|
Re: عمر القراى: عندما تختل الموازين !!: تعقيب على د. الطيب زين العابدين (Re: عبدالله عثمان)
|
يقول د. الطيب ( وقد أشار علي عثمان إلى أن مفوضية المتابعة والتقويم " بها خمسة اعضاء يمثلون المجتمع الدولي ويترأسها مندوب حكومة النرويج " قد فرغت من كتابة تقريرها الشامل عن موقف تنفيذ الإتفاقية في مجالات اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وكان تقريراً ايجابياً من كل النواحي وامن عليه أعضاء الحركة ..) هذا ما قاله د. الطيب زين العابدين ، ولكن الحركة قد انتقدت هذه اللجنة ، ورئيسها ، واتهمتها بعدم الحياد ، قبل هذه الأزمة وبعدها ، ولم يحدث ان قبلت ما توصلت له ، بل ان المواجهات التي جرت ، هي التي دفعت برئيس اللجنة ، لتقديم استقالته .. فهل كان د. الطيب على علم بكل هذا ، ثم أخفاه عن القراء ، ليصل لغرضه المبيت ، في تأييد تصريحات السيد نائب رئيس الجمهورية ؟! أم ان الدكتور لا يعرف كل هذا ، ويظن فعلاً ، أن هذه اللجنة محايدة ، وأنها أشادت بما تم من تطبيق الاتفاقية لأنه حق ؟! ومهما يكن من أمر، فان نقص المعلومات ، في هذه القضية الحساسة ، لا يؤهله لتقييم مطالب الحركة ، وهو يغفل اعتراضها المؤسس على أداء اللجنة ..
وفي ختام تعليقه على مطالب الحركة ، قال د. الطيب ( ولا بأس على رئيس الجمهورية ان يستجيب لبعض مطالب الحركة حتى يشجعها على العودة للحكومة ، ولو بتعين ياسر عرمان مستشاراً لرئيس الجمهورية . وأظن أن الأستاذ ياسر أكثر وحدوية ووطنية وتقديراً للمسئولية من كثير من أعضاء حكومة الوحدة الوطنية بما فيهم بعض منتسبي المؤتمر الوطني . ولكن بعض عناصر المؤتمر الوطني تصر على محاسبته بما جرى في جامعة القاهرة الفرع قبل ربع قرن من الزمان وليتذكروا قولة السيد المسيح " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" ) .. والحق أن واجب رئيس الجمهورية ، أن يستجيب لكل مطالب الحركة ، ما دامت من صلب الاتفاقية ، وهو حين يفعل ذلك ، لا يفعله حتى يشجع الحركة للعودة للحكومة ، وإنما يفعله اعتباراً للعهود ، والمواثيق ، ولأنه ما يحقق مصلحة الوطن .. أما ما قاله د. الطيب عن الأستاذ ياسر عرمان فانه ذم بما يشبه المدح !! فهو عندما تحدث عن وطنية ياسر ووحدويته قال ( أظن) وعندما أشار إلى حادثة القاهرة الفرع ذكرها وكأنها حقيقة ، وطلب من أعضاء المؤتمر الوطني أن يغفروا لياسر، كما غفر السيد المسيح للمرأة المخطئة !!
أما نحن فإننا نعلم أن الأستاذ ياسر عرمان أكثر وطنية ، وأصدق مواقف ، من كل أعضاء المؤتمر الوطني .. كما نعلم أن حادثة ، الفرع في الثمانينات ، لم تكن خطأه ، وإنما كانت من ضمن العنف الذي أثارته عناصر الاتجاه الإسلامي ، في السبعينات والثمانيات ، في جامعة الخرطوم ، وفي جامعة القاهرة الفرع ، وان بعض أعضاء المؤتمر الوطني اليوم ، كانوا من المشاركين ، في ذلك العنف المنظم ، آنذاك ، حين عجزوا عن الصراع الفكري والسياسي ..
عقلية المثقف الشمالي:
إن نموذج د. الطيب زين العابدين ، متوفر بكثرة وسط المثقفين الشماليين ، ممن ليس لهم فكر محدد يوجه تفكيرهم وسلوكهم .. فهم يحاولون أن يكونوا ليبراليين ، ودعاة لحقوق الإنسان ، ومطالبين بالديمقراطية ، وناقدين للحكومة ، في كثير من ممارساتها ، ولكن خلف هذا الطلاء الجميل ، يقبع في داخل النفس الجلابي القديم ، المتعالي عرقياً ، وثقافياً ، ودينياً ، على أخواننا الجنوبيين . فبالرغم من معرفة د. الطيب بان المؤتمر الوطني ، يحاول الرجوع إلى عهد الإنقاذ ، حيث البطش بالشعب ، والزراية بمصالحه ، وبالرغم من أن د. الطيب نفسه ، قد قال ( ولكن المؤتمر الوطني بحسابات انتهازية ومن أجل مكاسب زائلة شاء ان يستجيب لكل مطالب وضغوط تمارس عليه من الداخل أو الخارج عدا الاستجابة لمطالب الأحزاب السياسية المشروعة التي تتمثل في قبول التعددية السياسية وأحداث التحول الديمقراطي الحقيقي وبسط الحريات العامة ورعاية حقوق الإنسان والاتفاق على قانون الأحزاب والانتخابات .... ولكنه مهما استغل الثروة والسلطة في التأثير على الناخبين فلن يستطيع ان يغير سجل الإنقاذ الطويل في الظلم و الاستغلال والفساد ) .. (الصحافة 27/10/2006م ) ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|