|
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما (Re: عبدالله عثمان)
|
هذه صورة سريعة جداً، مقتضبة جداً، لنشاط المؤتمر في السياسة، و في الإصلاح .. ولسائل أن يسأل لماذا لم يسر المؤتمر في التعليم الأهلي على هدى سياسة تعليمية موضوعية، منظور فيها إلى حاجة البلاد كلها، في المستقبل القريب، و البعيد ؟ و لماذا لم يعن المؤتمر بمناهج الدراسة كما عنى بإنشاء المدارس؟ و له أن يسأل لماذا، عندما ولدت الحركة السياسية في المؤتمر، إتجهت إلى الحكومة تقدم لها المذكرات تلو المذكرات و لم تتجه إلى الشعب، تجمعه، و تنيره، و تثيره لقضيته ؟؟ و لماذا قامت عندنا الأحزاب أولاً، ثم جاءت مبادؤها أخيراً ؟؟ و لماذا جاءت هذه المبادئ، حين جاءت مختلفة في الوسائل مختلفة في الغايات ؟؟ و لماذا يحدث تحور، و تطور، في مبادئ بعض هذه الأحزاب، بكل هذه السرعة ؟ ثم لماذا تقبل هذه الأحزاب المساومة، في مبادئها، مساومة جعلت أمراً كالوثيقة عملاً محتملاً، و قد وقع وإستبشر به بعض الناس ؟
نعم لسائل أن يسأل عن منشأ كل هذا ـ والجواب قريب: هو إنعدام الذهن الحر، المفكر، تفكيراً دقيقاً، في كل هذه الأمور، فلو كان المؤتمر موجهاً توجيهاً فاهماً لعلم أن ترك العناية بنوع التعليم خطأ موبق، لا يدانيه إلا ترك العناية بالتعليم نفسه .. و لأيقن أن سياسة (سر كما تشاء) هذه المتبعة في التعليم الأهلي سيكون لها سود العواقب في مستقبل هذه البلاد . فإن نوع التعليم الذي نراه اليوم لن يفلح إلا في خلق البطالة، و تنفير النشئ من الأرياف، و تحقير العمل الشاق في نفوسهم .. و إنعدام الذهن المفكر تفكيراً حراً دقيقاً هو الذي طوع للمؤتمر يوم ولدت فيه الحركة السياسية ـ وهي قد ولدت ميته ـ أن يعتقد أن كتابة مذكرة للحكومة تكفي لكسب الحرية، حتى لكأن الحرية بضاعة تطلب من الخارج، و يعلن بها الزبائن بعد وصولها، حتى تكون مفاجأة، و دهشة .. و لو أن جميع الأحزاب القائمة الآن إستطاعت أن تفكر تفكيراً دقيقاً لأقلعت عن هذه الألاعيب الصبيانية التي جعلت الجهاد في سبيل الحرية ضرباً من العبث المزري..
و آية العجز عن التفكير الدقيق عند قوم أن تراهم يخلطون تخليطاً مشيناً بين الوسائل و الغايات، أو بين الوسائل التي تفضي عن قريب إلى الغاية، و الوسائل البعيدة الإفضاء ـ فتراهم ينفقون جهداً جهيداً فيما لا يستحق أن يعنى الرجل الرشيد طرفة عين ـ و قديماً طوع العجز عن التمييز بين الوسائل و الغايات لبعضهم أن يقول (الغاية تبرر الوسيلة) و هو قول خطأ من أصله .. فإن الغاية لا تبرر الوسيلة، و إنما تعينها، أو تعين حظها من مراقي الرفعة .. فالغايات الرفيعة، كالحرية مثلاً، لا يمكن أن يتوسل إلى منازلها بغير وسائل التضحية، و وسائل النبل، و وسائل القصد الصريح ـ ذلك بأن الوسائل بسبيل من الغابات .. و هي، في سبحاتها العليا، تلتقي بها، و تتواشج معها، حتى لقد يصبح التمييز بينهما رياضة تستعصي حتى على فحول العقول ـ و المقدرة على التمييز الدقيق بين الوسائل و الغايات هي أول، و ألزم ما يجب أن تتحلى به العقول التي تتصدى لتوجيه مصيرنا، نحن، لأنا ضعفاء، ننشد القوة، فما نقوى على إنفاق الجهد في غير غناء، و لأنا قلال، نبغي الكثرة فما نطيق أن نذهب شيعاً، وأهواء !!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:10 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:13 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:14 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:15 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:18 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:19 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:20 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:21 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:21 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:22 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:25 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:26 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:26 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:27 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:28 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:29 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:30 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:31 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:32 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:33 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 02:34 AM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | السر عبدالله | 10-27-07, 12:07 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 04:47 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | Omer Abdalla | 10-27-07, 03:14 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | Omer Abdalla | 10-27-07, 03:21 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | Omer Abdalla | 10-27-07, 04:08 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | Mustafa Mahmoud | 10-27-07, 04:11 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-27-07, 09:08 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | Omer Abdalla | 10-27-07, 05:00 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | السر عبدالله | 10-27-07, 06:44 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عثمان عبدالقادر | 10-28-07, 08:53 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | عبدالله عثمان | 10-28-07, 11:57 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | السر عبدالله | 10-29-07, 06:12 PM |
Re: الفكر الجمهورى: واحد وستون عاما | السر عبدالله | 10-30-07, 07:08 PM |
|
|
|