|
|
 خواطر مواطن أجنبي
|
بسم الله الرحمن الرحيم ... في البداية أحب أشكر الأخ الباشمهندس بكري أبوبكر على إتاحة الفرصة لي و للأعضاء الجدد للكتابة في موقع سودانيزأونلاين شيخ المواقع السودانية ...التحية لجميع الأعضاء الكرام ... في أول بوست أحب أن أشرككم بعض الخواطر القديمة و الحديثة من السودان قد تجدوا في بعضها مواقف مشابهة أو تزكركم بالسودان بما إنو أغلب الأعضاء من المهاجرين ... بسم الله نبدأ
الخواجة و حفاوة الاستقبال
المشهد الأول: (و اخاف شوق العمر كلو يفاجئك يوم في عينيا)
داخل طائرة الخطوط التركية المتجهة من استانبول للخرطوم. كنت ماشي السودان و قطعت لي تزكرة من راسي قصدي من الانترنت كيداً في و بالسوداني كيتاً علي بتاعاين وكالات السفر السودانيين الفي أمريكا و ما اتعلموا فن التعامل مع الزبون من الأمريكان ...تزكرة مقطعة على يونايتد و اللوفتهانزا و التركية (واشنطن-لندن-استانبول-الخرطوم) ...على شمالي جوار الشباك سوداني جاي معانا من واشنطن و على يميني بريطاني من لندن و أنا في النص ... سألني البريطاني عن السودان و وصفت ليهو الوضع بكل أمانة (لأنو حيشوف بي عينو ما في داعي للكذب يعني) و ركزت على انو رغم المساوء لكن الشعب السوداني شعب بشوش و مضياف و حيلقي تعامل (فريندلي) ... السوداني كلمني انو طلع من السودان قبل أكتر من عشرين سنة و راجع البلد بعد السنين المرة... قلت ليهو و الله قلبك قاسي ... المهم قضيت الرحلة في ونسة أغلبها مع السوداني و البريطاني كان بيقرا في كتاب (الخواجات بتحبك معاهم يقرو في الطيارة) ... لما الطيارة وصلت الخرطوم جاري السوداني كان ملتصق بالشباك بصورة غريبة و ما اتلفت كلمني من الطيارة وصلت أجواء الخرطوم لحدي ما وقفت ... قلت ليهو: أها لقيت الخرطوم كيف بعد الغيبة ؟ ... ما ردّ ... قلت يمكن ما سمعني لأنو كان في ازعاج و أطفال بتبكي (أطفال سودانيين أكيد) و ناس بتحاول تنزل شنطها من الأوفر هيد قبل الطيارة تقيف (حركة سودانية مسجلة) ... المهم قمت كررت السؤال بصوت أعلى ... اتلفت علي الراجل و كان وشو مغطى بالدمع و عيونو محمرّة و همهم بصوت مبحوح : الخرطوم اتغيرت و أضاف بابتسامة : تقول لي قلوبكم قاسية و الله أنا من شفت الخرطوم من فوق دموعي نزلت ... ندمت اني قطعت ليهو لحظات الشجن دي و في سري قلت ليهو و الله قاسية الخرطوم الطول الوكت دا ما سألت عليك.
المشهد التاني: (يا غريب يلّا لي بلدك ...انتهت مددك و علم السودان يكفي لي شردك)
صالة الوصول مطار الخرطوم ... صف دخول الأجانب ... قدامي البريطاني الكان معاي في الرحلة ... ضابط الجوازات صاري وشو و شكلو زعلان انو شغال الساعة اتنين صباحاً ... لمن الدور جا على البريطاني بقى واقف و بيعاين لي الضابط و الضابط بيعاين ليهو ... البريطاني مستني جملة
Can I help who is next
أو على الأقل
next
و الضابط بعاين ليهو باستغراب , و بعد شوية الضابط بي نهرة مع صرة الوش و بانجليزية ركيكة:
heeey you , come here
عاينت لي وش البريطاني و هو بعمل في الاجراءات لقيتو بقى أحمر و كان بتلفت و بعاين للباب الدخلنا بيهو و مرات بيعاين لي زي البيقول لي: (الناس تعاملا فريندلي يا ...)... الضابط خلّص اجراءات البريطاني و صوت رزع الأختام و الطريقة الرمى لي بيها الجواز تديك احساس انو الضابط دا عندو مشكلة أو تار قديم مع الخواجة دا . في كسر من الثانية كنت قدام الضابط و أنا طبعاً ود البلد و ما نسيت النظام و ابتدرت الضابط بسلام مربع: السلام عليكم و رحمة الله ... الضابط: و عليكم السلامة و رحمة الله , حمد لله على السلامة ... و بعد أديتو الجواز أووك ناس أمريكا ... عليك الله البلد ديك عايشين فيها كيف مع الناس ديل ... قالوا أمريكا اقتصاد وقع ... قلت ليهو: الحالة صعبة و أنا جيتي دي مفكر ما أرجع تاني ... المهم سعادتو أصلو ما شكّ انو أنا بستهبل عليهو و عمل لي الاجراءات و سلمني جوازي في يدي و معاهو حمد لله على السلامة تاني ... في الصالة كحلت الخواجة واقف قدام السير بتاع الشنط و في شنطة واحدة لافّة في السير ... على يميني شايف جمهرة من الناس الجو معانا في الرحلة و بيتكلموا مع موظف شكلو من الخطوط التركية و في هرج و مرج ... قربت من الجمهرة لقيت الموظف بتكلم في الموبايل بلغة أظنها تركية و بتلفت للجماعة بيتكلم عربي ... سألت واحد الحاصل شنو؟ قال لي الناس ديل شكلهم ما جابو الشنط و خاتين لينا الزول ال "مالتي سيستم" دا ما فهمين منو حاجة ... في الاخر عرفت انو أي زول عامل كونكشن شنطو ما وصلت و حتصل الرحلة الجاية , تملا الفورم دا و تراجع بالتلفون ... مليت الفورم و قلت أطلع عشان ناس البيت منتظرني برّة ... و أنا طالع شايف الخواجة لسه واقف قدام السير و الشنطة الوحيدة لافّة ... قلت المسكين دا أكيد ما عارف الحاصل و لو خليتو هنا بيقيف لي بكرة ... مشيت ليهو وريتو الحاصل و سقتو ملا الفورم و أخد نسختو ... أها يا خواجة انت نازل وين و محتاج أي مساعدة ... قال لي أنا نازل في فندق السلام روتانا و باخد تاكسي بس ممكن توريني موقف التاكسي وين ... قلت ليهو أسمع نحن معانا عربية و الهوتيل في شارعنا ممكن نوصلك معانا ... قلت الزول دا نأجل ليهو الصدمة من تكاسينا العجيبة لكن أصرّ بحذر و خوف الخواجات انو يركب تاكسي ... طلعنا بره سلمت على الأهل و وصفت ليهو صف التكاسي ... و نحن ماشين على العربية شايف عمك كبير بيأشر لي الخواجة: أيوة يا خواجة هنا "نمبر ون" بي قلبي قلت ليهو دي يا دوب "نمبر ون" من المشاكل الحتشوفا في بلدنا دي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
شكراً إخواني سليمان القرشي و معاذ حسن على الترحيب و التشجيع ... نواصل
الشعب يعاني في مستشفى الشعب
مشيت السودان اجازة بعد غياب سنين ... دفعتي في جامعة الخرطوم كانوا لسه ما اتخرجوا فمشيت أزورهم في كلية الهندسة ... كل الشلة موجودة باستثناء أخونا (ع) ... وين(ع) ؟ و الله (ع) دا أبوهو جا من سنار و مرقّد في مستشفى الشعب حيعمل عملية في الضهر ... مشيت و معاي الشباب المستشفى ... سلمنا على (ع) و أبوهو عم (م) ... عم (م) اشتغل في السكة حديد عمره كله و لما نزل المعاش جاهو ألم في الضهر يستوجب عملية استبدال تلاتة فقرات في السلسلة الفقرية ... في طبيب مصري حامل لجنسية دولة أوربية أظن النمسا إسمو مستر أيمن و هو رجل خير بجي السودان فترة معينة كل سنة بيعمل عمليات مجانية و عمليات حساسة و غالية ما في طبيب سوداني بيعرف يعملا ... العمليات في مستشفى الشعب و السلاح الطبي و مستشفى تالت في بحري ... لازم تحجز من بدري لأنو العمليات محدودة و كل مستشفى عندو يومين ... اليوم الجينا فيهو كان بكرة العملية و العم (م) حجزو مؤكد و راقد في العنبر و لقينا أخونا (ع) جاري في إجراءات ... أول شي و بحاول أختصر أوصف ليكم الوضع في قسم المخ و الأعصاب في المستشفى ... أول ما دخلنا كمية مهولة من الناس تحت الشجر و لاحظت اتنين مواطنين بجلاليب شايلين واحد في نقالة معمولة من الحبال الملونة زي السراير الزمان ديك ... بعد شوية ختوهو تحت شجرة و عرفت من الشباب انو ديل أهلو و الراجل طالع من عملية و لسه مبنّج و راسو ملفوف بي شاش و ضل الشجرة دا زي نظام غرفة انعاش ... حسيت برجفة خفيفة لكن اتجلدت قدام الشباب الكانو شايفين المنظر عادي ... طلعنا العنبر فوق ... العم (م) و واحد من الأقارب بيحلق ليهو صلعة استعداد لعملية بكرة (ما عارف ليه مع انو العملية في الضهر) ... بعد التحايا والترحاب و بشاشة و طيبة رجل من الزمن الجميل انتبهت للعنبر ... السراير متهالكة و الملايات ممزقة و المكان يوحي بي انو كان مهجور ... أنا كان مشكلتي في ريحة نفاذة أظن ديتول عملت لي لفة راس و بقيت داير أطلع لكن ما قادر ... فجأة جات ممرضة جارية و بتكورك في الناس بصورة هستيرية "أطلعو برة دكتور (...) جاي ماري" أنا نسيت اسم الدكتور لكن لغرض القصة نسميهو (الدكتور الطويل ) و عرفت انو دا مدير القسم و من أكبر الأخصائيين في السودان ... الممرضة بتكورك كأنو في حريقة و الناس مفروض تخلي المكان ... المهم أنا ما صدقت أطلع من العنبر و راسي لافي و عندي رغبة في التقئ ... الحمام وين؟ أخر الممر على يمينك ... دخلت الحمام و طلعت في كسر من الثانية من منظر الحمام و الصراحة المنظر عمل لي موازنة في الامعاء و الرغبة في التقئ تحولت لي رغبة في استنشاق هواء نقي ... في باحة المستشفى مع الأخ (ع) و الشباب ... الوضع شنو؟ و الله اجراءات العملية جاهزة و اشترينا الفقرات من شركة (... شركة معدات طبية في شارع القصر) الفقرة مصنوعة من مادة أشبه للعاج و سعر الواحدة تلاتة مليون ... الفقرات بحوزتنا و الباقي الدم و الشاش و القطن ... يعني لازم المريض يجيب دا كلو؟ أيوة انت قايلة دي أمريكا! ... يلا يا شباب قبل المعمل يقفل و نشوف الفصيلتو مطابقة ... المعمل في مستشفى الخرطوم (تطلع من باب و تقطع تزكرة تاني و تخش) المعمل بنات لطيفات و معاطف بيضاء نضيفة لكن كالعادة المكان ######ان ... أبدوا بي زول أمريكا دا دمو كتير ... بعد الاختبار طلع فصيلتي و فصيلة الأخ (ع) مطابقة لفصيلة العم (م) ...طبيبة المختبر: حناخد منك الدم و تمشي ترقد في السرير دا نص ساعة ما تتحرك ... خمسة دقايق دمي كان في القارورة و الصراحة كلام دمي كتير أظن كان صاح لأنو دم الأخ (ع) أخد زمن طويل عشان يملا القزازة لمن خافو عليهو ... مشيت على السرير حسب التعليمات لكن قبل أرقد لاحظت الملاية فيها بقع مريبة و زايد ريحة الديتول قلت أحسن أطلع أقعد برة ... و أنا طالع سمعت صوت البت (الدكتورة): هوي ها انت ماشي وين ما قلنا ليك أرقد في السرير ... طنشتها ... و أنا في نهاية النص الأول من السلم بقيت شايف قدامي ضلام ... إتكومت في الركن ... ناس طالعة و نازلة بتتكلم و رغم اني سامع أصواتهم بعيدة لكن كلام دكاترة أو طلبة طب على الأقل ... ما عارف مرّ كم من الزمن و الناس طالعة و نازلة كأنو المتكوم في الركن دا شوال سكر ... بعد شوية سمعت صوت الشباب يا زول مالك؟ أنا كويس بس راسي لافي و ما قادر أمشي ... يا زول سحرناك ... أسندك أسندك على الكافتيريا و كوباية عصير و ترباس بيغني: أفرد شراعك ضمني و خايف تفوت و السكة بيك ما تلمني ... الأخ (ع) نزل بعد شوية و راسو ما كان لافي بعد ما اتبع التعليمات و رقد في السرير الجميل و رفض العصير بحجة الزمن و لازم نحصل الصيدلية عشان نجيب حاجات العملية ... في الصيدلية في الشارع خلف المستشفى عمك كبير يكون درس صيدلة في السبعينات ... استعدل النظارة كم مرة و في النهاية رجع الورقة للأخ (ع) و قال ليهو الود دا كاتب الروشتة بالعربي (قصدو الدكتور أو محضر العملية) و الحاجة في السطر التالت دي ما عارفة شنو ... قعدنا كلنا نتهجأ و نفك في الطلاسم و في النهاية طلعت كلمة انجليزية مكتوبة بي حروف عربية "سيرجيكل" الدكتور الصيدلي باستهزاء و طيب هو لو عارفة ما يكتب بالانجليزي و بدأ في شتم الحكومة و النظام التعليمي و مواضيع لو كان عندنا و كت كان أدلينا بدلونا فيها ... المهم كنا زهجانين (زي ما انتو هسه من قراية القصة الطويلة دي) و شلنا حاجاتنا و مشينا ... سلمنا الحاجات في المستشفي , الفقرات و الشاش و أدوية و الدم قالو مسجل باسمنا في بنك الدم و بيجيبوهو و كت العملية و كلو تمام بكرة العملية الساعة تلاتة ضهر ... الأخ (ع) قال لينا يا شباب الدنيا بقت ليل اتفضلو انتو و تعبناكم معانا ... يا زول العفو انت حتنوم و ين؟ في الممر دا أنا و قريبي دا ... يا زول يا تمشي معانا يا نجيب ليك لحاف ... ما بقدر أخلي الحاج براهو ما بخلوكم تدخلوا لحاف و عندي بطانية و مخدة ... اتجرجرنا شوية و قعدنا نتونس نجتر الزكريات و نخفف على الأخ (ع) لكن جات واحدة حبكت معاها تنضف الممر و كانت بتكنس في الغبار في اتجاهنا بصورة مقصودة لكن ما كان في زول فينا فيهو حيل يشاكلا فمشينا على انو نتلاقى بكرة ... اليوم التاني و في تلفون من الأخ (ع): ما تجو الليلة العملية إتأجلت لي بكرة لأنو العمليات الأولى أخدت زمن طويل لكن و عدونا بكرة أول عملية الصباح ان شاء الله ... أصرينا نقضي اليوم مع الأخ (ع) و العم (م) و حكايات من الزمن الجميل ... اليوم البعدو كلنا في المستشفى من الصباح و حتى الضهر و العصر و العملية ما اتعملت و الزول البيدخل الناس (مدير مكتب الدكتور الطويل) بيقول لينا أصبروا . على الساعة خمسة نفس الرجل بتاع أصبروا: و الله أسفين مستر أيمن زمنوا انتهى و ما حيقدر يعمل العملية !!! كيف الكلام دا؟؟؟؟ دا الحاصل و يا تشوفوا ناس السلاح الطبي لو (عندكم زول هناك) أو تستنوا زيارة مستر أيمن الجاية (السنة الجاية)... و الحجز و الوعود و الانتظار؟ الموظف السمين و بكل برود : قلت ليكم الزول دا عملياتو انتهت هنا و الزمن ما كفّى و بعدين انتو دفعتو حاجة محتجين كدا ما العملية مجان (بعد داك عرفنو انو في ناس بتدفع ليهو بيدخلهم) ... الأصوات عليت و بدا الموضوع يتحول لاتجاه التشابك بالأيدي ... العم (م) على الكرسي المتحرك : يا (ع) طوّل بالك ما كدا... الدكتور الطويل طلع من مكتبو على صوت الشكلة و قبل ما يفهم الحاصل بدا ينهّر ... اتو قايلين روحكم وين ... الأخ (ع) اتمالك أعصابو و بدا يحكي ليهو في القصة ... قبل ما يتم القصة , الدكتور الطويل: شوف يا ابني أنا ما عارف سبب اللبس الحصل دا لكن أنا متبرع أعمل لوالدك العملية دي و مجان لكن أنا بعمل عملية "رقعة" ما تركيب فقرات!!! يا دكتور رقعة دي شنو؟ ... رقعة دي بنشيل من عظام (أو ربما عصب قال ما عارف) من الفخذ و بنركبها في الضهر لكن نسبة النجاح ما زي عملية الفقرات ... الدكتور الطويل كان بيوجه كلامو لأخونا (ع) و العم (م) وراهو كأنو بتكلم عن رقعة لستك عربية ... و الفقرات الاشترينها بي تسعة مليون دي نوديها وين؟ و الوعود و مستر أيمن... و الله دا أخر كلام عندنا أو تمشي تشوف ناس السلاح الطبي ... رجعنا العنبر عشان نشيل حاجات العم (م) ... إحساس بالقهر لا يوصف ... كان العم (م) أكتر واحد فينا ثابت و بيقول لأخونا (ع) يا ولدي الفيها الخير ربنا بسويها و أنا كمان الماشي ليها شنو تاني كان قعدت باقي عمري في الكرسي دا ما فرقت ... كنت واقف في نص العنبر و ما شامي ريحة الديتول و لا عندي رغبة في استنشاق هواء نقي لكن حاسي بغصة و مرارة في الحلق و رغبة في ضرب أي شئ ... نزلت جري على السلالم و رجعت لمكتب الدكتور الطويل و دخلت بدون استئذان ... مدير المكتب السمين جا جاري وراي: يا زول ماشي وين ... يا زول هوي ... الدكتور الطويل: خليهو , أيوة يا ابني ... قلت ليهو : عارف الزحلقتوهو من العملية دا , الراجل دا اشتغل في السكة حديد عمرو كلو , الألم العندو دا بسبب سنين من الخدمة و مفروض الدولة تسفّرو تعالجو بره , انتو لمن يجي زول الله سخّروا لخدمة المساكين تقوموا تزلحقوا و تدخلوا ناس بدلوا ... الدكتور الطويل: يا ابني أنا ما شغلي أنظم منو يدخل العملية... الغريبة الدكتور الطويل رغم هيبتو كان شكلو منكسر و حاسي انو في ظلم وقع لكن بيعاند لي سبب ما عرفتو ... طول الوكت دا كان الموظف السمين بيردد: انت منو ... انت شنو؟ (في ما بعد عرفت انو كان خايفني أكون ضابط أو من جهة أمنية) ... الدكتور الطويل: يا ابني أنا بحاول أساعدكم و قلت ليكم بعمل ليكم عملية الرقعة ... أنا بحنق و تهكم: رقعة؟ انت قالو من أكبر الأخصائيين في السودان و رئيس القسم ليه ما بتعرف تعمل عملية فقرات ... ما قروكم ليها في التخصص؟ ... أنا طبعاً كنت فقدت المنطق و الدكتور الطويل فقد وقارو: طلعوا الود دا بره المستشفى و لو جا راجع هنا تودوهو قسم البوليس ... الموظف السمين كان بيعاين لي ببلاهة و في عينو نفس السؤال "انت شنو؟" ... طلعت من مكتبو عاصفاً بكل ما أمامي من كراسي و أشياء ... العم (م) رجع لسنار صباح اليوم التالي ... شركة المعدات الطبية رفضت ارجاع الفقرات بحجة انها مستوردة من الخارج و تأتي بالطلب ... مررنا على معمل الدم و على سبيل الدعابة قلنا ليهم عاوزين دمنا ... البنت الدكتورة: ما بتخجلو في شباب زيكم بيجوا يتبرعوا كل يوم و انت يا بتاع أمريكا مفروض تجي تتبرع كل يوم لمن اجازتك تكمل ... طول الاجازة أنا كنت منفعل بالموضوع دا و مصِّر انو يصل لمسئولين في المستشفى أو الجرايد أضعف الايمان ... الأخ (ع) كان عندو امتحانات أخر سنة و ما فيهو حيل و لا عندو حيلة (على حد تعبيرو) عشان يصعّد الموضوع ... بعد رجوعي لأمريكا و بعد سنة عرفت انو العم (م) عمل العملية بنجاح في السلاح الطبي و علي يد نفس الجرّاح مستر أيمن و الذي حكى لي الأخ (ع) أنه ملاك في شكل انسان و قد تأثر جداً عندما علم بالقصة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
في وزارة التربية و التعليم
في وزارة التربية و التعليم ... الغرض من الزيارة مقابلة مدير امتحانات السودان ... عندي ود أختي درس كل مراحلو في أمريكا و أهلو استقرو في السودان و عشان يعفو من امتحان العربي لازم خطاب من مدير الامتحانات ... على باب الوزارة جمهرة من الناس و واحد قافل الباب بي يد و باليد التانية بيدخن في سيجارة و بيبخ الدخان في الجماهير ... عندي خطة "أ" في دخول الأماكن الزي دي كالاتي: تفرد صدرك و تصر وشك و تجي بي سرعة نظام مستعجل و تسلم على الهدف العاوز تعبروا بصوت جهور: السلام عليكم ... بعد ما زحّ يدو القافل بيها الباب: و عليكم السلام ... بعد ما عبرت داخل الاستقبال: وين مكتب مدير الامتحانات؟ ... رد: مكتب أستاذ(...) في الطابق التاني, تالت مكتب علي يدك الشمال لكن هو طلع قبل شوية ... خلاص أنا بنتظرو فوق شكراً جزيلاً... عبرنا بسلام ... في مكتب المدير السكرتيرة قالت المدير عندو اجتماع مع الوزير , و فضلت مستنيهو زي ساعتين كدا ... لكن المكان كان مكيف و في موية باردة و السكرتيرة حكت لي تاريخ الوزارة و قوانين الامتحانات و بقيت مجهز معلومات كويسة أخش بيها على المدير ... وصل السيد المدير... أستاذ من الجيل القديم بي لحية كيزانية لكن نحافة لا تشبه الكيزان و عيون ضيقة و حياني مع ابتسامة ماكرة ... دخلت في دور الحمل الوديع طوّالي لأنو دا أكيد الخطة "أ" ما بتمشي فيهو ... و الله يا أستاذ عندنا ولدنا .....و حكيت ليهو القصة مرفقة مع كمية من الشهادات الملونة من المدارس الدرس فيها في أمريكا و فيها معلوماتو و المواد الدرسها و الدرجات ... أظن الحاجة الوحيدة القراها الاسم لأنو بي سرعة قال لي : اسمو الطيب الشيخ و ما بعرف عربي ... قلت ليهو: في الحقيقة هو بيعرف عربي لكن بس دارجي زي كلامنا دا و حافظ شوية من القران قدر البيصلي بيهو و بيقرأ و يكتب عربي شوية لكن ما بعرف نحو و بلاغة و ما درس لغة عربية تأهلوا يمتحن عربي في الشهادة السودانية ... قال لي: غايتو نحن الوحيدين البنعفيهم كانوا الجنوبيين و هسه مشوا يعني المفروض القانون دا زاتو يتعدّل ... قلت ليهو: بس الحمد لله نحن من حسن حظنا القانون لسه ما اتعدل و أنا أوعدك الود دا أنا أقعدو و أدرسو عربي بي نفسي في البيت (أنا إجازتي كان فاضل فيها أسبوع) بس انت عاملوا لينا بالقانون القديم (طبعاً أنا شاكي زاتو إنو في قانون , كل الحكاية جواب بيكتبو و بمضيهو) ... قال لي بعد ما أرضى غرورو: كويس نعفى ليك من العربي و يشيل مادة (بيئية ولا شنو ما عارف) بدل العربي, هو في ياتو مدرسة؟ ... القبس ... أثناء ما بكتب في الخطاب و ما عارف الخلاني أسألوا شنو: يا أستاذ و التربية الاسلامية كيف ... رمي القلم و حرّك يدينو الاتنين بي حركة بهلوانية كوميدية لا تتناسب مع هيئتو مع عبارة: لا بالله , أحسن نعفي ليك من الدين برضو ... حسيت بحماقة السؤال و الأستاذ المكير يرمقني بنظرة سخط فاستدركت: لا أنا بس قلت يمكن يكون في نسخة انجليزية ... اتنفست الصعداء لما رجع لكتابة الخطاب و همهم: لا ما في لكن المدرسة ممكن تجيب ليهو مترجم لو عاوزين (اتخيلتو بيهزر و سكتّ لكن دا الحصل في النهاية) ... استلمت الخطاب موقع و مختوم و أنا على الباب و بتشكر في المكير قام وقفني: أسمع أنا أحسن أديك خطاب تعميم لي ناس القبس ديل عشان ما كل مرة يرسلو لينا زول ... جداً يا أستاذ و في سري (عاوز تشغلني مراسلة لمكتبك كمان و الله أنا لو لقيت طريقة مسكت في دقنك دي و اتوطحت) ... تاني قلت لي نفسي أنا زاتي ما حا أمشي المدرسة و بدي الخطابين للولد يوديهم المدرسة و إن شاء الله الخطاب التاني دا يلفّ بيهو سندوتش الفطور ... أداني الخطاب التاني و شكلو اتزكر حاجة برضو في المدة دي: تغشى الخزنة تدفع المبلغ دا (رسوم شنو كدا ما عارف) ... قلت ليهو : أدفع و أرجع أجيب ليك الايصال يعني؟ قال لي: لا ما تجيني راجع انت كدا الاجراء بتاعك إنتهى ... في سري قلت (و لو مشيت و ما دفعت حتعرف كيف يا اب دقن) ... طلعت على الخزنة و قلت أحسن أدفع المكير دا ما مضمون يمكن يجي وراي ... كان صاحبي أحمد مستنيني برة حسب تعليمات الخطة "أ" ... مشينا الخزنة و الصف في عز الهجير ... لمن قربت زي قدامي زولين كدا جا فرد من قوات الشعب المسلحة يرتدي زيهم الجديد و ما عليهو أي شريط ... لمن مشا دغري على الشباك و القدامي الاتنين سكتوا لقيت نفسي بحركة لا شعورية بفرقع في أصبعين بصوت عالي مع عبارة: إلتزم بالصف يا عسكري ... العسكري و بالخطوة السريعة كان في أخر الصف على بعد عشرة أمتار على الأقل ... عاينت لقيت أحمد صاحبي قبّل الاتجاه التاني و مشى علي شجرة بعيدة ... بعد انتهيت من الخزنة جيت لأحمد لقيتو يضحك , قال لي أنا لمن انت نهرت العسكري قلت الزول دا الليلة حيطقطق و أنا أحسن حاجة أعمل فيها ما بعرفو ... انت مجنون تقول ليهو يا عسكري ... قلت ليهو و الله ما قصدت حاجة و ما هو عسكري هو شنو طيار؟ ... قال لي و الله الزول دا لو شاكي بي نسبة واحد في المية انك ملكي كان يحلك الله و أضاف: انت غايتو بي نورة أمريكا دي و الصلعة الحالقة دي بقيت تنفخ ساااكت و برضو الجواز الأمريكي دا مديك ثقة زايدة , نحن لينا الله ... الحمد لله ولدنا نجح في الشهادة السودانية بنسبة فاقت المتوقع و على أعتاب دخول الجامعة هذا العام باذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
العزيز بدر التمام
اولا مرحب بيك في الحوش
استمتعت كتير بكتابتك الرائعه التي تدخل فينا كما النسيم
ووواصل
| Quote: الله أنا لو لقيت طريقة مسكت في دقنك دي و اتوطحت |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
ريحة البيتزا
نحن تلاتة شباب مشينا أكلنا بيتزا في نابولي بيتزا في شارع المطار ... و نحن طالعين صاحبنا قال عندو أختو الصغيرة بتحب البيتزا يشيل ليها معاهو و لو إنو الوقت كان متأخر لكن قال بيسخنوها ليها بكرة ... المهم لما وصلنا لفة المطار عسكري جيش لابس اللبس البيجي المبرقع داك وقفنا علي جنب ... قلت ليهم الحاصل شنو و دا عسكري جيش ما بوليس مرور ... الشباب قالوا لي عادي بعد نص الليل دا يوقفوك عساكر الجيش و الأمن و خاصة لما يكون في هوا في البلد ... المهم العسكري جا علينا و إنحني على الشباك: السلام عليكم ... قبل ما بنرد السلام و بحركة مفاجئة العسكري دخّل نص جسمو تقريباً في العربية ... وشو تقريباً بقا فوق العصاية بيني و بين صاحبي السايق ... و بقى بيشمشم بي صورة ######ية بهيمية غريبة و قال لينا: دي ريحة شنو؟؟؟ ... الزول دا كان وشو على بعد أقل من عشرة بوصات من وشي و رغم إني في الأول إتفجأت من الحركة لكن بعد داك جاتني رغبة قوية إنو أمسك في رقبتو ... المهم كنا مخلوعين من الحركة و ما في زول ردّ عليهو ... قام سحب جسمو من العربية و دقّ على باب العربية من بره: عاملين لي فيها طُرش إستنو هنا , و مشى على باقي العساكر ... صاحبي السايق قال لي: تعرف العسكري الغبي دا شمّا ريحة البيتزا الشايلنها دي و إفتكرنا شاربين حاجة , و أضاف: الناس ديل متلقيين حجج عليك الله أتكلم معاهم إنجليزي و أعمل حركاتك البتخش بيها المحلات ديك عشان نتخارج ... قلت ليهو : يا زول الناس ديل عساكر جيش و قصة أعمل أجنبي دي ما أظن تمشي فيهم و يمكن تزيد الطين بلة مع حالة البلد اليومين دي ... اللحظة ديك عسكري تاني جا علينا (عندو شريطين شكلو رئيس الأول) ...صاحبي قال لي: ياخ ديل وهمت ساكت عاين ... أول ما العسكري وصل صاحبي بادرو و بالإنجليزي (إنجليزي دي مجازاً لأنو قال ليهو كلام ما عندو أي علاقة باللغة الإنجليزية ^__^ ) ... قال ليهو و بي نهرة:
Haaai Time is lating ... we go American embassy now you lating us
العسكري قام مشى منو و جا بجهتي قال لي: أسمع إنتو منو و جايين من وين ... أنا طبعاً كنت ماسك الضحكة من إنجليزي صاحبي لكن قلت ما دام القصة بدت نتمها أحسن , قلت ليهو و أنا كاتم الضحكة:
I don't know what you talking about
