الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 05:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2008, 04:14 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى (Re: عبدالله عثمان)


    غربا باتجاه الشرق

    سباحة حرة فى نهر عطبرة (4)

    مصطفي عبدالعزيز البطل
    [email protected]

    قبل أن نعود فنلقى بأنفسنا من جديد فى مياه نهر العطبرة الموّارة المصطخبة، هناك وقفة تصحيحية هامة لا بد منها، نرتد بها الى مقال الاسبوع الماضى. و كنت قد أشرت في متن المقال الى رسالة كريمة وصلتنى من الدكتور أحمد الصافى، أستاذ التخدير بكلية الخرطوم للعلوم الطبية، و المدير التنفيذى لمؤسسة التراث الطبى السودانية، و قد نهد الدكتور الصافى إلى أن يلفت إنتباهى الى شخصية البروفيسور عبد الحميد إبراهيم سليمان، و الى الكتاب الموسوم ( عبد الحميد إبراهيم سليمان: حياته و أعماله )، مقترحا علىّ أن أتناول هذه الشخصية الفذة و أن أسهم فى تعريف بنى وطنى بإنجازاتها المتفردة فى عديد من الأصعدة. وقد جاء في نص رسالته الالكترونية العبارة التالية: ( و أود أن ألفت إنتباهك الى السيرة الذاتية للبروفيسور عبد الحميد إبراهيم سليمان الشقيق الأكبر للفريق عبد الوهاب إبراهيم سليمان). و على أرضية هذه المعلومة كتبت فقرة منوها برسالة الأخ الكريم الدكتور الصافى، أشير فيها الى البروفيسور عبد الحميد على أنه الشقيق الأكبر للفريق أول عبد الوهاب. و قد ظهرت هذه الفقرة فى النسخة الورقية للصحيفة و بعض من النسخ التى تداولتها بعض مواقع الشبكة الدولية. و لكن ما أن أسفر صبح المقال و أشرقت عليه شمسه، وخرج على الناس، حتى تلقيت إتصالات عاجلة من أستاذنا الكبير إبراهيم طه أيوب، وزير الخارجية الأسبق، و الخال المهندس صلاح الدين إبراهيم أحمد، و العم العزيز الاستاذ محى الدين محجوب شورة، وكيل و زارة التجارة الأسبق، ينبئوننى فيها بأنه ليس هناك فى واقع الأمر ثمة نسب يربط بين الشخصيتين المذكورتين، رغم التشابه المتطابق فى أسمى الأب والجد، سوى الإنتماء للسودان و نيله و ترابه و شعبه. و الواقع أن الفريق عبد الوهاب كان قد كتب فى مقدمة مذكراته، ( أوراق من الذاكرة: محطات في مسيرة ضابط شرطة)، عن ميلاده و نشأته في حى أبى روف العريق بأم درمان، و ذكر فى تلك المقدمة أن له شقيقين فقط هما المرحوم فتحى و المهندس فاروق، أمد الله فى عمره. و الواضح أن الأسماء تشابهت و تداخلت ثم إختلطت على الدكتور أحمد الصافى، و علينا من بعده. فكلينا فى ( الخلط ) شرقٌ. للفريق عبد الوهاب و للبروفيسور عبد الحميد وافر أعتذاراتنا.



    ثم نعود الى عالم مدينة عطبرة خلال مسار الزمان الممتد بين الستينات و السبعينات. و كنا قد تركنا هذه السلسلة معلقة، و أنصرفنا عنها ريثما يتوفر لنا صفاء الذهن و هدأة البال. و من عجب أننى أعود اليها و الحال هو الحال. لا في الذهن صفاء و لا فى البال هدأة. و فى أجندة اليوم الحاضر و اليوم التالى مشاغل ثقيلة على القلب ولكنها واجبة الأداء. صدق من قال " المعايش جبارة ". يقول جهاز البلاكبرى – أطال الله عمره و نفعنا بتقنيته - أن علىّ أن أكون في مكتبى صباحا باكرا لأنجز أعمالا بعينها كنت أؤجل أنجازها، كسلا و مطلا، و لكن التأجيل لم يعد خيارا متاحا أذ أغادر فى أجازتى السنوية بعد يومين. و يقول البلاكبرى أيضا أن لدى فى الغد إجتماعين في مكانين مختلفين من أرجاء منيابوليس نهارا، ليس من حضورهما بد. ثم أجتماع ثالث مساءً فى مدرسة أبنتنا شهد، يسميه الأمريكيون " كونفرانس" و يطلعون فيه والدى التلميذ أو التلميذة على الأداء الدراسى و السلوکى. و كسابقيه ليس الى التحلل منه سبيل، فالغياب يعطى مؤشرا سالبا عن الأسرة ودرجة متابعتها و إهتمامها بشئون أبنائها التعليمية. ثم أننى الى ذلك أريد فى يوم الغد، من قبيل الوفاء بالعهود، و كنت قد وعدت الاخوة الأفاضل من الناشطين فى حملة باراك أوباما بضاحية بيرنزفيل، بأن أدلى بصوتى في الإنتخابات الرئاسية في دورة التصويت المبكر الخاص، حيث أننى سأكون خارج الولايات المتحدة عند حلول دورة التصويت الراتب العام في الرابع من نوفمبر.



    و عن التحضير للسفر حدث و لا حرج، فالعبد الفقير لربه من الذين يؤمنون بتأجيل الأعمال التى لا تروق لهم الي الغد، حتى اذا جاء الغد إرتبكت الأمور و تاهت الدروب و انتهى الحال الى فوضى " غير خلاقة ". و أنا أحب الأسفار و أعشق الترحال، ولكننى أمقت تفاصيل التحضير لها مقتا ما بعده مقت. و فى خطتى أن أغادر بلاد العم سام فى الثانى من نوفمبر فى طريقى الى لاهاى و أمستردام، لأستعيد ذكريات عامين من أزهى و أخصب فترات حياتى، قضيتهما فى ربوع الأراضى الواطئة، تكفل بنفقات أقامتى و دراستى فيهما دافع الضرائب السودانى، تأسيسا على تعاقد أحكمت وثاقه الادارة القومية للتدريب، وهى الإدارة الحكومية التى كانت تشرف في الزمن الذى مضى على شئون المبعوثين، يسترد المقابل منى بلاءً حسنا فى خدمة السودان المدنية و مشروعاته التنموية. و لكن الثورة المنقذة حلت عنى وثاق التعاقد و أعفتنى من قيد الإلتزام، فأراحتنى و إرتاحت منى، و أطلقتنى لآكل من خشاش اليانكى. أنعم بها من ثورة، و أنعم بهم من ثوار. و بارك الله في من نفع و استنفع. ثم أنطلق من هولندا الى مدينة " بديع زايد " فى دولة الأمارات العربية، زائرا و متفقدا لشقيقتى، وواقفا عند باب الأخ الأكبر المهندس أبوبكر سيدأحمد فى دبى، و عند باب صديقى العلامة محمد الحسن محيسى فى أبى ظبى. ثم أعود لأمتطى أعنّة السحاب و مقصدى قاهرة المعز، حيث ينتظرنى عادل الباز فى داره الرحيبة المهيبة فى شارع جامعة الدول العربية، و ياله من إسم! فنعم الشارع و نعم الساكن. و قضاء إجازتى مع إبن الباز فى مثل هذا الوقت من كل عام إبتلاء قدره الله لى في اللوح المحفوظ. وقد شاركنى هذا الإبتلاء ردحا من الزمن صديقنا الآخر الإعلامى فوزى بشرى، نجم التحرير الإخبارى و البرامج السياسية فى قناة الجزيرة، الذى كان ثالثنا فى كل إجازاتنا فى أوربا والعالم العربى خلال السنوات الماضية. و لكن فوزى آثر السلامة و الاستقلال بإجازاته، بعد آخر تجربة له فى منظومة الإجازات المشتركة، وهى تلك التى قضيناها فى مدينة أوكسفورد البريطانية، ثم قام فوزى في نهايتها بتأليف كتاب يصف صحبة عادل و بلاويها وصفا دقيقا و أسماه: ( الإيجاز فى محن إبن الباز)!



