع ".

    سرفانتس

    " يقولون أن الإنسان خلق من القذارة وحتما سوف يموت. ولكن الإنسان خلق من تراب متماسك جميل. لكن بعض الناس خلقوا من الحصى. بعض الناس يحبون أن يساعدوا العالم، والآخرون يتآكلون ويتبخرون ويتمنون لو أنهم هجعوا في صمت القبور".

    هنري لوسون – شاعر


    1

    تعتقد ماريا أن العقل هو الفضيلة التي تصعد بها الروح إلى مدرج الحبّ، لكنها ومنذ أن سافرت إلى دبي، لا تعرف أن تفرق جيّدا بين الحبّ والكراهية، مع حالة عسيرة انتابتها، بدأت معها النظر إلى الحياة بشكلٍ مختلف، في صورة لا تقرن الأشياء بما يدور حولها، بل بما يفترض أن يحدث في الحياة، بما يجب أن يتم من خيارات وفرص، حتى لو كانت هذه الفرص ملفقة ولن تؤدي لنتائج إيجابية .
    صعدت السلم ببطء، بعكس عادتها: العجلة والتحفز للدقائق القادمة. تصرفها بهذا الشكل، يعني أن هناك متغيرات من نوع ما يجري في حياتها.
    تتغير الحياة عندما يرى الإنسان الأشياء على نحو جديد، عندما يتخلص من حصار القلق، وينشد طريقته الخاصة في العالم، وفي زمن ثورة المعلومات، استطاعت الأدوات اختصار الأمكنة والأزمنة، لكنها لم تختصر المشاعر. تفهم ماريا ذلك جيّداً : هناك دائما أشياء فوقية، لا يمكن اختصارها أبداً، والحبّ من الأشياء الفوقية، بإمكاني أن أكون أنانية لدرجة غير متوقعة، لكن الأنانية ليست إلا شيئا فوقيا، هي مماثل للحبّ، لا مضاد له.
    جمعت ماريا بين الحبّ والأنانية، ولم تكن أنانيتها متعلقة بحبها، بل بذاتها المتورمة وأصابعها التي تثير إعجاب الآخرين. تردد دائما : الأناني مسامح وقادر على استيعاب العالم من حوله، وتظن أن معرفتها كاملة ووعيها متسع لمساحات لا حدود لها من الذكريات والحلم والبحث عن الفرص في الحياة.
    حدثت نفسها سرا : الحياة مملة، ولا فائدة أو رجاء يدفعان الإنسان للاستمرار في العيش، ففكرة الوجود الحقيقية مناقضة للروتين والملل.
    في أيام قليلة، ومنذ أن جاءت للعمل في الشركة المتخصصة بتصميم فساتين الموضة، شعرت بأن الملل لا يحاصرها حسب، بل يتمكن منها تماما، لا يصبح مجرد عادة، بل نوع من القدر الذي لا تملك إلا مسايرته.
    كلمة قدر - في حد ذاتها - تجلب القرف والإزعاج. عليها أن تنسى أن هناك قدرا، هناك فقط حظوظ جميلة، وأخرى تعيسة، قالت لزميلتها نادين في المكتب:
    - لو لم أكن مصممة أزياء، لكنت مهرجة سيرك .
    بالغت نادين في ضحكتها، وهي التي لا تحب الضحك. لم تكن ضحكتها متعلقة بما ذهبت إليه ماريا، بل لتذكرها صورة المرأة العارية ذات الفخذين الأبرصين، التي رأتها ليلة أمس في التلفزيون، بإحدى المحطات الفرنسية، تلعب في حلبة السيرك.
    ماريا معقدة، ولا تثق بالآخرين، ردت عليها دون أن تفكر :
    - أنت تحتقرين حتى ذاتك، فكيف ستحبين الآخرين ؟
    تتحدث ماريا عن مشكلتها، ولم تكن تفكر كثيرا في الكلمات التي تتفوه بها، وقد أوقعتها هذه العادة في مواقف محرجة وعداوات كثيرا ، لكنها لا تكترث بشيء، أو تحاول أن تبدو كذلك. تدرك جيدا أن نادين طيبة، تحب الناس بشكل مبالغ فيه. في لحظات كثيرة فكرت في مصارحتها بهذا الأمر، أن تكون أقل رأفة تجاه الآخر. فقط كانت تبحث عن يوم مناسب، تخرجان فيه سويا إلى مكان هادئ، بعيدا عن مشاغل العمل لتبدأ معها حديثا خاصا، تتكلم فيه بضمير مرتاح، وتحكي لها عمّا يجب أن تتخلص منه حتى تكسب ذاتها. والهدف الثاني، أن تجد فرصة لتثرثر مع نادين بمشكلاتها، فما تعاني منه أكبر وأعمق بكثير.
    حدثت نفسها : إن نادين لا تدرك معاناتها، والسر الكبير الذي لا يعرفه أحد غيرها، كونها ابنة زنا، هو نوع من العار الذي لا ذنب لها فيه وعلى تحمله. وفي السنوات الماضية مرت بها مواقف كثيرة، انتهت فيها العلاقات الحميمة إلى موت سريع، بعد أن أكتشف الطرف الآخر الحقيقة، صديقاً كان أم حبيباً، لكنها لم تكن تعلم أن نادين تزوجت من رجل رأى فرجها قبل أن يتزوجها، إذن لهان عليها الأمر.

    2


    لم تسترسل ماريا في التفكير، قالت لنادين :
    - هل فكرت يوما في العيش في مكان منعزل عن العالم، لا توجد فيه عقود زواج ؟
    فكرت نادين في سبب السؤال المباغت، ولم يتبادر إلى ذهنها ما كانت تقصده ماريا ، لأنها لا تعلم عن حياتها إلا القليل، فقد جاءت إلى العمل معها في الشركة قبل شهرين فقط.
    راجعت نادين سريعا قصتها التي لا يعرفها غير مطلقها الدكتور سعيد، هل باح بالسر لأحد بعد أن تسلمت منه وثيقة الطلاق ؟ : " أف .. هؤلاء الرجال لا أمان لهم أبدا ". تماسكت حتى لا تشعر زميلتها بالمفاجأة، لكن مشاعر ماريا تقول أنها لا تعرف شيئاً.
    شهران حفلا بالتفاصيل والأحاديث العميقة، حتى يخال لنادين في أحيان كثيرة أنهما تعرفتا منذ عشرات السنين. لا تريد أن تكون رومانسية ومبالغة، فتذهب إلى أنها تعرف رفيقتها في العمل بشكل جيّد.
    لو سئلت : "هل تثقين في ماريا ؟ " بماذا ستجيب ؟ إذا كانت صادقة ستقول لا، وإن كذبت - كما يفعل الناس عادة - ستقول نعم أو "ربما".
    أمام ماريا سيكون الأمر مختلفا: " فعندما تجلس مع الشخص صاحب الشأن، لا تستطيع أن تواجهه بالحقائق "هل من الممكن أن تباغتها : أنا لا أثق فيك ؟
    قالت لنفسها : " هناك من يمتلكون القدرة على مواجهة الآخر، حتى لو لم يرضوا.. هل مثل هؤلاء صادقون أم كاذبون ؟ هل هم مجاملون بشكل ما ؟ ".
    سألتها ماريا مرة أخرى السؤال نفسه، بعد أن لاحظت أنها سرحت بعيدا في خواطرها. أجابت نادين:
    - صدقيني لن أكون كاذبة معك، لا يمكن أن أتخيل هذا الشيء .
    - هل التربية هي السبب، أعرف أنك دوما تفكرين في الأشياء بطريقتك الخالصة، لم أعهد منك ثقافة ضحلة .
    كلمة " ضحلة " استفزت نادين، دون أن تتذكر ما قالته لنفسها قبل قليل بخصوص الكذب: "هل تقصّدت الكلمة أم أنها مجرد ثرثرة ؟ "... " الأمر لا يتعلق بثرثرة فحسب، فماريا تعني ما تقوله تماما ".
    كالعادة لم تحاول ملاحقتها بمقصدها من الكلمة، ردت :
    - لا أعتقد أن التربية كافية لأن أشكل موقفي، أنت تعرفين أنني متجاوزة للقيم التربوية، الأمر يتعلق بثقافة الإنسان .
    قبل أن تكمل، حاولت أن تبحث عن كلمة جارحة موازية لكلمة ضحلة، بل أقسى منها، حتى تشعر ماريا بغلطتها، ما ارتكبته من إثم تجاهها. لم تجد عبارة مناسبة. اقتنعت أن على الإنسان ألا يحرص بأن يبدو الأفضل دائما، فكل شيء يأتي في أوانه، وواصلت الكلام، دون أن تتوقف أصلا، لأن ما فكرت فيه جرى في أقل من ثوان، وهي مَلكة من مَلكات الذهن البشري، الذي يستطيع أن يجري العديد من الأفكار ويحللها في أقل من الزمن نفسه.
    - هناك دائما فرق كبير بين القيم التي نكتسبها بالتربية، وما نعتقده معرفيا.
    قالت نادين، وإلى نهاية دوام العمل، لم تكن متأكدة إن كان ذلك صحيحا أم لا !
    كانت ماريا تبحث عن يوم مناسب، تخرج فيه مع نادين إلى مكان هادئ، بعيدا عن مشاغل العمل لتبدأ معها حديثا خاصا، لكنها لم تفهم زميلتها بعد، التي تدمن عشق سجن الذات، حتى لو كانت نادين تقول لنفسها : " كأننا نعرف بعضنا منذ عشرات السنين ".

    3

    وصلتُ دبي في السابعة مساء، كان في انتظاري بصالة الاستقبال في المطار، صديقان قديمان، والأرملة سوزي، التي أوصلتني إلى الفندق .
    سوزي، بريطانية الأم، فلسطينية الأب .. أبوهامروان الكرك - اسم معروف للذين يتابعون الأخبار الاقتصادية بالفضائيات - عجوز، كث اللحية، بوجه طويل ونظارة بإطار مذهب - قبل يومين قدّم بقناة دبي الاقتصادية تحليلا للبورصات العالمية- كنت قد تعرفت عليه قبل عامين، أثناء عملي بـ ( البي بي سي العربية ) .
    توقفت السيارة عند بوابة الفندق، ودعتني سوزي : " جود باي .. سي يو مورننج " وذهبت. بقيت وحيدا أراجع وجهها الذي يشبه تفاصيل أيام ستدس في مساماتي الخوف من المجهول .. القادم، فهذا الوجه سوف يصبح بعد شهور قليلة جزء مني، من حريتي وقيودي، وهذا ما لم أفكر فيه.. ساعتها.
    انقضت الليلة الأولى عجولة، لأجد نفسي في الصباح في بهو فندق " دريمز تور "، كنت قد تناولت وجبة الصباح.. قليل من الجبن والبيض مع الزبادي، قبل أن تأتي سوزان حاملة ملفا ضخما من الأوراق، وحقيبة جلدية مشغولة بالشؤون النسائية الضرورية. نادتني من بعيد، ربما من على بعد عشرة أمتار، أو أقل :
    - جاهز للذهاب إلى هناك .
    - هل سأبدأ عملي اليوم ؟
    - لا أعتقد.. فقط ستقابل والدي .
    لم أكن متأكدا إذا كنت اسمع لها، أم أتأمل في تفاصيل وجهها الطفولي، المغسول بسحابة صحراوية.
    ارتبكت سوزي - فجأة - عندما أدركت أنني مشغول بلون عينيها .. فيما بعد سأعرف كم هي نادرة الذكاء، وقادرة على اختراع القصص الغريبة، المشحونة بالقسوة ..عن طفولتها، حياتها المنهوبة بالحزن، وحريتها الضائعة في مدينة تعج بالملل القاتل والحياة، في ساعات مـتأخرة من الليل.
    قابلت مروان الكرك، في مكتبة ببرج العرب، كان لقاءا سريعا، فالرجل مزدحم بالبحث عن اقتناص فرص الوقت. ليس بإمكانه أن يثرثر أو يحكي لك عن مشهد الأمس، حيث يكتفي فقط بترديد كلمة واحدة .. أوكي .. محركاً الماوس فوق مساحة زرقاء، راسماً على شاشة الكمبيوتر مجسما لكرة صغيرة، على هيئة الكوكب الذي نعيش فيه.
    حرك الكرة باستخدام برنامج " ثري دي ماكس . لا ادري هل كان يلعب أم يفكر أو ربما يفعل شيئا مفيدا، ليس بإمكاني أن استوعب معناه !

    4

    يبدو لي أن مروان الكرك يشبه ماريا، في طريقة تفكيرها ورؤيتها للحياة، لكن لابد من وجود اختلاف بينهما، ويخيل لي أن الاختلاف الجوهري مكتسب بفعل الزمن والخبرات في العالم، ويمكن أن أحدد ذلك بدقة.
    يتذكر مروان أنه عندما كان في سن العشرين أو أكبر من ذلك بقليل، أن الحياة لم تكن تعني له غير أمر واحد: درب طويل من الأحلام التي لا تتحقق. لاحقا اكتشف الخطأ الذي وقع فيه، فالحياة ليست مجرد أحلام، إنها تداخلات غريبة لأشياء لا يمكن حصرها، الأحلام جزء من هذه الأشياء، لكن هناك أجزاء أهم مثال لذلك: التوّاجد، والذي يعني لمروان : الإنتماء للحظة التي يعيشها الكائن، مهما كانت هذه اللحظة محاصرة بالضغوط والعذاب. وأكتشف مروان لاحقا معنى السعادة بطريقته الخاصة، فيّما لا تزال ماريا تبحث عن المعنى.
    يذهب مفكر الثورة الفرنسية "روسو" إلى أن السعادة تعني إشباع مختلف الحاجات، محددا إياها في حساب جيد في البنك وطعام مطهي جيداً وهضم جيد. لكن هل من المعقول أن تفهم السعادة في هذا المعنى المباشر والمادي البحت ؟ إذ أن هناك ما هو أعمق كما يقول المفكر "داينز" الذي يذهب إلى أن السعادة تعني مواجهة التحديات بأقصى حدود القدرة، ليكون ذلك مصدرا للشعور بالبهجة.
    في الفلسفة القديمة نجد أن "أرسطو" يقول: " إن كل هدف لا يعد هدفا إلا بالغاية النهائية التي يسلم بها " بمعنى أن السعادة إذا كانت هدفا للإنسان، فإنها وعلى طريقة داينز ستكون ناقصة، لأن الإنسان لم يصل للغاية النهائية، فهو طريق المواجهة، لم يحقق بعد نتيجتها، التي هي الانتصار.
    كيف ينتصر الإنسان وضد من يدير معركته في الوجود؟ هذا هو مربط الفرس، الذي يقود لسؤال أبجدي حول الصراع في الحياة، إلى ماذا يقود، وهل نديره ضد ذواتنا، أم ضد الآخر؟.
    غالبا تظل الأسئلة الفلسفية، والمتعلق منها بالوجود الإنساني بوجه خاص، بلا إجابات، حيث تتحول محاولة الجواب عن الأسئلة إلى نوع من الحوار والجدل الذي يعمل فقط على تحريك الذهن نحو أن يفهم، لكنه لن يفهم، وهذه واحدة من حكم الحياة في أن الإنسان يفكر ويقلق، ويحاول، لتظل دائما هناك مساحات واسعة لإنتاج الجديد والابتكار.
    في سبيل أن نوجد الحكمة النهائية، تسقط أفكار، تنمو أفكار جديدة، تقوم أيدلوجيات وتهبط أخرى، وبين عمليتي الصعود والهبوط يكون التحدي أمام الإنسان قائما بأن يتعايش مع واقعه، مهما كانت الظروف التي تحيط به، ومهما كان حجم القلق الذي يعانيه.
    يذهب بعض الفلاسفة أمثال "كينغ" إلى أن الأشخاص الأقل معنى للحياة هم الأقل سعادة، أي أنه كلما زاد ارتباط الإنسان بهذا القلق المثير – حكمة الحياة - كان سعيدا. قد يبدو هذا التفكير مغلوطا لدى البعض، عندما يفسرون جوهر الراحة النفسية والسعادة في التزام البساطة والبعد عن التفكير في الوجود والفلسفة، لكن أزمة المفكرين والفلاسفة أنهم يحاولون أن يجعلوا من أنفسهم محورا للوجود، وأن كل ما يعتقدونه صحيح، وما سواه خاطئ، هذا الشيء يحول العمل الفكري والفلسفي - حتى لو كان عميقا – إلى موقف وجودي مضخم بالأنا، مما يخلق نوعا من الرفض ضده.
    ربط داينز مفهوم السعادة بالقدرة على مواجهة التحديات، إلا أنه رجع مرة أخرى ليضع للسعادة أبعادا مادية مثل: القدرة على النمو المريح وممارسة الرياضة العادية. وبين المادي والمعنوي، تتراوح الأفكار تجاه أن نكون سعداء، أو بؤساء. لكن الجوهر النهائي أن كلا يكتشف الحياة بقدر تجربته وعلى طريقته الخاصة .

