ورقة الاستاذ عمار امون امام مجلس الامن والسلم والافريقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2013, 02:14 AM

محمد علي عثمان
<aمحمد علي عثمان
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 10608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ورقة الاستاذ عمار امون امام مجلس الامن والسلم والافريقي



    المصدر الاستاذ فيصل سعد

    نص ورقة الاستاذ عمار امون التى قدمها امام مجلس الامن والسلم والافريقي

    aamaramon.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    نص ورقة الاستاذ عمار امون التى قدمها امام مجلس الامن والسلم والافريقى فى 13 ديسمبر من العام المنصرم بحاضرة اثيوبيا " اديس ابابا " بطلب من مجلس الامن والسلم الافريقى الذى استضاف الوفد الدينى المشتركة بين مسلمي ومسيحي " جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق " والتى كان امون احد اعضائها. انطلق اللجنة من اهداف تكمن فى إيصال رسالة إلى المجتمع الدولى والاقليمى بان أعيرة النيران التى شردت المئات ، وقادت الى تدمير ونهب ممتلكات الافراد ، فضلاً عن التشريد القهرى وهجر القرى والمدن ليست لها علاقة باي من الاديان السماوية ، ومن تأثر بها هم المسلمين قبل المسيحين ومعتنقى الديانات الاخرى .عكس مايدعى نظام الخرطوم بان هنالك هجوم على العقيدة ومن بعدها الوطن .

    وتجدر الاشاره الى ان الاستاذ عمار عضو "البرلمان القومى والناطق الرسمى باسم الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية فى دورة برلمان 2005، 2010 "ورئيس لجنة النقل والطرق والاتصالات والاراضى ببرلمان 2010 الذى لم تنقضى دورته حتى هذه اللحظة .الا انه تقدم باستقالته من البرلمان رافضاً شن الحرب على منطقة جنوب كردفان بعيد انتخابات الولاية والتى قادت الى حرب تدور رحاها حتى هذه اللحظة.

    تناولت الورقة نسب تقديرية بعد مناقاشات وتم الاجماع عليها من اعضاء اللجنة و اخرون فى المناطق التى تسيطر عليها الحركة الشعبية فى المنطقتين كما تناولت الورقة نسب دقيقة للمشردين والنازحين داخل السودان واللاجئين خارج الاراضى السودانية وتناولت ايضاً الحقب التاريخية المختلفة التى مورثت فيها كافة اشكال الاضطهاد والتطهير العرقى والابادة تحت مسمى الاسلام ولن تغفل عن الجيش الجرار من الاتفاقيات التى تم توقيعها منذ خروج المستعمر الى يومنا هذا التى فشلت فى الحفاظ على الوحدة العضوية والجغرافية لبنى الوطن، وقادت الى تقسيم البلاد الى جزءين مع الابقاء على ذات الاشكاليات التى قسمت السودان مما يشير الى ان السودان مقبل على ازمات اخرى. قد تقود الى تقسيم ماتبقى من البلاد الى اشلاء متفرقة.

    هذه الورقة مترجمة من الانجليزية الى العربية بواسطه كاتبها ومقدمها.

    الى نص الخطاب كاملاً مكون من جزاءين

    الإتحاد الأفريقي – مجلس الأمن والسلم الأفريقي

    الجلسة الفاعلة لمجلس الأمن والسلم الأفريقي

    الخميس 13 ديسمبر 2012 في المقر الرئيسي , القاعة الرئيسية

    أديس أبابا

    نقاط الحديث

    فخامة الرئيس , معالي السيدات والسادة

    أسمحوا لي بأن أعبر عن عميق إمتناني لهذا المجلس الموقر لتوصيل الدعوة لهذا الوفد لمخاطبة هذه الجلسة الموقرة.

    أسمائي عمار أمون دلدوم , مسلم من جبال النوبة وقد خدمت في عدة منظمات إنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق . كما خدمت كمدير للبرامج في منظمة نوبة للإغاثة وإعادة التعمير والتنمية التي تركز حول تنسيق المساعدات الإنسانية لمتضرري الحرب في منطقة جبال النوبة منذ العام 1994

    والآن أعمل كضابط للبحوث والتخطيط بمكتب التنسيق لجبال النوبة والنيل الأزرق التي تقوم بعملية المناشدة للمسعادات الإنسانية.

    أود أن أنقل خالص تقديري لهذا المجلس الموقر لدوره في حث حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان بقبول مقترح المبادرة الثلاثية الذى قدمته الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للسماح بدخول المساعدات الأنسانية للمتأثرين بالحرب في ولايتي جنو كردفان وجنوب النيل الازرق.

    أود بتواضع أن أثير إنتباه هذا المجلس إلي تدهور الأزمة الأنسانية في هذين المنطقتين والشعور المتزايد بالإحباط وفقدان الأمل والإحساس بالعجز لدي المواطنين الذين يواجهون بإستمرار أقصي دراجات فظائع الحرب بالرغم من المقترح الثلاثي.

    معالي السيدات والسادة.

    إن حكومة الخرطوم قد إدعت وتدعي بإستمرار بأن النزاع في السودان هو جزء من حرب دينية بغرض تحرير السودان من كل تلك العناصر التي لا تنسجم مع الثقافة الإسلامية . علي ذلك النحو هم يدعون بأنهم يخوضون حربا مقدسة نيابة عن العالم العربي والإسلامي قاطبة . ولكن ، أنا الذي أقف أمامكم اليوم مسلم وقد تأثرت سلبا بهذا النزاع كما واجهت عدة محاولات إستهدفت حياتي . فالإسلام لا دخل له بالحرب التى تدور هناك الآن ، إنها في الواقع تطهير عرقي متنكر وراء قناع الإسلام

    إن إحترام التعددية من العقائد الأساسية للإسلام كما جاء في سورة الروم الآية 22 من القرآن الكريم (ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) صدق الله العظيم.

    كما تعلمون أعضاء هذ المجلس الموقر , بالرغم من نيلها الأستقلال قبل 56 سنة فإن السودان لم ينعم بالسلام ولا الأستقرار . كما أنها لم تكن لديها دستورا دائما . من الجذور الكامنة للنزاع التي يعيشها السودان اليوم هو الفشل الذريع والمستمر بالأعتراف وإحترام وإدارة التعددية.

    أود أن أنقل بتواضع لهذا المجلس الموقر رغبة المواطنين في المنطقتين في البقاء كجزء من السودان الموحد الذي يحترم ويتقبل التنوع الثقافي والديني والإثني واللغوي القائم كما يحترم القيم الدولية كحقوق الإنسان وإحترام سيادة القانون والسلام العادل الذي يعامل فيه كل المواطنين كمواطنين من الدرجة الأولي وحاملين حقوق إنسان متساوية لا يمكن مصادرتها . ولكن بالرغم من كل ذلك فإن الشعب في المنطقتين يساورهم شعور متزايد بالإمتعاض والإحساس بأنهم لا يمكنهم الإستمرار في دفع ثمن الوحدة الباهظة بأرواحهم إلي ما لا نهاية.

    كما أود أن أنبه هذا المجلس الموقر بأن القذف العشوائي بالطيران لأهداف مدنية وبصورة مستمرة في مناطق مختلفة من الولايتين أدت إلي خسائر فظيعة كالنزوح الجماعي كما أدت إلي تفاقم الأزمة الإنسانية حيث يواجه فيه المتأثرون بالحرب وضعا مأساويا يتسم بمجاعات طويلة وظروف حياتية قاهرة من صنع البشر , تفاقم ذلك مع الشح في مقومات الحياة لأساسية أصلا , مثل الماء والمأوي والرعاية الصحية الأولية

    يمكن أن اعد لهذا المجلس تقريرا مفصلا عن القصف العشوائي المكثف لأهداف مدنية مع بدء العمليات العدوانية الصيفية . العمليات الصيفية العدوانية بشعة للغاية , فهي تحرم الناس من أدني حقوق الناس الإنسانية للبقاء علي قيد الحياة

    أنقل لكم بمرارة شديدة مشاعر الإحباط المتنامية وفقدان الأمل والإحساس بالعجز وعدم القدرة واليأس لدي المتأثرين بالحرب وهم يعانون بإستمرار . إن هؤلاء الناس بحاجة ماسة إلي تدخل إنساني عاجل.

    إن حق الحياة هو حق محوري ومن الحقوق الأساسية للإنسان الذي لا يمكن إنتهاكه تحت أي ظرف من الظروف . وعلي هذا النحو , فإن إنقاذ حياة أًناس يتلهفون لمجرد البقاء علي قيد الحياة يجب أن لا تكون مشروطة بالتسوية السياسية للنزاع او رهينة لأدعاءات السيادة الوطنية

    وإذا تعذر السماح بوصول المساعدات الإنسانية تحت أي ذريعة كانت فإننا نؤمن قاطعا بأن هذا المجلس الموقر سوف يستحضر المادة 4 (ح) من دستور منظمة الإتحاد الأفريقي وإستخدام حق التدخل في دولة عضوة لإنقاذ حياة الناس

    أقدر دور هذ المجلس وإهتماماته بتحقيق السلام بين السودان وجنوب السوان , وبنفس القدر أود أن أوضح لهذا المجلس بأنه دون تحقيق سلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق فإنه سوف لن تدوم هناك سلام بين السودان وجنوب السودان

    وعليه , وبناءا علي كل ما تقدم أود أن أضع أمام هذا المجلس بعض المقترحات الخاصة بدخول المساعدات الإنسانية وللتسوية السياسية للنزاع.



    - تحقيق دخول الإغاثة لإنقاذ الأرواح

    - حث الحكومة والمعارضة للجلوس وجها لوجه حول طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلي إتفاق السلام ووضع نهاية للمعاناة الإنسانية

    - إنشاء وإرسال فريق تقصي الحقائق حول إنتهاكات حقوق الإنسان

    - إنشاء آلية للمتابعة والتقييم ومحاسبة الجهة التي تراوغ في تنفيذ الإتفاقيات

    - تمديد تفويض اللجنة الرفيعة المستوي أو إنشاء جسم جديد لمتابعة تنفيذ الإتفاق الثلاثي



    واخيرا , أود أن أشكر هذا المجلس كثيرا لإتاحته لي هذه الفرصة كما أود أن أمد شكري للسفير النيجيري الذي سهل وجودنا هنا اليوم.


    نص الخطاب الثانى


    الإتحاد الأفريقي – مجلس الامن والسلم الأفريقي

    جلسة فاعلة لمجلس الأمن والسلم الأفريقي

    الخميس 13 ديسمبر 2012 الساعة 5:30 مساءا – القاعة الرئيسية

    ملخص تحليلي للنزاع في السودان والجذور الكامنة للمشكلة

    فخامة الرئيس, معالي السيدات والسادة أسمحوا لي أن أعبر عن خالص إمتناني وعميق تقديري لهذا المجلس لتوصيل الدعوة لوفدنا لمخاطبة هذه الجلسة الموقرة

    السودان.!

    تلكم الدولة التي كانت تعد في يوم من الأيام من أكبر الدول الأفريقية مساحة علي الإطلاق و الأولي التي تحقق إستقلالها جنوب شبه الصحراء الأفريقية, أصبحت اليوم أقل الدول إستقرارا وأقل مساحة في أفريقية.

    في جلسة تأريخية للبرلمان يوم 19 ديسمبر من عام 1956 قرر السودان الإستقلال من بريطانيا. والآن بعد مرور 56 عاما من الأستقلال لم تنعم البلاد بالأستقرار ولا الهدوء ولا السلام الدائم. طيلة ال56 عاما والتي تمثل عمر إستقلال السودان, تعيشها البلاد في حالة حرب دائمة مع نفسها في جنوب السوان, في الشرق, والوسط, والغرب وتوترات سياسية مستمرة في أقصي الشمال. السلطات في الخرطوم تورث الدمار و التخريب والحرب لجيل بعد جيل. طيلة تلك الحقبة من تأريخ السودان الحديث تم التوصل إلي مجموعه 42 مبادرات أو إتفاقيات سلام. ولكن بالرغم من كل ذلك لم يتحقق السلام لأن حكومات الخرطوم لم تحترم وتفىء بالعهود التي تبرمها. أهم تلك العهود والإتفاقات.

    - 1972 أتفاق سلام أديس أبابا

    - 1987 إتفاق كوكادام

    - 1992 بيان مؤتمر سلام أبوجا

    - 1993 بيان مؤتمر سلام أبوجا 2

    - 1994 إعلان مباديء إقاد

    - 1995 إعلان مباديء أسمارا

    - 1997 إتفاق سلام السودان

    - 1997 إتفاق سلام فشودة

    - 1997 إتفاق سلام جبال النوبة

    - 1999 نداء الوطن

    - 1999 إتفاق سلام النيل الأزرق

    - 2000 مبادرة السلام الليبية المصرية

    - 2005 إتفاق السلام الشامل

    - 2005 إعلان القاهرة

    - 2006 إتفاق سلام الشرق

    - 2006 إتفاق سلام أبوجا

    - 2010 إتفاق سلام الدوحة

    - 2011 إتفاق أديس أبابا الإطاري



    فخامة الرئيس, معالي السيدات والسادة



    بالرغم من الكم الهائل وعدد لا حصر لها من إتفاقات و مبادرات وبيانات سلام بعضها تم تحت وساطة سلطات إقليمية وبعضها تحت رعاية دول فردية جارة اصبح تحقيق سلام دائم في السودان أمرا محيرا فيما تستمر الحرب مستعرة أوارها لم تخفف يوما، ولم تضع أوزارها.

