الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 11:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2008, 02:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى (Re: عبدالله عثمان)





    ندوة المرأة فى الحياة العامة





    ورقة :
    وضع المرأة فى الدراسات والمدارس الفكرية الاسلامية ..
    ( حالة السودان )



    د. ناهد محمد الحسن على









    فهرس:

    الموضوع رقم الصفحة
    المقدمة 1
    الفصل الاول 3
    المرأة فى الدراسات والمدارس الاقصائية 3
    عرض نقدى لكتاب رؤية تأصيلية لاتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة 4
    الفصل الثانى 8
    المرأة فى الدراسات والمدارس التجديدية 8
    ما هو التجديد ؟ 8
    المنهج الفكرى والعلاقة بالمرأة:
    السيد الصادق المهدى:
    المنهج الفكرى 10
    العلاقة بالمرأة 10
    الدكتور الترابى :
    المنهج الفكرى 10
    العلاقة بالمرأة 10
    الاستاذ محمود محمد طه 11
    المنهج الفكرى 11
    العلاقة بالمرأة 11
    الاستاذ طه ابراهيم 11
    المنهج الفكرى 11
    العلاقة بالمرأة 12
    اوجه التقارب الفكرى 12
    اوجه التباين الفكرى 14
    النتائج 15
    الخاتمة 15
    مراجع واحالات 16-19



    عرض نقدى لاوضاع المرأة فى الدراسات والمدارس الفكريّة الاسلامية - ( حالة السودان)

    د . ناهد محمد الحسن على فضل
    مقدمة :
    رغم كل نضالات الحركة النسويّة المريرة فى السودان ظلّت اتفاقية ( سيداو ) حلما بعيد المنال , كلما ظننّا انّّنا قاربناه , وجدنا انفسنا عند اعلى نقطة فى منحنى انتكاسة جديدة , مرورا بكل الدساتير السودانية حتى بروتوكولات نيفاشا مؤخرا , وهذا بالضبط ما يجعلنا رهن المربع الاول , الذى نصّت عليه مجددا الفقرة 6-6 فى بروتوكولات نيفاشا , والتى جعلت كل الامور المتعلقة بالافراد والاسرة بما فيها الزواج والطلاق والميراث والتركة والبنوة , تخضع لقوانين الاحوال الشخصية المستمدّة من الشريعة او القوانين الدينية الاخرى او العادات والتقاليد .(1) ويعتبر هذا البند اقرارا جديدا باستمرار السلطة الدينية السلفية فى حراسة المرأة من التطور والتجديد . خصوصا وان السودان قد منى بانتكاسات خطيرة لاوضاع المرأة فى ظل الشمولية الدينية بعد قوانين سبتمبر 1983 –1985 , وصعود جماعة الاسلام السياسى الى سدة الحكم فى عهد ثورة الانقاذ الوطنى 1989 – الى يومنا هذا. وقد كانت هذه الممارسات محروسة بفكر دينى صارم , يؤسّس لدونية المرأة من داخل الدين , ويحمل سيف الارهاب الفكرى والتكفيرى فى وجه كل من يدعو الى تجديد , واخر ضحاياها الدكتور حسن الترابى المؤسس النظرى للحزب الحاكم ! والذى اتهمه تلاميذه بالردة والمروق بعد فتاواه الاخيرة التى جوّزت امامة المرأة وزواجها بالكتابى . وماأزمة الحركة الاسلامية الراهنة الّا نتاج فكر تربوى مأزوم , وجد نفسه امام واقع مجتمعى يتخطى قدراته التحليلية , وهو أسير الرؤية السلفية للنص فى قطر تتعدّد فيه الاعراق والثقافات والاديان . لم تنجح فيه الحلول الجهادية فى حسم مشكلة الاخر , كما تطلعت فيه المرأة فى ظل العولمة وانتشار مفاهيم وقيم حقوق الانسان الى واقع أفضل . والحقيقة ان المحمدة الوحيدة لصعود جماعات الاسلام السياسى الى الحكم , هى فضح القصور النظرى للفكر الاسلامى وصعوبة انزاله الى واقع متغير باستمرار. بالاضافة الى قطع الطريق على الجماعات السلفية التى تدّعى ان فشل التجربة الاسلامية ,هو فشل التطبيق لافشل النظرية . وهنا يقول الدكتور حسين رحال : يغدو الخطاب الغارق فى مفاهيم ورؤى وتجارب تاريخية تعود الى ماقبل القرن السادس عشر الميلادى خطابا متقادما , غير فعال لايستطيع مغادرة ثنائياته (كدار الاسلام ) , (دار الحرب) , (المجتمع الاسلامى ), (المجتمع الجاهلى), ( مؤمن ), ( كافر ), أو تعميماته كالاسلام هو الحل وتطبيق الشريعة فى عصر انفتاح العلوم والمعارف بعضها على بعض وعلى احتمالات لاحصر لها.(2) فما هى انعكاسات الخطاب الفكرى الاسلامى السودانى على اوضاع المرأة فى المجتمع (سلبا وايجابا) ؟.
    • تقوم هذه الدراسة بعرض وتحليل موجز لاهم الدراسات والبحوث التى تناولت المرأة وحقوقها الاقتصاديةوالاجتماعية والسياسية فى الخطاب الفكرى الاسلامى السودانى (الاقصائى), و( التجديدى).
    تم ّاختيار هذه البحوث وفقا لمعايير محدّدة :
    1- الثقل السياسى والتأثير الايديولوجى على قطاعات واسعة من الشعب السودانى ومن ذلك كتابات الدكتور حسن الترابى , الامين العام للمؤتمر الشعبى ( الجبهة الاسلاميةالقومية سابقا ), والسيد الصادق المهدى الامين العام لحزب الامّة ذو القاعدة الجماهيرية العريضة .
    2- وجود بعضهم فى السلطة او قريبا منها فى وقت من الاوقات , مما يساعد على الامتحان العملى للفكر .
    3- بعضهم يعتبر المنظر الفكرى الاساسى وقائد لاحزاب سياسية , مما يسهل دراسة اوضاع المرأة داخل هذه الاحزاب والى اى مدى اسهم هذا الفكر فى تمكين اوضاع المرأة الحزبية والسياسية .
    4- أتى بعضهم بطرح فكرى جديد من داخل الدين , اتفق مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان .
    5- انتهى بعضهم الى مصائر غير مشجعة بسبب اطروحاتهم التجديدية , ومن ذلك اعدام الاستاذ محمود بالردّة , وتكفير الدكتور الترابى ببيان صاغته هيئة علماءالسودان. وهى ردود فعل غريبة على بلد لم يعرف مؤسسات اسلامية مركزية.
    6- بعض هذه الدراسات , تقوم بدراسة مقارنة لهذه المدارس. كما هنالك دراسات تناقش اوضاع المرأة فى ظل الاصولية الدينية الحاكمة , والتى كان الدكتور الترابى راعيها الفكرى .
    7- تعكس بعض هذه الدراسات كيف تستبطن المرأة الموقف الرجولى وتفرزه.

    • تتناول هذه الدراسة ايضا اشكالات هذه الدراسات من منظور المنهج الفكرى المتبع ومدى تجاوبها مع اولويات الحقوق النسوية المطروحة فى العالم الاسلامى . والى اى مدى غطت احتياجات المرأة السودانية وأثّرت فى حياتها الواقعية والعملية ..







    الفصل الاول

    المرأة فى الدراسات والمدارس الاقصائية :

    تميل المدارس السلفية الاسلامية فى معالجة قضايا المرأةالى وضع مزيد من القيود والضوابط الفقهية على حركتها , وهذا الخطاب فى السودان يأتى غالبا على يد الدعاة والوعاظ فى المساجد حيث نجد لجماعة انصار السنة المحمدية ما يقرب من الثلاثة الاف مسجد فى السودان. وقد وجهت بعض الجهات الدعوية السلفية نشاطها نحو كفالة الايتام والارامل فى برامج دعوية منظمة تستمر فى دعم الاسر المحتاجة ما واظبت على حضور حلقات الدرس , والالتزام ببرامج المنظمة الدعوية ومنها منظمة سلسبيل لكفالة الايتام(3) . ولما كان السودان لم يعرف الاسلام المدرسى الامع حملة الغزو التركى المصرى , فقد انتشر الاسلام فيه على يد الطرق الصوفية , غير ان المجتمع السودانى مع ظاهرة الاغتراب الى السعودية فى الاعوام السابقة بدأت تظهر عليه الملامح السلفية ومع نشأة وانتشار الجماعات السلفية اتجهت بعض النسوة الى ارتداء النقاب المشهد الذى لم يكن مألوفا فى السودان قبل نصف قرن . ولان هذه التيارات الاصولية تقف مع نظيراتها فى الدول الاسلامية موقف فقهاء السلف الاوائل دون مراعاة لتطور الحياة , لذلك معظم الكتب هى فى شكل فتاوى تعتمد على ما مضى من رؤى فقهية ومن ذلك كتاب الدكتور عبد الحى يوسف ( فتاوى النساء ). بالاضافة الى ذلك تبث هذه الجماعات فكرها عبر البرامج الاذاعية والتلفزيونية ومنها برنامج (وجه النهار ), الذى بث منه التلفزيون السودانى الكثير من الحلقات .كما تقوم هذه الجماعات بمجابهة التيار التقدمى فى السودان بالفتاوى , ومن ذلك موقف الدكتور عبد الحى يوسف من الختان , فقد افتى بشرعية ختان الاناث , مستغلا قاعدته الشعبية ,مما صعب الامر علينا فى مكافحة هذه العادة الضارة.( 4).
    لكل هذا ليست هنالك دراسات بعينها لفكر هذه الجماعات , واغلب الدراسات التى تقوم بدراسات نقدية لهذا الفكر , تجد نفسها امام ابن تيمية مباشرة . لذلك سأتجاهل المدرسة السلفية التقليدية باعتبار ان مناقشة افكار ابن تيمية ومناهجه ليست موضوع هذه الدراسة .وساعرض فقط الدراسات التى قامت ينقد منهجى لهذه المدارس ومنها :
    1. ورقة الدكتور عبد الله على ابراهيم ( الحركات الاسلامية الجديدة فى السودان ومفهوم المواطنة ) (5), والتى ناقش فيها اهمية الدين فى الحياة وضرورة التحديث من داخل الدين لتقديم حلول للقضايا الملحّة , كقضية المرأة والاقليات والمواطنة , وكيف ان الفكر السلفى يقصّر عن تقديم حلول لهذه القضايا .
    2. دراسة الدكتور عمر القراى بعنوان (الفكر الاسلامى وقضية المرأة ) (6), وهى دراسة مقارنة تناول فيها اوضاع المرأ ة فى الفكر السلفى وفكر التيارات الاسلامية الحديثة وفكر رواد النهضة والاصلاح والفكر الجمهورى . معتمدا قضايا القوامة والحقوق السياسية والحقوق الاجتماعية والزواج والحجاب , بالاضافة للحقوق القانونية والاقتصادية للمرأة .
    • كما ان هنالك دراسات تركز على جانب او اكثرمن قضايا المرأة , واقوم هنا بتصنيفها ضمن الخطاب الاقصائى لانها تصدر من الموقف التقليدى الذى يركز على واجبات المرأة تجاه اسرتها وزوجها ( الادوار النمطية ) , دون التوعية بحقوقها , الشىء الذى يجعلها تتأخر عن تقديم اجابة شافية لاوضاع المرأة المسلمة فى تحديات واقع جديد ومن ذلك :
    1. دراسة د/ عائشة الغبشاوى ( نظام الاسرة فى الاسلام )(7).
    2. رسالة الدكتوراة للدكتورة نفيسة ابراهيم ياجى عن ( الزواج وفرق الزواج فى الاسلام )(8), وهى دراسة تقوم برصد وتجميع اراء الفقهاء القدامى فى الزواج والطلاق واعادة انتاجها .
    • هنالك دراسات تنتمى لمدارس اسلامية على درب الحداثة والتجديد الدينى , وتشكل هى الصوت المحافظ داخل هذه المدارس ومنها دراسة الاستاذة عواطف عبد الماجد ابراهيم , بعنوان (رؤية تأصيلية لاتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة )(9) وهى الدراسة التى سأعرضها كنموذج للخطاب الاقصائى دون غيرها وذلك لعدة اسباب
    1. كاتبة هذه الدراسة ( امرأة ) تقف ضد اتفاقية سيداو باعتبارها ضد الشريعة الاسلامية , وان الدين الاسلامى اعطى المرأة ماهى بحاجته من حقوق .. وهذا موقف يكشف لنا خطورة الاستلاب الذكورى للوعى النسائى .
    2. تشكل هذه الدراسة نموذجا لردود فعل المدارس التى تدعى الحداثة تجاه مواثيق حقوق الانسان وحقوق المرأة على وجه الخصوص , كما تعكس تناقضات الفكر الاسلامى .
    3. هذه الدراسة شاملة لكافة الجوانب الحقوقية التى تعتبر موضع خلاف بين الفقهاء . كما انها تشكل رأى غالبية التيارات الاسلامية المحافظة .
    4. تمثل هذه الدراسة التى تنتمى الى مدرسة الجبهة القومية الاسلامية الموقف الايديولوجى الرسمى لحكومة الانقاذ من اتفاقية سيداو .

    عرض نقدى لكتاب ( رؤية تأصيلية لاتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة )
    جاءت الدراسة فى ثلاثة فصول, الفصل الاول عبارة عن نبذة تاريخية عن معاهدات حقوق المرأة , والفصل الثانى موقف الاسلام من مواد الاتفاقية . ثم الفصل الثالث الذى يشكل المنطلقات الفكرية لهذه الدراسة , وهو يتحدث عن الاهداف غير المعلنة للاتفاقية , حيث ترى الباحثة ان اتفاقية سيداو هى مؤامرة صهيونية , امريكية , امبريالية_ تستهدف تحرير المرأة من الادوار النمطية ( زوجة وام ) لتفكيك نظام الاسرة فى الاسلام والغاء الامومة وتقليل عدد السكان( رغم ان الباحثة ذكرت فيما ذكرت ان امريكا واسرائيل لديهم تحفظ على بعض بنود الاتفاقية ! ).وقد اوردت لذلك بعض الاقتباسات منها هذا الاقتباس من كتاب نساء العالم 1995 ص19 ( ان تقليل الخصوبةاحد نتائج المساواة بين الجنسين , فالنساء العاملات خارج المنزل اكثر تحكما فى خصوبتهن لان الرجال لايساهمون معهن فى العمل المنزلى ورعاية الطفل , وبسبب تدنى الخدمات الاجتماعية , تقضى المرأة فى سن الخصوبة من 15-49 عاما 9-21 عاما على الاقل فى رعاية طفل يقل عن الخمسة اعوام , وترتفع هذه النسبة فى افريقيا جنوب الصحراء حيث متوسط ما تنجبه المرأة ستة اطفال )(10), وبدلا من ان تدعو الباحثة الدول الى توفير الخدمات الاجتماعية ودفع مرتب الامومة كاملة الاجر وحث الرجال على مشاركة النساء فى الاعمال المنزلية وتربية الاطفال , تمارس الباحثة الدور التقليدى فى الوصاية على المرأة وحرمانها من حقها فى العمل , كما ان اعتبار العمل مجرد مورد رزق , يقلل من دوره فى الاشباع النفسى وتحقيق الانجاز والسماح للمرأة بالخروج وتجديد نشاطها الجسدى والذهنى فى اعمال مفيدة ..وكثيرا ما تقضى المرأة غير العاملة ذلك الوقت مع جاراتها ورفيقاتها فى الثرثرة الفارغة وقتل الوقت .
    ولان هذه الدراسة انطلقت من نظرية المؤامرة صعب عليها ان تكون محايدة فى بحثها , حتى ان ردّة فعلها تجاه ما ظنته تهديد للهوية الدينية كان بالامعان فى اظهار تلك الهوية , جاء فى كتابها غياب الرأى الاسلامى عند اعداد الاتفاقية لهو مدعاة لمراجعتها ولذلك لايمكن وصفها بانها اتفاقية دولية لانها تطرح حلولا لمشاكل المرأة تقوم على الفكر الغربى العلمانى .. الخ )(11) وقد فات الباحثة ان صياغة مواثيق حقوق انسانية عالمية , لابد ان ينطلق من معايير انسانية اثبتت التجربة انه لااختلاف حولها مثل الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الانسانية , لامعايير دينية , باعتبار هذا التنوع فى الاديان الذى ذكرته الباحثة ! والذى يتطلب رؤية توفيقية للاديان صعبة التحقيق , لذلك تعتبر المعايير الانسانية اكثر عملية وادعى للاتفاق حولها .
    تقول الباحثة ( ليس ادل على تعارض الاتفاقية مع احكام الشريعة من ان ثمانى عشر بندا متفرقة فى سبع من موادها تعارض قوانين الاسرة فى الاسلام ) (12)ولتحرس هذه الفكرة بسلطة النص الدينى اتت ببعض النصوص الدينية ومنها الآية 36 من سورة الاحزاب والتى قال الله تعالى فيها (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالامبينا )
    وهذه هى المشكلة الحقيقة , توحيد رؤية وفهم هذه المدارس للنص الالهى مع النص الالهى والتعامل مع هذه الرؤى بذات القدسية واعتبار ان من يختلف مع هذا الفهم انما يختلف مع الله مباشرة !
    ثم قامت الباحثة بتقسيم بنود الاتفاقية الى ثلاثة اقسام من حيث تعارضها وموافقتها للشريعة الاسلامية (13) وركزت على تلك المواد المتعلقة باحكام الاسرة ( لاحكام نظرية المؤامرة ), ابتداءا من المادة الاولى التى ترسى المساواة بين الرجال والنساء .
    تقول الباحثة ( لقد منحت الاتفاقية المرأة حقوقا دون ان تلزمها بواجبات , وذلك مدخل لكسب تأييد النساء لها , ومن البديهى ان الحق لابد ان يقابله واجب ليقود الى التوازن المطلوب للمجتمعات ) (14) وفاتها ان التركيز على الحقوق انما اتى من غياب ثقافة الحقوق عن وعى المرأة وهى المستضعف التاريخى , الذى يرزء تحت نير الاعباء والواجب دون ان يعى حقوقه ولا كيفية المطالبة بها .
    وانطلاقا من نظرية المؤامرة راحت الباحثة تركز على واجبات المرأة , لذلك قامت بتأويل المادة 5 (أ) بأنها تقود للفوضى الاجتماعية بالقضاء على الادوار النمطية للمرأة والتى اعتبرتها الغاء للامومة. والواضح ان الاتفاقية جاءت لتمنح المرأة حقوقا حرمت منها طويلا , ودعت الى استصحاب الآليات التى تسهل رفع الوعى النسوى لتكون المرأة فى مستوى وعى يؤهلها لادراك حقوقها ومن ثم الاختيار دون وصاية بين ما كان مفروضا عليها وما ترغب فيه حقيقة فما السوء فى هذا ؟ اللهم الا الرغبة الكامنة فى تجهيل المرأة لاستمرار عبوديتها وسحق ارادتها وافهامها ان هذا مراد الدين لها , ذات الدين الذى يلغى عنها الوصاية عند الحساب ! فمن باب العدل ان يلغى عنها الوصاية عند التكليف , فلا مسؤلية دون تكليف , والحرية مناط التكليف . وهو الذى امر السادة ان لايكرهوا من كنّ من مواليهنّ على البغاء ان اردن تحصنا , فعند انتفاء الحرية تحول الخطاب الى من يملك حريتهنّ احقاقا للعدل الجدير بالدين الاسلامى , يقول الله تعالى فى سورة النور الاية 33: (وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ولاتكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم ).
    والباحثة اذ تصدر من موقف تقليدى ينظر الى المرأة باعتبارها كائنا ناقصا ليس لديه القدرة السليمة على الاختيار واحتمال الحرية المفتوحة فهى ترى بضرورة ربطه وتقييده بالضوابط الفقهية اللازمة حتى يقوم بما ارتأته الباحثة ومدرستها الفكرية والسلطوية من ادوار . لذلك قامت الباحثة بتصنيف مواد الاتفاقية باعتبارها ضد مفهوم القوامة فى الاسلام وبالتالى كل المواد التى تساوى المرأة فى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية هى مردودة , ومن ذلك الشهادة فى المحاكم والقضاء والولاية الكبرى وقيادة الجيش . كما تندد الباحثة بالمادة 10 (أ), (ب) , (ج) التى تدعو الى السماح للمرأة باختيار ما يناسبها من انواع التعليم والمهن ودون وصاية وتشجيع التعليم المختلط . والباحثة تمارس هنا وصاية من نوع خاص ودون اسانيد ومرجعيات حتى , اذ تدعو الى تعليم المرأة وامتهانها من المهن ما ترى انها مناسب اكثر لوظيفتها البيولوجية وادوارها المنزلية وتمنع التعليم المختلط باعتباره مفسدة اخلاقية وتركز على الزى المحتشم والسلوك الملتزم , وتخوف من بيئة العمل التى قد تجدها المرأة افضل من البيت و.. تكاد تقول دفعا للفتن على المرأة ان تقر ّفى بيتها افضل لها ولنا وللاسلام !
    كما انها رفضت المادة 13 باعتبارها مع المساواة فى الميراث . والمادة 14 التى تدعو الى حق المرأة الريفية فى التطور والعمل حتى تظل ابد الابدين اسيرة الجهل والفقر والتهميش .
    وقد قامت بالتركيز على المادة 16 (أ) ,(ج) ,(د),(و), (ز) التى تحدثت عن تنظيم الاسرة وضرورة رفع الوعى به حتى يتسنى للمرأة الخروج الى العمل والقيام بواجباتها المنزلية , والتى ترى الباحثة انها سبب تقليل النسل مناط المؤامرة موضوع البحث . فكيف تسنى لدولة مثل الدنمارك لايتعدى عدد سكانها الثلاثة ملايين ان تصل الى ماوصلت اليه من تنمية ورفاه . فما الفائدة من تكريس حياة المرأة للولادات الكثيرة , مع مهددات الحياة فى كل عملية وضع , ليقضى هذا النسل جراء الفقر والجهل والمرض خاصة سوء التغذية . فى رأيى ان رفع وعى المرأة ومنحها المساواة يجعل فرص اطلاعها بادوارها الامومية والفردية سهلا وميسورا . وما التركيز على الامومة واختزال دور المرأة فيها الا نوعا من الابتزاز الرخيص للمشاعر الانثوية المتفانية والتى اعتادت على التضحيات وانكار الذات .
    نتائج :
    • تشرح هذه الدراسة كيف تستبطن المرأة الموقف الرجولى وتفرزه وتدافع عنه بل وتؤسس له من داخل الدين .
    • تقف هذه الدراسات موقفا صارما امام حرية المرأة وتطورها فى المجتمع السودانى , وهى خلف الانتكاسات لاوضاع المرأة داخل المدرسة نفسها , فقد ذكر الدكتور عبد الله على ابراهيم فى ورشة عمل ( الحركات الاسلامية الجديدة ومفهوم المواطنة ), ان المعيق الاساسى لحركة التقدم الفكرى عند الترابى , مردّها الى التيارات المحافظة داخل الحزب (15).
    • تعكس هذه الدراسة ازمة الفكر الاسلامى وتناقضاته وعجزه عن الاتيان بحلول واقعية لقضايا المرأة والاقليات والديموقراطية والحرية والمساواة , حيث الاغراق فى الازمة على مستوى السودان فضح القصور النظرى لهذه الجماعات والتعميمات الهلامية للحلول, فبعد ان تبنت هذه الجماعات الجهاد كحل لقضية الاقليات , اتت مرغمة بعد فشلها للاذعان بضرورة المشاركة والمساواة . ذات الافكار التى كانت ترميها مسبقا بالعلمانية .
    • تعكس هذه الدراسة خوف المدارس الاسلامية التاريخى من خروج المرأة للحياة العامة , وهوخوف يعود الى الطبيعة البدوية الذكورية لمهبط الرسالة المحمدية (16) . يشكل هذا الخوف عائقا اساسيا لمسيرة المرأة التقدمية وهى ما قال بشأنها الدكتور صلاح الجورشى :
    1. هنالك خوف عام من اندماج المرأة فى الحياة العامة , الشىء الذى يدفعهم الى وضع مزيد من الضوابط الفقهية لتقييد حركتها كما يركز الخطاب على واجباتها تجاه زوجها واسرتها بصورة اكبر من حقوقها الخاصة وكيفية المطالبة بها .
    2. يكاد هذا الفكر يكون دائريا , يعيد انتاج مقولاته وادارة معاركه بنفس الوسائل القديمة وكلما اشرفت احدى مراحله على النضج والتجاوز خرج عليها من نفس المدرسة من يجرها الى المواقع السابقة .
    3. الجدال حول النصوص بدل ان يتنزل الى واقع يتحول الى جدال فقهى .(17)






    الفصل الثانى

    المرأة فى الدراسات والمدارس التجديدية :
    ما هو التجديد ؟
    التجديد لغة من جدّد , وتجدّد الشىء اذا صار جديدا . واصطلاحا هو تقديم رأى أو فهم جديد للدين الاسلامى(18)
    وهذا التعريف يجعله قطيعة معرفية مع التراث الفقهى القديم والرؤية السلفية للنص الدينى , ويفتح باب الاجتهاد لاعادة قراءة النص الدينى على ضوء المتغيرات الحديثة .
    عدا البعض القليل من الدراسات , يعتبر قانون الاحوال الشخصية السودانى , المستمد من الشريعة الاسلامية , المحورالاساسى الذى دارت حوله معظم الدراسات . وقد طرحت بعض هذه الدراسات , منهجا فكريا غير مسبوق يؤسس للمساواة الكاملة فى الحقوق بين الرجال والنساء من داخل الدين , وتأتى خصوصية بعضها ( كالفكرة الجمهورية ) , انها سابقة تاريخيا لاتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) ومتفقة معها , فلا يمكن اتهامها بالصياغة التوفيقية لمشروع غربى , كما لايمكن اتهامها بالعلمانية لانها – كما اسلفنا - من داخل الدين .
    تم تصنيف هذه الدراسات وفقا للآتى :
    • هنالك دراسات ركّزت على قضيّة واحدة من قضايا المرأة , لاهميتها, ومن ذلك الدراسة التى تناول فيها الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامى , قضية الاختلاط تحت عنوان (معيّة لااختلاط ), وان كانت نضالات الحركة النسوية فى السودان قد تجاوزت هذا المعترك , الا ان الردّة التى اعقبت قوانين سبتمبر , وصعود الاسلاميين الى الحكم , قد اعادت ( قضية الاختلاط) الى حيّز الجدال الفقهى . وتعكس هذه الدراسة , قناعة صاحبها بضرورة وجود المرأة مع الرجل , وان كان يضع ضوابطا على ذلك الوجود , فان هذا الطرح يعكس حضور الازمة داخل التيارات السلفية , فقد خرج الرجل من الحزب السلفى ببعض المراجعات , حتّى انه سمّى حزبه حزب المرأة .
    • من هذه الدراسات ايضا , دراسة الدكتورة مريم الصادق , بعنوان المرأة والتدين (19), وهى تركّز على العلاقة الوطيدة للمرأة بالدين , وتقوم فيها باستعراض عدد من العابدات السودانيات , لتنفى عن المرأة السودانية ما شاع عن بعدها عن الدين وغرقها فى الدجل والشعوذة , ودحض فرية الدين للرجال , وليس للنساء فيه من حظ.
    • بعض الدراسات تناولت بالنقد قانون الاحوال الشخصية السودانى ومنها دراسة الاستاذ على احمد السيد المحامى , بعنوان ( دراسة لبعض اوضاع المرأة فى قانون الاحوال الشخصية السودانى 1991 وتطبيقاته), (20), ودراسة الاستاذة انتصار التوم ( القوانين ومشاركة المرأة السودانية فى الحياة العامة ) (21), وكتاب الدكتور عبد الله النعيم ( نحو تطوير التشريع الاسلامى).(22)
    • تهدف بعض الدراسات الى اختبار اوضاع المرأة فى ظل الاصولية , التى اصبحت خطاب الدولة الرسمى , وتأثيرها على حالة المرأة بصورة عامة وتعليمها على وجه الخصوص , ومنها دراسة أ. ندى مصطفى (الاصولية ووضع المرأة حالة السودان 1983-1985 ,1989-1995 . (23 )
    • يدخل فى هذه الدراسات ايضا ماقدمته كاتبة هذه السطور فى قضية المواطنة تحت عنوان ( مآزق الخطاب الفكرى الاسلامى ..المواطنة نموذجا ) ,(24), وعن الموقف النفسى لجماعات الاصولية الدينية من المرأة تحت عنوان ( رهاب تحرير المرأة عند الحركات الاسلامية .. الى أين ؟.(25 )
    • هنالك دراسات , تناولت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمرأة مجتمعة , وهى دراسات مفكرى المدارس الاسلامية الكبرى فى السودان وهم حسب الترتيب الهجائى, السيد الصادق المهدى , الدكتور حسن الترابى , الاستاذ محمود محمد طه – الالقاب التى تسبق اسماءهم من الالقاب السائدة فى التعامل معهم – بالاضافة الى الاستاذ طه ابراهيم -(المحامى) .
    • قامت بعض الدراسات بدراسات مقارنة بين بعض المفكرين المذكورين اعلاه ومن ذلك الورقة التى قدمتها , بروفيسور بلقيس بدرى , كدراسة مقارنة بين الترابى والصادق المهدى ومحمود محمد طه (26), والدراسة التى قدمتها كاتبة هذه السطور بعنوان ( المرأة فى الخطاب الفكرى الاسلامى .. قراءة فى فكر الترابى , الصادق المهدى , محمود محمد طه), (27).
    ساكتفى فى هذا الفصل بدراسة مقارنة بين المفكرين الاربعة , لاتساع القضايا التى يتناولونها وجدة الطرح عند بعضهم , كما ان اصحاب الدراسات السابقة ينتمى معظمهم لاحدى هذه المدارس. وساقوم فى هذا الفصل باستعراض تحليلى للمنهج الفكرى لكل منهم والعلاقة بالمرأة ووجوه التقارب والتباين الفكرى . حتى نقف على معوقات الفكر التجديدى.
    الكتب التى تشكل مراجع هذه الدراسة هى الكتب التى تناول فيها المفكرون قضايا المرأة:
    السيد الصادق المهدى :
    • المرأة وحقوقها فى الاسلام .(28)
    • جدلية الاصل والعصر (29)
    الدكتور الترابى :
    • الحركة الاسلامية فى السودان(30)
    • تجديد الفكر الاسلامى(31)
    • المرأة بين الاصول والتقاليد(32)
    الاستاذ محمود محمد طه:
    • الرسالة الثانية من الاسلام(33)
    • تطوير شريعة الاحوال الشخصية(34)
    • منشورات الاخوان الجمهوريين35)
    1. المرأة الانسان,(2)عام المرأة العالمى1975 (3)الزى عنوان عقل المرأة وخلقها (4)الواجبات قبل الحقوق (5)الاختلاط بين الشريعة والدين(6) بيت الطاعة المشكلة والحل (7)قانون وقضاة الاحوال الشخصية قصور عن الشريعة وتخلف عن العصر(8)اتحاد نساء السودان وقضية المرأة (9)المرأة فى اصول القرآن(10) المرأة مكانها البيت؟ (11) حقوق المرأة فى الدين , الشريعة , الفقه. (12)المرأة والتدين (13)الاستاذ يحدث النساء فى حقوقهن (14)تعدد الزوجات ليس اصلا فى الاسلام (15)الطلاق ليس اصلا فى الاسلام (16)المرأة والدعوة الى الدين (17)ماذا حققت المرأة فى عام المرأة 1975 ؟ (18)المرأة ليست عدوة الرجل الجهل عدوهما معا .(19) اضواء على شريعة الاحوال الشخصية (20)لماذا وكيف خرجت المرأة الجمهورية للدعوة الى الدين ؟ (21)خطوة نحو الزواج فى الاسلام .
    الاستاذ طه ابراهيم المحامى:
    • مساهمة فى حل ازمة العقل العربى المسلم.(36)
    • ورقة بعنوان ( نحو فقه جديد للاحوال الشخصية يؤسس للمساواة الكاملة فى الحقوق بين الرجال والنساء ), قدمها فى منتدى حركة القوى الديموقراطية (حق), الاسبوعى , وكسلسلة فى الجرائد اليومية .

    المنهج الفكرى والعلاقة بالمرأة:
    السيد الصادق المهدى :
    المنهج الفكرى :
    دعا الصادق المهدى فى منهجه الفكرى الى ما اسماه التأصيل الصحوى , والذى يفتح باب الاجتهاد سعيا وراء مقاصد الشريعة الاسلامية , وان القرآن الكريم , كتاب الله قطعى الورود ولكن كثيرا من آياته حمّالة اوجه . واحاديث النبى (ص) فى غير السنن العملية اغلبها ليست قطعية الورود وفى دلالاتها اقوال , وكتب الاحاديث الصحيحة , (الصحاح الستة ) ليست مبوبة حسب التسلسل الزمنى ولا توجد روايات قطعية فى نسبة النطق بها , لزمن نزول آيات القرآن . وحتى بعد حسم صحة الورود فهنالك نصوص متناقضة فى ظاهرها كالآيات التى تعتبر حجة للجبر وتفيد التسيير والعكس صحيح , فاى الآيات المحكمة ؟(37)
    العلاقة بالمرأة :
    تعتبر ( جمعية ترقية المرأة) التى اسستها نساء بيت المهدى , فى 1947 من اوائل المبادرات لتوعية المرأة , وفد كان للجمعية ارتباط كبير بالموقف السياسى. ويعد حزب الامة , من الاحزاب التى دعت الى تعليم البنات , فقد اهتم السيد عبد الرحمن المهدى بتعليم بناته وتأييد ودعم الشيخ بابكر بدرى فى موقفه من تعليم البنات (38)توجد بالحزب 13 لجنة متخصصة , نسبة عدد النساء بكل لجنة 20%, كما تقوم المرأة فى كل لجنة بدور مساعدالامين العام. و هنالك رضا عن مشاركة المرأة فى الحزب. كما يوجد مكتب للمرأة داخل الحزب به عضوية من الرجال .(39)

    الدكتور الترابى :
    نادت الحركة فى فكرها بالمذهب الاصلاحى , والذى كان يشبه فى فكرته مذهب الاخوان المسلمين بمصر , من التربية الخاصة الى التعبئة العامة الا انها تجاوزته لاسيما بعد ثورة اكتوبر (40)وقد دعا الى تجديد الفكر الاسلامى ذاكرا ( أن الدين وتفقهه كسب بشرى , يطرأ عليه ما طرأ على سائر الحادثات من التقادم والبلى والتوالد والتجديد . واداة التجديد قبل الرسول ( ص) كانت مرهونة ببعثة الانبياء ولكن بعد ختم الرسالة اصبح الامر لجماعة المسلمين التى يستخلفها الله فى الارض جيلا بعد جيل (41). كما تبنى فكرة الاصلاح عبر السلطة فى اكثر من موقع فى كتابه الحركة الاسلامية فى السودان (42)
    العلاقة بالمرأة :
    يقول الدكتور الترابى تطورت للحركة الاسلامية بالسودان ثلاثة مواقف متتالية فى شأن المرأة, الموقف الاول كان يصدر عن مسايرة الجمهور التقليدى فى رؤية مكانة المرأة فى الدين عامة ودورها فى احيان خاصة , وكانت تعتبر ان الدين خطاب للرجال فى المقام الاول وأن شأن الدعوة والجهاد فى سيله مسؤلية قاصرة عليهم , ولن يجدى التحاق النساء فى شىء منه . والموقف الثانى موقف مراجعة بدا مع عهد الحرية 1964 دواعيها استفزاز التحدى الخارجى اكثر منها فى التذكر والتفقه الذاتى- دفعهم اليها تأخرهم فى الانتخابات بسبب فقدان صوت النساء وهذا ما نقلته الدكتورة فاطمة بابكر فى الوثيقة التى استعرضتها لاحد قادة التنظيم (محمد الصادق الكارورى )7/2/1967 تحت عنوان اشكاليات القوامة والولاية والحقوق الاساسية للمرأة , ناقش فيها عدم السماح للمرأة بحقها فى الانتخاب والترشيح لانها قارورة قابلة للكسر وان المرأة مكانها البيت (43)_وقد اسست الحركة الاسلامية بقيادة الترابى الجبهة النسوية الوطنية , لتقابل الاتحاد النسائى الشيوعى . اما الموقف الثالث فكان ذاتيا اذ توفر للحركة فى اواخر الستينات الوعى الاجتماعى الاتم فلاحظت الميل الفادح فى توازن دعوتها بين خطاب الذكور والاناث فلاحظت ما فرطت فى حق الدعوة الاسلامية التى جاءت خطابا انسانيا عادلا وتكليفا مساويا وبشارة شاملة للرجال والنساء (44)
    الاستاذ محمود محمد طه :
    المنهج الفكرى:
    تعتمد فكرة الاستاذ على نظرية تطوير التشريع فهو يرى ان القرآن الكريم نزل على مستويين آيات الاصول وآيات الفروع , وهذه عنده ابرز مظاهر المثانى . فالاصول هى الآيات المتعلقة بالتوحيد والمعانى الانسانية السامية كالحرية والعدالة والمساواة , والفروع معانى ادنى من هذه تنزلت عنها مناسبة لطاقة المجتمع فى ذلك الوقت , اما الاصول فأنها لم تفصل ولم تطبق فى الماضى انما ادخرت للبشرية فى مقبل ايامها , وهى الآن مناسبة لوقتنا الحاضر , وقد نسخت آيات الاصول بآيات الفروع , وصار العمل بآيات الفروع منذ ذلك الوقت .(45)
    العلاقة بالمرأة :
    استصحبت الحركة الجمهورية قضية المرأة معها منذ نشاتها فثانى اعتقال سياسى للاستاذ كان بسبب امرأة (46). جاء فى منشور (المرأة الانسان ), الطبعة الثانية , ديسمبر 1977 ان اهتمامنا نحن الجمهوريين بالمرأة وحريتها وانسانيتها , اهتمام ينطلق من جوهر الدين واصوله السامقة . لذلك كان اعتبارنا لقضية المرأة منذ ان كانت لنا جريدة سيارة , قد فتحنا باب شؤن المرأة , بها بعبارات تعبر عن نظرتنا للمرأة التى هى نظرة الدين . لذلك ظللنا نبشرها بحقوقها الاساسية فى اصول القرآن , وقد اصدرنا فى ذلك كتبنا الاساسية (الرسالة الثانية فى الاسلام , تطوير شريعة الاحوال الشخصية , كما اصدرنا كتيباتنا الشهرية فى عام المرأة والتى بلغت ستة عشر كتابا , وفى امر الزواج اخرجناها من زواج التسعيرة الى زواج الشريعة الذى يتم بمهر رمزى وشروط كرامة , اوضحناها فى كتيب خطوة نحو الزواج فى الاسلام , فالمرأة هى اكبر من استضعف فى الارض وهى آخر المستضعفين, بعد ان خلت كل معسكراتهم بالثورات (47)
    الاستاذ طه ابراهيم المحامى :
    المنهج الفكرى :
    يعتقد الاستاذ طه ابراهيم , ان سبب تأخر الفكر الاسلامى ,هو اصراره على محاكمة النص الدينى وفق منطق اللغة , والصحيح ان فهم النص الدينى يتأتى عبر منطق الفكر فالقرآن يحتوى كما يقول على منطق فكر خنق واخمدت انفاسه تحت سنابك خيول علم اللغة ومنطقها .واهم قواعد المنطق القرآنى : التكليف بقدر الوسع , والنسخ ونسبية القيم والتكاليف , والاخذ بالعرف (48).
    يقول الاستاذ المحامى , ان مناط التكليف هو الوسع فى سورة البقرة , الآية 286 (لايكلف الله نفسا الا وسعها ). والوسع فى القرآن يعنى طاقة الانسان او الجماعة التى تمكنها من أن تفعل أو لا تفعل . وهذه الطاقة او الوسع فى القرآن يتضمن الوسع الجسمانى (ليس على الاعمى حرج ولاعلى الاعرج حرج ولاعلى المريض حرج ) سورة النور الآية 61-الفتح 17.الوسع العقلى , وسع التمييز والادراك وقامة الوعى , فالمجنون غير مكلف والطفل يدخل على النساء والاجانب ( واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا) , سورة النور الآية 59 . وهنالك الوسع الحضارى الانسانى ففى مرحلة تطور معينة , كان اقصى الوسع الحضارى للانسان , ان يستخدم الخيل والبغال والحمير كركوبة وزينة , وأن يستخدم جلود الانعام بيوتا , وهذه الانعام كانت ( وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس )النحل 70 . وهنالك الوسع الاجتماعى كتكليف صلاة الجماعة والجهاد , وكافة التكاليف المرتبطة بالمرأة , وهنالك الوسع السياسى والاقتصادىفالحج والزكاة بالاستطاعة , لان الاصل ان الله ( وما جعل عليكم فى الدين من حرج ) , الحج 78 . هكذا يتأكد لنا ان التكليف مرتبط بالوسع وجودا وعدما , وبقامة الوسع زمانا ومكانا . ومن ثم فان التكليف يجب ان يتغير ليتطابق مع قامة الوسع كلما تغير .
    العلاقة بالمرأة :
    الاستاذ طه ابراهيم , باحث , لاينتمى الى اى حزب سياسى منذ العام 1969 , وناشط فى مجال الدفاع عن حقوق الانسان, وكان من دعاة تعديل المادة 5 فى دستور التجمع والتى تحكم قضايا المرأة من منظور الاديان .
    أوجه التقارب الفكرى :
    سأقوم هنا بتقسيم قضايا المرأة موضع الجدال الفقهى, الى قضايا عامّة وهذه تشمل :
    • التعليم
    • العمل
    • الانتخاب والترشيح.
    • الحجاب .
    • امامة الصلاة .
    • المساواة فى الدية مع الرجل .
    • الشهادة فى المحاكم .
    • الولاية العامة – رئاسة الدولة -.
    • تولى القضاء .
    2- قضايا خاصّة :
    • القوامة .
    • الولاية فى الزواج .
    • حق العصمة .
    • حق التأديب .
    • تعدد الزوجات .
    • الميراث .
    قبل ان اشرع فى المقارنة بين المفكرين الاربعة , لابد من وقفة , فالحقيقة اننى وجدت هذه القضايا مطروحة بوضوح فى كتابات السيد الصادق المهدى والاستاذ محمود محمد طه والاستاذ طه ابراهيم المحامى . ووجدت صعوبة كبيرة ومعاناة فى الوقوف على رأى صريح وواضح فى هذه القضايا عند الترابى , فالرجل يكتب شيئا فى كتبه ويقول شيئا اخرا فى المحاضرات واللقاءات التى يجريها معه البعض من خارج السودان , كما ان الرجل فعل شيئا مختلفا عن ما قاله ابان وجوده فى الحكم , لذلك سندخل فى هذه المقارنة , ما قاله وثبت كمرجعية فى الكتب وتخرج عليه تلاميذه الموجودين داخل وخارج السلطة ومنهم الاستاذة عواطف التى ناقشت ورقتها سابقا , وما ارساه كنظام للتعامل مع قضية المرأة . كما اننى للامانة سأذكر فتاواه الاخيرة بعد ان اصبح خارج السلطة وهى :
    1. اعطى المراة الحق فى الشهادة امام المحاكم حتى فى المعاملات التجارية.(49)
    2. الحق فى امامة الرجال فى الصلاة .(50)
    3. تولى القضاء ورئاسة الدولة .(51)
    4. جوّز زواج المسلمة بالكتابى. (52)
    من هنا سيكون مرجع المقارنة , الترابى ( فى الكتب ورجل الدولة )

    الاستاذ محمود محمد طه , والاستاذ طه المحامى :
    ساعد المنهج الذى اقترحه الاستاذان لحل قضية المرأة , فى المساواة التامة بين الرجال والنساء فى الحقوق , ورفع الوصاية عن المرأة , وجعل القانون الدستورى قيما عليهما معا .

    اتفق الصادق والترابى مع الاستاذان فى قضايا محددة :
    فى القضايا العامة :
    اتفقوا فى حق المرأة فى العمل والتعليم والاختلاط والانتخاب والترشيح غير انهما حثوا المرأةعلى تعلم علوم بعينها واختيار انماط من العمل مقاربة لطبيعتها البيولوجية ووظائفها المنزلية(53) وخطورة هذا القول تكمن فى الآتى :
    1. ان هذه النظرة لا تخرج من السياق التاريخى للتصنيف البيولوجى للمرأة وفى مجتمع كالسودان تشكل فيه هذه القيادات تأثيرا كبيرا على قطاع واسع من الشعب ستتحول هذه النظرة الى معتقدات عميقة , وكما تقول مارغريت فيرتهايم (54) فى اى ثقافة فان المعتقدات حول الادوار الجنوسية كثيرا ما يعتقد بها عميقا الى حد انها تظل كامنة فى اللاوعى, وبالتالى تصل الى مقاربتها بانها معتقدات, بل تقبل على علاتها بوصفها (النظام الطبيعى)بكل بساطة وكثيرا ما يجرى ربطها وتعزيزها بطقوس وممارسات دينية معينة (55) . وخطورة كمون هذه المعتقدات فى اللاوعى , يعنى ان تتسلط على فكر الانسان الواعى وبالتالى تمارس المرأة قتل الطاقات الخلاقة فيها دون حتى ان تعى ذلك . وقد ناقشنا فى الفصل الاول كتاب الاستاذة عواطف كنموذج واضح على هذا الكلام .
    2. بدأت هذه النظرة تتحول الى ممارسة , اوردت كل من الدكتورة فاطمة بابكر والاستاذة ندى مصطفى و المعلومات الاتية على التوالى :
    • حدث ذات آونة انه لوحظ فى جامعة الخرطوم , ان عدد الطالبات فى كليات الطب والهندسة والمعمار بدأ يفوق عدد الطلاب , واعتبر ذلك ظاهرة خطيرة تهدد مستقبل التعليم العالى بل وجهاز الدولة باعتباره اكبر مستوعب للخريجين , وبرزت دعوة لمواجهة هذا الخلل! وفى صمت تحاول الدولة الحد من توظيف النساء فى دوائر القضاء ووزارات السيادة والسلك الديبلوماسى والشرطة , ومازالت هنالك محاولات علنية وسرية لادخال نظام ( الكوتة ) بمعنى تحديد سقف معين لعدد الطالبات فى هذه الكليات .(56)
    • اشارت الدراسات ان بعض الجامعات فى السودان قد قللت عدد الطالبات المقبولات فى كلياتها من خلال رفع درجات القبول بالنسبة للطالبات ومثال ذلك كلية الطب البيطرى ومعهد شمبات والمعهد العالى للتربية الرياضية (57).
    3- المعلوم ان الميول نحو علوم بعينها ظاهرة مشتركة بين الرجال والنساء , ويجب ان يتاح للمرأة حقها ( دون وصاية فى اختيار ما تراه ملائما لطبيعتها اكثر حتى لانكرر نموذج ايمى نوتر(58)فى السودان ونحرم بعض العلوم من المرأة فى مساقها باحثة ومفكرة ورائدة .
    4- ومما نتخوف منه ان يتسبب مفكرونا فى ردة تاريخية للمرأة (59).
    اتفق الصادق المهدى مع الاستاذان فى بقية القضايا العامة وهى ( الشهادة امام المحاكم , تولى القضاء ورئاسة الدولة امامة الصلاة والمساواة فى الدية ), بينما احجم الترابى ( القديم )عن الخوض فى قضايا بعينها مثل القضاء ورئاسة الدولة والشهادة امام المحاكم . خصوصا وان التربى كان فى موقع قريبا من السلطة هو واتباعه , فى فترة قوانين سبتمبر (كان الترابى مستشارالرئيس للشئون الخارجية, وعوض الجيد احمد والنيل ابو قرون وبدرية سليمان , مستشارين قانونيين بالقصر الجمهورى (60) ), كما انه كان الراعى الفكرى لحكومة البشير , وقد حدثت فى الفترتين انتهاكات لهذه الحقوق ومن هذا فصل القاضيات عن العمل بعد قوانين سبتمبر الشهيرة مباشرة وفصل النساء من مناصب استراتيجية مثل الخارجية والنيابة العامة وبعض النساء من المحاماة بحجة عدم الايمان (61), وكما ذكرت الدكتورة فاطمة بابكر فى معرض حديثها عن قوانين سبتمبر ( بدأ التساؤل عن معنى ومبررات مساواة المرأة يطل من جديد وكأنه بدعة , ورجع الناس يناقشون من الاساس قضايا مثل عقلانية المرأة وامكانية تعليمها فى كل الحقول وجواز خروجها للعمل أو عدمه حسب التفسيرات الاسلامية المخلفة , كما احدثت تلك القوانين عتمة فى حياة المرأة السودانية وابتدعت تهمة الشروع فى الزنا لاذلال النساء ومحاكمتهن ..الخ(62).
    بالاضافة الى هذا اتفق الصادق مع الاستاذان فى بعض القضايا الخاصة وهى ( حق المرأة فى ولاية نفسها فى عقد الزواج وحق العصمة ).
    اوجه التباين الفكرى :
    تبقى من القضايا العامة ( الحجاب) , ويتحدث الاستاذ عن الحشمة ويعتبر الحجاب هو عقاب عن سوء استخدام حرية السفور (63), ويقول الاستاذ طه ابراهيم انه حرية شخصية لمن ارادت الحجاب ولكن ليس شرطا .
    ويرى الترابى والصادق انه لايجوز ان تكشف المرأة غير وجهها وكفيها (64), والترابى الجديد لايرى ذلك ملزما(65). وفى عهد الانقاذ الذى كان الترابى عرّابه فرض الحجاب على المرأة من مرحلة الاساس (الابتدائية) وحتى الجامعة , وفى كل جامعة او داخلية للبنات يوجد مايعرف بالمرابطات , لمراقبة زى الفتيات ومنعهن من دخول الجامعة اذا رأت المرابطة ان هذا الزى غير شرعى , وترك الامر لهن دون قوانين واضحة واطلقت ايديهن , حتى انهن اعتدين على بعض الطالبات بالضرب .كما ان الحكومة وصلت الى مرحلة فرض لون وشكل القماش , والزام الطالبات بشرائه بخياطته الرديئه , وحالما فرغت من تصريف بضائعها عادت الى الامر السابق من الحجاب !كما فرض الحجاب فى الدوائر الحكومية . وكان هنالك احد الدبابين ( مجاهدى الجنوب يجول فى الطرقات اواسط السوق العربى ويحمل سوطا يضرب به الفتيات غير المحتشمات), (66) , رغم ان الزائرين الى الخرطوم او السودان بصورة عامة يمكنهم ملاحظة ان الزى الخليع ليس مكونا ثقافيا فى هذا البلد.
    يقر كل من الترابى والصادق قوامة الرجل على المرأة وحقه فى التأديب والتعدد فى الزوجات(67) . ويقول الترابى بضرورة الولى فى عقد الزواج , والقاضى للمرأة التى ترغب فى الطلاق (68)!
    اما الميراث فيؤكد كل من الصادق وطه ابراهيم بضرورة الوصية , بينما فى الفكرة الجمهورية التى يتم فيها النسخ بالانتقال من نص الى آخر تنسخ آيات مثل ( وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه )الحديد 7 , الآيات التى تسمى المال مال المسلمين ويسمى الانفاق اقراضا لله (69)مثل ( وخذ من اموالهم صدقة ..)التوبة 103 , وبالتالى لايوجد ميراث اصلا فى الفكر الجمهورى , وهى ايضا مساواة فى العدم !. لم يطرح الترابى رأيا فى الميراث .

    النتائج :
    1. هنالك ضرورة لحل قضايا المرأة من داخل الدين ..وليتم هذا بصورة فعّالة يجب ان تتغير مفاهيم تتعلق بمعنى التجديد وتداعيات هذا المصطلح عند المجددين و وهل نعنى به اعادة طرح القديم ورتق المشروع الفكرى السابق المأزوم ؟ام هو قطيعة معرفية مع الطرح الفكرى السابق؟ . يمكننا تلمس الاجابات لهذين السؤالين من المقارنة الفكرية السابقة حيث اتضح ان ازمة التجديد الفكرى لدى الترابى والصادق المهدى هى فى منهجية التفكير وآليات التعامل مع النص قطعى الورود , لذلك وقفوا عند الآيات القطعية التى تنص صراحة على القوامة وضرب الزوجة وتعدد الزوجات .
    2. الاجتهاد يعتبر آلية عقيمة اذا لم توجّه نحو النصوص , فالاراء الفقهية التى تقول بأنه لا اجتهاد مع النص , هى مجرّد اراء اخذت صبغية القداسة كنص ثالث وهنا يرى الدكتور عمر القرّاى (70) ان الاجتهاد فيما لم يرد فيه نص غير ذى فائدة , لانه لو كان مهما لانزل الله فيه نصا! فلم نجتهد فيما ليس مهما عند الله ؟!.
    3. الاجتهاد فيما فيه نص قد يتم بآليات متعددة , كمنهج الاستاذ محمود محمد طه الذى يعمل آلية النسخ . وقد قام الاستاذ طه ابراهيم بتأويل النص الدينى وفق نظرية التكليف بقدر الوسع . وقد يأخذ البعض بالعرف كما فعل مهدى شمس الدين / وطه ابراهيم . أو محاكمة النص الدينى وفق منطق الفكر لامنطق اللغة كما يقول أركون / طه ابراهيم .
    4. لابد ان يبدء التجديد من حسم الصراع بين الزمن المتغير فى مقابل الزمن الثابت والمتقادم للتشريع حتى لانأتى فى القرن الواحد وعشرين بحلول تصلح للقرن السابع الميلادى . وهى مدرسة اركون القائلة بتاريخيةالنص الدينى وضرورة معالجة الواقع الحديث برؤى حديثة .
    5. يجب ان يتم التجديد وفق منهج فكرى ثابت و متماسك , يتم الانتقال فيه من نص الى نص كالمنهج الجمهورى مثلا حتى لايصير المنهج التجديدى منهج تلفيقى يعجز عن مواجهة كل التحديات او انتقائى يتم اجهاضه بسلطة النص الآخر .

    خاتمة :
    تنتمى معظم الدراسات التى تناولها هذا البحث الى احدى المدارس الفكرية التى تم عرضها ومناقشتها وبالتالى سأتناول اثرها فى المجتمع فى معرض حديثى عن اثر هذه المدارس على اوضاع المرأة فى السودان باعتبار ان هذه الدراسات هى نتاج فكرى لهذه المدارس وامتداد لها ومن ذلك مارأيناه واضحا فى مواقف عواطف ابراهيم المتخرجة من مدرسة الترابى والترابى فى مواقفه المثبتة فى الكتب .
    وعدا مدرسة الفكرة الجمهورية _ التى تم التآمر عليها من قبل الاسلاميين حيث انكرها الترابى وكفّر صاحبها (71) ثم عاد وتبنى مواقفها الفكرية المتقدمة_ فان هذه المدارس قد وجدت فرصتها الطبيعية فى التأثير على المجتمع السودانى والذى يرى البعض ان وضعه كهامش طرفى (72) او ما اطلق عليه بروفيسور المزروعى مصطلح ( الهامش المركب ), سهّل عملية التحول الثقافى فيه .. فلم يكن بمقدور فكرة مثل الفكرة الجمهورية ان تنتشر فى مجتمعات ذات مؤسسات دينية صارمة كالازهر والنجف مثلا . غير ان المؤامرة التى قادها الاسلاميون على الحزب الجمهورى ..والتى انتهت باعدام محمود محمد طه اضرّت بالتقدم الفكرى فى السودان ...وقطعت الخط على قضية المرأة التى ضاعت فى خضم التقاطع بين السياسى والدينى .. فقد قام الاسلاميون بعد سبتمبر 1983 والانقاذ 1989 باتخاذ رؤى مغايرة فكريا عن الفكر الذى حاكموه امعانا فى اظهاره بمظهر الخارج على الدين . وقد كانت الفترة التى اختبر فيها الاسلاميون الحكم تجربة كافيةلاظهار البعد بين المثال النظرى والواقع التطبيقى فتأزم المشروع الحضارى واغرق فى الازمة لذلك قام الترابى بنفض يده من رتق مشروعه الحضارى ..مقدما بديلا فكريا جديدا لقضايا المرأة ..ولان هذا الطرح اتى كعادة الترابى واطروحاته فى زمن تقاطعات سياسية حادة فى التاريخ السودانى , فقد الخطاب الترابوى اول ما فقد رواجه وسط تلاميذ الترابى وابناء مدرسته , فاتهم التلاميذ شيخهم بالردة والمروق والشيخ تلاميذه بالافتتان بالسلطة . كما ان الخطاب فقد رواجه ايضا وسط العامة التى اعتبرته مزايدة سياسية وحيلة ترابية جديدة للالتفاف والعودة الى السلطة عبر البرنامج الانتخابى القادم .وبذلك اضر الطموح السياسى للترابى بقضية المرأة التى خذلها مرارا حين كان فى السلطة . لكل هذا عانت المرأة من بعض الانتكاسات فى اوضاعها العامة , وفقدت بعض الامتيازات التى اكتسبتها الحركة النسوية بنضالاتها المتكررة .... غير ان انهيار المشروع الحضارى والانقسامات الاخيرة فى حزب الجبهة الاسلامية القومية, جعلت الحكومة تلقى بالمشروع الايديولوجى وتكرس لخطاب جديد قائم على العصبية الدينية والتخويف من الهجمة الصهيونية الامبريالية .. الخ . وبالتالى يعيش المجتمع السودانى هذه الايام حالة من التفكك الثقافى تنتظر بزوغ فكر تجديدى جديد , فلم يعد هنالك مكان للاطروحات التعميمية والهلامية باعتبار المنعرجات الخطيرة وتحديات السلام .


    المراجع والاحالات:
    1. كوكو,نعمات محمد .المرأة فى بروتوكولات السلام رؤية نقدية بمنظور النوع –اوراق ومداولات ورش عمل مبادرة المجتمع المدنى للسلام حول اتفاقية السلام الشامل –تحرير شمس الدين الامين –فردريش ايبرت, السودان . الطبعة الاولى 2005, ص120 .
    2. رحّال , د. حسين . اشكاليات التجديد دراسة فى ضوء علم اجتماع المعرفة . دار الهادى بيروت . الطبعة الاولى 1425 ه- 2004.ص7 .
    3. روايات شفاهية من بعض الارامل الاتى يترددن على هذه المنظمة .
    4. مضابط الورش التدريبية للحملة القومية لمكافحة ختان الاناث .
    5. ابراهيم ,د. عبد الله على .ورقة بعنوان الحركات الاسلامية الجديدة ومفهوم المواطنة – ورشة عمل نظمتها فردريش ايبرت بالتعاون مع منظمة الفعل الثقافى . الخرطوم 20/12/2006 .
    6. القراى , د. عمر .الفكر الاسلامى وقضية المرأة . دار عزّة للنشر والتوزيع , الخرطوم . الطبعة الثانية . 2007.
    7. الغبشاوى . د. عائشة . نظام الاسرة فى الاسلام . مؤتمر الاسرة المسلمة والتحديات المعاصرة , 3-5-ديسمبر2005 ,جامعة ام درمان الاسلامية , معهد دراسات الاسرة .
    8. ياجى , د. نفيسة ابراهيم .الزواج وفرق الزواج فى الاسلام .الجوف . الطبعة الثانية 1422ه-2001 .
    9. ابراهيم , عواطف عبد الماجد . رؤية تأصيلية لاتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة . مركز دراسات المرأة .
    10. عواطف عبد الماجد , مصدر سابق , ص102.
    11. " " " " , " " ص7 .
    12. "" "" , "" ص9 .
    13. "" "" , "" ص107.
    14. "" "" , "" ص9.
    15. مضابط ورشة الحركات الاسلامية الجديدة ومفهوم المواطنة , مصدر سابق .
    16. محمد الحسن , د. ناهد .رهاب تحرير المرأة عند الحركات الاسلامية ..الى أين ؟. منتدى حركة القوى الديموقراطية ( حق ) الاسبوعى . نوفمبر 2006 .
    17. الجورشى . صلاح . رواق عربى . مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان (15-16)1999, ص20 .
    18. رحّال , د. حسين . مصدر سابق . ص12 .
    19. الصادق , د. مريم .المرأة والتدين . ندوة المرأة اسودانية فى الحياة العامة 8-11 مارس 2003 .
    20. السيد , على احمد . دراسة لبعض اوضاع المرأة فى قانون الاحوال الشخصية السودانى 1991 وتطبيقاته .
    21. التوم , انتصار .القوانين ومشاركة المرأة السودانية فى الحياة العامة. ندوة المرأة السودانية فى الحياة العامة . مصدر سابق .
    22. النعيم , د. عبد الله .نحو تطوير التشريع الاسلامى . ترجمة حسين امين .. سينا للنشر . الطبعة الاولى 1994.
    23. مصطفى , ندى .الاصولية ووضع المرأة (حالة السودان 1983 –1985, 1989 –1995. رواق عربى . مصدر سابق .
    24. محمد الحسن , د. ناهد .مآزق الخطاب الفكرى الاسلامى ( المواطنة نموذجا ). ورشة الحركات الاسلامية الجديدة ومفهوم المواطنة . مصدر سابق .
    25. محمد الحسن , د. ناهد . رهاب تحرير المرأة عند الحركات الاسلامية ..الى أين ؟ . مصدر سابق .
    26. بدرى , د. بلقيس . ورقة فى ورشة مناقشة الاخبلاف بين النساء المسلمات . جامعة هامبولد . المانيا . يونيو 2002.
    27. محمد الحسن ,د. ناهد .المرأة فى الخطاب الفكرى الاسلامى ( قراءة فى فكر الصادق المهدى , الترابى , محمود محمد طه ). ندوة المرأة السودانية فى الحياة العامة . مصدر سابق .
    28. المهدى , السيد الصادق . المرأة وحقوقها فى الاسلام .منشورات الامة .
    29. المهدى , السيد الصادق .جدلية الاصل والعصر . دار الشماشة 2001 .
    30. الترابى , د. حسن عبد الله . الحركة الاسلامية فى السودان. معهد البحوث والدراسات الاجتماعية . الطبعة الثانية 1992 .
    31. الترابى , د. حسن عبد الله .تجديد الفكر الاسلامى . جمعية الهدى القرآنى . شركة مطبعة ايمان . الخرطوم 1998 .
    32. الترابى , د, حسن عبد الله .المرأةبين الاصول والتقاليد . مركز دراسات المرأة ,الخرطوم .2000 .
    33. طه , الاستاذ محمود محمد .الرسالة الثانية من الاسلام .الطبعة الخامسة .
    34. طه , الاستاذ محمود محمد . تطوير شريعة الاحوال الشخصية . الطبعة الثانية 1979.
    35. منشورات الاخوان الجمهوريين (المرأة الانسان,(2)عام المرأة العالمى1975 (3)الزى عنوان عقل المرأة وخلقها (4)الواجبات قبل الحقوق (5)الاختلاط بين الشريعة والدين(6) بيت الطاعة المشكلة والحل (7)قانون وقضاة الاحوال الشخصية قصور عن الشريعة وتخلف عن العصر(8)اتحاد نساء السودان وقضية المرأة (9)المرأة فى اصول القرآن(10) المرأة مكانها البيت؟ (11) حقوق المرأة فى الدين , الشريعة , الفقه. (12)المرأة والتدين (13)الاستاذ يحدث النساء فى حقوقهن (14)تعدد الزوجات ليس اصلا فى الاسلام (15)الطلاق ليس اصلا فى الاسلام (16)المرأة والدعوة الى الدين (17)ماذا حققت المرأة فى عام المرأة 1975 ؟ (18)المرأة ليست عدوة الرجل الجهل عدوهما معا .(19) اضواء على شريعة الاحوال الشخصية (20)لماذا وكيف خرجت المرأة الجمهورية للدعوة الى الدين ؟ (21)خطوة نحو الزواج فى الاسلام .
    36. ابراهيم , الاستاذ طه . مساهمة فى حل ازمة العقل العربى المسلم .دار عزة , الخرطوم . الطبعة الاولى .2002 .
    37. المهدى , السيد الصادق . جدلية الاصل والعصر . مصدر سابق . ص21-ص22.
    38. المهدى , الامام عبد الرحمن . تحرير يوسف فضل , محمد ابو سليم , الطيب ميرغنى شكاك . مداولات الندوة العلمية للاحتفال المئوى .ص321 .
    39. كوكو, نعمات . ورقة (المرأة السودانية والمشاركة السياسية ).المرأة السودانية عشرة سنوات بعد بكين . تحرير , شمس الدين الامين . مركز الجندر للبحوث والتدريب , الخرطوم . الطبعة الاولى 2006 .
    40. الحركة الاسلامية فى السودان . مصدر سابق .ص25 .
    41. تجديد الفكر الاسلامى . مصدر سابق . ص1, ص2 .
    42. الحركة الاسلامية فى السودان .مصدر سابق . ص34 .
    43. بابكر , د. فاطمة . المرأة الافريقية بين الارث والحداثة . دار كيمبردج للنشر . ص283 .
    44. الحركة الاسلامية فى السودان , مصدر سابق .ص 136 –ص137 .
    45. القراى , د. عمر و(آخرون ). حقوق المرأة بين المواثيق الدولية والاسلام السياسى . مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان . مناظرات حقوق الانسان ص50 .
    46. ( حادثة رفاعة ) , حيث سجنت امرأة خفضت بنتها خفاضا فرعونيا وكان الجمهوريون يرون ان محاربة هذه العادة , لايتم الا بالتوعية والربية . فقاد الاستاذ تظاهرة انتهت باطلاق سراح المرأة واعتقاله لمدة عامين . Biography of Alustaz Mahmoud Muhammed Taha http ://alfikra. Org
    47. طه , الاستاذ محمود محمد .المرأة الانسان . منشورات الاخوان الجمهوريين ص2, ص3 .
    48. ابراهيم , طه . مساهمة فى حل ازمة العقل العربى المسلم . مصدر سابق .
    49. اشكاليات التجديد . مصدر سابق .ص 267 . ( ورد تفصيل وتأكيد لهذه المسألة فى حوار خاص اجراه الدكتور حسين رحّال وآخرون مع الترابى 1997 وهو مسجل على شريط فيديو , اورد نصه فى ملحق خاص آخر الكتاب .)
    50. هى فتوى انكرها الترابى فى الوثيقة التى استعرضها الدكتور حسين رحّال فى كتابه اشكاليات التجديد ( مصدر سابق )من ص 472- ص 476 . فى مجمل رده على ابن باز . الذى كتب له يسأله عن حقيقة موقفه من هذه الفتاوى, قبل ان يعود ويتبنى هذه الفتاوى من جديد .
    51. اشكاليات التجديد . مصدر سابق . ص 267 .
    52. الوثيقة السابقة فى كتاب اشكاليات التجديد. مصدر سابق ص 472 –ص 476 .
    53. المرأة وحقوقها فى الاسلام . مصدر سابق . ص 36- ص37 .
    , المرأة بين الاصول والتقاليد . مصدر سابق . ص31 .
    54. Margaret Vertheim كاتبة ومعلقة علمية مشهورة عالميا وهى مؤلفة كتاب ( بنطال فيثاغورث ) ,( الابواب اللؤلؤية لفضاء التحكم ), وكتبت وانتجت للتلفزيون بعض الاشرطة ومنها على وجه الخصوص ( الايمان والعقل ) 1999 ,وهى عضو فى الهيئة الرئاسية لمعهد لوس انجلوس للانسانيات .
    55. فيرتهايم , مارغريت . الايمان والعقل والجنوسة .الثقافة العالمية . العدد 116 , يناير – فبراير 2003 . ص187 .
    56. المرأة الافريقية بين الارث والحداثة . مصدر سابق . ص94 .
    57. مصطفى, ندى . رواق عربى . مصدر سابق .
    58. Emmy Noether 1882-1935 , ابنة رياضى مشهور , عانت من حرمانها من الدراسة والعمل غير انها لم تتوقف فواصلت دراستها وبحوثها واشرفت على رسالات دكتوراة , وقال ( هرمان فايل ) عن رسالتها فى الدكتوراة انه نموذج لعمل يثير الهيبة فى النفوس , ولها نظرية فى الفيزياء باسمها كان لاستبصارها الفضل فى التوفيق بين النسبية وميكانيكا الكم .
    59. حرم النساء من الرياضيات والفيزياء باعتبارها علوم لها علاقة بالدين . الثقافة العالمية . مصدر سابق .ص188 .
    60. مكى , د. حسن . الحركة الاسلامية فى السودان 1969 –1985 تاريخها وخطابها السياسى . الدار السودانية للكتب –الطبعة الثانية 1420-1999 .ص 129 .
    61. رواق عربى . مصدر سابق . ص113 .
    62. المرأة الافريقية بين الارث والحداثة . مصدر سابق .ص 290- ص292 .
    63. طه , الاستاذ محمود محمد .الرسالة الثانية فى الاسلام ص133 ,المنشور الاول بمناسبة عام المرأة 1975 ص7 , المنشور الثانى _الزى عنوان عقل المرأة وخلقها.
    64. المرأة وحقوقها فى الاسلام ص16-ص17 .المرأة بين الاصول والتقاليد مصدر سابق .ص16-ص17
    65. رأى الترابى فى الحجاب . الوثيقة – اشكاليات التجديد . مصدر سابق .
    66. روايات شفاهية للطالبات وتجربة شخصية للكاتبة ابان دراستها الجامعية.
    67. المرأ ة وحقوقها فى الاسلام ص46,ص44, ص47 .المرأة بين الاصول والتقاليد , ص11, ص 28
    68. المرأة بين الاصول والتقاليد . ص 8 , ص7 , ص9 .
    69. العفيف, د. الباقر .فى تعقيبه على ورقة الدكتور عمر القراى. حقوق المرأة بين المواثيق الدولية والاسلام السياسى . مصدر سابق . ص 110.
    70. القراى , د. عمر . الصادق المهدى الانكفائية ودعاوى التجديد .دار عزة , الخرطوم . الطبعة الاولى .2007 .
    71. ذكر الترابى فى معرض رده على ابن باز وهو رجل تنبأ ثم تأله وانكر جل شعائر الاسلام وشرائعه ) . الوثيقة سالفة الذكر . كما ان احد شهود محاكمة الردة الاولى للاستاذ محمود كان ينتمى الى جبهة الميثاق ( الجبهة الاسلامية) . كما ان رئيس المحكمة التى اصدرت الحكم بالاعدام للاستاذ , هو المكاشفى طه الكباشى , الذى يحسب على تيار الترابى .
    72. اشكاليات التجديد . مصدر سابق . ص 284 .
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:28 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:29 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:30 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:31 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:34 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:37 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 07:46 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 08:02 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:20 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:51 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:52 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:54 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:55 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:57 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:58 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:59 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:00 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:04 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:08 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:10 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:48 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:50 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:51 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:52 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:21 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:23 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:24 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:25 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:26 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 09:00 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 09:03 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:58 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:59 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:59 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 00:00 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 01:53 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 02:15 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-09-08, 04:53 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 03:08 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 04:16 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 04:27 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 05:24 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 05:32 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-11-08, 00:54 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-12-08, 01:45 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-12-08, 11:54 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:34 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:37 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:43 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-15-08, 01:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-15-08, 02:22 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-20-08, 06:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-23-08, 04:38 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-23-08, 04:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:22 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:25 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:27 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 02:49 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 02:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 03:34 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 02:14 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 02:38 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 03:36 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-28-08, 10:23 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-28-08, 03:41 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 01:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:33 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:11 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:39 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 04:34 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى Magdi Ahmed Elsheikh10-29-08, 05:12 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 09:52 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-30-08, 03:50 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-31-08, 03:17 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 00:37 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 02:46 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 03:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:29 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:31 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:36 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:39 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 08:24 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:25 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:35 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:39 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-05-08, 00:59 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:56 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:57 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 04:09 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:32 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:33 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:36 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-09-08, 08:32 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-10-08, 03:15 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-10-08, 03:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de