كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: لماذا وصل قرار الجنائية الدولية هذه المواصيل ؟؟؟؟ (Re: عبدالدين سلامه)
|
قرار الجنائية الدولية والذي جعل البلاد تعيش حالة ترقب وحبس أنفاس في انتظاره زامنته العديد من الأحداث التي تحتاج قراءة متأنية فضمن الجهود الخارجية نلحظ الحج إلى القاهرة قد أصبح الأمل القوي للحكومة التي تحاول الاستنجاد بمصر لتأخير صدور القرار في الوقت الذي تعاني فيه مصر من مشاكل داخلية كبيرة مع الجماعات الاسلامية من جهة وآثار موقفها من أحداث غزة ورعايتها لاتفاق الفصائل الفلسطينية ذائدا على الضغوط الداخلية من حركة كفاية وعدد من الناشطين والوضع الصعب الذي وضعها فيه تقرير حقوق الانسان الأخير ومشاكل الشرطة والتعذيب وغير ذلك من القضايا التي تحرم قضية السودان من إحتلال مرتبة الصدارة في اهتماماتها. أما الجامعة العربية والتي حاولت حكومة السودان أن تكسبها كقوة ضاغطة فهي الأخرى في أضعف حالاتها بعد أن عجزت عن حل كافة القضايا العربية بدءا بلبنان وسوريا والعراق وانتاءا بغزة فهي الأخرى ورقة محترقة لايمكن الاعتماد عليها حلف الدوحة هو الآخر ليس بالقوة التي يمكن أن يشكل فيها ورقة ضغط بقدرما هو تجمع الرافضين على نسق ( المصائب تجمع المصابين ) فهو لا يمكن أن يقدم شيئا في اتجاه تعطيل صدور القرار . تركيا قبلة أخرى هرولت نحوها الجهود السياسية في الخارج غير أن تركيا تختلف أجندتها وأهدافها الاستراتيجية فهي من ناحية تطل على أمل ضمها لأوروبا وتملك الاستعداد لتقديم التنازلات في حال تحقق الشرط ومن ناحية أخرى ترمق إمكانية استعادة مجدها الاستعماري القديم الذي كان مسلسل نور أول بواكير نجاح تجربة الغزو الثقافي فيها .وعملية إعادة المجد تتطلب أوضاعا مضطربة تخلق حكومات ضعيفة ولا مكان في اهتماماتها لانقاذ البشير أو الوقوف معه . الصين هي الجهة الوحيدة القوية التي تشكل ورقة ضغط في يد الحكومة غير أن الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة وما ترتب ولايزال عليها من آثار على نمو الاقتصاد الصيني وخلل ميزان الدولة التجاري هو الشغل الشاغل لحكومة الصين في الوقت الراهن . بقية دول العالم تعيش حالة الترقب وعدم الرغبة في الدخول في أي موقف تأييدي يقودها للصدام المباشر مع المصالح الأمريكية بعد أن أفلح أوباما في الاحتفاظ بغموضه واتباع أسلوب التطميع وجرعات الأمل التي جعلت الجميع في موقف جمود حيادي طمعا فيما ينتظره من الغد
ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|