    في الحقيقة أن البلاد كلية غارقة في حروب أهلية لا نهاية لها.



    كل مبادرات وإتفاقات السلام السالفة الذكر مع إستثناء إتفاق السلام الشامل لم تخاطب الجذور المسببة للمشكلة وأن إتفاق السلام الشامل نفسها بالرغم من كونها خاطبت الجذور التاريخية للمشكلة إلا أنها هي الأخرى لم تحظ بإلتزام كافي من طرف الحكومة للتنفيذ الكامل السلس. والنتيجة الحتمية هي الإنهيار الكامل لكل تلك الإتفاقات.



    تعتبر مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ومنطقة أبيي من المناطق العالقة كغيرها من القضايا العالقة ضمن بنود إتفاق السلام الشامل مثل قضية الحدود والنفط والجنسية الخ. هذه القضايا العالقة مازالت في إتظار التسوية النهائية.

    إتفاق الشلام الشامل والدستور القومي الإنتقالي لسنة 2005 كفلتا حق ممارسة حق المشورة الشعبية مع نهاية الفترة الإنتقالية تحت برتوكول حل النزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ولكن هذا البروتوكول لم تنفذ.



    نزع السلاح وحل وحدات الجيش الشعبي هي جزء من إجراءات الترتيبات الأمنية ومرتبطة بحل النزاع وتحقيق تسوية نهائية للنزاع في المنطقتين عبر تنفيذ المشورة الشعبية. لكن الحكومة في الخرطوم ومن دون إعتبار لهذه الإتزامات الدستورية ودون إعتبار لحل النزاع في المنطقتين و دون إعتبار لإجراءات الترتيبات الأمنية التي تحكم وجود الجيش الشعبي والوحدات المدمجة , مضت الحكومة قدما في محاولتها نزع سلاح وحدات الجيش الشعبي المدمجة مستخدمة القوة العسكرية في تنفيذ ذلك . فإندلعت الحرب التي نشهدها اليوم.



    والآن قد إنفصل الجنوب بعد 56 عاما (1956 - 2011) من نضال مرير ليس من أجل الإنفصال ولكن من أجل إحداث تحول ديمقراطي وإعادة هيكلة الدولة السودانية حيث تكون المباديء مثل حق المواطنة والإعتراف بالتنوع القائم وإدارتها بصورة منصفة وقبول الآخر كما هو هي المباديء الأساسية التي تقوم عليها وحدة السودان. هذا التحول المنشود لم يتحقق , فإنفصل الجنوب.



    والآن بعد إنفصال الجنوب بقيت العوامل التي أدت إلي إنفصال الجنوب كما هي , بل أصبحت تمارس بصورة صارخة أكثر مما كانت عليه في الماضي. رئيس جمهورية السودان عمر أحمد حسن البشير أعلن علي الملأ أمام حشد جماهيري في مدينة القضارف يوم 14 فبراير عام 2011 بأنه بعد إنفصال الجنوب لا يريد في السودان أي دغمسة وفي مناسبات أخرى يسميهم بالحشرات



    رسالة عمر البشير في مدينة القضارف (دغمسة وحشرات) تمثل القاعدة المركزية والأساس المحوري التي تبني عليها سياسات المؤتمر الوطني الإجتماعيه- الأقتصادية. مثل هذه السياسات (دغمسة وحشرات) لا تترك مجالا للتناغم السياسي ولا للتسامح الديني ولا التعايش السلمي ولا حديث في هذه الحالة عن التصالحات الوطنية ناهيك عن محاولة التفكير , مجرد التفكير فقط عن إدارة التنوع. هذا هو الوضع (دغمسة وحشرات) الذي يواجهها ويعايشها شعوب دارفور ومنطقة جبال انوبة والنيل الأزرق ومناطق مهمشة أخري بشكل يومي في السودان

    ليس هناك من جرم إقترفه هؤلاء الناس حتي يجعلهم يستحقون كل تلك الأوصاف (دغمسة وحشرات) غير أن واقعهم الأثني والديني واللغوي والثقافي وسحناتهم لم تكن جزءا من المباديء التي بنيت عليها الهوية الوطنية للأمة السودانية



    الحكومة في الخرطوم تصنف الشعب السوداني علي أسس الدين و العرق اللون والثقافة واللغة بالرغم من أن

    - 100% شعب دارفور مسلم

    - 56% من جبال النوبة مسلم

    - 67% من النيل الأزرق مسلم



    هذه الخطوط التي تصنف الحكومة حولها الناس هي خطوط ملتهبة أصلا ويمكن أن تنفجر كل علي حدة في اي وقت و تصبح قضية وطنية لبعض المجموعات إذا أسيئت إدارتها وأستغلت لأغراض سياسية. وهذا ما يحدث بالضبط في السودان.

    إنه لحقيقة ثابتة بأن غالبية الشعب السوداني مسلم ولكن بالرغم من هذه الحقيقة الدامغة نجد بأن الحكمة التي تدعي بأنها تحمي وتداقع عن المسلمين وترعي مصالحهم وتعمل علي ترقية وتعزيز قيم الاسلام في المجتمع السوداني تقتل وتفتك بالمسلمين وغير المسلمين في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق دون هوادة ولا رحمة , كل ذلك بإسم (الله أكبر). نري اليوم جرائم ترتكب بإسم الجهاد في دارفور والنيل الأزرق ومنطقة جبال النوبة. في عام 1992 تم إعلان جهاد شامل في منطقة جبال النوبة بفتوي من علماء (السلاطين) جمعوا في مدينة الأبيض لهذا الغرض. تم بموجب تلك الفتوي تفويج فرق وألوية وكتائب تحمل مسميات إسلامية مثل متحرك اليرموك الفجر الصادق ألخ.



    إن تدين أهل دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق لم يحمهم من بطش الحكومة في حقهم ولم يشكل وازعاً أيضا في منع الحكومة من إرتكاب جرائم التطهير العرقي وجرائم بشعة ضد الأنسانية في حقهم.



    إن الحرب التى تدور في السودان ليست حرباً دينياً كما تدعي الحكومة بإستمرار وأن الأسلام لا دخل له بها.

    الحكومة تبيع بإستمرار دعاية رخيصة وكاذبة للعالم العربي والإسلامي , وهي أن الحكومة في الخرطوم إنما تخوض حربا مقدسة نيابة عن العرب والمسلمين قاطبة فرضتها عليها جماعات عميلة للصهيونية والنصرانية وذلك للإستحواذ علي مشاعر العرب والمسلمين وكسب دعمهم المادي والمعنوي لتغطية تكاليف الحرب المتزايدة. هذا زعم باطل !!, أنا الذي أقف أمامكم الآن مسلم وقد عايشت تجارب إستهدفت حياتي.

    إن حقيقة الذي يجري في السودان هو تطهير عرقي متنكر بقناع الدين.

    بالرغم من التنوع الديني والللغوي والإثني والثقافي الواضح في السودان فإن الحكومات المتعاقبة في الخرطوم , وعلي مر السنين إستخدمت القوة القهرية لإجبار الناس بقبول هوية وطنية غير مقبولة أصلا لأنها لاتمثل إلا مجموعة إثنية لغوية محددة بعينها ولا تعبر إلا عن تطلعات تلك المجموعة المحددة , لذا فهي أحادية الثقافة ولا تحظي بإجماع وطني. تلك الهوية الوطنية المزعومة أنتجتها الزمرة الحاكمة مستخدمة ثوابت تلك المجوعة الإثنية المحددة وتستخدم الحكومة كل الحيل في بناء شرعية دستورية لتلك الهوية المثيرة للجدل والمرفوضة أصلا كهوية وطنية. تلك الهوية الوطنية المزعومة تجعل من الآخرين إما القبول بوضعية مواطنين من الدرخة الثانية أو (دغمسة وحشرات) في بلدهم في أحسن الأحوال أو يتم إبادتهم كأعداء لأن العدو يجب إبادته. وهذا ما يحدث بالضبط للشعوب الأصيلة في جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق وفي الشرق وأقاصي الشمال.

    هذا كل ما تعنيه الحرب في السودان.!!



    فخامة الرئيس معالي السيدات والسادة

    إن في كل طيلة الثمانية عشرة شهرا من الحرب المدمرة في جنوب كردفان وطيلة الخمسة عشرة شهرا من نفس الحرب في النيل الأزرق , إرتكبت قوات الحكومة والمليشيات (الدفاع الشعبي والجنجويد) التابعة لها , إرتكبت وبصورة منتظمة أبشع جرائم حرب كما إرتكبت أفظع إنتهاكات حقوق الإنسان في حق المواطنين العزل في تلك المناطق.

    الناس الآن يعيشون في ذعر دائم داخل الكهوف والوديان ليل نهار.



    حالات النزوح واللجوء

    في جنوب كردفان وحدها اصبح بين ليلة وضحاها منذ 5 يونيو 2011 أصبح 450,000 شخص دون مأوي فيما نزح 100,000 آخرون إلي المدن الشمالية الأخري.

    أكثر من 66,000 شخص وهم الأكثر حظا عبروا الحدود الدولية لجنوب السودان ووصلوا إلي معسكر إيدا لللآجئين بولاية الوحدة.

    في النيل الأزرق أصبح أكثر من 83,000 شخص دون مأوي داخل مناطق النيل الأزرق ضمن مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما عبر ما مجموعه 40,000 شخص إلي معسكرات اللآجئين في دولة أثيوبيا المجاورة كما ذهب 110,000 آخرون إلي دولة الجنوب موزعون في معسكرات اللآجئين كالآتي:



    . دولة أثيوبيا

    - 10,000 كبري خمسة

    - 17,000 بمباس

    - 13,000 توقو

    -

    . دولة جنوب السودان

    - 37,007 الجمام

    - 16,370 دورو

    - 26,510 جون دراسا

    - 30,000 يوسف باتي



    الوضع الحالي

    الأمن الغذائي والنشاطات العسكرية.

    كما ذكرنا آنفا فإن أكثر من 550,000 شخص داخل مناطق جنوب كردفان و83,000 شخص آخرين في مناطق النيل الأزرق تأثروا مباشرة بالحرب جسديا ومعنويا. النازحون في تلك المناطق محاصرون تماما بالقذف اليومي بواسطة طيران الحكومة من جهة و بالأمراض والمجاعات المتكررة من جهة أخري. هولاء النازحون داخل جنوب كردفان والنيل الأزرق أوضاعهم الإنسانية سيئة للغاية , فهم لم تصل إليهم أية مساعدات إنسانية أضف إلي ذلك كونهم محاصرون بسبب إنعدام الأمن داخل الكهوف والوديان طيلة ساعات النهار لا يستطيعون الخروج إلي مزارعهم والعمل فيها لأن ذلك يعرض حياتهم للخطر.

    حصاد محاصيل 2012 الذي يتم جمعه هذه الايام وهو ضعيف ولا يمكن أن يبقي أبعد من مارس أو أبريل في أفضل الأحوال وسيكون الناس مواجهون بشهور فصل صيف طويل وقاسي ومعظم فترة الخريف القادم حتي حصادها دون أن يكون لديهم غذاء كافي. هذه الظروف القاسية تفاقم مع الهجومات الصيفية العسكرية التي تنفذها الحكومة تزامنا مع الحصاد . تقوم الحكومة من خلالها بحرق ونهب القري والمحاصيل كل ذلك بغرض خلق ظروف حياة قاسية من صنع الأنسان لشعب يكافح من أجل البقاء أصلا.

    في عام 2011 وحدها فقد أكثر من 500 شخص حياتهم بسبب المجاعة داخل جنوب كردفان والنيل الأزرق معظمهم أطفال وكبار السن.

    بين شهري نوفمبر وبدايات ديسمبر وحدها قذفت أو أسقطت طيران الحكومة التي تسمي أنتينوف والمقاتلات النفاثة ما مجموعه 785 قذيف وقنبلة علي قري في جنوب كردفان كما أسقطت عدد 533 قذيفة وقنبلة علي قري في النيل الأزرق.

    ادي ذلك القذف الجوي إلي مقتل 33 شخص في جنوب كردفان و مقتل 17 شخص في النيل الأزرق كما جرح كثيرون آخرون في مناطق مختلفة من الولايتين. أدي ذلك القذف أيضا إلي تدمير عدد 37 مزرعة وعدد 42 بيت في جنوب كردفان كما دمرت عدد 23 مزرعة وعدد 29 بيت في النيل الأزرق.

    وضع الأمن الغذائي داخل معسكرات اللآجئين في دول الجوار أفضل بكثير مقارنة بأوضاع النازحين داخل الولايتين لأن توزع وجبات غذاء بصورة منتظمة هناك.UNHCR

    التعليم والصحة

    لا توجد مدرسة واحدة ولا مستشفي ولا وحدة صحية واحدة تعمل وسط النازحين داخل الولايتين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان , خاصة في النيل الأزرق لا توجد حتي الكادر الصحي وتعتمد الناس علي الأعشاب وجذور النباتات في علاج مرضاهم.

    التعليم في معسكر إيدا للآجئين أفضل بكثير حيث توجد أربعة مدارس كلها علي مستوي الأساس شيدت بواسطة مجتمع النازحين أنفسهم وتحوي تلك المدارس علي عدد 10,250 طالب وطالبة . ولا توجد فرص للتعليم الثانوي وأن التلاميذ الذين يكملون تعليم الأساس لا يدرون أين سيذهبون بعد ذلك . بالإضافة إلي ذلك العدد هناك عدد 6,000 طالب في مستوي الثانوي توقف تعليمهم لعدم وجود مدارس ثانوية لمواصلة تعليمهم.

    إن القذف العشوائي لأهداف مدنية ولفترات طويلة قد أحدثت دمارا هائلا لمقومات الحياة الأساسية كتدمير مصادر المياه والمزارع مما جعل الناس في حالات مستمرة من الضعف واليأس لا يستطيعون مقاومة أو تحمل أدني التقلبات البيئية مثل الجفاف والأمراض الوبائية كما أنتجت تلك القذف حالات من البؤس والتذمر وسط السكان.



    لم يكن للسودان أبدا دستورا دائما بالرغم من تحقيقه الأستقلال منذ عام 1956. هذا دليل واضح بأن السودان يواجه تجارب طويلة وشاقة في المحافظة علي دستورية الحكم كما أنها تجد صعوبة كبيرة في تحقيق سلام وإستقرار سياسي دائم.

    كان من الأفضل علي الحكومة في الخرطوم أن تسعي إلي بناء إجماع حول المبادئ التي يمكن أن توحد بين الناس مثل حق المواطنة التي تترتب عليها الحقوق والواجبات بدلا من الأستمرار والتعنت في إستمرار بناء الأممية والهوية الوطنية حول الأثنية والقيم الإجتماعية لمجموعة إثنية محددة بعينها مهما كانت التكلفة.

    إنه من راسخ إعتقادنا دون أدني شك , بأن الأمة التي تبني علي رباط الدم والوطنية الأثنية في دولة ذات تعددية دينية وتعددية ثقافية وتعددية إثنية كالسودان لا تعترف بالآخرين إلا كأجانب أو مواطنين من الدرجة الثانية يعيشون داخل دولة امة , تلك المجموعة الأثنية المحددة والتي بنيت علي ثوابتها الهوية الوطنية وحدها تمثل الأمة فيها لأن العضوية لمثل تلك الأمة بالوراثة وليست بالمواطنة.

    وبناءا علي ما تقدم , نحن شعوب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ومناطق مهمشة أخري نجد صعوبة بالغة في نزع الأعتراف بنا كجزء من المجتمع الوطني في السودان لهم حقوق مدنية وحقوق سياسية إقتصادية وحقوق ثقافية متساوية. هذا الأعتراف لا تقبل بها الحكومة المركزية.

    لذلك , إنه من طموحات الشعب في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور ومناطق مهمشة أخري في السودان تحقيق إعتراف متبادل حول حقوق متساوية لا يمكن نزعه. وإنه أيضا من تطلعات الشعب في تلك المناطق أن يتحقق تحول ديمقراطي جذري وإعادة هيكلة الدولة السودانية علي نحو تكون فيها الأعتراف بالوحدة في التنوع وإحترامها امرا لا مفر منه في الواقع العملي كما يتطلع الناس إلي التأكد من تحقيق ضمانات دستورية تكفل حق الأعتراف المتبادل وقبول الآخرين كآخرين.

    ونتيجة لحساسية واهمية أمر التكامل الوطني , فإن المجتمع المدني في المنطقتين تؤمن بأن المقاربة الشاملة هي الطريق الوحيد لتحقيق تسوية سياسية للنزاع وتحقيق سلام عادل ودائم في البلاد.

    وعلي هذا النحو فإنه من إعتقادنا الجازم بأن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه ما لم تخاطب الجذور التأريخية الكامنة للمشكلة السودانية. إن إستمر المؤتمر الوطني في حمل إعتقاداتها حول أهل دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ك (دغمسة وحشرات) فإن السودان بالتأكيد سيمزق نفسه إلي أشلاء أكثر فأكثر.