    5

    من الصعب على الإنسان أن يفهم الآخر، حتى لو عاش معه ملايين القرون، قرأت نادين العبارة في مكان ما ذات يوم ورسخت في ذهنها، تذكرتها صباحا عندما قررت أن تقضي إجازة نهاية الأسبوع على شاطئ الخليج وحيدة: " لا شيء أفضل من أن تكون وحيدا في هذا العالم ".
    لوحت بيدها اليسرى من على القارب الشراعي، يمخر عباب ماء الخليج بهدوء، تقول لطائر الكروان : " وداعا " بصوت هامس، متوجس وراء القلق الذي حاصرها. لم تكن تعرف أنها خائفة، فقط حالة من الغموض تلف أيامها منذ أن جاءت إلى هذه المدينة الساحرة، هكذا تخيلتها قبل أن تأتي، هل ذهب السحر ؟ أم أن نادين تغيرت ؟.
    انشغلت بالطائر الذي اشترته قبل شهر من محل في وسط المدينة، بعد مساومة مع البائع الهندي، واكتشفت بعد مغادرة المحل أن هناك مدنا تكسب الإنسان عادات جديدة سيئة.
    في حياتها الباريسية لم تكن تتحدث كثيرا مع البائعين، تقرأ السعر المكتوب على السلعة، ثم تذهب للدفع فورا، نادرا ما تلاطف أحدا في مثل هذه الأمكنة، هنا عليك أن تتمتع بمزايا الشرق، أن تعرف كيف تساوم وبصوت عال، وأن تجرب كل لغات العالم.
    فكرت أن دبي تشبه امرأة شرقية فاتنة، خلعت نقابها لترقص في ملهى ليلي، ومهما حاولت الرقص، فتاريخ جسدها لن يشفع لها بأن تكون مبتذلة، الابتذال يتعلق فقط برجال ونساء محرومين من غريزة يمارسها الحيوان دون أن يخجل.
    قد لا تكون منصفة أحيانا في قرارها الذاتي تجاه الأشياء، وقد عانت من ذلك كثيرا مع سعيد، فهو أناني بشكل مبالغ فيه. ربما فهمت أنانيته بعد أن فات الأوان، المهم أنها الآن تحاول أن تفهم حياتها على نحو جديد، تملك رغبة كبيرة في تدمير الأمس، كما فعلت آغوتا كريستوف: " لكن هذا الوغد لن يتركني.. مثلما فض عذريتي قبل أن يقترن بي، سيفض عذرية أفكاري ووحدتي، هؤلاء الرجال الشرقيون مصائب لا يمكن الفكاك منها أبدا ".
    آغوتا كريستوف كاتبة مجرية تعيش في سويسرا منذ العام 1958م تكتب باللغة الفرنسية وتعمل في مجالي التدريس والمسرح، قرأت لها نادين روايتها "أمس" الصادرة عام 1995م، والتي كانت قد رشحت لجائزة غونكور الأدبية الفرنسية.
    تعمل آغوتا على بناء عالم روائي بطريقتها الخاصة من خلال عقدة قديمة عولجت كثيرا في الرواية، وهي عقدة الابن الذي يجهل أبيه، وهي ذات العقدة التي تعاني منها ماريا. لاحقا ستكشف نادين هذا الأمر، وستنصح ماريا بقراءة رواية أمس، لكن المشكلة التي ستواجهها أن ماريا لا تحب قراءة الروايات، تنسج عالمها من خلال التلفزيون، بتمعنها الدائم في الإعلانات، معتقدة بأن صناع الإعلانات هم أكثر الناس قدرة على فهم حياة الآخرين، قالت لنادين: " لا أعتقد أن الروائيين يفهمون العالم بشكل أفضل من مبتكري الإعلان، هؤلاء العباقرة ينفذون لدواخلنا، ويحددون ما نريد".
    " لا أدري هل هم يفهمون نفوس البشر وحاجاتهم فعلا فيقدمون لهم ما يبحثون عنه بالضبط، أم أنهم يتحكمون في النفوس للدرجة التي يجعلونا نستجيب لقناعتهم ".
    رفضت ماريا القراءة، فحدثتها نادين أن آغوتا لا تتعامل مع عقدة الزنا بطريقة درامية أو سردية مباشرة، بل تتخذ من العقدة موقفا جوهريا لتشكيل عالمها الخاص وبناء موقفها من الوجود والحياة ككل.
    تقوم الرواية على نظام الفصول القصيرة في 127 صفحة من القطع المتوسط وتتداخل بين فصول السرد أشعار مستوحاة من النص الأساسي للراوية، تشكل امتدادا للنص واستقراء لما كتبته آغوتا. وتعيد الرواية سؤال "الرواية الجديدة" التي تتداخل فيها عوالم الفنون الإبداعية، وان كانت "أمس" تقترب من مفهوم الرواية في شكلها الكلاسيكي المقيد، لكن الكلاسيكية عند آغوتا كريستوف تنزاح تدريجيا عبر قفزات صغيرة في جهات متفرقة من النص، بما يجعل محصلة العمل نوعا تجريبيا للرواية الجديدة الفرنسية.
    تكتنز "أمس" بعالم يبحث عن السمو والعدالة والمعاني الصوفية للحياة، وحفر عميق في قضايا مستهلكة الحديث، لكن الكاتبة تحاول أن تفكك هذه القضايا والمشكلات برؤيتها الخاصة وعالمها الجمالي الذي يحكم على مجمل الأشياء في خلاصتها بفكرة الكراهية والخوف والموت.
    تقول على لسان إحدى الشخصيات: " في ذلك الزمن، زمن طفولتنا، كنتِ دميمة ولئيمة، كنت أظن أنني احبك، كنت مخطئا.. أوه! "لا يلالين " أنا لا احبك، لا أنت ولا أحد سواك، ولا شيء آخر، ولا الحياة ".
    ذات القول يرد مرات كثيرة على لسان ماريا بطريقة مختلفة عندما تتذكر أباها الذي تجهله. تتخيل أنه دميم الوجه، لكن نادين قالت لها: " لا أعتقد أن أباك كان دميما، فأنت جميلة جدا".
    الاعتراف للآخر بأنه جميل، أمر نادر في الحياة، خاصة أن تعترف الأنثى للأنثى، وربما كان هذا الاعتراف هو الوحيد الذي لن يتكرر، فالحياة لا تقبل أن يتكرر أي موقف أو حدث أو اعتراف جميل وصادق.

    6

    - تري – هكذا نطقها يقصد ثري ( ثلاثة ) - ثاوسند أونلي .
    أجاب البائع الهندي، الذي يبدو كئيبا ومرتبكا، ولا يثق بذاته كثيرا، لكن ما الذي يشغله إذا كانت والدته ستجد له فتاة جميلة، وسيتزوج دون أن يدفع شيئا، فالعادة عندهم أن الزوجة هي التي تقوم بكل شيء.
    تذكرت نادين على الشاطئ، حكاية زميلتها في العمل " أوشا " التي كانت بطنها ممتدة، وغابت ليومين لتعود إلى الشركة خائفة، وقد عاد للبطن وضعها الطبيعي. فهمت أنها قامت بإسقاط الجنين، كانت ماريا قد قادتها إلى البهو لتحكي لها ما سمعته من آخرين، قالت لها عندما وقفت أمامها بمحاذاة الطاولة :
    - تعالي لنشرب كوبا من القهوة سويا.
    فهمت نادين أن الأمر لا يتعلق بكوب قهوة، فقد وضعتا أكواب القهوة فارغة قبل ثوان، ولا تزال على الطاولة، لم يحركها "التي بوي " السيريلانكي بعد، كان مشغولا بمشاهدة روبي التي اختيرت المرأة الأكثر شعبية في مصر، في استفتاء إعلامي.
    روبي تحرك جسدها وهي تغني، في الواقع تحرك مؤخرتها بشكل مثير، فاتن، يثير الغرائز، وبالنسبة لـ " بيم " السيريلانكي المتوّحد في غربته، والذي لا يتعدى راتبه 500 درهم، فروبي توفر مادة خام يسترجعها في الليل، عندما يأوي إلى مخدعه المشترك مع العشرات من أبناء بلده، يدخل الحمام ويخرج، يكون قد أفرغ مشهد مؤخرة روبي في دورة المياه، على الرغم من يقينه من خلال تجارب بعيدة، تبدو وكأنها لم تحدث أصلا، أن متعته الحقيقية لا تتحقق إلا مع المقدمات، لا المؤخرات. يحس كأنه ارتكب عارا، فهو مسلم في المقام الأول، قبل أن يكون سيريلانكيا، وفي الإسلام يحرم على الرجل أن يأتي المرأة من دبرها.
    روبي خالفت المألوف، كانت جرئية جدا في مجتمع لا يزال ينظر للجنس على أنه غريزة مرتبطة بالحيوان، أما إذا جنّ الليل، فسوف تتغير هذه النظرة، فالرجل يتحول لحيوان حقيقي، خاصة لأولئك الذين دخلوا الحداثة الجنسية.
    بعكس روبي نجد أن هيفاء وهبي لم تخالف المألوف كثيرا، بل أقدمت على خطوة جريئة غيّرت فيها هذا المألوف، هذا ما كتبته صحيفة عربية في مقدمة حوار أجرته مع هيفاء وهبي، وذكرت أن هيفاء تحولت إلى ظاهرة عربية دفعت محطة CNN إلى تخصيص تحقيق فني عنها، باعتبارها وجهاً فنياً ناجحاً.
    تقول هيفاء : أرادت CNNأن تلقي الضوء على أمور جميلة في مجتمع شرقي متهم بالإرهاب، قالوا أن لدينا أشخاصاً يمكن أن يصلوا بفنهم إلى العالمية. وحاولت إظهار كل ما هو راق وجميل، وأنا أشعر بالاعتزاز لأنني اعتبرت من الملامح الجميلة للبنان الحالي، هذه أجمل نعمة من الله. لكنني لا أعتقد أنني ظاهرة بل مغنية كسرت بعض القواعد، وأقدمت على خطوة صريحة في عالم الغناء، أؤدي ما يناسبني بطريقتي الخاصة، ولا أضع نفسي في خانة أحد.
    تؤمن هيفاء بأن كثيرين راهنوا على فشلها في البداية، ثم تدافعوا لتهنئتها لاحقا: "كنت كالذي يصنع قالب حلوى ولا يعرف كيف سيكون طعمه، إلا أن الحلوى جاءت لذيذة الطعم ".
    المئات من النكات لاحقت روبي، من بيم وغيره، ولا يتعلق الأمر بروبي وحدها، فقد ألفت النكات في هيفاء وهبي ونانسي عجرم، وتنظر هيفاء إلى الأمر بقولها : "هناك نكات يطلقها بعضهم تعبر عن أمراض نفسية وكبت وعقد، هؤلاء يتخيلون أشياء ويحولون تهويماتهم إلى نكات بذيئة وبليدة، أنا ونانسي عجرم أكثر من يطلق علينا النكات، والنكات لا تطلق إلا على المشاهير ".

    7

    - أوشا لا تريد بنتا حتى تدفع مهرا كبيرا لها، لديها بنيتن .
    - لكن هذا حرام أن تقتل جنين عمره ...
    - خمسة أشهر.. عندما يكون المال هو موضوع الحياة فلا قيمة تظل في مكانها، على كل شيء أن يتغير، بإمكان فتيات جميلات أن يكن عاهرات .
    - هل بوذا قال لهم اقتلوا الأجنة في بطون أمهاتها !
    - صدقيني بوذا نفسه لو عاش في ظروف أوشا لفعل مثلها، هؤلاء لا يخترعون غير الترهات، علينا أن نجد لها عذرا .
    - هل تأملت مشاعرها جيدا، تبدو خائفة .
    - هي تعرف أنه لا توجد أسرار في العالم .
    - لم تقولي لي من أخبرك بالأمر ! لديك شهران فقط هنا، ورغم هذا تسمعين بالأخبار الجديدة قبل أي زميلة ثانية في المكتب .
    شعرت ماريا بشيء من الضيق، لم تتوقع أن تخاطبها نادين كزميلة، لماذا لم تستخدم مفردة صديقة؟ بدا التغير واضحا في مشاعرها.
    انتبهت نادين للأمر، لكنها لم تفهم أن السبب يتعلق بمجرد مفردة لغوية لم تفكر فيها كثيرا. تدرك أو يخال لها أن ماريا إنسانية في بعض المواقف بما يفوق الهبل، لا شك أنها تأثرت لما حدث.
    لو فكرت ماريا قليلا واسترجعت ما قالته نادين بالضبط، لفهمت أن مفردة صديقة لا يمكن أن تكون مناسبة كبديل لمفردة زميل، هل كانت ستقول لها " وتعرفين الأخبار أسرع من أي صديقة أخرى " يفهم من هذا أن الجميع أصدقاء لنادين، وهذا غير صحيح".
    قالت ماريا لنفسها لاحقا في المساء : " كان عليها أن تقول الجملة بشكل مختلف، حتى لا تحرجني"، ########ت أكثر من نصف ساعة تبحث عن جملة مناسبة توازن بين الأمرين: " أنت صديقة، والآخرون مجرد زملاء عمل " .
    عجزت ماريا عن تركيب جملة، رغم خيالها الفاره في تصميم الأزياء إلى الدرجة التي تتهم فيها دوما بأن تصميماتها خيالية لا واقعية. كانت جالسة تشاهد التلفزيون، وانشغلت بمضغ العلكة، والتدخين حتى منتصف الليل، قبل أن تتصل بنادين هاتفيا.
    رن جرس الجوال كثيرا إلى أن توقف، كررت الاتصال أكثر من مرة، اقتنعت بأن نادين قد تكون نائمة الآن، لكن عادتها ألا تنام مبكرا، فغدا عطلة نهاية الأسبوع، وفي العادة يقضيان الليل معا، فكرت ثانية بخبث: " نادين مستيقظة ولا تريد أن ترد عليّ، إنها تكرهني، لأن المدير قال لي في الظهيرة ستسافرين معي إلى باريس للتعاقد مع الشركة المنفذة لأزياء ربيع العام 2004، هذه المرأة تتمتع بحسد غير متوقع، لكنها طيبة، كيف يمكن أن أفهم أنها طيبة وحسودة، لا عليّ، لو فكرت كثيرا لن أصل لشيء مهم، لن أخترع ذرة جديدة ".
    تخلت ماريا لفترة لن تطول عن رغبتها في الخروج مع نادين إلى مكان مختلف لتفضفض لها: " هذه أسيرة ذاتها، معقدة، لن أفكر فيها طويلا، ينبغي أن أحل مشكلتي بمفردي، لا أحد يرى أشياءك مثلك، ثم ما الذي يجبرني على صداقتها".
    فكرت أن الظروف تجبر الإنسان على التقاء أناس كثيرين، يخلق معهم علاقات وصداقات، يظل لفترات طويلة معهم، لكنه سرعان ما ينساهم، ويرمي بهم في مزبلة الزمن.. في زمن العولمة والترحال بحثا عن الفردوس الأرضي .. الحياة الجديدة في أماكن لم يكن أجدادنا أو آباؤنا قادرين على الوصول إليها، حتى ولو في الأحلام. تتغير القيم بشكل فظيع، تكون المصلحة هي ما يجر الإنسان نحو الإنسان، تتبدل المحبة الصادقة التي كانت تسكن قلوب الناس في الماضي إلى ضحكات صفراء، باهتة.. يعرف الإنسان أن الآخر لا يضحك بسبب الحبّ، فقد تلاشت هذه المفردة من الوجود وإلى الأبد، يضحك لأنه يريد أن يطلب منك شيئا ما، لو رفضت، سيقطب جبينه ويهرب بعيدا عنك، بحثا عن أناس آخرين قادرين على التعايش مع هذا الخداع المستمر للذات.
    ما فكرت فيه ماريا كان يشغل نادين، فقد طال اشتياقها للعودة إلى باريس، منذ أن جاءت من هناك قبل عام ونصف. في باريس تكتسب الحياة معنى مختلفا، لا يشعر المرء بأنه حر فحسب، بل يشعر أنه قادر على التفكير دون قيود.. دون مصالح ذاتية فجّة، لكن باريس ليست دائما هي الفردوس، ففي بعض الأحيان تحس نادين أنها حشرة في مستنقع كبير من الظلام، في مدينة يصرون على اقترانها بالنور والجمال :
    " كنت سأعيد بعض ذكرياتي الجميلة هناك، سأمشى في أماكن حميمة، سأقابل صديقات وأصدقاء، سأفهم أن الزمن لا يتقدم إلى الأمام عندما نعود لأماكن نحبها ".
    واصلت التلويح للكروان على الشاطئ في قفصه الصغير، لقد أحبته فعلا، هذا الطائر الذي اقتنع الهندي في النهاية أن يبيعه لها بألف وخمسمائة درهم أي بنصف السعر الذي نطق به في البداية. تأملته، حاولت أن تنسى كراهيتها لماريا التي جاءت فقط قبل شهرين، لتأخذ نصيب من عملوا لسنتين في الشركة منذ تأسيسها، هي ليست واحدة منهم حسب، بل تعتبر نفسها مؤسسا ساهم في دفع نجاح العمل وتحقيق الأرباح الطائلة في نصف العام الأول بوجه خاص.
    " الإنسان في بعض اللحظات القاسية، لا يعرف كيف تسير الأشياء في هذه الحياة، خاصة في المدن الشرقية، العربية. حتى لو تغلفت هذه المدن بغلاف المدنية الغربية واكتنزت بالبارات والفنادق والملاهي الليلية وبيوت العهر، ستظل تحمل تاريخها في جينات ترابها، فالمدن مثل الكائنات، مهما تغيرت ظروف حياتها، فإنها لا تستطيع وفي زمن وجيز أن تخلع ثوبها القديم أو أن تغادر عاداتها وما ألفته منذ مئات السنين.
    مع استغراقها في علاقة المدن بالإنسان والتاريخ، عبرت بذهنها صورة " وات " الأميركي، الذي سهرت معه في "جيميرا بيتش"، قبل شهور، وهو يستمتع بنطق كلمة "دبي"، يمد شفتيه للأمام بغباء دون أن يخرج لسانه، مثل ###### ينبح نبحة واحدة ويسكت "دوباي"، ينطق الكلمة فخورا بأن الحضارة الغربية انتقلت إلى الشرق، قالت له بعنف عندما طلب منها أن تراقصه : " لن أرقص معك، ألا ترى إنك قبيح المنظر " ووضعت كأس الويسكي بعصبية على الطاولة .
                  

01-29-2013, 08:30 PM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل من رواية : ليالي دبي (Re: عماد البليك)

    شكرا لك اخي عماد علي ا لقصه والليالي ..
    اعدتني الي دبي واصدقائي من اجناس مختلفه

    قبل فتره كنت في دبي . بالتحديد هذا الشهر ..سكنت في منطه الحدائق بالقرب من مول بن بطوطه وعلي بعد خطوات من محطه المترو ..
    كانت ايام قصيره ..
    هل انت مقيم هناك ؟
    اتمني اللقاء بك عندما ازور دبي المره القادمه لانك قلم مميز وسمعت عنك كل خير ..
                  

01-29-2013, 08:39 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل من رواية : ليالي دبي (Re: Muhib)

    الحبيب Muhib ،،،

    شكرا على اطرائك وانك قد سمعت كل خير..
    انا للأسف مقيم في سلطنة عمان حاليا، وعلاقتي بدبي زيارات وهي عموما ليست بعيدة عن السلطنة

    ولكن اذا قدر الرب حتما سنلتقي
                  

01-29-2013, 09:53 PM

امير طمبل
<aامير طمبل
تاريخ التسجيل: 10-22-2010
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل من رواية : ليالي دبي (Re: عماد البليك)

    Quote: " ووضعت كأس الويسكي بعصبية على الطاولة .



    حبيبنا عماد البليك
    ياخي عاش من شافك يا سيد الحرف
    تحياتي النواضر يا ولدنا
                  

01-30-2013, 12:06 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل من رواية : ليالي دبي (Re: امير طمبل)

    سلامات يا امير طمبل

    والله اشواق كثيرة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de