    و من ضمن مناشطنا المبرمجة فى مصر المحروسة حضور أحتفال تسليم جائزة القيادة الرشيدة، التى تمنحها مؤسسة مو إبراهيم لقائد أفريقى كل عام فى أحتفال كبير يقام بمكتبة الإسكندرية، و التى فاز بها هذه المرة رئيس بوتسوانا السابق بوستاس موجاى، و هو أحتفال دأبنا على شهوده كل عام. و أسأل الله أن يمد فى عمرينا – عادل و أنا - حتى نرى رئيسنا المجاهد الفريق عمر البشير فائزا بجائزة القيادة الإفريقية الرشيدة و متقدما لتسلمها، عالى الهامة، عزيز الجناب، فى قلب قاعة مكتبة الإسكندرية، و الى جواره الفريق عبد الرحيم محمد حسين، بحضور رموز العالم و شخصياته الساطعة. وليس ذلك على الله بعزيز. و لكن هناك مشكلة طفيفة تتداخل مع أمنيتنا الغالية هذه. و إذا خطر ببالك أوكامبو، فقد كذب ظنك، يا هداك الله، فلا أنا و لا البشير نقيم لأوكامبو وزنا، و لا نرى عنده طحينا و لا سمنا. كل ما فى الأمر أن قانون الجائزة يشترط منحها لقائد أفريقى رشيد، ولكن بعد مغادرته مقعد القيادة. و رئيسنا البشير قائد رشيد، ما فى ذلك شك، شهدت برشده الأعداء قبل الأصدقاء، فلم يبق أذن الا مغادرة مقعد القيادة. غير أننى أكاد أسمع نافع يهمس: " تلقاها عند الغافل!"



    ثم أكاد أسمعك أنت – أيها الأعز الأكرم - تطنطن و تبرطم: " و ما شأنى أنا القارئ بكل ذلك؟ و أين عطبرة و نهرها؟ "، و أجيبك بأن عطبرة و نهرها سيأتيان. الشفقة تطير. فأما شأنك بكل ذلك فهو أنك إخترت أن تقرأ هذه الزاوية بمحض إرادتك و كامل وعيك. و أنا أكتب ما أريد، فالكيبورد كيبوردى والمساحة مساحتى. فإذا شممت فى كلامى هذا رائحة تسلط، فهو ذاك. و حاسة الشم عندك قوية ولا ريب. و أصارحك و لا أخفى عليك، فما أنت بغريب، أننى نهضت في طلب السلطة فى هذه الدنيا الفانية، و جهدت الى سككها و دروبها، فأنا من الذين يؤمنون بالمثل السودانى العريق: ( سلطة للركبة و لا مال للرقبة )، و فى صياغة أخرى ( حُكُم للساق و لا مال للخنّاق ). و هو مثل يُقال فى شأنه أنه يعبر عن ثقافة منطقة معينة فى السودان، أمتنع عن ذكرها، حتى لا يتشبّط فى رقبتى متشبط و يتعبّط فى تلابيبى متعبّط. و المتشبطون و المتعبطون هذه الأيام على قفا من يشيل. و لكن المولى، لحكمة يعلمها، لم يقسم لى من رحاب السلطة نصيبا و جعلنى فى مرابعها غريبا. بل أنه حرمنى حتى من السلطات التى يتمتع بها عوام العوام فى السودان، وهى السلطة على أبنائهم. فالأبناء الذين تربوا فى السودان لا يعرفون أمام والديهم غير جملة ( حاضر يابا )، أما الذين تربوا – مثل أولادى - في البرارى و المدن الإمريكية فأنهم يناقشون كل أمر، و يطلبون تفسيرا لكل شئ، و لا يسمعون من كلامك ألا أقل القليل، بعد أن تقدم لهم الشواهد على صوابه، و إلا فالبحر أولى به. و صفوة القول و زبدته أنه لم يتبق لى فى الحياة إلا زاويتى الاسبوعية ( غربا بإتجاه الشرق ) هذه لإمضاء تحكمات رأسى و إرضاء شطحات نفسى، و ممارسة نوع من السلطة أيا كان نوعها و حجمها، كما التركى الذى تعرفون، صاحب الزيرين. فإن صبرت، يا رعاك الله، على الطربقات و الخربقات، و أمتثلت و أحتسبت و أحسنت الرباط فمرحبا بك، حللت فى زاويتنا أهلا ونزلت سهلا. و إذا أنصرفت عنى راشدا فلا جناح عليك ولا تأثيم. أنت حر و أنا حر. و قد قال من قبلنا أخوة محمود: ( الحرية لنا و لسوانا)!

    حدثتك من قبل عن الولع بالنشرة اليومية لمصلحة السكة الحديد التى كان يطلق عليها ( البولتين )، و طبيعة المواد التى كانت تنشر فيها. و إتخاذها على ضعف مادتها وفقر لغتها العربية مدخلا للتسلح الثقافى، و قد يصح السؤال: إن كنت قد بلغت مدرجا من مدارج المهارة فى استيعاب اللغة العربية، بل و الاستمتاع بها فلماذا لم تتجه الى الكتب و مصادر الثقافة الحقيقية؟ و الإجابة هى أن الصغار الذين يقتحمون مجاهل الثقافة فى سن صغيرة يفعلون ذلك بتأثير عامل أساسى وهو التأثر ببيئة النشأة الأولى، فلا بد من أن يكون من هم حولك من المغرمين بالثقافة والمحتفين بها، ومن الممارسين للقراءة اليومية الموسعة الشاملة الآخذة من كل شئ بطرف. و لم يكن الأمر كذلك تماما فى حالتى. فقد كانت قراءات والدى دينية بحتة فى أغلبها ولم تكن متعددة و متشعبة. كذلك لم يكن أصدقائى المباشرين الذين كنت أقضى في معيتهم أغلب أوقاتى ممن يهتمون بالاطلاع. و أميل إلى الاعتقاد أن حقبة غالية من الزمان قد مضت هباء قبل أن أتنبه الى قيمة القراءة الجادة. غير أن أكبر حدث ثقافى محورى فى حياتى، و حياة عطبرة كلها، كان هو إنشاء أدارة للخدمات الإجتماعية بمصلحة السكة الحديد، وقيام هذه الإدارة بتحويل إحدى الكنائس فى حى السودنة الى مكتبة جليلة تحمل عنوان: المركز الثقافى الإجتماعى للسكة الحديد. وبخلاف توفير الكتب و جو القراءة الذى كان جديدا علىّ، و تعيين أمين للمكتبة يحمل درجة جامعية فى علم الوثائق و المكتبات، و كان ذلك جديدا على عطبرة، فقد كان لذلك المركز نشاطات ثقافية حقيقية شديدة التأثير الفعالية، على الأقل فى حالتى الخاصة. و يبدو لى أن الدينامو المحرك لكل هذه المناشط كان هو قادم جديد إلى المدينة، إسمه عبد الله الطاهر بكر، عرفت لاحقا إنه كان ضابطا فى القوات المسلحة و طرد منها و حكم عليه بالسجن لمشاركته فى محاولة فاشلة لإنقلاب عسكرى أبان حكم الفريق عبود، ثم تم تعيينه فى مصلحة السكة الحديد فى وظيفة ضابط الخدمات الإجتماعية، وقد تغيرت وظيفته، أو بالأحرى ترقى فى زمن وجيز و صار لقبه: مدير الخدمات الإجتماعية، وهو شقيق المغفور له الرشيد الطاهر بكر، الذى شغل مناصب دستورية عديدة خلال حقبة الديمقراطية الثالثة و حقبة مايو. و كان عبد الله الطاهر بكر هذا شديد الحركة، ذو طاقة جبارة وهمة عالية، و فى عهد أدارته لقسم الخدمات الإجتماعية شهدت عطبرة نشاطات ثقافية و فنية لم تسمع بها من قبل أو تخطر لها ببال، ومن ذلك فرق فنية جاء بها من كينيا و دول افريقية اخرى، مثل فرقة ( هرامبى افريكا )، و مغنيات يغنين باللغة الإنجليزية، يفترض أن إبداعهن يحمل قيمة فنية عالية، و لكن أحدا فى عطبرة لم يفهم من غنائهن شيئا.