    لقد أصبح واضحا جليا اليوم بأنه ليس فقط شعب دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ومناطق مهمشة أخري هم الذين يعانون علي أيدي الجهاديين الاسلاميين بل أن بعض الدول الأفريقية أيضا تعاني نفس التجربة. لقد رأينا نشاطات تنظيم الشباب الجهادي في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا وأنصار الدين في شمال مالي وأحداث متفرقة هنا وهناك من تفجيرات بالقنابل اليدوية لأهداف مدنية في مناطق مختلفة في أفريقيا.



    سبل وصول المساعدات الإنسانية والتسوية السياسية للنزاع

    مستذكرين التجارب الماضية فيما يختص بمذكرة التفاهم الثلاثية لتوصيل المعونات الإنسانية لمتضرري الحرب في الولايتين , والتي بعد شهر من تقييم الأداء فيها رفضت الحكومة تجديدها , وفي نفس الوقت ومع إلتماسنا الشديد للتدخل الإنساني لأنقاذ حياة الناس ,نحن لا نقبل بعد الآن تدخل المساعدات الإنسانية عبر الخطوط من داخل مناطق الحكومة.



    فخامة الرئيس , معالي السيدات والسادة

    إن حق الحياة هي من الحقوق الأساسية لحقوق الإنسان ولا يمكن إنتهاكه أو التلاعب به تحت اي ظرف من الظروف , علي هذ النحو , فإن إنقاذ الحياة يجب أن لا يكون مشروط بالتسوية السياسية ولا يجب أن يكون رهينة بإدعاءات السيادة الوطنية. بنفس القدر يمكن ان يكون هناك تدخل إنساني والحرب لا تزال مستعرة.

    إذا رفض التدخل الإنساني تحت اي ذريعة فإننا نعتقد بقوة بأن هذا المجلس الموقر سوف يستحضر الماة 4 (ح) من دستور منظمة الإتحاد الأفريقي لأستخدام حق تدخل الإتحاد في الدولة العضوة لأنقاذ أرواح الناس.

    وكما يستحضرنا أيضا الإتفاقية الإطارية التي تم اتوصل إليها بين حكومة المؤتمر الوطني ووفد الحركة الشعبية لتحرير السودان بأديس أبابا في 28 أغسطس 2011 والتي رفضتها حكومة المؤتمر الوطني جملة وتفصيلا , فإننا نؤمن بأن هذا المجلس الموقر سوف ينظر بعبن الإعتبار المقاربة الشاملة للتسوية السياسية للنزاع.

    فخامة الرئيس معالي السيدات والسادة

    وأنا إذ أثمن جهود هذ المجلس الموقر في العمل علي تحقيق السلام بين السودان وجنوب السودان , اريد أن أوضح بجلاء بأنه من دون سلام في جنوب كردفان والنيل الازرق فسوف لن تدوم هنلك سلام بين السودان وجنوب السودان .



    بهذا أود أن أتقدم لهذا المجلس الموقر بالمقترحات التالية

    - التدخل الإنساني العاجل عبر الحدود الدولية لإنقاذ الأرواح

    - إعتبار خيارات أخري بديلة للتدخل الإنساني

    - تبني مقاربة شاملة للتسوية السياسية للنزاع والتي تكون الجبهة الثورية طرفا فيها

    - حث الحكومة والمعارضة للجلوس معا وجها لوجه حول طاولة المفاوضات

    - إنشاء وإرسال لجنة لتقصي الحقاق حول إنتهاكات حقوق الإنسان

    - إنشاء آلية للمتابعة والتقييم و لمحاسبة الطرف الذي يراوغ في تنفيذ الأتفاقات

    - تمديد تفويض اللجنة الرفيعة المستوي أو إنشاء جسم جديد يناط بها مسؤلية مراقبة تنفيذ مذكرة التفاهم الثلاثية



    وأخيرا أود أن أزجي جزيل الشكر لهذا المجلس الموقر لإتاحتها لي الفرصة لمخاطبة هذه الجلسة التأريخية كما أود أن أمد خالص شكري وتقديري لجمهرية نيجيريا الفدرالية ولمعالي سفير جمهورية نيجيريا الفدرالية الذي سهل لنا لأن نكون هنا اليوم .



    شكرا لكم مرة أخري.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de