العسكري عاين يمين و شمال و مشى لي صاحبنا التالت في المقعد الورا و قال ليهو: أسمع إنتو أجانب و لّا عاملين مجانين ... صاحبنا التالت دا زول مسكين و ما بحب المشاكل و كان زهجان بكرة شغال بدري و عاوز إمشي ينوم قال ليهو: القدام دا أمريكي و دا السوّاق بتاعو و أنا صاحبو و كنا بنتعشى برة ... العسكري: عشا بس؟ طيب الريحة دي شنو ... صاحبنا شال صندوق البيتزا الجمبو و قال لي العسكري: دي ريحة البيتزا دي و أضاف: البيتزا دي زاتا زايدة نحن شلناها معانا لكن ممكن تاخدوها إنت و الأخوان ديل تتعشوا بيها لو ما اتعشيتوا ... العسكري و بدون تردد شال صندوق البيتزا و قال لي صاحبنا: خلاص ممكن تتفضلوا تمشوا ... طوال السكة للبيت أنا كنت مندهش و بناقش في الشباب إنو البلد دي سايبة و العاوز يقلب الحكومة يشيل ليهو كم صندوق بيتزا يوزعهم ... و صاحبنا السايق كان شابك صاحبنا الوراء: كيف تقول أنا سوّاق و كمان تدي البيتزا بتاعة مروة لي العساكر الوهم ديل ^__^
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
بدر التمام ,,, طريقة سرد غاية فى الروعة ,
تخريمة بسيطة موضوع التكشيرة فى المطار اخد مساحات من تفكيرى , اكيد بيعلموهم التكشيرة ولا مختارينهم كلهم كدة مافى زول يخالف اخوة
ما نفطع حبل افكارك نسيب المجال و نرجعلك بعد الجزء الرابع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: Anas Babekr)
|
أنس بابكر تسلم ياخي ... تعرف التكشيرة دي عندنا كسودانيين لكن عند عساكرنا زايدة شوية ... المطار دا واجهة البلد مفروض يختارو ناس بشوشة و يكونوا بيتكلموا إنجليزي (لاحظت بتعاملو مع العرب بي ود لي درجة يتكلموا مع الواحد بي لهجتو مرات)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
من الأمس
يوم في الجيش
المكان: معسكر الجيش في القطينة ... الزمان: كان لسه شتيل احساسنا ما فرهد ... كان لازم تمشي الجيش عشان تخش الجامعة و التقديم زاتو من داخل المعسكر ... بعد جكة الصباح و البيادة الناس كلها بتكون عطشانة بيفيكونا و الناس بتجري على منطقة فيها أربعة براميل مقطوعة (نص برميل) مختوتة في بركة من الموية و الطين و كلو برميل فيهو ماسورة دهبية على راس خرطوش أسود ... العدد كبير و الغالبية بيحاولو يشرب من الماسورة لأنو موية البرميل ######انة (في ناس بتشرب من البرميل عادي ما عندها مشكلة) ... المهم الواحد بيمسك الماسورة و بكوّر يدو بحركة بهلوانية بهيمية كدا بيشرب و بيفك الماسورة بيدي البعدو ...ما في صف بالمعنى المفهوم لكن انت طبيعي بتكون عارف انت دورك متين ... لما الدور بقى علي فجأة جا واحد من وراي و مسك الماسورة ... الوكت داك أنا كنت نحيف و هلكان و مع المعسكر بقيت هيكل عظمي و الزول دا كان ما شاء الله جتة و شكلو إستهوني ... جريت من يدو الماسورة و جراها مني و هكذا لحدي ما وقفنا الاتنين و الشكلة بدت بي دفرات في الصدر و باقي الناس مسكو الماسورة و ما اشتغلوا بينا كتير ... غلطتو انو بي باطن يدو اليمين ضربني في جبهتي بحركة استفزازية و خلى وشو مكشوف لأنو ما أظن كان متوقع رد الفعل ... أنا زعلت من الحركة المستفزّة و بكل ما أملك من قوة رجعت يدي لي ورا و بنية جاتو في نص وشو تماماً بين الأنف و الفم ... الراجل اترنح مرتين لي ورا و يدينو بيلفوا في شكل دوائر في الهوا و طاااااااخ وقع في نص الموية و الطين و ما اتحرك تاني... الناس يا دوب انتبهت ... لقيت اتنين ماسكيني نظام بيحجزوا فيني... أربعة شايلين الراجل و وشو مغطي بالدم و الطين و اليدين مدليات و ما في أي حركة في جسمو ... ما كنت شفت لي زول مغمى عليهو فافتكرت إنو الراجل مات ... كنت عرقان و برجف و قلبي بدق بشدة و بفكر أعمل شنو ... أجري أحسن؟ لو جريت الديدبان من فوق البرج حيشوفني و الحتة خلا حيجيبوني في دقايق ... الناس كلها زحت مني و في ناس مشو على الكلينيك مع الزول المضروب ... و أنا ما قادر أمشي جهة الكلينيك لكن متمني زول يجي يقول لي الراجل دا حي ... لسؤ الحظ العساكر التعملجية كانوا أسرع ... انتباه يا مجنّد , للخلف دور , معتدااااال مارش... على مكتب الضابط الملازم في الجهة التانية من المعسكر ... سيادتك الزول دا اعتدى بالضرب على مجند زميلو بالبونية في وشو ... الضابط: المجند المصاب وين؟ ... العسكري: في الكلينيك و معاهو العريف (...) ... نطيت أنا: الزول دا حي؟ الضابط: كما كنت يا مجند يا دلقان يا رباط البوت , بتضرب أخوانك بالبونية عامل لي فيها بروسلي الليلة بنوريك الضرب دا كويس , و اتلفت للعسكري: تقعد منتظر مكتب هنا مع الكرور دا لحدي ما أمشي و أجي ... مشى في اتجاه الكلينيك و جا بعد نص ساعة كدا ... موجه كلامو للعسكري: المستجد دا تصرف لي صلعة هسه و يقضي يومو جزاءات , غدا ماف , عشاء رغيف حاف و يبيت في الكركون لحدي ما أصرف ليك تعليمات جديدة ... بدأت رحلة الجزاءات بعد الصلعة , أزحف , أرنب استعد , بوشاب استعد , و لما التعلمجي يتعب: تُباه , أشرب بطنك , أنفخ سدرك , نظرك الساعة اتناشر ... و يمشي ياخد ليهو راحة و يجي تاني يواصل جزاءات... أنا ما كان هاميني كتير بقدر ما كنت عاوز أطمّن على الزول الضربتو و رغم اني بديت أحس بي ألم مع البوشاب في يدي الضربت بيها الراجل و اليظهر انها انفصلت مع شدة البنية ... بعد يوم من العذاب دخلوني الكركون أو السجن الحربي و أنا طبعاً أول مرة أخش هناك و كنت مفتكرو غرفة كبيرة لكن طلع زنزانة مترين ارتفاع و أرضية متر في متر... يعني ما بتقدر تفرد رجليك عشان تنوم و أنا أصلاً ما كان جايني نوم و بفكر ما دام الناس ديل دخلوني الكركون معناها الزول دا جاتو حاجة و بفكر كيف أنا ضربت الزول دا بالقسوة دي و أنا طول عمري مسالم... الجيش دا خلاني عدواني ... كرهت نفسي و كرهت الجيش و اليوم الجابني هنا ...أطول ليلة مرت علي في حياتي ... في الفجر و مع التعب و عدم النوم كنت في حالة شديدة من الأعياء و يدي اليمين إتورمت و بقى فيها ألم لا يطاق و رجلي من الجزاءات و عدم فردهم طول الليل ما بقدر أقيف عليهم وعندي حمى و صداع شديد و ألم في كل حتة من جسمي . فتح العسكري باب الكركون بعد أذان الفجر بي شوية و قال لي: قوم يا مستجد الصلاة (مع انو اليوم القبلو كلو ما جاب سيرة صلاة) ... قلت ليهو: ما قايم أنا عيّان ... مخالف تعليمات يا مستجد؟ ... أيوة مخالف تعليمات و حريقة فيك و في الجيش و في عمر البشير زاتو ... أنا ما داير جامعة طلعوني من هنا ... العسكري التعلمجي و مع قلة تعليمو لكن شكلو فهم إنو أنا في حالة نفسية سيئة فقفل الباب و مشى بدون كلمة زيادة ... مع شروق الشمس اتفاجأت بالباب يتفتح و قدامي العسكري التعلمجي و الضابط الملازم و المقدم قائد المعسكر و الكان اتكلم معانا أول يوم وصلنا فيهو و اتنين في زي مدني من المنسقين (الكيزان) ... أنا متكوم مكاني و بعاين ليهم زي الما شايفهم ... الضابط الملازم بي نهرة و استغراب: انتباه يا مجند أوقف حيلك ... قلت ليهو أنا عيان و ما بقدر أقيف ... سحبوني سحب برا الزنزانة و أنا فعلاً ما كنت قادر أقيف ... المقدم لفّ فيني نص دايرة و فجأة قعد في الأرض متكل على ركبتو اليمين و يدو اليمين و في مواجهتي تماماً: يا مجند انت في زول ضربك؟ قبل ما أرد الضابط الملازم من وراهو: يا سعادتك دا هو الضرب ال..... المقدم قاطعو بي لهجة صارمة: أنا بسألو هوَ ...أنا: سعادتك ما في زول ضربني لكن أدوني جزاءات أمس طول اليوم و قعدوني في الحتة العاملة زي الكبريت دي و ما نمت دقيقة من أمس و أنا ما داير جامعة و ما داير أقعد في المعسكر دا بعد الليلة... بعد داك المقدم وقف و بقى يتكلم قريب ربع الساعة و أنا كلامو نصو سامعو و نص ما سامعو من شدة التعب : نحن دايرينكم تبقوا مجاهدين و تحموا البلد و انت المفروض تضرب العدو ما تضرب أخوانك و و و .... في النهاية .... تمشي مع ناس التنسيق ديل عندهم معاك كلام و تجينا راجع في المكتب تصرف تعليمات جديدة... مشيت مع ناس التنسيق (الكيزان) و كنت لسه بعتب و بمشي بي صعوبة لي خيمتهم في طرف المعسكر و الصراحة كانوا لطاف و بشوشين رغم كرهي لانتمائهم و أهم شي طمنوني انو الراجل الأنا ضربتو كويس بس اتكسرت ليهو سن و كان عندو نزيف من الأنف لكن ودوهو مستشفى القطينة و عملو ليهو صور أشعة و ما في كسر و لا نزيف داخلي ولا أي شي خطير ... حمدت الله و لو ما خفتهم يعدوني منافق كان عندي رغبة شديد في سجدة شكر لله ... الجماعة قالوا لي نحن هسه سايقنك و حنجيب الزول دا نعمل ليكم صلح ... قلت ليهم خير ... مشيت الخيمة و جابوا لي صحن فيهو بلح و كوباية موية ... الصراحة كنت جعان جداً فأكلت كل صحن البلح و انتظرت غريمي للصلح ... الزول جا و كان وشو متورم بالذات الشفة العليا و قعد بدون ما يسلم علي و بدأ الجماعة محاضرة تانية عن قيم الجهاد و الأخوة و حرمة الخصومة في الاسلام و كلام كتير و أنا بعد همي برد و أكلت, بيني و بينكم رخمت و قربت أنوم من السهر و التعب و شكلو الزول البيتكلم لاحظ لي فاختصر كلامو و قال لي انت الضربتو فتقوم تسلم عليهو و تعتذر ... قلت أمري لله أعتذر مع انو هو برضو غِلِط لكن عشان أنهي الفيلم الهندي دا ... مشيت عليهو فجأة بدا يكورك: قبل ما يسلم ... انتو وعدتوني تدوني اجازة مرضية أسبوع أمشي أهلي وين إذن التحرك؟ ... كنت واقف على بعد خطوة منو و بتأمل في شكلو ... مع اني كنت حاسي بالندم اني ضربتو لكن مع طلبو الغريب في اللحظة دي حسيت بيهو أهبل و عبيط و طفل صغير في جتة كبيرة ... المنسق قال ليهو: يا الشيخ الاجازة بتاخدا سلم على الزول دا واقف ليك ... سلمت عليهو و قلت ليهو العفو ياخي ... ردّ : الله يعافيك و الله أنا بس كان ما الأخوان ديل ما كان بخليك ... واحد من المنسقين: يا زول خلاص الموضوع دا تنسوهو زي الما حصل و ما تنقطعو تجونا هنا تاني ان شاء الله طوالي... و أنا طالع من الخيمة سامعو بيقول ليهم : شنو ما قالو عندكم رز بي لبن و تمر وين الحاجات دي ... في سري قلت ليهو (رز بي لبن من الصباح ... خسارة يدي الاتفصلت في وشك) ... مشيت نمت في الخيمة بتاعتنا و ما رجعت لمكتب الضابط عشان أصرف تعليمات جديدة و ما في زول سألني ... باقي أيامي في المعسكر كان أغلبا تمرد و مخالفة تعليمات و بقيت مشهور بالحتة دي و حتى التعلمجية بقوا يغضوا الطرف عني عشان ما أحرجهم أو العدوى تسري لباقي الطلبة ... يوم ضرب النار رفض التعلمجي إديني بندقية بحجة اني ما كنت حاضر حصص الفك و التركيب (أنا كنت حاضر) لكن بعد داك عرفت من الزملاء انو قال ليهم: الود دا مجنون ما بديهو بندقية معمّرة , قبل كدا قال لي حريقة في الجيش و في عمر البشير و ما بعيد يفتح فينا كلنا نار ... بعد داك بأيام اتخرجنا وانتهى المعسكر أسوء أيام حياتي و انطوى في القلب حسرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
