|
|
 الصادق المهدي... أشتموني وأعطوني حسناتكم!!!
|
رجل يحمل مرآة كبيرة ينظر إليها بإستمرار, من ناحية يترآى له ماضي آبائه وأجداده الأبطال (الذين بذلوا جل حياتهم في سبيل الوطن), ومن ناحية اخرى تتراقص امامه ذكرى حكمه للبلاد (الذي اغتصب منه عنوة). رجل سياسة محنك من الطراز الاول, حكيم مفكر مدرك للعواقب, لا يختلف اثنان عن حبه المتناهي للوطن صدقه ووطنيته, ومن ثم خشيته من ان تراق الدماء بين ابناء الشعب الواحد بسببه او في عهده. عارض النظام منذ الوهلة الاولى, لم يلن او ينحني إلى العاصفة, انضم حزبه ال ما كان يعرف في بداية التسعينات (بالتجمع الوطني الديمقراطي) مما افضى ذلك للأسف لإنشطار جزء عزيز من الوطن, فهل استوعب الدرس؟ بلى... يتفق الكثيرون على تناقضات جلية وصارخة في اقواله وافعاله, ولكن لا احد يهتم بشيطان التفاصيل, فهنالك انقسام خطير في حزبه والبعض من ابنائه انضم الى النظام دون مشورة منه, صودرت املاكه وضيق عليه, اعتقل مرات عدة, تمكنت الانقاذ من كل مفاصل الدولة ومناحي الحياة, جميع المعارضة هزيلة وضعيفة وغير متفقة فيما بينها, الحركات المسلحة لديها رؤاها الخاصة التي هي بعيدة تماما عن رؤاه, والكثير الكثير من الامور تتطاير شظاها امام عينيه... من معه؟؟؟ عندما تذكر المعارضة البديل لا يذكر هو كمثال لحكم البلاد (مع ان حزبه اكبر الاحزاب السياسية وانه كان آخر رئيسا منتخبا قبل مجيئ الانقاذ), وبالرغم من كل ذلك هو اكثر اهل المعارضة انتقادا. اعطى اشارات وهمزات ولكزات للمعارضة لم تستوعبها: اصطفوا جميعا خلفي وسأصبح البديل الذي يرحب به الشعب ولن يطول انتظاركم طويلا (اذا كنتم فعلا تريدونني ان اخرج واقتلع النظام) ولكن لا يريد له اجماع المعارضة ان يحكم البلاد ولو لفترة مؤقتة تخرج البلاد من النفق المظلم , فلم يخرج اذن؟... الجميع مختلفون, كل على هواه واجندته الخاصة والخفية... وهو يدرك ذلك جيدا, لذا تأتي تصريحاته متناقضة ومتضاربة لأنه هجر وترك للنظام وحيدا ولأن هذا يتسق تماما مع هذا المقام. فغالبية المعارضة اما في الخارج او خلف الكيبوردات ويطلبون منه المستحيل لإقتلاع النظام, حتى يأتوا هم (ببدلهم وكرفتاتهم) من الخارج ليزيحوه بعيدا ويستلموا زمام الامور!! هذا هو سبب التناقضات ايها السادة, فعجزه الشديد للتفاهم مع اخوانه المعارضين له مبرراته (فمن يده في النار ليس كمن يده في الماء) المعارضة داخل الوطن لا بد وان تكون متناقضة ومتذبذبة ومترددة وحائرة وتائهة وإلا لا تكون هنالك معارضة, من يضربون الكيبوردات ويتدفئون بمنازلهم في شتاء اوربا وامريكا القاسيين لا يستوعبون ما يجري في عقول من ينتظرون تحريرهم من الداخل ولا يهتمون بماهية ان تكون معارضا بالداخل (ولو كنت رئيس وزراء سابقا), المعارضة في الداخل لها شروطها والقوانين التي تحكمها وتحاسبها متى ما اظهرت تهديد لسلامة الامن الداخلي, لديها خطوط حمراء لا يمكن ان تتجاوزها. هذه المشاهد لا مجال فيها لمحاولة ارضاء من هم خلف الحاسوبات, لترضي من وتدع من؟؟ كل على هواه (كما اسلفت) فهنالك من يريد دستورا علمانيا وآخر رأس ماليا وهنالك شيوعيا وآخرون يريدون اقتلاع النظام بالقوة ولو سالت الدماء وازهقت الارواح, وكل ذلك لا يتفق او ينسجم مع النهج الذي يتبناه. فلو سأل ماذا تريد لأجاب بصراحة: اصطفوا خلفي جميعكم والقوا السلاح (الذي بسببه اخاف الشعب منكم واطال عمر النظام) فليس المهم ماذا تريدون ولكن المهم ماذا يريد الشعب, ودعوني اقف امام الشعب لأقول لهم انا البديل الذي اتفقت عليه المعارضة, او اخوض الانتخابات للرئاسة وانتظروا النتائج, ولكن هل من مجيب؟؟ هذا ولسان حاله يقول (لمن لا يدركون خبايا وخفايا الإمور ويتضجرون صباح مساء من تناقضاته)... أشتموني واعطوني حسناتكم!.
|
|
  
|
|
|
|
ASHRAF MUSTAFA
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست