|
Re: قصة جديدة (Re: عبدالدين سلامه)
|
وانطلق فكره في هرولة إرتدادية بينهما ... خال له أنه يعيش لحظة السعي بين الصفا والمروة ... ويشتته الاختيار.... ليكن إختيارك هذا لعطر الأخاذ الذي يكفيك عبقه الكثير من الهموم ويحجب عنك الروائح الكريهة المنبعثة عن ضغوط الحياة ... تجاوز هذه الملامح المنفرة التي نحتتها إرادة الزمن في هذه التي كان من الممكن أن تقول عنها الغادة الهيفاء لولا العينان الغائتين في جحريهما كحية تغازل البيات ؛ وتلك النتوءات المتناثرة على لخدين كأعشاب السدود على خاصرة الأبيض ؛ ومن دونها الأسنان البارزة كأسلاك شائكة غرست للذود عن ذلك الوجه المجرود اللحم ... ورفعت يدها فبانت وكأنها عظام طليت بطلاء خفيف جدا من اللحم يجعل الرائي يوشك أن يتبين بياضها ... واختلط عليه الأمر فقد خال له أن اليد المرفوعة ليست إشارة تخلط بين اليأس والرجاء والأمل في سائق قد تتعطّف قدماه عليها وتصبان جام غضبهما على مكابح الفرامل والكلتش ؛ ولكنها فردت يدها لاحتضانه... بروز الأسنان ربما هو شكل تقريبي لانفراجة قصدت منها التعبير عن حلم مستحيل بابتسامة . خالها تقترب منه أكثر وأحس بحرارة أنفاسها فأشاح بوجهه قاطعا حبل تواصل خفي ليرتطم بصره بتلك الملامح العاجية لجسد أدمنت تقليده جذوع البان في الطول والاستقامة ؛ وتلك الفوضى المنظمة في نظرات العيون حملت ذلك السحر الغامض الذي انتزع كل حواسه التي خالها وقتئذ تتجول في محطة خرافية احتلت كل مساحاتها باصات كبيرة تسافر به أينما شاء . ورفع قدمه اليمنى ثانيا ركبته وكأنه يهم بركوب الباص الذي يقله لوطنأنفق ما مضى من عمره في تمنيه ؛؛ وذلك الأنف الدقيق المستقيم والشفتين الصغيرتين اللتان تنثران من بينهما الدرر التي وقفت فاصلا مداريا قاطعا ... وعلى الخدين الناعمين انغرست نونتان أنيقتان كرئتين لتلك الشفاه تنكمشان وتنبسطان مع انفراجتهما ؛ وشامة سوداء أنيقة أشبه بالخال فرضت نفسها واكتفت بمساحة لاتكاد تبين بين الصدر والعنق ولكن ..... لماذا لاتبنبعث منها رائحة كتلك المنبعثة عن الشبح المنتصب في الاتجاه المقابل ؟؟؟ وما مصدر هذه الرائحة النتنة التي اجتاحت أنفه بلا استئذان ؟؟؟؟ رباه !!!! رمال عضلات بطنه قد بدأت تتقلص بشدة ولماذا يحس بهذا الاحساس الخانق الذي هو أقرب للرغبة العارمة في القي وإفراغ كل ما بداخل بطنه ؟؟؟؟ ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|