شغل همبتة
في فترة من الفترات كنت سايق تاكسي في واحدة من المدن الأمريكية ... التاكسي وظيفة مريحة و بتدخّل كويس مقارنة مع وظايف تانية لكن مرّات و بالتحديد في الويكيند بتتعامل مع بعض السكارى ... السكارى بيوقعوا حاجاتهم ... مرّات قروش و مرّات تلفونات ... لو شفتو بتقول ليهو أمسك تلفونك أو القروش دي وقعت منّك و كتير بيستغربوا الأمانة عندنا (واحد مرة قال لي إنت أكيد مسلم)... مرّات في حاجات ما بتشوفا لحظت وقعت لكن بتلقاها أخر اليوم ... القاعدة كالاتي: أي تلفون أو محفظة أو حاجة تدل على إسم الشخص بترجعا ليهو , أي كاش من غير دليل على صاحبو حلالك و صدقوني كتير بتلقي كاش و ما بتعرف صاحبو لأنو بيكونوا ركبوا معاك العشرات ... في يوم كنت أنا و صديقي (م) موقفين تكاسينا في صف فندق الهيلتون في وقت متأخر و كالعادة بنتونس لحدي ما يجي زبون ... جا زبون أبيض سكران طينة و ركب في المقعد الخلفي لعربيتي و الأخ (م) إتجه لعربيتو وقال لي: الله يعينك دا منتهي ... أول ما الزبون ركب و مع النور من فتح الباب شكلو شاف عشرين دولار مرميّة في أرضية التاكسي ... بدل يشيلا و يسكت و حسب سكرتو قال لي: شوف لقيت شنو ... أنا طبعاً عاينت للعشرين دولار بي حسرة , جزء من الغنايم البلقاها أخر اليوم ... قلت ليهو بجدية: القروش دي بتاعتي إنت لقيتا في عربيتي ...قال لي: أنا لقيتا واقعة وبقت بتاعتي ... المهم في نص الجدال بتاعتي و بتاعتك و الراجل ببراءة الأمريكان ماسك لي العشرين دولار في يدّو و بيتكلم قمت أنا بي حركة قِردية سودانية خالصة خطفت الورقة من يدو و ختيتا في جيبي ... قلت ليهو: أها كدا بقت بتاعتي حتعمل شنو ... الراجل عاين لقا قدامو واحد أسود عاتي و عيونو حمر (من السهر) و شكلو روحو محرقاهو فقال أحسن يستعمل الحيلة ... قال لي: خلاص ما مشكلة شيل القروش ...وصلني المكان الفلاني (أداني عنوانو و مشوارو بي كم و عشرين دولار) ... طبعاً طوالي عرفتو عاوز يثعلب علي و يصل هناك ما يدفع و بيكون في منطقتو و سط ناسو و يجيب سيرة العشرين دولار تاني ... قلت ليهو بوصلك لكن تدفع مقدّم (دي بنعملا بس للناس الوهم شديد و هو شكلو كان محترم) المهم زعل و أرغي و أزبد و قلت ليهو ما عجبك إتخارج ... نزل من عربيتي و مشى ركب مع الأخ (م) ... مشى قال لي الأخ (م): الزول دا شال قروشي و أبى يوصلني و طردني من التاكسي ... أنا واقف في مكاني الأخ (م) و صّل الراجل و جاني يضحك قال لي : هلّا هلّا الكلس بقيت شغال همباتي عديييل واقف في مكانك تقلّع قروش الزباين و تطردهم ^__^
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: الصادق عز الدين)
|
Quote: andAring;andauml;andEcirc; andszlig;andaacute; andatilde;andCcedil; andiacute;andauml;andOgrave;andaacute; andatilde;andauml;andszlig; andOgrave;andEgrave;andaelig;andauml; andYacute;andEcirc;andOcirc; andUacute;andNtilde;andEgrave;andiacute;andEcirc;andszlig;
andUacute;andOcirc;andCcedil;andauml; andatilde;andCcedil; andEcirc;andaring;andatilde;andEgrave;andEcirc; andaelig;andaacute;andCcedil; andOcirc;andauml;andaelig;
andaring;andaring;andaring;andaring;andaring;andaring;andaring;andaring;andaring;andaring;andaring; |
هههههههه تعرف يا الصادق بيني و بينك شغل الهمبتة عجبني لمن قربت أشتغل همباتي عديل كان ما إتزكرت بوليسهم الصعب ^_^
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: بدر التمام)
|
التحية لصاحب البوست
استمتعت جدا بمقطع "ريحة البيتزا" وصاحبك السواق
واستحضرت موقف مشابه لواحد عراقي جا مهاجر جديد لنج في مدينتنا
الجماعة اهلو شغلوهو في طرمبة جاز مع اتنين هنود وطبعا صاحبنا انجليزيتو "تلاقيط"
المهم تحت تحت سمع انو الهنود عاوزين يطيروهو بالاتفاق مع الخواجة صاحب المحل
صاحبنا قعد ذاكر الدكشنري اليوم كلو ولما جا الخواجة جرى دخل ليهو جوة المكتب و قال ليهو
"I have children on my neck ...Please don't cut my bread"
D:
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خواطر مواطن أجنبي (Re: Mohamed Mekki)
|
Quote:
"I have children on my neck ...Please don't cut my bread"
|
هههههههههه لا زولكم دا يا محمد مكي صاحبنا بالنسبة ليهو خواجة ... تسلم أخي على مرورك و إتحافنا بقصة العراقي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
بدر التمام
سليمان القرشي
معاذ حسن
waleed nayel
Anas Babekr
عمر ادريس محمد
Elsanosi Badr
Mohamed Mekki
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست