|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
الذين أحبهم : عزو ( بين ) ، عبد الله الجنيد ( جندى ) ، مأمون ( ممو ) ، عاصم ( ميرغنى ) ، محمد ( راؤول ) ، اشرف ( قبيلة ) ، الطيب ( عبعال ) ، منير ( عباس ) ، خاطر ( حسبو ) ، خالد صديق ( خالدق ) ، أسامة ( هلالى ) ، محمد على (الباهت ) وآخرون سيأتى ذكرهم تباعا فى هذا البوست . . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
عندما كنا فى السنة الرابعة تعرض عزو لأحد أحرج المواقف فى حياته . أتتنا إدارة الجامعة ببدعة ( المطلوبات ) ، وكان علينا أن نعود لدراسة الفاعل والمفعول به وقواعد اللغة الإنجليزية و إلا فلا تخرج . توافقنا على الإحتجاج بعدم حضور المحاضرات وتملك عزو الحماس فمزق الورقة التى خصصتها الإدارة لتسجيل الحضور. رأت الإدارة أن فى لك إهانة مباشرة لها ، وأوقفت كل النشاطات الأكاديمية للسنة الرابعة مطالبة إيانا بتسليم الشحص الذى مزق الورقة . كالعادة ، إرتعد الكثيرون من ( الشفقانين ) مطالبين عزو بسليم نفسه ( حفاظا على مصالح الدفعة الأكاديمية ). رأينا نحن أن فى تسليم عزو جبنا لا يضاهى . كنا ، منذ أيام الإبتدائى نفضل أن يجلد جميعا على أن نشى بالمسئ فى مجتمع لا يرحم الجبناء ، فما بالك وعزو قد فعل ما فعل كتعبيرعن رفض إرتضيناه جميعا. وهكذا فضلنا المراهنة على مستقبلنا الأكاديمى على تسليم عزو . و إنتهت المحنة بإصطحاب إحدى الأستاذات الفاضلات لعزو للإعتذار للعميد ، الذى ، لدهشته ، إكتشف أنه يعرف عزو جيدا ، ويعلم موقعه الرائد بين الطلاب . لعزو وآخرين يرجع الفضل الكبيرفى ا لقضاء على ما سمى بمشروع ( القبول الموازى ) والذى إبتدعته إدارة جامعة الخرطوم للتغلب على مشكلة الموارد المالية الشحيحة ويقضى بإنشاء جامعة موازية – خاصة كليا – وتشتمل على كليات القمة ( الطب والهندسة ... إلخ ) كان العميد وأساتذة الكلية ضد المشروع جملة وتفصيلا ، إلا أنهم قد فشلوا فى الوقوف ضده فى مجلس الجامعة ومرر بأغلبية أساتذة كليات أخرى . ولم يبق إلا الطلاب فى الرهان على إسقاط المشروع الذى كان نجاحه يعنى القضاء على تاريخ الجامعة الناصع . أذكر أن الرجل العظيم المرحوم البروفسور الضو مختار هو أول من نبهنا لهذه الكارثة موحيا بأن علينا الوقوف كطلاب فى وجهها . وهكذا ، فى ذات ليلة ، ونحن متحلقين حول صحن فول برقعة معاوية ، أحضر لنا عزو صحيفة بها خبر تأكيد إجازة قانون القبول الموازى . ( الماكلنلها شنو ؟! ) وكينونة الجامعة فى حطر . على الفور ، قامت شلتنا يتقدمها عزو و عبد الله الجنيد بعمل تنوير سريع فى القاعات ، وأغلقنا القاعات واصطحبنا الجميع للداخلية . عقدنا مخاطبة سريعة قررنا فيها الإعتصام عن الدراسة إبتداءا من الغد . هذه المبادرة كان لها فعل السحر فى طلاب جامعة الخرطوم الأشاوس ، ففى ساعات إنتظمت الإعتصامات والإحتجاجات الجامعة برمتها واستمرت لأيام حتى ألغى القرار الكارثى بعد تدخل نائب الرئيس. فى الأيام الأخيرة أصبح عزو بعيدا قليلا عن الشلة ، فقد غدا مشغولا عنا ( بتسابيحه ). وليس المقصود هنا ( الباقيات الصاحات ) ، فرغم أن لعزو ( سبحه ) لا تفارق رقبته ، إلا إننى نادرا ما رأيته يسبح بها . غرق صاحبنا فى الحب ، وأسرته هدندوية حسناء يستعد للزواج منها فى مقبل الأيام . سيكون عزو أول من يدخل قفص الذهب من الشلة ، وسنفقد ( جهوده ) فى ( لم الشير ) وإعداد الطعام ، وحضوره الجميل فى كل محافل الشلة . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
فى عام 2000 إتفقت وجندى على القيام بزيارة مشتركة لمصر بعد نهاية السنة الرابعة . توجهت أنا للقاهرة ، بينما غير عبدالله وجهته وحل بمكة لأداء العمرة . هنا يمكن تسمية هذا الجزء من حياة جندى ب( عبد الله ما بعد العمرة ) . تمولن صاحبنا ، هجر الونسة مع الجنس اللطيف وشرائط الكابلى ووردى وكورسات تعلم الموسيقى ويمم شطر المديح النبوى واولاد البرعى ن وحرمنا من القفشات الموحية بيد إنه إحتفظ بتلك غير الموحية . تقدم لى زميل مرة بقصيدة قال بفخر أنها من تأليفه لنشرها فى ( لافتات ) – صحيفتى الحائطية . كانت ( العصيدة ) عبارة عن كلام ( ملتق ) وغير موزون ينتهى كله بكلمات من شاكلة ( أصول ، أقول ، أجول ... ). وحوت بيتا صرح فيه شاعرنا أنه ( . . . . أريد أن أبول ) ، وقد أسر لى بأنه ينبغى له أن يحذف هذا البيت لأنه ربما لم يكن مناسبا . فى الداخلية عندما قرأ جندى القصيدة ، إستلقى على قفاه من الضحك قائلا أن البيت المحذوف هو ( أجضم ) ما فى القصيدة وأنه لا يمكن لى حذفه . كنائب إختصاصى فى الأشعة ، يمارس صاحبى الطب هذه الأيام فى مستشفى سوبا ، فعبدالله يرى أننا قد تعذبنا كفاية اثناء دراسة الطب وممارسته ، وانه قد آن لنا أن نمارس طبا لا يحتوى على الكثير من الضغط النفسى وبعيدا عن أوجاع الناس التى يزيد من وطأتها على النفس قلة الحيلة ولا مبالاة الدولة . أما الزواج ، فلا أظن أنه فى أجندة ( جندى ) المعلنة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
أشترك ممو مع جندى – عبدالله – فى ما أسموه ( معرض الرسم والتصوير الفوتغرافى ) الذى أبرز مواهبهما المميزة . كما قام ممو برسم بورتريهات لكتاب صحيفتى ( لافتات ) الأساسيين لتصاحب مقالاتهم المنشورة . أما رسم ممو الكاريكتورى للشقراء الفلسطينية فى شكل نملة متبرجة فقد كاد أن ( يودينا فى داهية )! فقد قام طالب فلسطينى غاضب – ضخم الجثة - بتمزيقه وجئت أنا وتصديت له عالما بأنه غاضب ومحاولا تناسى أنه ضخم الجثة . ولما كانت المشادة فى الكافتريا المكتظة بالطلاب والطالبات تمنيت ألا يستغل صاحبنا ضخامته لحسم الجدال وقد كان والحمد لله. للفن علاقة واضحة برهافة الحس . لذا تميز ممو برهافة الأختيار فى علاقته بالجنس الآخر . ورغم تميز خياراته ، إلا أنه قد كان مثلنا فى التحلى ب( الجبن العاطفى ) فكان يفضل الصداقة على ما يجلب العتب والعذل ، رغم إستعداد الطرف الآخر للطرح الذى لا يأتى . بعد أن إصطحب ( السم ) – هكذا كان يسميها – مرة إلى كافتريا قريبة ، ظننا أن صاحبنا لابد وأن قد وقع أخيرا وأفلت لسانه بالمعلوم . ولكنه إكتفى بالصداقة حتى جاءتنا يوما رقاع تدعونا إلى زواجها. إن ننس لا ننسى أيام المذاكرة العصيبة و ( الفرن ) . فى السنة السادسة بالذات كنا كثيرا ما نبقى فى الكلية حتى الرابعة صباحا ونحن نحدق فى المراجع الضخمة يغالبنا الشعور بالمرارة ونتجادل فى طريق العودة عن كيف أننا نضيع أجمل أيام العمر وزهرة الشباب و كيف أن دراسة الطب قد أفسدت حياتنا ، والصمت يلف الخرطوم النائمة إلا من بعض تعساء الحظ من طلاب الطب والأطباء وبعض عساكر الدورية وعمال ( الفرن ). والفرن البلدى ذاك كان فى طريقنا من الكلية لحسيب ، نغشاه فجرا لنحمل مؤونة من الرغيف الحار ( نقرضه ) فى الطريق ونجد فيه سلوى من وحشة الليل وقسوة الدراسة وقرب الإمتحانات . كان ممو زعيم الشلة أكاديميا- وإن تزعمها عبدالله ثقافيا وعزو سياسيا و ( غذائيا ) - فكان اميزنا نتائجا ، ولم يكن غريبا أن يكون أولنا فى مشوار التخصص بعد التخرج . فقد أكمل الآن زمالة الجراحة أو كاد .ولا بد لعلاقة ما بين إختياره للجراحه ومهارته الفنية و ( الحلاقية ) ، فهذه الفنون جميعها تخرج من ذات الأنامل الماهرة . يغالب الوحدة والصقيع ، يواصل ممو الآن مشواره الأكاديمى فى إيرلندا . وهو مرشح بقوة ليكون من بعد عزو فى دخول قفص الذهب ، فقد مسح مصطلح ( الجبن العاطفى ) من قاموسه منذ زمن .
| |
|
|
|
|
|
|
تحية للشلة (Re: عزان سعيد)
|
الاخ عزان السرد متقن و الاسلوب بديع
تشرفت بمعرفتك و انت برلوم ايام الانتخابات و انت مهتم بقائمة الاصلاح وقتها عرفنى عليك صديقى و زميلك احمد مجمد مصطفى (الشايقى ) باعتبارك من الاخوان المسلمين
مرت السنين و انا بعت القضية و جيت للطب (انا ترجت من كلية الهندسة ) لقيتك انت زاتك بايع القضية
تحياتى ليك و لكل زمايلك
بالمناسبة ايه اخبار الشايقى (ادين تلفونو لو عندك)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: sami Alzubair)
|
. .
الأخ الزميل د. عزان
ياخي البوست ده جميل جداً وأعاد لي ذكريات ماتعة دمعت لها عيناي :)
ذكرتني أيام الجامعة ، طبعاً نحن ناس السنتر وأنا شخصياً كنت بشوف إنه الجامعة هي السنتر وبس ، وكنت بحزن على حال ناس تربية وزراعة ، ومجمع الطب كان أفضل حالاً منهما لكن لايقارن بالسنتر والجامعة أم نخيل وشاطئ النيل .
أتذكر بعض الاصدقاء من فلسطين كانوا بدرسوا طب منهم واحد نسيت إسمه لكن اتذكر إسم عائلته أبو الريش وواحد تاني إسمه أحمد هاني .
واصل السرد وربنا يملاك عافية
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: ALazhary2)
|
Quote: الأخ الزميل د. عزان
ياخي البوست ده جميل جداً وأعاد لي ذكريات ماتعة دمعت لها عيناي :)
ذكرتني أيام الجامعة ، طبعاً نحن ناس السنتر وأنا شخصياً كنت بشوف إنه الجامعة هي السنتر وبس ، وكنت بحزن على حال ناس تربية وزراعة ، ومجمع الطب كان أفضل حالاً منهما لكن لايقارن بالسنتر والجامعة أم نخيل وشاطئ النيل .
أتذكر بعض الاصدقاء من فلسطين كانوا بدرسوا طب منهم واحد نسيت إسمه لكن اتذكر إسم عائلته أبو الريش وواحد تاني إسمه أحمد هاني .
واصل السرد وربنا يملاك عافية |
العزيز الأزهري
شكراً على التعليق الجميل يبدو أن مداخلتك تمت بعد أرشفة البوست قبل سنين، ولم ارها إلا مؤخراً وكانت دافع لي "لنكت" البوست وإكماله
السنتر طبعا مافي زيو حتى نحن مرات كنا بنمشي من المجمع عشان نفطر في كافتريا إقتصاد ونكرطع ليمون بزنس ياخي جامعة الخرطوم دي بتدخل فيك حاجات كده ما يعلمها إلا الله
ابو الريش أعتقد تخصص في طب الأطفال وأعتقد أنه غادر أحمد هاني ما بعرفو والله
حنكمل باقي الجماعة، تابع معانا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: sami Alzubair)
|
Quote: د.عزان سلامات سرد ممتع لأيام جميلة وأصدقاء قلما يجود الزمان بمثلهم . .. في إنتظار البقية
لي قدام |
الأخ سامي شكراً على المرور وعذراً للرد المتأخر (بعد ثلاث سنوات)! سنعود لإكامل الباقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
راؤول
إبن الشهيد والنخيل القادم من مدنى ،( أوجهنا ) و ( أحنكنا )، سفيرنا فوق العادة لدى الكليات المجاورة ( الأسنان والصيدلة ) و مندوبنا السامى لدى الحسان . . عرفت راؤول باكرا ، فهو بطبعه حلو المعشر و ذلق اللسان . ترتاح له ما إن تلقاه ، فتحس أنه كتاب مفتوح أمامك ويأسرك بطيبة قلبه وحلو حديثه. توثقت علاقتى براؤول بعد أن جاورنا وأولاد مدنى فى غرفة بداخلية حسيب . كنا ( برالمة ) فى كلية الطب ، ( مسطحين ) تماما و قد دخلت فينا ( خلعة ) - لن تخرج منا إلا بعد حين – من المحاضرات باللغة الإنجليزية لأول مرة فى حياتنا. وتكفل أولاد مدنى ومعهم راؤول بإدخال مزيد من الرعب فى قلوبنا ، فبينما كانت ( لمبتنا ) أنا وأولاد عطبرة تطفأ يوميا الساعة العاشرة ، كنا نلحظ نور أولاد مدنى - من خلال ( الخرم ) الصغير بين الغرفتين – يكاد لا يطفأ أبدا ، مما أصابنا باليأس وكدنا أن نصل لقناعة أننا لن ( نأكل عيش ) فى كلية الطب مع هؤلاء الشباب. والغريب ، أن راؤول لاحقا سيطلب ( حق اللجوء الأكاديمى ) لدينا ، مغادرا أولاد مدنى لغرفتنا فى بداية السنة السادسة ، مطلقا النور الذى لا يطفأ والتحديق الدائم فى ضخام المراجع لصحبه السابقين وشعوره معهم دوما كأن الأمتحان غدا! ورغم قدرات راؤول ( التحنيكية ) البالغة ، وشعبيته البالغة لدى الحسناوات ، إلا أن الجميع شهد له بعفة القلب وطهارة اللسان ونزاهة النوايا .و على راؤول فصل قول الشاعر :
وكم قد خلوت بمن أهوى فيمنعننى ** منه الحياء وخوف الله والحذر وكم قد خلوت بمن أهوى فيقنعننى ** منه الفكاهة والتحديث والنظر أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ** وليس لى فى حرام منهم وطر كذلك الحب لا إتيان معصية ** لا خير فى لذة من بعدها صقر
ولراؤول صولات وجولات سميتها أنا ( العهود الراؤوليه ) ، العهد الراؤولى الأول والثانى والتالت . . إلخ ، أحب مرة ( حنكوشة ) من برجوازية القوم ، وبعد مضى زمن فى العلاقة و( راحت السكرة وجاءت الفكرة ) ، طالبته ذات جلسة بخطة عمل بتواريخ وسقوف زمنية ، وكان راؤول حينها ( سنكوحا ) مثلنا يسكن الداخلية يأكل الفول ويمشى فى الأسواق ، فضرب أخماسا فى أسداس وعد عشرات النجوم قبل ان يجيبها أنه بعد التخرج والزواج ( ربما أستطاع أن يؤجر بيتا فى أركويت ) ، فكانت الإجابة القاتلة ( أن أركويت ( العفنة ) دى لا تستطيع هى أن تسكن فيها ! ). وعندما تناهى الخبر إلى عاصم ( ميرغنى ) وهو من سكان أركويت ، طلب من راؤول غاضبا أن يبعد ( أركويتهم ) من غرامياته !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
الغريب أن معظم الصور التى عندى لراؤول حاملا لسيجارة ، وهذا لا يعنى بطبيعة الحال أنه مدخن شره وربما عنى عدم توفيقى فى إختيار الزمان والمكان. فى الصورة السابقة ( كسلا 2004 ) ، كانت المقصودة شذى بلة بطبيعة الحال ، ولكننى بعد ما أعدت التدقيق فى الصورة وجدت راؤول فى الخلفية يهم بإشعال سجارة ، ولا أدرى كيف فاتت على راؤول – الرجل المهذب الجنتل مان – أن يشعل سجارة بحضرة حسناء مثل شذى بلة ! حظيت وأشرف ( قبيلة ) ذات صيف عام 1999 بالإستمتاع بضيافة راؤول وكرم أسرته الحاتمى فى منزلهم بحى مايو بمدنى ، وعرفنا من اين أتى راؤول بطيب الخصال ودماثة الخلق . وعندما فاجأت الحضور فى كلمة التخريج التى القيتها نيابة عن الدفعة بذكر عشر أمهات كعرفان لأمهات أبناء الدفعة كانت الأستاذة الفاضلة ( أم محمد ) على صدر القائمة التى ضمت أمهات كريمات لجمع من خيرة أولاد وبنات دفعتنا ، محمد على الحسين ، خالد صديق ، مأمون واخرين إتبعت حيلا عديدة لمعرفة أسماء أمهاتهم قبل يوم التخريج من دون إفساد المفاجأة . . جمعتنى براؤول من بعد التخرج محافل شتى ، فهو رفيقى فى أيام الشدة بميز سوبا ، وبمستوصف مهيرة بالرياض ، وانتهينا فى فى مكانين غير بعيدين ذات حين فى جنوب السودان ، فكنت أنا فى عدارييل وكان هو فى مكان نسيت إسمه ولكنه كان قريبا بما يكفى ليزورنى ويضحك على ذقنى و ( تفتى ) التى أطلقتها فى الجنوب. وعندما سأل عن سجارة – عارفا بأننى لست من المدخنين-تطوع عمنا المساعد الطبى بسؤال أحد المهندسين الذى تبرع له بعلبة كاملة . راؤول ، قطع شوطا كبيرا فى إحراز زمالة الكلية الملكية الإيرلندية للجراحين .فرقت بيننا الدنيا ، فانتهيت أنا إلى أمريكا ومضى هو ليغالب الصقيع فى البلاد ( التى تموت من البرد حيتانها ). مشتاق لراؤول وقفشاته جدا . ولعل هذا الحديث يكن سببا فى تكرمه علينا ( بسلك ) .فقد أصبحنا فى قاع أولوياته بعد أن أكمل نصف دينه وتزوج تاركا رفاقه أسرا للعزوبية و( الوسادة الخالية ) !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
رمضان قائظ كان ذاك الذى قررت إدارة جامعة الخرطوم بدء إجراءات التسجيل لطلاب السنة الأولى فيه. لم أصدق أن التسجيل إنتهى وفررت إلى الدامر لأكمل صيام الشهر تحت رعاية الحاجة، رغم علمى بان الدراسة ستبدأ فى ذات الشهر. جئت بعد العيد أجرجر أرجلى لأجد نفسى ( مسطّحا ) تماما لا أعرف الفرق بين كلمتى ( زولولجى ) و ( وبوتانى )، ولا أعرف موقعى فى قروبات الّلابات والذى منه. وزاد تعاستى، شراسة وهلع أكاديمى لمن صادفتهم من زملاء، وتعليق برلومة أعرفها قالت لى ( أين كنت ؟ ) فلما أجبت ( فى الدامر ) أشاحت بوجهها عنى قائلة ( كير لس ) ! ضاقت الدنيا فى وجهى على سعتها وإنتابتنى أفكار سوداوية عن الرجوع للدامر وترك الجامعة. وبينما أنا فى هذه الحالة مارا من أمام قاعة القرشي ( داكّا ) للمحاضرة لمحت عاصم – لأول مرة - وقد جلس فى بنش - بذات الطريقة في الصورة أعلاه - أمام كافتريا علوم يقهقه بأعلى صوته وهو يحكى نكتة ما لمحمد على وقد ( دكّا ) المحاضرة مثلى شر ( دكّة ). وقد أدركت لأول وهلة أن هذا الضاحك غير المكترث سيكون ( زولى ). وبالفعل، هدّءا من روعى بأن ( العلم ملحوق ) وأن الموضوع ليس بالسوء الذى أتخيله.
عاصم صار من بعد فردا أساسيا فى الشلة وممثلنا فى ( الخرطوم )، رغم مكوثه شبه الدائم معنا فى الداخلية. طيّب القلب وأبيضه، نقى السريرة ودائم الإبتسامة ضارب بهموم الدنيا عرض الحائط. وهو رجل الشدائد والمهمات الصعبة ، وأحد أعضاء حركة الطلاب المحايدين القلائل من ( الخناشير ). ولا ندرى ماذا كان يفعل عاصم بالضبط فى حركة الطلاب المحايدين، فهو بالتأكيد ليس ( ركّانيا ) أو فى المكتب القيادى إذا كان لتلك الحركة واحد. جرّب مرة ال ( كولنق ) فترصّدنا له تحت ما نسميه نحن بالراكوبة ويسميه ( التانين ) العريشة أو ( الشلتر ) وأعترضنا سبيله فأنفجر ضاحكا وولى هاربا وترك ال ( كولنق ) ليومنا هذا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
لا أصدق أحيانا أن عاصم فعلا كان ( أنصار سنة ) يوما، فشخصيته اللاجادة لا تناسب أبدا أولئك الناس ( الجادّين جدا ) كما لا تناسب دراسة الطب المغرقة فى الجفاف. فمكان عاصم، كجل أولاد شلتنا، ليس كلية الطب. فأغلبنا دخل كلية الطب لأنّه شاطر وليس عن رغبة جامحة فى إتعاس حياته. أعتقد جازما مثلا أن مكانى وعبدالله العلوم الإنسانية فهى تناسبنا أكثر، وعزو ربما كان سيكون محاميا شاطرا ! وعاصم كذلك، فهو حساس بطبعه وهو شئ لا يدركه إلا من يقترب منه، والناس شديدو الحساسية لا تناسبهم دراسة الطب و الهندسة وغيرها من العلوم الطبيعية.
لعاصم شرف جرجرة أقدام الشلة للمحاكم لأول و( آخر ! ) مرة. جاء ذات يوم إلى الكلية مضطربا يبحث عن شهود من الزملاء لإثبات إنه كان فى الكلية فى يوم معين سمّاه. وزاد من صعوبة مهمته أنه لم يكن بطبيعة الحال داخل قاعة البغدادى فى ذاك اليوم عكس معظم أولاد الدفعة. كان قد أتّهم من جار له بينهما خصام قديم أنه قد نعته بلفظ ( عنصرى )، ودرأ عاصم عن نفسه التهمة بأنه كطالب طب مجتهد كان فى الحرم الجامعى ينهل العلم فى ذات اليوم والساعة. ملأ الشهود العدول عربة سامى جلال ال ( كارينا ) ويمّموا صوب المحكمة ليقوا صاحبنا شر الجلد والسجن، ولما حل الإشكال وديا رجعوا وقد كفاهم الله شر القتال. وقد وثّق جندى ( عبدالله ) لهذه المغامرة فى مقال بديع نشر فى ( لافتات ).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
لعاصم صولات وجولات – ليست كما لراؤول - فى عالم الجكس. فهو رهيف القلب ( بكّاي ) فى صمت أحيانا وفى صخب أحيانا كثيرة. وقد أنبأنى عبدالله فى آخر إتّصال عندما سألته عن أخبار عاصم- أنّ عاصم قد أصابه الإحباط العاطفى ووصل لقناعة مفادها أن البنات لا يحببنه. وتلك لعمرى حيلة إتّخذها ليهرب من مواجهة ما قد أصاب جل أولاد شلتنا مما أسميته ( الجبن العاطفى ). فعاصم وجيه لو حلق ذقنه الشعثاء ووضع فى رأسه بعضا مما يضعه راؤول من ( لغاويس )، كما إنّه ( حنّاك ) وقد كانت له مجموعة من بنات حوله فى كل الحقب لم يمتلك الشجاعة ليفتح فمه بكلمة لإحداهن . فى إحدى الليالى إصطحبت ( زيكو ) وعاصم وقررنا تناول العشاء فى كافتريا العاملين. فى الطريق صادفنا ( الحلبيّة )، وهى إحدى بنات عاصم اللائى لم نجد لعلاقته بهن تعريفا واضحا. وقف عاصم معها واشار إلينا أن نواصل وسيلحقنا إلى العاملين . طلبنا الكثير من الفول والطعمية والبيض واضعين فى حسابنا عاصم الذى لم يأت أبدا. ثم أنّه إتصل بعد حين معلنا أنه ليس بمنضم إلينا. غضبت منه وعنّفته من بعد أنه ( باعنا ) والفول ببنت. غير إنّى راجعت نفسى، فصحبة تلك الحسناء كانت لعاصم بالتأكيد خير من مجالستنا أنا وزيكو وفول العاملين. وقد قال أهلنا ( ونسة الضكير للضكير النوم أخير ).
ومع ذلك فعاصم ( أخو أخوان ) وكريم كرم العوارة الذى يميز الجعليين، وزول حارة. لا أذكر رمضانا لم نتناول فيه إفطارا فى بيت عاصم السابق بالحلة الجديدة واللاحق بأركويت. نسعد هنالك بتناول الطعام الشهى وونسة عمنا ( أبو عاصم ) وقد طعمنا هناك فى غير رمضان مرات عديدة.
بعد التخرج غرق عاصم فى معضلة التّخصص المناسب له. فهو مثلى لا يحب ضخام الكتب. فى إحدى التّجليات قرر فجأه أنه قد ( وجدها ) أخيرا فالتخصص المناسب له لابد وأنه الطب الباطنى، ومن ثم دخل ذات ليلة ممسكا ب( كومار ) منضمّا إلى بعض الزملاء ممن يحضّرون للزمالة فى قاعة أنيس. وماهى إلا نصف ساعة حتى جاءنا مندفعا من القاعة كالسهم وجلس فى بنشات أنيس ناعتا من يدرسون كتب الباطنية الضّخمة بأنهم ( ولا شك مجانين ) ! إلا إن عبدالله الجنيد قد حل مشكلة عاصم بأن ( جرّه ) جرا إلى ما يسمونه ( بالروادى ) أو الأشعة. لم يكن عاصم جادّا كعادته وهو يجلس لإمتحان ( السلّكشن )، وعندما إجتازه بذل عبدالله جهدا مضنيا ليقنع عاصم بالإنخراط فى التدريب ومن ثم الجلوس لإمتحان الجزء الأول الذى – بنفس عدم الجدية – إجتازه أيضا ! وكنت دائما أقول أن عاصم بعد أن يصبح أخصائيا لابد له من إقامة تمثال لعبد الله ! لعاصم – نائب إختصاصى الأشعة الكبير – سيّارة فارهة الآن ووضعا إجتماعيا مميزا. غير أنّ ذلك كله لم يغريه بكسر حاجز ( الجبن العاطفى ) أو التوقف عن الشكوى لعبدالله عن عدم ( حب البنات له ) !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
عزان ...يا اخى شكرا على البوست اللذيذ.... المقالات دى لو لميتها فى كتاب ح يكون ناجح جدا. __________________ الشلة ما لها كلها دبايب? ما فى اى عقارب???
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: smart_ana2001)
|
Quote: عزان ...يا اخى شكرا على البوست اللذيذ.... المقالات دى لو لميتها فى كتاب ح يكون ناجح جدا. __________________ الشلة ما لها كلها دبايب? ما فى اى عقارب؟ |
سمارتينا شكرا على الكلام السمح الكتب دي شعرا ما عندنا ليهو رقبة يا سمارت يا أختي
طبعا يوجد (بنات شلتنا) منهن من أصبحن ربات منازل ومنهن من ينتظر لكن الكتابة عنهم صعبة شوية وبتجيب لينا مشاكل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: د.رشا عجيب)
|
Quote: عزان سعيد ازيك ...... بوست موفق جدا ودسم وطاعم كمان..... لكن اول مرة اعرف انك كنت من الاخوان.... تحياتي ليك وللشلة........ |
شكرا يا رشا ... في الحقيقة ما كنت من الأخوان .. في سنة أولي دعمت قائمة الإصلاح لأسباب معينة وهم كانوا جزء من القائمة مع أنصار السنة
هسع عليك الله-حسب معرفتك بي- كان قالو ليك كنت من الأخوان بتصدقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
الاخ عزان عساك طيب بصراحة سردك ماتع لابعد درجة واثرت فينا ذكريات كثر لشلل متفرقات على مر المراحل والعهود
واصل يا دكتور امتاعنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: احمد الأمين على إدريس)
|
Quote: الاخ عزان عساك طيب بصراحة سردك ماتع لابعد درجة واثرت فينا ذكريات كثر لشلل متفرقات على مر المراحل والعهود
واصل يا دكتور امتاعنا |
الأخ أحمد الأمين شكرا على مرورك البهي والكلام الجميل سنواصل إن شاء الله وربنا يسهل
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: صلاح عباس فقير)
|
كيفك يا عزيزنا وشنو ضارب البراري ديك وعامل نايم ؟ ياخ عقدنا عديل كدي لي وأحد من أولاد شلتك ( أسامة ) ومن 5 أيام زولك كسح من جون هوبكنز في MD الي دينفر كلورادو . قطع المسافة من هوبكينز لي دينفر بعد راحات وترطيبات في 4 أيام بالسيارة الفارهة أم قدوم عضم . حنعملو حفلة زي الليل يازول وحننقل ليك الحفلة من دينفر للفاشر خليك صاحي . مبروك كتير لصاحبك وبيت مال وعيال .. تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
Quote: كيفك يا عزيزنا وشنو ضارب البراري ديك وعامل نايم ؟ ياخ عقدنا عديل كدي لي وأحد من أولاد شلتك ( أسامة ) ومن 5 أيام زولك كسح من جون هوبكنز في MD الي دينفر كلورادو . قطع المسافة من هوبكينز لي دينفر بعد راحات وترطيبات في 4 أيام بالسيارة الفارهة أم قدوم عضم . حنعملو حفلة زي الليل يازول وحننقل ليك الحفلة من دينفر للفاشر خليك صاحي . مبروك كتير لصاحبك وبيت مال وعيال .. تحياتي |
حبيبنا عثمان سنكون حضور إن شاء الله في زواج أسامة بصالة سندريللا كيف أخبارك والأهل؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
عرفنا خالد منذ السنة الأولى، وإن شئت الدقة فلتقل أنه لم يكن لدينا خيار سوى أن نعرف خالدا! فقد كان خالد سياسياً ناشطاً منذ بواكير حياته في المدرسة الثانوية، ولعل خالد من القلائل ممن جاءوا إلي الجامعة برؤية واضحة ومسار محدد، عكس الكثيرين ممن بحثوا عن ملاذات فكرية وسياسية بعد إحتكاكهم بالجو السياسي في الجامعة، فمنهم من وجد بغيته ومنهم ومن ينتظر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
جئنا إلى الجامعة وقد وقع معظمنا أسيراً "للبروباقندا" الإنقاذية التى جعلت من الحزب الشيوعي منظمة أقرب للمافيا ومن الشيوعيين كائنات سافكة للدماء وآكلة للبشر. نجح خالد وشباب الجبهة الديمقراطية الآخرين من أولاد دفعتنا في عكس صورة مشرقة للشيوعي وأحبّهم الجميع بمختلف إنتماءاتهم السياسية والدينية. وربما ذلك يرجع لأن المنتمين للجبهة الديمقراطية في دفعتنا كانوا من صفوة القوم، وكنا محظوظين بوجود شباب مثلهم زي الورد، تجدهم في السراء والضراء ويسندون قفاك حين الملمّات. والغريب أن خالداً، رغم شخصيته المرحة وعلاقاته الإجتماعية اللامحدودة، قد نجح في إحاطة إنتمائه للجبهة الديمقراطية بكثير من السريّة، فحتى الآن لا نعرف على وجه الدقة نحن ما كان يفعله خالد في الجبهة الديمقراطية، فنحن نعلم مثلا أن الشيخ كان كادراً خطابياً مفوهاً لا يشق له غبار، و لابد أن سيف كان مسؤولا عن الجريدة (غالباً معاهو ميادة، أمسك الخشب، هذه أسرار تنشر لأول مرة!)، أما خالد فلا أعتقد أنه كان "كادر عنف" –إن وجد هذا المسمّى- مثلاً!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
يحفظ لخالد أنّه كان حريصاً على تطبيق الفكر التقدمي وتوجيهات التنظيم حتى على مستوى حياته الخاصة، كان شخصي شاهداً على حادثة طريفة.. فقد كنا متحلّقين في مدخل كافتريا طب ومعنا خالد، فإذا بأحد الكيزان المشهورين (ووجه شهرته أنه كان "بيحوم" بالكاكي في الجامعة) وقد يمم صوب شلّتنا ماداً يده بالسلام، فحدجه خالد بنظرة نارية أربكته فسحب يده المدودة بالسلام وولّى هاربا صوب دكان أمين ولم يعقب! كان ذلك في أوج تداعيات إستشهاد محمد عبدالسلام والمقاطعة الإجتماعية للكيزان والتي أجزم بأن خالد كان دقيقاً لأبعد الحدود في تطبيقها! الحادثة الثانية كانت أيام أن شكّل بعض أبناء الجنوب عصابات صغيرة جابت الأزقّة المجاورة لكمبوني وبنك الخرطوم، إتخذت هذه العصابات أسلوب نهب واحد: يحتك بك أحد أفرادها ويختلق مشكلة من العدم، فيهرع بقية أفراد العصابة ويتحلقوا حولك مُرغين ومزبدين، وبعد أن ينجلي الموقف تكتشف فقدان جزلانك والموبايل. وقد (إتزنق) صديقنا شريف ذات ليلة مع مجموعة من هؤلاء قبالة بنك الخرطوم، أحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم وضاقت عليه الأرض بما رحبت. لكن شريف إتّبع إستراتيجية ناجعة، فأثناء إحتداد النقاش إتخذ هو وضعا قتالياً أوهم مهاجميه أنه سيقاتل فإبتعدوا قليلا ليستعدوا للموقف الجديد ويتحرّفوا للقتال، فانتهز هو الفرصة وأطلق ساقيه للريح تجاه حسيب والرازي! المهم أن خالد ومجموعة من الصحاب كانوا سائرين ليلا قرب ملاعب كمبوني فاصطدم أحدهم بخالد و إتهم خالد بأنه قد صدمه متعمداً. وأثناء النقاش بدرت من المهاجم كلمة بمعنى أن خالد قد صدمه من باب "حقارة الشماليين" فأضاف بذلك "بعداً جديداً للصراع"! أخبرني الصحاب أن خالد بعد ذلك نسي الموضوع برمته ومسك في الحتة الأخيرة دي، وما فتئ (ينقنق) من مكانهم ذاك حتى وصولهم مكان المواصلات أن كيف يتهمه هذا بهكذا تهمة وهو قد أنفق عمره منافحاً عن مبادئ تقف ضد هذه السلوكيات وصائناً لها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
ورغم إنّ خالد يعطيك الإحساس أحياناً بأنه (ما جادّي) إلا إنه على النقيض تماما، فقد أفلح في رسم مسار محدّد لحياته نجح في إنجازه وما زال، في وقت ما زال فيه كثير من رفقائنا يتلمسون خطاهم الأكاديمية والحياتية. فخالد لا يضع السيف في موضع الندى أبدا،ً وللحلم عنده أوقاتاً وللهظار والشلة مثلها، لذا كان خالد أوّل من بدأ التخصص من شلتنا وأول من إقتنى حديدة (وقد كانت فعلا حديدة!) في الإمتياز وأوّل من تزوج وكون أسرة. ولنا مع حديدة خالد الأولى تلك ذكريات طريفة، منها قصة إكتشفت منها أن لخالد حصيلة لا بأس بها من الأحاديث الشريفة! ذلك أن خالد كان مبتدءاً في السواقة وكنا معه في مشوار ما في شارع محمد نجيب، فمر من أمامه مشاة وطلبوا منه الإنتظار لحظة ريثما يقطع آخرهم الشارع، فتوقف خالد بعد لأي وجهد (لعاملين: "كعكعة" العربية، و"كعكعة" سواقة خالد)، فنظر إليهم شذراً وقال "والله لوتعلمون ما أعلم"!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
وقد كان خالد أول من يمم شطر الكميونيتي من دفعتنا، وكما ذكرت في (في تقريظ الكمونية وناسها)* فإنّنا تمنينا دوما أن تُعَز الكمونيّة بأحد الخالدين الشيوعيين: خالد صديق أو خالد طوكر. وكنت دائما أقول أن الكميونيتي من أفرع الطب التى لا يصلح فيها ولا يبرز إلا أناس بكاريزما معينة، وأنّ وجود جيل جديد من الأطباء المؤمنين بها العالمين بعلومها والمكرسين وقتهم وجهدهم لها كخالد صديق قمين برفعها من وهدتها في السودان. وقد يمّم خالد شطر الجامعة الأمريكية في بيروت ومكث عامين أو زهاؤهما ينهل من علوم الكميونيتي برفقة الماء والخضرة وغيرهما! وكما ذكرت من قبل، فلمّا كان خالد الأسمر الوحيد في الجامعة فقد خشينا أن يجعل ذلك منه محطاً لأنظار الصبايا! ولعل ذلك قد كان حتى أنقذه الشيخ- الأسمر والسنقل في آن!
____________________________________________________________________________
* في تقريظ الكمونية وناسها: http://ezzankunna.blogspot.com/2011/07/blog-post.html
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أولاد شلتنا . . (Re: عزان سعيد)
|
وأيّام لبنان نصبت لخالد مقلبا ًمحكماً أفلت منه بنجاح منقطع النظير. فقد طلبت من إحدى زميلاتنا اللبنانيات (أيّام أمريكا) أن تتصل بخالد في لبنان: زميلتنا: هلا خاااالد إيش لووو ونك خالد في الإسبيكر: أهلاً (بكون كان مطيّر عيونو في اللحظة ديك) زميلتنا: معك ريتّا. مالك ماعام تظهر، إشتئنالك! خالد: أو.. أو؟ (صوت إستفهامي يصدر من الحلق) زمليتنا: الشلة الليلة حيتلاؤو، حنشووووفاااااك؟ خالد: آآآ؟ (صوت إستنكاري يصدر من الحلق .. أيضاً) المفيد أن خالد لم ينبس ببنت شفة طيلة الحوار، ولكني على يقين أنه لم يستشف أن وراء المكالمة مقلباً ما فالبنيّة كانت بارعة في التمثيل ، ولعله أراد أن يشوف "نهاية البت دي شنو"!
وكما تقدم، خالد الآن زول كبير في اليونسيف، كسّرنا له من التلج في هذا المقال ما شاء الله لنا أن نكسّر، عسى أن يرمقنا "بالعين الخالية من التنشين" –التعبير لعبدالله الجنيد- ويشملنا بعطفه! وهو كذلك أبو ريل والتي ورثت جبهة خالد صديق المميزة، وسمرة (دبورتين يعني)، ومازال يخصّص وقتاً للشلّة، فأمسياتنا لا تسقيم إن لم تبدأ بسلام خالد المميز (والذي لا ينصح به أطباء السلسلة الفقرية) وونسته العذبة.
| |
|
|
|
|
|
|
|