Quote: تحياتي يا عبد العزيز شاهدت الفيديو باكراً صباح هذا اليوم حين بدأ انتشاره عبر شبكة الانترنت ولي تعقيب - اظنه دقيقاً - احتاج أن اقوله عنه أولاً : ظهر لي - و اتمنى أن اكون مخطئاً - أن المستجوب ليس أنثى. بل هو ذكر. بدا لي ذلك من الملامح ومن لغة خطاب المستجوبين له. اذ يخاطبونه كلهم بصيغة المذكر. ثانياً : ان صح ان المستجوب ذكر فأنا لست من المتسامحين مع "الشذوذ الجنسي" ويسمونه "مثلية" .. نعم لا أدعو لاضطهاد الشواذ و حرقهم .. لكني في نفس الوقت لا ادعو للتسامح مع شذوذهم و اعتباره أمراً طبيعياً. لي موقف وسط بين ما أعتبره تطرفين. ثالثاً : ان صح ان المستجوب ذكر و مع اعتبار ما ذكرته في ثانياً فأن ما يسئ في هذا الفيديو حقاً هو الاستجواب غض النظر عن الجريمة. وهي الأفة التي يحاول المجتمع دوماً أن يعفي نفسه من مسئولية التصدي للتغيير بتجريم الضحية. ان ضحية الانظمة - أي نظام في العالم - ليس من الضرورة أن تكون ملاكاً طاهراً من أبطال الاساطير. ان الضحية يمكن أن تكون عاهرة أو شاذا او لصاً او ########اً أو ما يكون من الجرائم و القاذورات. هذا لا يسقط حقوقه ولا يعفينا من الوقوف بقوة في وجه أي سلطة تسئ استخدام قوتها ضده. هذا ليس دفاعا عن خطئه لكن دفاعا عن عدالة و نزاهة النظام الذي نخضع له جميعنا بشكل أو بأخر. في هذا الفيديو ما رأيت انا انه شاب يافع صغير السن - أو فتاة كما ظن أغلب مشاهدو الفيديو و ناشروه لا فرق - بين يدي أربعة - أو خمسة - من المستجوبين .. يقوم اثنان منهم بالتصوير. وثالث بالتحرش الجسدي بنزل الثياب عنه. وحالة من الترهيب الظاهر والإذلال. هذا السلوك ليس سلوكاً يمدح سواء كان سلوكاً مجتمعياً أو سلوكاً نظامياً لشرطة. هذا الشاب - أو الشابة - ان ارتكب جريمة فان حقه أن يتم التحقيق معه بشكل كريم بلا اضطهاد او اهانة او تخويف. فهذا السلوك كلنا معرضون له طالما لا توجد ضوابط تمنعه. فمن يروع متهماً ويتعامل معه بـ "الحقارة" الشعبية هكذا لأنه لــوطـي أو عاهرة لا شيء يمنعه من التعامل هكذا مع معتقل سياسي أو متهم في مشاجرة أو شيك بدون رصيد. هذه بلطجة لا شك فيها. الشاب/ الشابة في قبضة القانون وسيلقى جزاء جرمه ان كان له جرم. هذا أمر انتهى. الأمر الذي ينبغي علينا ان نتوقف عنده و ندينه بشده أن يتم التعامل معه بهذا الازدراء و التقريع والبلطجة. يبكي و يسقط على الارض و يصور و يتم اهانته وترويعه. من الممكن أن يمارس هؤلاء المنتشين بسطوتهم ذات الأمر مع أي مواطن سوداني في قسم الحركة بمخالفة مرورية ما لم يكن القانون و المجتمع حاسماً في التصدي لهذه البلطجة.
