الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 01:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2008, 01:10 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى (Re: عبدالله عثمان)


    الرد على أستاذ أمين حسن عمر

    (2 من 5)

    بؤس فكرإنتلجنسيا الحركة الإسلامية الرثّ: عقود انحطاط وإعادة إنتاج الشمولية

    أُمثولة استاذ أمين حسن عمر مثقف الحركة الإسلامية العضوى

    ونخب اُخرى

    خطاب الحركة الإسلامية: فراغ واسع ينطوى عليه الفكر

    الفاضل الهاشمى/كندا
    [email protected]

    أشرنا أعلاه الى الفراغ الواسع الذى ينطوى عليه فكر الحركة الإسلامية وليس فقط "طلاق الفكر عن الممارسة " و"الإزراء بالمفكرومصطلحه" داخل الحركة الإسلامية الذى أشار اليه دكتورع.ع. ابراهيم [1].

    تؤكد مسعانا على أرض الواقع السودانى شهادة د. عبدالوهاب الأفندى كإسلامى يتعامل مع مشروع الحداثة الراسمالية بمنطق تفاوضى رغم أنه كان يغازل شمس الحركة الإسلامية السودانية الغاربة حتى صيف 1996. يقول الأفندى أن "الغالب على أفراد الطبقة الحاكمة" فى السودان "كان البعد عن امور الفكر واعتبارها شأناً انصرافياً فى مقابل الإهتمام بمنطق القوة والتغالب [2]" وقد صدق د. التجانى عبدالقادر (الذى لجأ مؤخراً الى استخدام خطاب ماركسى تبسيطى لتحليل مآل الحركة الإسلامية النيولبرالية فى السودان؛ وليتنى أعود الى ذلك فى براح آخر) حين أكّد أن ضآلة "المفكر" فى الحركة الإسلامية قد بلغت "حداً قال فيه أحد الأوفياء الخُلّص للترابى، ان عيب الترابى أنه لا يدع الترابى المفكر يتدخل فى شئون الترابى السياسى" [3]

    ويقع فى دائرة مزاعمنا ماتوصّل اليه الأمريكى الأسود عبدو مالكم سيمنون أن الحركة الإسلامية "تعانى من عشوائية تلبستها ولا برء لها منه. وعرّف هذه العشوائية بأنها تحويل أجندة سياسية لا معنى لها الى نظريات متفائلة لإدارة التطور الإجتماعى" [4]

    يدّعى حسن الترابى رشاد الطريق الدينى (خارج اطار خاصة الفرد المسلم) للعدالة الإجتماعية ويُعلى تفوق الإسلام السياسى على سائر المدارس الفكرية و"يجعل من واجب التفكّر وممارسة الدين مشروعاً شعبياً مفتوحاً بدلا عن قصره على مجرد الخاصة الصفوية"[5]. وعلى هذا النهج سار تلاميذه التجانى عبدالقادر وعبدالوهاب الأفندى والطيب زين العابدين كونهم يدّعون مصداقية وعقلانية ويحاولون عبثاً إعادة الحركة الإسلامية الى جادة الطريق القويم. وفى مشهد مقارب يطرح د. ع.ع. ابراهيم تعميماً مُربكاً ومُبهماً عن أمّة مسلمة مبرأة من الضلال فى قوله: "أمة المسلمين- التى هى فى قوله (صلى الله عليه وسلم) لا تجتمع على ضلال – لها الكلمة الأخيرة فى التشريع عبر هيئاتها الشورية" [6].

    أحد مزاعمى فى هذه الورقة هو أن الحركة الإسلامية لن تستطيع صبراً على دولة المواطنة التى فرضها أمر نيفاشا الواقع ومستحقاتها. وسيظل تطبيق دولة المواطنة (حاكمية الشعب) والديموقراطية(حكم الأغلبية) ودعوة بعض الإسلاميين لقيام "المعرفة على فقه شعبوى تكون فيه أمة المسلمين مصدرا للشريعة" [7] هو حلم الحركة الإسلامية العصى والإشكالى ازاء المشروع الحداثى وعالم التنوّع والذى دونه سطوة مركزية راس المال والنفوذ وإرث ولاية الفقيه(والمشيخة الدينية) وسلطاتها المطلقة على العلماء والجماهير.

    حزمة الخطاب المنفصم: مفهوم نقدى زائف ومكائد ذهنية ولفظية ثم بيع سلع ثقافية بائرة

    تعكس ورقة أستاذ أ.ح.عمر بوضوح المستوى الفكرى والسياسى لأحد قادة ماأطلق عليه إسم "الحركة الإسلامية" امتداداً لأسمائها العديدة السابقة(جبهة الميثاق، الأخوان المسلمين، الجبهة الاسلامية القومية، الإنقاذ، حزب المؤتمرالوطنى). سنتناول أدب مفكرى الحركة السابقين حتى نصور حركة منهجها وخطاباتها. التصدّى لتحليل فكر الأخوان المسلمين مهمة هرقلية مضنية لأن المتابعة تسوق الإنسان عبر مغالطات ومفاهيم غامضة وهلامية ولاعقلانية وترديد تبريرات تعوزها المصداقية والأمانة مع النفس. انه فكر لا يبشّر بالثورة بل يهدّد بها فى عبارة نسبها د. ع.ع. ابراهيم الى مزاج حسن الترابى[8]. عشمى أن يصبح هذا التمرين ذا فائدة لمن يلق السمع وهو شهيد. تغيير إسم التنظيم فى العقود الستة الماضية فى حد ذاته يعكس مستويين من العقل الذى تتناول به الحركة الإسلامية السودانية الإشكالات التى تعترض طريقها: مستوى الإفراط الإيدولوجى فى توظيف فقه الضرورة لإنجاز "مكاسب سياسية وتنظيمية على حساب المبادئ والمواقف"، وأضيف على حساب احترام الذات، كما عبرعنه بوضوح د.عبدالوهاب الأفندى وهو يصف سلوك حسن الترابى[9] ومستوى آخر يتعلق بإفتراض انهم يتعاملون مع شعب فاقد الذاكرة ثم يستثمرون ذلك النسيان. لكن الجديد فى خطاب حركة الأخوان المسلمين الآن، والذى لايخفى على قارئ مقال استاذ أ.ح.عمر، هو إعادة إنتاج الشمولية بأشكال جديدة تناسب مرحلة مابعد نيفاشا.

    إحترتُ مليّاً من أىّ المداخل المنهجية أعالج مقال أستاذ أ.ح.عمر الذى تمّ إخراجه وكأنه يصطحب جميع حقول المعرفة،ثم لا حقل. طرح بلاغى وخطابى أكثر منه تحرّى للصدق والمصداقية. وهويستخدم،بحسب فيليب بروتون، تقنية الاستغلال والهيمنة من خلال القول.إن قوة الكلام ينبغي أن تكون في الصدق وليس في الزخرف البلاغي والتلفيق مما ليس مرعياً على الإطلاق في ديمقراطياتنا الحاضرة [10].

    ورقة أ.ح.عمر بالنسبة لى تجسّيد لكل مشهد إلا الصدق مع النفس وهو يدخل فى باب البداهة التى تقوم على الوهم

    fictional axiomatization

    لأنها تستعرض جميع مكائد الأدلجة الفقهية والإقتصادية والصحافية المبتذلة لغاية مكر الذهن العربسلامىٍ. يسعى أستاذ أ.ح. عمر بعصابية دؤوبة لتحييد السياق التاريخى للواقع السودانى البائس الماثل الذى صنعته أيادى الحركة الإسلامية الأخطبوطية المُذنبة. وفى سعيه هذا يتخلّق واقع زائف يصنعه بذهن ماكر،تعوّد التحليق فى سماوات ايدولوجية اللاعقلانية وسلطتها الباطشة. هدف البداهة الواهمة أن تبدو بمظهر العقلانية والمنطق ومَنْ ثمّ تشويه مفاهيم وأسئلة تقع فى حقول الفلسفة وعلم الإجتماع والإقتصاد السياسى حسب موقع المتلقّى الذى هدّت جسده المُستَضْعف سياسات الإنقاذ وحطّت على روحه الهائمة أشباح السهو والذهول. لعلّه ينفى بذلك،فى سياق البؤس السودانى المعاصر، بداهة الظلم الطويل المركّب الواقع على شعب السودان منذ أن سطت الحركة على السلطة.

    صناعة القبول والتراضى

    Manufacturing of consent

    نُصَنّف الورقة ،فى أحد وجوهها، فى باب صناعة القبول والتراضى، باستلاف عبارة نعوم تشومسكى،كخطاب يردده مثقفوالحركة الإسلامية (الإسلام السياسى) العضويون حمَلَة وظيفة الهيمنة حتى يمشى الركبان بالخطاب خاصة فى زمن ضعف المقاومة وقلّة حيلتها. فقد إختار النظام الديكتاتورى لنفسه اسم "الإنقاذ" أى إنقاذ المجتمع السودانى من البؤس والرشوة والفساد، ثم ردّد قياديوه إسمه الجديد "الإنقاذ" حتى صدّقوه ثم حملته ألسنة الشعب. وللمفارقة تبنته قيادة المعارضة! كما رددت الحركة الإسلامية فيما بعد شعار "نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع" الذى سرعان ما إنزوى واُستبدل بآخر يحسبه الظمآن ماء.

    كانت المقاومة على أيام نميرى تطلق عليه عبارة الحاكم الفرد والسفاح فإلتصقت به العبارة كإلتصاق الجرَب بالجلد ونعجب كيف نجا عمر حسن البشير من هكذا عبارة. وعلى نفس المنوال تتخلّق الآن على يدىْ أستاذ أ. ح. عمر عبارة "الحركة الإسلامية" بدل "الإنقاذ" لما لها من قوة وبريق آيدولوجى إقصائى محسوب وكأنه يتحدث بإسم مجمل الحركة الإسلامية السودانية من صوفية وأنصار وختمية وأنصار سنة الخ. ولذلك وردت عبارة "الحركة الإسلامية" فى هذه الورقة 39 مرة على سبيل غسيل المخ حتى يترسّخ التعبير ويمشى به الركبان وفق مرحلة إنتقالية يعيدون فيها انتاج الشمولية تماشيا مع فقه ضرورة المراحل. فى تحليلنا للخطاب نستهدف "جمع الأفكار الواردة واحتسابها وتسلسلها حسب أهميتها وتكرارها، على أساس أن التكرار يؤدى اما الى ترسيخ فكرة جديدة أو إحلال فكرة مكان اخرى أو امحاء فكرة محددة [11]" وهذه الخاصية،خاصية التكرار، ميّزت خطابات الحركة منذ نشأتها وهى تتخبط عبر المراحل كون فكرها يفتقد الأصالة والأصولية (عكس الزعم الشائع فى خطاب الإعلام الغربى) ومشبّع بالوصولية.

    يلعب أستاذ أ. ح. عمر دور منظّر يصوغ رؤية ثم هيكل نظرى/فكرى كخارطة طريق للمرحلة الإنتقالية القادمة (التمكين الديمقراطى) وقد وضع له محاور استراتيجية ذات عماد وأوتاد وعلى بقية المثقفين الإسلاميين العضويين والكتبة وضع اللحم على عظام الهيكل النظرى. ولكن يأبى المشروع أن يقف على رجلين لبؤس منهجه وعدم مصداقيتة. ذلك لان المشروع يدّعى شرف المستقبل وينكر تُهمة ماضٍ دموى قريب لم تجف بعد دماء ملايين من ضحاياه الموتى ودموع ضحاياه الأحياء المعوّقين فى اجسادهم وارواحهم. وكشأن ملوك بوربون الفرنسيين،الذين لم يتعلموا شيئاً ولم ينسوا شيئاً ،إدّعى أستاذ أ. ح. عمر شرف "المرجعية الإسلامية" ورفع عقيرته بتهاليل نصرتها الزاعقة المتشنجة وأنكر تهمة عواقبها القياموية الماثلة على عتبة كل بيت سودانى ببداهة متوهمة لا يحسد عليها. فقد قال أستاذ أ. ح. عمر مهلّلاً:

    "الإسلام قد صار وحده هو المرجعية التي يحيل إليها العلمانيون عند محاكمة كسب الدولة أو الحركة الإسلامية. وهذا هو النجاح الأكبر للحركة الإسلامية. لأن مطلوبها الأعظم كان هو عودة التحاكم للإسلام واعتماده المرجعية الأساس لقياس كسب الفرد أو المجتمع أو الدولة"

    دعنا نفترض جزافا إن هذا الزعم سليم(ولكن العكس هو الحاصل على مستوى الجماهير وحقائق الواقع)؛ أىْ زعم أن التحاكم للإسلام وإعتماده مرجعية هو غاية المراد وهو فعلاً ماحدث. هذا ليس بجديد، فقد تم إعتماد مرجعية الإسلام فى إحد أزهى عصوره مما لم يمنعه من تقديم أبشع نماذجه. لقد تم "التحاكم للإسلام واعتماده المرجعية الأساس لقياس كسب الفرد أو المجتمع أو الدولة" حينما عذّب الخليفة العباسى أبوجعفر المنصور الإمام أبى حنيفة والإمام مالك مقياس لنجاح الدولة الإسلامية؟ فقد أمر أبو جعفربضرب أبى حنيفة (ثمانين سوطاً) لأنه رفض أن يتولّى له القضاء وضرب الإمام مالك بن أنس (ثمانين سوطاً) لأنه أفتى بجواز خروج محمد بن عبدالله العلوى عليه. ألم يكن تعذيبه لهما داخل المرجعيّة الإسلامية؟

    ثم من أوحى لأستاذ أ. ح. عمر بأن مرجعية التقدميين فى تفكيك بؤس الإسلام السياسى هى مرجعية إسلامية بحتة؟ ومابالك بمرجعية خالدة ومقدّسة عندكم تُزلزل منكم الفكر وتطبيقه وليس لكم منها فكاك؟ هى مرجعية تبعية الحركة الإسلامية للراسمالية ونيولبراليتها التى أصبحت مرجعيتكم المقدسة بل وقبلتكم الوحيدة؟ وليتك اخفيت سعادتك العجولة بهذه المرجعية التى كيّكتُم فيها حتى باضت منهج الإقصاء وسياسات الإستبعاد وباقى تفاصيل الجريمة المرعبة. ذلك لأن التاريخ العربى المعاصر أثبت أنه متى تم إستخدام التقدميين للمرجعية الدينية ترغى الأصولية وتزبد وتتحسّس طبنجاتها كما تحكى تراجيديا شهداء المرجعية:حسين مروة ومهدى عامل والأستاذ محمود محمد طه وجورج حاوى.

    ثم أن العودة للمرجعية الإسلامية والأصول نزل على المجتمع بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق كما فى العراق وحين "أصبح الدين هو المرجعية انقسم المجتمع الى سنى وشيعى،ثم سنى وهابى ,وآخر غير ذلك، ثم انقسم الى سنى مالكى وآخر شافعى وثالث حنبلى ورابع حنفى، هذا فضلاً عن الإنقسام الشيعى بين العلوى والإسماعيلى والإثنى عشرية وغير ذلك، ومعنى ذلك هوأن تحل صراعات مصطنعة محل الصراع الطبقى المعبر عن مصالح حقيقية وهذا هو بالضبط المشروع الإستعمارى، وهو نفسه مشروع صراع الحضارات[12] "

    وعلى ذكر المرجعية نتساءل إزاء تلك الورطة التى انحشر فيها دعاة الشريعة "كيف يمكن للفقيه ان يستنتج فى نهاية عملية تقييم وبحث تجريبية تماما للوقائع والنصوص (الدينية) التى تحت يديه، أن ماانتهى اليه من نتائج يمثل مرجعية إلهية فوق بشرية[13] "؟ وعلى كل حال فان المرجعية الإسلامية فى نهاية المطاف ليست هى الا الفهم الإنسانى للنصوص الإلهية لفلان أو علان أو المجتمع المحدد وأن حكومة الحركة الإسلامية سعت الى إضفاء الشرعية على سلطتها عبر "توظيف اطارها المرجعى الإسلامى[14]" بقوة السلاح. لو كنت مكان استاذ أ.ح.عمر لما أعلنت فرحى بتلك المرجعية كثيرة الإشكاليات حيث لاجدوى لإطار مرجعى تعادى مضامينه الحداثة.

    خطاب الإقتصاد الإسلامى النيولبرالى

    ينكر الإسلاميون مرجعيتهم الغربية وأحياناً يسبّون ثقافتها النيولبرالية و"ماأضرّ الحركة الإسلامية شيء مثل انكارها ثقافة الغرب ومناهجه التى هى فى صلب مرجعيتها. فقد غلب عليها هذا الإرث مع انها ظلت تتكتمه وتصور الأمر لنفسها وكأنها النقيض له بل ان مشروعيتها نفسها فى أن تكون النقيض لهذا الفكر الوافد المسيحى الإستعمارى. وقد كشف تورط الحركة الإسلامية فى الحكم فى دولة الإنقاذ أنه ليس بوسعها أن تغالب الإعتراف بمرجعيتها الغربية لأطول مما فعلت"[15]

    وقد قال د. ع.ع.ابراهيم أيضا بلسان حسن مكى "أن الحركة الإسلامية لم تستنبط برنامجا حضارياً اسلامياً بديلا لما تواضع عليه الغرب لبؤس عدتها الفكرية[16] "

    أما أستاذ أ.ح.عمر فيغلظ القول والمفهوم كمايلى:

    "وفي هذا النسق (نسق تعديل القوانين والغائها) تم إلغاء القوانين الخاصة بتنظيم التجارة . وأعيدت صياغتها مراعاة لمنهج الدولة في تحرير الإقتصاد من هيمنة الدولة . وبسطاً لحرية التجارة ومنعاً لنوازع الإحتكار الضار" (قانون تشجيع الاستثمار 1990وقانون تنظيم التجارة 1994م)" (التخطيط من عندى)

    من أول مهام وثيقة الإستراتيجية القومية الشاملة هو "الانتقال بالاقتصاد السوداني الي مرحلة التحرير الإقتصادي المتكامل وفك قيود الإدارية والإجرائية في كافة مفاصلة وتحرير قوي السوق وإطلاقها لدفع مسيرة الإقتصاد" ويقول أن النظام المصرفى السودانى "مربوط بمنهجية الفكر الاقتصادي الاسلامي وسياسات التحرير الاقتصادي" الغربى. الى أن يظهر السبب ويبطل العجب ب "دور النجاح الاقتصادي الذي مثلت فيه سياسات التحرير رأس الرمح في تثبيت دعائم النظام السياسي منذ 1989م" . لاريب فقد ارتبطت مسيرة التحرير الاقتصادي عموماً ببرامج الإصلاح والتكيف الهيكلي الغربى.

    اذن تصبح القسمات المميّزة للإقتصاد الإسلامى،حسب غليظ منهجه، هى:

    أولاً: بسط حرية التجارة وإلغاء القوانين الخاصة بتنظيمها.

    ثانياً: تحرير الإقتصاد من هيمنة الدولة وتطبيق برامج الإصلاح والتكيف الهيكلي الفروضة من مؤسسات الغرب.

    هذا هو جوهر منهج وفكر وبرنامج الراسمالية النيولبرالية الإمبريالية فى أبشع مدارسها محافظةً (من الريغانية والتاتشرية الى جورج دبليو بوش وساركوزى الفرنسى وستيف هاربرالكندى). وفى هذا المنعطف ينزوى خطاب العدالة الإجتماعية والتكافل خجولاً دون حِراك.

    تطابق الحركة الإسلامية مع امبريالية النيولبرالية يبدو فى افضح تجلياته فى السوشيو-اقتصادى:

    أولا: فى دفاع الحركة الإسلامية عن الطبيعة المقدسة للملكية.

    ثانياً: انه يجيز عدم المساواة وكل متطلبات اعادة الأنتاج الراسمالى. وتشهد على ذلك عشرات القوانين النيولبرالية التى تفتخر بها الحركة الإسلامية السودانية منها قانون بنك السودان وقانون تنظيم التجارة وقانون الزكاة الخ.

    ثالثاً: التخلى عن المنظور المعادى للإمبريالية واستبداله بالموقف المعادى للغرب المسيحى الذى يستثمرالإسلاموفوبيا(كره الإسلام) التى تعطيه مصداقية لخطابه المعادى للغرب.

    ويجدر الحديث هنا عن اسلام يعادى الإمبريالية سياسياً، رغم انه رجعى اجتماعياً (ايران وحماس وحزب الله).

    زبدة القول هنا ان تعلّق الشعوب بالقناعات الدينية لا يقود بالفطرة الى امبريالية وكذلك الإسلام السياسى ،عموماً،ليس بالفطرة ظلامى ولكن مصالح الطبقات المحلية والتحالفات الإمبريالية هى التى أنتجت صيغ الإسلام السياسى المتحالف مع الغرب فى السودان والسعودية (وحماس حين كانت تنعم بشهر عسل مع اسرائيل لضرب التيارات الديمقراطية والعلمانية فى المقاومة الفلسطينية)

    لايغيب على منطقنا العام ان تعاليم الشرع ضد الإستغلال هى حصيلة لصراع الإنسان ضد الظلم وان نفس التعاليم يوظفها طغاة متسلطون لتبريرادارتهم لتراكم راس المال ومستوى تطور القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج.

    وهنا يبدو فكر الحركة الإسلامية راسمالياً غربياً ونيولبرالياً قُحّاً دون أن يتستّر بنص مقدّس يسترعورته.

    ويصبح خطاب المثقف الاسلامى (وليس المثقف المسلم لأننا جميعاً مسلمين) الأيدولوجى عارٍ من حديث وآية تمنحه القداسة والطمأنينة الّا من "منهج تحرير الإقتصاد من هيمنة الدولة" النيولبرالية وروشتة البنك الدولى والصندوق. وهكذا لم يخرج النظام الإقتصادى الإسلامى من النظام الراسماللا قيد انملة.

    أما ماتحته خط من عبارته " ومنعاً لنوازع الإحتكار الضار وتنظيماً للأسعار السلعية" فهومن شاكلة نشيد "الثورة الحرية الحمراء شمس لا تغيب" والتى انبعثت من مايكرفون جامع البركس وهم من نسيج آيدولوجية تغبيش وتعمية طفولية.

    كان ذلك هو فكر الراسمالية وتطبيقها الذى أفرز أمراضها. حينها لجأ الأنبياء الكذبة الى الزكاة كوصفة اسلامية العنوان والى مشروع تسويقى جديد يلهوننا به هو فكرة منظمات المجتمع المدنى (من شاكلة جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصندوق دعم الطلاب ومؤسسة الشهيد الخ) التى تتنزّل وكأنها ليلة القدْر بكل أمرِ سلامٌ وكأنها ستخفّف أمراض النيولبرالية التى كرّسوها. وتقول البداهة الدرامية: حين يبلغ شهرزاد الصباح يتم رتق قَدْ شملة كنيزة الرباعى وتتولّى الحدود ونيران الجيش والجنجويد فى معسكرات كلمه وزمزم معالجة الشرخ الإجتماعى والنفسى المبين.

    دأبت قيادات تنظيمات الإسلام السياسى منذ نعومة أظفارها على ركوب كل السروج المدبّبة والناعمة لذا لم يشذ أستاذ أ. ح. عمرعن تلك القاعدة حين سبّ (فى ظاهرتوطئته): "هيمنة مناخ تسيطر عليه الثقافة الغربية التي لا ترى في أية محاولة لمفارقة توجهاتها وخياراتها إلا ضلالاً وجهداً مضيعاً" ولكنه سوّد جميع الصفحات الأخرى مسبّحاً بحمد الفكر النيولبرالى وتطبيقات خصخصته كما سنرى (مثلا: قانون تنظيم التجارة1994 وقانون المصارف 1991)!!

    فهو ركّاب ثلاثة سروج: يصلى خلف على ويأكل مع معاوية ويلعنهما مع الخوارج.

    تمثّل "الحركة الإسلامية" سياسياً شريحة عظمى من الراسمالية السودانية المعاصرة وقد ساقتها عنوة فى درب آلامها نحو التبعيّة الإقتصادية النيولبرالية وتحالفت مع راس المال المالى العربى والإسلامى. والأخيرساعد جماعة الإسلام السياسى فى السودان على فرملة قوى النهضة الوطنية السودانية ونصرتها فى هجمتها الهمجية الآن على عموم أهل الضواحى السودانية بدون فرز. ولذلك يصبح حديث أستاذ أ. ح. عمر عن دور"الحركة الإسلامية" فى قيادة نهضة اجتماعية واقتصادية وثقافية وعدالة اجتماعية وتكافل اجتماعى لا محل له من الإعراب ولغو من لايختشى.

    اذا كان ذلك كذلك فان مقاربة أستاذ أ. ح. عمر لاتخرج عن كونها مشهد من مشاهد التجسير الإصلاحى للراسمالية الإسلامية من مرحلة النهب البدائى والصريح للقطاع العام (الرشوة والفساد والقمع والعنف) الى نهب الراسمالية وآيدولوجيتها المعاصرة أو هكذا يحلم المنظرأ.ح.عمر بطريق ملَكَى بعد عبور الجِسر، جسرنيفاشا المؤدى الى انتخابات سرجى مرجى. كلما اتامّل الجسر الرابط بين ضفة (التراكم البدائى الراسمالى فى أمريكا من استرقاق الزنوج وقمعهم وابادة السكان الأصليين) وضفة اللبرالية بذهبها ومعادنها يبدو لى التناقض على أشدّه مع سودان حركة إسلامية طفيلية ضالعة بين بربرية الإسترقاق وإرثها (وبدائية حروب الجنوب وجبال النوبة ودارفور والمذابح الإبادية وتهجيرالشعوب وقمع قوى النهضة فى الوسط) وبين اكتشاف البترول والذهب. ومثلما قال سمير امين فان الإستغلال المطلق يحتاج الى ايدولوجيا مطلقة لتبريره وتمريره فكانت آيدولوجيا وديماجوجيا العربسلامية تحرسها الأنتونوف والملوتوف ودفاع الجنجويد الشعبى.

    عبثاً يحاول أستاذ أ. ح. عمر فى مقالته ،وهو ينعم بدعاش الإستوزار والأكاديميا الآنى، إخفاء عمامة ودالبلد الرابض بين شوفينية المركزية الإثنية وغلواء التطرّف الإسلامى. وبين سطور الخطاب الذى يتجمّل بالفصحى لاتخفى على القارئ مشاهد دراما يحى بولاد وعلى الحاج وخليل ابراهيم (وفى تخوم الجنوب عرضوا ألف دراما ومشهد) على خلفيّة مسرح بِنية نفوذه وموارده وهذا أمر نخشى ألّا يسوق الضحية والجلاد معاً ليوم كريهة وضياع ثغرعزة وهذا متروك للرواة.

    ولأن يدا أستاذ أ. ح. عمر صُفرٌ (حتى لانقول مضرّجتان بالأحمر) من المصداقية والأمانة أتى مفهوم نقده الذاتى للحركة الإسلامية ،أصالة عن نفسه ونيابة عنها، ملتوياً وخادعاً.

    خطاب صناعة الزيف والوهم:

    أولا: النهضة الحضارية الشاملة

    يقول الأستاذ أ. ح. عمر بقوة عين عن نهضة حضارية وعن سماحة و"أُسس دستورية" لا وجود لها وكأنما لم تكتب تلك المراسيم الدستورية تحت زخات الرصاص وبحار الدم أوكأنها كُتبت فى الساحات الشعبية بعيدا عن الغرف المغلقة جيّدة التكييف. أو كأنما كانت حرية اتخاذ القراروبسط المساواة والعدالة عناصرمكونة لتلك الحضارة الشاملة.

    لم يتبرّع أستاذ أ. ح. عمر بتعريف النهضة الحضارية الشاملة التى ينشدها وافترض أن نسلّم جدلاً بعدلها الإجتماعى ومساواتها. ليته أقرّ بأن عمادها هو "الرؤية الوسطية التى اعتمدتها الحركة الإسلامية" كوسط حسابى بين النيولبرالية الغربية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية (وقيل الثقافية) وبين إستبداد الشرق وتفسّخ حضاراته. لعلّ محصّلة هذا الوسط الحسابى هى النيولبرالية والتى تتشبّع بها رؤيته هنا من خصخصة مؤسسات القطاع العام والتعليم والصحة بإستثناء ميزانية السيف (الأمن والدفاع والمخصصات السيادية). تلك هى لحمة وسداة مشروع النهضة الحضارية الذى بشّرنا به أستاذ أ. ح. عمر "دورة جديدة من دورات الحضارة الإسلامية تكون لها الريادة الحضارية بإذن الله في عالم تكاثرت فيه أزمات الحضارة الغالبة حتى تكاد تؤدي بالإنسانية جمعاء إلى هلاك مبين" والمنجّم وحده يدرى كيف تسلس لها "الريادة الحضارية" وهى تابعة ذليلة لا عِلم كسبت ولاتقنية.

    ياترى ماهى فصول دورات الحضارة الإسلامية القديمة ومقوّماتها وماهى عناصر الدورة الإسلامية الجديدة؟ هل سينطلى ذلك على 95% من الشعب السودانى الرازحين تحت خط الفقر أو خارج التاريخ الإنسانى مِن مَن جوّعتموهم/ن وشردتوهم/ن وأغميتم عليهم/ن وأدخلتم فى قلوبهم/ن الرعب وفى أحشائهم/ن المرض والمسغبة من أجل برنامج الحضارة النيولبرالية الغربية العالمية "الغالبة" التى كادت أن "تؤدي بالإنسانية جمعاء إلى هلاك مبين"؟

    الحضارة الشاملة التى يتوعّدنا بها أستاذ أ. ح. عمر هى حضارة غربية وفلسفتها "التى لا جدال حولها هي فلسفة التطور(الراسمالى) التي لا بقاء فيه لضعيف إلا تحت سطوة القوى الغلاب" (الأهلّة من عندى) وتمارس الحركة الإسلامية الآن تلك السطوة غِلاباً وقهراً تماماً مثل سلطة الغرب.

    ثانيا:قدوة التعليم والدعوة والتعبئة والتوعية

    ويمضى الأستاذ أ. ح. عمر داعياً الى ترسيخ قيم "الدعوة من خلال اقامة القدوة والأنموذج".

    ويستمر فى المغالطة: "وليس مثل التعليم والدعوة والتعبئة والتوعية شيء في إحداث هذا الحراك الـمفضى إلى وعي جديد وتطلعات جديدة"

    وبحسب هذا المنطق كان حريّاً بالحركة أن تبدأ بهذه الأبجديات والقيم وأنشطة ال" التعليم والدعوة والتعبئة والتوعية " بصبربدلاً عن فوهات البنادق. هذا كذب ونفاق لا أكل ولا شرب. لقد تستّرالغول الإسلاموى بضباب قباب "القدوة والأنموذج" وأضرحتها - ماأكثرها - فاستفحلت رشوة وفساد واحتكار مال وشركات ونفوذ.

    ثالثاً: منهج الأخلاق فى فلسفة التخطيط الإجتماعي والإستراتيجية القومية الشاملة

    تأمّلوا معى هذا الإقتطاف الطويل:

    "ولا شك ان استخدام وسائل السلطة في انفصال عن وسائل الدعوة والتعليم والاقناع لا يجدي إلا نفعاً قليلاً فإستراتيجية التخطيط الإجتماعي المستند إلى الدولة هي استراتيجية تأثيرية أي أنها تكتفي برسم المقاصد وتشير إلى الوسائل . وتسعى من خلال التشريعات لإزالة المعوقات . ولكن المسعى الرئيس لأحداث تغيير في المجتمع إنما هي المسعى الطوعي الدعوي . ذلك لأن الاعتماد على القوة والتفويض وحدهما لا يأتي بالنتائج المرجوة. لأن القوة قد يساء استخدامها فتصير سبباً للقسر والإكراه . والتفويض مهما كانت صورته يكون نسبياً ، حده الكافي لمنح الشرعية إعتباطي وعرفي ولا يمكن ضبطه على وجه الدقة ، فضلاً عن أن التفويض يمكن ان يستخدم في كثير من الأحيان ضد الأغراض التي من أجلها منح. والمنهج الأمثل الذي تتوخاه استراتيجية الاخلاق والرقي الاجتماعي هو ذلك الذي يقوم على المعايير الاخلاقية الثابتة الشاملة [17]. وهذه المؤشرات التي نشأت بموجبها وزارة التخطيط الإجتماعي"

    أستوقفكم/ن لتأمّل عينة من تلك"المعايير الأخلاقية الثابتة الشاملة" التى يحبّرنا بها الأستاذ كأن تُحمى المؤسسات الإسلامية والعاملين عليها وأعضاء مجالس اداراتها بنص القانون وتعفى أموالها من جميع أنواع الضرائب ثم: "إعفاء مرتبات وأجور ومكافئات ومعاشات العاملين وأعضاء مجالس الإدارات والتمتع بأي إعفاءات أو إمتيازات منصوص عليها في أي قانون آخر. ولا يجوز مصادرة أموالها أو تأميم أو فرض الحراسة أو الاستيلاء عليها؛ ولا تنطبق عليها القوانين التالية:القوانين المنظمة للخدمة و فوائد ما بعد الخدمة،وقانون ديوان المراجع العام لسنة 1970، أوأى قانون آخر يحل محلّه [18]" حتى تخزّن العيوش والغذاء الأساسى عن فقراء المسلمين والمسلمات وتحيل كل أيامهم/ن قمطريرا ، ثم تنشئ لهم/ن وزارات الإحسان ليستجدوا الفتات وهم صاغرون وهن صاغرات. وتأتى الخطاب زلقاً ماكراً من شاكلة: "لأن القوة قد يساء استخدامها فتصير سبباً للقسر والإكراه" !! (كل تخطيط فى هذه الورقة من عندى)

    كنا سنحمدّ للأستاذ أ ح عمر أن يقول: قد أساءت الحركة الأسلامية فى السودان استخدام القوة وصارت سبباً للقسر والإكراه ولذا لزم علىّ الوقفة مع النفس وإنتقادها. وبهذا أقدم استقالتى من وظيفتى الوزارية حتى يعتدل الأمر؛ ولكنه قال "القوة قد يساء استخدامها فتصير سبباً للقسر والإكراه" فجرح مصداقيته باستعمال حرف التخفيف "قد" بمعنى "ربما" ثم بنى فعله للمجهول وهو يعرف تماماً مثل جوع بطنه التى نسيت الجوع ان القوة قد ساء استعمالها فى الماضى (وكذا الحاضر) فصارت سبباً للقسر والإكراه.

    أنظر الى العبارات التى جرى بها قلمه دون أن يرمش له طرف: "الدعوة والتعليم والاقناع" و "المسعى الطوعي الدعوي" وانّ "الاعتماد على القوة والتفويض وحدهما لا يأتي بالنتائج المرجوة" وإن "المنهج الأمثل الذي تتوخاه استراتيجية الاخلاق والرقي الاجتماعي هو ذلك الذي يقوم على المعايير الاخلاقية الثابتة الشاملة"

    وهكذا يدخلنا الكاتب فى "غلّوتية" الخطاب. وهو يعكس مراد آية الخطاب فى القرآن الكريم (وشددنا مُلكه) ولم نؤته الحكمة ولافصل الخطابز ثم يصدق عليه قول ماركس وانجلز فى الآيدولوجيا الألمانية "إن انتاج الخطاب فى كل مجتمع يخضع لرقابه ولاصطفاء ولتنظيم ومن ثم لاعادة توزيع وفقا لتدابيرتهدف الى تحاشى سلطة و أخطار الخطاب واستبعاد اثر الاحداث عليه وتجنب ماديته الثقيلة" (راجع تعريفاتنا للخطاب فى الورقة)

    توصّل منهج أ. ح. عمر الى أن مطلوب الحركة الإسلامية هو ليس هندسة المجتمع او صياغته عبر السلطان والسلطة بل عبر "مجتمع مدنى" ؟؟ هل هذا هو خطاب الحركة التمكينى الجديد ولُب برنامجها الإنتخابى بعد أن إحتكرت أخضرالموارد الدنيوية وأسْودها من فوم وزيت وبترول وذهب؟ ً

    ذهب أ.ح.عمر منهجياً الى سََوْق مجموعة من الإقتطافات الأكاديمية التبريرية المجافية للواقع لتسويق مبتغاه وهو يقتطف من د. الترابي ( الحركة الإسلامية في السودان) وسيد الخطيب(صنع التغيير) و"الإستراتيجية القومية الشاملة" ومراسيمها الشمولية الشاملة.

    وهل سنشترى مثل نفاقه البائن كون "هدف تلك الإستراتيجية هو الرقي الاجتماعي ليكون السودان خير مجتمعات العالم النامي ديناً وخلقاً وثقافة ومعاشاً وبيئة وان يكون المجتمع مستقلاً عن السلطة في معظم حاجاته وسابقاً لها في مبادراته. فالمجتمع عبر الوسائل الطوعية هو الذي تراه الحركة الإسلامية على كرسي القيادة"؟

    لايعترينا مثقال ذرة من شك،بالدليل التفصيلى والظرفى والواقعى،بأن رؤية الحركة الإسلامية واستراتيجيتها "لمسألة التغيير الاجتماعي هي رؤية شمولية سلطوية" على الدوام وبلا استثناء. وأى تبرير بأن "سلوك بعض الأفراد والجماعات الـمنتسبة إليها والمتحدثة باسمها أحياناً والمستندة إلى مرجعية سلطتها كانت أحياناً تعطي أشارات مخالفة لهذا النهج" ليس هو الّا إلتواء وانتهازية وخداع أعضاء الحركة والراى العام مخبوء بعناية تحت سجّادة خطاب فقه الضرورة. لذلك نسمع هذا العتاب الخجول مقابل إنتقاد الذات الصريح من قيادات الحركة داخل السلطة وخارجها رغم ان المسألة تتعلّق بسَحْل واعدام وإبادة وفصل وتشريد ملايين البشر، بل شعوب وقبائل،أعاجم ومسلمين فى وسط السودان النيلى وواق واقه. ونبحث عن الأسباب فى جوهر الإستراتيجية الشمولية الفاشية للحركة وليس فى " تنامي نمط وصائي في أوساط" بعض المتنفّذين أو "بسبب وهن أدوات الفعل المدني" كما يقول. وتلك السلطوية والقهر والتخويف والفساد جزء من حزمة أتت أُكلها ثراء ًحراماً وتطاولاً فى البنيان.

    واذا كان أمر التغيير الإجتماعى الحقيقى "هوالتغيير الذي يبادر به المجتمع ويرعاه ويتطور من خلاله . فهو ليس خطوة واحدة يمكن ان تتحقق بدفعة سلطانية ، وإنما هي سيرورة اجتماعية" واذا كان نهج الحركة "هو منهج حفز المجتمع من خلال تنمية قدراته لتغيير ما بنفسه" ؛ اذا كان ذلك كذلك يااستاذ فيم العجلة والإنقلاب على سلطة ديموقراطية فى رابعة النهار والتمسك بالقهر ونقض الإتفاقيات والعهود حتى لحظتنا هذه؟ لماذا لا تضرب الحركة الإسلامية فى الأرض توجيهاً وتعبئة وتوعية وتربية ولها فى صبر أيوب وكدّ "الأنبياء والصالحين" أُسوة حسنة؟؟؟

    كيف تريدنا أن نقرأ "جهود الانقاذ على سبيل الامتثال للتعاليم الإسلامية والاحتكام للشريعة الإسلامية" والفساد والنصب وقتل المسلمين على قفا من يشيل؟؟

    اذا كنت تعنى ماتقول بأن:

    "التنمية الشاملة هي المنهاج وقاطرة التنمية الشاملة هى التعليم والدعوة والتوعية والتعبئة فالإستراتيجية هي البداية الشاملة للتأصيل وللنهضة الفكرية والتنمية الثقافية وتحريك المجتمع وتعبئة قواه في إطار ثوري حر يفجر الطاقات ويستنهض الهمم وهي خريطة هادية للتحول الحضاري نحو المجتمع الذي نصبو إليه"

    واذا كانت الحركة تضع التعبئة فى أولوياتها لماذا اذن التعجيل واللعب بمقدرات الشعوب السودانية بالعنف والقمع و"الإطار الثورى الحر!!!" وما أدراك ماهو!

    المتأمّل للغة أستاذ أ.ح.عمرعموما ولهذا الإقتطاف الأخيرالمكثّف تخصيصاً، لا يملك الّا أن يردّد مع نورمان فيركلوف بأن اللغة أصبحت تلعب دوراً أكثر أهمية فى التغييرات الإقتصادية-الإجتماعية المعاصرة مما كانت تلعبه فى الماضى. لغة من عيار "التأصيل والنهضة الفكرية والتنمية الثقافية وتحريك المجتمع وتعبئة قواه في إطار ثوري حر" لا نملك معها الّا أن نهنيه على خبرة التحصّن من الخجل واستراتيجية حصان طروادة الخطابية ونقول له بسحروك على هذه الدروشة الأكاديمية الفاردة لجناح البذخ والوفرة المربكة وقوة العين.

    رابعاً: فضول أكاديمى تبريرى

    وعن ثقافة محاكم التفتيش والقطع الناشف من خلاف وكارثة تطبيق الشريعة يقول:

    "كان لإصدار القوانين الجزائية بصورة فجائية درامية ومحاولة تطبيق أحكامها من خلال إعلان حالة الطواريء . ومن خلال المحاكم الخاصة الـمبتسرة الإجراءات وكيفية إعلان الأحكام وتطبيقها ، أثره في إعطاء صورة شائهة تذكر بنمط محاكم التفتيش"

    ولكنه يحيله الى فترة حكم النميرى أوبسبب المتنفذين فى فترة الإنقاذ، لكن الكل يعلم أن التطبيق الحدودى لم ينفك يمارس إنتقائياً الى يومنا هذا وان خفَتَ صوت التشريع الجزائى نوعا ما لأن سيقان الأشباح الجائعة ماعادت تصل مطاميرالخزائن ولأن بطون الجلادين قد أُتخمت وجيوبهم انتفخت وألهاهم التكاثر. وماانفكّت حرية التعبير والتنظيم والصحف غائبة ومازالت الميزانية الحكومية فى 2008 تُقرأ بفط سطر وقراءة آخر وصفرمع الرعية وواحد مع الراعى. الملاحظ أن جميع قيادة التنظيم أصبحت تتبرأ من بعض الجرائم التي أغُترفت وهذا نقد ذاتى ضعيف وتنقصه المصداقية بما فى ذلك الترابى والأفندى لأنهم مازالا يخفيان الكثير وبالأمس قال الأفندى مهدّداً صديقه نافع على نافع أنه سينشر الكثير من أسرار التنظيم وتاريخ النشر ليس محكوماً طبعاً بأجندة الشعب السودانى والا فلماذا الإنتظار؟ وعندنا أن شهاب الدين أظرط من أخيه.

    أمّا بفقر خيال الإسلام السياسى فى القانون والإقتصاد فحدّث حيث تمخّض جبل التشريع الاسلامى فولد ستة حدود ثم التفتوا الى خيبات المحصّلة الراسمالية فوجدوا اكتر من 180 جريمة فى القانون الجنائى ثم تضاءل الخيال الإقتصادى الإسلامى الى نسبة الزكاة المئوية التى تؤول الى الصفر مقارنة بضرائب الدخل التصاعدية وغيرها.

    اذا كانت العبرة بأقتطاف المراسيم الدستورية وقراءتها الأكاديمية فان الخطاب يصبح فضولاً أكاديميا وتبريراً محضاً فى أحسن حالاته. تأمّل معى بؤس هذا الإقتطاف حين يقول أ.ح. عمر:

    "نص المرسوم الدستورى على أن الوطن توحده روح الولاء والسلطة والثروة وقيمه المشتركة وتبسط فيه وتقسم بعدالة السلطات والثروات بالولايات والمحليات والشرائح الوطنية بلا مظالم أو عصبيات !!"

    نفس خطاب المرسوم الدستورى هذا هوعضم "الضهر" والمسوّغ الفكرى والأخلاقى لخطابات المعارضات المسلحة السابقة والحالية واللاحقة لاقدّرالله. ولعلّه كان فى الفقرة الأولى من بيان خليل ابراهيم فى 10 مايو 2008 وفى ديباجة دستورها ومانفستو معارضيها على سبيل منطق الدائرة الشريرة.

    المقتطف أعلاه لاينسجم مع التوجه الأساسى لسياسات الحركة الإسلامية خاصة الدعوة لوحدة السودان والتقسيم العادل للسلطة والثروة والتى فُرضت مؤخرا بقوة السلاح وتوازنات سطوة النيولبرالية وأياديها الإمبريالية الأخطبوطية الباطشة ذلك لأن حكومة البشير الغالب وزنها مازالت تماطل فى وعدها بالإتفاقات المبرمة مع المعارضة والشريك. الغموض الآيدولوجى من شاكلة "الوطن توحده روح الولاء" لايجب أن تكتبه الدساتير الا من باب الفهلوة المقصودة. ماهو الولاء الذى يوحّد السودان المتعدّد المتنوّع؟ هل هو "الولاء العربى الإسلامى" الذى يوحّد السودان؟ اللهم الا أن يكون سودان عبدالرحيم حمدى محور دنقلا+سنار كردفان التى توحده "قيمه المشتركة" و"انسجامه" كما عبر بوضوح عبدالرحيم حمدى حين تسرّب الأجندة من داخل الغرف المغلقة.

    الإستشهاد بنصوص المراسيم الدستورية ضحك على دقن الواقع الصخرى لأن البيان بالعمل. ذر الرماد فى العيون هوأن ينص المرسوم على نظام للحكم :

    "تؤسس سياساته الحرية والشورى دون إباحة للطائفية السياسية أو العصبية الحزبية ودون تركيز لشهوة السلطة أو روح الفساد أو الصراع"

    والمعنى واضح كون "الحرية" هى حرية حزب الحركة الإسلامية و"الشورى" بين فقهائه وأئمته وإقصاء جماهيرالحزبيين الرئيسيين تحت ذريعة "الطائفية السياسية واليسار بحجّة "العصبية الحزبية". أما "روح الفساد" (بل جثمانه أو جِتّته كما يقول كلام السودان النيلى) قد تنتّنت وعمّت جيفتها ولن تطهّرها الا كيماويات "الصراع" الضارى "الثورى الحر". ولم يبق من النص سوى سفسطة وهيام رومانسى يلهينا عن شهوة السلطة والفساد والصراع الذى يستعر بين الذئاب داخل جخانين الحركة الإسلامية وسلطتها الباطشة الظلومة.

    وعند اقتباس واجبات وحقوق المواطنة فى مرسوم الدستور يسوّق لنا أ.ح. عمر كلام الطير فى الباقير بنص يقول:

    "قد أوجب على المواطنين المتدينين الصدق والتعبير القويم . وكفل لهم حقهم القانوني العام بلا إكراه في العقيدة ولا حجر في العبارة ولا ظلم ولاتمييز في الحق العام بمجرد اعتبار الملة الشخصية . كما أوجب للمواطن العلم والعمل موالاة ً للآخرين . وكفل له المساواة بلا تفرقة ولا تمييز بمجرد الجنس أو الوضع الإجتماعي أو المالي إلا ما تقتضيه عدالة القانون"

    دستور يكرّس للتفرقة الدينية بخشم الباب فوق أنه مجرد لغو لاعلاقة له بمنطق الفكر الإنسانى القانونى والأخلاقى المعاصر. ثم يكذبه الواقع الدموى وجهاد المواطنين وبعث الإثنية بسياسات تجنيد القبائل ضد بعضها وتمزيق الوطن والتفريط فى سيادته.

    هذا مرسوم تفرقة غريب يقسّم المواطنين، حسب النص، أمام الحقوق والواجبات الى نوعين: "مواطنين متدينين" ونقول مسلمين وعاربة ومواطنين معرفين بالألف واللام هم دون أؤلئك وكفلت لهم حقوق دونها الحقوق الدينية التى لم يذكرها المرسوم لأن الخلفية الفكرية للمشرّع ونهجها قد قسّم العباد الى مسلمين وأهل ذمة لادينيين يدفعون الزكاة عن يدٍ وهم صاغرون. وحتى تلك الحقوق (ناقص حرية العقيدة) جاءت مشروطة ب"ماتقتضيه عدالة القانون" هذا بالطبع وطنٌ لا "توحده روح الولاء" كما كذّب علينا الدستور فى المقتطف الذى سبقه، دستور يكرّس ل"مظالم" و"عصبيات" ودم مهراق يخبئه الأفق التشريعى الطالع من فرضية الذهنية العربسلامية العصبية العصابية المغلقة.

    وهل يتحدّث أ.ح. عمر عن سودان نعرفه حين يقول أن برنامج الحركة "أوجب للمواطن العلم والعمل موالاةًً للآخرين"؟؟ صرف النظرعن الركاكة اللغوية فان العلم(يقصد التعليم؟) قد خصخص وتدهور فأرسل مثقفوالسلطة أبناءهم وبناتهم الى اوروبا وامريكا وماليزيا لطلب العلم؛ أمّا عن العمل فقد تعدّى معدّل العطالة 18%.

    بحرالحركة الإسلامية يغمر تَمَدْ حركة الإسلام السياسى ويجُبّها؟

    استلفت هذا العنوان من استعارة الإمام محمد أحمد المهدى حين قال بأن بحر الأنصارية غطى على تَمَدْ (آبار)الحركات الصوفية التى سبقته ومن أراد أن يستقى من علوم الدين حسب الإمام لا بُدّ أنه يشرب من فيض بحر الأنصارية. وخطاب الإمام هو الجرّة التى خرج منها الجن الكلكى كون صخب "بحر" استعارته البلاغية المهيمنة يُقصى مجاميع "التَمَدْ" التى نسى البحر فى ضجيجه وعجيجه جدل اندغامها فيه. هكذا ينساب خطاب الإستبدال والإحلال ويكثر أ.ح. عمر ترداد عبارة "الحركة الإسلامية" بوعى حتى تجبّ وتلتهم محاسن موتاها. وهى عين إستراتيجية مابعد قرار المحكمة الجنائية الدولية والتى بمقتضى نعمة خطابها السائد أصبحت "سيادة" البشير وحكومته الإنقلابية هى طبق الأصل مع "سيادة" السودان. تلك المكيدة الطروادية التى إنطلت علي قوي المعارضة.

    اسمع أستاذ أ. ح. عمر يقول "ولم يصدر القانون(القانون الجنائي 1991م) في شكل أحكام جزائية وعقوبات بل هو أشبه بمرجع في رؤية الحركة الإسلامية للتعاطي مع مسألة الجنايات" . كم ياترى نسبة عضوية هذه الحركة من مجموع التعداد السكانى السودانى (أقل من 1%؟) وقد علمت مشارق الأرض ومغاربها بأن القطع من خلاف كان طيلة التسعينات من نصيب الفقراء والمهمّشين ولم نسمع به يطبّق على فساد الحكّام جباة الضرائب وكانزى الذهب والبترول.

    التعامل مع القانون فى ذهنية كوادر الحركة الإسلامية هومطلق تطبيق الحدود وترسُّخ فهم عصابى لإنفاذها يتحكّر فى وعى كوادرها ولاوعيهم فى آن معاً ؛ ألم يقل أستاذ أ. ح. عمر: "ليس لأن الحركة الإسلامية أقل حماسة لانفاذ الحدود (التي تنزل بانفاذها البركة) وإنما لحرص الحركة الإسلامية على ان تظل الحدود حدوداً" (الأهلّه ليس من عندى بل من أ.ح.عمر). بأى منهج وفلسفة وفكر تتنزّل بإنفاذ الحدود البركة؟؟ ولماذا لم تتنزّل بتعطيلها البركة؟ أليس من الحكمة القول أن البركة الحقيقية هى فى بسط الخير والرزق والعدالة الإجتماعية حتى لا يضطر المسلمون الى سرقة القوت؟ هذا فكر أقل مايوصف بالشذوذ ولا أرغب فى تسويغه بالأحاديث الضعيفة؟ وسيظل فكرالإسلام السياسى فى محنة أخلاقية وإنسانية اذا لم يتجاوز الحدود كمفهوم اشكالى كونه عقوبة وحشية مذلّة و مفارقة لاى حساسية انسانية كما فى الجلد والقطع والرجم.

    يقول أ.ح عمر "ولا يزال هذا المنهج في مقاربة قضية الحدود يحتاج إلى دراسة بعد مرور أكثر من خمسة عشرعاماً على القانون الجديد وسياسة تطبيقه"

    من الذى أعلاكم فوق رؤوسنا وإصطفاكم دون سائر المسلمين بتجريب سيوف مناهج الحدود وتطبيقها فى رقاب العباد المستضعفين تسع عشرة عاماً حسوماً؟

    ويعتذر أستاذ أ.ح.عمر بحياء:

    "مراجعة القوانين وتعديلها جملة واحدة في وقت وجيز أمر متعذر" ثم "ستظل كثير من القوانين السارية الآن في حاجة إلى الإصلاح إلى أن يحين وقت إصلاحها وتقوم ضرورة تعديلها"

    إذا أقر أمين ضمنياً أن هنالك حوجة للتعديل وأصلاح القوانين فما هو الداعي للماطلة والتسويف؟ هل نحن في حوجة الي 19عام أخرى؟ تلك كانت فترة كافية لنهب نفائس موارد السودان العامة من ذهب وعائدات بترول وجبايات أضافة الي نفوق أرواح الآباء والامهات وفلذات الاكباد.

    ًالنقد بما يفيد المدح

    يقوم النقد الذاتى للفرد والجماعة على الوعى الذاتى بالمسألة ومن ثم نقد الذات بمسئولية وشفافية وأخلاق.

    لايومئ أ.ح عمر الى موقف نقدى محسوب على الحركة بل يتحدّث عن "الموقف النقدي لكسب الحركة الإسلامية في ظل الإنقاذ" وهذا نكران للنقد والشفافية وإلتواء وغِش بيّن إذ كيف يجوز الحديث عن "موقف نقدى للكسب"؟ بينما الأحرى هوالحديث عن موقف نقدي للخسران والخطيئة والتراجع. الورقة تُصرّ على تفادي توضيح القصور والتهرب من المسئولية وبالتالي عدم الاستعداد لنقد التجربة الاسلامية وهذا يعني ضمنياً الرغبة في الاستمرار في فرضها رغم أنف الضحايا. تزول دهشتنا هنا قليلاً حين نعرف ان الرموز فى الخطاب الدعائى تتم صياغتها على شكل صور خطابية ثم نستنير ب ميشيل فوكو حين يحيل الخطاب الى فكرة استنبطت من واقع معرفى بقوله" إن كل خطاب ظاهر ينطلق سرا وخفية من شيء ما تم قوله ، والخطاب ليس مجرد جملة تم التلفظ بها أو مجرد نص سبقت كتابته بل هو شيء لم يقل أبدا (---) وكتابته ليست سوى باطن نفسها [19]" فقد تشير (الكلمة) إلى شيء غير ذاتها عن طريق الإشارة المباشرة إلى الشيء الخارجي عنها . أو عن طريق الفكرة أو الصورة الذهنية للشيء الخارجي أو المشار إليه [20]"

    وهكذا يبدأ النقد خفياً خجولاً كما فى غِش الحشف وسوء الكيل المشهورحين يقول أستاذ أ.ح.عمر:

    "إن مقاربة الحركة الإسلامية للمشروع الإسلامي لا تعدو ان تكون مسعى جماعة مجتهدة تخطىء وتصيب، تخفق وتقصر تتقدم وتتراجع ولكن النجاح الأكبر هو ان تظل المسيرة ماضية تبني على انجازاتها وتصحح أخطاءها وتعظم من كسوبها وترجو ان يتجاوز لها الله ومن بعد ذلك الخلق عن اخطائها وأي الناس يبرأ من الخطأ وأي الناس مطهر عن الخطيئة إلا المخلصين الأخيار من النبيين والصديقين"

    واذا لم تكونوا أنبياء ولا صديقين (عكس أيام انتخابات الجامعات فى الستينات والسبعينات والثمانينات حين كنتم تشترون بآيات الله ثمناً قليلاً : هو أن يصوّت لكم الطلاب والطالبات لأنكم مخلصين اخيار!!) لماذا لاتُحاسبوا على الأخطاء والتقصير والتراجع المادى والرمزى؟ وترجو أن يتجاوز لها الله و"من بعده الخلق" عن هذه الأخطاء؟؟؟ وهل ستنعم بجزيل عطائك لهؤلاء الخلق (تقرأ الجماهير) أن يفتوا فى أخطائك التى من ضمنها سحل وقتل وإبادة جُلّهم؟ وكيف ينظر الخلق فى أخطائكم وأنتم تصادرون حتى القصص والقصائد فى المجلات الثقافية.

    وما طبيعة هذا الرجاء (بما يشبه نقد الذات) الخجول ياترى ؛ رجاء أن يتجاوز الخلق عن أخطائكم وسيئآت أعمالكم؟ وماهى الآلية التى يتم عبرها التفاوض حول غفران أخطائكم وسيئآتكم ؟ مثلاً: عبرلجان الإنصاف والحقيقة والمصالحة والمثول أمام المحاكم (المحلية والدولية) أم عبر خطابة وخطاب هذه الدراما الكلامية؟

    ويستمر النقد المادح:

    "ولا يعيب المرء أن يقر بشرور نفسه وسيئات أعماله ما دام مقراً بالأمتثال للتعاليم والأحكام الإسلامية"

    إلى متى الإنتظارالكاذب وخطابة "اذا رايتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خُشُبٌ مسنّدة"

    قولوا لنا بالله ماذا جنت أياديكم وماهى شرور أنفسكم وسيئاتها؟ وإلّا سيقول الضحايا وابناؤهم وبناتهم/ن؟ ألا تسمعون صراخهم/ن أم أن بآذانكم وقر؟

    ويمضى بيع النقد المجانى:

    "ولا يعيب الجماعة الإسلامية والدولة الإسلامية إن تقر بسيئات أعمالها أو عجزها وتقصيرها ما دامت لا تتخذ غير الإسلام مرجعاً ومصدرا"ً

    إذن: كيف أصبح أنصاف وأشباه الأنبياء خطّائين ويصدرون من مرجعية الإسلام؟

    هل وصفات البنك الدولى والصندوق ومنظمة التجارة العالمية و"إجماع واشنطون" هى مراجع ومصادر اسلامية؟

    ومادخل مرجعية الإسلام بشئون الدنيا؟ من القائل: أذهبوا أنتم أدرى بشئون دنياكم؟

    من سيحدد "عجزكم وتقصيركم وسيئآت أعمالكم"؟ ماهى الآلية التى سيتم بها تحديد العجز والتقصير والجريمة؟هل هو قضاء مستقل ولجان قصاص وإنصاف وحقيقة وجبر ضرر المستضعفين وهل تتكرمون بوضع كتابكم التفصيلى وكشف حسابكم بأنفسكم؟ وهل "مينيو" السيئات يحتوى على جرائم القتل والسحل والتشريد والإبادة؟

    هل ستكون استراتيجية مداراة المراجعات العامة هى أحد نماذج آليات طرح سيئاتكم؟ومانوع الموبغات التى سترد فى اعترافات العجز والتقصير والسيئات؟

    وهل سيتحوّل عبدالوهاب الأفندى والطيب زين العابدين وحسن الترابى شهود ملك فى سيناريو الإقرار بالسيئآت والخطايا والتقصير توبة من الله نصوحا وتكفيرا وغسلاً للذنوب؟ أم نحن مبشّرون بمنطق دائرى شرير؟

    ماذا أنتم فاعلون بالفساد الظاهر الموثّق؟

    يبشّر أ.ح.عمر فى الورقة ب "الدعوة الوسطية التي تتخذ الإصلاح سبيلاً. وكلمة الإصلاح نفسها تعني اعترافاً بأنه رغم الفساد الظاهر فإن الخير في الناس كامن إلى يوم القيامة"

    ماهو الفساد الظاهروكم حجمه وأين ظهر وماهو مصير المفسدين؟ وهل ظهر بين دوائر ضيقة أم وسط مئات الوزراء المركزيين والولائيين وكبار رؤساء المصالح والمدراء الذين تحوّلوا بنعمته تعالى الى راسماليين وملاك عقارات ومشاريع زراعية؟ وهل ظهر العدل على مدرجات المحاكم أم فى ساحات الفيحاء؟

    هل دعوة الوسطية هى دعوة وسط حسابى بين الراسمالية من جهة والقرآن والسنة؟

    وماذا ترانا فاعلين بعبارة " الخير في الناس كامن إلى يوم القيامة" ياحضرة الدكتور؟

    وتستمر اللولوة الفكرية:

    يزعم أ.ح.عمر بأن أعضاء الحركة الإسلامية قد أدركوا بالتجربة "أهمية العمل العام , في حفز الأفراد ليحاسبوا أنفسهم وليجتهدوا في تنقية نفوسهم بالإيمان والعمل النافع الهادي إلى صراط مستقيم . قد أنبنت استراتيجية الحركة للاصلاح على المنهج المعتمد في علوم الاجتماع جميعاً لتحقيق التحول الاجتماعي"

    بأى آلية ياترى سيتم تحفيز "الأفراد ليحاسبوا أنفسهم وليجتهدوا في تنقية نفوسهم بالإيمان"

    وماهى التمارين الإيمانية السحرية التى تمكّن الحركيين الإسلاميين فى "تنقية نفوسهم" الأمارة بالقتل والفساد والإفساد؟ هل هى تمارين خارج مفهوم (ألم نشرح لك صدرك) والتى تخص الرسول (ص) وطبقاً لها يكون العُسر خليفةً لليُسر الذى لم يراه الشعب السودانى!!؟

    ماهى طبيعة "علوم الإجتماع" البرجوازية فى العمل الأهلى العام الهادية الى "صراط مستقيم" والتى استقت منها الحركة استراتيجياتها لتحقيق مشروع التحول الحضارى الذى فسد؟

    فى المنهج يبيعنا أ.ح.عمر عموميات حول "منهج إعادة التعليم والتوعية" مورست على مدى تسعة عشرعاماً تمّ فيهه غسيل مخ يسميه إعادة التعليم "من خلال نقد القيم السائدة والتذكير بالقيم الإسلامية والدعوة للاستقامة عليها"؟ غسيل مخ موضعوا الشعب عبره داخل خطاب "قيم اسلامية" و"الإستقامة عليها" حتى يفعلون ويفكرون ويتكلمون ويرون أنفسهم عبر هذا الخطاب الذى سمّوه جديداً وكأن مسلمى الوسط النيلى وأهل دارفورلم يكونوا مسلمين من قبل!! وأعنفوا على الشعب المسلم المغلوب على أمره بالأرض والبحر والأنتونوف تحت اسم "القيم والإستقامة عليها" التى عفوا أنفسهم منها فكنزوا الذهب الأصفروالأسود.

    أمّا بقية الرعايا،وليس المواطنين/آت، خارج مثلث حمدى بدرالدين فقد تم إسقاط المُتخيّل على واقع ممارساتهم وشبكاتها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، حتى كانت أوكادت الأنشطة والعلاقات الإجتماعية المتخيّلة أن تكون أنشطة وعلاقات إجتماعية واقعية، حقيقية حيّة تمشى بينهم/ن. لم لا فالتعريب والأسلمة كانت تشتغل فى تلك الشعوب منذ الأستقلال.

    ماهى أصول هذا المنهج ودقائقه؟ وهل تشمل القيم الإسلامية التوعية مع أو ضد الإحتباس الحرارى والإنفجارالعظيم وعلوم الأحياء؟ ماذا نفعل مع السلوك الإسلامى السائد الذى ينتظر الإكتشافات العلمية بنصوص قرآنية جاهزة تؤكد معرفتنا الأزلية بها!!

    ويمضى أمين فى نقد مادح تبريرى:

    "رغم وضوح رؤية الحركة الإسلامية ممثلة في الإنقاذ لقضية التغيير الاجتماعي وأن سلوكها العام قد وسمته هذه الرؤية الواقعية الوسطية إلا أن سلوك بعض الأفراد والجماعات الـمنتسبة إليها والمتحدثة باسمها أحياناً والمستندة إلى مرجعية سلطتها كانت أحياناً تعطي أشارات مخالفة لهذا النهج . وهذه التفلتات عن النهج العام هي التي يستدل بها خصوم الحركة الإسلامية على ادعاءاتهم . إذ يلجأون إلى تجاهل النسق العام مع التركيز على التجاوزات والتناقضات التي لا تخلو منها تجربة أو ممارسة عامة . ومثال ذلك محاولة جهات رسمية وشبه رسمية فرض الحجاب بالقانون . وكذلك تجربة شرطة النظام العام بالخرطوم لفرض ما يسمى بالمظهر العام اللائق"

    يقول أمين ببساطة شديدة أن هنالك "تفلتات" و"تجاوزات وتناقضات" عن "النهج العام" و "النسق العام" مثل "فرض الحجاب بالقانون و المظهر العام اللائق" ؛ وأن مرتكب هذه التفلتات هم "بعض الأفراد والجماعات الـمنتسبة إلى" الإنقاذ و "المتحدثة باسمها أحياناً والمستندة إلى مرجعية سلطتها" وليس عموم الحركة. ثم هذه الجماعات المحسوبة علينا "كانت أحياناً تعطي أشارات مخالفة لهذا النهج" الوسطى القويم. كان حرىّ به أن يحدّد ويسمّى هذه الجماعات ومتى طردت من الإنقاذ وحُوكمت تحت مجتمع القيم والإستقامة والعدالة الإسلامية؟

    رؤية الحركة الإسلامية للتغيير الاجتماعي والسلوك العام رؤية تجاوزت فرض الحجاب بالقانون الى فصل الأبناء عن إخواتهم وبنات أعمامهم وخالاتهم فى الشوارع وإذلالهم/ن حتى يبرزوا بطاقات الهوية. والسلوك العام تضمّن قتل سجناء الحرب وإعدامات جماعية فى شهر رمضان. هذا هو السلوك السائد حتى الآن. لماذا تولون من أفسد ولم يصلح فى "جهات رسمية وشبه رسمية" و"شرطة نظام" حتى تحدث "تفلتات" و"تجاوزات وتناقضات" وتطلبون العفو والتملّص من الجرائم ثم مواصلة الحكم واعادة الشمولية والإستبداد من جديد؟ عجبى منكم وأنتم تحتفظون بالزلابية وتأكلونها أكلاً لمّا فى آن معاً.

    ليت أ.ح.عمر قصد "بالتفلتات عن النهج العام" محصّلات كالفقر وملحقاته وحالة الطوارئ والجبايات والرسوم والدمغات التي أصبحت تُفرض حتي علي النّفَس الداخل ومارق أوالخيبات الإنسانية القياموية فى دارفور والمحاولة التعيسة لمسح جُل قاطنيها عن الخريطة السودانية. لو فعل ذلك سيجبرنا على احترام مسعاه فى النقد.

    كان مشروع الحركة الإسلامية الحاكمة الحضارى وماانفكّ "مشروعاً شمولياً سلطوياً" و"أن رؤية الحركة الإسلامية" لمسألة التغييرالاجتماعي ماانفكّت "رؤية شمولية سلطوية" والآن يسعى منظرو الحركة الى إعادة انتاج الشمولية بأشكال جديدة عبر مراوغة مخاتلة كاذبة تتستّر بثوب النقد الذاتى.

    فى اكتوبر 2008 أدخل فى قلوبنا الرعب خبر تعثّر 237 من كبار المستثمرين ورجال المال والأعمال بالتواطؤ مع مديرى البنوك الإسلامية وقد بدّد هؤلاء مايعادل 15 مليار دولار أمريكى من أموال المودعين والمستثمرين فى عمليات إقراض وتمويلات غير منضبطة بصيغ اسلامية ومن بنوك اسلامية. هذا غيض من فيض فاسد أكّدته منظمة الشفافية الدولية فى تقريرها السنوى لعام 2008 كون "كل من الصومال والعراق وبورما وهايتى وأفغانستان والسودان من أكثر الدول فساداً [21]" هل نحن بين يدىْ نهج النهضة الإسلامية الحضارية الشاملة وفلسفة التخطيط الإجتماعى أم "قوة سيئ استخدامها" فصارت سبباً للفساد والإفساد؟

    ولأن يدا أستاذ أ. ح. عمر صُفرٌ (حتى لانقول مضرّجتان بالأحمر) من المصداقية والأمانة جاء مفهوم نقده الذاتى للحركة الإسلامية،بل وكامل الجهاز المفاهيمى لحركته، ملتوياً وخادعاً.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] ع.ع.ابراهيم "الحركة الإسلامية بين الإنفتاح والإنغلاق" ضمن أوراق سمنار "قضايا وإشكالات الدولة الإسلامية المعاصرة" الذى نظمته د.هويدا العتبانى بتكليف من مؤسسة فردريش ايبرت بالخرطوم، أغسطس 2006. أعاد نشرها ع.ع.ابراهيم فى سودانايل.

    [2] عبدالوهاب الأفندى"غازى صلاح الدين وخرافة المؤتمر الوطنى والحركة الإسلامية" القدس العربى 16 سبتمبر2008عن سودانايل.

    [3] مقتطف من موضوع د. ع.ع.ابراهيم أعلاه عن الحركة الإسلامية عن مقال د.التجانى عبدالقادر فى الصحافة 27سبتمبر2006 وبهذه المناسبة فان الباحث فى كتابات د.عبدالله على ابراهيم طالما يضنيه الفرز بين آرائه الشخصية ورأى من يقتطف منه كونه عدوالأقواس ويقتطف مايؤيد منطقه دون وضع مقتطفه بين الأهلة.

    [4] عبدو مالكوم سيمنون "فى أىّ صورة ماشاء ركّب: الإسلام السياسى ومآل البندر فى السودان" جامعة شيكاغو للنشر 1994.ضمن مقال د. د.ع.ع.ابراهيم السابق.

    [5] السابق: ع.ع.ابراهيم "الحركة الإسلامية بين الإنفتاح والإنغلاق"

    [6] بدا لى د.ع.ع.ابراهيم فى هذا المقال كمستشار إدارة أزمة للحركة الإسلامية ألمّ به إحباط كون الحركة لم "تخدم استراتيجيتها (استراتيجية أوبة الدولة الى الدين) هذه بما تستحقه من سهر على التحالفات أوتشييدها على خلق سياسي قويم". ويقدّم ع.ع.ابراهيم نصيحة للحركة الإسلامية لتنصرف عن قيود المشيخة الدينية وسلطة الفقيه وأن تتمسّك بذلك حتى يفتح لها هذا الصلاح "باباً على الآخرتستقوى به فى تحالفات مدروسة ذات نفس طويل لأوبة الدين للدولة" ثم يود فى مجال آخر أن "لو اعترفت الحركة الإسلامية بإرث الغرب فيها لكانت بنت دولتها ومؤسسات البر بالمساكين على غير نموذج الديوان الضرائبى" وفى باب مثيل يسدى نصيحة أخرى:"سيبقى على الحركة متى أرادت أن تكون فينا رحمة وبركة أن تستنقذ نفسها من آثار عشوائيتها المتراكمة وأن تعيد إختراع نفسها من أفضل صلصالها. وهذا من عزم الأمور" وليت شعرى من أىّ منطلق فكرى وانسانى وعقلانى يتبرّع د.ع.ع.ابراهيم بهذه النصائح والإستشارات

    [7] السابق: ع.ع.ابراهيم "الحركة الإسلامية بين الإنفتاح والإنغلاق"

    [8] السابق: ع.ع.ابراهيم "الحركة الإسلامية بين الإنفتاح والإنغلاق"

    [9] د. عبد الوهاب الأفندي ما بعد "الثورة والإصلاح السياسي" :ما خفي كان أعظم ،القدس العربي 9 سبتمبر 2008

    [10] محاضرة فيليب بروتون والتى ترجمها د.عبدالله بولا فى بوست فى الديمقراطية والثقافة فى موقع سودان فوراول

    [11] حبيب مال الله ابراهيم "مفهوم الخطاب وسماته"

    http://www.freemediawatch.org/majalah/document/docmajla...2048%20-53KHITAB.htm

    [12] المفكر سمير أمين للأهالى 9يناير 2008عدد1359.

    [13] Ebrahim Moosa “Allegory of the rule (hukum): Law as simulacrum in Islam? “History of Religion, 1998 pp.1-24 at page 12. ضمن عبدالله النعيم السابق ص 38

    [14] عبدالله النعيم ، السابق ص46

    [15] السابق: ع.ع.ابراهيم "الحركة الإسلامية بين الإنفتاح والإنغلاق"

    [16] السابق: ع.ع.ابراهيم "الحركة الإسلامية بين الإنفتاح والإنغلاق"

    [17] الإستراتيجية القومية الشاملة - المجلد الأول- 1992م - ص 18

    [18]من كتيبات ميزانية الشركة الاسلامية للتأمين ضمن مقال الأستاذ صديق عبدالهادى جريدة "اجراس الحرية " 27 اكتوبر2008

    [19] ميشيل فوكو،حفريات المعرفة،ترجمة:سالم يفوت،الدار البيضاء،المركز الثقافى العربى، 1987، ص25.ضمن حبيب مال الله ابراهيم

    [20] د. محمد عبد الحميد "البحث العلمي في الدراسات الإعلامية" القاهرة ؛ عالم الكتب،2000، ص300.

    [21] http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7631000/7631563.stm

    from sudanile 15 nov 2008
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:28 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:29 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:30 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:31 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:34 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:37 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 05:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 07:46 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 08:02 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:20 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:51 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:52 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:54 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:55 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:57 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:58 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-05-08, 11:59 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:00 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:04 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:08 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:10 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:48 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:50 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:51 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 00:52 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:21 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:23 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:24 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:25 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 01:26 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 09:00 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 09:03 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:58 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:59 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-06-08, 11:59 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 00:00 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 01:53 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-07-08, 02:15 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-09-08, 04:53 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 03:08 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 04:16 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 04:27 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 05:24 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-10-08, 05:32 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-11-08, 00:54 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-12-08, 01:45 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-12-08, 11:54 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:34 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:37 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:43 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-14-08, 05:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-15-08, 01:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-15-08, 02:22 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-20-08, 06:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-23-08, 04:38 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-23-08, 04:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:22 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:25 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-25-08, 04:27 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 02:49 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 02:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-26-08, 03:34 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 02:14 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 02:38 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-27-08, 03:36 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-28-08, 10:23 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-28-08, 03:41 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 01:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:33 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:11 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 03:39 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 04:34 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى Magdi Ahmed Elsheikh10-29-08, 05:12 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-29-08, 09:52 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-30-08, 03:50 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان10-31-08, 03:17 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 00:37 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 02:46 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 03:47 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:29 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:31 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:36 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 07:39 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-02-08, 08:24 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:25 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:35 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:39 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-03-08, 02:41 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-05-08, 00:59 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:56 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-06-08, 04:57 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 04:09 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:32 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:33 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-08-08, 10:36 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-09-08, 08:32 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-10-08, 03:15 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى عبدالله عثمان11-10-08, 03:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de