    و قد حضرت أول محاضرة عامة فى حياتى فى حديقة تلك الكنيسة التى تحولت الى مركز ثقافى بحى السودنة. كان مقدم المحاضرة معلما مصريا فى أحدى مدارس البعثة التعليمية المصرية اسمه فتحى محمد رزق، و ربما كان جوهر محاضرته إسلاميا، إذ ما يزال صدى بعض كلماته القوية المجلجلة، و هى تتدفق عبر المايكروفون تترامى إلى اذنى في يومى هذا، بعد أربعة عقود من الزمان، و أذكر منها كلمات عن الخليفة عمر بن الخطاب و عدله. تلت ذلك محاضرات أخرى، أذكر منها محاضرة للاستاذة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، و قد قدّم المحاضرة رئيس شعبة اللغة العربية فى المدرسة الثانوية الحكومية و قد ضاع علىّ أسمه، و كان تقديمه باهرا رائعا بحيث أننى رأيت أنه كان أكثر قيمة من محاضرة بنت الشاطئ نفسها. ثم عرفت أن هناك مكتبة أخرى في المدينة، كان البعض يرتادها وهى مكتبة البلدية. ولكنها كانت أقل فخامة ووسامة من مكتبة المركز الثقافى للسكة الحديد. و ربما كنت قد بدأت بقرأة بعض أجزاء من حلقات سلسلة ( روايات تاريخ الإسلام ) لجرجى زيدان، و لكن أول كتاب جاد، كبير الحجم، قرأته كاملا من أوله الى أخره كان بالقطع هو كتاب (ذهب مع الريح ) للكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشيل، و كان ذلك حدثا محوريا فى حياتى فتح أمامى أبوابا واسعة. و مارغريت ميتشيل من القلائل الذين خلدت إسماؤهم فى عالم الرواية نتيجة لعمل واحد فقط. و فى الأيام التى سهرت فيها أطالع صفحات ذلك الكتاب كنت أشعر بأننى فى حالة جذب صوفى، فلم أكن فقط مستغرقا بكلياتى فى فصول الرواية، بل أنه كان يخيل الىّ أننى أصبحت جزءا من عالم تلك الرواية و شخصياتها. و تدور أحداثها حول إنعكاسات الحرب الأهلية الأمريكية على المزارعين الجنوبيين، وصعود المجتمع الصناعى، و تحرير العبيد، و انهيار المجتمع الإقطاعى، و تأثير ذلك على الأفراد عبر قصص حب متشابكة شديدة التعقيد. وقد تحول ذلك الكتاب الى فيلم سينمائى فاز بثمانية جوائز أوسكار، و إختاره معهد الفيلم الأمريكى ليكون الرابع فى قائمة أفضل مائة فيلم فى القرن العشرين، و أصبح ( ذهب مع الريح ) أعلى الأفلام إيرادا فى تاريخ السينما على الإطلاق.



    و لكننى كنت، على غير وعى منى، قد فارقت جوانبا إخرى من الثقافة فراقا بائنا، و بصفة خاصة الشعر. و هو شئ قد يبدو غريبا من شخص حاول أن يكتب الشعر و بذل جهدا لا بأس به في إيهام نفسه والآخرين بأنه شاعر. و كنت قد بعثت بقصيدة الى جريدة ( الأيام ) عند وفاة جمال عبد الناصر و كان عمرى آنذاك حوالى اربعة عشر عاما، وقد نشرت الصحيفة بيتين منهما بعد أن أدخل المحرر عليها بعض التعديلات. و لم أعد الى الإهتمام بالشعر أو الإحساس به كعطاء روحى أو كقيمة إنسانية راقية الا فى بداية السنة الاخيرة من المرحلة الثانوية في مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية. و كان هناك أستاذ لمادة التاريخ ظهر فجأة منقولا من مدرسة أخرى، إسمه عثمان السيد، و بالرغم من أن مادة ذلك الأستاذ و مجال تخصصه كان التاريخ كما قلنا، فإنه كان يهتم بالشعر إهتماما عجيبا، ويحرض الطلاب على قراءته والاستمتاع به. وكان يبدأ حصته بتوزيع أوراق مطبوعة بماكينة الرونيو تشتمل على قصائد للفيتورى و نزار قبانى و صلاح عبد الصبور و كثير غيرهم، ثم يقوم بقراءة واحدة من هذه القصائد كاملة. و عرفت أنه كان يشترى المواد الخاصة بهذا العمل من ورق وغيره من ماله الخاص، ووجدت فى ذلك أمرا محيرا أو على الأقل غير مألوف بين المعلمين. عاد الإحساس ( بالشعر ) يتسرب الى مسامى فى تلك المرحلة "على يد" ذلك المعلم الاستثنائى، الذى غاب إسمه و إنمحت شخصيته و صورته عن ذاكرتى لعمر طويل، ثم بدأت ملامح من كل ذلك تعود الى ذاكرتى بعد هجرتى الى الولايات المتحدة. فقد لاحظت أن كثيرا من الصفات التى تطبع الشخصية الإمريكية كانت متوفرة تماما عند عثمان السيد. ومن أمثلة ذلك أنه كان عندما يتوجه بسؤال الى الفصل أثناء التدريس ثم يجيب أحد الطلاب، فإنه يقوم بشكر الطالب على الأجابة حتى و لو كانت الإجابة خاطئة. و هذه خصيصة راكزة فى الثقافة الأمريكية، و لكنها لم تكن مألوفة أو شائعة فى الثقافة السودانية. والواقع أن نسبة مقدرة من المعلمين الذين مررت بهم - أو مروا بى – كانت تغلب عليها ملامح من الغلظة و الجلافة فى التعامل مع الآخرين، فقد كان عاديا جدا أن يخاطب المعلم تلميذا معاقا خطابا فظا مثل: ( يا معولق إنت. إنت قايل ربنا عولقك كده ليه؟ ). و فى واقع خلفيته و أرضيته كهذه فإن سطوع شخصية أستاذ كعثمان السيد و سيطرتها و تصاعد تأثيرها على عقول و قلوب تلاميذه يكون أمرا منطقيا.



    فى مرحلة باكرة جدا بدأت التفكير فى المستقبل. مستقبلى أنا. ماذا أريد أن أكون عندما أغدو كبيرا؟ وكان أسلوبى في معالجة أمر المستقبل هذا هو التصور و الخيال و أحلام اليقظة. و كانت هذه كلها مرتبطة أوثق رباط بصور حقيقية معاشة لشخصيات حقيقية حية و نابضة و متفاعلة فى مجتمع عطبرة. و قد كان عندى نموذج لكل مرحلة، بمعنى وجود شخصية معينة أحلم بأن أكونها فأصيب نجاحها و شهرتها و سطوتها. فى المرحلة الأولى سيطر على حلم أن أكون ( رائدا ) فى القوات المسلحة. ليس ملازما و لا نقيبا و لا مقدما و لا عقيدا و لا حتى مشيرا. فقط رائد. و كنت أكثر من التجوال فى شارع النيل، فى الجانب الذى توجد فيه رئاسة سلاح المدفعية حيث أعاين و أراقب و أمارس التأمل و أحلام اليقظة. و لم يأت الإصرار على رتبة الرائد من فراغ. فقد كان هناك نموذج معين من لحم و دم للرائد الذى أريد أن أكونه. و سآتيك إليه. ولكننى لا أقوى، عند هذا المنعطف، على تجاوز قصة طريفة، وثيقة الصلة بحلم ( الرائد ) القديم عندى، حكاها لى الوزير و حاكم الولاية السابق عبد الرسول النور. فقد حكى لى عبد الرسول عن صديقه الطبيب الأشهر الدكتور أحمد عبد العزيز. وكان الرئيس السابق جعفر نميرى قد عين الدكتور أحمد، الذى لم تكن له أى خلفية عسكرية، قائدا للسلاح الطبى برتبة لواء. و كان لقبه الرسمى اللواء ( طبيب ). و كان للدكتور أحمد عبد العزيز فيما يبدو ولع بالقانون، فدرس القانون بجامعة القاهرة فرع الخرطوم و حصل منها على الإجازة فى الحقوق. و بعد أن إرتدى البزة العسكرية ردحا من الزمن و تعود علي رتبة و صفة ( اللواء طبيب )، أخذ احمد عبد العزيز يصرح لبعض خاصته أن لديه رغبة عارمة فى أن يكون ( عميد حقوقى ). و إستهجن أصدقاء الدكتور ذلك و لاموه على هذا الكلام الذى يفتقر الى المنطق، أذ كيف يطلب أن يكون ( عميد حقوقى ) بينما هو يحمل فعليا رتبة اللواء، التى هى أعلى من رتبة العميد. و لكن الدكتور أحمد كان يرد قائلا: ( عارف.. عارف.. لكين بس أنا عندى مزاج أكون عميد حقوقى)!



    أما أنا فأعود الى رائدى الذى حدثتك عنه، و إسمه الرائد محمد احمد الريح. و هو ضابط يبدو أنيقا و شديد الوسامة عندما يرتدى الملابس العسكرية، ويربض النسر ( أو الصقر ) على كتفه اليمنى و كتفه اليسرى. وكانت له سيارة ساحرة ماركتها فوكسهول، ولونها يجمع بين الأصفر و الذهبى و ربما البنى الخفيف. و كانت هذه السيارة لامعة فى كل وقت و آن، إذ أن الجنود كانوا يقومون بغسلها وتلميعها يوميا. و هذا الرجل و رتبته و سيارته الفوكسهول ظلوا و لردح طويل من سنى الصبا يجسدون منظومة متكاملة للمستقبل الذى رسمته لنفسى بعقل خيال خصيب. كان بعض أقرانى يتحدثون فيما بينهم عن فتوحات نسائية و علاقات رومانسية و غير رومانسية لهذا الرائد مع فتيات فاتنات عاشقات يهمن به حبا، و يتوسعون في هذه الحكاوى. و أظن أنها كانت جلها إن لم يكن كلها مختلقة أو مبالغ فيها. فالرجل ( ولد صالحين )، و قد كان معروفا على نطاق المدينة، إذ أن والده شخصية دينية صوفية مرموقة على نطاق الإقليم، و قد أطلق أسمه، تيمنا ببركته و سيرته الصوفية، على أكبر ميدان للمواصلات العامة فى المدينة. ذلك هو ( ميدان حاج الريح ). والذين عاشوا و عرفوا عطبرة لا بد انهم أدركوا أن صاحبنا هو نفسه العميد (م) محمد أحمد الريح، الذى قارع نظام الإنقاذ و قارعته. أتهمته بالتآمر والضلوع فى تدبير الانقلابات عليها، و أتهمها هو بتعذيبه والإفتئات على حقوقه، و أقام عليها الدنيا و لم يقعدها، ثم غادر السودان ليقيم فى الولايات المتحدة. و عندما قامت ( ثورة ) مايو فى 1969 و ألفتنى فى السنة الأولى المتوسطة، كان معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة من الرواد. و قد بهرتنى مرائى هؤلاء الضباط الشباب، وهو يحيون الجماهير الهادرة من على سطوح السيارات العسكرية، و الهتافات تتصاعد إلى عنان السماء: ( مرحب مرحب بالاحرار )، ( مرحب مرحب بالثوار ). و ترسخ عندى اليقين بأن دورى و رسالتى فى الحياة هى أن أكون رائدا فى القوات المسلحة. و زدت على ذلك فقررت أنه ربما كان من الأوفق أن أشارك فى تنظيم أنقلاب و أن أكون الرائد مصطفى عبد العزيز، عضو مجلس قيادة الثورة ووزير شئون الرئاسة و رئيس جهاز الأمن القومى. وهى سلسلة الألقاب التى كان يحملها الرائد مأمون عوض أبوزيد، الذى أصبح، ضربة لازب، نموذجى وحلمى الجديد، بعد أن أطاح بالنموذج السابق، المتمثل فى الرائد محمد أحمد الريح و سيارته الفوكسهول، تماما كما أطاح الأنقلاب نفسه بالأحزاب و حكوماتها!


    from sudanile 05 nov 2008
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:28 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:29 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:30 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:31 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:34 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:37 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 07:46 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 08:02 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:20 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:51 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:52 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:54 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:55 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:57 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:58 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:59 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:00 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:04 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:08 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:10 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:48 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:50 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:51 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:52 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:21 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:23 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:24 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:25 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:26 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 09:00 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 09:03 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:58 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:59 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:59 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 00:00 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 01:53 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 02:15 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-09-08, 04:53 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 03:08 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 04:16 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 04:27 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 05:24 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 05:32 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-11-08, 00:54 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-12-08, 01:45 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-12-08, 11:54 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:34 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:37 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:43 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-15-08, 01:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-15-08, 02:22 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-20-08, 06:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-23-08, 04:38 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-23-08, 04:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:22 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:25 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:27 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 02:49 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 02:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 03:34 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 02:14 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 02:38 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 03:36 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-28-08, 10:23 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-28-08, 03:41 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 01:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:33 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:11 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:39 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 04:34 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى Magdi Ahmed Elsheikh10-29-08, 05:12 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 09:52 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-30-08, 03:50 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-31-08, 03:17 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 00:37 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 02:46 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 03:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:29 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:31 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:36 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:39 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 08:24 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:25 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:35 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:39 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-05-08, 00:59 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:56 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:57 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 04:09 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:32 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:33 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:36 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-09-08, 08:32 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-10-08, 03:15 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-10-08, 03:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de