الكارثة ان مجتمعاتنا تهرب بتجريم الضحية دوماً. وتساعدها السلطة الغاشمة على هذا. يتم القبض على لبنى أحمد حسين بتهمة لبس بنطال فيهرع الناس لشماعة انها تزوجت رجلاً في سن والدها. كأن عقوبة من تتزوج رجلاً كبيراً هي الحبس والفضيحة. يتم عرض مشهد فتاة الكبجاب فيطلع علينا مسئول يقول انها معتادة دعارة. كأن الداعرة عقابها في القانون ان تصبح عرضاً مسرحياً تضرب و يضحك الرجال من حولها و يصورها بموبايلاتهم. غداً سيحمل لنا اليوتيوب مشهد مقتل مواطن في قسم شرطة فيقال ان جريمته انه تحرش بفتاة. كأن من يتحرش يتم ضربه في القسم حتى الموت.
ان مجتمعنا للاسف ينسى ان القانون - الذي يحمينا - ان غادر خانة الحقوق ليصبح تابعا لمبدأ : يستاهل. فانه لا قانون هناك. وسيصبح كل من "يستاهل" في لحظة من اللحظات. أحدنا سيتساهل لأنه عاق بوالديه. واخر سيستاهل لأنه كذاب. وأخر سيستاهل لأنه سمج. لكنا نستاهل. لأن لا أحد منا كامل و بلا خطيئة.
القانون لا يعني ان تتم اهانة الفرد و البلطجة عليه في أقسام الشرطة و عمل حفلات ترويع عليه. ان ما أراه في هذا الفيديو لا يختلف عن فيديو فتاة الكبجاب. ليسو رجال قانون. انهم مجموعة من الساديين المستمتعين بوقتهم على ضحية. ضحية ربما ليست بريئة ولا طاهرة. لكنها ضحية.
اللهم احمنا من مبدأ " يستاهل" الذي يعتبر أن مهمة الشرطة أن تؤدب المخطئ بما يبدو لها و حسب مزاجها.
مولانا الشايقي
سلام
لقد شاهدت الفلم صبيحة اليوم ايضا وربما سبقناكم بفارق التوقيت(قرينتش +8) عندما أرسل لي صديقي عضو هذا المنبر رابط الفيديو.. وعلى طول قلت له هذا شأن خطير يتطلب طرحه في المنبر.. وسأحاول بعض الشئ متابعة تعقيبك المتميز... قد انتابني الشك أن المستجوب حسب قولك ليس أنثى.. فالملامح واضحة بتفاصيلها على انها انثى... فالليدي بوي لا يمكن أن يكون وصل لهذه المرحلة في السودان من مظاهر أنوثة واضحة بتلك الصورة.. لكن لغة الاستجواب والخطاب المتواصل له بصيغة المذكر تجعل الحكاية ولد!!..
ان طريقة الاستجواب في كلا الحالتين ولد/بنت كما سبق أن ذكرت ليست بمهنية.. وفيها اذلال وتشفي وانتهاك صريح في ممارسة سطوة القانون أو رجل الشرطة!! فلا أدري كيف رجل شرطة يقوم بنزع ثياب الشخص منه.. ثم أمره/ها مع الزجر جلوسا ووقفا بألفاظ خشنة ومرهبة للضحية.. في هذه اللحظة وانا أكتب وصلتني معلومة.. أن المستجوب ولد من قبيلة بشرق السودان وحدث الاستجواب قبل فترة في بورتسودان...
لكن نرجع لقصة البلطجة في استجواب الضحية بغض النظر عن صفته أو تهمته.. فالطريقة فظيعة ولا تمت للمنطق قبل القانون.. ((((في هذا الفيديو ما رأيت انا انه شاب يافع صغير السن - أو فتاة كما ظن أغلب مشاهدو الفيديو و ناشروه لا فرق - بين يدي أربعة - أو خمسة - من المستجوبين .. يقوم اثنان منهم بالتصوير. وثالث بالتحرش الجسدي بنزل الثياب عنه. وحالة من الترهيب الظاهر والإذلال.)))) لهذا للاسف هو ما حدث وما يحدث في دولة التوجه الحضاري.. من يرتكب جرم ايا كان فسيجد الحكم والعقاب من مرحلة القبض حتى الافراج ورما لا يمر بقاضي او حتى تحري رسمي..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة