حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2013, 03:24 PM

طارق عمر مكاوي
<aطارق عمر مكاوي
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م (Re: طارق عمر مكاوي)

    الجزء الثانى
    عاوزك تواصل شوية عن نقطة الخلاف بينك و بين المفكرين الإسلامين ، وليس بينك و بين الماركسيين ، السؤال الفرعى الجديد فى نفس المسألة ، هو تجاه رأيك الجديد ، هل نحن بحوجة إلى أن يُفسر الدين - الأراء نفسها جديدة الإنت بتقولها – هل نحن فى حوجة إلى أن يُفسر الدين تفسير جديد يُظهرو بهذه الصورة النقول فيها صورة الإسماح ، أو الصورة إلى إستيعاب حتى المذاهب العقلية ؟.
    أآي نحن الحقيقة فى أشد الحاجة لِنُفسر الدين ونفهمو فى المستوى دا ، بل الحقيقة كأنها حاجة حياة أو موت ، لأننا نحن مواجهين إلا بحرب عالمية إذا إنحدرنا - حرب ذرية و نووية ، بيها إن ما إنتهت الحياة تنتهى الحضارة - أو نصعد إلى السلام .
    نحن مواجهين بتحدى فعلاً من الكوكب اللتوحد جقرافياً بالصورة اللى خلت البشرية كلها كأنهم جيران ، الناس يمكن تقول من الناحية الحسية ، من الناحية الجسدية بِقوا جيران ، بِقوا قريبين وبِقوا مُوَحَّدين ، لكن الناحية الفلسفية والناحية الحضارية ، الناحية المدنية فى المجتمع البشرى لغاية الآن متخلفة عن أن توجد المواءمة بين حياتنا وبين بيئتنا ، فأصبح أمامنا إما نصطرع فى حرب قد تداعا إلى حرب عالمية مندلعة بالأسلحة الحديثة أو إلى سلام .
    فنحن لنصل إلى السلام لابد لينا أن نفهم دينا على إعتبار أنو دين السلام ، الإسلام معناها السلام ، وأنو شعارو السلام ، وأنو السلام ببتدى أن تسالم إنت من البداية ، المسيح قال من أُخذ بالسيف بالسيف يُخذ ، فناسنا القايمين على الشريعة - وحت ما بفتكروا ما فى غيرا – عندهم الجهاد إصل من إصول الدين ،نحن عندنا أنو الجهاد مرحلة ، فى الوقت اللى كانت البشرية فيهو غليظة وبليدة ومتخلفة ، لابد أنو الناس كانوا بيُحملوا بالإكراه على مصلحتهم ، فى مجتمعنا الحاضر الكوكبى الفى القرن العشرين البشرية أصبحت هي من الوعى بحيث يُمكن أن تُساق لمصلحتها بالإقناع ، فلذلك الإسلام إدخر ليها الآيات السُميت بآيات الإسماح فى ( أُدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي أحسن ) (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) تلقى أنو أساليب نشر الدعوة فى أصل الدين هي أساليب سلام من الاول ، لكن أساليب السلام فى القرن السابع سُحبت من التداول ، أُستبدلت ، نُسخت ، و أُستُعيض عنها بآيات هي لحكم الوقت أصلح من الآيات الكبيرة دى . فطُبق الجهاد وطُبق الإكراه يمكنك أن تقول ، ويجي حديث النبي ( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله و ان محمد رسول الله ، ويُقيموا الصلاة ويؤتوا الذكاة فإذا فعلوا عصموا منى أموالهم ودماؤهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله ) وشُرِّع الجهاد من الوقت داك ، على نسخ من آيات الإسماح ، فنحن بنرى أنو وقت الجهاد فات ، لأنو الغقول إستنارت ، البشرية رقيقة ولطيفة وذكية ، يمكن أن تُساق إلى المصلحة بالإقناع ، فأصبح جا وقت آيات الإسماح ، نحن فى حاجة شديدة جداً إلى أن نفهم الدين فى هذا المستوى ، وأن نبشر بيهو فى هذا المستوى ، أن نعيشوا فى هذا المستوى ، و ما فى أي فرصة للبشرية لتصل للسلام ، أو للدين يعود إلا إذا أُعيد فيهو النظر ، وفُهم فهم جديد ، هو ما نَركز عليهو نحن فى دعوتنا الحاضرة ، فى ما سُمي بإستفاضة فى كتاباتنا بالرسالة الثانية من الإسلام ، الجانب التانى من الإسلام ، المفهوم التانى من الإسلام ، اللِما وجد فرصة ان يُطبق حسب حكم الوقت من القرن السابع إلى يومنا دا ، من اليوم دا إلى المستقبل ، اليوم يومو وما فى أي بديل عنو .
    أآ يمكنك أن تقول - دا رجوع برضو لى السؤال الأولانى وتركيز ليهو - أنو الخلاف بينا و بين الناس البعارضونا فى الجانب الإسلامى أو حتى الجانب العقلانى ، هي مسألة إعادة نظر فى التراث دا كلو ، وفهم ليهو جديد يتمشى مع حاجة الوقت ، ومع إصول الدين أللِظلت البشرية فى رسالاتها المختلفة سواءاً كان قايمين بيها أنبياء أو قايمين بيها رسل أو قايمين بيها أولياء أو قايمين بيها مصلحين ، الرسالات دى كلها بترمى إلى يوم واحد ، هو اليوم البحل فيهو السلام فى الأرض ، ويحل فيهو العدل فى الأرض .
    آه دا بيقتضى أننا نحن نفهم الإسلام فهم جديد يقوم على الآيات الكانت منسوخة فى القرن السابع ، ويمكنك ان تقول وينسخ الآيات الكانت محكمة فى القرن السابع ، الآيات الكانت منسوخة نُسخت لأنها كانت أكبر من القرن السابع ، الآيات الأُحكمت أُحكمت لأنها قدُر حاجة المجتمع المتخلف فى القرن السابع ، اليوم الآيات الكانت بتناسِب القرن السابع تُصبح منسوخة عندنا ، وتُبعث الآيات الكانت منسوخة فى وقتهم لأن وقتها ما جا يومئذ وإنما جا اليوم .
    التخلف ، أو الكلمة زآتا قاسية شوية زي ما وردت ، لكن بين التخلف واللُطف الوصلت ليهم البشرية ، فى ماضى وحاضر ، الوصول ليهم فى رأيك من زاوية فلسفية شِنو ؟ هل هو مجرد الثروة الحضارية أللى نقلت الناس من التخلف إلى اللُطف أم هي نظرة أُخرى يمكن أن نقول عنها تطورية أو إرتقائية أو أي شئ آخر ؟
    هى طبعاً تطورية جات بيها الحضارة الآلية والحضارة العلمانية ، وتطور الإنسان كأنما الإنسان فى مسيرتو كلها خارج من الغابة إلى المدينة ، ونحن كل ماطرأ على حياتنا فى حقيقتها هي النظر إلى الضعيف بأنو صاحب حق ، الصراع الطبقى الجا قبيلك ذِكرو إنما هو صراع أوجد حق لمن لم يكن له حق فى المجتمع ، نحن مثلاً فى مجتمعنا جا حق يؤخذ من الغنى يُرد على الفقير ، دا ما كُلَ الحق ، لكن جُعل الغنى صاحب حق والفقير صاحب صدقة بتلقاها مفروضة على الغنى أن تُخرج من مالو ، كأنو بسموها حق الله فى المال ليُعطى للفقير لكن برضو دى ما مساواة ، مجتمعنا بالصورة دى عايش مجتمعات الإقطاعيين يملكوا فيها الأرض وسكان الأرض من عمال ، كأنو الفلاحين رقيق لصاحب الإقطاع ، وطبعاً كان فى الرق بصورو القليظة الموجودة أنو الإنسان إملك إنسان ، نحن بإستمرار بوسايلنا فى الصراع الطبقى اللإنت ذكرتو ، العامل أصبح عندو حق مع صاحب العمل لغاية ما إتوصلنا لى صور إنو العمال أشركاء فى العمل - فى التنظيم الإقتصادى بصرف النظر عن الدين - لنتايج الصراع دا ، بعدين الصراعات دى حررت الرقيق ، حررت رقيق الأرض ، وحررت الرقيق المسترقين فى رفابهم من الرق الشرعى المعروف فى البلاد كلها ، ونحن بإذاً التطورات دى وصلنا إلى المدينة اكتر من المجتمعات المتخلفة وخرجنا من الغابة بصورة كبيرة ، وأصبحنا الحق عندنا مُش للقوى ، الضعيف عندو حق ، نحن نتكفل لناصر الضعيف ليأخد حقو – أآ دى يمكن التطورات اللخلت المجتمع بتاناعنا ألطف من المجتمعات الماضية اللِكان فيها الحق للقوى ياخدو مجرد أنو قوى ما محتاج لقاضى إديهو ياهو ، والشعار فيهو مَن غلب سلب ، كان مجتمعنا الجاهلى قايم على أساس زي دا ، من غلب سلب ، ونحن هسع أصبحنا نتعاطف ، نعطف على الضعيف ،يكون عندنا شعور بإنسانية ولُطف ونتصور حالة البؤس وحالة الضنك وحالة الجوع وحالة الكرب ، الناس البتحصل ليهم نكبة فى مشارق الأرض ومغارِبا نتجاوب معاها نحن ، يكون فى حروب فى فيتنام تكون فى حروب فى كوريا تكون فى حروب فى لبنان كلنا نعطُف ونشعر بالأيتام البيفقدوا أباهم والنساء البفقدن أزواجن ، والصور دى ، وأصبحنا فى لطافة إنسانية جات من التطور فى مضمار الحياة والصراع نفسو ، بصرف النظر عن الدين ، لمن إجى الدين مُش رايح إنكس الناس لى وراء رايح ينمى لطافتم دى وينمى إنسانيتُم وإخاطِبُم بسلام مُش بخاطِبُم بعنف والبشرية ولقت فى الدماء بالقدر الكافى وسارت بالعنف مراحل كبيرة جداً ، وآن لها ان تمشى بالسلام لتدخل عهد السلام .
    نعود للسياسة مرة تانية ، المواقع السياسية أُصطُلح على تسميتا بيمين ووسط ويسار ، أين يمكن أن نضع الإسلام بمفهومك بينها ؟

    هوَ يمين زي المعتبر أنو أدخل فى التنظيم الرأسمالى وفى الأفكار السلفية ، ويسار أدخل فى التنظيم الشيوعى والأفكار الثورية ، وسط لعلو نشأ من الإعتدال ألهوَ تطوير بسيط للرأسمالية وما سير لآخر الشوط فى جانب الشيوعية ، يمكن أن يعتبر إشتراكى ، أنا بفتكر أنو الأفكار دى كلها فى حاجة لإعادة النظر فيها ، نحن على أي حال واضح طبعاً أنو الدعوة الإسلامية هيَ دعوة وسط بين النقيضين ، دايماً ، يمكن أن تكون هي وسط بين اليسار وبين اليمين ، الدعوة الإسلامية وسط بين اليسار واليمين ، الدعوة الإسلامية وسط بين اليهود والنصارى ، الدعوة الإسلامية وسط بين كل نقيضين ، ولذلك إجى ( وكذلك جعلناكم أُمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ، وكذلك جعلناكم أُمة وسطاً ، هي وسط بين النقيضين ديل ، فى الحقيقة هي فى أصلها وسط بين المادية القليظة والروحانية المفرطة ، فى الإسلام المادة والروح بتزاوجن ، دى العبارة ( الدنيا مطية الآخرة )، العبارة (الدنيا مطية الآخرة ) ، يعنى لابُد ليك من دُنيَاك ، لكن بتجعلها وسيلتك لأُخراك مُش مكان إقامة تقيم فيها وتتوسع فيها فى المبَاهِج وفى الملاذ وفى غايات النفوس من هنا جات وسط .
    أنا فى مفهومى أنو الإسلام إشتراكى ، بطور الإشتراكية إلى حدود الشويعية بمعنى إشاعة المال بين الناس ، النبي كان يعيش كِدا ، النبي ما كان عندو ملكية وإدخار حتى رزق اليوم ما يدخرو لى بُكرة ، فكأنو فى ما إخصو هوَ المال مُشاع بين الناس كل واحد يأخد منو حاجتو ، وإتَ إذا كان أخدت أكثر من حاجتك إتَ بقيت مشقول بالغنى عن ...... ، عند الصوفية أنو النهاية تشبه البداية ولا تشبهها ، يعنى كأنها بتكون بتشبهها وبتختلف عنها بسيط ، كأنو عيسى بجى أكمل من آدم فى كمالو ، لأنو دخل فى الممارسة والتجربة .
    لوسمحت أقول إنو فى غرابة بين النظرة العلمية الأُولى التى ابتدأ بها الحديث ، فى مرحلة الوجود ، وبعدين في دخول العقول ، وهو مذهب إن صح التعبير يمكن يكون إف########نى بحت ، قديم يعنى ، مذهب تصوفى ، والمذهب التصوفى نظرتو للوجود لا تصاحبها العلمانية بقدر ما تصاحبها الغيبية . فمن وين أنت جيت جمعت بين النظرة العلمية للوجود والنظرة الغيبية له من خلال حديثك السابق ؟ .
    دا كلام طيب جداً برضو ، هنا النظرة العلمانية والنظرة الغيبية بسبِروا الفكر الموحَد ،عندما يكون ممارسة الأدب مع الغيب ممارسة تطبيقية ، يعنى عندهم أنو علوم الحقايق علوم ذوقية ، الحقايق غيبية ، غيبية بمعنى أنو نحن ما بنعرف الله معرفة حس ،بنعرفو معرفة طرف منها إيمان ، لأنو أخبرونا عنو الصادقين ، أخبرنا الرسول عنو مثلاً . نحن نؤمن بالله ونعرفو معرفة طرف منها غيب ، بعدين طرف منها شهادة ، بمعنى أننا بنعرفو بمخلوقاتو ، وهو محسوس فى خلقو غايب فى كمالاتو المطلقة ، كأنما خلقو طرف منو إتجسد ، فنحن إذا مارسنا فى الجسد ، وعشنا الدين ، إبقى إجى اليقين بالغيب ، وتلقى إذاً الصور العقلانية والإيمانية بالغيب تتجسد تبقى كأنها صور علمانية ، ودا علم اليقين عند الصوفية كلو كِدا ، أنو إلتقاء بين الغيب والشهادة ، إلتقاء بين المحسوس والمعنوى ، أآ نحن عملنا عمل ممارسة ، ماهُ عمل عقلانى ، وعند الصوفية طبعاً انو العقل حجاب ، النفس هيَ البتعلم ، لكن العقل زي عُكاز الأعمى بين يدي النفس ، يسير لإفتح ليها الطريق إذا كان النفس بتعتمد على العقل دايماً ما بتصل للحقايق إلا إذا إتحررت من حجابو هو نفسو ، بإعتبار انو هى ممكن تعرف فى منطقة الثنائية بالعقل – الخير والشر ، والظلام والنور ، والحلو والمُر ، وهكذا – لكن عندما تجى الوحدة اللِمظهرا تعدُدى فى منطقة الثنائية إذا العقل ما وقف عن الدعوة بين يدي النفس - أو قول القلب او البصيرة نسميها أسماء مختلفة ترمز ليها – ما يجى إدراك ، نحن بنسميهو دا الإدراك الشفعى بالعقل والإدراك الوترى بالقلب ، إذا كان انت مشيت بالممارسة بالصورة دى بتجد أنو الغيب والشهادة – الغيب والشهادة – كأنو بقربو لبعض بصورة أنك تقدر تتكلم عن الدنيا والآخرة ، وعن العلمانية والغيبية بصورة موحدة .
    لا أدرى لماذا إستشهدت فى حديثك عن الغيبية برجال التصوف و انت كمفكر إسلامى بتدعو إلى بعض التجديد فى الدين ، ما هو موقفك من التصوف ؟ وشِنو موفق علماء الدين الكلاسيكين – انا بصر على التعبير دا – عندهم موفقهم الواضح من التصوف ، فإنت كإسلامى متجدد بتختلف معاهم فى نظرتهم للتصوف ، لدرجة ظهر أنك انت بتستشهد بالمتصوفة فى رؤيتهم للغيب فَ هل انت نفسك متصوف أول حاجة ؟ وبعدين تانياً من وين بتجمع بين التصوف والإسلام زي ماجمعت بين العلمانية والغيبية ؟
    أنا متصوف نفسى ، لكن بفهم التصوف على غير ما عليهو الفرق الصوفية ، نحن عندنا أنو الطرق نشأت فى وقت غفلة وجهل ، يعنى الناس كانو مثلاً مع النبي ما محتاجين إلا يعايشوه ويتلقو عنو ، ويسمعوا الوحى البنزل بالقرآن ، ويحفظوا القرآن وإجتمعوا بالنبي بإستمرار وديل كان الأصحاب ، بعدين لمن إنتقل النبي وإلتحق بالرفيق الأعلى فضلو الناس مع الأصحاب ، أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ،وبِقو ينتقلوا الواحد تلو الآخر ، لغاية ما إنتهو الأصحاب أو كادو ، جا ماسُمي بالتابعين ، الصاحب هو أللِصاحب النبي وشاف النبي ، بعدين التابع هو الشاف الأصحاب لكن ما شاف النبي ، بعد شِوية كمان التابعين إنتقلوا ، جو تابعي التابعين ، هم الناس الشافوا التابعين وما شافوا الأصحاب ، بعدين جا الوعاظ زي حسن البصرى و زي أبو يزيد البسطامى و زي الجنيد ، فى الوكت داك بقوا الوعاظ البزهدوا الناس فى الدنيا وإرقبوهم فى الآخرة .
    وبقى أمر الدنيا راجح ، الناس مقرورين بالدنيا وسايرين فى رِكابا ، من المرحلة النصروا فيها معاوية وهزموا على ، من الوقت داك أمر الدين بقى راجح لغاية ما برزوا الوعاظ البزهدوا الناس فى الدنيا ، الوعاظ ديل مشو فى تزهيدهم ووعظهم إلى أن نشأة الطرق ، التصوف نشأ بالصورة زي دى ، بداياتو إمكن كان عند الجنيد ، وصورتو المؤكدة كانت عند الشيخ عبدالقادر الجيلانى والسيد أحمد الرفاعى ، منها نشأت الطرق اللِتفرعت فيما بعد لغاية ما وصلتنا ، التصوف بالمعنى دا نحن بنرجعو إلى النهج النبوي ، النبي كان صوفى فى معنى ما انو زاهد و فى معنى انو صاحب قيمة ، بنظر إلى قيم الأشياء ما بقدم الفاضل على المفضول ، عندو الدنيا وسيلة الآخرة ، لا يمكن ان يضع أي أمر من إمور الدنيا قدام أمر الآخرة ، حتى قال عنوا واحد : ( كان محمد كانما نُصب له علَمٌ فشمر يطلبهُ ) ، فأي شيئ يشغلو عن آخرتو – أي شيئ يشغلو عن ربو – يصرفو عنو .
    بالصورة دى هو فى الحقيقة طريقو ونهجو وسُنتو عُمدة الصوفية ، والطرق كلها إتفرقت منو على التسلسل القلتو ليك دا ،وكل واحد منهم أخد جانب من وعمل عليهو أورادو ، ورتب مراتيبو عليها ، وصارت طريقتو معروفه بحدود معينة ، لكن نحن رجعنا من دا كلو إلى الطريق أللِى منو نشأة الطرق ، وسميناهو طريق محمد ،جامع للطرق كلها ، أنا صوفى بالمعنى دا ، ولذالك نحن كلنا الجمهوريين دُعات إلى طريق محمد ، وإلى التخلى عن الطرق بالمعنى اللِشتهرت بيهو الصوفية فى الطرق ، فى الأصل دا نحن صوفية وبنعتقد أنو الصوفية عندها حظ كبير من الطريق البنوي ، لكن من المؤكد أنو دخلتا شطحات ، دخلتا تهويمات ، دخلتا إعتبارات قد تكون برضو تسربت من الخارج ، ما هي زي ما نقول للناس أنو التصوف أجنبى على الأسلام أنو جاي من الهند ، جاي من الفُرس ، ماهو صحيح ، التصوف فى أصل الإسلام لكن الإنحرافات حصلت فى الإسلام نفسو ، اللهو إسلام ظاهر ما بلتبس على الناس القايمين فيهو ، فكيف فى التصوف الفيهو الكثير من الغموض والدقة فى معانيها ، تسرب ليهو الفساد من هنا ، تسربت ليهو بعض التقاليد والأوضاع البتجى من الناس ، كانو فى الفُرس بيعبدوا النار ، فى الهند بعبدوا صور من الروحانيات المختلفة والتجسيدات المختلفة ، الناس لمن يدخلوا فى الدين بأسروا فيهو وبتأسروا بيهو ، فدخلت فى الإسلام عنصريات كتيرة وحضارات كتيرة و إتسرب منها للتصوف شي ، لكن دا ما أصل التصوف زي ما بقولوهو الناس ، التصوف مركوز فى الإسلام إذا ما رُفع إلى حياة النبي ، اللهو الزهد والإصرار على القيمة ، ودى جوهر التصوف ، الزهد والإصرار على القيمة .
                  

العنوان الكاتب Date
حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م طارق عمر مكاوي01-18-13, 03:22 PM
  Re: حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م طارق عمر مكاوي01-18-13, 03:24 PM
    Re: حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م طارق عمر مكاوي01-18-13, 03:30 PM
      Re: حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م طارق عمر مكاوي01-18-13, 03:40 PM
        Re: حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م أسامة البيتى01-20-13, 11:02 AM
          Re: حوار صحفي نادر للأستاذ محمود محمد طه 1976 م طارق عمر مكاوي01-20-13, 03:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de